- الجامع الصغير من أحاديث البشر النذير
مؤلفه:
هو الحافظ جلال الدين أبو الفضل عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي المتوفي سنة 911هـ.
عدد الأحاديث: نقل الكتاني أن عدد الأحاديث: عشر آلاف حديث وتسعمائة وأربعة وثلاثون حديثا, لكن عند العد والحصر لها كما جاء في النسخة المطبوعة المرقمة (10031) عشرة آلاف وواحد وثلاثون حديثاً.
سبب التسمية:
ترجع سبب التسمية إلى أن السيوطي حينما ألف كتابه المسمى بجمع الجوامع، أو الجامع الكبير، قسمه إلى أحاديث قولية، وأحاديث فعلية، ثم انتقى من الأحاديث القولية أحاديث صحيحة مختصرة، وقد زاد عليها بعض الزيادات، وجمع ذلك كله في كتاب سماه (الجامع الصغير من حديث البشير النذير)؛ لأنه مستل من الجامع الكبير.
قال السيوطي. في مقدمة كتابه (أودعت فيه من الكلم النبوية ألوفًا)،ومن الحكم المصطفوية صنوفاً، اقتصرت فيه على الأحاديث الوجيزة، ولخصت فيه من معان الأثر إبريزه(2).
ترتيب الكتاب:
رتب السيوطي أحاديثه حسب حروف المعجم، مراعياً أول الحديث فما بعده؛ تسهيلا على الطلاب.
وبيان ذلك: أنه بدأ بالأحاديث التي أولها همزة، ثم التي أولها باء، ثم التي أولها تاء، وثاء، وجيم، وهكذا، وفي داخل كل حرف من هذه الحروف يمرر الحرف مع حروف المعجم كلها، وإليك مثالاً يوضح ذلك في حرف التاء مثلاً.
تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر..... الخ.
تابعوا بين الحج والعمرة. فإن متابعة ما بينهما تزيد في العمر والرزق.
تأكل النار ابن آدم إلا الأثر في السجود.
تبًا للذهب والفضة.
تبسمك في وجه أخيك لك صدقة.
تبلغ الحلية من المؤمن حيث يبلغ الوضوء.
تجافوا عن عقوبة ذي المروءة إلا في حَدٍّ من حدود الله.
وهكذا فإننا نجد أنه أخذ التاء مع الألف، ثم مرر حرف التاء مع حروف الهجاء كلها، وفي نهاية هذا الترتيب من كل حرف نجد أن السيوطي عقد عنواناً للمحلي بأل فقال فصل في المحلي بأل من هذا الحرف (أي الأحاديث التي تبدأ بأل من هذا الحرف).
"مثال ذلك":
التاجر الصدوق تحت ظل العرش.
التاجر الصدوق لا يحجب من أبواب الجنة.
التاجر الجبان محروم.
التثاؤب من الشيطان.
وهكذا في نهاية الحروف كلها، فإنه يذكر الأحاديث المبدوءة بأل من كل حرف، وأود أن أسجل هنا للباحث عدة ملحوظات ليكون على بصيرة من أمره، وبينة من عمله، وهي:
1- أن هذا الترتيب اتفق تماماً في الحرف الأول والثاني، ثم قد يختل بعد ذلك، وبالمثال يتضح المقال:
أ) إني نهيت عن قتل المصلين.
ب) إني نهيت عن زبد المشركين.
ج) إني لا أقبل هدية مشرك.
د) إني لا أصافح النساء.
هـ) إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس.
و) إني حرمت ما بين لابتي المدينة.
فنجد أنه كان من الأولى أن يقدم (إني نهيت عن زبد) على (إني نهيت عن قتل المصلين)، وأن يقدم (إني لا أصافح النساء) على (إني لا أقبل)، وكان من الأولى والأحرى أن يقدم (إني حرمت) على كل ما ذكره أولاً (3).
2- أن السيوطي قدم حديث (إنما الأعمال بالنيات)، وصدر به أول الكتاب، ولم يجعله ضمن الترتيب الذي نهجه؛ تبركًا به؛ وتصحيحاً لنيته، وهذا صنيع أكثر المحدثين كالإمام البخاري وغيره.
3- أنه في حرف الباء قدم حديث (بسم الله الرحمن الرحيم) مفتاح كل كتاب(4)، ولم يراع الترتيب الذي نهجه لشرف الآية، وتقديمها على غيرها، ثم راعي الترتيب بعد هذا الحديث.
