موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من إجرام ابن تيمية في حق سيدنا رسول الله وإخوانه الأنبياء
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 20, 2010 5:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة
[font=Tahoma][align=justify]
- ذكر ابن تيمية في كتابه : [الفرقان بين الحق والباطل (صـ 52)] – نشر زكريا عليّ يوسف – مطبعة العاصمة – القاهرة – مصر – بتعليق المدعو محمد أبو الوفا عيد .

ذكر ما يلي :

[فمن هؤلاء من يسمع خطاباً أو يرى من يأمره بقضية ويكون ذلك الخطاب من الشيطان ويكون ذلك الذي يخاطبه الشيطان ، وهو يحسب أنه من أولياء الله من رجال الغيب ، ورجال الغيب هم الجن وهو يحسب أنه إنسي وقد يقول له أنا الخضر أو إلياس بل أنا محمد أو إبراهيم الخليل أو المسيح أو أبو بكر أو عمر أو أنا الشيخ فلان أو الشيخ فلان ممن يحسن بهم الظن ، وقد يطير به في الهواء أو يأتيه بطعام أو شراب أو نفقة ، فيظن هذا كرامة بل آية أو معجزة تدل على أن هذا من رجال الغيب أو من الملائكة ويكون ذلك شيطاناً ألبس عليه]اهـ

وقال في ذات الكتاب (صـ57) :

[ومنهم من لا يظن أولئك الأشخاص إلا آدميين أو ملائكة فإن كانوا غير معروفين قال هؤلاء رجال الغيب وإن يسموا قالوا هذا هو الخضر وهذا هو إلياس ، وهذا هو أبي بكر وعمر . وهذا هو الشيخ عبد القادر أو الشيخ عدي أو الشيخ أحمد الرفاعي أو غير ذلك ظن أن الأمر كذلك ، فهنا لم يغلط لكن غلط عقله حيث لم يعرف أن هذه شياطين تمثلت على صور هؤلاء . وكثير من هؤلاء يظن أن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه أو غيره من الأنبياء أوالصالحين يأتيه في اليقظة ومن يرى ذلك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم أو الشيخ وهو صادق في أنه إياه من قال أنه النبي أو الشيخ أو قيل له ذلك فيه ، لكن غلط حيث ظن صدق أولئك ، والذي له عقل وعلم يعلم أن هذا ليس هو النبي صلى الله عليه وسلم تارة لما يراه منهم من مخالفة الشرع مثل أن يأمره بما يخالف أمر الله ورسوله وتارة يعلمه أن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يأتي أحدا من أصحابه بعد موته في اليقظة ولا كان يخاطبهم من قبره ، فكيف يكون هذا لي ، وتارة يعلم أن الميت لم يقم من قبره وأن روحه لا تصير في الدنيا هكذا]اهـ

أقول وبالله التوفيق :

جرأة وزندقة عجيبة من ابن تيمية وهو يتكلم في حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي حق أنبياء الله وصديقي الأمة .

من يقول بأن الشياطين تتمثل بسيدنا رسول الله عليه الصلاة والسلام وبالخليل والمسيح عليهما السلام هل يستحق أو يعقل أن يطلق عليه شيخ الإسلام ؟!!!!!!!

كلام هذا الزنديق يدور حول المحاور الآتية :

المحور الأول : الادعاء بتصور الشياطين على هيئة حضرة مولانا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وعلى هيئة أنبياء الله كالخليل إبراهيم والمسيح عيسى ابن مريم عليهما السلام .

وللرد على هذه الزندقات والتمويهات الشيطانية إليكم الآتي :

1- أخرج البخاري ( 6 / 2567 ) ومسلم ( 4/ 1775 ) عن أبى هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال " من رآني فى المنام فسيراني فى اليقظة"

2- عن ضمرة بن ثعلبة أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال ادع الله لي بالشهادة فقال النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم حرم دم ابن ثعلبة على المشركين والكفار " قال فكنت أحمل فى عرض القوم فيتراءى لى النبي صلى الله عليه وسلم خلفهم فقيل يا ابن ثعلبة إنك لتغرر وتحمل على القوم فقال : إن النبي صلى الله عليه وسلم يتراءى لى خلفهم فأحمل عليهم حتى أصل عنده ثم يتراءى لى أصحابي فأحمل حتى أكون مع أصحابي قال فعمر زماناً طويلاً من دهره".

هذا الحديث أخرجه الطبراني فى المعجم الكبير ( 8 / 308 ) ومسند الشاميين ( 2 / 298 ) قال الهيثمي فى المجمع ( 9 / 379 ) رواه الطبراني وإسناده حسن . وقد ذكر حديثه ابن حبان فى الثقات ( 3 / 200 ) . وذكر هذه القصة أيضا ابن حجر فى الإصابة ( 3 / 488 ) وتعجيل المنفعة ( 1 / 197).

3- قال حجة الإسلام الإمام الغزالي في كتابه :[المنقذ من الضلال(صـ17)] :[إني علمت يقيناً أن الصوفية هم السالكون لطريق الله تعالى خاصة وأن سيرتهم أحسن السير، وطريقهم أصوب الطرق، وأخلاقهم أزكى الأخلاق، بل لو جمع عقل العقلاء، وحكمة الحكماء، وعلم الواقفين على أسرار الشرع من العلماء، ليغيروا شيئاً من سيرهم وأخلاقهم، ويبدلوه بما هو خير منه، لم يجدوا إليه سبيلاً. فإن جميع حركاتهم وسكناتهم، في ظاهرهم وباطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوة، وليس وراء نور النبوة على وجه الأرض نور يستضاء به. وبالجملة، فماذا يقول القائلون في طريقة، طهارتها - وهي أول شروطها - تطهير القلب بالكلية عما سوى الله تعالى، ومفتاحها الجاري منها مجرى التحريم من الصلاة، استغراق القلب بالكلية بذكر الله، وآخرها الفناء بالكلية في الله؟! وهذا آخرها بالإضافة إلى ما يكاد يدخل تحت الاختيار والكسب من أوائلها. وهي على التحقيق أول الطريقة، وما قبل ذلك كالدهليز للسالك إليه. ومن أول الطريقة تبتدئ المكاشفات والمشاهدات، حتى أنهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة، وأرواح الأنبياء ويسمعون أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد. ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال، إلى درجات يضيق عنها النطق، فلا يحاول معبر أن يعبر عنها إلا اشتمل لفظه على خطأ صريح لا يمكنه الاحتراز عنه. وعلى الجملة، ينتهي الأمر إلى قرب، يكاد يتخيل منه طائفة الحلول، وطائفة الاتحاد، وطائفة الوصول، وكل ذلك خطأ. وقد بينا وجه الخطأ فيه في كتاب المقصد الأسنى. بل الذي لابسته تلك الحالة لا ينبغي أن يزيد على أن يقول:
وكان ما كان مما لستُ أذكرهُ ... فظنَّ خيراً ولا تسأل عن الخبرِ]اهـ

