موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 85 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 22, 2024 8:45 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222

قبر الرحالة
إبراهيم المهدى
( المستشرق لويس بوركهارت )



قال حسن قاسم :

بشارع نجم الدين بقرافة باب النصر يوجد قبر المستشرق لويس بوركهارت السويسرى الذى أسلم وحسن اسلامه وسمى نفسه إبراهيم المهدى واقام بالقاهرة أخيرا إلى حين وفاته ودفن بهذا القبر ، وله ترجمة طويلة نقتبس منها ما يأتى :

أصله من مدينة بال من أعمال لوزان بسويسرا صرف غالب عمره فى الشرق وله رحلات طويلة اليها وجاء إلى مصر سنة 1812 ورحل منها إلى سيناء ثم دخلها سنة 1822م ورحل الى بلاد العرب بعد أن أسلم وسمى نفسه بالاسم المذكور وصدر له الاشهاد الرسمى بالاسلام من محكمة مصر الشرعية وبعد أن حج وزار كتب كتابا عن الأماكن المقدسة وهو أحسن ما كتبه مستشرق عن البلاد العربية طبع فى جزئين سنة 1829 م ، وقد ترجم هذين الكتابين بالقاهرة وطبع سنة 2007 ، الجزء الأول ترجال فى الجزيرة العربية ويتضمن تاريخ مناطق الحجاز المقدسة عند المسلمين والجزء الثانى ترجال من من مكة المكرمة شرفها الله تعالى إلى المدينة المنورة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام إلى مصر ، وقد عاد إلى مصر بعد حجه وظل مقيما بها ولم يبرحها حتى مات ويقول حسن قاسم له ترجمة مطولة فى مجلة مصر بقلم صاحبنا المسيو شارل جليا ردريك كتبها سنة 1894 مع صورة له بملابسه العربية وعمامته البيضاء وردائه الابيض الملتف به وقد أخرى لحيته وقد أخذ له هذا الرسم عن صورة رسمها له مستر هنرى سولت فى سنة 1817 م ومن تواليف هذا المستشرق المطبوعة رحلة بلاد النوبة طبع فى لندن سنة 1819 م وسنة 1822 م وله رحلة الى سوريا وبيت المقدس وله كتاب فى الامثال العربية الدارجة نفيس للغاية طبع سنة 1830 م بلندن الى غير ذلك ويوجد على قبره مذكرة تاريخه نصها :
هو الباقى . هذا قبر المرحوم الى رحمة الله تعالى الشيخ الحاج ابراهيم المهدى بن عبد الله بركهرت اللوزانى تاريخ ولادته العاشر من محرم سنة 1199 من الهجرة وتاريخ وفاته الى رحمة الله بمصر المحروسة 16 ذى الحجة سنة 1232


