اشترك في: الجمعة فبراير 27, 2004 4:45 am مشاركات: 18854
|
تكملة : الحث على العفو عن الجاني
ولقد أنبأنا محمد بن المهاجر حدثنا ابن أبي شيبة حدثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون عن داود بن الزبرقان قال: أيوب :
لا يَنْبُلُ الرجل حتى يكون فيه خصلتان: العفة عما في أيدي الناس، والتجاوز عنهم .
وأنشدني محمد بن عبد الله بن زنجي البغدادي: وإذا مذنب أتاه به الحق ... فغطاه عفوه في ستوره راجياً للثواب في كل زُرْءِ ... من خَفِيِّ الأمور، أو مشهوره فهو في عاجل الحياة كريم ... ومن الفائزين يوم نشوره خَصْلَة جَزْلة بها خَصّه الل ... ه لزين الدنيا ويوم كروره
أنبأنا محمد بن إسحاق بن خزيمة حدثنا عمر بن حفص الشيباني حدثنا سفيان عن رجل، قال: سمعت عمر بن عبد العزيز يقول :
أحب الأمور إلى الله ثلاثة: العفو في القدرة، والقصد في الجِدَةِ، والرفق في العبادة، وما رَفَق أحد بأحد في الدنيا إلا رفق الله به يوم القيامة
أنبأنا عمرو بن محمد الأنصاري حدثنا الغلابي حدثنا ابن عائشة قال: كتب الحجاج إلى عبد الملك :
إنك أعزَّ ما تكون أحوجُ ما تكون إلى الله، فإذا تعززت بالله فاعفُ، فأنك به تعز، وإليه ترجع .
قال أبو حاتم رضي الله عنه: الواجب على العاقل لزوم الصفح عند ورود الإساءة عليه من العالَم بأسرهم، رجاء عفو الله جل وعلا عن جناياته التي ارتكبها في سالف أيامه؛ لأن صاحب الصفح إنما يتكلف الصفح بإيثاره الجزاء، وصاحب العقاب وإن انتقم إلى الندم أقرب، فأما من له أخ يَوَدُّه فإنه يحتمل عنه الدهر كلهُ زلاتِهِ.
ولقد أخبرني محمد بن المنذر حدثنا أحمد بن داود التمار. قال: سمعت مردويه الصائغ يقول: سمعت الفضيل بن عياض يقول:
لأخيك إلى سبعين زَلّة، قيل له: وكيف ذلك يا أبا علي؟ قال: لأن الأخ الذي آخيته في الله ليس يزيل سبعين زلة.
أنشدني علي بن محمد البسامي: إذا لم تجاوزْ عن أخ لكَ عَثْرةً ... فلستَ غداً من عثرتي متجاوزا وكيف يرجيك البعيدُ لنفعه ... إذا كان عن مولاك بِرُّك عاجزا
أنبأنا محمد بن صالح الطبري حدثنا الرمادي حدثنا الجعفي يحيى بن سليمان حدثنا ابن أبحر حدثني أبي قال: أقبل الشعبي يوما، فإذا هو برجلين من قومه من وراء جدار قصير، قال: فاستمع عليهما، فإذا هما يقعان فيه ويشتمانه، وينتقصانه حتى أكثرا، فلما أطالا أشرف عليهما الشعبي، فقال:
هنيئاً مريئاً غير داء مخامر ... لعزة من أعراضنا ما استحلت فقالا: والله يا أبا عمرو، لا نَقَعُ فيك بعد اليوم .
وأنشدني بعض أهل العلم: ولربما ابتسم الوقورُ من الأذى ... وضميرُه من حَرِّه يتأوه ولربما خَزَن الحليم لسانه ... حَذَر الجواب وإنه لمفَوه
وأنبأنا أبو عوانة يعقوب بن إبراهيم، أنبأنا عبد الله بن الحسين المصيصي، أنبأنا يعقوب بن أبي عباد، قال: قال الفضيل بن عياض:
مَنْ طلب أخاً بلا عيب بقي بلا أخ.
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً
|
|