بعض المقتبس من كتاب نهاية الأرب في فنون الأدب
////ملوك مصر ومن ملكها *********************** من الملوك قبل الطوفان وبعده، وما ينوه بها من المدن، وما أقاموه من المنارات والأهرام والبرابي وغير ذلك من المباني، وما وضعوه بها من العجائب والطلسمات والحكم، وما أثاروا من المعادن وما دبروه من الصنعة، وما شقوه وأنبطوه من الأنهار وغير ذلك من عجائبها وغير ذلك من عجائبها وأخبارها.
فأما ملوكها قبل الطوفان فقد ذكرهم إبراهيم بن القاسم الكاتب في مختصر كتاب العجائب الكبير الذي ألفه إبراهيم بن وصيف شاه. قال: أول من ملك مصر من الملوك قبل الطوفان نقراوس، ومعناه ملك قومه وعظيمهم، وذلك أن بني آدم لما بغى بعضهم على بعض وتحاسدوا وتغلب عليهم بنو قابيل تحمل نقراوس الجبار ابن مصرايم بن براكيل بن زرابيل بن غرناب بن آدم في نيف وسبعين رجلاً من بني غرناب جبابرة، كلهم يطلبون موضعاً ينقطعون فيه من بني آدم، فلما نزلوا على النيل ورأوا سعة البلد وحسنه أقاموا فيه وبنوا الأبنية، وقالوا: هذا بلد زرع؛ وبنى نقراوس مصر وسماها باسم أبيه مصرايم ثم تركها. وكان نقراوس جباراً له يد وبسطة، وكان مع ذلك كاهناً عالماً، له معاون من الجن، فملك بني أبيه ولم يزل مطاعاً فيهم. وقد كان وقع إليه من العلوم التي كان زرابيل علمها من آدم. قال: فهو وبنوه الجبابرة الذين بنوا الأعلام، وأقاموا الأساطين العظام، وعملوا المصانع، ووضعوا الطلسمات، واستخرجوا المعادن، وقهروا من ناوأهم من ملوك الأرض ولم يطمع طامع فيهم. وكل علم جليل في أيدي المصريين إنما هو من فضل علم أولئك القوم، كان مرموزا على الحجارة. فيقال إن فليمون الكاهن الذي كان ركب مع نوح عليه السلام في السفينة هو الذي فسرها لهم وعلمهم كتابتها، وسنذكر إن شاء الله تعالى خبر فيلمون في موضعه.
يتبع
_________________
مولاي صل وسلم دائما أبداعلى حبيبك خير الخلق كلهم اللهم صل على هذا النبى الأمين وأجعلنا من خاصة المقربين لديه السعداء وعلى آله وسلم حق قدره ومقداره العظيم
|