موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 4:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

- من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال:الحلقة الأولى

توجد مناطق مظلمة فى تاريخ الإخوان المسلمين لا يفضلون الوقوف عندها ومنها إغتيالهم للمهندس "سيد فايز" الذى رأس التنظيم الخاص بعد إعتقال "عبد الرحمن السندى" وعملية إقتحام بيت المرشد الثانى "حسن الهضيبى" ومحاصرة المقر العام للجماعة بواسطة أعضاء غاضبين.

على أن أهم ما يحاول الإخوان السكوت عنه هو الدور اللا أخلاقى لعضو مكتب الإرشاد "عبد الحكيم عابدين".

هو عبد الحكيم عابدين (1914 -1977) تخرج من كلية الآداب جامعة القاهرة عام 1937 وعمل مدير لمكتبة الجامعة بعد تخرجة واشتهر بكتابة الشعر وتجول بمعظم البلدان العربية وهو طالب وتدرج فى الجماعة حتى شغل منصب سكرتير (أمين) عام الجماعة وظل فى منصبه حتى صدور قرار الحل عام 1948 وقبض عليه وظل بالسجن حتى 1950 حين أصدرت حكومة الوفد قرارا بحل الأحكام العرفية فأفرج عنه، وأثناء حادث محاولة إغتيال عبد الناصر بالمنشية عام 1954 كان عابدين يؤدى فريضة الحج فلم يعد الى مصر حتى عام 1975 حينما أسقط السادات الأحكام عن الإخوان المسلمين وعمل مع المرشد "عمر التلمسانى" حتى وفاته فى عام 1977.

إستحدث عابدين نظام التزاور فى الجماعة الذى يهدف الى توثيق العلاقات الأسرية والإجتماعية وتأليف القلوب بين الأعضاء فأقّره البنا عليه وكلفه بتنظيمه حيث واتته الفرصة للدخول الى بيوت الإخوان والتعرف على أفراد أسرهم ومجالسة حريمهم،

وكان الرجل يمتلك سحرا للبيان وقدرة متميزة على قص الحكايات وإلقاء الشعر مما أكسبه قبولا سريعا بين أفراد الأسر الإخوانية وخاصة بين الأطفال والنساء.

وقد قرّبه حسن البنا اليه كثيرا وزوّجه من شقيقته مما أوغر صدور بعض شباب الجماعة الساعين الى الزواج منها.

بدأ تفجر الفضيحة عام 1945 حين بدأت تتناقل أخبار عن علاقات عاطفية وجنسية يقيمها عابدين مع نساء الجماعة، بدأ الأمر همسا بين النساء وسرعان ما علم به الرجال فتقدم أربعة منهم بشكوى الى المرشد العام يتهمون فيها صهره بأفعال مشينة وممارسات غير أخلاقية فبادر البنا الى تشكيل لجنة موثوقة من مكتب الإرشاد للتحقيق فى الأمر ورفع تقرير واف اليه، وباشرت اللجنة المشكلة تحقيقاتها ولخصت نتائج هذا التحقيق فى تقرير رفعته الى فضيلة المرشد نشر بجريدة صوت الأمة [صحيفة حزب الوفد] يوم الأحد 19/10/1947 ونصه الآتى:

بسم الله الرحمن الرحيم .

فضيلة الأستاذ المرشد العام :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد :

هذه اللجنة التى كُلفت بالنظر فى مسألة الأستاذ عبد الحكيم عابدين
وحضرات :
-(1)حسين سليمان.
-(2)فهمى السيد.
-(3)محمد عمار.
-(4)زكى هلال .

لم توفق فى إيجاد التفاهم بين الطرفين – كذلك لا تستطيع تحديد المسؤلية بصفة قاطعة لإفشاء هذه الفتنة – وكان لها فى مهمتها أن تستوضح الطرفين فجمعت لهذا الغرض البيانات والإستدلالات فى المحاضر المرفقة ، مُلخّصة بعض الوقائع أو كثير منها ولم تشأ أن تخرج عن مهمتها إلى التحقيق الشامل ولكنها خرجت من هذه البيانات برأي قاطع :

*رأت أن ننصح بعدم إجراء تحقيق آخر أو تكوين لجنة تحكيم أو غير ذلك.
*ورأت حسما للموضوع أن يكتفى بما توفر للجنة أساسا لتكوين فكرة صحيحة نبرزها فيما يلى:


-(1) موقف هؤلاء الإخوة الأربعة يكون سليما من كل وجهة.

-(2) اقتنعت اللجنة اقتناعاً كاملاً بما تجمع لديها من بيانات سواء من طريق الأربعة المذكورين أو من طريق غيرهم ممن تقدم إليها من الإخوان. بأن الأستاذ عابدين (( مُذنب)) .

خصوصاً إذا أضفنا إلى ذلك إعترافاته إلى بعض أعضاء اللجنة – وأن الذنب بالنسبة إليه – وهو من قادة الدعوة – كبير فى حق الدعوة وفى حق الأشخاص الذين جُرحوا فى أعراضهم – ويحتم عليها واجبها نحو الدعوة توقيع أقصى العقوبة .

* لهذا ترى اللجنة بالإجماع:

فصل الأستاذ عابدين من عضوية الجماعة.

* ونشر هذا القرار.

* والعمل على مداواة الجروح التى حدثت..

5 صفر 1365 هـ 9-1- 1946م.

* الموقعين على الوثيقة:

-(1)أحمد السكرى ، (2) - صالح عشماوى ، (3) - حسين بدر ، (4) - الدكتور إبراهيم حسن ، (5) - حسين عبدالرازق. (6) أمين إسماعيل.

ومن سياق هذا التقرير يبدو الحرص على لمّ الموضوع وعدم الخوض فى التفاصيل حرصاً على سمعة الجماعة وتماسكها .

وقد ذكر بعض أعضاء اللجنة فيما بعد أنه وأثناء سماع أقوال الشاكين الأربعة تقدم الكثيرين بشكاوى مماثلة.

ولكن كان للبنا رأى آخر فقد ثار ثورة شديدة على هذا التقرير واعتبره طعنة موجهة اليه واتخذ قراراً بحل نظام التزاور الأسري وإعتبر أن السكري يتآمر ضده.

وقرر أن يعرض الأمر على مكتب الإرشاد الذى إجتمع وناقش الموضوع من مختلف جوانبة وتم التصويت على إقالة عابدين من التنظيم وجاءت النتيجة موافقة 8 من أعضاء المكتب على فصله من الجماعة مقابل صوت واحد فقط مما حدا بالرجل الى التهديد بعرض الأمر على الهيئة التأسيسية (الجمعية العمومية) لحسمه مما أدى إلى إعلان الشيخ أحمد السكري النائب الأول للمرشد الى الاستقالة.

وإن تم تغليف عملية فصله من الجماعة لاحقا بإتصاله بحزب الوفد.

فى تلك الاثناء بدأت تتكشف قصص عبد الحكيم عابدين ونساء الإخوان وتتناثر على ألسنة الأعضاء وغير الاعضاء وتعدد ذكر علاقاته على المشاع وكشف تفاصيل كثيرة ذكر إخوانيون أنها يشيب لهولها الولدان وتم إلصاق لقب "راسبوتين" بالرجل.

من هذه الوقائع حادثين لهما دلالة.

أولهما أن شعبة حـي عابدين التي تضـم مجموعـة من الطلبة والشباب وبعض صغار الموظفين تقدمت بشكوى إلى المركـز العام تتهم فيها عبد الحكـيم عابدين بالتلصص على بيت زميلهم علي عبد المعطي حتى يخرج من البيت ثم يدخل لينفرد بالزوجة في غيابه وكان من بين الشاكين شقيق الزوجة التي يغشاها عبد الحكيم بعد خروج زوجها.

وفيما بعد استدعى حسن البنا زوج هذه السيدة وكان عضوا بالإخوان ليقر بأن عابدين إنساناً فاضلاً وأنه كان يخالط زوجته وأبنائه كأب وهادياً لهم.

والواقعة الثانية هى قصة طويلة ذكرها "محمود عبد الحليم" فى كتابه الشهير( الإخوان المسلمين..أحداث صنعت التاريخ) وذلك فى إطار دفاعه عن عابدين.

(بدأت أحداث هذه المحاولة منذ كانت الدعوة في ميدان العتبة وبدأ الطلبة يقبلون علينا وكنا نحسن استقبالهم ونوليهم كل ما نستطيع من اهتمام وعناية وكان من هؤلاء الطلبة طالب في كلية الآداب اسمه (ع.س.أ) …

استقبلناه كغيره من الطلبة ولكني رأيته مقبلاً بشكل ملحوظ علي عبد الحكيم عابدين مما جعلني أرتاب فيه ، ولكن هذا الشعور لم يجعلني أقصر في حقه فكنت أعامله كما أعامل زملائه …

غير أني رأيت عبد الحكيم يوليه من العناية أضعاف ما يولي زملائه – وعبد الحكيم كما قدمت إنسان كله عاطفة ، فما كاد يشعر بإقبال هذا الطالب عليه حتى غمره بسيل من عواطفه فكان كلما قابله قابله بالعناق ، وكنت أفتقد عبد الحكيم فإذا لقيته سألته أين كنت بالأمس فيقول لي كنت عند الأخ (ع) في بيتهم) .

ثم يستطرد الكاتب بعد ذلك بالقول (ومرت الأيام وأعلنت خطوبة عبد الحكيم لشقيقة الأستاذ المرشد ، فكان هذا الإعلان بمثابة إعلان حرب لا هوادة فيها علي عبد الحكيم أو قل في الحقيقة علي الدعوة نفسها ولكن اتخذ عبد الحكيم قميص عثمان .

انقلب هذا الأخ الذي أشرت إليه انقلابًا فجائيًا علي عبد الحكيم وخاصمه بغير مقدمات واتهمه بأنه قد اتخذ صداقته له وأخوته معه وسيلة إلي مداعبة شقيقته ..

وبغير مقدمات رأينا هذا الأخ يعلن مقاطعته للمركز العام وتبرأه من الدعوة مالم يبتر منها عبد الحكيم عابدين).

وخلاصة القصة أن الرجل بعد أن تعرف على شقيقات هذا الطالب بدأ يختلى بإحداهن بحجة علاجها روحانياً من مرض ألّم بها.

ولسنا متأكدين من مدى تطور هذه العلاقة ولكن رد فعل الشقيق والأسرة على إعلان خطوبة عابدين توحى بأن هناك أشياء غير معلنة فى هذه العلاقة..

لقد تسببت هذه الفضيحة وقتها فى تصّدع كبير فى صفوف الجماعة وأدى الى خروج أو إخراج عدد كبير من قياداتها على رأسهم الشيخ "أحمد السكرى" النائب الأول للجماعة وأهم رجالها بعد البنا ( يذكر بعض المؤرخين ان السكرى هو المؤسس الأول للإخوان)، والدكتور "ابراهيم حسن" وكيل الجماعة وعضو مكتب الإرشاد، وعبد السميع الغنيمى وسالم غيث وأخرين.

بل تركت تلك الحادثة أثرا عميقا فى نفوس قادة الجماعة نذكر منهم الأستاذ صلاح شادي الذى ذكر في كتابه (صفحات من التاريخ) "شهدت أحداثا اتهم فيها بغير دليل قاطع أحد أقطاب الجماعة بتهمة تمس الخلق والسلوك وأسفر التحقيق عـن براءته من تلك التهمة وإن لم تعفه من اللوم لكنني عجزت عن المواءمة بين إكباري لأحد أقطاب الإخوان وبين اللمم الذي نسب إليه واستوحشت نفسي من الإمام الشهيد حسن البنا".

لا يوجد وصف لهذه الوقائع سوى أن أن تنظيم الإخوان المغلق يخفى بين طيّاته الكثير مما تعافه النفوس السوّية ولكنهم يحاولون التجمل باستمرار وليسوا كغيرهم من المتأسلمين قليلي الخبرة.


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 4:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

- من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال:الحلقة الثانية

الانشقاق الأكثر أهمية في الأربعينات , كان نتيجة أسباب أخلاقية, وليس سياسية, ترتبط بالاتهامات الموجهة إلي صهر البنا, عبد الحكيم عابدين.

تمتد جذور فضيحة عبد الحكيم عابدين إلي نهاية عام1945, حيث نقل بعض الإخوان, ومنهم أربعة من أعضاء مكتب الإرشاد, إلي البنا أن سكرتيره العام وزوج شقيقته عبد الحكيم عابدين, يستغل سلطته في انتهاك حرمة البيوت وأعراض الإخوان ، وكان عابدين قد اقترح على البنا نظام الأُسَر ، والذي يعتمد على تزاور الأسر الإخوانية لزيادة التقارب وتوطيد الأواصر ، ووافق البنا ، وكلف عبدالحكيم عابدين بترتيب تلك الزيارات واللقاءات !!

حتى ثارت حوله الشبهات لدرجة أن بعض الإخوان وصفوه ب "راسپوتين الجماعة" ووصلت للمرشد "البنا" تلك الإتهامات ، والمطالبات بالتحقيق في الموضوع !

وبشكل سري, كلف البنا الدكتور إبراهيم حسن بالتحقيق فيما يثار, وقبل الوصول إلي نهاية التحقيق, عرف أغلب أعضاء الجماعة بأمر التحقيق السري, وتقدم الدكتور إبراهيم باقتراح يقضي بفصل عبد الحكيم عابدين من الجماعة, وهو ما رفضه البنا, وقرر تشكيل لجنة جديدة من كبار أعضاء الجماعة لتقصي الحقائق!.

كانت الاتهامات مشينة وخطيرة, وبخاصة أن السلوك الأخلاقي الملتزم هو أهم الدعائم التي تقوم عليها جماعة الإخوان بشعاراتها الإسلامية, وأصر كثير من الإخوان علي فصل عابدين, وبخاصة أن أحد الشاكين قد وصفه بأنه راسبوتين الجماعة!.

كان المنطقي أن يرضخ البنا لرأي الأغلبية, فقد صوت مكتب الإرشاد بأغلبية ثمانية أصوات مقابل صوت واحد لصالح قرار الفصل, لكن البنا فاجأ الجميع بقرار عرض الأمر علي الهيئة التأسيسية لإعادة التحقيق, وهو القرار الذي فهم منه أنه يهدف إلي التأثير علي هذه الهيئة.

