سيدى عبدالعزيز الدريني رضى الله عنه ...
( 612 – 697 )
هو سيدى عبد العزيز بن أحمد بن سعيد بن عبد الله أبو محمد الدميري الديريني المصري الفقيه الصوفي الرفاعي ، ولد رضى الله عنه عام 612 هـ ، بقرية درين بمحافظه درين مركز طلخا المنصورةإحدى قرى مصر
أخذ عن الشيخ عز الدين ابن عبد السلام ، وقد درس سيدى الدرينى على يد الشيخ أبوالفتح الواسطى ، وتخرج به وتكلم في الطريق وينسب الى الرفاعية ، و كان متقشفاً من أهل العلم، يتبرك الناس به، وكان كثير الأسفار في قرى مصر، يفيد الناس وينفعهم......
ومن تصانيفه تفسير سماه المصباح المنير في علم التفسير في مجلدين ، وكتاب طهارة القلوب في ذكر علام الغيوب في التصوف وهو كتاب حسن وكتاب أنوار المعارف وأسرار العوارف في التصوف أيضاً وتفسير أسماء الله الحسنى ، قد ذكره الامام الشعراني فى طبقاته ..توفي رضي الله عنه.في رجب سنة 697 هـ وقبره بديرين ظاهر يزار ...
ويقول حسن قاسم فى تحفة الأحباب :
جامع الديرينى وهو الشيخ عبد العزيز الديرينى المتوفى سنة 694 تزعم العامة أنه مدفون به والصواب انه مدفون بديرين وقبره بها معروف يزار كما فى المنهل الصافى وطبقات الشعرانى ، ومنها
وفى المنهل الصافى
هو عبد العزيز بن احمد ، الشيخ الإمام العالم الصالح القدوة المسلك عز الدين الدميرى الأصل الشافعى ، المعروف بالديرينى ، صاحب الكرامات ،
قال الشيخ صلاح الدين : أخبرنى العلامة أثير الدين أبو حيان من لفظه ، قال : كان المذكور رجلا متقشفا من أهل العلم ، يتبرك الناس به ، رأيته مرارا ، وزرته بالقاهرة ن وكان كثير الأسفار فى قرى مصر ، يفيد الناس وينفعهم ، وله نظم كثير فى عدة فنون ، ومشاركة فى علوم شتى ، أنشدنا له بعض الفقراء ، قال أنشدنا الشيخ عز الدين عبد العزيز لنفسه :
وعن صحبة الإخوان والكيمياء خذ يمينا فما من كيممياء ولا خل
لقد درت أطراف البلاد بأسرها وغانيت من شغل وعانيت من شكل
فلم أر أحلى من تفرد ساعة مع الله خالى البال والعمر والشغل
أنا جيه فى سرى وأتلو كتابه فأشهد ما يسلى عن المال والأهل
ثم قال : أخبرنى شهاب الدين أحمد بن منصور المعروف بابن الجباس وكان من تلامذته – قال : أخبرنى الشيخ عز الدين – رحمه الله قال : رأيت فى النوم من يسألنى : ما المحبة ؟ فأجبته : المحبة بيان لها منها وشغل لها عنها ، فلما استيقظت نظمت هذا المعنى فى أربعة أبيات :
تحدث بأسرار المحبة أوصفها فآثارها فيها بيان لها عنها
شواهدها تبدو وإن كان سرها خفيا فقد باتت وإن لم تبينها
لقد جليت حتى طمعنا بنيلها وجلت فلا تدرى العقول لها كنها
لنا من سناها حيرة وهداية وذل وإذلال وشغل بها عنها
وأخبرنى شهاب الدين المذكور : أن الشيخ عز الدين نظم أيضا وجيز الغزالى فى قريب الخمسة آلاف بيت على حرف الراء وأنشدنى شهاب الدين المذكور من أوله جملة من كتاب الطهارة ، وهو نظم متمكن ، قال أنشدنى الشيخ عز الدين رحمه الله لنفسه :
تطهرنا بالماس خص فإن بقى على اصله فالطهر باق بلا نكر
سوى رافع الأحداث مستعملا على ال جديد لنقل المنبع من حدث يجرى
ومن كونه مستعملا فى عبادة فإن فقد فالطهر حققه عن نشر
وإن فقدت أحداهما فتردد كذا فى اجتماع منه يكثر فى النهر
انتهى ما او رده الشيخ صلاح الدين عن العلامة أثير الدين أبى حبان
( قلت وللشيخ عز الدين عبد العزيز المذكور كرامات وأحوال ) وللناس فيه أعتقاد جيد إلى الغاية وقبره يزار بديرين من الغربية من أعمال القاهرة
وفى الكواكب الدرية للمناوى :
عبد العزيز بن أحمد الديرينى ، عالم عامل ، وأديب كامل ، وعابد يمنه شامل ، وزاهد يشار إليه بالأنامل ، كان حسن الأقوال ، جميل الصفات والأحوال ، على المقامات ، جلى الكرامات ، له الأحوال المذكورة ، والخوارق المشهورة .
