المهاجرة كتب:
نكمل : كراهية المعاداة للناس
أخبرني محمد بن سعيد القزاز حدثني أحمد بن زهير بن حرب قال:
سمعت يحيى بن معين يقول: قال أبن السماك : لا تَخَفْ ممن تحذر، ولكن أحذر ممن تأمن .
وأنشدني علي بن محمد البسامي:
تمنيتُ أنَ أبقى معافىً، وأن أرى ... على من ينُاويني تدور الدوائر
فيصبح مخذولا، وأمسى سالماً ... إلى الله داع بالكفاية ناصرُ
سمعت محمد بن محمود يقول: سمعت علي بن خشرم يقول: سمعت الفضل ابن موسى الشيباني يقول :
كان صياد يصطاد العصافير في يوم ريح، قال: فجعلت الرياح تُدخلُ في عينيه الغبار، فتذرفان، فكلما صاد عصفوراً كسر جناحه وألقاه في ناموسه. فقال عصفور لصاحبه: ما أرقَّه علينا، ألا ترى إلى دموع عينيه ؟ فقال له الآخر: لا ننظر إلى دموع عينيه، ولكن انظر إلى عمل يدي .
قال أبو حاتم رضي الله عنه: العاقل لا يأمن عدوه على كل حال، إن كان بعيداً لم يأمن مغادرته، وإن كان قريباً لم يأمن مواثبته، والعاقل لا يخاطر بنفسه في الانتقام من عدوه: لأنه إن هلك في قصده قيل: أضاع نفسه، وإن ظفر قيل: القضاء فعله.
والمعاداة بعد الجُلْةَّ فاحشة عظيمة، لا تليق بالعاقل ارتكابها فن دفعه الوقتُ إلى ركوبها ترك للصلح موضعاً.
وأنشدني بعض أهل الأدب لأبي الأسود الدؤلي:
وأَحْبِبْ إذا أحببت حُنّاً مُقارباً ... فإنك لا تدري: متى أنت نازع؟
وأبغض إذا أبغضت غيرَ مجانب ... فإنك لا تدري متى أنت راجع؟
وكن معدِناً للحلم وأصْفَحْ عن الأذى ... فإنك راءِ ما عملت وسامع
وأنشدني منصور بن محمد الكريزي:
إذا أنت عاديت امرءاً بعد خُلة ... فدع في غدٍ للعَوْد والصلح موضعا
فإنك إن نابذت مَنْ زَلَّ زَلَّةً ... ظللت وحيداً لم تجد لك مفزعا
أنبأنا محمد بن إسحاق الثقفي حدثنا أبو همام حدثنا ابن وهب أخبرني يونس أبن يزيد عن أبن شهاب قال :
اجتمع مروان بن الحكم وابن الزبير يوماً عند عائشة، فجلسا في حجرتها وبينها وبينهما الحجاب، فسألا عائشة شعراً وحديثاً , ثم قال مروان:
ومن يشاءِ الرحمن يخفِضْ بقدره ... وليس لمن لم يرفع الله رافعُ
وقال ابن الزبير:
وفَوِّضْ إلى الله الأمورَ إذا اعترت ... وبالله لا بالأقربين تُدافع
وقال مروان:
وداو ضمير القلب بالبِرِّ والتُّقى ... ولا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ
وقال أبن الزبير:
ولا يستوي عبدان: عبدٌ مكلّم ... عُتلُّ، لأرحام الأرقاب قاطع
وقال مروان:
وعبد يجافي جنبه عن فراشه ... يبيت يناجي ربه وهو راكع
وقال ابن الزبير:
وللخير أهل يعرفون بهديهم ... إذا اجتمعت عند الخطوب المجامع
وقال مروان:
وللشر أهل يعرفون بشكلهم ... تشير إليهم بالفجور الأصابع
قال: فسكت ابن الزبير، فلم يجب مروان بشيء.
فقالت عائشة: يا عبد الله، مالك لم تجب صاحبك، والله ما سمعتُ تجاوبَ رجلين تجاولا نحو ما تجاولتما فيه أعجب إلى من مجاولتكما , قال أبن الزبير: إني خفت عَولَ القول، فكففت.
فقالت عائشة: إن لمروان في الشعر ما ليس لك
أنبأنا محمد بن المنذر، حدثنا عصام بن الفضل الداري، حدثني الزبير بن بكَّار عن محمد بن حرب، قال: قال عبد الله بن حسن لابنه محمد :
إياك ومعادَاة الرجال فإنها لا تعدمك مكرْ حليم، أو مباذاة جاهل
يتبع
وصل اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيراً كبيراً
تسجيل متابعة أكرمكى الله و جزاكى خيرا كثيرا أختى المهاجرة و سلمت يداكى اللهم آمين
وداو ضمير القلب بالبِرِّ والتُّقى ... ولا يستوي قلبان قاسٍ وخاشعُ