لم ترق مناورات البنا لكثير من أعضاء وقيادات الجماعة, وقدم الدكتور إبراهيم حسن استقالته احتجاجا في27 أبريل1947, وكان قد سبق هذه الاستقالة قرار من البنا بإيقاف أحمد السكري وكمال عبد النبي والدكتور إبراهيم حسن من مزاولة حقوق عضوية الهيئة التأسيسية.

كان لموقف البنا أثر سلبي, وهيأ لانشقاق جديد, حيث أعقب خروج الدكتور إبراهيم حسن, خروج أحمد السكري, أحد أهم الرموز في تاريخ الجماعة.

ترجع أسباب خروج السكري إلي علاقة الجماعة بالوفد, واعتراضه علي سياسة البنا في تأييد حكومة إسماعيل صدقي, وهو ما أدي إلي إضعاف الحركة الوطنية وإثارة الشكوك حول حقيقة الإخوان.

كان السكري من المطالبين بالتنسيق مع الوفد, وكان حسن البنا يضع شرطا مستحيلا وهو تبني الوفد لمبادئ الجماعة!.

ومن ناحية أخري, لا يمكن إهمال العامل الشخصي في الانشقاق الكبير, فقد كان السكري يشعر بأنه أكبر من أن يكون نائبا لرئيس الجماعة, ويعتقد أن البديل هو تقسيم السلطة بينه وبين المرشد, بحيث يتولي السكري الزعامة السياسية, وينهض البنا بالجانب الدعوي.

جاء رد البنا بإحالة الخلاف إلي الهيئة التأسيسية, لمساءلة السكري وإصدار قرار بفصله. وعلي الرغم من العلاقة التاريخية الممتدة بين البنا والسكري, فقد رأي حسن البنا أن يضحي بالصداقة العميقة حتي ينفرد وحده بالسلطة داخل صفوف الجماعة.

وبينما كان البنا يسعي جاهدا إلي التحكم في إيقاع الخلاف حتي لا يؤثر علي مكانة الجماعة وشعبيتها, لجأ السكري والدكتور إبراهيم إلي صحيفتي صوت الأمة الوفدية والجماهير اليسارية, ونشرا مقالات عنيفة ضد البنا, وصلت إلي درجة اتهامه الصريح بالعمالة لإسماعيل صدقي والنقراشي, كما اتهماه بالغدر, والتلويح بأنه يتقاضي أموالا من الإنجليز!

لقد تحول أصدق أصدقاء الأمس القريب إلي أعداء ألداء, ولمكانة الرجلين المنشقين في تاريخ الجماعة, لم يكن سهلا أن يتم التغاضي عن الاتهامات التي نشراها, وتركت أثرا ملموسا في صفوف الجماعة, وكانت أحد العوامل المهمة التي مهدت لإصدار قرار الحل في نهاية عام1948 .

في العدد القادم نروي القصة الكاملة لأزمة السكري مع البنا علي خلفية الاتهامات التي وجهت لعبد الحكيم عابدين وننشر النصوص الكاملة لرسائل السكري بخط يده للتعرف علي جذور الانتهازية السياسية لدي الإخوان, والي أين أوصلتهم, واوصلت معهم المجتمع المصري.

المصدر :

من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي .

الأهرام المسائي :

http://massai.ahram.org.eg/issue/Inner. ... ssueid=265

الثلاثاء 21 من رمضان 1431 هــــــ31 أغسطس 2010 السنة 20 العدد 7065


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 4:22 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

- من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال:الحلقة الثالثة

القصة الكاملة لراسبوتين الإخوان يرويها وكيل الجماعة:

وعدت في مقالي السابق بالحديث عن أزمة السكري‏(‏أحمد السكري رفيق حسن البنا وشريكه في تأسيس الجماعة‏(.

واليوم أفي بوعدي‏,‏ وأفتح الجرح الذي يخشي من فتحه الاخوان في مصر والعالم‏,‏ نظرا لأن هذا الجرح تحديدا مؤلم وجارح بقدر ماهو فاضح لعمق الانتهازية السياسية والأخلاقية لمؤسس الجماعة الشيخ حسن البنا‏,‏ ولنهجه الذي سار عليه تلاميذه من بعده‏.‏

ودعونا هذه المرة نترك التحليل جانبا‏,‏ ونتحدث بالوثائق التي خطها قادة الجماعة إبان تلك الفترة‏(أواخر الأربعينيات من القرن الماضي‏)‏ ليعرف القاصي والداني من هم الاخوان‏,‏ ومن هو مؤسسهم‏.‏

واليوم نبدأ بالدكتور إبراهيم حسن وكيل الجماعة ـ آنذاك ـ وعضو مكتب الارشاد‏,‏ يروي وقائع ما حدث عبر مذكرته التي قدمها للهيئة التأسيسية للجماعة‏,‏ وسأسمح لنفسي بالتدخل ـ فقط ـ لشرح موقف هنا أو توضيح مصطلح هناك‏.‏

يبدأ الرجل مذكرته ـ التي كتبها وقدمها للهيئة التأسيسية للجماعة في أبريل من عام‏1947‏ ـ بالقول‏:‏ أيها الاخوة الأحبة مذ عرفت هذه الدعوة‏ (‏يقصد جماعة الاخوان‏)‏ ونحن جميعا قلبا واحدا ويدا واحدة بتوفيق الله وكرمه وظللنا كذلك حتي سنة‏1944‏ إذ نزغ الشيطان بين الأحبة فبدل الألفة فرقة وأضعف الثقة فرانت القلوب وصدأت النفوس ولم يكن ذلك إلا لسبب واحد هو علة العلل كما يقولون ويقف الرجل ليشرح موقفه طوال كل تلك الأزمة قائلا:

وسأشرح موقفي طوال هذه المدة في كلمات موجزة متوخيا ذكر الحقائق الثابتة التي لايعتورها الشك ولا تحتاج إلي برهان ومتجنبا من الحقائق مايمكن أن يكون موضع جدل أو مناقشة أو حتي اختلاف في وجهات النظر لاعتقادي أن هذه الحقائق القليلة الثابتة كافية وافية وكم كنت أود أن تعرفوها في حينها ولكن إن كنت قد أخرتها عنكم وأخفيتها في المدة الماضية فلتوهم أن ذلك كان في مصلحة الدعوة وإن أبديتها الآن فلأن ذلك عين مصلحة الدعوة وما كان لدعوة الله أن تقوم علي إخفاء الحقائق أو تبديلها أو تشويهها بالمسخ والتمويه فالله حق يحب الحق ويقول بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق‏.‏

أصل قضية عبدالحكيم عابدين‏:

ويضيف في يوم من الأيام لاحظت تغيب الأخ عبدالحكيم أفندي عابدين‏(‏ زوج شقية حسن البنا آنذاك وسكرتير عام الجماعة‏)‏ عن حضور جلسات مكتب الارشاد العام وعدم قيامه بالسكرتارية فسألت فضيلة المرشد سؤالا عابرا فقال‏:‏ خلاص الأستاذ عبده قاسم سيقوم بالسكرتارية أما عبدالحكيم فسيكون معي في أعمالي الخاصة فلم أراجعه في ذلك لفرط الثقة رغم إنني كنت وكيل الجماعة وقتذاك‏,‏ حتي ولو لم يؤخذ رأيي في ذلك أو أخطر به من قبيل العلم لا من قبيل المشورة والرأي‏.

وتوالت الاجتماعات علي هذا النحو حتي كنا في إجتماع في منزل فضيلة المرشد وانتهينا من نظر الأمور العادية وهممنا بالانصراف‏,‏ أشار فضيلة المرشد لبعضنا بالبقاء فبقيت أنا والأستاذ أحمد السكري والأستاذ أمين اسماعيل والأستاذ محمد شريف والدكتور محمد سليمان والأستاذ سالم غيث والأستاذ صالح عشماوي والأستاذ عبده قاسم‏,‏ وكان في هذه الجلسة الأستاذ عبدالحكيم افندي عابدين ثم عرض فضيلة المرشد مسألة كانت غريبة علي اسماعنا أو أكثرنا وبسطها كل التبسيط وخلاصتها أن بعض الاخوان شكوا إليه من الأستاذ عبدالحكيم مما اعتقدوا أنه اعتداء علي بيوتهم وجرح لكرامتهم‏.‏

فاستبعدت أنا ذلك أن يصدر عن أي أخ من الاخوان فما باله وقد نسب إلي أخ من أبرز الاخوان هو سكرتير عام الجماعة بل واستنكرت ذكره حتي لأخص الأخصاء وفهمت من ذلك أن إقصاءه عن السكرتارية كان لمثل هذه الأسباب وطلبت من فضيلة المرشد إعادته خشية القيل والقال وقلت علي كل حال نحن نستغفر الله جميعا ونتوب إليه ونتحري الدقة في اتصالنا بالاخوان وبيوتهم إلي غير ذلك وقال الأستاذ أحمد السكري مثل ماقلت وكادت الجلسة تنتهي بسلام لولا أن الأستاذ أمين اسماعيل عضو مكتب الارشاد حينئذ ومن أكثرهم رزانة وارجحهم عقلا ثار ثورة عنيفة وقال إلي متي تعالجون الأمور مثل هذا العلاج السطحي ولاتتحرون الحقائق وقدم اقتراحا مكتوبا بفصل الاستاذ عبدالحكيم عابدين بعد أن ذكر وقائع معينة يعلمها هو علم اليقين ثم هدد بالاستقالة والانتقام‏!!‏

وشايعه في ذلك الأستاذ محمد شريف والدكتور محمد سليمان الأستاذ سالم غيث فأنهينا الجلسة وقمنا آسفين محزونين‏.‏

ويواصل وكيل الجماعة شرح الأزمة الكاشفة قائلا‏:‏ حدث بعد ذلك أن تغيبت عن المكتب جلستين متواليتين لسبب عملي بالمستشفي فعلمت أن اللغط كثر والجدل احتدم حول هذه المسألة فقابلت فضيلة المرشد في منزله واستوضحته الأمر فعلمت منه أن كثيرين من اعضاء المكتب شددوا الحملة علي أخينا عبدالحكيم عابدين وأن الدكتور سليمان أكثرهم حدة وشدة وكذلك الأستاذ سالم غيث فعرضت علي فضيلته أن أتدخل في الموضوع لاسيما وأن بيني وبين الدكتور محمد سليمان صلة خاصة قوية ولعلي أستطيع إصلاح نفسه وكذلك الأستاذ سالم غيث فشكر لي فضيلته حسن استعدادي وفعلا دعوت فضيلته لتناول الغداء معي وأخبرته السر في ذلك كما ذهبت إلي الأستاذ عابدين في منزله ودعوته لتناول‏ الغداء بمنزلي دون أن أخبره بالسر كما دعوت الدكتور سليمان والأستاذ سالم دون أن يعلما شيئا عن سر الاجتماع أو سر الدعوة للغداء حتي اجتمعنا بالمنزل فإذا بالجميع وجها لوجه وبعد تناول الغداء بدأت الحديث مع الدكتور سليمان والأستاذ سالم غيث وكان حديثا كله عطف علي أخي وصفيي وقتذاك الأستاذ عبدالحكيم عابدين وفيه شبه حملة علي الأخوين الكريمين الدكتور محمد سليمان والأستاذ سالم غيث وكنت أعتقد أن المسألة لا تتعدي شائعات وشبهة فما شعرت إلا وقد تغير الدكتور محمد سليمان واكفهر وجهه وقال لي إنك لا تعرف الحقائق إذن فلتعلم أن عبدالحكيم عابدين اعتدي علي بيوت الاخوان باسم الدعوة وقام غاضبا وخرج ومعه الأستاذ سالم غيث غير أنني لم أيأس من الاصلاح ووعدت فضيلة المرشد والأستاذ عبدالحكيم عابدين بمواصلة المسعي‏.

كيف تعامل البنا مع الأزمة؟

ويستمر وكيل الجماعة في رواية الأحداث فيقول‏:‏استمرت حملة أعضاء مكتب الارشاد علي الأستاذ عبد الحكيم عابدين عنيفة كما هي فاقترح فضيلة المرشد إخراج عبد الحكيم افندي عابدين والثائرين عليه من عضوية المكتب بطريقة لطيفة لا تلفت الأنظار وذلك بجعل مكتب الارشاد‏12‏ بدل عشرين وفعلا تم ذلك‏.‏

إلا أن الحملة ازدادت شدة وعنفا وكثر القيل فاجتمع مكتب الارشاد العام وقدم فضيلة المرشد اقتراحا بتشكيل لجنة من كبار الاخوان للتوفيق بين الأستاذ عبد الحكيم عابدين والشاكين من الاخوان فإن لم تستطع التوفيق بينهم عرضت عليهم التحقيق فألفت اللجنة من الأستاذ أحمد السكري والدكتور ابراهيم حسن وحسين بك عبدالرازق ومحمود بك لبيب والأستاذ صالح عشماوي والأستاذ أمين اسماعيل والأستاذ حسين بدر وكلهم من أعضاء مكتب الارشاد العام عدا الأستاذ حسين بدر الذي كان عضوا قديما بالجماعة‏.‏

اجتمعت هذه اللجنة وقررت استدعاء الاخوان الأربعة الشاكين فحضروا وبدأنا بنصحهم بالتنازل عن شكواهم فطلبوا منا سماع هذه الشكوي فترددنا طويلا في سماع أقوالهم وكنت أنا والأستاذ أحمد السكري أكثر الأعضاء اعتراضا علي سماع أي كلام في الموضوع ولكن اللجنة إزاء إصرارهم وتمسكهم برأيهم وتفويض اللجنة في التصرف في أمرهم قررت سماع أقوالهم‏,‏ فما أن بدأوا يتكلمون حتي اشمأزت النفوس واقشعرت الأبدان فجعل الأستاذ حسين بك عبدالرازق أصبعيه في أذنيه وثار محمود بك لبيب كما فجعت أنا في أحب الاخوان إلي وأوثقهم بي صلة وكان الأستاذ حسين بدر يكتب ما يسمع وانتهت الجلسة ونحن في أشد الحزن والكآبة ولكني شخصيا كنت مازلت أطمع في أن اسمع من الاستاذ عابدين ما يدفع به عن نفسه.

