سنّة الله الجارية في أكابر أصفيائه من خلقه أن يبتليهم ويشدّد عليهم المصائب، ومن جملة المصائب اشتداد الإذاية عليهم من الخلق : ـــــــــــــــــــــــــ ( ثمّ قال رضي الله عنه: لاَ تَخَلْ جَانِبَ النَّبِيِّ مُضَاماًحِينَ مَسَّتْهُ مِنْهُمُ الأَسْوَاءُ يعني: ما تراه من جريان المصائب عليه من المشركين وتظاهر عليه بالغلبة والقهر وما وصلوا إليه من الأذى في جانبه ممّا لا يحصى ولا يكيّف، إذا سمعت ذلك فلا تَخَلْ جانب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مضاما عند ربّه لكونه تركه أو أهانه أو أذلّه، لا تَخَلْ ذلك في جانبه، بل تلك سنّة الله الجارية في أكابر أصفيائه من خلقه أن يبتليهم ويشدّد عليهم المصائب، ومن جملة المصائب : اشتداد الإذاية عليهم من الخلق وذلك لأجل أنّ مرتبة القلوب عند الله تعالى صعبة المدرك شديدة المنال، مَن قدّر له سبحانه وتعالى بلحوقها أذاقه الوبال الشديد، ومن هذه الحيثيّة كان حاله صلّى الله عليه وآله وسلّم مع المشركين، شدّد عليه حتّى ناله ما ناله منهم، ومع هذا لا تَخَلْ جانب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم مضاما عند ربّه، فهو في غاية العزّ والرفعة عند ربّه، وقد ورد في الحديث، قال صلّى الله عليه وآله وسلّم: «نحن معاشر الأنبياء أشدّ الناس بلاء» الحديث. ثمّ قال رضي الله عنه: كُلُّ أَمْرٍ نَابَ النَّبِييينَ فَالشِّدَّةُ فِيهِ مَحْمُودَةٌ وَالرَّخَاءُ ) ـــــــــــــــــــــــ من كتاب / الإرشادات الربانية / من إملاء سيدي أحمد التجاني رضي الله عنه ــــــــــــــــــــــ اللهم صل على سيدنا محمد النور وآله وسلم
_________________ صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله
|