[align=center]عقيدتهم في الأسماء والصفات [/align]
قال الله تعالى: ( فأمَا الزّبدُ فيذهبُ جُفَاءً وأما ما ينفعُ الناسَ فيَمْكُثُ في الأرض). مرّ سابقا منهج الوهابية مع المخالفين لهم في المنهج وأنهم يعتقدون كفر كل من خالف منهجهم. وفي هذا الباب أيضا فمن لم يتعقد ما سأنقله فهو مبتدع معطل ,فالوهابية في هذا الباب تجسِّم والتشبه المولى عز وجل بخلقه-تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا-, وسيأتي النقل الواضح, ومدحهم لكتب التجسيم, وننقل منها أيضا لكي نعلم بما ينصحون, وماذا يطالعون. وقبل الشروع في نقل معتقدهم نذكر مقدمة في الأسماء والصفات على معتقد أهل السنة, لكي تكون على اطلاع وعلم على من أنكروا؟؟ - الصفات جمع صفة ويراد بها الحلية قال ابن منظور الإفريقي في لسان العرب "وصف الشيء له وعليه وصفا وصفة وحلاه والهاء عوض من الواو وقيل الوصف المصدر والصفة الحلية ...)) ويراد بها عند النحويين النعت نحو ضارب اسم فاعل واسم مفعول نحو مضروب ونحوه عند الفيروز آبادي في القاموس وصفه يصفه وصفا وصفة :نعته فاتصف هذا التعريف اللغوي. - أما الاصطلاحي فقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري الشافعي في الحدود الأنيقة (( الصفة :الأمارة القائمة بذات الموصوف الوصف المعنى القائم بذات الموصوف)) وقال الشيخ الباجوري في شرح السنوسية " تطلق الصفة على المعنى الوجودي القائم بالموصوف وعلى ما ليس بذات " من المعلوم من الدين بالضرورة أن المولى عز وجل متصف بصفات الكمال ,التي هي القدرة والسمع ,والبصر, والإرادة, والكلام,والعلم, والحياة,المسماة عند أرباب الكلام صفات المعاني, وأنه غني عن المحل والمخصص, وانه واحد في ذاته وصفاته وأفعاله, وموجد بلا علة لا يربطه زمان ولا مكان, كان ولا مكان وهو الآن على ما عليه كان, وأنه سبحانه لو لم يتصف بهذه الصفات لتصف بضدها ,وهذا محال لأنها نقص , ولو قلنا بحدوثها – أي الصفات- لقلنا بحلول الحوادث في ذاته سبحانه,ومن لا يخلو من الحوادث فهو حادث , وانه سبحانه قديم بلا ابتداء ,دائم بلا انتهاء, قال تعالى ((هو الأول وهو الآخر))أي لم يسبق بأولية بل الأولوية المطلقة لله وحده لا يشاركه فيها أحد بدلالة النقل والعقل, لذا ولخطورة المقام قال الإمام أبو حنيفة النعمان رضي الله عنه " من قال بحدوث صفة أو شك أو توقف فهو كافر ", لأن القول بحدوثها يدل على أن الذات العلية لم تكن موصوفة بصفات ثم اتصفت بها, وهذا المعنى محال على الله ,لأن ذلك يعني أن الذات العلية حادثة, تعالى الله عن كل نقص علوا كبيرا ,مخالف للحوادث كما قال شارح أم البراهين "أجمعت الأمة على أن الله تعالى مخالف للحوادث في ذاته وصفاته وأفعاله" ص12. ومما يستدل به أهل الحق على نفي المثلية والمشابهة