:
كتب الأستاذ محمد قدرى

هذا قبر المرحوم الى رحمة الله تعالى الشيخ حاج ابراهيم المهدى ابن عبدالله بركهرت اللوزاني تاريخ ولادته 10 محرم 1199 هـ. وتاريخ وفاته إلى رحمة الله بمصر المحروسة 16 ذي الحجة سنة 1232 هـ ."
وبقليل من البحث على الإنترنت نتعرف على هذه الشخصية الفذة والذي أنجز الكثير في عمره الذي لم يتجاوز 33 عاما:
إنه يوهان لودفيج بوركهارت، والمعروف كذلك باسم جون لويس بوركهارت، الشاب السويسري الذي ولد في مدينة لوزان في 25 نوفمبر من عام 1784، وأمضى طفولته في مدينة بازل في منزل أسرته الذي تحول الآن إلى متحف، وقد تلقى الصبي الصغير تعليمه الأوّلي مع أخواته على أيدي مدرسين خصوصيين بمنزل أسرته ببازل، وفي سن السادسة عشرة سافر ليدرس القانون والفلسفة والتاريخ في مدينتي لايبزيج وجوتيجن بألمانيا حاليًا، وقضى هناك خمس سنوات بين عامي 1800 و 1805.
وفي لندن سنة 1806م تعرف على السير جوزيف يانكس عضو الجمعية الافريقية وعرض عليه القيام برحلة لاكتشاف النيل لحساب الجمعية الجغرافية البريطانية مقابل جنيه استرليني كل يوم فقبل العمل معه ... وكانت الجمعية الإفريقية تسمى كذلك "جمعية تشجيع اكتشاف المناطق الداخلية من إفريقيا" حيث تأسست عام 1788 في لندن، فحتى ذلك الحين لم يكن لدى الأوروبيين معرفة دقيقة بالأجزاء الداخلية من القارة الإفريقية، وكانت معرفتهم قاصرة على المناطق الساحلية وقليل من الأجزاء الداخلية من بعض البلدان مثل مصر...فكلفه يانكس بالسفر إلى وسط وغرب إفريقيا، إلى حوض النيجر عبر مصر، وعند هذه النقطة تحولت حياة بوركهارت تمامًا.
عزم بوركهارت على تعلم اللغة العربية... ومن اجل ذلك سافر الى مالطا ومنها توجه الى حلب بسوريا وعاش هناك ثلاث سنوات تقريبا يتعلم فيها اللغة العربية، وخلال هذه المدة اجاد التحدث بها وفهم معانيها بل وترجم الى العربية رواية "ربنسون كروزو". ودرس الاسلام وألم به واعلن اسلامه وسمى نفسه الشيخ ابراهيم بن عبدالله الشامي وظهر علمه واشتهر بين الناس حينذاك.
من حلب قام بعدة رحلات لمناطق أثرية مثل بعلبك في لبنان ومناطق من العراق ومدينة تدمر في سوريا. وفي عام 1812 توجه الى مصر للشروع في مهمته الإفريقية.
وصل مصر في شهر سبتمبر 1812 ومنها خرج متتبعا مجرى نهر النيل ...وخلال سنتي 1813-1814م سافر مع قافلة الحجاج السودانيين والنوبيين المتوجهين الى أرض السودان وبلاد النوبة وزار مدينة شندي وميناء سواكن.
وامام صعوبة اختراق ادغال افريقيا ومسالكها الوعرة تخلى بوركهارت عن مواصلة رحلته في افريقيا وغير برنامج رحلته وقرر الرحلة الى مكة المكرمة انطلاقا من ميناء سواكن.
ومن ميناء سواكن توجه بحرا على متن سفينة الى مدينة جدة ودخلها في يوليو 1814م واصيب فيها بمرض الكوليرا مدة شهر وبعد شفائه حظي بمقابلة محمد علي باشا بواسطة صديقه "بوصري" الطبيب الارمني الخاص بالباشا وطلب إذنه في زيارة المدينتين المقدستين فأذن له في ذلك.
ظل بوركهارت في مكة المكرمة من شهر رمضان الى موسم الحج ليؤدي الفريضة في 25 نوفمبر 1814م. ومن مكة المكرمة توجه الى المدينة المنورة يوم 28 يناير 1815م. ثم عاد إلى مكة المكرمة مرة ثانية بعد انتهاء موسم الحج وطاف بنواحيها وغادر مكة بعد قضائه فيها ثلاثة اشهر وحل بميناء ينبع ومرض في هذه البلدة بالطاعون وبصعوبة شاقة يعود الى القاهرة منهوك القوى في 24 يونيو 1816مـ. بعد أن رسم أول خارطة أوروبية حديثة لمدينة مكة.
ورغم قصر مدة حياته فانه كان رحالة ذكيا مبدعا ترك عدة مؤلفات منها :
رحلات في بلاد العرب (طبع في لندن سنة 1829م) -ملاحظات حول البدو - الامثال العربية "كتبها بالعربية وترجمها الى الانجليزية"- روبنسون كروز "رواية ترجمها من الانجليزية الى العربية" - رحلة للشام والاراضي المقدسة.
في القاهرة بدأ يدون رحلاته الى افريقيا وآسيا حتى أجهد نفسه وانهارت صحته.. ورغم ذلك انتظر قدوم قافلة الحجاج الأفارقة العائدين الى القاهرة ليسافر معها الى تمبكتو ليبدا رحلة استكشافية جديدة.
وتوفى في القاهرة بسبب إصابته بتسمم غذائي يوم 15 اكتوبر سنة 1817م وهو في ريعان الشباب لم يتجاوز عمره 33 سنة وحال الاجل بينه وبين تحقيق هدفه ودفن بمقابر باب النصر في مقبرته الظاهرة بالصورة.
كانت هذه رحلة الحاج إبراهيم بوركهرت مكتشف جزء من معبد ابوسمبل وهو أول أوروبي يشاهد هذا المعبد قبل أن يكتشفه الرحالة الإيطالي بلزوني بالكامل بعد أكثر من 30 سنة... وكذلك أول غربي يكتب عن مدينة البتراء بالأردن..
عاش "الحاج إبراهيم اللوزاني" السويسري حياة قصيرة حافلة بالإنجازات كرحالة فذ وعالم مغامر



