ب- من الذى قسم هذا التقسيم الذى قسمه ابن تيمية ؟ ومن الذى قال إن قصد زيارة القبور للدعاء لأهل القبور بالمغفرة أو دعاء الإنسان لنفسه غير شرعى فإن قلت نقل بعض متأخرى الحنابلة أن ابن الجوزى وابن عقيل قالوا يكره قصد القبر للدعاء، قلنا لهم أين هذه النقول ؟ وإذا صحت فإن المقصود أن تكون القبور قبلة فإن ابن الجوزى أورد كثيراً من الدعاء عند القبور وعدها من كرامات الصالحين ، وكتبه طافحة بذلك كما قدمناه فى باب مشروعية زيارة قبر النبى مثل قوله فى صفوة الصفوة فى ترجمة إحدى العابدات أنها كانت معتصمة بقبره صلى الله عليه وآله وسلّم ، كما أن ابن الجوزى نفسه كان يدرس بتربة معروف الكرخى كما هو معروف ..- انظر البداية والنهاية لابن كثير وغيره - ونقله لدعاء وتوسل أبى شجاع الوزير وطلبه الاستغفار مذكور فى كتابه المنتظم وأما ابن عقيل فتوسله ودعاؤه واستقبال قبر النبى صلى الله عليه وآله وسلّم أثناء الدعاء معروف وأمر مقرر فى كتبه.
ج- قول ابن تيمية إن هذا الدعاء منهى عنه نقول له أين هذا النهى .. أقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلّم أنهاكم عن الدعاء عند القبور للأموات أو لكم ؟ ثم أين هذا النهى ومن ذكره فى كتب المذاهب الأربعة قبل مولد ابن تيمية ؟
_________________ عَنْ عَلِيٍّ قَالَ كُنَّا إِذَا احْمَرَّ الْبَأْسُ وَلَقِيَ الْقَوْمُ الْقَوْمَ اتَّقَيْنَا بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَكُونُ مِنَّا أَحَدٌ أَدْنَى إِلَى الْعَدُوِّ مِنْهُ
|