على المولى جل وعز, قوله سبحانه "ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فالنفي دخل على النكرة ,فهي من أبلغ صيغ العموم, أي لا يشبه شيء ولو بوجه من الوجوه, أما من العقل فاعلم أن الممكنات على قسمين, أعيان وأعراض, أما القسم الأول التي هي الأعيان ,فهي ما لها قيام بذاتها وتحيز ,وهي على قسمين, جسم وجوهر, فالجسم هو ما تركب من جوهرين فصاعدا ,والجوهر غير مركب فهو الجزء الذي لا يتجزأ لتناهيه في القلة, أما الأعراض ما ليس لها قيام بذاتها بل بغيرها أي بالأجسام والجواهر ,مثل الحركة والسكون والألوان والروائح وغير ذلك فكل من الأعيان والأعراض حادث والمولى جل وعز مخالف لذلك كله فلو جاز مشابهته لخلقه لكان مثلهم يجوز ما يجوز عليهم ولما كان إلها بل لكان حادثا تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا. أما المجسمة الوهابية فلقد وصفت المولى عز وجل بصفة البشر ,القعود والجلوس والانفصال والجوارح وهذا مزلق عظيم لمن فهم معناه, لذا تجد علماؤنا يتشددون في مثل هذا, بل تجدهم يطلقون الكفر على القائل بالجوارح والأعضاء ,قال الطاحوي في عقيدته المشهور "من وصف الله بمعنى من معاني البشر فقد كفر " ,ومن معاني البشر الجلوس والقعود والانفصال والإتصال والجهة والحيز, فالطحاوي من السلف كان ينزه الله عن الحوادث فما أبعد الوهابية عن السلف, فالسلف معروف عن أغلبهم أنهم لم يسألوا عن هذه الألفاظ أهي صفات فعل أم ذات, بل اتفقوا بتفويض المراد منه ونفي الكيفية, والمعروف عن بعضهم التأويل أمثال ابن عباس وعائشة وأم سلمة ومجاهد وقتادة رضي الله عنهم وعلي عليه السلام و الضحاك وأبو عبيدة وغيرهم الكثير, والوهابية قالت بإمرار الصفات على ظاهرها بالمعنى المتبادر؟ و على حقيقته؟ وهنا أصل الخلط والخبط, من قال بالحقيقة والمعنى من السلف. بل المعروف حتى عن الإمام أحمد الإمرار بلا كيف ولا معنى كما نقلها الخلال ..و قام قائم الوهابية بين إنكار وتأويل لنص الإمام أحمد والله أولى بالتنزيه فنزهو الإمام من التفويض-زعموا-وأساء علماؤهم إلى ربهم والله أحق وأولى. وبعد هذه المقدمة الملخصة لابد لنا أن نعرف ما المقصود من التأويل والتفويض: التفويض: إن غالب السلف لم يشتغلوا بإيراد معاني لهذه النصوص المتشابهة ولم يقولوا أنها صفة فعل أو صفة ذات أو غير ذلك ,بل نزهوا الله عن سمات المخلوقين وتبددت لهم ظواهر النصوص مع قوله تعالى "ليس كمثله شيء " وهذا منهج السلف ولا عبرة بمن أنكر هذا المذهب فالمطلوب أن يبين لنا لماذا ليس هو مذهب السلف أما الإدعاء فهو خدمة الجهال, وكم روي التفويض عن الأئمة وهو تأويل إجمالي أي صرف المعنى عن ظاهره بدون تعين المعنى المراد, قالوا نحن لسنا مطالبين بتعيين معان لها ولذا قيل مذهب السلف أسلم.