4- قال الإمام الحافظ العلامة جلال الدين السيوطي في كتابه الحاوي للفتاوي ( 2 / 245 , 246 ) : "وقال الشيخ صفي الدين بن أبي المنصور في رسالته ,والشيخ عفيف الدين اليافعي في روض الرياحين :قال الشيخ الكبير قدوة الشيوخ العارفين وبركة أهل زمانه أبو عبد الله القرشي:لما جاء الغلاء الكبير إلى ديار مصر، توجهت لأن أدعو فقيل لي لا تدع فما يسمع لأحد منكم في هذا الأمر دعاء ,فسافرت إلي الشام فلما وصلت إلى قريب ضريح الخليل عليه السلام تلقاني الخليل فقلت :يا رسول الله اجعل ضيافتي عندك الدعاء لأهل مصر فدعا لهم ففرج الله عنهم . قال اليافعي : وقوله تلقاني الخليل قول حق لا ينكره إلا جاهل بمعرفة ما يرد عليهم من الأحوال التي يشاهدون فيها ملكوت السماء والأرض وينظرون الأنبياء أحياءا غير أموات , كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى موسى عليه السلام في الأرض ونظره أيضا هو وجماعة من الأنبياء في السماوات وسمع منهم مخاطبات , وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي انتهى . " اهـ

5- قال الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه :[الفتاوى الحديثية]( صـ 391):[ مطلب : يمكن الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم الآن يقظة]340- وسئل نفع الله بعلومه ورضي عنه : هل يمكن الآن الاجتماع بالنبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة والتلقي منه ؟ [فأجاب بقوله : نعم يمكن ذلك فقد صرح بأن ذلك من كرامات الأولياء الغزالي والبارزي والتاج السبكي والعفيف اليافعي من الشافعية والقرطبي وابن أبي جمرة من المالكية وقد حكى عن بعض الأولياء أنه حضر مجلس فقيه فروى ذلك الفقيه حديثاً فقال له الولي هذا الحديث باطل قال ومن أين لك هذا قال هذا النبي صلى الله عليه وسلم واقف على رأسك يقول إني لم أقل هذا الحديث وكشف للفقيه فرآه.]اهـ

وقال في موضع آخر من الكتاب ( صـ 392- 394 ): وسئل نفع الله به هل تمكن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم في اليقظة ؟ [فأجاب بقوله : أنكر ذلك جماعة وجوزه آخرون وهو الحق فقد أخبر بذلك من لا يتهم من الصالحين بل استدل بحديث البخاري من رآني في المنام فسيراني في اليقظة أي بعيني رأسه وقيل بعين قلبه واحتمال إرادة القيامة بعيد من لفظ اليقظة على أنه لا فائدة في التقييد حينئذ لأن أمته كلهم يرونه يوم القيامة من رآه في المنام ومن لم يره في المنام.

وفي شرح ابن أبي جمرة للأحاديث التي انتقاها من البخاري ترجيح بقاء الحديث على عمومه في حياته ومماته لمن له أهلية الاتباع للسنة ولغيره قال ومن يدعى الخصوص بغير تخصيص منه صلى الله عليه وسلم فقد تعسف ثم ألزم منكر ذلك بأنه غير مصدق بقول الصادق وبأنه جاهل بقدرة القادر وبأنه منكر لكرامات الأولياء مع ثبوتها بدلائل السنة الواضحة ومراده بعموم ذلك وقوع رؤية اليقظة الموعود بها لمن رآه في النوم ولو مرة واحدة تحقيقا لوعده الشريف الذي لا يخلف وأكثر ما يقع ذلك للعامة قبل الموت عند الاحتضار فلا تخرج روحه من جسده حتى يراه وفاء بوعده. وأما غيرهم فيحصل لهم ذلك قبل ذلك بقلة أو بكثرة بحسب تأهلهم وتعلقهم واتباعهم للسنة إذ الإخلال بها مانع كبير. وفي صحيح مسلم عن عمران بن حصين رضي الله عنه أن الملائكة كانت تسلم عليه إكراماً له لصبره على ألم البواسير فلما كواها انقطع سلام الملائكة عنه فلما ترك الكي أي برئ كما في رواية صحيحة عاد سلامهم عليه لكون الكي خلاف السنة منع تسليمهم عليه مع شدة الضرورة إليه لأنه يقدح في التوكل والتسليم والصبر . وفي رواية البيهقي كانت الملائكة تصافحه فلما كوى تنحت عنه . وفي كتاب (المنقذ من الضلالة) لحجة الإسلام بعد مدح الصوفية وبيان أنهم خير الخلق حتى أنهم وهم في يقظتهم يشاهدون الملائكة وأرواح الأنبياء ويسمعون منهم أصواتاً ويقتبسون منهم فوائد ثم يترقى الحال من مشاهدة الصور والأمثال إلى درجات يضيق عنها نطاق الناطق .

وقال تلميذه أبو بكر بن العربي المالكي ورؤية الأنبياء والملائكة وسماع كلامهم ممكن للمؤمن كرامة وللكافر عقوبة وفي المدخل لابن الحاج المالكي رؤيته صلى الله عليه وسلم في اليقظة باب ضيق وقل من يقع له ذلك إلا من كان على صفة عزيز وجودها في هذا الزمان بل عدمت غالباً مع أننا لا ننكر من يقع له هذا من الأكابر الذين حفظهم الله تعالى في ظواهرهم وبواطنهم.

قال وقد أنكر بعض علماء الظاهر ذلك محتجاً بأن العين الفانية لا ترى العين الباقية وهو صلى الله عليه وسلم في دار البقاء والرائي في دار الفناء .