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 29, 2024 2:51 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222

(( تابع رباط ألاثار ))



وذكر القلقشندى فى صبح الأعشى الرباط والآثار فى كلامه على الرباط التى بالفسطاط بعبارة مختصرة قال فيها : ( وأما الخوانق والربط فلم تعهد بالفسطاط ، غيرأن الصاحب بها الدين ابن حنا عمر رباط الآثار الشريفة النبوية بظاهر قبلى الفسطاط ، واشترى الآثار الشريفة وهى ميل من نحاس وملقط من حديد وقطعة من العنزة وقطعة من القصعة بجملة مال واثبتها بالاستفاضة وجعلها بهذا الرباط للزيارة وقد وهم القلقشندى فى جعل هذا الرباط اول ما بنى بالفسطاط من الربط وفاته الرباط المجدى ، كما وهم فى قوله بهاء الدين لأن بانى الرباط ومشترى الآثار هو حفيده تاج الدين كما قدمناه ، وهو ما اجمع عليه المؤرخون ؛ وقلده فى هذاالوهم ابن إياس بقوله فى حوادث تولية الظاهر بيبرس على مصر سنة 658هـ / 1260 م ما نصه : واستفر بالصاحب بهاء الدين بن حنا وزيرا بالديار المصرية ، أقول : والصاحب بهاء الدين بن حنا هذا هو الذى بنى مكان الآثار النبوية المطل على بحر النيل ، واشترى الآثار الشريفة بحملة كبيرة من المال وأودعها فى ذلك المكان الذى أنشأه على بحر النيل ، وصارت الناس يقصدون ذلك المكان بسبب الزيارة فى كل يوم أربعاء وقد أفادت عبارته أن زيارة هذه الآثار كانت فى تلك العصور كل يوم أربعاء ، ووهم فيه على مبارك باشا وهما آخر فى خططه ، فنسب بناءه للسلطان الملك الظاهر بيبرس ، وذلك فى كلامه على القرية الملاصقة له المسماه ، الآن ( أثر النبى ) ومن العجب أنه لما تكلم علبيه هنا لم يبين انه المسجد الذى كان يسمى برباط الآثار ، ولما تكلم على الرباط ذكر رباط الآثار ونقل عبارة المقريزى بنصها ولم يزد عليها شيئا مما حدث فيه بعد ذلك ، فأوهم بصنيعه هذا أنهما مكانان لا علاقة لأحدهما بالآخر ، والحقيقة أنه مكان واحد تغير اسمه ومعالمه مع الزمن .

وذكره البرهان الحلبى فى حاشيته المسماة نور النبراس على سيرة ابن سيد الناس ، فقال : وفى آخر مصر مكان على النيل مبنى محكم البنيان ، وله طاقات مطلة على النيل ، ومكان ينزل إليه ، وبركة من ماء النيل ومظهرة بماء النيل ، وفيه خزانة من خشب وعليها عدة ستور الواحد فوق الآخر ، وداخل الخزانة عليه صغيرة من جوز فيها من الآثار الشريفة قطعة من قصعة ، وقطعة من العنزة ، وميل من نحاس أصفر ومخصف صغير وملقط صغير لإخراج الشوك من الرجل او غيرها ، وقد زرناه غير مرة وهو مكان مليح فى غاية النزاهة وما بعده إلا بساتين ، وقد زرناه مرة فرآني الإمام جلال الدين بن خطيب داريا الدمشقى بسوق كتب القاهرة فسألنى أين كنتم ؟ قلت : زرنا الآثار وكان معنابعض الأدلاء ، فقال : هل نظم أحد فى ذلك شيئا ؟ فقلت : لا ، فقال : أنا زرته من أيام وكتبت فيه بيتين ، فأنشدنى فى ذلك وهما :

