موقع د. محمود صبيح

السيد الفاضل مريد الحق أهلا وسهلا بحضرتك وبيشرفني وبيسعدني جدا مرور حضرتك على مشاركات الفقير لأسباب كثيرة جدا منها أني أحبك في الله وأحب أقرأ لحضرتك جدا وحاجات تانية كتير .. وقبل أن أكمل الموضوع أود أن أذكر بعض الأشياء:

أولا: بعتذر لحضرتك جدا جدا على تأخري على حضرتك في الرد وذلك بسبب السفر ثم المرض الشديد _عافانا الله وإياكم- فمكنتش قادر أكتب أي حاجة .. فمعلش بعتذر لحضرتك.

ثانياً: تصدقني لو قلت لحضرتك أني كنت متردد جدا جدا في نقل هذا الحديث ولم أكن أعلم حكمه من الصحة والضعف من الناحية الحديثية .. ولكن شئ بداخلي كان بيقولي وبقوة إن الحديث فيه حاجة.. الألفاظ فيها حاجة .. وحضرتك أكدت هذا الإحساس بفضل الله.

ثالثا: سبب نقلي للحديث هي الأمانة العلمية في النقل من المصدر حتى ترتيب الأحاديث براعيها في النقل بنفس الترتيب المذكور في المصدر.. وفي نفس الوقت بنقل وأنا مطمن جدا إن مفيش حاجة هتعدي بإذن الله لأني عارف أحنا في حضرة مين بفضل الله...

وأخيرا: السيد الفاضل مريد الحق هنتظر حضرتك دايما في مشاركاتي بإذن الله .. فلا تحرمنا منكم

الحديث الخامس عشر: إسلام قرينه صلى الله عليه وآله وسلم.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ، إِلَّا ومعه قَرِينُهُ مِنَ الْجِنِّ وَقَرِينُهُ مِنَ الْمَلَائِكَةِ» قَالُوا: وَإِيَّاكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «وَإِيَّايَ، ولكن اللهَ أَعَانَنِي عَلَيْهِ فَأَسْلَمَ، فَلَا يَأْمُرُنِي إِلَّا بِخَيْرٍ» .. رواه مسلم.

الحديث السادس عشر: تفضيله صلى الله عليه وآله وسلم على الأنبياء بست.

عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال: قال رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: " فُضِّلْتُ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ بِسِتٍّ: أُعْطِيتُ جَوَامِعَ الْكَلِمِ(1)، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ(2)، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَجُعِلَتْ لِيَ الْأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا(3)، وَأُرْسِلْتُ إِلَى الْخَلْقِ كَافَّةً، وَخُتِمَ بِيَ النَّبِيُّونَ " .. رواه مسلم.

الهامش: (1) قيل: هو القرآن.. والأرجح: أنه يقصد كلامه صلى الله عليه وآله وسلم، حيث كان صلى الله عليه وآله وسلم يتكلم بجوامع الكلم التي هي ألفاظ يسيرة قليلة جامعة لمعانٍ كثيرة جليلة.

(2) أي أن الله تعالى يقذف الخوف والفزع في قلوب أعدائه صلى الله عليه وآله وسلم ولو كان بينه وبينهم مسافة تُقطع في مسيرة شهر.

(3) فحيثما أدركت المسلم الصلاة تيمم بتراب الأرض وصلى في أي موضع طاهر منها.

الحديث السابع عشر: نُوران أُوتيهما الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم لم يؤتهما نبي قبله.

عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أتاه ملك فقال:" أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتِيتَهُمَا لَمْ يُؤْتَهُمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ: فَاتِحَةُ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمُ سُورَةِ الْبَقَرَة"(1).

الهامش: (1) رواه مسلم والنسائي والحاكم وصححه والبيهقي في الشعب والطبراني.

الحديث الثامن عشر: اختصاصه صلى الله عليه وآله وسلم بيوم الجمعة.

