بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد الإخوة الأحباب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الأخ الحبيب ذو الفقار جزاك الله خيرا على هذه المعلومة القيمة , وفى سياق الكلام عن الدجال , وتحذير الأمة منه - وهو صنيع الأنبياء والمرسلين كما ورد فى صحيح البخاري (10 / 274) عن ابْنُ عُمَرَ قال : قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ ( إِنِّي أُنْذِرُكُمُوهُ وَمَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا قَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ , لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ , وَلَكِنْ سَأَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تَعْلَمُونَ أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ) -
أقول :
فهذه مشاركة سريعة عن الدجال , أبدأها بمعنى الكلمة وأصلها فى اللغة , وما يتعلق هذا المعنى اللغوى بحقيقة الدجال – لعنة الله عليه - . قال ابن الأثير فى لسان العرب (11/ 236- 237) عن معنى الدجال , وأصل كلمة دجل ما نصه – باختصار - :
دجل الشيء غطاه . و دجلة اسم نهر من ذلك لأنها غطت الأرض بمائها حين فاضت .
والداجل : المموه الكذاب وبه سمي الدجال , و الدجال هو المسيح الكذاب وإنما دجله سحره وكذبه .
قال ابن سيده : المسيح الدجال رجل من يهود يخرج في آخر هذه الأمة , سمي بذلك لأنه يدجل الحق بالباطل . وقيل : بل لأنه يغطي الأرض بكثرة جموعه . وقيل : لأنه يغطي على الناس بكفره وقيل : لأنه يدعي الربوبية سمي بذلك لكذبه وكل هذه المعاني متقارب .
قال ابن خالويه : ليس أحد فسر الدجال أحسن من تفسير أبي عمرو قال : و الدجال المموه يقال دجلت السيف موهته وطليته بماء الذهب .
قال : وليس أحد جمعه إلا مالك بن أنس في قوله هؤلاء الدجاجلة . ورأيت هنا حاشية قال : صوابه أن يقول لم يجمعه على دجاجلة إلا مالك بن أنس , إذ قد جمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حديثه الصحيح فقال ( يكون في آخر الزمان دجالون ) أي كذابون مموهون , وقال ( إن بين يدي الساعة دجالين كذابين فاحذروهم )
وقد تكرر ذكر الدجال في الحديث وهو الذي يظهر في آخر الزمان يدعي الإلهية , وفعال من أبنية المبالغة أي يكثر منه الكذب والتلبيس .
وقال الأزهري : كل كذاب فهو دجال وجمعه دجالون , وقيل : سمي بذلك لأنه يستر الحق بكذبه . و الدجال و الدجالة الرفقة العظيمة .
وفى التهذيب : يقال لماء الذهب دجال , وبه شبه الدجال لأنه يظهر خلاف ما يضمر .
قال أبو العباس : سمي الدجال دجالا لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها . ويقال : قد دجل الرجل إذا فعل ذلك . وقال مرة أخرى : سمي دجالا لتمويهه على الناس وتلبيسه وتزيينه الباطل يقال قد دجل إذا موه ولبس . انتهى كلام ابن الأثير .
وسأتابع بمشيئة الله تعالى ذكر ماورد عن الدجال فى القرآن والسنة المشرفة والآثار , وذلك فى المشاركة القادمة .
وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .
|