ورد بأن المؤمن إذا مات يرى الله وهو لا يموت والواحد منهم يموت في كل يوم سبعين مرة وأشار البيهقي إلى رده بأن نبينا صلى الله عليه وسلم رأى جماعة من الأنبياء ليلة المعراج وقال البارزي وقد سمع من جماعة من الأولياء في زماننا وقبله أنهم رأوا النبي صلى الله عليه وسلم يقظة حياً بعد وفاته.

[مطلب : في حكايات غريبة وأن الأنبياء أذن لهم في الخروج من قبورهم والتصرف في الملكوت]

ونقل اليافعي وغيره عن الشيخ الكبير أبي عبد الله القرشي أنه وقع بمصر غلاء كبير فتوجه للدعاء برفعه فقيل لا تدع فلا يسمع لأحد منكم في هذا الأمر دعاء فسافرت إلى الشام فلما وصلت إلى قريب ضريح الخليل عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام تلقاني فقلت يا رسول الله اجعل ضيافتي عندك الدعاء لأهل مصر فدعا لهم ففرج الله عنهم فقال اليافعي فقوله تلقاني الخليل قول حق لا ينكره إلا جاهل بمعرفة ما يرد عليهم من الأحوال التي يشاهدون فيها ملكوت السموات والأرض وينظرون الأنبياء أحياء غير أموات كما نظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى جماعة من الأنبياء في السماء وسمع خطابهم وقد تقرر أن ما جاز للأنبياء معجزة جاز للأولياء كرامة بشرط عدم التحدي.

وحكى ابن الملقن في طبقات الأولياء أن الشيخ عبد القادر الجيلي قال رأيت النبي صلى الله عليه وسلم قبل الظهر فقال لي يا بني لم لا تتكلم قلت يا أبتاه أنا رجل أعجمي كيف أتكلم على فصحاء بغداد فقال لي افتح فاك ففتحته فتفل فيه سبعاً وقال تكلم على الناس وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة فصليت الظهر وجلست وحضرني خلق كثير فارتج على فرأيت علياً قائما بإزائي في المجلس فقال يا بني لم لا تتكلم فقلت يا أبتاه قد ارتج على فقال افتح فاك ففتحته فتفل فيه ستاً قلت لم لا تكملها سبعاً قال أدباً مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم توارى عني فتكلمت.

وقال في ترجمة غيره : كان كثير الرؤية للنبي صلى الله عليه وسلم يقظة.

وذكر الكمال الأدفوي عمن أخذ عنه ابن دقيق العيد وغيره عن غيره وقال التاج ابن عطاء الله عن شيخه الكامل العارف أبي العباس المرسي صافحت بكفي هذه رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكى ابن فارس عن سيدي علي وفا قال كنت وأنا ابن خمس سنين اقرأ القرآن على رجل فأتيته مرة فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقظة لا مناماً وعليه قميص أبيض قطن ثم رأيت القميص عليّ فقال لي اقرأ فقرأت عليه سورة والضحى وألم نشرح ثم غاب عني فلما أن بلغت إحدى وعشرين سنة أحرمت بصلاة الصبح بالقرافة فرأيت النبي قبالة وجهي فعانقني فقال وأما بنعمة ربك فحدث فأثبت لسانه من ذلك الوقت.

والحكايات في ذلك عن أولياء الله كثيرة جداً ولا ينكر ذلك إلا معانداً أو محروم وعلم مما مر عن ابن العربي أن أكثر ما تقع رؤيته صلى الله عليه وسلم بالقلب ثم بالبصر لكنها به ليست كالرؤية المتعارفة وإنما هي جمعية حالية وحالة برزخية وأمر وجداني فلا يدرك حقيقته إلا من با شره كذا قيل ويحتمل أن المراد الرؤية المتعارفة بأن يرى ذاته طائفة في العالم أو تنكشف الحجب له بينه وبين النبي صلى الله عليه وسلم وهو في قبره فينظره حياً فيه رؤية حقيقة إذ لا استحالة.

لكن الغالب أن الرؤية إنما هي لمثاله لا لذاته وعليه يحمل قول الغزالي ليس المراد أنه يرى جسمه وبدنه بل مثالاً له صار ذلك المثال آية يتأدى به المعنى الذي في نفسه والآلة إما حقيقية وإما خيالية والنفس غير الخيال المتخيل فما رآه من الشكل ليس هو روح المصطفى صلى الله عليه وسلم ولا هو شخصه بل هو مثال على التحقيق.

قال ومثل ذلك من يرى الله تعالى في المنام فإن ذاته منزهة عن الشكل والصورة ولكن تنتهي تعريفاته إلى العبد بواسطة مثال محسوس من نور أو غيره ويكون ذلك المثال حقاً في كونه واسطة في التعريف فيقول الرائي رأيت الله في المنام لا يعني أنى رأيت ذات الله كما يقول في حق غيره انتهى.

ثم رأيت ابن العربي صرح بما ذكرناه من أنه لا يمتنع رؤية ذات النبي صلى الله عليه وسلم بروحه وجسده لأنه وسائر الأنبياء أحياء ردت إليهم أرواحهم بعدما قبضوا وأذن لهم في الخروج من قبورهم وبالتصرف في الملكوت العلوي والسفلي ولا مانع من أن يراه كثيرون في وقت واحد لأنه كالشمس وإذا كان القطب يملأ الكون كما قاله التاج ابن عطاء الله فما بالك بالنبي صلى الله عليه وسلم.

ولا يلزم من ذلك أن الرائي صحابي لأن شرط الصحبة الرؤية في عالم الملك وهذه رؤية وهو في عالم الملكوت وهي لا تفيد صحبة وإلا لثبتت لجميع أمته لأنهم عرضوا عليه في ذلك العالم فرآهم ورأوه كما جاءت به الأحاديث .]اهـ

6- نذكر الآن طائفة ممن قال بجواز رؤية النبي صلى الله عليه وسلم يقظة من الأئمة الأعلام مع ذكر مصادرهم .