عَنْ حُذَيْفَةَ وأَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنهما أن رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قال: «أَضَلَّ اللهُ عَنِ الْجُمُعَةِ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا، فَكَانَ لِلْيَهُودِ يَوْمُ السَّبْتِ، وَكَانَ لِلنَّصَارَى يَوْمُ الْأَحَدِ، فَجَاءَ اللهُ بِنَا فَهَدَانَا لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، فَجَعَلَ الْجُمُعَةَ، وَالسَّبْتَ، وَالْأَحَدَ، وَكَذَلِكَ هُمْ تَبَعٌ لَنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ، نَحْنُ الْآخِرُونَ مِنْ أَهْلِ الدُّنْيَا، وَالْأَوَّلُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، الْمَقْضِيُّ لَهُمْ قَبْلَ الْخَلَائِقِ» .. رواه مسلم.

الحديث التاسع عشر: إنا سنرضيك في أمت ولا نسوءك.

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رضي الله عنهما، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: تَلَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي إِبْرَاهِيمَ: {رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي} [إبراهيم: 36] الْآيَةَ، وَقَالَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَامُ: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة: 118]، فَرَفَعَ يَدَيْهِ وَقَالَ: «اللهُمَّ أُمَّتِي أُمَّتِي»، وَبَكَى، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: «يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، وَرَبُّكَ أَعْلَمُ، فَسَلْهُ مَا يُبْكِيكَ؟» فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ، فَسَأَلَهُ فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَا قَالَ، وَهُوَ أَعْلَمُ، فَقَالَ اللهُ: " يَا جِبْرِيلُ، اذْهَبْ إِلَى مُحَمَّدٍ، فَقُلْ: إِنَّا سَنُرْضِيكَ فِي أُمَّتِكَ، وَلَا نَسُوءُكَ " .. رواه مسلم

الحديث العشرون: الحبيب صلى الله عليه وآله وسلم أكثر الأنبياء تابعاً.

عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" أنا أكثر الأنبياء تابعاً" .. رواه مسلم.

وروى مسلم أيضاً عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :" أَنَا أَوَّلُ شَفِيعٍ فِي الْجَنَّةِ، لَمْ يُصَدَّقْ نَبِيٌّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ مَا صُدِّقْتُ، وَإِنَّ مِنَ الْأَنْبِيَاءِ نَبِيًّا مَا يُصَدِّقُهُ مِنْ أُمَّتِهِ إِلَّا رَجُلٌ وَاحِدٌ".

قال السيوطي: الإجماع على أنه صلى الله عليه وآله وسلم مبعوث إلى جميع الإنس والجن، وأما بعثته إلى الملائكة فاختُلف فيها، والذي رجحه السبكي أنه مبعوث إليهم.

[align=justify]الحديث الحادي والعشرون: إيتاؤه صلى الله عليه وآله وسلم مقاليد الدنيا.

عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:" أُتيتُ بمقاليد الدنيا (1) على فرس أبلق (2) جاءني به جبريل عليه قطيفة من سندس (3).. رواه الإمام أحمد وابن حبان في صحيحه وأبو نعيم.

الهامش: (1) أي مفاتيح خزائنها.

(2) الأبلق: ما اختلط البياض فيه بالسواد.

(3) السندس: ما رق من الحرير.

الحديث الثاني والعشرون: إيتاؤه صلى الله عليه وآله وسلم مفاتيح كل شيء.

عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:" أُوتيتُ مفاتيح كل شئ إلا الخمس: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ ) لقمان(34) . رواه الإمام أحمد والطبراني بسند صحيح

وقد قال هذا صلى الله عليه وآله وسلم قبل أن يُنعم الله عليه بعلم الخمس المذكورة أيضاً، ثم أنعم عليه بها كما ذكره السيوطي وغيره، كما أنعم عليه بعلم الروح، وإنه أُمر بكتم ذلك.