ذكرى وفاة الشيخ محمد أبوالفضل الجيزاوى
يقول جدى حسن قاسم فى ذيل الجبرتى :
وفيات سنة 1346 – 1927 – 1928
- الشيخ محمد أبو الفضل الجيزى المالكى
الشيخ محمد أبو الفضل الجيزى المالكى شيخ الأزهر ، من وراق الخضر من قرى امبابه وعرفت بالشيخ احمد الوراق المجذوب من صحابة سيدى احمد البدوى رضى الله تعالى عنهما وهى قسمان ، هذا القسم الآخر وراق العرب فى جنوبها ، ولد المترجم بها فى سنة 1264 واتصل بالزهر فى اواخر سنة 1273 ، وظل فى الدرس الى سنة 1287 فصدره شيخه الامبابى للتدريس ، ثم أجازاه السقا وعليش وتصدر للتدريس بالأزهر فى النحو والفقه والعلوم العقلية والعربية وغيرها من العلوم ، وفى 3 من ربيع الول سنة 1313 انتخب عضوا فى ادارة الأزهر ، وفى 18 صفر سنة 1326 عين وكيلا لمشيخة الأزهر ثم شيخا لمعهد الاسكندرية ، وفى 14 من ذى الحجة سنة 1335 توفى مشيخة الأزهر وبقى حتى توفى فى صباح يوم الخميس 15 من المحرم من هذه السنة 16 من يوليه سنة 1927 ودفن بمسجده بصراء أبى رمانة بالجبانة الجنوبية داخل باب القرافة ومن مؤلفاته حاشية على المطول وغيرها ، والشيخ أبو الفضل ككل شيوخ الأزهر الذين تخرجوا فيه لا يعرف التجديد ولا يهواه فمضى كما مضى أسلافه والأزهر على قديمه ورجعيته ( خلف محمد ابو الفضل ، احمد 1 ومحمد أمين وهذا مات فى 20 رمضان سنة 1362 – 20/9/1943 وله عبد العزيز وصلاح وابنتان وللشيخ أبىالفضل ترجمة بقلمه فى كتاب الكنز الثمين ص 112
--------------------------------------------
(1) مات فى صباح يوم الأثنين غرة يوليه سنة 1963 – 10 صفر سنة 1383 تزوج المرحومة فاطمة ماهر حسن وهذه توفيت فى 24/6/1961 وأمها المرحومة زكية محمد بهدت جوربجى بن المرحوم على موسى جوربجى جمليانبن حسين بن عبد الرحمن الاسلامبولى رزق منها باولاده محيى الدين ، محمد ، ممدوح ، مصطفى ، أمين ، نبيل ، وحرم صلاح مبروك وحرم القاضى اسماعيل جمال الدين
--------------------------------------------------
ويقول الدكتور إسامة الأزهر فى موسوعته جمهرة أعلام الأزهر الشريف
شيخ علماء الأصول الإمام الأكبر والعلامة المحقق المعمر الشيخ محمد أبو الفضل بن على الوراقى الجيزاوى المالكى ، شيخ الجامع الأزهر ، وربما ذكر فى بعض الكتب فيوصف بالصغير ، فيقال :
محمد أبو الفضل الجيزاوى الصغير تمييزا له عن العلامة الشيخ احمد الجيزاوى الكبير ، رحم الله الجميع
ولد فى وراق الحضر – من ضواحى القاهرة سنة 1263هـ الموافق 1847 م أو قبلها ، بل قيل : إننه ولد سنة 1264هـ وانها السنة التى جرى فيها تعداد القطر المصرى ، وقد يقال : إن هذا التاريخ أدق ، لارتباطه بذلك الحدث المشهور
وقد نشأ فى بلده ودخل الكتبا لحفظ القرآن الكريم سنة 1269 هـ فحفظ القرآن الكريم بتمامه سنة 1272 هـ ثم جاور فى الأزهر أواخر سنة 1273هـ فاشتغل بالتجويد وحفظ المتون وحضر على كوكبة من علماء المحققين فى علوم العربية من نحو وصرف ومعادن وبديع وبيان ، وعلم أصول الفقه وأصول الدين ، والتفسير والحديث والمنطق وغير ذلك على أكابر العلماء الموجودين فى ذلك الوقت فدرس أصول الفقه والحديث على العلامة الشيخ محمد عليش والعالم العامل الشيخ على مرزوق العدوى وتلقى علوم البلاغة والمنطق والحديث على يد العلامة البرهان السقا والشمس الانبابى وشرف الدين المرصقى ومحمد العشماوى ومحمد الفضالى الحروانى ودرس على شيخ الشيوخ العلامة الشيخ أحمد محجوب الرفاعى الفيومى وعلى الامام الشيخ مصطفى العروسى شيخ الأزهر الشريف وغيرهم
وداوم على الاشتغال حضورا ومطالعة الى سنة 1287هـ حيث أمره شيخه الأنبابى بالتدريس فاعتذر فألح عليه فامتثل أمره واستأذن الشيخين عليس والسقا وجمع رسالة فى البسملة وحديثها المشهور وأقرأ جميع كتب فقه المالكية المتاولة فى ذلك الوقت مرارا عديدة وكذلك كتب العلوم العربية وعلم أصول الدين وعلم أصول الفقه والمنطق مرارا عديدة لطبقات كثيرة ورزق الحضوة وإقبال الكثير من الطلبة حتى تخرج عليه غالب أهل الأزهر