وقلت لأعضاء اللجنة إننا تأثرنا لسماعنا من جانب واحد وقررنا استدعاء الأستاذ عابدين في الليلة التالية وقلنا له ما سمعناه فكاد يغمي عليه إذ ارتمي علي الأرض يضرب بيديه هنا وهناك ولم يستطع أن يقنع اللجنة بعدم صحة ما سمعته وأمهلناه إلي الليلة التالية فكان كما هو ضعفه وعجزه عن الدفاع عن نفسه وبدأت اللجنة تتحري الوقائع وتسمع بدقة وتقدم إليها غير الشاكين الأربعة آخرون بشكاوي جديدة من نفس النوع حتي اقتنعت اللجنة بصحة الوقائع ونسبتها إلي الأخ الأستاذ عبد الحكيم عابدين فكتبت تقريرا بل تقارير كتب أكثرها الاستاذ حسين بدر وقال في احدها إن هذه القضية تعيد إلي الأذهان قصة راسبوتين وأن عبد الحكيم عابدين راسبوتين هذه الجماعة.

واستقرت اللجنة علي تقدير تقرير بعدم استطاعتها التوفيق واقتراح بفصل عبد الحكيم أفندي عابدين من الجماعة تطهيرا لها ولسمعتها وعدم إجراء أي تحقيق آخر حفاظا علي الدعوة من أن تلوكها الألسن ويشهر بها خصومها وأعداؤها وعقد مكتب الارشاد العام وقدم التقرير والاقتراح‏.

اللجنة تفصل عابدين والمرشد يعلن غضبه‏:‏

وافق أعضاء مكتب الارشاد علي فصل الأستاذ عبدالحكيم عابدين من الجماعة بأغلبية ثمانية من تسعة كانوا حاضرين إذ احتفظ التاسع برأيه‏.‏ وثار فضيلة المرشد ثورة عنيفة وقال إنه لو أجمع أعضاء المكتب الاثنا عشر علي قبول الاقتراح فإنه سيختلف معهم ويحتكم إلي الهيئة التأسيسية فدهشنا جميعا لهذه السابقة الخطيرة .

إذ كان الرأي دائما بالأغلبية إلا في هذه المرة بل أكثر من ذلك أن فضيلة المرشد قال إن الهيئة التأسيسية إذا خذلته فإنه سيحتكم إلي رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد فقرر بذلك قاعدة قانوية جديدة وحاولنا تهدئته واقناعه برأينا فلم يقبل ولم يقتنع وأصر عي تكوين لجنة للتحقيق وفعلا كونت اللجنة من الدكتور ابراهيم حسن والشيخ محمد فرغلي والأستاذ طاهر الخشاب والأستاذ الفضيل الورتلاني والشيخ خالد محمد خالد ولم يكن بين أعضائها عضو من مكتب الارشاد العام غيري .

على حين كانت لجنة التوفيق كلها من أعضاء مكتب الارشاد العام عدا الأستاذ حسين بدر الذي كان عضوا سابقا بالمكتب‏.‏

بدأت لجنة التحقيق عملها في‏21‏ يناير سنة‏1946‏ بكل دقة وسارت فيه سيرا جديا وراء الحقائق بل كانت تبالغ في التدقيق وفي الصغير والكبير من الحقائق وظهرت المخازي واضحة جلية لا يختلف فيها اثنان ولا يحتاج إلي برهان.

غير أنه قبيل الحكم سمعت بعض الآراء تتردد خارج اللجنة ثم بين أعضائها بأن هذه القضية هي قضية الأستاذ المرشد لا قضية الأستاذ عابدين وأن فضيلته أبدي رأيه فيها فأي رأي يخالف رأيه يعتبر هزيمة له‏.‏

كذلك ترددت الأقوال وتواترت بأن الحكم سيكون بالبراءة لا محالة‏,‏ ورأيت فعلا هذا الميل داخل اللجنة فطلبت عقد مكتب الارشاد العام وأخبرتهم بأن التحقيق انتهي وأن ما فيه ثابت لا يقبل الشك‏,‏ ومع ذلك فان الحق لن يكون هو المقصود وطلبت منهم أن يسمحوا للأعضاء بابداء رأيهم في القضية كتابة فإننا هيئة تحقيق سمعت من الطرفين وتبدي شهادة بما سمعت‏,‏ ثم أنا بعد ذلك نازل علي حكم الأغلبية.

بمعنى أنه إن قال اثنان بالادانة وقال ثلاثة بالبراءة كما حدث كان الحكم بالبراءة‏,‏ ولكن يعرف لكل واحد رأيه‏,‏ فقال أعضاء المكتب جميعا كما قال فضيلة المرشد إن هذه المسألة يجب أن تنتهي بأي شكل وهم جميعا لا يشكون في إجرام عبد الحكيم افندي عابدين وإنهم سيقررون صلته بالدعوة بعد ذلك وإن الحكم سيكون أمام الناس فقط إلي غير ذلك‏.‏

وأعلن الحكم بالبراءة التي يعلم الله مقدار بعدها عن البريء المزعوم وأوراق التحقيق مازالت موجودة تشهد بالمخازي والجرائم ولولا أنها تناولت أعراض إخوان كرام لكانت بين أيديكم الآن‏,‏ ولكنهم إئتمنونا علي أعراضهم وأسرار بيوتهم فلن نخون الأمانة ونفضح الأعراض ونعرضها إلا إذا رضوا هم بذلك وأقروه كتابة فعند ذلك أتحلل أنا من الأمانة وأسلم الأوراق‏.

وإلى لقاء في العدد القادم حيث نفجر مفاجأة جديدة حول كيفية تعامل قادة الجماعة مع هذا القرار‏.

المصدر :

من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي .
الأهرام المسائي :

http://massai.ahram.org.eg/issue/Inner. ... ntID=17423

الأربعاء 22 من رمضان 1431 هـــــــ 1 سبتمبر 2010 السنة 20 العدد 7066


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 4:27 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

- من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال: الحلقة الرابعة

توقفنا في المقال السابق عند قرار اللجنة المشكلة من المرشد العام حسن البنا، التي قضت ببراءة زوج اخته من فضيحة انتهاك حرمة بيوت الاخوان والتحرش بنسائهم وبناتهم.

ورأينا كيف ضغط البنا وهدد اعضاء اللجنة الأولي التي اتخذت قرار الادانة ثم الفصل باللجوء الي الهيئة التأسيسية ثم رؤساء المناطق والشعب ومراكز الجهاد، في إشارة واضحة لاستعداد المرشد العام للمضي في حماية زوج أخته (أو حماية نفسه كما ردد بعض قادة الجماعة آنذاك) حتي ممارسة العنف (وهو ما سيحدث فيما بعد مع الذين رفضوا قرار اللجنة) ضد إخوانه من الصف الأول من قادة الجماعة.

المرشد يعترف بجرائم عابدين :

واليوم نكمل مع مذكرة الدكتور ابراهيم حسن وكيل الجماعة ـ آنذاك ـ يقول الرجل : "

بعد أن أعلن حكم البراءة حضر إليّ بالعباءة أحد الاخوان وقال إنه نائب شعبة المحجر، وكان غاضبا وثائرا، وقال كيف تحكمون بالبراءة؟

إذا اعوزتكم الأدلة فعندي دليل رأيته بعيني ولمسته بنفسي وقص علي قصة يعف لساني عن ذكرها، فأخبرته بأننا انتهينا من هذه المسألة ولن نتكلم فيها بعد الآن، ثم ذهبت الي دار الاخوان المسلمين فوجدت فضيلة المرشد مع الاستاذ احمد السكري والاستاذ حسين بك عبدالرازق والاستاذ كمال بك عبدالنبي في حجرة سكرتير الجريدة وقصصت عليه القصة قصا عابرا فما كان منه إلا أن قال :

"عبدالحكيم عابدين خلاها خل، أنا أعلم من جرائمه اضعاف ما تناوله التحقيق، وقد شكا إليّ إخوان كثيرون من أعماله، ولكنهم كانوا عقلاء فبعضهم اكتفي بإبعاده عن منزله أو الابتعاد عنه وائتمنوني علي أعراضهم وأبوا أن يتركوها عرضة للتشهير تلوكها الالسن في كل مكان".

بعد ذلك سكتت الفتنة وتعهد الأستاذ المرشد بإبعاد عبد الحكيم عابدين، بل تعهد في منزل الاستاذ حسين بك عبدالرازق بأن يطلب منه ان يستقيل ولكنه لم يستطع ذلك واخبرنا بأن عبدالحكيم عابدين ابي أن يكتب استقالته.

ولكن طالت مدة بُعد عبدالحكيم افندي عابدين عن الاخوان فضجر وكتب استقالة تناول فيها مكتب الارشاد بالتجريح، وقال إنه لم يكن له من الكرامة والقوة ما يستطيع به ان يحمي قراراته وتناولني أنا خاصة والاستاذ احمد السكري والاستاذ حسين بك عبدالرازق بالطعن والتجريح فأمر فضيلة المرشد بكتابتها علي الآلة الكاتبة وتوزيعها علي اعضاء مكتب الارشاد العام فوزعت وتحدد الاجتماع بمنزل الاستاذ حسين بك عبدالرازق ولم يحدث فيه كلام كثير، بل اقترح فضيلة المرشد ان يؤخذ الرأي علي بقاء عبدالحكيم عابدين في الدعوة او خروجه منها ورفض ان يتناول الكلام مسألة استقالته الشائنة، بل قال إنه "حايكسر رأسه هو".

عابدين يجرح في أعضاء مكتب الإرشاد :

وانتهينا من هذا الاجتماع وبقي الحال علي ما كان عليه نحو خمسة عشر يوما أو يزيد فاذا بنا نفاجأ بنشر استقالته هذه بما فيها من طعن وتجريح في جريدة الحوادث فآثارني وادهشني ان يطعن المجرم الابرياء الاطهار هذا الطعن ويجرحهم هذا التجريح وكلمني فضيلة المرشد بالتليفون وقال إنه سيكذب وجود مثل هذه الاستقالة فقلت له يجب ألا ننكر الحقائق بل نواجهها وندافع عن رأينا وانتظرت من فضيلته ان يرد الي والي غيري كرامتهم فلم يحدث فعمدت أنا إلي الرد ونشرت ردا تناول حقيقة الاستقالة والمستقيل.

فعند ذلك ثار فضيلة المرشد وعقد مكتب الارشاد العام وقرر ان يتخذ الاجراءات القانونية ضد جريدة الحوادث لكي يعلم من الذي نشر هذه الاستقالة، ثم استنكر نشر الدكتور ابراهيم حسن للرد ولكن لم تتخذ اي اجراءات قانونية ضد مجلة الحوادث حتي نهاية الأسبوع فصدرت المجلة تتحدي مكتب الارشاد العام وقراره وتقول إن لديها المستند القانوني وإنها مستعدة لإبرازه في المحكمة.

ويستمر وكيل الجماعة في شرح ما حدث إبان تلك الفترة قائلا : "بعد ذلك استطعنا الحصول علي صورة المستند موقعا عليه بإمضاء الأخ عبدالحكيم أفندي عابدين وأخذنا له صورة بالزنكوغراف لاتزال عند فضيلة المرشد وعند ذلك تراجع مكتب الارشاد العام عن قراره بعد ان تأكد من حقيقة ما تقوله مجلة الحوادث ورأي المستند بنفسه وإلي هنا أسدل الستار علي هذه المآسي والجرائم التي لاتزال مستنداتها قائمة موجودة.

هذه هي الحوادث سردتها كما حدثت وإني أتحدي كائنا من كان أن يكذب واقعة واحدة من هذه الوقائع أو حادثة من هذه الحوادث فإنها ثابتة كالصم الرواسي لاتتزعزع والله علي ما أقول وكيل.

المرشد يطلب من الوكيل الكذب:

ثار الإخوان علي نشر هذه المسائل في الجرائد وكثر القيل والقال وتبلبلت الخواطر فرأي فضيلة المرشد أن يجمع الهيئة التأسيسية ليعرض عليهم الأمر كما هي العادة ودعاني للتفاهم معه علي مايقوله لهم فقابلت فضيلته بمنزله وقلت له ما يأتي :

إن الثقة التي بيني وبينك زالت تماما أو ضعفت إلي حد لا يمكن التعاون عليه ورغم ذلك فإنني لا أريد أن أكون معولا لهدم هذا البنيان القائم وسأتركه لك تتصرف فيه كما تشاء وأفوض أمري إلي الله.

وقلت له إنني علي استعداد لأن أعمل ماتراه كفيلا بحفظ هذه الجماعة سليمة كما هي وإن تكن في ذلك تضحية بكرامتي، فشكر لي فضيلته هذا الموقف وقال إنه لا شك موقف كريم وبدأنا فعلا نتناقش فيما سيقوله فضيلته للهيئة التأسيسية وخلاصته أنه سيقول إن عبد الحكيم افندي عابدين بريء وإنني تسرعت في النشر واعتذرت.

قلت له وهل حقيقة أن عبد الحكيم عابدين بريء؟

فقال بل تحذف إنه مجرم كل الاجرام ولكن الموقف لا يحتمل غير ذلك وحاولت إقناعه بأن يكتب مايثبت حسن نيتي ولو بذكر واقعة جمع فضيلته وعبد الحكيم أفندي عابدين والدكتور سليمان وسالم أفندي غيث في منزلي فقال إنه لا يريد أن يطيل في البيان فتركته وانصرفت إلي المستشفي وعدت إليه قبيل الجلسة وأطلعني علي البيان وفيه كثير جدا من المغالطات المقصودة كما لاينكر ذلك فضيلته وذلك تحرف بحذف كثير من الحقائق وبتر كثير من الوقائع والاقتصار علي ذكر مايفيد وجهة نظر فضيلته فقلت في نفسي: لاحول ولا قوة إلا بالله لقد انحرفنا كل الانحراف عن الحق والدين ثم سلمت أمري إلي الله ووافقت فضيلته وقلت له إنني سأترك المسئولية عليك في كل هذا أمام الله فقال فضيلته: وأنا تحملتها .

