الدليل الثالث: أن السيدة عائشة رضى الله عنها كانت تصلى فى حجرتها التى فيها القبر النبوى الشريـف يقيناً كما ورد ذلك ، ففى صحيح مسلم أن أبا هريرة كان يحدث ويقول: " اسمعى يا ربة الحجرة اسمعى يا ربة الحجرة والسيدة عائشة تصلى، فلما قضت صلاتها قالت لعروة ألا تسمع إلى هذا ومقالته آنفاً، إنما كان النبى صلى الله عليه وآله وسلّم يحدث حديثا لو عدّه العاد لأحصاه ". اهـ وكتب الأحاديث طافحة بذكر من دخل على السيدة عائشة رضى الله عنها وهى تصلى فى حجرتها التى فيها قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم ، ولـو كانت الصلاة عند قبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم شركا كما يقول ابن تيمية لاشترى لها الخلفاء الأربعة الراشدون مكاناً آخر لتصلى وتسكن فيه، فلما لم يحدث ذلك ولم يعترض أحد من الصحابة صار ذلك إجماعاً سكوتياً وسنة من سنن الخلفاء الراشدين المهديين بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم . ثم أمر آخر وهو أين كانت تصلى النساء اللاتى يزرنها فإنهن كن يصلين فى الحجرة التى فيها قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم كما فى الحديث السابق الذى رواه الحاكم والبيهقى، وأيضاً لم ينقل إلينا اعتراض أحد من الصحابة على ذلك، وعلى أى متنطع يريد إثبات غير ذلك أن يأتى بدليل وهيهات.
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|