جماعة شباب محمد
تسمى أدبيات الإخوان المسلمين أنشقاق عدد من اعضاء الجماعة وتأسيس جماعة جديدة باسم شباب محمد عنهم فى 1940 بالفتنة
فلم تكن أزمة انشقاق جماعة شباب محمد هى الأولى فى تاريخ جماعة الإخوان المسلمين،فمن قبلها ثارت أزمة بسبب قبول حسن البنا مؤسس الجماعة من البارون "دى بنوا" مدير شركة قناة السويس،500 جنيه كتبرع لانشاء مسجد،وهو ما اثار لغطا داخل الجماعة نتيجة قبول تبرعا من "المستعمرين".
ووفقا لرواية الإخوان للتاريخ :
"فقد جاء رد حسن البنا" على هذه الأقاويل حاسماً:
إن هذا مالنا لا مال الخواجات, والقناة قناتنا, والبحر بحرنا, والأرض أرضنا, وهؤلاء غاصبون في غفلة من الزمن.. وشاء الله ـ جلت حكمته ـ أن يكون بناء المسجد قد تم, فوضع التبرع في دار الإخوان المسلمين التي بنيت فوق المسجد, فسكنت الشائعات وهدأت النفوس بعض الوقت!".
كان المال والعلاقة المترددة بالسلطة والفهم الخاص بأسلوب الحركة الدعوية "الجهاد أم التدرج البطىء فى الدعوة".،هى محور عدد كبير من الانشقاقات فى تاريخ الجماعة.
ثم كانت الفتنة الأولى التى يرويها محمود عبد العليم فى كتابه"الإخوان المسلمون..أحداث صنعت تاريخ":
"ففى عام 1937 اعترض بعض اعضاء الجماعة على مسلك الحركة إزاء بعض القضايا، وكان لهم وجهة نظر مخالفة تمام المخالفة لمنهج الإخوان, وهم الأستاذ محمد عزت حسنى وأحمد رفعت وصديق أمين وحسن السيد عثمان ؛ حيث رأوا أن تتعامل الدعوة بالشدة مع الحكومة والنساء اللائي يخرجن سافرات بدلاً من اللين والدعوة بالحسنى, وأن يتوجه عدد من الإخوان للمشاركة فى الجهاد فى فلسطين, غير أن الأمور لم تكن تسير بهذه الطريقة، خاصةً أن الدعوة فى مرحلة التعريف بها, وأن الأمور لا تؤخذ بالشدة فى كل الأحيان.
فما كان من هؤلاء النفر إلا أن أعلنوا عصيانهم وابتعدوا عن الجماعة وكان من نتائج هذه الفتنة أن خرجوا من الجماعة ومعها مجلة الإخوان المسلمين".
فى مايو 1938 صدر العدد الأول من مجلة النذير،على يد محمود أبو زيد عثمان المحامى"مدير وصاحب امتياز المجلة"،وبرئاسة تحرير صالح عشماوى،وفى افتتاحية العدد أعلن البنا أنه وجماعته انهما سينتقلان من "دعوة الكلام وحده إلى دعوة الكلام المصحوب بالنضال والأعمال".
"ويوضح البنا فى الافتتاحية موقف القوى السياسية من الجماعة "ستخاصمون هؤلاء جميعا فى الحكم،وخارجه خصومة شديدة وخارجه خصومة شديدة لديدة إن لم يستجيبوا لكم ويتخذوا تعاليم الإسلام منهاجاً".
وعن الدخول فى معراج السياسة يقول" ولسنا في ذلك نخالف خطتنا أو ننحرف عن طريقتنا أو نغير مسلكنا بالتدخل في السياسة” كما يقول الذين لا يعلمون ولكنا بذلك ننتقل خطوة ثانية في طريقتنا الإسلامية وخطتنا المحمدية ومنهاجنا القرآني ولا ذنب لنا أن تكون السياسة جزءاً من الدين وأن يشمل الإسلام الحاكمين والمحكومين"و" ولينصرن الله من ينصره ولا أقول لكم إلا كما قال إبراهيم من قبل”فمن تبعني فإنه مني ومن عصاني فإنك غفور رحيم”.
وينهي البنا افتتاحيته " إن لنا في جلالة الملك المسلم أيده الله أملاً محققاً وفي الشعب المصري الذي صقلته الحوادث ونبهته التجارب ".