ثم انتقلنا إلي الدار حيث الاجتماع ووقف يتكلم كلاما عاما وبعد وقت قصير ترك الإخوان واختلي بالحجرة الصغيرة في السطح مع الأستاذ عبد الحكيم أفندي عابدين وفضيلة الشيخ محمد فرغلي والأستاذ طاهر الخشاب وكان معهم الأستاذ محمد نصير بك ثم استدعاني فضيلته واستدعي الأستاذ أحمد السكري فدخلت الحجرة فوجدت الأستاذ عبد الحكيم عابدين افندي ثائرا وفضيلة المرشد يهديء ثورته وفهمت أنه يرفض ذكر أي شيء عن الحوادث التي ارتكبها ويريد أن يقتصر البيان علي أن الدكتور ابراهيم حسن أخطأ ونشر ردا علي استقالة حضرته وأنه اعتذر لحضرته وللهيئة التأسيسية ولمكتب الإرشاد العام وللجنة التحقيق بل أصر علي أن يكتب في البيان واعتذر الدكتور للأخ الكريم الأستاذ عبد الحكيم عابدين ـ

وكان الاعتذار الذي اعتذرته أنا لفضيلة المرشد هو اعتذار عن النشر لاعما نشر فإن النشر لم يكن لائقا صدوره من مثلي وأنا وكيل للجماعة ردا علي عضو منها أما مانشر فهو حقائق ثابتة لايصح الاعتذار عنهاـ ولكن فضيلة المرشد حفظه الله وافق علي رأي الأخ الكريم الأستاذ عبد الحكيم عابدين أفندي أمام ثورته المفتعلة بل ورغم صدور عبارات كثيرة منه لي شخصيا أبعد ماتكون عن الذوق والأدب واحتمالي لها.

وقد تحملتها علي أساس أنني سأتخلى لفضيلة المرشد بعد اليوم عن مكاني في الدعوة واحتسب جهادي فيما مضي كله عند الله ولكني لم اقبل بتاتا صيغة الاعتذار ولو أن فضيلة المرشد كتبها بخطه بل تناولت الورقة من فضيلته وشطبت جملة الاعتذار المضافة في ذلك الوقت ثم أردنا الامضاء علي البيان فقال فضيلة المرشد يحسن أن نبيضه أولا وناوله للاستاذ عبده قاسم فكتبه من جديد وأعاده فأخذته وقرأته فإذا فيه جملة الاعتذار كما ارادها عبد الحكيم افندي عابدين وكتبها فضيلة المرشد فاعترضت علي الأستاذ عبده قاسم، فقال إن فضيلة المرشد أمره بكتابتها فرفضت بتاتا إمضاء البيان علي هذه الصورة بل هممت بالانصراف رغم توسلات فضيلة المرشد ورجاء محمد بك نصير في السطح وكان معه الأستاذ الحاج حلمي المنياوي وقال لي محمد بك نصير :

إن موقفك في غاية التسامح والكرم ورجاني في أن أمضي البيان علي ماهو ووعدني بأنه سيكون معي بعيدا عن هذه الجماعة التي لاتنصر الحق وبعد كلام طويل حضر إلي الأستاذ عبده قاسم ودعانا ثانية فدخلت فوجدت فضيلة المرشد يمضي البيان ثم ناوله للأستاذ أحمد السكري فأمضاه ثم الباقين جميعا وبالرغم من ذلك رفضت ثانيا إمضاءه وقام الجميع يرجونني ويتوسلون إلي أن أمضيه حتي خجلت منهم وأمضيته مسلما أمري إلي الله وعازما علي ألا أتعاون مع فضيلة المرشد علي مثل هذه الحال وانصرفت إلي المستشفي في تلك الليلة.

في ضياع الحق مصلحة الدعوة:

ويمضي الرجل في شهادته التاريخية، التي يخشي من نشرها الإخوان أيما خشية، والتي لم يطلع عليها شبابهم ولم يعايشوا أحداثها فيقول :

"هذا موقفي في قضية الأستاذ عبد الحكيم عابدين أفندي أحببته في الله وصاحبته وصادقته وصافيته فيه ثم وقفت معه أولا لجهلي بحاله ثم وقفت ضده لله وفي مرضاته وأنا الآن أتحداه وأتحدي أي أحد غيره من الإخوان إن كان لي ثمة غاية في كل ذلك غير وجه الله ورضاه، أو كان بيني وبين الأخ عابدين غير الحب والصفاء.

كنت بعد ذلك في غاية الغضب لله وآلمني كثيرا موقف فضيلة المرشد في هذه القضية وضد الحق الذي يعتقده هو بنفسه وتمشيه وراء المنطق المعكوس من أن في ضياع الحق وإخفائه مصلحة للدعوة.

لعل هذا الغضب كان يدفعني إلي كلام شديد في حق فضيلة المرشد من باب العتاب وخيبة الظن فأستغفر الله منه وأتوب إليه وأسأله أن يجنبني فحش القول وفجر الكلام وقد عزمت بحول الله وقوته أن أتمثل بسيدنا عيسي عليه السلام إذ مر عليه خنزير فقال له : اذهب بسلام فقيل له : في ذلك فقال إنني لا أريد أن أعود لساني الفحش في القول.

بقيت بعد ذلك بعيدا معتكفا وأردت أن أقدم استقالة مسببة تنشر بمعرفة فضيلة المرشد وقلت لفضيلته ذلك وما منعني عن ذلك إلا الأستاذ أحمد السكري بشهادة حسين بك عبد الرازق فإن كان يري أن هذه الاستقالة لابد ستحدث فتنة جديدة بين الإخوان فنزلت علي رأيه احتسابا لله واستمر اعتكافي حتي سافر فضيلة المرشد إلي الحجاز واعتقل الأستاذ أحمد السكري ورجاني كثير من الإخوان أن أكون معهم حتي يجدوا من يلتفون حوله وكانوا قد طلبوا من حسين بك عبد الرازق مثل ذلك فرفض ولكني قبلت تحت إلحاحهم وعدت إلي العمل وإلي التفاني فيه والإخلاص للجماعة وأنا أستشهد بأعضاء مكتب الارشاد إذ ذاك في ذلك.

وجدت مسألة لجنة الاتصال المعروفة ووقفت فيها موقفا شرف الإخوان وأثلج صدورهم وكنت أطلعهم علي المناقشات التي حدثت أولاً بأول واستمع لنصائحهم وأنزل علي آرائهم حتي عاد فضيلة المرشد بسلامة الله من الحجاز فأطلعته علي التفاصيل فسر من الموقف وحضر اجتماع لجنة الاتصال معنا يوم حضوره وسارت الأمور سيرها الطبيعي.

خمسون ألف جنيه نظير التعاون مع الوفد:

وفي اليوم الثاني قابلت فضيلته بالمنزل وكنا منفردين فقال لي: إنه لا مانع عنده من أن نتفق مع الوفديين علي أساس عملي فقلت وما هو هذا الأساس العملي؟

فقال يدفع لنا الوفد خمسين ألف جنيه فقلت له : لا يرضي الوفد بذلك ولا نرضي نحن بذلك فقال"ليه يا أخي إحنا حانصرفهم علي الحركة الوطنية وعلي المسجونين والمقدمين للمحاكمة وعلي أهلهم وعلي من فصل من عمله بسبب الحركة الخ"

فقلت لفضيلته إن هناك طريقة أشرف من هذه وهي أنه قدم اقتراحا في لجنة الاتصال بعمل صندوق خاص بالحركة وسيدفع المشتركون فيه بقدر ماليتهم فقال فضيلته علي كل حال هذه خواطر.

وتركت فضيلته وأنا في غاية الاسف علي هذا التفكير وإن كنت أعلم أن حالتنا المالية في ذلك الوقت أسوأ من السوء فقد كنا اقترضنا مبلغ 200 جنيه من شركة المعاملات الإسلامية لدفع مرتبات موظفي الدار وإرسال مبلغ خمسين جنيها للأستاذ عبد الحكيم عابدين أفندي بالسودان وكان ارسل يطلب مددا وكانت حالة الجريدة سيئة فعلا إلا أن ذلك لم يبرر في نفسي تفكير فضيلة المرشد فإننا عشنا فقراء وحالفنا الفقر طوال مدة قيامنا بالدعوة ولم نكن نعتمد إلا علي الله وعلي أنفسنا وإخواننا في تصريف شئوننا.

وفي اليوم الثاني سمعت من فضيلته أنه قابل إبراهيم عبد الهادي باشا وأنه استراح إلي آرائه بأن تكون معارضتنا للحكومة القائمة معارضة هادئة خالية من كل عنف في نظير أن الحكومة ستكون معنا علي أحسن حال وتساعدنا علي أعمالنا وسير دعوتنا .

فلم أردّ بكثير أو قليل بل عدت إلي عزلتي وأزعجتني مساومة الطرفين المتناقضين.

وفي يوم من الأيام طلبني الأستاذ محمد بك نصير لمقابلته وأخبرني بأنه تألفت هيئة سياسية عليا للإخوان المسلمين وذكر لي بعض أعضائها وقال إنهم رشحوني لعضوية هذه اللجنة، فاعتذرت له شاكراً حسن ثقتهم ولكنه ألح علي في ذلك فقبلت وقلت لعل في ذلك خيرا إن شاء الله واجتمعت هذه الهيئة مرتين الاولي بمنزل الأخ منير بك دله والثانية بمنزل محمد بك سالم بالمعادي ولم تفعل شيئاً جدياً وكانت الفكرة فيها هي البحث عن طريقة لتحويل جمعية الاخوان المسلمين إلي حزب سياسي وتعهد وهيب بك دوس بتقديم برنامج مفصل يصح لأن يكون أساساً للحزب السياسي الجديد وكان من رأيه أن تنضم الجمعية إلي حزب سياسي قديم له مبادئ قويمة ومن رأي سعادته أن يكون الحزب الوطني بالذات ولم تجتمع الهيئة السياسية العليا بعد ذلك أو لا أعلم بعد ذلك هل اجتمعت أم لا فإنني لم أدع للاجتماع بعد المرة الأخيرة بالمعادي.

وظللت بعد ذلك في عزلتي بعيداً عن كل نشاط حتي فوجئت بخبر نشر بعض المعلومات عن الهيئة السياسية العليا بجريدة البلاغ ولم أدهش لذلك كثيرا فلم تكن الجلسات سرية ولم يكن الحاضرون جميعاً من الإخوان ولم ينبه علي أحد منهم بعدم ذكر أخبار عن هذه الهيئة وتلك الاجتماعات قبل قرار الإيقاف الأخير.

ويختم الرجل المهم ووكيل الجماعة شهادته أمام التاريخ بالقول : "هذا هو سير الحوادث وموقفي منها ذكرته بإيجاز ولحضراتكم بعد ذلك أن تحكموا بما تشاءون ومن شاء فليؤمن ومن شاء فليسأل وإني علي أتم الاستعداد لاثبات أي حادثة أو واقعة أوردتها والله حسبي وإليه وجهت وجهتي وهو نعم المولي ونعم النصير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

وبعد فقد انتهت مذكرة وكيل الجماعة (أو قل شهادته المهمة للتاريخ) وفي مقالاتنا القادمة سننشر خطابات حسن البنا (بخط يده) الي رفيق رحلته أحمد السكري، ورد السكري عليها شارحا عمق انتهازية مؤسس الجماعة، ليعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون، فإلي اللقاء.

المصدر :

من سلسلة : الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي .

الأهرام المسائي :

http://massai.ahram.org.eg/issue/Inner. ... ntID=17499

الخميس 23 من رمضان 1431 هـــــــ 2 سبتمبر 2010 السنة 20 العدد 7067


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 4:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

- من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال: الحلقة الخامسة

وعدنا في مقالنا السابق بنشر الخطابات المتبادلة بين رفيقي الرحلة وصديقي العمر‏,‏ حسن البنا وأحمد السكري‏,‏ ليقف كل من كان له قلب وألقي السمع وهو شهيد‏,‏ علي عمق إنتهازية الشيخ المؤسس ومنهجه الذي سار عليه تلاميذه من بعده‏.

وإن جاز لنا قبل اختيار عدد من الخطابات الكثيرة أن نتوقف لنعي ـ معا أجواء تلك الأزمة‏,‏ التي فجرتها تصرفات المرشد تجاه أزمة عبدالحكيم عابدين الأخلاقية‏,‏ وسعي البنا إلي عقد صفقة مع السراي علي حساب الوفد‏,‏ بعد أن رفض الوفد أن يدفع أكثر للفوز بتأييد الشيخ وجماعته‏.

كانت الطامة الكبري‏,‏ أو القشة التي قصمت ظهر البعير‏,‏ ما طلبه البنا في خطاب‏,‏ احتفظ به السكري وننشر نصه اليوم‏,‏ يطلب منه أن يتنازل عن ترشيحه في الإنتخابات البرلمانية‏(‏دائرة الفاروقية مركز المحمودية‏)‏ ضد كامل الشناوي مرشح السراي‏,‏ في مقابل أن تستفيد الجماعة عددا من الميزات‏,‏ وفق ما جاء علي لسان البنا بالنص يقول الشيخ المؤسس‏:‏

قابلنا مع تعرف‏(أي رجال السراي‏)‏ وخلاصة الموضوع أنهم يريدون تنازلك علي أن يكون هذا مقابل الحياد مع الآخرين‏(‏البنا كان مرشحا عن دائرة الاسماعيلية ضد الدكتور سليمان عيد‏)‏ وطريقا إلي التفاهم مع السراي‏,‏ هذا وفي الوقت نفسه حفظا لكرامتك من حيث النجاح وغير النجاح‏,‏ هكذا يقولون وسيخبرك الأخ عبدالسلام فهمي بما كان من ردي عليهم‏,‏ ولكنهم تركوا الباب مفتوحا وأعطوا المفتاح لعبد السلام أمين ليتفاهم معك وأردف المرشد‏:‏

أنا رأيي‏,‏ بيني وبينك فقط‏,‏ هو أنها فرصة اذا استطعت أن تستفيد ونستفيد بها ونفتح للدعوة طريقا إلي هذا الميدان‏,‏ وتنسحب بنظام وكرامة كان ذلك من الخير‏,‏ والرأي لك‏,‏ والخير يقدره الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته‏.‏

مناورت مرفوضة‏:

لم ترق مناورات البنا لكثير من أعضاء وقيادات الجماعة ـ آنذاك ـ وقدم الدكتور إبراهيم حسن استقالته في‏27‏ أبريل‏1947‏ احتجاجا علي طريقة التعامل مع أزمة عبدالحكيم عابدين‏,‏ كما سبق هذه الاستقالة قرار من البنا بإيقاف أحمد السكري وكمال عبدالنبي والدكتور إبراهيم حسن من مزاولة حقوق عضوية الهيئة التأسيسية‏.‏

كان لموقف البنا أثر سلبي‏,‏ وهيأ لانشقاق جديد‏,‏ حيث أعقب خروج الدكتور إبراهيم حسن‏,‏ خروج أحمد السكري‏,‏ أحد أهم الرموز في تاريخ الجماعة‏.‏

أرجع البنا خروج السكري إلي علاقته بالوفد‏,‏ بينما أوضح السكري أن جل اعتراضه حول تأييد الجماعة لحكومة إسماعيل صدقي‏,‏ الأمر الذي أدي إلي إضعاف الحركة الوطنية وإثارة الشكوك حول حقيقة الإخوان.