1- ابن أبى جمرة فى مختصر صحيح البخاري .
2- القرطبي فى التذكرة – حديث الصعقة والحاوي ( 2 / 263 – 264).
3- أبو حامد الغزالي فى المنقذ من الضلال – وذكره السيوطي فى الحاوي ( 2 / 258).
4- ابن العربي المالكي فى قانون التأويل – والحاوي (2 / 258).
5- العز بن عبد السلام فى القواعد الكبرى – والحاوي ( 2 / 258).
6- ابن الحاج المالكي فى المدخل – والحاوي ( 2 / 258) .
7- البارزي فى توثيق عرى الإيمان – والحاوي ( 2 / 258).
8- أكمل الدين الجبرتي الحنفي فى شرح المشارق – والحاوي ( 2 /258).
9- اليافعي فى روض الرياحين – والحاوي ( 2 / 258).
10- أبو عبد الله القرشي فى روض الرياحين – والحاوي ( 2 / 259).
11- ابن الملقن فى طبقات الأولياء – والحاوي ( 2 /259).
12- عبد القادر الجيلاني فى طبقات الأولياء – وعوارف المعارف – وجمع الوسائل ( 2/ 299).
13- الكمال الإدفوي فى الطالع السعيد فى ترجمة أبى عبد الله محمد بن يحى الأسواني – والحاوي ( 2/260).
14- برهان الدين البقاعي فى معجم الشيوخ – والحاوي ( 2 / 261).
15- نور الدين الإيجي فى معجم الشيوخ للبقاعي – والحاوي ( 2 / 261).
16- ابن النجار فى تاريخه – فى ذكره حكاية أبى نصر عبد الواحد بن عبد الملك بن محمد بن أبى سعد الصوفي الكرخي وسلامه على رسول الله صلى الله عليه وسلم ورده صلى الله عليه وسلم – والحاوي ( 2 /261).
17- ابن باطيش فى مزيل الشبهات فى إثبات الكرامات – والحاوي ( 2 / 261).
18- بدر الدين بن الصاحب فى التذكرة – والحاوي ( 2 / 264 , 265).
19- القاضي عياض فى الحاوي ( 2/ 265 ) وذكر كلاماً عن حج الأنبياء بعد موتهم.
20- السيوطي فى الحاوي ( 2 / 265) - والديباج شرح صحيح مسلم من الحاوي (2/ 286).
21- المازري فى جمع الوسائل(2/290).
22- الباقلاني فى جمع الوسائل ( 2 / 290).
23- صدر الدين القونوي فى جمع الوسائل ( 2 / 292).
24- القسطلاني فى المواهب اللدنية – جمع الوسائل ( 2/ 299).
25- شرف الدين المناوي فى فيض القدير (6/32) وحاشيته على جمع الوسائل.
26- ملا علي القاري فى جمع الوسائل فى شرح الشمائل ( 2/ 299).
27- ابن العماد الحنبلي فى شذرات الذهب ( 10/ 102) ترجمة عبد القادر بن محمد بن عمر الصفدي.
28- ما قاله ابن كثير فى البداية والنهاية ( 11 / 323 ) فى ترجمة ابن سمعون الواعظ قال:[محمد بن أحمد بن إسماعيل أبو الحسن بن سمعون الواعظ أحد الصلحاء والعلماء كان يقال له الناطق بالحكمة روى عن أبي بكر بن داود وطبقته وكان له يد طولى فى الوعظ والتدقيق والمعاملات وكانت له كرامات ومكاشفات كان يوماً يعظ على المنبر وتحته أبو الفتح بن القواس وكان من الصالحين المشهورين فنعس ابن القواس فأمسك ابن سمعون عن الوعظ حتى استيقظ فحين استيقظ قال ابن سمعون :رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى منامك هذا؟ قال نعم. قال : فلهذا أمسكت عن الوعظ حتى لا أزعجك عما كنت فيه] اهـ

- المحور الثاني : إنكاره وطعنه فيما اصطلح عليه أئمة الأمة وصلحائها وأوليائها عن رجال الغيب من أهل الله .

وللرد على هذه الترهات إليكم الآتي :

في الفتاوى الحديثية للإمام ابن حجر الهيتمي: [(وسُئل) نفع الله به ما عدة رجال الغيب وما الدليل على وجودهم ( فأجاب ) بقوله: رجال الغيب سموا بذلك لعدم معرفة أكثر الناس لهم رأسهم قطب الغوث الفرد الجامع جعله الله دائراً في الآفاق الأربعة أركان الدنيا كدوران الفلك في أفق السماء وقد ستر الله أحواله عن الخاصة والعامة غيرة عليه غير أنه يرى عالماً كجاهل وأبله كفطن وتاركاً آخذاً قريباً بعيداً سهلاً عسراً أمناً حذراً ومكانته من الأولياء كالنقطة من الدائرة التي هي مركزها به يقع صلاح العالم.

والأوتاد وهم أربعة لا يطلع عليهم إلا الخاصة واحد باليمن وواحد بالشام وواحد بالمشرق وواحد بالمغرب.

والأبدال وهم سبعة على الأصح وقيل ثلاثون وقيل أربعة عشر كذا قاله اليافعي وسيأتي حديث أنهم أربعون وحديث أنهم ثلاثون وكل منهما يعكر على قوله والأصح أنهم سبعة والنقباء وهم أربعون والنجباء وهم ثلثمائة.

فإذا مات القطب أبدل بخيار الأربعة أو أحد الأربعة أبدل بخيار السبعة أو أحد السبعة أبدل بخيار الأربعين أو أحد الأربعين أبدل بخيار الثلاثمائة أو أحد الثلثمائة أبدل بخير الصالحين.

فإذا أراد الله قيام الساعة أماتهم أجمعين وذلك أن الله يدفع عن عباده البلاء بهم وينزل بهم قطر السماء.

وروى بعضهم عن الخضر أنه قال ثلثمائة هم الأولياء وسبعون هم النجباء وأربعون هم أوتاد الأرض وعشرة هم النقباء وسبعة هم العرفاء وثلاثة هم المختارون وواحد هو الغوث.

وجاء عن على كرم الله وجهه أنه قال الأبدال بالشام والنجباء بمصر والعصائب بالعراق والنقباء بخراسان والأوتاد بسائر الأرض والخضر عليه الصلاة والسلام سيد القوم.

وفي حديث الإمام الرافعي أنه [ صلى الله عليه وسلم ] قال إن لله في الأرض ثلثمائة قلوبهم على قلب آدم وله أربعون قلوبهم على قلب موسى وله سبعة قلوبهم على قلب إبراهيم وله خمسة قلوبهم على قلب جبريل وله ثلاثة قلوبهم على قلب ميكائيل وواحد قلبه على قلب إسرافيل فإذا مات الواحد أبدل الله مكانه من الثلاثة وإذا مات من الثلاثة أبدل الله مكانه من الخمسة وإذا مات من الخمسة أبدل الله مكانه من السبعة وإذا مات من السبعة أبدل الله مكانه من الأربعين وإذا مات من الأربعين أبدل الله مكانه من الثلاثمائة وإذا مات من الثلثمائة أبدل الله مكانه من العامة يدفع الله بهم البلاء عن هذه الأمة.

