قرأت بالأمس القريب في كتاب : الإشاعة لأشراط الساعة للعلامة الشريف البرزنجي رحمه الله تعالى .
و كان مما قرأت صـ58 :
( لما كان سنة ثمان عشرة أصاب جماعة من المسلمين بالشام الشراب
فجلدهم أبو عبيدة بأمر عمر و قال عند ذلك :
ليحدثن في هذا العام حادث فوقع الطاعون .
و قال هشام : إنما حدث الطاعون بالشام لأجل هؤلاء الذين شربوا الخمر .
و ممن مات في طاعون عمواس من مشاهير الصحابة :
أبو عبيدة بن الجراح.
و معاذ بن جبل .
و شرحبيل بن حسنة .
و الفضل بن العباس.
و أبو مالك الأشعري .
و يزيد بن أبي سفيان .
و الحارث بن هشام .
و أبوجندل بن سهيل .
و سهيل بن عمرو .
رضي الله تعالى عنهم . (اهـ بتصرف .)
يستفاد من ذلك عدة أشياء :
أولا : حدث شيء عظيم من جماعة من
المسلمين وهو شرب الخمر
ثانيا : السادة الصحابة - رضي الله
تعالى عنهم - أخذوا على أيدي هؤلاء
الشاربين فجلدهم سيدنا أبو عبيدة -
رضي الله عنه .
ثالثا : ومع ذلك -يعني انتصار
الصحابة لدين الله تعالى و أخذهم على أيدي الظالمين - نزلت عقوبة على تلك
البلدة التي حدث فيها ذلك الأمر العظيم
وفيها من الأكابر من لو وزن أحدهم بأهل الأرض قاطبة لرجح بهم .
و لعل ما حدث تطهير لمن شرب و ثواب و شهادة لغيرهم و لكن الشاهد في القصة إذا صحت الرواية :
أن الحكم الإلهي عم البلدة كلها و فيها من الأكابر من ذكرنا و هو مصداق الحديث الشريف :
( أنهلك و فينا الصالحون ؟ قال : نعم إذا كثر الخبث )
وهذا الحدث وقع في زمن خير القرون فما بالنا بزمننا الحاضر و الذي وقع فيه من المنكرات العامة و الخاصة ما لا يعلمه إلا الله سبحانه و تعالى .
إننا حتى الآن نعيش و نحيا بلطف الذي لا يسئل عما يفعل سبحانه و تعالى .
و مع ذلك أقول :
إن الذي لا يصدق أو لا يتوقع ملمات شديدة لأمتنا و بلدنا في ظل كل هذه المؤامرات و التخطيطات و المعاصي و المنكرات إنما هو عن السنن الإلهية والواقع و التاريخ بعيد جدا .
_________________ مددك يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الغوث يا سيدي رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
الشفاعة يا سيدي يا رسول الله صلى الله عليك و على آلك و سلم
|