اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm مشاركات: 6424
|
هو ثوبان بن إبراهيم أبو الفيض - قمامه بمقابر سيدى عقبة بن عامر خلف الإمام الليث وبجواره سيدى محمد بن الحنفية ورابعة العدوية -- وله مسحج بأسمه بالجيزة ويقى بأول شارع المحطة المتفرع من شارع البحر الأعظم . وقد تكلم عنه كثير من العلماء : فقال عنه الدكتور أحمد عمر هاشم : كان أبوه نوبيا مولى لقريش من أهل أخميم وكان أسمر اللون تعلوه حمرة - تعلم الحديث - وروى عن مالك والليث بن سعد - وروى عنهم الحسن بن مصعد وغيرهم ، فقد نبغ على علوم الشريعة وهو ورع وقد تعلم الحديث والقرآن فكان حافظا لكتاب الله زسنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم === وقال الإمام الغزالى فى إحياء علوم الدين : قال ذى النون المصرى إن لله عبادا نصبوا أشجار الخطايا نصب روامق القلوب ، وسقوها بماء التوبة ، فأثمرت ندما وحزنا فجنوا جنون ، وتبلدوا غير عمى ولا بكم ، وانهم البلغاء والعارفون بالله ورسوله ثم شربوا بكأس الصفاء فورثوا الصبر على البلاء . وقال ذى النون المصرى : سبحان من جعل الأرواح جنودا مجندة - فأرواح العارفين جلالية قدسية ، فلذلك اشتاقوا إلى الله تعالى -- وأرواح المؤمنين روحانية فلذلك حنوا إلى الجنة __ وأرواح الغافلين هوائية فلذلك مالوا الى الدنيا ( وفى الطبقات الكبرى لإمام الشعرانى : كان يقول ذى النون المصرى : إياك أن تكون للمعرفة مدعيا أو بالزهد محترفا أو بالعبادة متعلقا وفر من كل شئ إلى ربك . وسئل رضى الله عنه عن السفلة من الخلق فقال : من لا يعرف الطريق إلى الله تعالى لا يتعرفه - وكان يقول : سيأتى على الناس زمان تكون الدولة فيه للحمقى على الأكياس - والأحمق من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله تعالى الأمانى - والكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت - وكان يقول : لم يزل الناس يسخرون بالفقراء فى كل عصر ، ليكون للفقراء التأسى بالأنبياء عليهم السلام . وقال ذى النون المصرى : جاءتنى أمرأى فقالت إبنى أخذه التمساح - فلما رأيت حرقتها على وليدها أتيت النيل وقلت له أظهر التمساح فخرج إلى فسققت عن جوفه فاخرج ابنها حيا صحيحا فأخذته ومضت - وقالت اجعلنى فى حل فأنى إذا رأيتك سخرت منك وأنا تائبة إلى الله عز وجل - وكان يقولل لكل شئ علامة وعلامة طرد العارف عن حضرة الله تعالى انقطاعه عن ذكر الله عزي وجل - وعن نقطة التحول عند سيدى ذى النون المصرى يروى صاحب الرسالة القشرية : أن سالم المغربى جاءه فسأله : يا أبا الفيض ما كان سبب توبتك ؟ قال اردت الخروج من مصر إلى بعض القرى فنمت فى الطريق فى بعض الصحارى ففتحت عينى فإذا بقنبرة ( أى نوع من العصافير ) عمياء وقعت من وكرها على الأرض فانشقت الأرض فخرج منها سكرجتان إحداهما ذهب والأخرى فضة وفى أحداهما سمسم والأخرى ماء فجعلت تأكل من هذا وتشرب من هذا - فقلت حسبى قد تبت ولزمت الباب إلى أن قبلنى الله . ولنا هنا وقفة قصيرة إذ ربما يستبعد البعض من قصار النظر فى حق الأولياء أمر خارق كهذا - ونقول إن لله تعلى خرق العوائد بما شاء وكيف شاء ولمن شاء وليس ببعيد أن يظهر الله تعالى هذا الخارق ليكون سببا فى ولاية رجل سار شأنه إلى ما ستر . إن ذى النون المصرى كان عالما ، صالحا ، زاهدا، ورعا ، مفتيا ، فى العلم وكان من رواة الحديث . وفى طبقات الإمام أبو عبد الرحمن السلمى : إن ذى النون المصرى روى هذا الحديث بسنده عن ابن عمر قال قال : رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) وسئل ذى النون المصرى : بما ينال العبد الجنة ؟ ========== قال ك بخمس : استقامة ليس فيها روغان - واجتهاد ليس معه سهو - ومراقبة الله فى السر والعلانية - وانتظار الموت والتأهب له - ومحاسبة نفسك قبل ان تحاسب . وقال : من خاف الله تعالى ذاب قلبه واشتد لله حبه وصح له لبه . وقال : ينبغى أن يكون الخوف أبلغ من الرجاء ، فإذا غلب الرجاء تشوش القلب . وفى التراجم وكتب الرواة : إن ذى النون ورابعة العدوية رضى الله عنهما قد التقيا ودار بيهما الحديث التالى : قال سعيد بن عثمان كنت مع ذى النون المصرى فى تبه بنى غسرائيل وإذا بشخص قد أقبل - فقلت يا استاذ شخص قد أتى فقال لى : انظر من هو فإنه لا يضع قدمه فى هذا المكان إلا صديق - فنظرت فإذا هر أمرأة ، فقال صديقة ورب الكعبة فسلم عليها - فقالت : ما للرجل ومخاطبة النساء ، فقال : أنا أخوك ذى النون المصرى ولست من أهل التهم ، فقالت : مرحبا حياك الله بالسلام ، فقال لها : ما حملك على الدخول فى هذا الموضع ، فقالت : آية من كتاب الله قوله تعالى ( ألم تكن أرض الله واسعة فتهاجروا فيها ) - فقال لها : صفى لى المحبة - فقالت : سبحان الله : أنت عارف بها وتتكلم بلسان المعرفة وتسألنى عنها - فقال لها : للسائل حق الجواب - فأنشدت تقول ( أحبك حبين ..........) وفاته : == توفى رحمه الله بالجيزة غرب النيل - ويقول السيوطى : إنه حمل على قارب مخافة أن ينقطع الجسر لكثرة ازدحام وذكر أنه دفن بالقرافة الكبرى عام 245 هـ ورأى الناس طيورا خضراء ترفرف على جنازته حتى دفن بجوار سيدى محمد بن الحنفية . وذكر إن ذى النون من طبقة جابر بن حيان فى صناعة الكمياء وتقلد علم الباطن والأشراف على كثير من علوم الفلسفة ويقول ابن النديم : ذى النون كان متصوفا وله أثر فى الصدفة وكتب مصنفة فمن كتبه ( الركن الأكبر ) وكتاب الثقة فى فى الصنعة ويقوم حاجى خليفة ( قصيدة ذى النون فى صنعه الكمياء ( شرحها الجلدكى وسماه الدر المكنونة ويقول ذى النون : إلهى أدعوك فى الملأ كما تدعى الأرباب وأدعوك فى الخلأ كما تدعى الأحباب وأقول فى الملأ : يا إلهى - وأقول فى الخلأ يا حبيبى .
|
|