قال اليافعي رضي الله عنه قال بعض العارفين والواحد المذكور في هذا الحديث هو القطب وهو الغوث قال بعضهم لم يذكر رسول الله [صلى الله عليه وسلم ] قلبه في جملة الأنبياء والملائكة لأنه لم يخلق الله في عالم الخلق والأمر أعز وألطف وأشرف من قلبه [صلى الله عليه وسلم] فقلوب الملائكة والأنبياء والأولياء بالإضافة إلى قلبه كإضافة سائر الكواكب إلى الشمس.

ولقد سمعت النجم الأصبهاني رضي الله تعالى عنه خلف مقام إبراهيم الخليل [صلى الله عليه وسلم ] يذكر أن الخضر عليه السلام سأله الله عز وجل أن يقبضه عندما يرفع القرآن.

والظاهر والله أعلم أن القطب وسائر الأولياء المعدودين وغيرهم من الموجودين في ذلك الوقت يطلبون الموت أيضاً حينئذ إذ ليس بعد رفع القرآن تطيب الحياة لأهل الخير بل لا يبقى في الأرض خير.

وما ذكرته من حياة الخضر هو الذي قطع به الأولياء ورجحه الفقهاء والأصوليون وأكثر المحدثين وقد اجتمع به وأخبر عنه من لا يحصى من الصديقين والأولياء في كل زمان بل والله لقد أخبروني أنه اجتمع بي وسألني عن شيء فأجبته ولم أعرفه لأنه لم يعرفه إلا صاحب استعداد ممن شاء الله.

ومبالغة ابن الجوزي في إنكار حياته علو منه إذ هو إنكار للشمس وليس دونها حجاب.

بل كلامه فيه متناقص لأنه روى في حياته أربع روايات بالأسانيد المتصلة عن علي وابن عباس وابن مسعود رضي الله عنهم.

وكذلك إنكاره على أكابر من الصوفية أشياء صدرت عن أحوال لا يعرفها وعلوم لا يدركها ولا يفهمها والعجب منه أنه يحكى عنهم كلمات عظيمة عجيبة يطرز بها كلامه ثم ينكرها عليهم في موضع آخر انتهى كلام اليافعي ملخصاً.

والحديث الذي ذكره إن صح فيه فوائد خفية منها أنه مخالف للعدد السابق قبله وقد يجاب بأن تلك الأعداد اصطلاح بدليل وقوع الخلاف في بعضهم كالأبدال فقد يكونون في ذلك العدد نظروا إلى مراتب عبروا عنها بالأبدال والنقباء والنجباء والأوتاد وغير ذلك مما مر والحديث نظر إلى مراتب أخرى والكل متفقون على وجود تلك الأعداد .

ومنها أنه يقتضى أن الملائكة أفضل من الأنبياء والذي دل عليه كلام أهل السنة والجماعة إلا من شذ منهم أن الأنبياء أفضل من جميع الملائكة.

ومنها أنه يقتضي أن ميكائيل أفضل من جبرائيل والمشهور خلافه وأن إسرافيل أفضل منهما وهو كذلك بالنسبة لميكائيل.

وأما بالنسبة لجبريل ففيه خلاف والأدلة فيه متكافئة فقيل جبريل أفضل لأنه صاحب سر المخصوص بالرسالة إلى الأنبياء والرسل والقائم بخدمتهم وتربيتهم وقيل إسرافيل لأنه صاحب سر الخلائق أجمعين إذ اللوح المحفوظ في جبهته لا يطلع عليه غيره وجبريل وغيره إنما يتلقون ما فيه عنه وهو صاحب الصور القائم ملتقماً له ينتظر الساعة والأمر به لينفخ فيه فيموت كل شيء إلا من استثنى الله ثم بعد أربعين سنة يؤمر بالنفخ فيحيون ثم يبعثون.

واعلم أن هذا الحديث لم أر من خرجه من حفاظ المحدثين الذين يعتمد عليهم لكن وردت أحاديث تؤيد كثيراً مما فيه منها حديث أبي نعيم في الحلية خيار أمتي كل قرن خمسمائة والأبدال أربعون فلا الخمسمائة ينقصون ولا الأبدال كلما مات منهم رجل أبدل الله من الخمسمائة مكانه وأدخله في الأربعين مكانه يعفون عمن ظلمهم ويحسنون لمن أساء إليهم ويتواسون فيما آتاهم الله وهم في الأرض كلها.

ومنها حديث أحمد الأبدال في هذه الأمة ثلاثون رجلاً قلوبهم على قلب إبراهيم خليل الرحمن كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً ولا تخالف بين الحديثين في عدد الأبدال لأن البدل له إطلاقان كما يعلم من الأحاديث الآتية في تخالف علاماتهم وصفاتهم أو أنهم قد يكونون في زمان أربعين وفي آخر ثلاثين لكن يعكر على هذا رواية ولا الأربعون كلما مات رجل الخ

والرواية الآتية وهم أربعون رجلا كلما مات الخ.

ومنها حديث الطبراني أن الأبدال في أمتي ثلاثون بهم تقوم الأرض وبهم يمطرون وبهم ينصرون.

وحديث ابن عساكر أن الأبدال بالشام يكونون وهم أربعون رجلاً بهم تسقون الغيث وبهم تنصرون على أعدائكم يصرف بهم عن أهل الأرض البلاء والغرق.

ومنها حديث الطبراني الأبدال في أهل الشام وبهم تنصرون وبهم ترزقون.

ومنها حديث أحمد الأبدال بالشام وهم أربعون رجلاً كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً تسقون بهم الغيث وتنصرون بهم على الأعداء ويصرف عن أهل الشام بهم العذاب.

ومنها حديث الجلال الذي رواه في كرامات الأولياء ورواه الديلمي أيضاً الأبدال أربعون رجلاً وأربعون امرأة كلما مات رجل أبدل الله مكانه رجلاً كلما مات امرأة بدل الله مكانها امرأة.

ومنها خبر الحاكم عن عطاء مرسلاً الأبدال من الموالي.