كان السكري من المطالبين بالتنسيق مع الوفد إن كان هناك بد من التعاطي بالسياسة‏,‏ وكان البنا قد وضع شرطا مستحيلا وهو تبني الوفد لمبادئ الجماعة‏!‏

جاء رد البنا بإحالة الخلاف إلي الهيئة التأسيسية‏,‏ لمساءلة السكري وإصدار قرار لفصله وأرسل إلي صديق عمره خطابا يبلغه بإيقافه جاء فيه‏:‏

حضرة الأخ المحترم الأستاذ أحمد السكري وكيل مكتب الإرشاد العام للإخوان المسلمين وعضو الهيئة التأسيسية ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ وبعد فبناء علي المادة‏(18)‏ من قانون النظام الأساسي للإخوان المسلمين قد قررت إيقافكم عن مزاولة حقوق عضوية الهيئة التأسيسية حتي تنعقد فاعرض عليها أمركم لتري رأيها فيه فأخطركم بذلك للعلم‏.‏

ورد السكري علي هذا القرار بخطاب ذكر البنا فيه بأنهم في جماعة يحكمها قانون داخلي وليس عزبة ملك أحد‏,‏ وقد جاء في الخطاب‏:‏

حضرة صاحب الفضيلة الاستاذ حسن البنا المرشد العام للإخوان المسلمين ـ السلام عليكم ورحمة الله ـوبعد ــ

أصدرتم فضيلتكم قرارا بايقافي عن مزاولة حقوق عضوية الهيئة التأسيسية ودعوتم الهيئة الموقرة لعرض الأمر عليها ونشرتم ذلك في الصحف والمجلات علي ملأ الناس أجمعين‏,‏ ولقد كان هذا القرار خاليا من أي اتهام أو سبب يبرره مما آثار ألسنة الناس بالتكهنات والتهم الباطلة حول أخلص الناس إلي الدعوة التي قامت علي أكتافنا من أول يوم بفضل الله وجميل توفيقه .

ولقد حاولت وحاول كثير من الشخصيات الكريمة ومن جمهرة الإخوان الاعزاء البررة استيضاح السبب من فضيلتكم فلم يصلوا إلي أمر يصح أن يكون مبررا أو شبه مبرر لهذا التصرف الجائز المثير‏,‏هذا ومع أني أحب أن الفت نظر فضيلتكم إلي أن قراركم بإيقافي باطل من الناحية القانونية إذ أنه لا يخفي علي فضيلتكم أنني عضو في مكتب الإرشاد العام‏,‏ شرفني حضرات أعضاء الهيئة التأسيسية الموقرة بانتخابي عضوا فيه‏,‏ كما شرفني إخواني أعضاء المكتب الكرام بانتخابي الوكيل الأول فيه كذلك وكان هذا منذ شهرين فقط‏!!‏

وتنص المادة‏23‏ من القانون أنه إذا صدر من أحد اعضاء المكتب ما يؤاخذ عليه كان للمكتب ان يؤاخذه علي ذلك بلفت نظره‏,‏ ثم بإنذاره‏,‏ ثم بالغرامة المالية ثم بالإيقاف مدة لا تزيد علي شهر واخيرا بالإعفاء من عضوية المكتب بأغلبية ثلاثة أرباع الحاضرين مع إتاحة الفرصة لشرح وجهة نظره أمام اعضاء المكتب فهل حصل شيء من هذا يا سيدي؟

وهل عرضت أمري علي المكتب الموقر لنحتكم اليه؟

ولماذا إذن تعريضك سمعتي للشبه والاتهامات الباطلة مدة أسبوعين طويلين حتي تنعقد الهيئة الكريمة متجاهلا في ذلك المادة‏23‏ الصريحة في القانون؟؟

أو أليس في ذلك كله ما يوجب التساؤل؟؟

ومع ذلك ورغم بطلان هذا القرار كما ذكرت فإني اخطر فضيلتكم بمناسبة ما نشرته جريدتنا اليوم من دعوة الهيئة الموقرة للإنعقاد يوم‏13‏ مارس الجاري‏(1947),‏ أني علي أتم استعداد لمواجهة اتهامك امام الهيئة التأسيسية بل وأني حريص كل الحرص علي أن تكون هذه الجلسة علنية يحضرها من يشاء من الاخوان من مختلف الاقاليم بل والأقطار العربية الشقيقة ليقف الناس علي السر الذي خفي عنهم وخفي عني‏,‏ وأشاع ألسنة السوء في كرامتنا زورا وبهتانا‏..‏

والله اسأل أن يوفقنا للخير وللمحافظة علي سلامة دعوتنا والبعد بها عن كيد الكائدين وفتنة الهدامين‏.‏

وهو حسبي الله ونعم الوكيل‏,‏ نعم المولي ونعم النصير‏.‏

صداقة وانتهازية‏:‏

وعلي الرغم من العلاقة التاريخية الممتدة بين البنا والسكري‏,‏ فقد رأي حسن البنا أن يضحي بالصداقة العميقة حتي ينفرد وحده بالسلطة داخل صفوف الجماعة‏.‏

لقد تحول أصدق أصدقاء الأمس القريب إلي أعداء ألداء‏,‏ وأصدر البنا قرارا في أكتوبر‏1947‏ بفصل السكري من عضوية الهيئة التأسيسية وعضوية الجماعة‏,‏ هذا نصه‏:‏

عزيزي الأخ الأستاذ أحمد أفندي السكري ـ حفظه الله ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ وبعد ـ

نظرا لظروفكم الصحية وظروفكم الخاصة الشخصية كذلك وبناء علي تفويض الهيئة التأسيسية للإخوان المسلمين رأيت إعفاءكم من عضوية الجماعة متمنيا لكم كل صحة وعافية وقوة في الصحة والبدن وخير في الدنيا والآخرة ـ وسأظل لكم إلي الأبد الصديق الوفي والأخ المخلص‏.‏

ولكن البنا لم ينس أن يرسل مع هذا الخطاب‏,‏ خطابا آخر إن نم عن شيء فينم عن عمق انتهازية الرجل‏,‏ وفجره في الخصومة‏,‏ وديكتاتوريته‏.

يقول البنا في خطابه الآخر‏:‏ أخي الحيب الأستاذ أحمد أفندي السكري ـحفظه الله ـ السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ وبعد ـ

فأرجو أن تكون بكل خير وأتمني لك صحة تامة وعافية شاملة‏.‏ تجد مع هذا خطابا رسميا أرجو أن تدعه جانبا حتي تفرغ من قراءتك هذا الخطاب الذي هو ذوب الروح وعصارة القلب ونبع عاطفة دامت سبعة وعشرين عاما وستظل بقوتها وسلطانها وبريقها إلي أبد الآبدين‏.‏

فقد كانت ومازالت لله وما كان لله دام واتصل‏.‏

ولك بعد ذلك ان تقول كلمتك وتتصرف كما تمليه عليك عاطفتك التي لا أدري أهي كما أعهدها تألقا وأثرا أم عدت عليها العوادي ونالت منها الأيام‏.

أحمد‏:‏ لقد اتصلنا لله تبارك وتعالي لا لألقاب ولا لمظاهر ولا لغايات ولا لمطامع مادية أو مغانم شخصية‏,‏ ولقد دامت هذه الصلة ونمت الوقت الطويل وعملنا لهذه الدعوة معا ما شاء الله أن نعمل‏.

وأراد الله ولا راد لقضائه ولا معقب لحكم أن نفترق أخيرا في أمور جوهرية لا يمكن معها العمل المشترك لدعوة من الدعوات بحال‏.‏

‏1-‏ اختلفنا تماما في أسلوب التفكير وتقدير الظروف والأشخاص والأحوال‏.
‏2-‏ واختلفنا تماما في وسائل العمل وخطط الوصول إلي ما تفرضه الدعوة من أهداف‏.‏
‏3-‏ وأختلفنا تماما في الشعور نحو الاشخاص فمن يحيطون بك لا يرون في هذا الإنسان الضعيف إلا النقص ولعل كثيرا ممن يحيطون بي ينظرون إليك مثل هذه النظرة والنتيجة العملية لذلك إعوجاج الصف‏.‏

فنحن إن ندور في فلكين مختلفين تماما‏.‏

وقد تعذر واستحال سبيل التفاهم لأنك لا تريد أن تؤمن في أي لحظة أو في أي مسألة إلا بأن الحق معك ولا تريد أبدا أن تسلم بحجة غيرك مهما كانت واضحة مشرقة مستنيرة ولو في عرفه علي الأقل‏,‏ ولعلي أنا الآخر كذلك‏.‏

ولقد صارحتك بهذا في الأسكندرية في آخر مقابلة لنا بوضوح وصارحتك بأن استمرار الاشتراك في العمل علي هذا الوضع غير مجد ولا يمكن وأنه لو كان في الإمكان أن أدع مكاني من هذه الدعوة لك لفعلت وأنا جد سعيد مسرور بذلك وانزويت ولو إلي حين وأنا قرير العين هاديء النفس مستريح البال ولكن ما العمل وهذا غير ممكن ولا مفيد‏.‏

وكما صارحتك وأكدت لك بأن افتراقنا عمليا الآن علي صورة نتفق عليها لم يؤثر في ذكريات ماضينا العذب ولا في عاطفة المحبة والإخلاص التي الفت عليها قلوبنا من أول يوم بل لعل ذلك يزيدها قوة وإشراقا ونهمل ما عز علينا أن نصل إليه الآن نصل اليه بعد ذلك في المستقبل القريب‏.‏

وكما صارحتك بأن هذا الظرف لعله أنسب الظروف لعلاج هذا الموقف بأن تعلن أنت استقالتك بسبب هذا المرض مع تمنياتك الطيبة لأخيك وللدعوة‏.‏

أما عن النواحي المادية من حيث العمل وما إليه فقد أكدت لك أنني فيها عند كل ما تريد وأنني سأبذل كل جهد في أن أوفر لك الأمر من هذه الناحية وإذا شئت أن يكون بيننا ممن تختارهم أنت من تحكمهم في هذا الأمر فأنا قابل لحكمهم مسلم به إن شاء الله‏.‏

صارحتك بهذا كله وأنا شديد الأسف ولكن هذا هو العلاج الوحيد فيما أري لهذا الوضع الذي لا يريحك ولا يريحني ولا يفيد الدعوة شيئا ـ وطلبت اليك بعد هذه المصارحة أن تحدد موقفك فلم تزد علي أن أوصيتني بأن أفكر من جديد‏.‏

وهأنذا قد فكرت طويلا من جديد فلم أجد في الأمر جديدا ولم أجد علاجا أفضل من أن يستريح احدنا ويعمل الآخر حتي يقضي الله امرا كان مفعولا وقد اخترت لك الراحة والله أسأل أن يعينني علي ما أنا فيه من عناء ووالله الذي لا اله إلا هو لو كان في الإمكان أو من الخير أن أكون أنا هذا المستريح ما تأخرت لحظة‏,‏ والله وحده يعلم بأية عاطفة أكتب إليك‏.‏ فإذا صادفت هذه المشاعر قبولا من نفسك فأرجو أن تعتبر الكتاب الرسمي المرافق لهذا الخطاب كأن لم يكن ومزقه واكتب إلي باستقالتك مشكورا وجزاك الله خيرا‏.‏

وأقسم لك بالله الذي لا إله إلا هو إني لم أخبر بخصوص هذا الخطاب أحدا وأنه سيظل سرا بيننا حتي يقضي الله أمرا كان مفعولا‏.

وإن كانت الأخري فلن أملك لك ولا لنفسي من الأمر شيئا ولتكن إرادة الله وما زلت كبير الأمل في أن تجد هذه المناجاة موضعها من نفسك‏.

وفي انتظار ردك مشكورا أرجو أن تستفتي قلبك وحدك ولا تستفتي الناس
والسلام عليكم ورحمة الله‏.‏

المصدر :

من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي .

الأهرام المسائي :

http://massai.ahram.org.eg/issue/outer. ... ssueid=268

الجمعة 24 من رمضان 1431 هـــــــ 3 سبتمبر 2010 السنة 20 العدد 7068


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 4:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

- من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال: الحلقة السادسة

ونمضي مع الأستاذ أحمد السكري‏,‏ وهذا هو المقال الرابع‏,‏ الذي نشره في جريدة صوت الأمة بتاريخ‏1947/11/24‏م‏,‏ تحت نفس العنوان الثابت‏ :

(كيف انزلق الشيخ البنا بدعوة الإخوان)

وفيه يشرح وكيل عام الجماعة كيف تحول المرشد العام الي مخلب قط لمناوأة الوفد وأداة لإثارة الفتن والخصومات بين أفراد الأمة‏.‏

ويكشف السكري ـ وعلي عكس ما أشاع الإخوان ـ كيف أن المرشد العام كان يميل إلي تأييد الوضع الحالي‏,‏ وضرورة بقاء البرلمان‏,‏ كما أعلن ذلك في جريدة الإخوان يوم‏22‏ سبتمبر‏1947,‏ حتي لو أدي هذا الي أن يظل الإنجليز رابضين في أرض الوطن‏,‏ والمنكرات فاشية‏,‏ والأخلاق منحلة‏,‏ والشعور الوطني في نوم عميق‏,‏ ما دام فضيلته يقيم الحفلات‏,‏ ويموه علي المخدوعين‏,‏ وينشر مختلف الدعايات في المجلات‏,‏ ويلوح بالمناصب في تواضع مصطنع وزيف ظاهر ممقوت‏.‏

والي نص المقال‏:‏

كنت علي موعد مع القراء اليوم أن أسترسل في شرح علاقتنا مع الوفد أيام كان في سدة الحكم وأسرد لهم ـ في إيجاز ـ موقف الأستاذ البنا من رفعة رئيس الوفد ومن وزراء الوفد أيام كان بيدهم السلطة والسلطان‏,‏ وإلي أي مدي كان تملق الأستاذ البنا ـ الذي لا وسيلة له الآن إلا اتهام أحمد السكري بأنه صديق للوفد ورجال الوفد ـ وتمسحه في أعتابهم‏,‏ وإزجائه آيات المدح والثناء لكل فرد منهم حتي أن إزدهرت دعوة الإخوان في عهدهم مما كان يشيد به ـ

ولا يستطيع بحال من الأحوال أن ينكره ـ

ثم كيف تنكّر لهم الآن وقلب لهم ظهر المجن واستخدمه رجال العهد الحاضر ليكون مخلب قط لمناوأة الوفد وأداة لإثارة الفتن والخصومات بين أفراد الأمة‏,‏ وعلم الله أن ذلك ليس لمجرد حبهم للإخوان ولا بغضهم للوفد في ذاته وإنما لغرض لا يخفي علي كل لبيب فطن‏,‏ هو أن يشغل الناس بالمشاغبات والخصومات الشعبية عن قضية الوطن الكبري التي يجتاز أدق مراحلها في أحرج ظروفها ويظل المستعمر جاثما علي صدور البلاد يتمتع بهذا الكلام البشع‏,‏ ويستحث صنائعه وأذنابه لإذكاء الفتنة وضرب الناس بعضهم وجوه بعض‏.‏

أقول كنت علي موعد مع القراء لأستمر في الشرح الموجز لكل ما ذكرت مؤيدا بالأدلة الساطعة علي صدق ما أقول‏,‏ ولكني أحب أن أستميحكم العذر ـ هذا اليوم فقط ـ وأعرج علي ناحية أخري مهمة من وجهة نظري‏,‏ علي أن أعود للمضي في حديثي الأول يوم الجمعة المقبل إن شاء الله‏.‏

وأحب أن أطمئن القراء علي أن الذي إستوقف نظري ليس هو هذا التهريج الذي ظهرت به جريدة الإخوان اليوم من أن عشرين ألفا من الناس كان يزخر بهم السرادق الذي أقيم في ميدان فاروق من أول أمس‏,‏ بعد أن أبى أهالي باب الشعرية الكرام أن يقيمه الأستاذ البنا في حيهم‏,‏ ورفضوا أن يستمعوا إليه وإلي زميله عبد الحكيم عابدين‏,‏ فولوا الأدبار تحت حماية البوليس إلي ميدان فاروق كما ذكرت الصحف وكما ذكر الكثيرون من أهل هذا الحي المؤمن‏.

نعم ليس هذا التهريج والطبل الأجوف هو الذي إستلفت نظري‏,‏ فالجميع يعلمون مدي صدق هذه الرواية ومدي ما يمكن لعشرين ألفا أن يجتمعوا في سرادق واحد أقامه الأستاذ البنا بمقاعده وثرياته وميكروفوناته‏..!.‏

بل لا أحب أن أتساءل عن سر هذه الاحتفالات الكثيرة التي تقام للأستاذ البنا بنشاط غير عادي هذه الأيام تحت حماية ورعاية رجال البوليس الأشداء في الوقت الذي تحرم فيه الاجتماعات والحفلات لغيره في مختلف الهيئات‏.‏

بل لا أحب أن أتساءل عن نتيجة هذه الحفلات الزاهرة‏,‏ عما أفادته للدين وعما أفادته للوطن عما أفادته للأخلاق‏,‏ بل تري هل بدأ الأستاذ البنا يستيقظ الآن وحوله في سرادق‏,‏ واحد وعشرون ألفا‏-‏ كما تقول جريدته الغراء ـ فرفع الصوت عاليا مطالبا الحكومة الرشيدة بضرورة تحقيق شيء من مباديء الإسلام بمناسبة ذكري الهجرة الكريمة وصاحبها المجاهد الأعظم صلي الله عليه وسلم‏..

ويرفع الصوت عاليا مطالبا الحكومة الرشيدة بضرورة تحقيق شيء من مطالبنا الوطنية والوفاء بشيء من عهدها ووعدها بالعمل علي استخلاص حقوق البلاد‏...‏

تري هل فعل الأستاذ البنا شيئا من ذلك أم اكتفي بهتاف هتافيه له وللأخ عابدين‏,‏ ثم إلقاء كلمته التقليديه عن الهجرة وكرام المهاجرين‏,‏ ثم انتهي الحفل بتقبيل اليد الكريمة وظهور الصور البديعة وطلوع الجريدة التي بلغت العشرين‏..‏

كل ذلك ليطمئن أتباع الأستاذ البنا علي أنه لا يزال بخير رغم الحقائق الدامغة التي يقذف بها هذه الأيام‏,‏ ويطمئن رجال العهد الحاضر أنه لايزال صالحا لمناوأة الأحرار ومهاجمة الوفد وإثارة الفتن بين الآمنين‏..!‏؟؟‏.

أعود فأقول‏:‏ ليس كل ذلك هو الذي استوقف نظري‏,‏ فليقم الشيخ حسن أو يقيم له بعضهم ما يشاء ويشاءون من حفلات‏,‏ وليجمع المارة ليحتشدوا حوله بأضخم الميكروفونات‏,‏ وليسر في ركابه الأشداء من رجال البوليس وليهتف له من لايزالون في غمرة التقديس والتدليس‏,‏ فنحن بحمد الله لانزال نقرأ في كتاب مولانا العزيز‏:

‏(‏قل لا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث فاتقوا الله يا أولي الألباب لعلكم تفلحون‏).‏

ولم يستوقف نظري كذلك ما نشرته مجلة الإثنين اليوم من المعلومات القيمة التي استقاها مندوبها من فضيلته عن حياته الخاصة وأفراد عائلته وأصهاره ـ الذين لا أزال أحمل لوالده وأشقائه وأصهاره الكرام بالإسماعيلية الاحترام الكامل‏.‏

والتي ذكر فيها أن فضيلته يقابل زواره مفترشا حصيرة في منزله‏,‏ ولا أدري هل رأي حضرة المندوب هذا الحصير بنفسه؟‏.‏

وتري في أي منزل من منازل فضيلته الثلاثة رآها‏..!...!..‏؟‏.‏

أم أن هذا النوع العقيم من الدعاية الزائفة لا يزال يلازم فضيلته فيسرده لحضرات مندوبي الصحف ناسيا أن كثيرين من الإخوان يعلمون عن الحقيقة كل شيء‏..!..‏؟‏.‏

كذلك لم يستوقف نظري ما جاء في هذه المعلومات التي نشرتها مجلة الاثنين اليوم‏(1947/11/24‏ م‏)‏ بالنص أن‏:‏

فضيلته له أصدقاء كثيرون من مختلف المذاهب والأديان يبادلهم الحب والاحترام‏,‏ ويكثر من تبادل الزيارات معهم‏,‏ وهو صديق شخصي لكثير من الاساقفة والمطارنة الأقباط‏.

ونسي فضيلته أن يذكر للمجلة أن له كذلك أصدقاء من مواطنينا اليهود كذلك وعلى رأسهم التاجر الشهير حاييم دره الذي تفضل فتبرع بمبلغ كبير من ماله سلمه لفضيلته بالإسكندرية لمساعدة الإخوان هناك في حفل جامع بكازينو النزهة أشاد فيه فضيلته بكرم حضرة المتبرع وبفضل اليهود وعراقة الدين اليهودي ومجده التليد.

ونشرت جريدة الإخوان ذلك كما نشرته كثير من الصحف في حينه‏.


أقول إن ذلك أيضا لم يستوقف نظري‏,‏ فحسن المعاملة بيننا وبين مواطنينا من مختلف الأديان واجب إسلامي يفرضه الدين‏,‏ فهم إخواننا في الوطن‏,‏ لهم ما لنا من حقوق‏,‏ وعليهم ما علينا من واجبات‏,‏ وبهذا أمرنا القرآن الكريم‏.‏

‏(‏لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين‏).‏

ولست أريد هنا أن أتساءل مادام الاستاذ البنا يقول إن له اصدقاء كثيرين من الاساقفة والمطارنة والأحبار يبادلهم الحب‏,‏ ويكثر من زياراتهم‏,‏ فما باله يثور كل الثورة ويرغي ويزبد حين رأيت أن من واجبي كمسلم وكوطني أن ارد تحية معالي مكرم باشا وأشكره علي كريم مجاملته المتكررة لنا في كل مناسبة وأهنئه بمحاضرته الوطنية التاريخية الرائعة التي ألقاها بجمعية الشبان المسلمين في‏(‏ وحدة وادي النيل‏)‏ التي حتي لم يتعرض فيها لمهاجمة أحبابه رجال العهد الحاضر‏.‏

فيعقد مكتب الارشاد يوم أول يونية الماضي ليقرر لومي علي ذلك‏,‏ ويلغي قرار المكتب الذي قرر بالإجماع سفري إلي أمريكا للدعاية للقضية الوطنية علي رأس وفد من كرام الإخوان منهم الأخ الأستاذ مصطفى مؤمن‏,‏ فألغي هذا القرار لأسباب كما قال‏:

‏*‏ أنني جاملت مكرم باشا فأرسلت إليه معجبا بمحاضرته التاريخية القيمة‏.‏

‏*‏ وأنني لست منسجما مع النقراشي باشا الذي لا يرضيه أن يراني في أمريكا الخ‏.‏

بل وحين سئل ذات مرة وهو يزورني وأنا مريض وعندي بعض الإخوان عن السبب في أن الاستاذ مصطفي مؤمن ذهب إلي أمريكا باسم جبهة وادي النيل وعدل عن إرساله باسم الإخوان قال‏:(‏ إن أحسن مصطفى وسار على سياستنا فهو منا ومعروف أنه من الإخوان‏,‏ وإن انفرد برأيه واحتك بالنقراشي باشا وصدر منه ما يخالف رأينا فهو عن جبهة وادي النيل ولا نتحمل نحن مسئولية ما يعمل‏).

بل ولا أريد ان اتساءل كذلك‏:‏ ما دام الاستاذ البنا له اصدقاء من الأحبار والرهبان والمطارنة يبادلهم الحب ويكثر من زيارتهم‏,‏ فما باله يثور كل الثورة‏,‏ ويرغي ويزبد أمام من يسأله عن سر خلافه معي‏,‏ فيقول ذلك لأن أحمد السكري صديق للوفديين ويزورهم ويودهم‏.

وترى الم يسأل عن نفسه ما دام يبيح لشخصه صداقة إخواننا اليهود والمسيحيين ورجال العهد الحاضر والاشادة بمجد إخواننا اليهود علي الأخص وفضل الاستاذ حليم درة العظيم وغيره‏.‏

فلماذا كان يريد أن يحرم علي أحمد السكري صلته الشريفة ـ التي اتحداه ان يذكر عنها ظلا من سوء او ضرر بالدعوة والداعية ـ ببعض رجال الوفد الذين كان يتملقهم فضيلته أيام أن كانوا في الحكم ويخاطبهم بنفسه كما هو منشور في‏:‏

‏**‏ العمود الثالث في السطر الرابع من الصفحة التاسعة من مجلة الإخوان‏,‏ العدد الثامن عشر‏,‏ المؤرخ في‏12‏ يونية‏1943‏ م‏.‏

‏**‏ بقوله‏: (وانتم صفوة رجال هذا البلد‏,‏ الامناء علي حقوقه المسئولون عن مستقبله‏).‏

‏**‏ وسأعود إلي ذلك في حينه‏,‏ أقول إن كل ذلك لم يستلفت نظري‏,‏ ولكن الذي استوقف نظري قليلا واستثار ضحكي وسخرية بعض الإخوان معي‏,‏ هو هذه النشرة المضحكة التي حررها الاستاذ البنا‏,‏ وأرسل بها في خفر واستحياء وتكتم إلي رؤساء الشُعَب التي يتوهم أن الكثير منها لا يزال معه‏,‏ ويدون فيها ـ علي زعمه ـ خلاصة جهوده وجهاده في الفترة الماضية‏,

‏وفي مقدمه ذلك كما ذكر‏(‏ فضيلته‏)‏ في وريقات هذه النشرة السرية أنه عرض علي مكتب الارشاد موضوع حديث أحمد السكري لجريدة الكتلة التي نشرته يوم‏23‏ سبتمبر الماضي‏,‏ وأنه رأي استنكار مسلكه اذ هو مخالفة صريحة لقرار المكتب وسياسة الإخوان‏.

وهنا أقف قليلا بالقارئ ولعله من الإخوان ـ راجيا أن يعود معي إلى الحديث المذكور ليشهد بنفسه علي صحة ما ذكرته ــ وسجله الشيخ حسن بنفسه في تلك النشرة‏.‏

‏**‏ من أن الاستاذ البنا يؤيد العهد الحاضر ويرتمي في احضان رجاله بكل قوته‏,‏ ويزج بالإخوان في مهاوي السياسة الحزبية لحساب فئة معينة من رجالها‏,‏ وعلي حساب الوطن المنكوب‏.‏

يرى القارئ في هذا الحديث الذي يقول الشيخ حسن أنه يخالف سياسة الإخوان‏,‏ أنني سئلت عن اسباب القضية الوطنية في مجلس الأمن‏,‏ فذكرت ان أهم هذه الأسباب ثلاثة‏:‏

أولها الضعف والتردد اللذان ظهرا في الاجراءات الأولية التي اتخذت قبل رفع القضية إلي مجلس الأمن‏.‏

والثاني‏:‏ الانقسام الداخلي بيننا والذي أدى إلى انفراد هيئة معينة بالاحتكام‏.‏

والثالث‏:‏ تآمر الدول الاستعمارية علينا‏.‏

ثم وضحت الضعف بل الخطأ الذي وقع في الإجراءات الاولية فمن ذلك‏:

‏*‏ عدم إعلان الحكومة في قوة وحزم إلغاء معاهدة‏1936‏م‏.

‏**‏ واتفاقية‏99‏ باعتبار اشتراكنا في ميثاق الأمم المتحدة‏.