يا عين إن بعدالحبيب وداره ونأت مرابعه وشط مزاره
فلك الهنا فلقد ظفرت بطائل إن لم تربه فهذا آثاره



ونظم صلاح الدين الصفدى ، وقد زاره فى سنة 729هـ / 1329م

أكرم بآثار النبىى محمد من زاره استوفى السرور مزاره
يا عين دونك فانظرى وتمتعى إن لم تريه فهذه آثاره



ولأبى الحزم المدنى :

يا عين كم ذا تسفحين مدامعا شوقا لقرب المصطفى ودياره
إن كان صرف الدهر عاقك عنهما فتمتعى يا عين فى آثاره



انتهى كلام البرهان الحلبى من حاشيته المذكورة ، وقد نقله عنها المقرى فى فتح المتعال باختلاف يسير ، ولما وصل ابن بطوطة الرحالة الشهير إلى مصر فى أوائل القرن الثامن ، وأراد الخروج من القاهرة إلى الصعيد للحج مر بهذا الرباط ونزل به ليلة ، ووصفه فى رحلته بقوله : ثم كان سفرى من مصر عن

طريق الصعيد برسم الحجازر الشريف ، فبت ليلة خروجى بالرباط الذى بناه الصاحب تاج الدين حنا بدير الطين ، عرفت هذه القرية بدير الطين بعد تسميتها بدير القديس يوحنا ؛ لاستيراد الطين الأصفر منها لعمل الخزف بمصانع العدوية وهى معادى الخبيرى الآن كما قدمنا آنفا ، قال : وهو رباط عظيم بناه على مفاخر عظيمة وآثار كريمة أودعها فيه ، وهى قطعة رسول الله والمكحل الذى كان يكتحل به والدرفش ، وهو الأشفى الذى كان يخصف به نعله ، ومصحف أمير المؤمنين على بن أبى طالب الذى بخط يده ويقال : إن الصاحب اشترى ما ذكرناه من الآثار الكريمة النبوية بمائة ألف درهم ، وبنى الرباط وجعل فيه الطعام للوارد والصادر والجراية لخدام تلك الآثار الشريفة – نفعه الله تعالى بقصده المبارك

(( يتبع ))


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 01, 2024 10:19 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222


(( تابع رباط الآثار ))



بنو حنا

ينحدر منشىء هذاالأثر من أسرة عربية عريقة فى الإسلام ، لا من أسرة مسيحية كما توهمه بعض الكاتبين ، وتنتمى هذه الأسرة إلى قبيلة بنى حنا القرشية ، وهى قبيلة عربية تقطن الوج المعروف بالوجه وينبع النخل وينبع البحر بأرض الحجاز ، والصاحب ( أى الوزير ) تاج الدين محمد منشىء هذا الرباط ؛ وهو سليل بيت الوزارة كباقى أفراد أسرته كابرا عن كابر ؛ ابن الصاحب فخر الدين محمد ابن الصاحب بهاء الدين على بن محمد بن سليم بن حنا الحجازى ، ولد بالإسكندرية سنة 640هـ / 1243 م ، ونشأ نشأة علمية فسمع من سبط السلفى وحدث ، وكان له شعر جيد ، وانتهت إليه رئاسة عصره ، وكان صاحب صيانة وسؤدد ومكارم وشاكلة حسنة وبرزة فاخرة وتناه فى المطعم والمبلس والمسكن ، ونال فى الدنيا من العز والجاه مال لم ينله جده الصاحب الكبير بهاء الدين ، بحيث إنه لما تقلد الصاحب فخر الدين بن الخليلى الوزراة سار من القلعة وعليه التشريف إلى داره وقبل يده وجلس بين يديه ثم انصرف إلى داره ، وما زال الصاحب تاج الدين على هذا القدر من العز إلى أن تقلد الوزارة سنة 693هـ / 1294 م فلم ينجب وتوقفت الأحوال فى أيامه فصرف سنة 694هـ / 1295م وأعيد إلى الوزارة مرة ثانية فلم ينجح فعزل ، وكانت وفاته فى 4 جمادى الآخر سنة 707هـ 1308م أو 708هـ / 1309 م ودفن فر باطه بالقرافة، وولده الصاحب فخر الدين محمد بن بهاء الدين على سنة 622هـ / 1225م ، وناب عن والده فى الوزارة ، وولى ديوان الأحباس ووزارة الصحبة فى أيام الظاهر بيبرس ، وسمع الحديث بالقاهرة وكان له شعر جيد ودرس بمدرسة ولده ، وتوارث بنو حنا ولاية نظرها وتدريسها إلى أنعطلبت وخربت ، ثم هدمها بعد ذلك الأمير تاج الدين الشوبكى والى القاهرة ومصر سنة 818هـ / 1415م ولما دلى الصاحب فخر الدين فى لحده قام الإمام محمد بن سعيد البوصيرى ناظم البردة المتوفى سنة 695هـ / 1296م بالمارستان الصالحى بعلة النزيف ودفن بالمدرسة البصالية بالإسكندرية وأنشد فى الجمع المحتشد بمقبرة بنى حنا :

