جامع ألجاى اليوسفى
السايس
أثر رثم 131 لسنة 774هـ / 1372م
هذا الجامع بسويقة العزى ( شارع سوق السلاح ) على رأس حارة الهلالية ( درب حلوات ) (1) أنشأه الأمير سيف الدين ألجاى اليوسفى احد الأمراء الكبار فى دولة الشرف شعبان بن حسين فى سنة 774هـ / 1372م وهو التاريخ الذى وجد بالنص التاريخى الآتى ، بخلاف ما يذكرة المقريزى (2)
وقد أنشأ برسم جامع للصلاة ومدرسة لفقهاء الحنفية والشافعية عرفت بالمدرسة الألجيهة الكبرى ، وأودع بها مرافق كاملة من كتب وخلافه ، ومات قبل تمام بعض مفردات منه ، فأكمله بعده كبير الأوصياء وهو كما فى المنهل الصافى ، الأمير علاء الدين على بن احمد بن عبد الله الطيبرسى المعروف ( بابن السايس ) كان من جملة الأمراء وأستادار خوند بركة أم الأشرف شعبان ابنحسين ولما قتل الاشرف وزالت الدولة الأشرقية وقعت له أمور وامتحن وصودر ولزم دراه الى انمات فى شوال سنة 786هـ / 1384م وكان يعد من الأعيان وله ثروة وحشم وبه عرفت هذه المدرسة باسم جامع السايس ، وقد ذكر فى النجوم الزاهرة فى سنة الوفاة باسم بن السايس الطيبرسى ، فتح المسجد رسميا بعد موته فى سنة 775هـ / 1373م (3)
وهو جامع فخم يواجه السالك فى هذه المنطقة بمئذنته الرشيقة وقبته المضعلة تطليعا حلزونيا لا ثانى له ، والوصول اليه من بابه العمومى ومنه نصل بعد اجتيازمربع يعوه قبو معقود إلى الصحن مكشوف ، تحدث به أربعة أواوين فى الايوان الشرقى منها المنبر والمحراب ، ويجاور الايوان القبلى باب يؤدى إلى قبة المنشىء وهى من القباب الحجرية المضعلة ، إلا إنها تتباين فى تضليها عن باقى القباب الأخرى التى من نوعها بفروق هندسية ،وتليها فى هذا النظام والتنسيق إلى حد كبير ، وتمتاز بعلوها الشاهق وبزخارفها ومقرنصاتها فليس لها نظير فى واجهات مساجد أخرى ، وهى تكون بما فيها الباب مجموعة زخارف ومقرنصات ودلايات بلغت حد الاتقان ، ويجاور الباب العمومى إلى الجهة البحرية سبيل يعلوه مكتب أصله من مرافق المدرسة ، وجدده محمد أغا فى سنة 1040 هـ / 1630 م كما فى النص التاريخى الذى يعلو باب السبيل
وبالجامع اثر تصليح حديث فى منبره ، وجدران أواوينه ومدخله وبلاطه ، وهو مما أجرى فيه فى وقت أخر سنة 1356هـ / 1937م
ولهذا الجامع شبيه ببعض جوامع القاهرة التىبنيت بعده بأكثر من نصف قرن ، إلا أنه يمتاز عنها بفوراق ظاهرة
المذكرات التاريخية
المذكرة الأولى والثانية : ببابه العمومى بجانبيه وباعلاه
بسم الله الرحمن الرحيم ، أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة
المقر الأشرف الجاى أتابك العساكر المنصورة الملكى
الشرف غفر الله له ولجميع المسلمين بتاريخ شهر
رجب سنة أربع وسبعين وسبعمائة
بسم الله الرحمن الرحيم * ﴿ إِنَّمَا يَعْمُرُ مَسَاجِدَ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَلَمْ يَخْشَ إِلَّا اللَّهَ ۖ فَعَسَىٰ أُولَٰئِكَ أَن يَكُونُوا مِنَ الْمُهْتَدِينَ﴾
صدق الله العظيم
أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة المقر الشرف
العالى المولوى الأميرى السيقى ألجاى أتابك العساكر المنصورة
الملكى الأشرف اعز الله نصره بتاريخ شهر رجب سنة
أربع وسبعين وسبعمائة
المذكرة الثالثة بالمنبر
بسم الله الرحمن الرحيم : فى بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها
اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال ، وكان الفراغ فى فى شهور سنة أربع وسبعين وسبعمائة
ترجمة المنشى
منشىء هذا المسجد هو الأمير سيف الدين ألجاى اليوسفى ، عينه الأشرف شعبان بن حسين أمير مائة ثم مقدم ألف ثم أمير سلام ثم استقر أتابكا ( رئيسا ) للجيوش المصرية ،واضيف غليه نظر المارستان المنصورى (دار الشفاء المنصورية ) والنظر على الأوقاف الأهلية ، وقد صاهر السلطان فى أمه الخاتون خوند بركة ( وهى صاحبة المدرسة الموجودة بأسمها خلف مسجد الشعرانى بباب الشعرية ) وبقيت فى عصمته حتى ماتت ، وبأثر موتها بدأ نجم المنشىء يأفل بسبب النزاع على ميراثها بينه وبين السلطان فسولت له نفسه محاربة السلطان ، ولكن السلطان استطاع ان يقاومه أولا وثانيا ، وقد حاول الفرار منه فلحق بالخرقانية بمديرية القليوبية ،ولما ضيق العسكر الخناق عليه ألقى بنفسه فى البحر طلبا النجاة ولكنه لم ينج إذ لم يكن يحسن السباحة فغلرق بفرسه ، فلما علم السلطان بموته أرسل فى البحث عن ورفاته ، فعثروا عليه الغطاسون فأمر السلطان بتشيع جنازته بطريقة غير رسمية ودفن تحت قبة هذا الجامع
ومات المنشىء عن أولاد وحفدة امتد عقبهم حينا ، وظهر منهم اعلام منهم : الشهاب احمد بن احمد بن محمد شهاب الدين الحنفى سبط الجاى اليوسفى صاحب المدرسة الجليلة وناظرها ( أمه ) فرج بن قرنطاى بن الجاى ولد فى رجب سنة ثلاث وثلاثين وثمانمائة بالقاهرة وقرأ وسمع على السخاوى فى الأمالى ويغرها ، من علماء الحنفية فى أول القرن التاسع وتولى نظارة هذه المدرسة