msobieh كتب:
وقال في الطهارة: { ذَٰلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ} (الأحزاب، 53)، وقال: { {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ } [المائدة: 41] } (المائدة، 41)، وقال:{ وَلِيُمَحِّصَ مَا فِى قُلُوبِكُمْ } (آل عمران، 154)، وقال في الوجل: { وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ } (المؤمنون، 60)، وقال: {وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ} (الأنفال، 2)،
وقال في الإخبات: { فَتُخْبِتَ لَهُۥ قُلُوبُهُمْ } (الحج، 54)، وقال في اللين: {ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ ٱللَّهِ } (الزمر، 23)، وقال في عدم الفقه: {لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا } (الأعراف، 179)، وقال في الخشوع: { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ ٱللَّهِ} (الحديد، 16).
ورأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلاً يصلي وهو يعبث بلحيته فقال: “لو خشع قلب هذا لخشعت جوارحه” ، وقال أهل التفسير إن معنى الخشوع الخوف الدائم في القلب.
اعلم، رحمك الله، أنه ليس من خلق الله شيء أطيب من قلب طاب بنور التوحيد والمعرفة والإيمان
ولا أطهر ولا أنظف ولا أتقى ولا أصفى ولا أوسع إذا طهّره الله من الأنجاس وتولى إحياءه بنور الحق وحفظه وحرسه وزاد فيه من الفوائد،
وهو قلب المؤمن، وليس لأنواره غاية
وليس شيء أخبث منه ولا أنتن ولا أنجس إذا خذل الله صاحبه، ولم يتول حفظه ووكله إلى الشيطان، وهو قلب المنافق والكافر، لأنه معدن الشرك والشك والنفاق والريب والمرض.
قال الله تعالى: {إِنَّمَا ٱلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ} (التوبة، 28)، وقال في المنافقين: {إِنَّهُمْ رِجْسٌ } (التوبة، 95)، وقال في معنى الريب: {وَٱرْتَابَتْ قُلُوبُهُمْ } (التوبة، 45)، وقال في معنى الإنكار: {قُلُوبُهُم مُّنكِرَةٌ } (النحل، 22)، وقال في معنى المرض: {فِى قُلُوبِهِم مَّرَضٌ} (الحج، 53).
وأصل جميع الذنوب قساوة القلب، قال الحكيم : “إن القلب إذا قسى لا يبالي إذا أساء”.
والقلب إذا استنار بنور الله ونور الإيمان تولى الله حفظه، وملأه محبة وخشية، وأقفل عليه قفل القدرة،
ووضع مفتاح المشيئة في خزينة غيبه، ولا يطلع عليه أحد إلاّ في وقت سكرة الموت،
فحينئذ يظهر له ما في غيبه.
وإن القلب إذا امتلأ من ظلمات الكفر والشك والنفاق، قيّض الله لصاحبه شيطاناً، فتولى حفظه وأقفل عليه قفل الخذلان،
والله يعلم عاقبته، وما يؤول إليه أمره، لا يظهر ذلك لأحد إلى إن يغرغر، وذلك سر الله لا يطلع عليه غيره.
فكم من كافر بعيد وُفّق بالإيمان فيموت سعيداً، وكم من مؤمن قريب يخذله ربه فيموت شقياً.
واعلم، رحمك الله، أن قدرة الله نافذة، وأنه لم يطلع على مراده مشيئته في خلقه وخواتم أعماله إلاّ طائفة من الأنبياء، وذلك علامته لصحة نبوتهم.
وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عشرة من أصحابه أنهم من أهل الجنة كرامةً من الله وفضلاً منه عليه.
يتبع بمشيئة الله
الله الله الله ياسيدنا .....
كلناآذان صاغية وقلوب واعية حامدة شاكرة أن من الله علينابنعمة وجودكم بيننا.......
الله يبارك لنافى حضرتك ويزيدك علماعلى علم .......