والـذى يـتـدرج فـيـهـا فـى شـرح عـوالـم الـغـيـب الـمـحـيـطـة بـنـا والـتـى تـؤثـر فـيـنـا وتـتـعـامـل مـعـنـا دون أن نـراهـا إلا لـحـظـة الـمـوت .. عـالـم الـمـلـكــــوت وأقـســــامــــــه ( الـجـبـروت والـبـرزخ والـمـثـال والـخـيـال والـوهـم ..... ) والـنـفـس وقـواهـا الـظـاهـرة والـبـاطـنـة .. ثـم عـالـم الـغـيـب .. أسـمـاء الـلـه تـعـالـى وصـفـاتـه وأثـار الـصـفـات .. ويـوضـح عـلاقــة الـروح بـالـنـفـس والـقـلـب والـجـسـد فـى شـرح جـمـيـل وأن نـور الإيـمـان يـأتـى مـن الـداخـل مـن الـروح إذا أمـدت الـنـفـس بـانــوارهــا .. والـحـجـاب عـن الـلـه وأنـواعـه .. والـرؤيــا يـقـظـة ومـنـامــا .. وكـيـف تـتـم .. والـفـتـح والـكـشـف والإسـتـدراج .. ومـعـنـى ذنـوب الأنـبـيــاء .. والـتـرقـى فـى مـعـرفـة الـلـه .. والـنـبـوة والـرسـالـه .. والـنـور وظـل الـنـور .. ومـعـنى الـحـب ( هـذا الـلـفـظ الـجـامـع لـكـل مـعـانـى الـجـمـال فـى الـنـفـس الإنسـانـيـة
والـكـثـيـر والـكـثـيـر .. يـعـلــو بـك فـى فـهـم الـمـعـانـى حـتـى يـؤكـد لـك فـى الـنـهـايـه أن روح رسـول الـلـه هـى حـجـاب الـرحـمـة ومـصـدر الإيـمـان لـلأكـوان والـمـخـلـوقـات الـسـابـق مـنـهـا واللاحـق .. وهــو مـا تـشـيـر إلـيـه الآيـة الـكـريـمـه " ويـؤمـن لـلـمـؤمـنـيــن " ..
ويـرى فـضـيـلـتـه أن لـكـل حـقـبـة مـن الـزمـن خـصـوصـيـة ,, فـكـمـا لـهـا خـصـوصـيـة مـاديـة .. وكـذلـك عـلـمـيـة .. وإجـتـمـاعـيـة .. كـذلـك لـهـا خـصـوصـيـه روحـيـة أو قـل إيـمـانـيـة .. تـكـون عـلـى قـدر إرتـبـاط أرواح وقـلـوب أهـلـهـا بـقـلـب وروح رسـول الـلـه .. فـمـا يـصـلـح لـحـقـبـة مـن الـزمـن قـد لايـصـلـح لـغـيـرهـا .. فـالـمـنـهـج الإسـلامـى بـأركـانـه الـخـمـسـة وتـفـاصـيـلـه ثـابـت عـنـد الـسـابـقـيـن وكـذلـك عـنـد الـلاحـقـيـن .. أمـا الـحـالـه الإيـمـانـيـة وأسـلـوب الـدعـوة والـتـوجـيـه فـهـو الـمـتـغـيــر .. لـذا كـان لـكـل زمـن رجـالـه .. مـن يـؤهـلـهـم الـلـه لـذلـك ....