4- لو أراد الباحث أن يخرج حديثاً خاصاً بشمائله - صلى الله عليه وسلم –، وهي الأحاديث المتعلقة بأوصافه - صلى الله عليه وسلم –، فعليه أن يطلب أحاديث حرف الكاف، وبعد الانتهاء من الأحاديث المبدوءة بحرف الكاف عقد المؤلف عنوانًا خاصًا بالشمائل سماه (باب كان، وهي الشمائل الشريفة).
6- لو أراد الباحث أن يخرج حديثاً أوله لفظ "نهى" ولم يجد الحديث في حرف النون مع الهاء فعليه أن لا يتسرع في الجزم بعدم وجود الحديث؛ بل عليه أن يطلب باب المناهي، ومحله بعد المحلي بأل من هذا الحرف.
7-في باب اللام لم يذكر "لا" النافية، و"لا" الناهية، والسر في ذلك أنه أفراد (اللام ألف) في باب مستقل بعد الواو، وقبل الياء التي هي خاتمة الحروف.
8- في نهاية الحديث يذكر من أخرجه من أئمة السنة.
9- يذكر الصحابي الذي روي الحديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم- إن كان الحديث مرفوعًا- أو التابعي إن كان الحديث مرسلاً.
10- يذكر درجة الحديث من حيث الصحة، أو الحسن، أو الضعف. رموز الكتاب ومعناها:
(خ) للإمام البخاري.
(م) للإمام مسلم.
(ق) لما اتفق عليه البخاري ومسلم في صحيحهما.
(د) لأبي داود في سننه.
(ت) للترمذي في سننه.
(ن) النسائي في سننه.
(ة) تاء مربوطة لابن ماجه في سننه.
(4) رقم أربعة رمز لأصحاب السنن الأربع.
(3) الرقم ثلاثة رمز لأبي داود، والترمذي، والنسائي.
(حم) رمز لأحمد بن حنبل في مسنده.
(عم) رمز لعبد الله ابن الإمام أحمد في زوائده على المسند.
(ك) رمز للحاكم، قال السيوطي : فإن كان في مستدركه أطلقت وإلا بينت.
(خد) رمز للبخاري في الأدب المفرد.
(تخ) رمز البخاري في التاريخ.
(حب) رمز لابن حبان في صحيحه.
(طب) رمز للطبراني في الكبير.
(طس) رمز للطبراني في الأوسط.
(طص) رمز للطبراني في الصغير.
(ص) رمز لسعيد بن منصور في سننه.
(ش) رمز لابن أبي شيبه في مصنفه.
(عب) رمز لعبد الرزاق في الجامع.
(ع) رمز لأبي يعلى في مسنده.
(قط) رمز للدار قطني: قال السيوطي: فإن كان في السنن أطلقت وإلا بينت.
(فر) رمز للديلمي في مسند الفردوس.
(حل) رمز لأبي نعيم في الحلية.
(هب) رمز للبيهقي في شعب الإيمان.
(هق) رمز للبيهقي في السنن الكبرى.
(عق) رمز للعقيلي في كتابه الضعفاء.
(خط) رمز للخطيب في كتابه التاريخ إذا أطلق وإلا بين.
(عد) رمز لابن عدي في الكامل(1).
وحين حكمه على الأحاديث فإنه أشار إلى ذلك بالرمز أيضاً.
فرمز (صحـ) معناه أن الحديث صحيح.
ورمز (ح) معناه أن الحديث حسن.
ورمز (ض) معناه أن الحديث ضعيف.
ولا يظن القارئ أن هذه هي الكتب التي اعتمد عليها السيوطي فقط في جمع الأحاديث منها؛ بل هناك كثير من الكتب ذكرها السيوطي في كتابه الجامع الصغير، وقد سجلها السيوطي على ظهر نسخة من جمع الجوامع، حيث قال - رحمه الله رحمة واسعة-: " هذه تذكرة مباركة بأسماء الكتب التي أنهيت مطالعتها على هذا التأليف؛ خشية أن تهجم المنية قبل تمامه على الوجه الذي قصدته، فيقيض الله تعالى من يذيل عليه، فإذا عرف ما أنهيت مطالعته استغنى عن مراجعته، ونظر ما سواه من كتب السنة".
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(2) مقدمة الكتاب ص 5.
(3) الجامع الصغير 1/157 من حديث رقم 2633-3638.
(4) الجامع الصغير 1/187.
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|