منهج التفويض: قال ابن حجر "وهذا مستند السلف قاطبة في الأخذ بما ثبت عندهم من آيات القرآن والأحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيما يتعلق بهذا الباب فآمنوا بالمحكم من ذلك وفوضوا أمر المتشابه منه إلى ربهم "
نصوص التفويض: قال البيهقي في الأسماء والصفات ص407 "فأما الاستواء فالمتقدمون من أصحابنا رضي الله عنهم كانوا لا يفسرونه ولا يتكلمون فيه كنحو مذهبهم في أمثال ذلك " وقال في موضع آخر " سئل الأوزاعي ومالك وسفيان الثوري والليث بن سعد عن هذه الأحاديث التي جاءت في التشبيه فقالوا: أمروها كما جاءت بلا كيف" ونقل أيضا عن الإمامين الجليلين مالك وأحمد رحمهما الله تعالى التفويض أما مالك فقصة الاستواء المشهورة عندما دخل عليه رجل فقال الرجل لمالك الرحمن على العرش استوى كيف استوى فأطرق مالك وأخذته الرحضاء ثم رفع رأسه فقال الرحمن على العرش استوى كما وصف نفسه ولا يقال عنه كيف وكيف عنه مرفوع وأنت رجل سوء صاحب بدعة أخرجوه قال فأخرج الرجل وهذه رواية عبد الله بن وهب
الدليل على نفي الكيفية : الكيفية توهم أن الله ذي طول وعرض وعمق ..الخ من صفات الحوادث والله خارج عن جميع هذه المعاني, ولا تنزيه لمن قال أثبت الكيفية وانفي ان تكون معلومة فقط؟, قال الإمام أبو سليمان الخطابي " فإن الصورة تقتضي الكيفية وهي عن الله وعن صفاته منفية ", وبعد هذا نجد من يدافع على عقيدة البلكفة التي أتت بالعار على أصحابها يفوضون الزندقة إلى ربهم ويظنون أنهم أصابوا التنزيه ؟؟ (إن معنى قولنا "بدون كيف" ليس نفي معناه أن لا نعتقد لها كيفية بل نعتقد لها كيفية ولكن المنفي علمنا بالكيفية ) شرح الواسطية للعثيمين "1/99", فهاهي عقيدة البلكفة متأصلة تأصلا حقيقيا لا مجال لشك فيه, فإنهم يعتقدون أن لله تعالى كيفية ,ولكن نحن نجهلها, ولا تنزيه فيه لما عُلم أن الله منزه عن الكيفية والحيثية والأينية من النقل كما سبق . وقال الإمام أحمد" استوى كما أخبر لا كما يخطر للبشر " تفويض واضح وكذا روي عنه من طريق الخلال "أمروها كما جاءت بلا كيف ولا معنى" تفويض أيضا. قال الإمام الشافعي رضي الله عنه "آمنت بما جاء عن الله على مراد الله و بما جاء عن رسول على مراد رسول الله " وهو أوضح دلالات التفويض . فهؤلاء سلف وهذه نصوص التفويض عنهم, وهم منزهون ولله الحمد ,أما الوهابية فلا قصد من التفويض عندهم إلا الكيفية, وهي عن الله منفية ,كما علمنا, فعقيدة السلف تأويل إجمالي واقتصرنا على هذه النصوص خشية الإطالة والإملال وكفانا بهؤلاء الأئمة قولا ودليلا.
* التأويل: - قال الإمام الآمدي "هو حمل اللفظ على غير مدلوله الظاهر منه مع احتماله له " - وقال الجويني في البرهان "1/243" (إن الرجل إذا قال :رأيت أسدا فقد يعني السبع المعروف وقد يعني به رجلا هجوما مقداما فهذا مساغ لا ينافيه الجد ولكنه تأويل " فالأول تعريف وثاني مثال وتقريب وتوضيح للتعريف إذا فتأويل كل ما صرف عن ظاهره إلى معنى يحتمله ولا يكون إلا بدليل قطعي " لكن الظاهر لا يترك إلا بدليل" هنا يعلم أن التأويل يدخل الألفاظ المتشابهة ويدخل ظاهر النص لا النص بحد ذاته. ومن أمثلة ذلك: قال الله تعالى " نسوا الله فنسيهم " فإن هذا اللفظ من حيث الظاهر مشكل ففيه إثبات النسيان لله تعالى فهل نقول إن لله صفة هي النسيان, أم نقول نسيان لا كنسياننا ,فكله تشبيه, والوهابية فرت من إثبات النسيان واضطرت إلى التأويل, مع قولها أن التأويل, لا يجوز؟ فهل تثبت النسيان وتريح نفسها ,من التناقض المستهجن أم ماذا؟؟ وهنالك آيات من هذا القبيل التي ظاهرها يثبت الجوارح والأعضاء ,فنحن نعلم أن ظاهر هذا اللفظ غير المراد, وهو محتمل للتأويل ويزداد وضوحا عند رده إلى المحكم "ليس كمثله شيء" وقوله "هل تعلم له سميا" وهذه النصوص تؤكد ثبوت التأويل من حيث رد المتشابه إلى المحكم لأنها تصرف اللفظ عن ظاهره وكما أسلفنا فهذا تأويل إجمالي ففهم ولا تنكر. مثال :الألفاظ التي ظاهرها إثبات الجارحة ( يد الله فوق أيديهم ) فظاهر النص أن لله يد جارحة فهل نقول أن لله يد جارحة أم نضطر إلى تعيين معنى آخر لها إذا فاليد في لغة العرب إما أن تكون جارحة وإما أن تكون النعمة أو القدرة أو غير ذلك فالمعنى يتغير على حسب مفهوم النص . والسادة الأشاعرة لم يؤولوا الصفات الثابت بدلالة النقلية القاطعة التي لا يحيل العقل إثباتها مثل السمع والبصر والكلام والقدرة... ولم يقولوا أيضا أن التأويل يطرأ على النص في حد ذاته بل قالوا التأويل يدخل ظاهر النص قال الغزالي في المستصفى 196 ((اعلم أنا بينا أن اللفظ الدال الذي ليس بمجمل إما أن يكون نصا وإما أن يكون ظاهرا والنص هو الذي لا يحتمل التأويل والظاهر هو الذي يحتمل التأويل )) أهـ وبهذا ينتهي تمويه الوهابية أن الأشاعرة عطلوا النصوص ,بل هذا القول ينحار عليهم , لأنهم عينوا معنى غير لائق بالله, ولم يذكره المولى عز وجل, فلقد أولوا قوله تعالى (الرحمن على العرش استوى) علا واستقر, أما الأول فحق أما الثاني فسيأتي الرد عليه في موضعه ,والعلو علو المكانة لا علو المكان, و هو الذي قصده الأئمة رضوان الله عليهم, أمثال البخاري ومسلم وأحمد وغيرهم ,لأنه محال على الله أن يحل في مكان لما علمنا أن الله مخالف للحوادث وذلك راجع لعدم اتصافه بها ومخلفته لها-أي الحوادث- وسيأتي الدليل على قولنا أن الله بلا مكان من الكتاب والسنة والإجماع.
* ثبوت التأويل التفصيلي: إن التأويل التفصيلي ثابت عن السلف ومن ادعى غير ذلك فقد كابر, والنقول تكذبه ويا ليت المخالف أتى بأدلة نقلية كما أتى خصمه بأدلة نقلية وقد قيل " إذا كنت مدعيا فالدليل وإن كنت ناقلا فالصحة " وهذا غير محقق لهم إلا الطعن في الروايات بالباطل وتكذبيها. أورد الحافظ ابن حجر في كتابه فتح الباري التأويل على ابن عباس وأبو موسى الأشعري وابن فورك والخطابي وكل هذه النقول صحيحة لما التزمه في مقدمة الفتح, واشترط أن يورد الحسن فما فوق, وإن كان ضعيفا نبه عليه ,وناهيك عن ابن حجر في التصحيح والتضعيف, إذ لا عبرة ببعض الغلامان الذين ضعفوا هذه الآثار بغير حجة, والله حسيبهم إن كان الذي فعلوه طلبا للجاه, الذي سلبوه من النبي صلى الله عليه آله وسلم أو مالا لكي يشبعوا بطونهم ؟ 1- عبد الله ابن عباس رضي الله عنهما ترجمان القرآن: لقد أثنى النبي صلى الله عليه وآله وسلم على ابن عباس رضي الله عنهما ودعا له بأن يعلمه التأويل " اللهم فقهه في الدين وعلمه التأويل" وفي رواية ابن ماجه "اللهم علمه الحكمة وتأويل الكتاب" قال ابن الجوزي في كتاب المجالس ص13بعد أن أورد سبب قول النبي صلى الله عليه وسلم هذا الدعاء لابن عباس رضي الله عنهما ( فلا يخلو إما أن يكون الرسول أراد أن يدعو له أو عليه فلا بد أن تقول أراد الدعاء له لا الدعاء عليه ولو كان التأويل محظورا لكان هذا الدعاء عليه لا له ثم أقول لا يخلو إما أن تقول إن الدعاء الرسول ليس مستجابا فليس بصحيح وإن قلت إنه مستجاب فقد تركت مذهبك وبطل قولك إنهم ما كانوا يقولون بالتأويل وكيف والله يقول ((وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون ءامنا به)) وقال ((آلم )) أنا الله أعلم ..إلى غير ذلك من المتشابه )) أهـ العلامة ابن الجوزي أ – (( يوم يكشف عن ساق )) قال عن شدة أمر والعرب تقول قامت الحرب على ساق إذا اشتدت ومنه: قد سن أصحابك ضرب الأعناق وقامت الحرب بنا على ساق ب- ((فاليوم ننساهم كما نسوا لقاء يومهم هذا )) أولها بالترك جـ - (( والسماء بنيناها بأييد وإنا لموسعون )) بقوة 2- مجاهد تلميذ ترجمان القرآن : -(( فأينما تولوا فثم وجه الله )) قال قبلة الله فأينما كنت في المشرق أو في المغرب فلا توجهن إلا إليها 3- الإمام مالك بن أنس رضي الله عنه " أنه سئل (إن الله ينزل في الليل إلى السماء الدنيا ) فقال مالك ينزل أمره 4- الضحاك و أبو عبيدة " وقال الضحاك وأبو عبيدة في قوله (كل شيء هالك إلا وجهه ) أي إلا هو " 5- الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله "وروى البيهقي في مناقب أحمد عن الحاكم عن أبي عمرو بن سماك عن حنبل أن أحمد بن حنبل تأول قول الله (وجاء ربك) أنه جاء ثوابه ثم قال البيهقي "وهذا إسناد لا غبار عليه" "أهـ وأورد البيهقي في الأسماء والصفات 335 ((" ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث" قال يحتمل أن يكون تنزيله إلينا هو المحدث لا الذكر نفسه هو المحدث )) وكذا أول مجيء سورة البقرة وتبارك فقال: إنما الثواب 6- إمام السنة الحسن البصر عليه رحمة الله : أول القدم : "الذين قدمهم الله تعالى من شرار خلقه وأثبتهم لها "
7- سفيان بن عيينة وابن قتيبة : فلقد أورد ابن قتيبة في كتابه تأويل مختلف الحديث ص13 عند حديث "آخر وطأة وطئها الرحمن بوج " إن آخر ما أوقع الله عز وجل بالمشركين بالطائف "ثم قال" وكان سفيان بن عيينة يذهب إلى هذا " 8- الإمام الحجة الثبت التي اجتمعت الأمة على توثيقه الحافظ البخاري ( كل شيء إلا وجهه قال إلا ملكه ويقال إلا ما أريد به وجه الله ) الصحيح كتاب التفسير "سورة القصص" وأول أيضا الضحك بالرحمة كما نقل عنه الخطابي " وقد تأول البخاري الضحك في موضع ءاخر على معنى الرحمة وهو قريب وتأويله على معنى الرضا أقرب" الأسماء والصفات 470 9- البيهقي وناهيك عن البيهقي الأشعري المجاهر بمذهبه فكتبه كلها مليئة بالتأويل والتنزيه رادا على أهل التعطيل والتشبيه فلقد روى ابن حجر في الفتح "6/416" أنه قال "صعود الكلم الطيب والصدقة الطيبة عبارة عن قبول العمل وعروج الملائكة هو إلى منازلهم قي السماء " 10- القاضي عياض (بكونهم عن اليمين وكلتا يديه يمين، الحالة الحسنة والمنزلة الرفيعة. وقال ابن عرفة: يقال أتاه عن يمينه إذا جاءه من الجهة المحمودة) 11- قال الحجة الحافظ النووي (وأما إطلاق اليدين الله تعالى فمتأول على القدرة، وكنى عن ذلك باليدين لأن أفعالنا تقع باليدين فخوطبنا بما نفهمه) . 