بسم الله الرحمن الرحيم
يقول الإمام العلامة سيدى أحمد الدردير -رضى الله تعالى عنه - فى كتابه الما تع (الخريدة البهية ) متكلما عن آداب الذكر ، وكيفية ذكر ( لا إله إلا الله ) قائلا
ولا شىء أقرب لصفاء القلب من كثرة ذكر( لا إله إلا الله ) مع الآداب التى ذكرها أهل الله رضى الله تعالى عنهم ومتى ترك السالك الآداب أو اكثرها بعد عليه الوصول الى مطلوبه و الآداب اما قبلية وإما مصاحبة وإما بعدية فالقبلية الآداب القبلية - أن يجدد التوبة مما وقع فيه من الخالفات والخوااطر الردئية . - وأن يتطهر من الحدث والخبث . - وأن يتوجه إلى الله برغبة ليحصل له الجمعية في الذكر. - وأن يستغفر الله تعالى بما تيسر باى صيغة كانت . - وأن يصلى على النبي - صلى الله عليه وسلم - . - وأن يستقبل القبلة لانها افضل الجهات . - وأن يستحضر شيخه ليكون رفيقه فى السيرثم يشرع فى الذكر. واما الآداب المصاحبة - أن يستحضر الذاكر معنى الذكر الذى يذكر به إجمالا اذا كان يذكر بـ( لا إله إلا الله ) فعليه أن يحقق الهمزة ويمد ألف (لا) مدا متوسطا ويفتح هاء إله فتحة خفيفة ويمد ألف اله وألف الله مدا طبيعيا وياتى بالهاء من الله ويقف عليها . - وأن يذكر بهمة وقوة وأن يكون ذكره رغبة فى مرضاة الله ومحبته وإمتثالا لامره لا لرياء ولا لسمعة ولا لطلب أمر دنيوى أو أخروى . - وأن ينفي الأكوان عن قلبه لان ملاحظة شىء منها قاطع عن الله تعالى ولولا أن للشيخ مدخلا فى السير ما سوغوا له ملاحظته فى حال البداية . - وأن يجلس كجلوسه للتشهد إلا لتعب فيجوز التربع . - وأن يغمض عينيه لان له تأثيرفى تنوير القلب . وإذا كان يذكر بـ( لا إله إلا الله ) يبتدىء بـ(لا) جهة اليمين ويرجع بـ(إله)ويختم بـ(الله)جهة اليسار مشيرا إلى قلبه فإذا أراد ختم الذكر ختمه بـ( محمد رسول الله ) .
وأما الآداب البعدية فإنه يسكت ويسكن بخشوع فان للذكر واردات ترد على القلب ولا يتمكن الوارد إلا بذلك ولهذه السكتة آداب مراقبة الله تعالى وإجراء معنى الذكر على قلبه ونفى الخواطر كلها ويجمع حواسه كلها بحيث لا تتحرك منه شعرة كحال الهرة عند صياد الفأرة وأن يكتم نفسه بقدر الطاقة مرارا أقلها ثلاث الى سبعة حتى يدور الوارد فى جميع أركانه وأن لا يبادر بشرب الماء عقب الذكر فإنه يطفىء ما تحصل من أنواره فإن داومت على الذكر بهذه الآداب ترقى أى تصعد وتترقى -انتهى بتصرف بسيط . _________________________
كتاب : حاشية الإمام السباعي على شرح خريدة أبى البركات سيدى( أحمد الدردير) -رضى الله تعالى عنه - فى التوحيد .
صفحة : (173،174،175).
_________________ يارب بالــمــصـطــفى بــلـغ مـقـاصــدنا --- واغفر لنا ما مضى يا واسع الكرم
واغفر إلهى لكل المسلمين بما --- يتلون فى المسجد الأقصى وفى الحرم
بجاه من بيته فى طيبة حرم --- واسمه قسم من أعظم القسم
|