ما معنى التوحد ؟؟؟
التوحد كما يُعرف باسم الذاتوية أو اضطراب التوحد الكلاسيكي.
ويستخدم بعض الكتّاب كلمة "توحد أو ذاتوية" عند الإشارة إلى مجموعة من اضطرابات طيف التوحد أو مختلف اضطرابات النمو المتفشية،
هو اضطراب النمو العصبي الذي يتصف بضعف التفاعل الاجتماعي، والتواصل اللفظي وغير اللفظي، وبأنماط سلوكية مقيدة ومتكررة.
وللتوحد أسس وراثية قوية، على الرغم من أن جينات التوحد معقدة، وأنه من غير الواضح ما إذا كان يمكن تفسير سبب التوحد من خلال الطفرات
النادرة، أن من خلال وجود مجموعات نادرة من المتغيرات الجينية المشتركة.
وفي بعض الحالات النادرة، يرتبط التوحد بقوة شديدة مع العوامل المسببة للتشوهات الخلقية
وتحيط الخلافات بالمسببات البيئية الأخرى، مثل المعادن الثقيلة والمبيدات الحشرية أو لقاحات الطفوله
ولا يمكن تصديق افتراض اللقاح بيولوجيًا، لقلة الأدلة العلمية المقنعة.
و عند حديثنا عن أعراض التوحد ، فإن تطابق واحدة أو أكثر من الأعراض على أي طفل لا تعني بالضرورة أنه مصاب بالتوحد
، ولا غنى بأي حال من الأحوال عن التشخيص التربوي الطبي المعتمد لأي طفل يشتبه باصابته بالتوحد.
التاريخ وبدايه التعرف على المرض :-
- من المعروف تاريخياً ان أول من شخّص التوحد كمتلازمة أعراض سلوكية في عام 1943م
هو طبيب أطفال نفسي أمريكي يدعى ليو كانر ( Leo Kanner )
إلا أن هناك ما يثبت وجود أشخاص عانوا من التوحد قبل ذلك التاريخ ،
ومن أهم من ذكر ذلك هو الطبيب الفرنسي ( جون مارك جاسبارد إيتارد ) الذي كان يعمل جراحاً في الجيش الفرنسي ،
عن طفل يدعى " فيكتور " عرف باسم " طفل أفيرون المتوحش " ،
وقصته باختصار أن هذا الطفل تخلت عنه أسرته وهو طفل صغير وعاش وحيداً في الغابات الفرنسية دون رعاية ولا ملبس أو مأوى ،
وتم العثور عليه عندما بلغ ال 12 من عمره ولم يكن وقتها ينطق كما أن سلوكه كان غريباً ويعاني من إعاقة عقلية.
فأخذه الدكتور " إيتارد " غلى منزله وقرر تعليمه ، وطبعاً في ذلك الوقت كان يتم رمي مثل هؤلاء الأطفال في مصحات أو مستشفيات
طوال حياتهم ، وبعد 5 سنوات تمكن فيكتور من تعلم بعض الاشارات والكلمات للتعبير عن احتياجاته وبعض المهارات الأخرى.
فكان الدكتور " إيتارد " بذلك من أوائل من استخدم طرقاً غير تقليدية لتعليم ذوي الاحتياجات الخاصة.
وتعود كلمة " التوحد " إلى الكلمة اليونانية " autos " وتعني " النفس " وقد استخدم الطبيب السويسري " بلولر " مسمى " التوحد الطفولي "
لوصف اضطرابات محددة يعانيها المصابون بالشوزوفرينيا ( الفصام ) تتعلق بانفصالهم عن المحيطين بهم ونظرتهم غير الواقعية إلى الحياة ،
ولعل ذلك أحد أسباب الخلط بين التوحد والفصام.
ثم وفي عام 1943م نشر الدكتور الأمريكي " ليو كانر " دراسة وصف فيها حالة 11 طفلاً اشتركوا في سلوكيات لا تتشابه مع أي اضطرابات
عرفت آنذاك ولذا اقترح إدراج هذه السلوكيات تحت وصف تشخيصي جديد ومنفصل أطلق عليه اسم " توحد طفولي " ( Infantile Autism )
وبهذه الدراسة وهذا الشخص ابتدأ تاريخ التوحد. ( Kanner,1943 ).
أما أهم الأعراض التي لاحظها كانر فكانت :-
(انعزالية توحدية مفرطة ، تأخر وانحراف في اللغة ، المصاداة( ترديد الكلام ) ، ذاكرة قوية ومقدرة على الحفظ ،
حساسية مفرطة ازاء المؤثرات الخارجية ، الرفض الشديد للتغيير وتنوع محدود للنشاط العفوي والتلقائي ،
قدرات ادراكية فائقة ، مظهر جسدي طبيعي ، عائلات تتميز بمستويات مرتفعة من الذكاء ).
- ومن الجدير ذكره أنه في نفس الوقت الذي نشر فيه " كانر " دراسته كان هناك طبيب نمساوي يدعى " هانز أسبرجر "
نشر دراسته باللغة الألمانية والتي تناولت 4 أطفال وصفهم بأن لديهم أطوار غريبة ومشتركة ،
وأطلق على تشخيصه هذا اسم " التوحد الطفولي " بالرغم من عدم معرفته بدراسة " كانر " إلا أنهما اتفقا على نفس المسمى!
يتبع ان شاء الله