‏*‏ ومن ذلك ضياع الوقت في المفاوضات والمداورات التي انتهت بمشروع صدقي ـ بيفن البغيض والذي أيده العهد الحاضر بحكومته وبرلمانه‏.‏

*‏ ومن ذلك موافقة الحكومة علي تعيين حاكم السودان الجديد بعد قطع المفاوضات‏,‏ وهذا اقرار صريح بسريان اتفاقية ومعاهدة‏36‏ في الوقت الذي كانت تطالب الأمة فيه بالغائهما‏,‏ ومن ذلك لجوء الحكومة إلى مجلس الأمن دون الجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة حيث الأغلبية فيها من الأمم الصغرى أمثالنا‏,‏ ومن ذلك عمدت الحكومات المتعاقبة إلي كبت الحريات منذ سنة‏1945‏م‏,‏ حتي كان ركود الشعب وفتوره مبررا لمندوب البرازيل أن يعلن في المجلس أن خطرا يخشى من هذه القضية علي الامن‏.‏

ومن ذلك عدم إبراز مطلب وحدة الوادي إبرازا صريحا في مذكرة الحكومة المقدمة إلي المجلس الخ‏..‏ الخ‏.‏

‏*وسئلت عن السبيل لعلاج الموقف فقلت‏:‏

‏**‏ إنه علي سبيل الإيجاز تكتل الأمة وتوحيد الصفوف وتعبئة القوي‏,‏ وإذا كانت العقبة الكؤود في سبيل ذلك هي وجهة النظر التي تحتم أن تحصل الهيئات والأحزاب علي نصيبها المشروع في وسائل التعبير عن رأيها فما المانع من ذلك وهو حق قررته الدساتير وتواضعت عيه الأمم الحرة المتمدينة‏.‏؟

‏*‏ وهل من الخير أن نظل في فرفة وخصام‏,‏ يضرب بعضنا وجوه بعض‏,‏ والوطن ينتحر والعدو منا يسخر‏,‏ أم أن نكون جبهة قوية‏,‏ يقوم من ورائها ـ في الوقت الذي نحدده ونراه ـ مجلس شعبي يشد أزره شعب أبيّ‏,‏ يضع روحه في يده لا يبالي في أي وجه يقذفها؟

‏*‏ ثم تكلمت بعد ذلك عن الخطوات التي تتبع في الحال وأهمها إلغاء كل معاهدة واتفافية بيننا وبين العدو‏,‏ وقطع علاقاتنا معه وسحب سفيرنا من بلاده‏,‏ ومقاطعتنا التامة لكل من يناصره والإسراع في تقوية الجيش وتدريب الشباب‏,‏ ثم فوق هذا وذاك ترك الحرية للشعب ليعبر عن شعوره ويجزي من أحسن بالإحسان ومن أساء بالقطيعة والحرمان‏..!!

‏*‏ ثم سئلت عما إذا كان هذا رأي الجماعة؟

*‏ فقلت‏:‏ هذا رأيي الشخصي‏.‏

‏**‏ هذا هو مجمل الحديث الذي نشرته لي الكتلة‏(في إشارة للكتلة الوفدية‏)‏ والذي أثار الاستاذ البنا وقرر في مكتب الارشاد ـ كما ورد في نشرته السرية للإخوان ـ استنكاره لهذا الحديث لمخالفته سياسة الإخوان‏.‏

‏*‏ وهنا سجل الاستاذ البنا علي نفسه وعلي من معه أن سياسته غير ما ذكرت في حديثي من وجوب تعبئة القوي وتوحيد الصفوف ولو أدى ذلك إلى تكوين جبهة وطنية من ورائها مجلس شعبي تمثل فيه الأمة بمختلف هيئاتها ويجاهد الشعب من وراء كل ذلك لاستخلاص حقوقه فضلا عن وجوب مكافحة الانجليز بالطرق التي ذكرتها‏.

‏*‏ فإذا كان هو لا يري ذلك في سياسته فماذا يري إذن‏..‏؟‏

**‏ لا شيء الا تأييد الوضع الحالي‏,‏ وضرورة بقاء البرلمان الحالي كما أعلن في جريدة الإخوان يوم‏22‏ سبتمبر الماضي وليظل الحال علي ماهو عليه من فتور وركود‏,‏ وليظل الانجليز رابضين في أرض الوطن‏,‏ ولتظل المنكرات فاشية‏,‏ والأخلاق منحلة والشعور الوطني في نوم عميق‏.‏

ما دام فضيلته يقيم الحفلات‏,‏ ويموه علي المخدوعين وينشر مختلف الدعايات في المجلات‏,‏ ويلوح بالمناصب في تواضع مصطنع وزيف ظاهر ممقوت‏.

‏*‏ وإلى لقاء غدا لإتمام ما جاء في النشرة السرية التي أذاعها البنا على الإخوان في خفر واستحياء‏.

أحمد السكري وكيل عام الإخوان.

المصدر :

من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي .
الأهرام المسائي.

http://massai.ahram.org.eg/issue/Inner. ... ntID=17982

الخميس 30من رمضان 1431هــ 9 سبتمبر 2010 السنة 20 العدد 7074


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 5:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

- من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال: الحلقة السابعة – الأخيرة –

السكري يصف البنا بـ الشيخ الكذاب :

ختمنا المقال السابق بتقييم السكري لمخطط البنا لمرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية‏, ‏حيث لخصه الرجل بالقول‏:‏ لا شيء إلا تأييد الوضع الحالي‏,‏ وضرورة بقاء البرلمان الحالي كما أعلن‏(‏في إشارة إلي البنا‏)‏ في جريدة الإخوان يوم‏22‏ سبتمبر الماضي وليظل الحال علي ما هو عليه من فتور وركود‏,‏ وليظل الانجليز رابضين في أرض الوطن‏,‏ ولتظل المنكرات فاشية‏,‏ والأخلاق منحلة والشعور الوطني في نوم عميق‏..‏

مادام فضيلته يقيم الحفلات‏,‏ ويموه علي المخدوعين‏,‏ وينشر مختلف الدعايات في المجلات‏,‏ ويلوح بالمناصب في تواضع مصطنع وزيف ظاهر ممقوت‏.‏

وكان السكري قد وعد في المقال السابق بأن يستمر في الرد علي أكاذيب البنا التي راح يروجها بين أتباعه من خلال مذكرة سرية وجهها الي قادة الشعب ورؤساء القطاعات المختلفة في الأقاليم‏,‏ ولكن شيئا ما قد حدث جعل السكري‏(‏ وهو رجل شديد الأدب والتواضع‏)‏ يخرج عن تلك المبارزة الفكرية‏,‏ المعتمدة علي إيراد الحقائق وشرحها‏,‏ بعنوان استفز الإخوان في كل مكان‏.‏

كان العنوان صارخا وفاضحا ‏(الشيخ الكذاب‏)‏ في إشارة إلي المرشد العام الأستاذ حسن البنا‏,‏ وقد نشره الرجل في جريدة صوت الأمة بتاريخ‏25‏ 194711,‏ ولكن ما الذي دفع السكري لكتابة مقال يحمل مثل هذا العنوان؟

هذا ما سيرويه الرجل في هذه الحلقة‏.‏ فإلي مقال السكري
الشيخ الكذاب‏:‏

لم يستوقف نظري ولم يثر من إهتمامي مثقال ذرة‏,‏ أكثر مما أثاره من السخرية والفكاهة ذلك الخبر الذي نشره الأستاذ البنا أمس في جريدته في باب الاجتماعيات وعني بإبرازه في مقدمة الأخبار المهمة فوق أخبار وزير الدولة ووزير العدل والقائد المصري في السودان الخ‏,‏ والتي توهم القراء أن أصحابها هم الذين طلبوا نشرها كإعلانات وفحوي هذا الخبر أو بالأحري فحوي هذه الأكذوبة المضحكة أن‏:(صاحب المقام الرفيع مصطفي النحاس باشا‏,‏ أمر بتعيين أحمد السكري محررا بجريدة صوت الأمة براتب شهري قدره ستون جنيها تدفع من خزانة الوفد لا من مال الجريدة‏...!!)

ولست أريد أن أفيض في الرد علي هذه الفرية المضحكة‏,‏ غير أني أحب أن ألفت نظر الشيخ حسن البنا أنه قد أسدي الي بنشره هذا الخبر الكاذب جميلا أشكره عليه كل الشكر‏,‏ ذلك أنه قد كشف رسميا للملأ عن نوع السلاح الذي يرد به علي هجماتي له‏,‏ ودمغي إياه بالحقائق الواقعية الثابتة‏,‏ فلم يجد أمامه غير سلاح الكذب السافر‏,‏ والبهتان الواضح الذي إن دل علي شيء فإنما يدل علي إفلاسه تمام الإفلاس‏,‏ بل علي إلقائه السلاح أمام إتهامي له اتهاما مدعما بالأدلة والأسانيد‏.‏

فالشيخ حسن البنا يعلم تمام العلم أن أحمد السكري لم يعمل في صوت الأمة ولا في غيرها من الصحف‏,‏ وأن أحمد السكري له والحمد لله من إيراد ممتلكاته في المحمودية‏ (بلد الأستاذ البنا‏).‏ ما يكفي من أن يعيش عيشة كريمة‏,‏ تغنية عن أن يمد يده الي المصروفات السرية أو المساومات الحزبية أو الصفقات السياسية‏,‏ هذا فضلا عما ضحي به أحمد السكري من هذه الممتلكات كما يعلم الشيخ حسن في سبيل دعوته وشرفه وخلقه ولله الفضل والمنة‏..!‏

ولقد أخطأ التوفيق أخانا الشيخ البنا كان الله في عونه وعون مستشاريه المساكين ففتح علي نفسه بابا كان أولي به أن يظل مغلقا بل كنت أنا حريصا علي ألا أمس هذا الباب اشفاقا عليه كما ذكرت في مقال يوم الجمعة الماضي‏,‏ وكنت حريصا علي ألا اتعرض لناحية حياته الخاصة وكيف يعيش‏..‏؟‏..‏
ومن أين يعيش‏..‏؟

ولكنه أراد أن ينطبق عليه مثل الأحمق الذي بيته من زجاج رقيق مهشم فيأبي إلا أن يرمي بحجارته القذرة الخبيثة بيت صاحبه الفولاذي السليم‏,‏ الذي أحاطت به عناية الحافظ العظيم‏..!‏

ومع ذلك كله فسأظل علي موقفي من الإشفاق عليه هذه المرة أيضا حفاظا لكرامة عائلته العزيزة علي‏,‏ علي أن أعود إلي كشف الغطاء إذا اضطرتني رعونته ورعونة مستشاريه مرة أخري إلي طرق هذه الناحية الحساسة‏.‏

وهل لي بعد ذلك أن أسأله علي فرض أن فريته هذه صحيحة هل من الخير أن يعمل الإنسان فيأكل من كسب يده كما قال النبي الأعظم صلي الله عليه وسلم ‏(لأن يأخذ أحدكم حبله فيحتطب علي ظهره‏,‏ خير له من أن يأتي رجلا أعطاه الله من فضلة فيسألة اعطاه أو منعه‏).

وقال عليه السلام‏ (إن الله يحب العبد يتخذ المهنة ليستغني بها عن الناس ويبغض العبد يتعلم العلم يتخذه مهنة‏).‏

كما قال عليه السلام‏ (‏من سعي علي عياله من حله فهو كالمجاهد في سبيل الله‏,‏ ومن طلب الدنيا حلالا في عفاف كان في درجة الشهداء‏)‏

أقول‏:‏ هل هذا خير أم أن يعيش الرجل من الصفقات السياسية‏,‏ والتضحية بإخوانه في الله وأعوانه المجاهدين الأحرار‏,‏ والاتجار بدعوته في سوق المساومات الحزبية علي حساب المبادئ والوطن مقابل متاع لا يبقي ولا يدوم‏..‏؟‏!‏

ومع ذلك فقد أراد الله أن يظهر البهتان الساطع في لسان فضيلة المرشد وعلي صفحات جريدته‏,‏ ليعلم الإخوان مدي الافتراء والتضليل الذي يموه به عليهم حين كان يتهم أحمد السكري بمختلف الأباطيل المتهافته‏,‏ وهدا الخبر الذي نشره في جريدته أكبر دليل علي الإفلاس والزور والصغار‏.

وهكذا يرد الشيخ حسن علي الوثائق الفاضحة التي تدلل علي خروجه عن مبادئ الدعوة وانزلاقه في مهاوي الضلال بهذا الأسلوب الخبيث الكاذب‏,‏ وهو حائر لا يدري ماذا يصنع ولا بماذا يجيب وصدق الله العظيم في كتابه‏:(‏ بل نقذف بالحق علي الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون‏).‏

والآن نترك للقضاء أيضا أن يصدر حكمه في هذه الفرية المضحكة إذا لم يسارع الشيخ حسن إلي تكذيبها في جريدته كما أخطرته اليوم رسميا‏,‏ ونعود بالقارئ إلي الحديث عما في وريقات نشرته السرية التي أذاعها علي الإخوان في خفر وإستحياء‏,,,‏ هل يجرؤ الأستاذ علي مواجهة الهيئة التأسيسية بالحقائق‏...‏؟‏!‏

ثم يعود السكري بعد ثلاثة أيام في الثامن والعشرين من نوفمبر الي مقالاته التي بدأها بعنوان‏ (‏كيف انزلق الشيخ البنا بجماعة الإخوان‏),‏ وفي المقال الخامس يطرح الرجل سؤالا حول ما إذا كان في مقدور البنا أن يصارح الهيئة التأسيسية بالحقائق‏,‏ من قبيل أن الجماعة أصبحت جزءا من اللعبة السياسية‏,‏ وطرفا في معادلة الحكم ترتمي في حضن هؤلاء وهؤلاء حسبما تكمن عوامل القوة والضعف والمصلحة‏,‏ وليس حسبما تكمن مبادئ الحق والصواب‏.‏ فإلي مقال السكري‏.

