إنّ الأعَزّ أبَانَا كَانَ قَالَ لَنَا: *** ** أوصيكمُ بثلاثٍ، إنّني تلفُ الضّيْفُ أُوصِيكُمُ بالضّيْفِ، إنّ لَهُ *** **حَقّاً عليّ، فَأُعْطِيهِ وَأعْتَرِفُ وَالجَارُ أُوصِيكُمُ بِالجَارِ، إنّ لَهُ*** ** يوماً منَ الدّهرِ يثنيهِ، فينصرفُ وَقاتِلوا القَوْمَ، إنّ القَتْلَ مَكْرُمَة ٌ، *** **إذا تلوّى بكفّ المعصمِ العوفُ
قائل هذه الأبيات هو الأعشى قالها في يوم ذي قار أتدرون ما هو يوم ذي قار ؟ في هذا اليوم واجهت فيه قبيلة بكر بن وائل الإفناء يد مرازبة كسرى من أجل الدفاع عن بنات النعمان بن المنذر ولم تكن بناتهم , ولكنهم أجاروا النعمان بن المنذر في أهله . قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن هذا اليوم في الخصائص الكبرى للإمام السوطي : وأخرج البخاري في تاريخه والبغوي في معجمه عن الأخرم الهجيمي قال قال رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يوم ذي قار هذا أول يوم انتصف فيه العرب من العجم وأخرج البخاري في التاريخ وبقي بن مخلد في سنده والبغوي مثله من حديث بشير بن يزيد الضبعي وقال الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال ذكرت وقعة ذي قار عند النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال ذاك أول يوم انتصفت فيه العرب من العجم وبي نصروا " أ هــ كان عمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم في يوم ذي قار حوالي 36 سنة
وسأختصر هذه القصة لكم نقلا من ويكيبيديا
ذكر كسرى بن هرمز يوماً الجمال العربي وكان في مجلسه رجل عربي يقال له: زيد بن عدي وكان النعمان قد غدر بأبيه عدي بن زيد وحبسه ثم قتله فقال له: أيها الملك العزيز إن النعمان بن المنذر عنده من بناته وأخواته وبنات عمه وأهله أكثر من عشرين امرأة على هذه الصفة. وأرسل كسرى زيداً هذا إلى النعمان ومعه مرافق لهذه المهمة، فلما دخلا على النعمان قالا له: إن كسرى أراد لنفسه ولبعض أولاده نساءاً من العرب فأراد كرامتك وهذه هي الصفات التي يشترطها في الزوجات. فقرأ عليه بالصفة التي أرادها. فشق ذلك على النعمان فقال لزيد والرسول يسمع: أما في مها السواد وعين فارس ما يبلغ به كسرى حاجته؟ فقال الرسول لزيد بالفارسية:ما المها والعين؟ فرد بالفارسية: "كاوان" أي البقر. فأمسك الرسول، فقال زيد للنعمان: إنما أراد الملك كرامتك، ولو علم أن هذا يشق عليك لم يكتب إليك به. فأنزلهما يومين عنده، ثم كتب إلى كسرى: إن الذي طلبه الملك ليس عندي، وقال لزيد: اعذرني عند الملك. فوصل زيد إلى كسرى فقرأ عليه كتاب النعمان. وأوغر صدره وقال: فسل هذا الرسول الذي كان معي عما قال. فقال للرسول: ماقال؟ فقال الرسول: أيها الملك، إنه قال: أما في بقر السواد وفارس ما يكفيه حتى يطلب ماعندنا؟ فعرف الغضب في وجهه، ووقع في قلبه ما وقع، ولكنه لم يزد على أن قال: رب عبد قد أراد ما هو أشد من هذا ، ثم صار أمره إلى التباب . فشاع هذا الكلام حتى بلغ النعمان ، وسكت كسرى أشهرا على ذلك، وجعل النعمان يستعد ويتوقع، حتى أتاه كتاب كسرى.
أرسل كسرى إلى النعمان يستقدمه، فعرف النعمان أنه مقتول لا محالة فحمل أسلحته وما قوي عليه، ثم لحق بجبل طيء، وكان متزوجا إليهم، فأراد النعمان من طيء أن تدخله الجبل وتمنعه، فأبوا خوفا من كسرى، وقالوا له: لولا صهرك لقتلناك، فإنه لاحاجة بنا إلى معاداة كسرى ولا طاقة لنا به. فأقبل يطوف على قبائل العرب وليس أحد منهم يقبله، إلا بني رواحة من قطيعة بن عبس قالوا له: إن شئت قاتلنا معك -لمنة كانت له عندهم- فقال: ما أحب أن أهلككم، فإنه لاطاقة لكم بكسرى. وذهب إلى بادية بني شيبان سرا، فلقي هانئ بن مسعود الشيباني، وكان سيدا منيعا، فاستجار به فأجاره، وقال له: قد لزمني ذمامك، وأنا مانعك مما أمنع نفسي وولدي منه، وما بقي من عشيرتي الأدنين رجل، ولكن ذلك غير نافعك، لأنه مهلكي ومهلكك، وعندي لك رأي، لست أشير به عليك لأدفعك عما تريده من مجاورتي، ولكنه الصواب. فقال: هاته. إن كل أمر يجمل بالرجل أن يكون عليه إلا أن يكون بعد الُملكِ سُوقة، والموت نازل بكل أحد، ولأن تموت كريما خير من أن تتجرع الذل أو تبقى سوقة بعد الملك، هذا إن بقِيتَ، فامض إلى صاحبك، واحمل إليه هدايا ومالا، والق بنفسك بين يديه، فإما أن صفح عنك فعدت ملكا عزيزا، وإما أن أصابك فالموت خير من أن يتلعّب بك صعاليك العرب ويتخطفك ذئابها، وتأكل مالك وتعيش فقيرا مجاورا أو تقتل مقهورا. فقال: كيف بحرمي؟ قال: هن في ذمتي لا يخلص إليهن حتى يخلص إلى بناتي. فقال: هذا وأبيك الرأي الصحيح ولن أجاوزه.
ذهب النعمان بن المنذر إلى كسرى فاعتقله كسرى حتى مات في الطاعون أقام كسرى على الحيرة ملكاً جديداً هو إياس بن قبيصة الطائي وكلفه أن يتصل بهانئ بن مسعود ويحضر ماعنده من نساء النعمان وسلاحه وعتاده، فبعث إياس إلى هانئ يأمره بأن يرسل ما استودعه النعمان عنده فأبى هانئ نخوة
فأرسل كسرى جيشه ليستأصل بكر بن وائل فهزمت بكر جند كسرى ولم يفلت منهم كبير أحد وأقبلت بكر بن وائل على الغنائم فقسموها بينهم، وقسموا تلك اللطائم بين نسائهم .
_________________ قليل لمدح المصطفى الخط بالذهب على ورق من خط أحسن من كتب وأن تنهض الأشراف عند سماعـه قياما صفوفا أو جثيا علـى الركـب
|