ومنها خبر ابن أبي الدنيا مرسلاً علامة أبدال أمتي أنهم لا يلعنون شيئا أبداً ورفعه معضل.

ومنها خبر ابن حبان لا تخلوا الأرض من ثلاثين وثمانين مثل إبراهيم خليل الرحمن بهم تغاثون وبهم ترزقون وبهم تمطرون.

ومنها خبر البيهقي أن أبدال أمتي لم يدخلوا الجنة بأعمالهم ولكن إنما دخلوها برحمة الله وسخاوة الأنفس وسلامة الصدر ورحمة لجميع المسلمين .

ومنها خبر الطبراني في الأوسط لن تخلو الأرض من أربعين رجلاً مثل خليل الرحمن بهم تسقون وبهم تنصرون ما مات منهم أحد إلا أبدل الله مكانه آخر.

ومنها خبر ابن عدي في كامله البدلاء أربعون اثنان وعشرون بالشام وثمانية عشر بالعراق كلما مات منهم أحد أبدل الله مكانه آخر فإذا جاء الأمر قبضوا كلهم فعند ذلك تقوم الساعة.

ومنها خبر أبي نعيم في الحلية أيضا لا يزال الأربعون رجلاً من أمتي قلوبهم على قلب إبراهيم يدفع بهم عن أهل الأرض يقال لهم الأبدال أنهم لم يدركوها بصلاة ولا بصوم ولا بصدقة قال ابن مسعود راويه فبم أدركوها يا رسول الله قال بالسخاء والنصيحة للمسلمين .

ومما جاء في القطب كما قال بعض المحدثين خبر أبي نعيم في الحلية:

أن لله تعالى في كل بدعة كيد بها الإسلام وأهله ولياً صالحاً يذب عنه ويتكلم بعلاماته فاغتنموا حضور تلك المجالس بالذب عن الضعفاء وتوكلوا على الله وكفى بالله وكيلاً.

ومما جاء في جميع من ذكر وغيرهم حديث الترمذي الحكيم وأبي نعيم في كل قرن من أمتي سابقون.

وحديث أبي نعيم لكل قرن من أمتي سابقون والحديث المشهور يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها أمر دينها.

والحديث الذي رواه الشيخان وغيرهما من طرق كثيرة لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون وفي رواية لهما لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس.

وفي أخرى لابن ماجه لا تزال طائفة من أمتي قائمة على الحق قوامة على أمر الله لا يضرها من خالفها وفي أخرى لابن ماجه لا تزال طائفة من أمتي منصورون لا يضرهم خذلان من خذلهم حتى تقوم الساعة.

وفي أخرى لمسلم وأحمد لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم تعالى صل بنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمير تكرمة من الله لهذه الأمة.

(تنبيه) قال يزيد بن هارون الأبدال هم أهل العلم أي النافع الذي هو علم الظاهر والباطن لا علم الظاهر وحده.

وقال الإمام أحمد رضي الله عنه هم إن لم يكونوا أصحاب الحديث فمن هم ومراده بأصحاب الحديث من هو مثله ممن جمع بين علمي الظاهر والباطن وأحاط بالأحكام والحكم والمعارف والمكامن كالأئمة الثلاثة الشافعي ومالك وأبي حنيفة وأحمد ونظرائهم فإن هؤلاء أخيار الأبدال والنجباء والأوتاد.

فاحذر أن تسئ ظنك بأحد من مثل أولئك ويسوّل لك الشيطان ومن استولى عليه ممن لم يهتد بنور العلم أن أئمة الفقهاء والمجتهدين لم يبلغوا تلك المراتب وقد اتفقوا على أن الشافعي رضي الله عنه كان من الأوتاد وفي رواية أنه تقطب قبل موته وكذلك جاء هذا عن بعض تابعيه من الفقهاء كالإمام النووي وغيره.

وروى الخطيب في تاريخ بغداد عن الكناني أنه قال النقباء ثلثمائة والنجباء سبعون والبدلاء أربعون والأخيار سبعة والعمد أربع والغوث واحد فمسكن النقباء المغرب ومسكن النجباء بمصر ومسكن الأبدال الشام والأخيار سياحون في الأرض والعمد في زوايات الأرض ومسكن الغوث مكة فإذا عرضت الحاجة من أمر العامة ابتهل فيها النقباء ثم النجباء ثم الأبدال ثم الأخيار ثم العمد فإن أجيبوا وإلا ابتهل الغوث فلا يتم مسألته حتى تجاب دعوته انتهى.

وفيه تأييد لبعض ما مر ومخالفة له وذلك كله يبين أن تلك الأعداد ترجع إلى الاصطلاحات ولا مشاحة في الاصطلاح .

ولقد وقع لي في هذا المبحث غريبة مع بعض مشايخي هي أني إنما ربيت في حجور بعض أهل هذه الطائفة أعني القوم السالمين من المحذور واللوم فوقر عندي كلامهم لأنه صادف قلبا خالياً فتمكن. فلما قرأت في العلوم الظاهرة وسني نحو أربع عشرة سنة فقرأت مختصر أبي شجاع على شيخنا أبي عبد الله الإمام المجمع على بركته وتنسكه وعلمه الشيخ محمد الجويني بالجامع الأزهر بمصر المحروسة فلازمته مدة وكان عنده حدة فانجر الكلام في مجلسه يوما إلى ذكر القطب والنجباء والنقباء والأبدال وغيرهم ممن مر فبادر الشيخ إلى إنكار ذلك بغلظة وقال هذا كله لا حقيقة له وليس فيه شيء عن النبي [صلى الله عليه وسلم ] فقلت له - وكنت أصغر الحاضرين:-

معاذ الله بل هذا صدق وحق لا مرية فيه لأن أولياء الله أخبروا به وحاشاهم من الكذب وممن نقل ذلك الإمام اليافعي وهو رجل جمع بين العلوم الظاهرة والباطنة فزاد إنكار الشيخ وإغلاظه عليّ فلم يسعني إلا السكوت فسكت وأضمرت أنه لا ينصرني إلا شيخنا شيخ الإسلام والمسلمين وإمام الفقهاء والعارفين أبو يحيى زكريا الأنصاري ،وكان من عادتي أني أقود الشيخ محمد الجويني لأنه كان ضريراً وأذهب أنا وهو إلى شيخنا المذكور أعني شيخ الإسلام زكريا يسلم عليه فذهبت أنا والشيخ محمد الجويني إلى شيخ الإسلام فلما قربنا من محله قلت للشيخ الجويني لا بأس أن أذكر لشيخ الإسلام مسألة القطب ومن دونه وننظر ما عنده فيها.