لأحب أن يطمئن القراء فأنا علي موعدي السابق معهم أن أستمر في حديث الأسبوع الماضي كما أحب أن يطمئن الأستاذ حسن البنا فلن أعرض اليوم كثيرا لما حدث منه أمس وأمس الأول‏,‏ من هذه الإكذوبة الباهته التي نشرتها جريدته من أني أتناول من خزانة الوفد ستين جنيها كمحرر في صوت الأمة ولن أكرر اليوم ما قلته بالأمس من أن هذا السلاح المفلول الذي يقابل به كشفي الستار عن انزلاقه بالدعوة‏,‏ إنما يدل علي الإفلاس المطلق بل علي التسليم الكامل بجميع ما أقول‏,‏ ولعمري متي أمكن لسلاح التمويه والاتهام الكاذب ان يقوم امام الحق الصراح والحجة الدامغة‏,‏ ولا أدري لماذا ثار الاستاذ حين قرأ ردي علي تلك الأكذوبة‏,‏ ولا أدري مع ذلك بماذا يسمي الأستاذ البنا مثل هذا الخبر الذي يعلم هو أنه بعيد كل البعد عن الصحة‏,‏ إذا لم يشأ أن يسميه كذبا وهل في قاموس اللغة لفظ يطلق علي الكذاب والكذابين غير هذين اللفظين اللذين اطلقهما القرآن الكريم علي من ير مي الناس بالزور ويلصق بالمؤمنين أشنع البهتان‏,‏ دون دليل ولا برهان‏!‏؟؟

ويقول الأستاذ البنا ان هذه مهاترة‏,‏ ولا أدري ممن كانت المهاترة‏..‏؟‏!‏

هل كانت من الذي نشر هذه الفرية المضحكة يريد أن يشوه بها جهاد المجاهدين وغضبتهم لوجه الله والوطن‏,‏ أم من الذي دافع عن نفسه بدفع ما ألصقة به المفترون إبتغاء الفتنة وابتغاء تضليل الناس‏..‏؟‏!‏

وهل كانت المهاترة ممن يجمع الإخوان بين الجدران الأربعة فيلقي أمامهم الاتهامات المتهافتة والأراجيف المضللة حين يقص عليه أسباب الخلاف بينه وبين زميله‏,‏ ويخفي في نفسه ما الله مبديه‏,‏ ويخشي الناس والله أحق أن يخشاه‏,‏ ثم يوزع عليهم نشرات سرية يحشوها بالإفتراء الباطل علي أخيه‏,‏ فإذا ما طلب منه أن يواجه أخاه علنا بما يقول فر وهرب‏,‏ وثار وغضب‏.‏ أم من الذي يقذف بالحق السافر علي الضلال الغائر‏,‏ لا يريد بذلك‏;‏ إلا وجه الله‏,‏ ليميز الناس الخبيث من الطيب وليكونوا علي بينة من الأمر ونور‏..!..‏؟

كذلك أرجو أن يطمئن الأستاذ البنا فلن أعرض كثيرا لهذا الحفل الذي حشد له حشودا من أطراف القاهرة وضواحيها أول من أمس‏,‏ والذي إختار أن يقيمه لأول مرة في تاريخ الإخوان بجوار منزلي وليشنف سمعي وأسماع من كان عندي من الإخوان بما ألقاه خطباؤه من الدرر الغالية‏,‏ ولا سيما الأخ عبدالحكيم عابدين الذي كان يحث الشباب علي التمسك بمكارم الأخلاق‏,‏ وعلي التشبث بأهداب الفضيلة والطهر والعفاف‏,‏ وكم كنا نود أن يضرب لهم المثل بنفسه كقائد من قواد الأستاذ البنا‏,‏ وكصاحب تاريخ حافل بهذه المكارم وهذا الطهر‏,‏ ولكنه في تواضع واستحيا إكتفي أن يضرب المثل بالصحابي الجليل مصعب بن عمير‏,‏ واكتفي بأن يعرض لأهل الدنيا الذين غرهم الجاه والمنصب‏.‏فخرجوا علي القائد المفدي والمرشد الحكيم الذي آثر الزهادة والتقشف‏,‏ والعمل المتواصل لوجه الله والوطن‏,‏ لايهمه الجاه ولا تغريه إغراءات أهل السياسة وأصحاب السلطان‏..‏؟‏!.

ولن أعرض كذلك لهذه المئات العديدة من رجال البوليس الأشداء الذين كانوا يحمون حفل الاستاذ البنا من سخط أهالي الحي الذين استنكروا كل الاستنكار إقامة حفله في حيهم‏,‏ وأرسلوا بعرائض إحتجاجهم الي الصحف والي الجهات المختصة يحتجون علي إقامة هذا الحفل التهريجي بعد أن كشفت حقائق المحتفل والمحتفلين‏,‏ ويتساءلون فيما بينهم وبين أنفسهم‏,‏ وفيما بينهم وبين الناس‏:‏ هل حقيقة أقام الأستاذ حفله هذه المرة وفي هذا المكان بالذات إبتغاء وجه الله وذكري هجرة السيد الأعظم الآمر بالخير والناهي عن الشر‏,‏ وصاحب رسالة السلام والإخلاص والخلق‏,‏ أم أقامه تحديا وتشفيا من الذين ثاروا للحق وكشفوا عن الباطل كل قناع‏..!‏؟

وهل سيخرج الاستاذ البنا وصاحبه المهذب وأعوانه المخدوعون من هذا الحفل وقد إرتاحت ضمائرهم لأنهم عملوا عملا يرضي الله‏,‏ أو يرضي الشهوة والشيطان‏!!.‏

كذلك لن أعرض لهذا العنوان الضخم الذي طلعت به علي الناس أمس جريدة الأستاذ البنا‏,‏ والذي ذكرت فيه عن حفله المذكور أنه يوم خالد رائع في جهاد جماعة الإخوان ولا أحب أن أسأل فضيلته عن الجهاد الرائع الذي يقصده بهذا العنوان‏,‏ فأنا أعرف‏,‏ وأهل الحي يعرفون‏,‏ ورجال البوليس كذلك يعرفون‏,‏ إن هذا الجهاد الخالد الرائع الذي أتعب الأستاذ البنا نفسه وإخوانه الثلاثين ألفا كما تقول جريدته الغراء لاسمح الله فما قد يخطر علي بال المسلمين والمصريين‏,‏ من أنه كان مثلا في الضغط علي الحكومة التي يؤيدها فضيلته في تحقيق شيء من مبادئ الاسلام‏,‏ أو كان مثلا في محاربة المنكرات المنتشرة في الأمة التي ينص دستورها علي أن دينها الرسمي الإسلام‏,‏ أو كان مثلا في الضغط علي الحكومة لتتقدم ولو خطوة واحدة في تحقيق أهداف البلاد؟‏!‏

لم يكن هذا الجهاد الخالد الرائع من هذا النوع إنما كان من نوع آخر‏,‏ أجل وأعظم خطرا في نظر الأستاذ البنا ورجاله الاطهار‏,‏ هذا الجهاد في هذا الحشد الذي حشده بجوار منزل أحمد السكري‏,‏ وفي حماية البوليس الذي سد منافذ الشوارع‏,‏ وفي هذه العصي التي تسلح بها جوالته لأول مرة‏,‏ بل كان في شيء أكثر روعة وأعظم خطورة هو تربص إحدي عصاباته بأحد الإخوان الأحرار الأطهار‏,‏ الذي واجه الشيخ البنا بحقائق دامغة‏,‏ ونطق بكلمة الحق ولم يعرف اللين والخداع‏,‏ بعد أن كان يجاهد في سبيل دعوة الإخوان الي بضعة أيام مضت في ربوع الصعيد ووضع بين يد فضيلته عندما عاد من رحلته مايزيد علي ثلاثمائة جنيه جمع بعضها لحساب مجلة الشهاب والبعض الآخر لحساب سهم الدعوة‏!‏

فكان جزاؤه بعد أن قال قولة الحق أن تربصت به إحدي عصابات الأستاذ البنا المسلحة وهو سائر الي منزله فأوسعته ضربا وتركته بين الحياة والموت حيث نقل الي المستشفي‏,‏ وكل ذلك والميكروفون يردد كلام الاستاذ البنا عن الإسلام ومكارم الأخلاق‏,‏ ويفعل رجاله ما يفعلون في الظلام كأشد مايتصوره قطاع الطرق ورجال العصابات وهكذا كان الحفل السعيد جهادا خالدا رائعا في تاريخ الإخوان المسلمين الذين ينتمون الي فضيلة الأستاذ البنا‏,‏ ووضعوا له عنوانا ضخما آخر هو‏:(‏ جمرة البغض وثورة الغضب‏)!!‏

وأنا أكتب الآن هذا المقال في الوقت الذي يجتمع فيه حضرات أعضاء الهيئة التأسيسية بدعوة من فضيلته بالمركز العام ليسرد علي حضراتهم أغلب الظن أسباب الخلاف بينه وبين أحمد السكري‏,‏ ولا أدري ماذا سيقول حين يواجهه بعض الأحرار من حضراتهم بما ينشره أحمد السكري من وثائق دامغات وحجج بينات‏,‏ هل سيرد علي هذه الحجج بمثلها‏,‏ أم يكتفي فضيلته بالزوغان‏,‏ وبأن أحمد السكري كان يختلف معه كثيرا‏,‏ ويقف في سبيل رغباته‏,‏ وبأن أحمد السكري صديق للخوارج وهو يعني بهم الأحرار المتقين الدكتور ابراهيم حسن وحسين بك عبدالرازق وكمال بك عبدالنبي وأمين بك مرعي وغيرهم‏,‏ وصديق كذلك للوفديين أعدائنا الألداء الذين يجب أن نكافحهم ونجاهدهم قبل أن نكافح الإنجليز ونجاهدهم كما يقول له رجال العهد الحاضر‏.‏

الي غير ذلك من الاسباب القوية الواضحة التي يعدها فضيلته سببا لهذه القنبلة التي فجرها في صفوف الإخوان‏,‏ وتري إذا ما عاد أحد الأحرار ليسأله عن هذه الفضائح التي نسبتها الوثائق الزنكوغرافية الي صهره هل سيكتفي بأن يريه البيان الذي كتبه وتوسل فيه الي الدكتور ابراهيم ومن حضر من الإخوان أن يوقعوه قائلا‏:‏

إن هذا مداراة للموقف وستر من الفضيحة التي لاتقتصر علي الناحية العائلية فقط بل ستشمل الدعوة وتشمت فيها أعداءها‏,‏ ومقسما أحرج الأيمان أنه سيبعد عبدالحكيم عابدين عن الدعوة بل عن البلاد المصرية بأسرها‏,‏ وإنه قد إتفق فعلا مع يوسف بك روميه صاحب شركة النقل بين فلسطين ومصر‏,‏ أن يوظف الأخ عبدالحكيم عابدين عنده في فلسطين ليبعد عن القطر المصري كله‏,‏ وتحت تأثير هذه الايمان المغلظة والتوسلات المثيرة المبكية ظفر بالتوقيعات‏,‏ فتري هل سيكتفي بهذا البيان الشكلي أم علي الوثائق التي مابعدها بيان ولا فوقها برهان‏,‏ وتري إذا كانت الوثائق كاذبة فما الذي يمنع فضيلته أن يقدم أصحابها الي النيابة ليأخذ القضاء بحقه‏..!‏؟

وهل يكفي في الأمر أن يرسل الي الدكتور ابراهيم إنذارا لكي يسلمه الوثائق الخاصة بعابدين ويعاتب الدكتور علي نشر جزء من شهادة الأخ عبده قاسم السكرتير العام‏,‏ ويعلم الله أن الاقتصار علي نشر هذا الجزء كان رحمة وإشفاقا علي من يهم الأستاذ البنا أمرهم إذ أن بقية شهادة الاستاذ عبده قاسم كما علمت مايندم عليه الأستاذ ومن يهمه أمرهم كل الندم‏.!‏

وتري ماذا سيرد به علي إخوان الهيئة الأحرار‏,‏ حين يسألونه عن الحكمة في مشايعته بكل قوته العهد الحاضر في الوقت الذي لم تتقدم الحكومة فيه خطوة في قضية البلاد وتحقق وعدا واحدا مما قطعته علي نفسها‏,‏ وما الحكمة في استخدامه لمناوأة الوفد فجأة في الوقت الذي ندعو الوطن فيه الي توحيد الجهود‏,‏ وفيم كان الحاحه علي أحمد السكري في العام الماضي ليتفاهم مع الوفديين‏,‏ وذهب فضيلته ليلا الي أحد أقطابهم مع رئيس إحدي مناطق الغربية ليلح عليه في التعاون الكلي‏,‏ بل بالإندماج في الوفد بشروط ظاهرية يغطي بها موقفه‏,‏ وفيم كان ينشئ المقالات الرائعة في مجلة الإخوان يزجي فيها ألوان المديح والثناء لحكومة الوفد ورفعة رئيس الوفد‏,‏ ويخصص الصفحات للإشادة بتدين صبري باشا أبو علم‏,‏ والإشادة بفضل فؤاد باشا سراج الدين‏,‏ ومحمود بك غنام‏,‏ وأحمد بك حمزة‏,‏ والمغفور له عبدالواحد بك الوكيل‏,‏ وغيرهم كل بإسمه‏,‏ وبمقال خاص به‏,‏ بل بصفحة خاصة لبعضهم‏,‏ سنبينه فيما بعد بل وينقد بحرارة وقسوة بعض رجال العهد الحاضر أيام كان الوفد في الحكم‏,‏ ثم إذا به الآن يهاجم هؤلاء‏,‏ ويمدح هؤلاء ويتهم أحمد السكري بأنه صديق للأولين وعدو للآخرين‏!!‏

لعل الاستاذ البنا يجيب علي كل ذلك أجوبة شافية هذا المساء‏,‏ ولعله يجرؤ علي السماح لهم بأن يستوضحوا الحق مني إن أرادوا‏,‏ ولعله فوق هذا وذاك يتنازل عن التفويض الذي إنتزعه منهم ليشعروا أنهم شركاء حقيقيون أحرار‏,‏ وليسوا نمرا يستخدمها الشيخ في أغراضه ومآربه‏.‏

والي لقاء‏.‏
أحمد السكري
الوكيل العام لجماعة الإخوان.

المصدر :

من سلسلة الإخوان والانتهازية السياسية : عبدالرحيم علي.

الأهرام المسائي.

الجمعة غرة شوال 1431 هـ10 سبتمبر 2010 السنة 20 العدد 7075


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة إبريل 18, 2014 11:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 8034
سهم نوراني
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من التاريخ الفضائحي للإخوان الخوارج خدم الأعور الدجال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 20, 2014 4:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله شيخنا الفاضل (فراج يعقوب) :

ومروركم دائماً كريم عطر .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 9 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط