بنفس الفكر ولذات الأهداف وتقريباً بتطابق في الوسائل والأساليب تسير الخطة الدجالية عبر العصور .
وإن اختلفت الشخوص والأعيان وتباينت الأمصار والبلدان .
فمن رحم المؤامرات والدسائس خرجت إلى الوجود أفكار وتنظيمات عديدة منها ما علا نجمه لعنان السماء ومنها ما خبا بريقه بين عشية وضحاها .
ولكن كان لجماعتين بينهما كل الشبه في ظروف التكوين والنشأة وأدوات الانتشار وذات الوسائل ؛ كان لهما أبلغ الأثر في ماضي الأمة وحاضرها .
أولاهما عرفت واشتهرت عبر التاريخ باسم : جماعة الحشاشين .
والثانية والتي أخرجتها حكومة العالم الموحد ومَن ورائها بعدها بقرون عديدة عرفت باسم : الإخوان المسلمين .
ولعل من أعاجيب الصدف - إن سلمنا أن هذه صدفة من الأساس - أن كلاً ممن أسس وقام على هاتين الجماعتين تسمى باسم واحد وهو "حسن" .
فالأول عرف واشتهر بحسن الصبّاح ، والثاني عرف واشتهر كذلك بحسن ، ولكن حسن البنا .
ولم تكن هذه هي المشابهة الوحيدة بين هاتين الجماعتين ، بل كما سبقت الإشارة تعددت أوجه الشبه وإن تباعدت الأزمنة واختلفت البيئات التي نشأت وانتشرت كلا الحركتين فيهما .
وكيف لا تتعدد أوجه الشبه بل وتتطابق كذلك ؟!
فاليد التي زرعت وغرست هذه الأجسام الغريبة في جسد الأمة هي ذات اليد .
تلك حكاية أو حكايات تتابعت فصولها منذ قرون ، وإن كان قدر لأبناء هذا الزمان أن يكونوا من مشاهدي فصولها الأخيرة ، فلا أقل من محاولة متواضعة لرصد وتتبع تاريخي لعل من خلاله على إيجازه واختصاره يكون فيه ومضة من ومضات ما يفرق به بين الحق والباطل .
والله هو المرجو والموفق والمعين .
يتبع إن شاء الله .