12- وقال أيضا ((وقوله صلى الله عليه وآله وسلم ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا، هذا الحديث فيه مذهبان: أحدهما: وهو مذهب جمهور السلف وبعض المتكلمين أنه يؤمن بأنها حق على ما يليق بالله تعالى، وأن ظاهرها المتعارف في حقنا غير مراد، مع اعتقاد تنزيه الله تعالى عن صفات المخلوق. والثاني: أنه على الإستعارة)) وقال في رياض الصالحين ص200 ((يقرب المؤمن يوم القيامة من ربه دنو كرامة وإحسان لا دنو مسافة، إنه سبحانه منزه عن المسافة)) وهذا من الأدلة العظيمة والواضحة على أن النووي كان المنزهين . 13- أمير المؤمنين وناصر سنة سيد المرسلين حافظ الحفاظ ابن حجر عليه سحائب الرحمات نفعنا الله ببركته " ونسبة الضحك والتعجب إلى الله مجازية والمراد بهما الرضا بصنيعهما" الفتح 7/120 14- ومما يجدر الإشادة بذكره رسالة العالم العلامة العارف بالله القطب الشيخ الأكبر محي الدين بن العربي الموسومة رد المتشابه إلى المحكم فهي فريدة من نوعها تبين عقيدة السلف فارجع إليها فإنها مهمة ومفيدة.
نكتفي بهذه النقول على ثبوت التأويل التفصيلي عن السلف رضوان الله عليهم وعلماء الخلف, والنقول عنهم كثيرة ولو نقلناها لقاربت المجلدات ولكن القليل يكفي اللبيب, وهذا ليس فيه محل نظر أو بحث وسرد وتطويل وتبويب وتعليق, فالأمر مشهور, وبعد أن أيتهم الحيل بتحريف الكتب طعنوا في النصوص وأولوا كلام السلف الوارد في هذا الباب, وطعنوا في الأئمة الناقلين لهذه النقولات ,كأستاذهم صالح الفوزان عندما طعن في الحافظ البيهقي رحمه الله تعالى ,وكفاه شذوذا أن انفرد بقوله هذا على الأئمة الأعلام, ومن هو الشيخ الفوزان حتى يضع نفسه ميزانا لقياس أقوال الجهابذة الأعلام.
القاضي عياض المالكي ينقل الإجماع :
• (قال القاضي عياض: لا خلاف بين المسلمين قاطبة فقيههم ومحدثهم أن الظواهر الواردة بذكر الله تعالى في السماء ليست على ظاهرها، بل متأولة عند جميعهم) . نقطة الاتفاق بين السلف والخلف : تعرضنا فيما سبق لمنهج السلف والخلف وبيان ثبوت كلا المنهجين وهنا نقرب الصورة ونقطة الخلافة بين جمهور السلف وجمهور الخلف • اتفاقهم بأن ظاهر النص غير المراد,إذا كان اللفظ فيه إشكال من حيث الظاهر ,أما ذات النص فلا يقول الأشاعرة والماتريدية بتأويل ذات النص أو تفويض ذات النص, إنما قالوا تأويل ظاهر النص وتفويض ظاهر النص ,وهذا هو المعهود عن السلف فلا يوجد أي إشكال . • اتفاقهم على التأويل ,فالمفوض في الحقيقة قد أول بصرف اللفظ عن ظاهره ولكنه لم يعينوا معنى وهذا يسمى تأويلا إجماليا, أما المؤول على الحقيقة فلقد أول ظاهر النص وعين له معنى وهذا يمسى تأويلا تفصيليا. [size=18][/size]
_________________ وصلى الله على النور الذاتي والسر الساري في سائر الأسماء والصفات وعلى آله وصحبه وسلم.
|