[center][table=width:100%;background-color:transparent;background-image:url(backgrounds/16.gif);border:10 inset gray;][cell=filter:;][I][align=justify] تظهر من آن لآخر في زماننا هذا بصفة مستمرة صيحات الرؤوس الجهال وسفهاء الأسنان أحداث الأحلام تطالب بهدم أضرحة الأولياء والصالحين وما عليها من قباب .
بل وصل السفه والتوقح مبلغه من أحدهم عندما طالب بهدم القبة الخضراء الشريفة .
وهؤلاء الأدعياء أشباه البشر تراهم يعتمدون في فتاواهم إما على أفهامهم السقيمة البالغة السفاهة , وإما على أقوال من يناظرهم في البدعة كابن تيمية ومن هو على شاكلته , وإما يتلقفون زلة لعالم لا يأخذون منه سواها .
وهم عند تناولهم لقضية ما لا يلقون بالا لأدلة وأقوال العلماء إجمالا , ولكنهم لا يلقون بالا إلا لما يحقق لهم مآربهم وأغراضهم .
هذا دأبهم , وهذا ما اعتدناه منهم , أما الإنصاف والنظرة الفاحصة الشاملة , فبينهم وبين ذلك بعد المشرقين .
وتوضيحا لحقائق يعمل هؤلاء المبتدعة على طمسها وإخفائها أرجو أن تسهم هذه النقول في موضوعنا هذا على إبراز وتوضيح مشروعية البناء على أضرحة الصالحين .
[ أولا : هل يجوز البناء على قبر
البناء على القبر عند الجمهور جائز , إذا لم يؤمن على القبر من النبش من الوحوش , أو السيل أو المطر الشديد , أو سرقة الأكفان , وأطقم الأسنان الذهبية أو بيع الجثث لمتعلمي الطب والتشريح , أو تفريغ القبور من العظام لبيعها مرة أخرى للباحثين عن القبور لموتاهم , أو إخفائها للبناء عليها أو إقامة المخازن والحظائر فوقها , أو تحويلها إلى مقالب للقمامات , أو ملاعب , وصطبلات كما هو مشاهد الآن .
وذلك كله واقع فعلي معروف مكرر , لايجادل فيه أحد , مما يتعين معه البناء على القبر , لحفظه من الكوارث الأكيدة .
وكل ما حذر منه العلماء هو أن يكون البناء على القبر للمباهاة , بل أجازه بعضهم مع قصد المباهاة , ناظرا إلى المصلحة أولا , أما نية الباني فيحاسبه عيها الله كما حققه ( في الدر وحواشيه ) .
ثانيا : رأي الإمام السيوطي والسادة الشافعية .
كل هذا في الأرض المملوكة . أما الأرض الموقوفة فخلاف , والأرض في مصر كلها تمنحها الحكومة لبناء المقابر بنظام خاص , فهي في حكم المملوكة بلا تفريق .
وقد استثنى الحافظ السيوطي وجماعة قبور الأولياء , واستحب البناء عليها كما جاء في رسالته المسماة ( بذل المجهود ) وعلله بأن الغرض من الوقف تأكيد المنفعة والحفظ وهما متوفران في البناء على قبور الصالحين , وأسس ذلك على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بسد كل خوخة على المسجد إلا خوخة أبي بكر .
وبهذا أفتى أئمة الشافعية كالبجيرمي , والبرماوي , والرحماني , والحلبي , والزيادي ومن والاهم فأصبح مشهور المذهب , أي أن البناء على القبر جائز في المذهب الشافعي بلا كراهة .
ثالثا : رأي ابن مفلح , وابن حزم , وابن حجر , وابن رشد , والعز بن عبد السلام .
يقول ابن مفلح في ( المستوعب والمحرر والفصول ) : القبة والبيت والحظيرة – الحوش – في التربة ( أي على القبر ) إن كان في ملكه فعل ماشاء , وإن كان في مسبلة – موقوفة – كره للتضييق بلا فائدة . أي إنه إذا تحققت الفائدة انتفت الكراهة . والفائدة هنا محققة فلا كراهة في مذهب ابن حنبل .
وهذا هو رأي ابن حجر في ( الوصايا ) ورأي طاهر العلوي في التعقيب على ابن حجر , والطيب ابن كيران في ( رسالته ) والبرازلي في ( نوازله ) والتميمي اسماعيل في ( رسالته ) أيضا .
ثم هو ما نقله ( الموان ) ( عن ابن رشد ) المالكي , ورجحه ( ابن ناجي ) وغيره وقول ابن رشد مرجح في المذهب على غيره وعليه الفتوى والقضاء , كما هو مقرر عند العلماء فالبناء على القبر جائز في مذهب مالك بلا كراهة .
وصرح ( ابن حزم في ( المحلى ) بجواز بناء البيت على القبر بدون كراهة , وهو مذهب الظاهرية .
وحكى ( الحطاب ) المالكي في شرح ( المختصر ) قول ( ابن القصار ) وغيره من أئمة المالكية بجواز البناء على القبر .
وعليه سار ( العز بن عبد السلام ) في فتواه المعروفة عن قبة الإمام الشافعي رضي الله عنه . ] [1] يتبع إن شاء الله
هوامش
[1] من كتاب : الإفهام والإفحام أو قضايا الوسيلة والقبور في ضوء سماحة الإسلام ( صـ 190 112 ) باختصار, للأستاذ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية وعضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية الأسبق . [/align][/B][/cell][/table][/center]
_________________ رضينا يا بني الزهرا رضينا بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا
يا رب
إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ
|