هل يُضَحِّى «البيت الأبيض» بالإخوان؟!
20 ابريل 2013
كتب : هاني عبد الله
كان الأسبوع الماضي عصيباً على الرجل.. مؤلما.. موجعا.. يقطر بخيبة أمل ، وإن كابر وعاند!.. فضابط الاستخبارات الأمريكي، الذي كان الربط بين «الولايات المتحدة» وقوى «الإسلام السياسي» في الشرق الأوسط، هو ثمرة تحليلاته و(حلم عمره).. بدأت تتسلل إليه مشاعر الإحباط، واليأس!
فعلى مدار 13 عاما- مثلت الفارق الزمني بين صياغته لأفكاره وتحويلها إلى واقع ملموس - كان أن وضع الرجل «نقطة نهاية الجملة» فى برنامجه الذى أداره داخل الـ CIA .. ليكتب مقالا حاد اللغة والتوصيفات- قبل 7 أيام - بـ«Asia times» لم يخف خلاله خطأ تقديره فى إمكانية تحول قوى «الإسلام السياسي» فى مصر نحو الديمقراطية!..
لكن كيف بدأت القصة، وكيف يمكن لها أن تنتهى؟! .. ربما، تكشفها السطور التالية.
[1]
عقب أحداث 11 سبتمبر مباشرة، كان أن استدعى «البيت الأبيض»، ضابطا كبيرا بالمخابرات الأمريكية و(خبيراً) بشئون الشرق الأوسط و«الإسلام السياسي» هو إيميل نخلة «Emile Nakhlah» لمعرفة موقف العالم الإسلامي من الأحداث.وجاء رد «نخلة»- إجمالاً- كالآتي:
(عن أي مجتمع إسلامي تريدوني أن أتحدث يا سادة؟.. هل عن مصر أم السعودية أم إندونسيا أم ماذا؟!.. فالواقع أنه ليس ثمة عالم إسلامي واحد.. هناك أكثر من عالم إسلامي.. وكل منهم يجب أن يتم التعامل معه باستراتيجية مختلفة.. ومن هنا أرى ضرورة الارتباط بالقوى الإسلامية الصاعدة فى هذه البلاد.وكان السؤال الثاني: ولماذا ترى أن هذا الأمر ضروري؟
فتابع نخلة:
(أقول لكم يا سادة - ببساطة- لأن هذا يخدم اهتماماتنا القومية.. فنحن لا نرتبط بالعالم الإسلامي لأننا لطفاء، أو أننا نحب المسلمين.. نحن نرتبط بالعالم الإسلامي لأننا نحتاج هذا الارتباط.. فهناك قوى إسلامية صاعدة تؤثر فى مليار ونصف المليار مسلم.. والحقيقة، أننا مستعدون لهذا الارتباط فى الوقت الحالى «عسكريا - اقتصاديا - ثقافيا - تعليميا - تجاريا»..
والواقع يقول إننا منغمسون فى هذه البلاد.. فنحن نحارب فى بلدين منها.. ولدينا قواتنا المنتشرة على حدود العشرات من هذه الدول.. ولدينا علاقاتنا الاقتصادية والتجارية معهم.. ومن ثم عليهم أن يدركوا أننا لا نحاربهم، بل نصنع لهم «مشروعاً للنهضة».
واهتمامنا بالعالم الإسلامي لا علاقة له بالإسلام، فلا علاقة لنا بـ: كم هى عدد الصلوات التى يؤديها المسلم فى اليوم.. ولا كم هى عدد المرات التى يذهب خلالها للجامع.. نحن نهتم فى الـ« CIA» بمن يستخدمون «الدين» لتحقيق أهداف سياسية.. سواء أكانوا أحزابا أم جماعات أم تنظيمات.. وسواء أكان ما يفعلونه قانونيا أم «غير قانونى».. فكيف لنا أن نتحدث عن مصر -على سبيل المثال - دون أن نرتبط بالإخوان؟!
وكان هذا اللقاء إيذانا ببدء تنامى «البرنامج» الذى كان يديره «نخلة» داخل المخابرات الأمريكية.. حتى إن ضابطا متشددا مثل « Reuel Marc Grechet» تمادى فى الأمر أكثر، وطالب الولايات المتحدة - صراحة - بدعم التشدد السني والشيعي، على السواء، فى الشرق الأوسط، إذ إن مستقبل المنطقة- على حد تعبيره- بات مرهونا باليمين الإسلامي.. وهذا اليمين يجب أن يكون الحليف الأمريكي فى الديمقراطية «المحتملة» بالشرق الأوسط!