اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am مشاركات: 18854
|
أنبأنا الخلادي، حدثنا أحمد بن عبد الله بن شجاع البياضي، قال: أنشدنا عبد الرحمن بن محمد: وإني لأنسى السر كيما أصُونه ... فيا مَنْ رأى شيئاً يُصَان بأن ينسى مخافة أن يجري ببالي ذكره ... فيخلسه قلبي إلى منطقي خلساً
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الظفر بالحزم، والحزم بإجالة الرأي، والرأي بتحصين الأسرار، ومن كتم سره كانت الخيرة في يده، ومن أنبأ الناس بأسراره هان عليهم وأذاعوها، ومن لم يكتم السر استحق الندم، ومن استحق الندم صار ناقص العقل، ومن دام على هذا رجع إلى الجهل. فتحصين السر للعاقل أولى به من التلهف بالندم بعد خروجه منه. ولقد أحسن الذي يقول: خشيتُ لساني أن يكون خؤُونا ... فأودعته قلبي، فكان أمينا فقلت، ليخفي دون شخصي وناظري: ... أيا حَرَكَاتي كنَّ فيّ سكونا
أنبأنا إبراهيم بن إسحاق الأنماطي، حدثنا محمد بن سليمان المصيصي، حدثنا ابن عيينة عن ابن شُبْرُمَة عن الحسن في تعالى : { وشاورهم في الأمر } قال: ما كان يحتاج إليهم، ولكن أحب أن يَسْتنّ به بعده.
قال أبو حاتم رضي الله عنه: المستشار مؤتمن، وليس بضامن، والمستشير متحصن من السقط، متخير للرأي. والواجب على العاقل السالك سبيل ذوي الحجى: إن يعلم أن المشاورة تفشي الأسرار، فلا يستشير إلا اللبيب الناصح الودود الفاضل في دينه، وإرشاد المشَيِرِ المستشير قضاءُ حق النعمة في الرأي، والمشورة لا تخلو من البركة إذا كانت مع مثل من وصفنا نَعْته.
ولقد أنبأنا عمرو بن محمد، حدثنا الغلابي، حدثنا ابن عائشة، قال: قال الحسن : ما حزب قوما قط أمر فاجتمعوا فتشاوروا فيه إلا أرشدهم الله لأصوبه.
وأنشدني الكريزي: دَبِّرْ إذا ما رمت أمراً بفكرة ... لتعلم ما تأتي وما تتجنبُ وشاور نقىَّ الرأي عند التباسه ... لكي يَضِحَ الأمر الذي هو أصوب
يتبع
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً دائما ابدا
|
|