فـأسـرار الـكـون تـتكـشـف يـومـا بـعـد يـوم .. والـعـقـل الـبـشـرى يـسـتـوعـب ويـتـقـدم .. وتـثـقـلـه الـتـجـارب والـعـلـوم الـحـديـثـه .. وأصـبـح يـقـبـل مـا لـم يـكـن يـقـبـلـه مـن قـبـل .. والـقــرآن لا تـنـتـهـى عـجـائـبـه .. فـفـيـه كـل فـتـح عـلـمـى تـم أو فـى سـبـيـلـه لأن يـتـم .. لـذا كـان كـلام الـسـابـقـيـن فـى الأمـور الإيـمـانـيـه ولـيـسـت الإسـلامـيـه .. لـيـسـت حـجـة عـلـى أهـل هـذه الـحـقـبـه .. فـقـد كـانـت لـزمـنـهـم ولـمـخـاطـبـة عـقـول أهـل زمـنـهـم .. وعـلـى قـدر أرواح وإيـمـان أهـل حـقـبـتـهـم .. وهـذا لـيـس إتـهـامـا لـهـم أبــدا .. فـلابـد أن يـحـاكـى الـفـتـح الـعـلـمـى الـواقـع والـمـلـمـوس مـن أهـل هـذا الـزمـن .. فـتـحـا إيـمـانـيـا .. أى الـربـط بـيـنـهـمـا لـتـأكـيـد الإيـمـان فـى الـقـلـوب .. ولـيـس كـتـفـسـيـر عـلـمـى .. فـالأشـعـه الـتـى تـصـور بـهـا عـظـامـك وتـكـون سـبـبـا فـى شـفـائـك لا تـراهـا بـعـيـنـك .. وكـذلـك عـوالـم الـغـيـب الـتـى تـحـيـط بـنـا وتـؤثـر فـيـنـا ..
.. أضـف إلـى ذلـك أن تـفـسـيـر الـقـرآن .. هــو الـرأى الـشـخـصـى لـلـمـفـسـر .. لـذا تـعـددت الـتـفـاسـيـر .. بـيـنـمـا رسـول الـلـه يـقـول لإبـن عـبـاس رضـى الـلـه عـنـهـمـا وداعـيـا لـه " الـلـهـم فـقـه فـى الـديـن وعـلـمـه الـتـأويـل " .. إذا فـهـنـاك الـتـأويـل ولـكـن لأهـلــه ومـن أتـــاه الـلـه ذلـك ..... ولا تـحـجـيـر عـلـى فـضـل الـلـه سـبـحـانـه وتـعـالـى ... فـالـقـرآن يـأتـى يـوم الـقـيـامـة بـكـر كـأن لـم يـمـسـه أحــد .. وهــو دلـيـل عـلـى أن كـل مـن تـكـلـم عـن الـقـرآن فـحـديـثـه نـاقـص ... ثـم إن حـضـرتـه يـفـتـح حـوارا جـديـدا حـول الـفـرق بـيـن الـقـرآن والـمـصـحـف ..
لـذا فـإن تـكـرار آراء عـلـمـاء الأمـة والـذيـن أفـضـوا إلـى ربـهـم مـن مـئـات الـسنـيـن عـن الإيـمـان وأنـوار الـنـبـوة دون تـمـحـيـص .. خـطــأ يـلـزمــه مـراجـعــه ... فـكـيـف نـحـدث الـنـاس فـى الـقـرن الـواحـد والـعـشـريـن بـمـفـاهـيـم الـعـقـول الـتـى مـر عـلـيـهـا ألـف سـنـة أو يـزيـد حـتـى ولـو كـانـوا مـن الأولـيــاء .. فـالـجـانـب الـروحـى مـنـفـصـل عـن الـجـانـب الـمـادى أو بـمـعـنـى أصـح مـغـيـب عـن الـعـقـول فـقـط .. فـلا يـصـح أن نـحـكـم بـالـعـقـل وهـو الأدنـى عـلـى مـا هـو أعـلاه مـن الأمـور الـروحـيـة أو الإيـمـانـيـة .. فـصـحـابـة رسـول الـلـه رضـوان الـلـه عـلـيـهـم أجـمـعـيـن لـم يـكـن يـعـلـمـوا أن الأرض كــرويـه مـثـلا .. لأن هـذا الأمــر لايـعـنـيـهـم ولـيـس شـرطـا لإيـمـانـهـم .. بـيـنـمـا فـتـح الـلـه عـلـى أهـل هـذا الـزمـن بـأسـرارعـن الـكـون كـانـت مـحـجـوبـه حـتـى عـن خـاصـة الأولـيـاء والـصـالـحـيـن فـى الـسـابـق .. وكـل هـذا حـجـة عـلى أهـل الـزمـن نـفـسـه ..... كـل هـذا يـدعـونـا إلـى عـدم إضـفـاء الـقـداسـه عـلـى أقـوال الـسـابـقـيـن فـى الأمـور الإيـمـانـيـه بـل قـصـرهـا عـلـى الـنـص الـقـرآنـى والـحـديـث الـشـريـف فـقـط " فـلـهـم فـى كـل زمـن عـطـاء وخـطــاب جـديـد "
يتبع بمشيئة الله
http://www.alabd.com