• عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - وذكر الحرورية (يعني الخوارج )، فقال: قال رسول الله عليه السلام: «يمرقون من الإسلام مروق السهم من الرمية» .
• و سُئل نافع : كيف كان رأي عبد الله بن عمر في الحرورية ؟ قال: يراهم شرار خلق الله، قال (يعني ابن عمر ): إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين .
• و عن نافع أن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما - كان إذا سئل عن الحرورية قال: يكفرون المسلمين، ويستحلون دماءهم وأموالهم، وينكحون النساء في عددهم، وتأتيهم المرأة فينكحها الرجل منهم ولها زوج، فتكون المرأة عندهم لها زوجان، فلا أعلم أحدا أحق بالقتال والقتل من الحرورية . • و عن نافع – أيضا - قال: قدم جيش من الحرورية في الفتنة وهم من أهل اليمامة، فأغاروا ليأخذوا أموال المسلمين ويقتلوا من دفع عن ماله ونفسه، حتى دنوا من المدينة فكانوا منها مسيرة ليلة ويوم، فدعا عبد الله بن عمر عبد الله بن عياش بن أبي ربيعة فقال: اخرج إلى الناس وكلمهم، فإن كان عندهم قتال لهؤلاء قمنا فقاتلنا معهم، وإن كان ليس عندهم قتال خرجنا إلى مكة ولم نعرضهم ديننا ودماءنا،
وكان ذلك من أمرهم بحدثان ما أصيب أهل المدينة بالحرة، فقال ابن عياش: الناس حديثو عهد بنكبة شديدة، وإنك إن تكلمهم يقولوا: نعم، ثم يفروا عنك ولا يقاتلوا معك، فلما رأيا ذلك ارتحلا من ليلتهما وأنا معهما وناس، فلحقوا بمكة، ثم رد الله أولئك الحرورية عن المدينة فلم يقدموها .
• و قال الليث بن سعد : خرج أربعون حروريا في زمان عمر بن عبد العزيز، فكتب إليهم يدعوهم إلى الجماعة وينكر عليهم خروجهم خلافا للحق والسنة، وأنتم قليل أذلة، فكتبوا إليه جوابا أبلغوا فيه فقالوا: أما ما ذكرت من قلتنا وذلتنا فإن الله قال لأصحاب رسول الله عليه السلام: {واذكروا إذ أنتم قليل مستضعفون في الأرض تخافون أن يتخطفكم الناس فآواكم وأيدكم بنصره} [الأنفال: 26] ، فنحن نرجو ذلك.
فبعث إليهم عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود الهذلي، فلما قدم عليهم قال لهم: قاتلتم دهركم كله على أن يعمل بالذي عمل به عمر بن عبد العزيز، فلما جاء رأيكم الذي كنتم تطلبون، وقال الناس: هذا والله رأيهم، كنتم أول من نفر عنه،
قالوا: والله , لقد صدقت ما كنا نطلب إلا الذي عمل به، ولكنه لم يتبرأ من الذين كانوا قبله، ولم يلعنهم ,
فقلت: هل أنتم صادقي عما أسألكم عنه ؟
فقالوا: نعم، لم تسألنا عن شيء إلا صدقناك .
فقلت: متى عهدكم بلعن هامان؟
فقالوا: ما لعناه قط .
فقلت لهم: أفيسعكم أن تتركوا وزير فرعون المنفذ لأمره، ولا يسع عمر بن عبد العزيز أن يعمل بالحق ويكف اللعن عن أهل قبلته إن كانوا أخطئوا في شيء وعملوا بغير الحق ؟!! .
فرجع إلى عمر بن عبد العزيز فأخبره، فقال: ما أحب أني بعثت إليهم غيرك، فقال له: كيف فطنت لهامان ؟ فقال: تخوفت إن ذكرت فرعون أن يقولوا قد لعناه فإنه ملعن خبيث.
قال: وكتب عمر إلى يحيى بن يحيى الغساني وكان على الموصل أن أقررهم ما لم يسفكوا دما أو يقطعوا سبيلا أو يخيفوا معاهدا، فإن فعلوا شيئا من ذلك فهم العدو، فاقتلوهم حيث ثقفتموهم، فأمسكوا بأيديهم حتى توفي عمر بن عبد العزيز.
ثم خرجوا في خلافة يزيد بن عبد الملك، فقتلوا.
• و عن يزيد بن أبي حبيب أن رجلا من الحرورية قال لعبد الله بن عمر: إنك كافر، قال له عبد الله بن عمر: كذبت . ثم لقي عبد الله بن عباس فقال له مثل ذلك . فقال ابن عباس: بسم الله الرحمن الرحيم قل يأيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون، فقرأها حتى ختمها: قال الحروري: قال الله: {بل هم قوم خصمون} [الزخرف: 58]
كتاب المحاربة من موطأ ابن وهب 1/16
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|