فلما وصلنا إليه أقبل على الشيخ الجويني وبالغ في إكرامه وسؤال الدعاء منه ثم دعا إلي بدعوات منها اللهم فقهه في الدين وكان كثيراً ما يدعو لي بذلك فلما تم كلام الشيخ وأراد الجويني الانصراف قلت لشيخ الإسلام يا سيدي القطب والأوتاد والنجباء والأبدال وغيرهم ممن يذكره الصوفية هل هم موجودون حقيقة ؟

فقال نعم والله يا ولدي.

فقلت له يا سيدي إن الشيخ وأشرت إلى الشيخ الجويني ينكر ذلك ويبالغ في الرد على من ذكره.

فقال شيخ الإسلام هكذا يا شيخ محمد وكرر ذلك عليه حتى قال له الشيخ محمد يا مولانا شيخ الإسلام آمنت بذلك وصدقت به وقد تبت فقال هذا هو الظن بك يا شيخ محمد وقمنا ولم يعاتبني الجويني على ما صدر مني.

ونظير هذه الواقعة من بعض وجهها ما وقع لي وعمري نحو ثمانية عشر سنة مع بعض مشايخنا أيضا وهو شيخ الإسلام الشمس الدلجي وكان أعطى في العلوم الشرعية والعقلية من متانة التصنيف وقوة السبك ما لم يعطه أحد من أهل زمانه كنا نقرأ عليه ذات يوم في شرح التلخيص للسعد التفتازاني وفي كتاب صنفه الشيخ في أصول الدين فوقع ذكر العارف بالله تعالى عمر بن الفارض رضي الله تعالى عنه في المجلس فبادر الشيخ وقال قاتله الله ما أكفره كيف وكلامه ينطق بالحلول والاتحاد وأما شعره ففي الذروة العليا.

فقلت له من بين الحاضرين حاشاه الله من الكفر ومن الحلول والاتحاد.

فأغلظ الشيخ في الإنكار علي وعليه فأغلظت في جوابه وكان بالشيخ مرض بضيق النفس وكان قد أخبرنا أن له مدة مديدة لا يقدر على وضع جنبه على الأرض ليلاً ولا نهارا فقلت له يا سيدي أنا ألتزم لك إنك إن رجعت عن إنكارك على الشيخ عمر بن الفارض وابن عربي وتابعيهما برئت من هذا الداء العضال فقال هذا لا يصح فقلت صدقوا قولي بالرجوع عن ذلك مدة يسيرة فإن ذهب وإلا فأنتم تعرفون ما ترجعون إليه فقال يمكن أن نجرب.

ثم أظهر لنا الرجوع والتوبة فانصلح حاله وخف مرضه مدة مديدة وكنت أقول له يا سيدي صحت ضمانتي فيضحك ويعجبه ذلك وفي تلك المدة ما سمعنا منه عن هذه الطائفة إلا خيراً ثم عاد فعاد له بعد ذلك المرض بأشد ما كان وأتبعه فأذيق ألم ذلك المرض واستمر يشتد عليه بعد ذلك نحو عشرين سنة حتى مات وهو على حاله.]اهـ


المحور الثالث : طعنه في وإنكاره لما عليه جمهور الأمة من حياة الخضر .

وللرد على هذه الترهات إليكم الآتي :

- يقول ابن كثير في [البداية والنهاية(1/ 328)] :[وأما الخلاف في وجوده إلى زماننا هذا فالجمهور على أنه باق إلى اليوم ، قيل لأنه دفن آدم بعد خروجهم من الطوفان قنالته دعوة أبيه آدم بطول الحياة ، وقيل لأنه شرب من عين الحياة فحيى]اهـ

- يقول الإمام جلال الدين السيوطي في كتابه:[تأييد الحقيقة العلية وتشييد الطريقة الشاذلية](صـ71):[ومما أنكر عليهم-أي على السادة الصوفية - قديما أمر الخضر واجتماعهم به, وحياته. وممن أنكر ذلك ابن الجوزي, وقال: إنه لو كان حياً لاجتمع بالنبي صلى الله عليه وسلم, ولو اجتمع به لورد .وقد رد الناس على من أنكر ذلك. قال ابن الصلاح: الخضر حي عند جماهير العلماء الصالحين, وإنما شذ بإنكاره بعض المحدثين. وقال النووي في شرح مسلم: جمهور العلماء أنه حي موجود بين أظهرنا, وذلك متفق عليه عند الصوفية وأهل الصلاح والمعرفة. انتهى. وألف غير واحد كتباً في ذلك, آخرهم شيخ الإسلام ابن حجر. وقد ورد في عدة أحاديث اجتماعه بالنبي صلى الله عليه وسلم. وعندي أنها وإن كانت ضعيفة فكثرة الطرق والأخبار تقويها, وتعزيته للصحابة عند موت النبي صلى الله عليه وسلم, وقول علي: هذا الخضر, وسكوت الصحابة على ذلك: يكاد يكون إجماعاً.وقصة اجتماعه بعمر بن عبد العزيز إسنادها صحيح .والأخبار في شأنه كثيرة, وقد سقتها في كتاب "حلية الأولياء" وفي التفسير المأثور.]اهـ

- يقول الإمام الحافظ أحمد بن حجر الهيتمي في كتابه :[الفتاوى الحديثية]( صـ 395)[مطلب : ما يدل على حياة الخضر عليه السلام] : [وفي حياة الخضر ما يرد على ابن الجوزي في إنكار حياته على أنه ناقض نفسه فإنه روى بإسناده المتصل أربع روايات تدل على حياته منها عن علي كرم الله وجهه أنه رآه متعلقا بأستار الكعبة. ومنها عن ابن عباس رضي الله عنهما قال ولا أعلمه إلا مرفوعاً عن النبي صلى الله عليه وسلم قال يلتقي الخضر وإلياس في كل عام في الموسم فيحلق كل واحد منهما رأس صاحبه. ومنها عن علي كرم الله وجهه أنه يجتمع مع إسرافيل وجبريل وميكائيل بعرفات والحجيج بها.]اهـ[/align]
[/font]

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من إجرام ابن تيمية في حق سيدنا رسول الله وإخوانه الأنبيا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 13, 2014 11:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 46859
هذا يثبت ان ابن تيميه هو الذى تلقف ما قاله له الشيطان فى حق سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما كتبه ابن تيميه تدليس

وما التدليس الا من فعل الابالسه

اللهم بصرنا بالحق دوما

ولاتحرمنا رؤيه نبيك الكريم صلى الله عليه وسلم

جزاك الله خيرا

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من إجرام ابن تيمية في حق سيدنا رسول الله وإخوانه الأنبيا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 14, 2014 11:55 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة يناير 25, 2013 10:11 pm
مشاركات: 1308
جزاكم الله خيرا

انا فاكر قرات له مرة انه يتفاخر بانه يوجد جنى :D يقوم بالتمثل فى هيئة كهيئته ويقوم بعمل نفس الاشياء التى يعملها وقت ما كان فى السجن...