وكان أول من أحيا كتاب الخبيصى فى المنطق بتدريسه مرارا وكتاب القطب على الشمسية وكتاب ابن الحاجب فى الأصول بشرح العضد وحاشيتى السعد والسيد فقد درسه فى الأزهر مرتين لجمع عظيم من الطلبة ومرة فى الاسكندرية فىمدة مشيخته وكتب حاشية على الشرح وحاشيتيه وقرأ المطول وكتب على شرحه وحاشيته نحوا من خمس وأربعين كراسة وقرأ تفسير البيضاوى ولم يتم وكتب على أوائله نحو من شبع عشر كراسة
وعين شيخا لمعهد الاسكندرية سنة 1335هـ ثم رئيسا لمشيخة الازهر والمعاهد الدينية بالقاهرة وشيخا للمالكية سنة 1336هـ وظل فى هذا المنصب الى وفاته بالقاهرة ووكيلا للأزهر وعضوا بهيئة كبار العلماء سنة 1329هـ الموافق سنة 1911م
ثم تقلد مشيخة الأزهر الشريف فى 14 ذى الحجة سنة 1335 هـ الموافق اول اكتوبر سنة 1917م ثم أضيف اليه مشيخة السادة المالكية فى 20 صفر سنة 1336هـ
وقد أنشا قسم التخصص الذى يلتحق به الطلاب بعد نيل شهادة العالمية وجعل أقسامه هى : التفسير والحديث والفقه والأصول والنحو والصرف والبلاغة والأدب والتوحيد والمنطق والتاريخ والاخلاق ن وألف لجنة للإصلاح سنة 1925م
وقد كانت ايامه رحمه الله تعالى تموج بالأحدث ، ففى أيام مشيخته للأزهر الشريف اندلعت ثورة 1919 م ولما أن انعقد مؤتمر الخلافة فى القاهرة تولى المترجم له رياسته وفى مرحلة من مراحل مجمع اللغة العربية انعقد ما يمسى بمجمع دار الكتب وقد تأسس سنة 1916م وبقى الى سنة 1919م – ودعا إليه مدير الدار احمد لطفى السيد وصار كاتب سره وكان رئيسه الامام الأكبر الشيخ سليم البشرى وتلاه على رئاستة الامام الأكبر الشيخ أبو الفضل الجيزاوى وكان من أعضائه السادة العلماء أحمد الاسكندرى وحفنى ناصف وحمزة فتح الله وعاطف بركات وكان يتألف من ثمنية وعشرين عضوا
قال رشيد رضا فى تهئنته عند تعينه شيخا للأزهر : ( وهو أكبر علماء المالكية بعد البشرى سنا ، ومن أشهر علماء الأزهر فى العلم والمحافظة على آداب الشيوخ وشمائلهم ، ويقال إنه فى العقد الثامن من العمر ، وقد سبق له الاشتغال بإدارة الأزهر إذ كان أحد أعضاء مجلس إدارته فى مشيخة الشيخ حسونة النواوى ثم عين وكيلا للأزهر وبعد قليل من الزمن عين شيخا لمعاهد الاسكندرية فنهنئه بأكبر منصب يرتفى اليه شيوخ العلم الدينى بمصر ونسأ الله تعالى ان يوفقه ويسدده فيه
قال العلامة الغامرى فى البحر العميق ( ولما حضرت إلى القاهرة وجدته قطع التدريس واقبل على رياسة المشيخة وكان قد شاخ وكبر ولحقة الضعف والهرم فزرته فى بيته بدرب الجماميز يوم الخميس سابع عشر ذى القعدة سنة اربع وأربعين ، فأجاز لى إجازة عامة بكل ما يجوز له روايته كما أجاز له الشيخ إبراهيم السقا والشيخ محمد الانبابى
كان رحمه الله تعالى قد كتب لنفسه ترجمة ضمنها شيئا من أخباره فى تلقى العلم وتصدره للتدريس أيام الشيخ الشمس الأنبابى وما أقرأه من الكتب فى الفنون العلمية المختلفه
ومن مؤلفاته : الطراز الحديث فى فن مصطلح الحديث وكان قد سماه اولا تهذيب التقريب والتدريب ثم غير اسمه واجازه للشيخ محمد ابن محمد المراغى المالكى الجرجاوى – وتعليق على أوائل تفسير البيضاوى – وتحقيقات شريفة وتعليفات منيفة – حاشية على العضد وحاشيتى السعد والسيد على مختصر ابن الحاجب وهو الذى أفنى فيه عمره ، فإنه أقرا علم الاصول لست طبقات من كبار طلاب الأزهر الشريف فقرا جمع الجوامع بالأزهر المعمور ثلاث مرات ومختصر ابن الحاجب ثلاثا أخرى منها مرتان بالأزهر والثالثة بجوار ضريح ابن الحاجب بالاسكندرية لما عين شيخا لمعهدها
قال تليمذه العلامة الأصولى الكبير الشيخ عبد الله دراز ( وكان فى كل مرة من هذه الأدوار الست يتخرج فى درسه الجم الغفير من العلماء حتى زاد عدد الرسميين منهم على ثلاث مئة من بينهم أكثر الجالسين على منصات التدريس فى العلوم العالية والقابضين على زمام المحاكم الشرعية والمديرين لدفة المعاهد الدينية
توفى الى رحمة الله تعالى يوم 15 المحرم سنة 1346 هـ الموافق 14 يوليو سنة 1927 م
وقول العلامة ابن الصديق : ( إنه أدركه وقد شاخ وكبر )
يؤيد ما نقله العلامة الزركلى فى الأعلام عن بعض معاصريى العلامة الشيخ الجيزاوى أنه كان يؤكد ان مولده قبل سنة المولد المذكور وانه عاش نحو مئة عام
( على محمود محمد على - حفيد المؤرخ حسن قاسم )