أخذ عن ابن عبد السلام وغيره ممن عاصره ، وصحب ابن أبى الغنائم ، وتخرج به ، وتكلم على الناس ، وغلب عليه الميل إلى التصوف ، واشتهر بذلك ، ونظم التنبيه والوجيز وغريب القرآن والسيرة النبوية ، وعمل تفسسيرا منظوما فى مجلدين ، وكان متقشفا مخشوشنا ، سليم الباطن ، جميل الأخلاق ، لما دخل المحلة كانت عليه عمامة متغيرة اللون ، فظنها بعض الناس زرقاء ، فقال له : تشهد ، فتشهد ، فنزع عمامته ، وقال : اذهب للقاضى تسلم على يديه ، فذهب معه ، فلما رآه القاضى قام إليه ، وقبل يديه ، وقال : ما هذا ؟ قال : قالوا لى تشهد ، فتشهدت ، وقالوا : امض للقاضى ، فجئت فماذا ؟ وكان مقيما بالريق ، ينتقل من بلد إلى بلد ، ويقصد للزيارة من كل قطر ، وكان كل كتاب صنفه فى بلد تركه فيها ، ولا يحمله ، وطلب منه كرامة فقال : وأى كرامة لعبد العزيز أعظم من أن الله يمسك به الأرض ولم يخسفها به ؟ وقد استحق ذلك ، والله ، ما أرفع رجلى وأضعها على الأرض وأجدها ثابتة وفى عينى قطرة ،
وكان يحسن علم الكلام على مذهب الأشعرى ، ويقرره أحسن تقرير ، وله فيه عدة قصائد وأراجيز ، ومن تصانيفه كتاب طهارة القلوب فى ذكر علام الغيوب ، وهو حسن وكتاب أنوار المعارف وأسرار العارف كلاهما فى التصوف ، وشرح الأسماء الحسنى والوسائل والرسائل فى التوحيد وغير ذلك
ومن كلامه : إلهى عزفتنا بربوبيتك ، وغرقتنا فى بحار نعمتك ودعوتنا إلى درا قدسك ، ونعمتنا بذكرك وأنسك ، إلهى ، إن ظلمة ذنوبنا لأنفسنا قد عمت وبحار الغفلة على قلوبنا قد طمت ، فالعجز شامل والحصر حاصل والتسليم أسلم وأنت بالحال أعلم
وله مناجاة حسان ، قال ابن حبيب : ومؤلفاته تدل على إعانة إليهة .
ومن نظمه
تزوجت اثنتين لفرط جهلى عسى بزاوجهن تقر عينى
فقلت أعيش بينهما خروفا أنعم بين أكرم نعجتين
فجاء الحال عكس الحال دوما عذاب دائم ببليتين
رضا هذى يحرط سخط هذى فلا أخلو من إحدى السخطتين
لهذى ليلة ولتلط أخرى نقار دائم فى الليلتين
إذا ما شئت إن تحيا سعيدا من الخيرات مملوء اليدين
فعش عزبا وإن لم تستطيعه فواحدة تكفى عسكرين
مات سنة أربع وتسعين وست مئة ، وقيل سنة تسع وثمانين ، ، وله مؤلفات عديدة منها طهارة القلوب والخضوع لعلام الغيوب ، نزهه المجالس و منتخب النفائس