لا يقول هذا الكلام الا مراهق مفتون ...ولا عجب فالطيور على اشكالها تقع

_________________
أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمد عبده ورسوله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من إجرام ابن تيمية في حق سيدنا رسول الله وإخوانه الأنبيا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 14, 2014 1:07 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

الفاضلان الكريمان :

(حامد الديب) ، (شريف عليان) :

بارك الله فيكما وجزاكما الله خيراً ، وأسعدني مروركما الكريم .

وللأخ الفاضل (شريف عليان) أعرض الجزء الخاص بجني ابن تيمية وهو من مشاركة لمولانا الشريف فضيلة الدكتور محمود حفظه الله

من محتوى الرابط التالي :

viewtopic.php?f=2&t=174&p=568&hilit=%D8%AC%D9%86+%D9%85%D8%A7%D8%B1%D8%AF%D9%8A%D9%86#p568



فضيلة السيد الشريف الدكتور محمود كتب:

6. اعترف ابن تيمية نفسه بأنه كان له جنا يشبهه

فقد قال ابن تيمية فى دقائق تفسيره ( 2 / 142 ) ما نصه " ... كما جرى مثل هذا لي كنت في مصر في قلعتها وجرى مثل هذا إلى كثير من الترك من ناحية المشرق وقال له ذلك الشخص أنا ابن تيمية فلم يشك ذلك الأمير أني أنا هو وأخبر بذلك ملك ماردين وأرسل بذلك ملك ماردين إلى مصر رسولا وكنت في الحبس فاستعظموا ذلك وأنا لم أخرج من الحبس ولكن كان هذا جنيا يحبنا فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاؤوا إلى دمشق كنت أدعوهم إلى الإسلام فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر فعمل معهم مثل ما كنت أعمل وأراد بذلك إكرامي ليظن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك قال لي طائفة من الناس فلم لايجوز أن يكون ملكا قلت لا إن الملك لا يكذب وهذا قد قال أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك ". أ. هـ.

_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من إجرام ابن تيمية في حق سيدنا رسول الله وإخوانه الأنبيا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين إبريل 14, 2014 5:01 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يونيو 12, 2012 10:19 pm
مشاركات: 208
السيد الشريف الدكتور محمود كتب:

6. اعترف ابن تيمية نفسه بأنه كان له جنا يشبهه

فقد قال ابن تيمية فى دقائق تفسيره ( 2 / 142 ) ما نصه " ... كما جرى مثل هذا لي كنت في مصر في قلعتها وجرى مثل هذا إلى كثير من الترك من ناحية المشرق وقال له ذلك الشخص أنا ابن تيمية فلم يشك ذلك الأمير أني أنا هو وأخبر بذلك ملك ماردين وأرسل بذلك ملك ماردين إلى مصر رسولا وكنت في الحبس فاستعظموا ذلك وأنا لم أخرج من الحبس ولكن كان هذا جنيا يحبنا فيصنع بالترك التتر مثل ما كنت أصنع بهم لما جاؤوا إلى دمشق كنت أدعوهم إلى الإسلام فإذا نطق أحدهم بالشهادتين أطعمتهم ما تيسر فعمل معهم مثل ما كنت أعمل وأراد بذلك إكرامي ليظن ذاك أني أنا الذي فعلت ذلك قال لي طائفة من الناس فلم لايجوز أن يكون ملكا قلت لا إن الملك لا يكذب وهذا قد قال أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك ". أ. هـ.
[/quote]

ياسلام شوف الدقة ..ابن تيمية مخاوي جني والشيطان باعتهولو وبيقول من ورعه وشدة علمه : قلت لا إن الملك لا يكذب وهذا قد قال أنا ابن تيمية وهو يعلم أنه كاذب في ذلك ..تخليط حق مع باطل حتى يتمتع بمصداقية بين مريديه فيقولون لك : لقد عرف ابن تيمية الفرق بين الجني والملك وهذه كرامة وفراسة المؤمن والمؤمن يرى بنور الله ..هذا دجل وتخليط ليتم خداع المسلمين واختراق الإسلام بواسطة ابن تيمية ويقوم هو بدوره بزراعة فيروس الاستهانة بالجناب النبوي الشريف والاستهتار بكرامات الصالحين واحتقار تعلق المتصوفين بمشايخهم ومعلميهم بحجة أنه لاواسطة بين العبد وربه و ..و إلى آخره مما أفاض به علينا صاحب الفضيلة الدكتور الشريف صبيح وبصرنا به ..وشكرا للأخ الفاضل سهم النور صاحب الموضوع القيم وللأخ الفاضل حامد الديب لإعادة رفعه للموضوع وصلى الله على سيدنا محمد النبي الهادي إلى طريق الصواب وعلى آله وصحبه وسلم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: من إجرام ابن تيمية في حق سيدنا رسول الله وإخوانه الأنبيا
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 15, 2014 12:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد سبتمبر 18, 2005 12:40 am
مشاركات: 14752
مكان: مصـــــر المحروسة

أعزكم الله أخي الفاضل (Akram300) وبارك الله فيك .

ويسعدني دائماً مروركم الكريم .


_________________
رضينا يا بني الزهرا رضينا
بحبٍ فيكمو يرضي نبينــــا



يا رب

إِن كَانَ لاَ يَرجُوكَ إِلاَّ مُحسِــــنٌ
فَمَن الَّذِى يَدعُو وَيرجو المُجرِمُ


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 6 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط