من كَرَامَاتِ أَبِي الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرِ بْنِ أَنَسٍ رضى الله عنه
أخبرنا جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يَعْقُوبَ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ هَارُونَ الرُّويَانِيُّ، قَالَ: ثنا أَبُو كُرَيْبٍ، قَالَ: ثنا يَحْيَى، عَنْ أَبِي بَكْرٍ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنْ خَيْثَمَةَ، قَالَ: كَانَ أَبُو الدَّرْدَاءٍ يُصْلِحُ قِدْرًا لَهُ، فَوَقَعَتْ عَلَى وَجْهِهَا فَجَعَلَتْ تُسَبِّحُ، فَقَالَ: يَا سَلْمَانُ تَعَالَ اسْمَعْ إِلَى مَا لَمْ يَسْمَعْ أَبُوكَ مِثْلَهُ قَطُّ، قَالَ: فَجَاءَ سَلْمَانُ وَسَكَتَ الصَّوْتُ فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ سَلْمَانُ: لَوْ لَمْ تُسَبِّحْ لَرَأَيْتَ أَوْ لَسَمِعْتَ مِنَ آيَاتِ اللَّهِ الْكُبْرَى
أخبرنا مُحَمَّدُ بْنُ رِزْقَوَيْهِ، أنا أَبُو سَهْلِ بْنُ زِيَادٍ، ثنا عَبْدُ الْكَرِيمِ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ، ثنا جَرِيرٌ، عَنْ غَيْلَانَ الْفَزَارِيِّ، عَنْ أَبِي قُتَيْلَةَ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ اتَّقُوا فِرَاسَةَ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُ حَقٌّ يَجْعَلُهُ اللَّهُ تَعَالَى عَلَى أَبْصَارِهِمْ وَفِي قُلُوبِهِمْ، وَذَكَرَ أَبُو الدَّرْدَاءِ يَوْمَا الْفِتْنَةِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ السَّكُونِ: فَأَيْنَ أَسْيَافُنَا؟ قَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ: إِنِّي أَخَافُ إِنْ أَحْضَرْتُهَا أَنْ تَعْوِرَ عَيْنَكَ وَتَكْسِرَ سِنَّكَ، فَحَضَرَ السَّكُونِيُّ يَوْمَ صِفِّينَ فَتَعَوَّرَتْ عَيْنُهُ وَكُسِرَتْ سِنُّهُ، فَقَالَ: يَغْفِرُ اللَّهُ لِأَبِي الدَّرْدَاءِ، وَاحِدَةٌ كَانَتْ تَكْفِينِي، وَقَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي غُضَيْفِ بْنِ الْحَارِثِ نِعْمَ الْفَتَى غُضَيْفٌ تَفَرَّسَ فِيهِ الْخَيْرَ
أخبرنا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ يَعْقُوبَ، قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَلَدِيُّ، قَالَ: ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثنا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَيْسٍ الْأَسَدِيِّ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ غِبْطَةَ، قَالَ: دَخَلَ سَلْمَانُ عَلَى صَدِيقٍ لَهُ وَهُوَ فِي الْمَوْتِ فَقَالَ: يَا مَلَكَ الْمَوْتِ ارْفُقْ بِأَخِي، فَأَجَابَهُ مِنْ نَاحِيَةِ الْبَيْتِ: إِنِّي بِكُلِّ مُؤْمِنٍ رَفِيقٌ
مِنْ كَرَامَاتِ سُفْيَانَ بْنِ سَعِيدٍ الثَّوْرِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَلِيٍّ قَالَ: أنا يُوسُفُ بْنُ عُمَرَ قَالَ: قُرِئَ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ الْمِصْرِيِّ وَأَنَا أَسْمَعُ حَدَّثَكُمْ يُوسُفُ بْنُ مُوسَى قَالَ: ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خُبَيْقٍ الْأَنْطَاكِيُّ قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ السِّجِسْتَانِيُّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي عَبَّادٍ الْمَكِّيِّ، قَالَ: قَدِمَ عَلَيْنَا مِنْ هَرَاةَ شَيْخٌ صَدُوقٌ، قَالَ: دَخَلْتُ زَمْزَمَ، فَإِذَا بِشَيْخٍ يَنْزِعُ الدَّلْوَ الَّذِي يَلِي الرُّكْنَ، فَلَمَّا شَرِبَ أَدْخَلَ الدَّلْوَ فَأَخَذْتُ فَضْلَتَهُ فَشَرِبْتُهَا فَإِذَا بِسَوِيقِ لَوْزٍ لَمْ أَذُقْ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا الشَّيْخُ قَدْ ذَهَبَ، ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ فِي السَّحَرِ فَجَلَسْتُ إِلَى بِئْرِ زَمْزَمَ، فَإِذَا الشَّيْخُ قَدْ دَخَلَ مِنْ بَابِ زَمْزَمَ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَأَتَى الْبِئْرَ فَنَزَعَ بِالدَّلْوِ فَأَخَذْتُ فَضْلَتَهُ فَشَرِبْتُ فَإِذَا مَاءٌ مَضْرُوبٌ بِعَسَلٍ لَمْ أَذُقْ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ [ص:227]، ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا الشَّيْخُ قَدْ ذَهَبَ، ثُمَّ عُدْتُ مِنَ الْغَدِ فِي السَّحَرِ فَجَلَسْتُ إِلَى بِئْرِ زَمْزَمَ، فَإِذَا الشَّيْخُ قَدْ دَخَلَ مِنْ بَابِ زَمْزَمَ قَدْ سَدَلَ ثَوْبَهُ عَلَى وَجْهِهِ فَأَتَى الْبِئْرَ فَنَزَعَ بِالدَّلْوِ فَأَخَذْتُ مِلْحَفَتَهُ فَلَفَفْتُهَا عَلَى يَدَيَّ وَأَخَذْتُ فَضْلَتَهُ فَشَرِبْتُهُ، فَإِذَا لَبَنٌ مَضْرُوبٌ بِالسَّكَّرِ لَمْ أَذُقْ قَطُّ أَطْيَبَ مِنْهُ، فَقُلْتُ: أَيَا شَيْخُ بِحَقِّ هَذِهِ الْبِنْيَةِ عَلَيْكَ مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: تَكْتُمُ عَلَيَّ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: حَتَّى أَمُوتَ؟ قُلْتُ: نَعَمْ قَالَ: أَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ
أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْخَلِيلِ قَالَ: ثنا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا نَصْرٍ أَحْمَدَ بْنَ سَهْلِ بْنِ حَمْدَوَيْهِ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِيَّ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدَةَ النَّجَّارَ، يَقُولُ: سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدَ بْنَ أَحْمَدَ بْنِ حَفْصٍ يَقُولُ: كُنْتُ بِالْبَصْرَةِ فِي مَجْلِسِ عَارِمِ بْنِ الْفَضْلِ وَمَعَنَا أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ، فَقَالَ لِي أَحْمَدُ بْنُ شَبُّوَيْهِ: أُفِيدُكَ فَائِدَةً حَسَنَةً تُرِيدُهَا؟ قُلْتُ: نَعَمْ [ص:228] فَأَقْبَلَ عَلَى عَارِمٍ، فَقَالَ: يَا أَبَا النُّعْمَانِ كَيْفَ كَانَ قِصَّةُ الطَّيْرِ وَسُفْيَانُ الثَّوْرِيِّ؟ فَقَالَ: نَعَمْ نَعَمْ، فَأَوْمَأَ بِرَأْسِهِ وَأَوْمَأَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ بِرَأْسِهِ وَأَوْمَأَ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدَةَ بِرَأْسِهِ وَأَوْمَأَ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ بِرَأْسِهِ، فَقَالَ: كَانَ قَدِمَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ هَاهُنَا الْبَصْرَةَ فَارًّا مِنَ الْقَوْمِ فَاسْتَخْفَى فِي بَعْضِ بُيُوتِ أَصْحَابِنَا وَكَانَ لِابْنِ صَاحِبِ الْمَنْزِلِ طَيْرٌ يَلْعَبُ بِهِ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ يَوْمًا: إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً قَالَ: مَا هِيَ؟ قَالَ: أُحِبُّ أَنْ تَسْتَوْهِبَ هَذَا الطَّيْرَ مِنْ أَبِيكِ وَتَهَبَهُ لِي قَالَ: نَعَمْ فَاسْتَوْهَبَ ذَلِكَ الطَّيْرَ مِنْ أَبِيهِ فَوَهَبَهُ لِسُفْيَانَ فَقَبَضَهُ سُفْيَانُ فَأَطَارَهُ، فَطَارَ وَخَرَجَ مِنَ الْكُوَّةِ، فَكَانَ ذَلِكَ دَأَبَهُ يَسْرَحُ بِالنَّهَارِ، أَمَرَهُ فَخَرَجُوا إِلَى جَنَازَتِهِ بَشَرٌ كَثِيرٌ، فَلَمَّا صَلَّوْا عَلَيْهِ وَدَفَنُوهُ وَأُهِيلَ عَلَيْهِ التُّرَابُ، وَانْصَرَفَ النَّاسُ، وَيَأْتِي ذَلِكَ الطَّيْرُ حَتَّى قَعَدَ عَلَى قَبْرِ سُفْيَانَ كَئِيبًا حَزِينًا، ثُمَّ طَارَ فَذَهَبَ، فَكَانَ ذَلِكَ دَأَبَهُ كُلَّ يَوْمٍ حَتَّى مَاتَ ذَلِكَ الطَّيْرُ فَعَمَدَ صَاحِبُهُ فَدَفَنَهُ إِلَى جَنْبِ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَوْمَأَ الشَّيْخُ بِرَأْسِهِ
_________________ مدد ياسيدى يارسول الله مدديااهل العباءة .. مدد يااهل بيت النبوة اللهم ارزقنا رؤية سيدنا رسول الله فى كل لمحة ونفس
|