نم هنيئا محمد بن على بجميل قدمت بين يديكا
لم تزل عوننا على الدهر غلبتنا يد المنون عليكا
أنت أحسنت فى الحياة إلينا أحسن الله فى الممات إليكا



فبكى الناس وكان لها محل كبير ممن حضر ، ( وأما جده ) فهو الصاحب بهاء الدين على بن محمد ، ولد بمصر سنة 603هـ / 1207م وتقلبت به الأحوال فى كتابة الدواوين إلى ان المناصب الجليلة ، واشتهر بكفايته باستوزره السلطان الملك الظاهر ركن الدين بيبرس سنة 659هـ / 1261م وفوض إليه تدبير المملكة ، فقام بأعبائها وتصرف فى أمور ها بحزم وعزم وعفة عن الأموال حتى أنه لم يكن يقبل من أحد هدية إلا أن تكون هدية فقير أو شيخ معتقد يتبرك بما يصل من أثره ، وكان يستعين على ما التزم به من المبرات بالمتاجر – ولما مات الظاهر بيبرس أقره ولده الملك السعيد بركة على ما كان عليه مدة والده (ذكره أحمد تيمور فى الآثار النبوية ص 30-31) وكانت وفاته سنة 677هـ / 1278م ، قال المقريزى : ورزى بفقد ولديه الصاحب فخر الدين والصاحب زين الدين ، معوضه الله عنهما باولادهما ، فما منهم إلا نجيب رئيس فاضل مذكور .

الاحتفاظ بالآثار النبوية :



قد تسنح لنا الفرصة هنا أن ننبه أذهان الحافظين لللآثار والقائمين عليها من المسلمين ومن غيرهم إلى أن الاحتفاظ بالآثار والعناية بها وإنشاء المتاحف لإيداعها ، وتخصيص المبالغ الطائلة لها من بيت مال المسلمين منذ فخر الإسلام وضحاه ، فليست هذه الفكرة وليدة عقل الفرنجة فى نهاية القرن التاسع عشر الميلادى كما يسود عند فريق من المشتغلين بهذه الشؤون ، وقد ذكرنا فى كتابنا هذا عناية ملوك مصر السابقين بحفظ الآثار وصيانتها وحيازتها ، وذكرنا فى كتابنا الجندية الإسلامية ونظام الحكومة النبوية بعض المتاحف الإسلامية التىكانت قائمة فى وقت بكور الاسلام فى مصر والشام والحجاز والعراق ، ونذكر هنا هو أبعد من ذلك فنقول : قو صلنا بالسند الصحيح من الصحاح والسنة جملة احاديث صحيحة يرتكز عليها فى هذه الناحية خاصة ، فعن جابر ، قال : جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودنى وأنا مريض لا أعقل ، فتوضأ وصب على من وضوئه فعقلت ، أنظر تمام الحديث فى صحيح البخارى ، والحديث ظاهر فى أن الماء المتبرك به هو ما تبقى من ماء وضوئه ، وأخرج البخارى فى الصحيح عن السائب ابن يزيد ؛ قال : ذهبت بى خالتى إلى النبى فقالت يا رسول الله : إن ابن أختى وقع ، فمسح رأسى ودعا لى بالبركة ، ثم توضأ ( فضربت من وضوئه ) أى مما تبقى منه ، فقمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه مثل زر الحجلة ، وعن ابن عمر ، قال : إن النبى قال : أرانى أتسوك بسواك فجائنى رجلان ، أحدهما أكبر من ألاخر ، فناولت السواك الأصغر منهما فقيل لى كبر ، فدفعته إلى الأكبر منهما ، عن ابىجحيفة ، قال : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فى قبة حمراء من أدم ، ورأيت بلالا أخذ وضوء رسول الله ، ورأيت الناس يبتدرون ذلك الوضوء فمن أصاب منه شيئا تمسح منه ، ومن لم يصب منه شيئا أخذ من بلل يد صاحبه ، ثم رايت بلالا أخذ عنزة فركزها ، وخرج النبى فى حلة حمراء مشمرا فصلى إلى العنزة بالناس ركعتين ، ورايت الناس والدواب يمرون بين يدى العنزة عن أبى جحيفة ، قال : إنه رأى النبى يصلى بالبطحاء وبين يديه عنزة ، فجعل الناس يأخذون فيمسون بها وجوههم ، قال : فأخذت بيده فوضعتها على وجهى ، فإذان هى أبرد من الثلج وأطيب رائحة من المسك ، أخرجه البخارى فى المناقب من الصحيح وفى الصحيح عن أسماء بنت أبى بكر أنها أخرجت جبة طيالسية ، وقالت : كان رسول الله يلبسها ، فنحن نعتسلها للمرضى يستشفى به ا، وذكر القاضى عياض فى الشفاء 279/1 ، أن أبا القاسم بن ميمون كان عنده قصعة من قصاع النبى ، قال : فكنا نجعل فيها الماء للمرضى فيستشفون بها ، وذكر فى المصدر ذاته : ( وكانت شعرات من شعره فى قلنسوة خالد بن الوليد فلم يشهد بها قتالا إلا رزق النصر ) وعن عبد الله بن عمر أنه كان يصلى فى أماكن من الطريق ، ويقول : إنه رأى النبى صلى يصلة فى تلك ألأمكنة ) أخرجه البخارى فى كتاب الصلاة من الجامع الصحيح إلى غير ذلك ، مما يدل من وجه صحيح على أن الإسلام يدعو إلى الاحتفاظ بالآثار والعناية بها على قصد التبرك والذكرى .

(( يتبع ))


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 06, 2024 1:00 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222


تابع رباط الآثار

وفى كتاب الله تعالى ما يعضد ذلك ويوؤيده ، كقوله تعالى *( وقال لهم نبيهم: إن علامة ملكه أن يأتيكم الصندوق الذي فيه التوراة -وكان أعداؤهم قد انتزعوه منهم- فيه طمأنينة من ربكم تثبت قلوب المخلصين، وفيه بقية من بعض أشياء تركها آل موسى وآل هارون،.) ( البقرة /248 ) وقوله تعالى ( فتلك بيوتهم خاوية ) ( النمل /52 ) ، ( او كالذى مر على قرية ) ( البقرة /259 ) ، وخبر إرم ذات العماد وسد ياحوج ومأجوج ، وفيها الدعوة إلى النظر إلى مساكن الأمم الغابرة إلى غير ذلك من الآية الكريمة التى تشير إلى هذا المعنى : يقصد النظر والاحتفاظ بها والعناية بشانها للذكر والخلود والعبرة وغيره ، والثابت من الأخبار أن معاوية كان يحتفظ باعواد من مبنره واحتفظ أبو بكر وعمر وعثمان بخاتمه الشريف ، حتى سقط من عثمان فى بئر أريس ، ويؤكد الحافظ فتح الدين ابن سيد الناس فى سيرته ، أن الناس من بعد النبى كانوا يحملون موتاهم على سريه تبركا به .

وكان عند على عمامة حضرة النبى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم ، فكان إذا حم عليه أمر من أمور الدنيا وضاق به ذرعا لبسها فكشف الله عنه ضره كذلك كان يفعل بسيفه ( ذو الفقار ) وهذا أنس يقول : لأ، تكون عندى شعرة من شعره أحب إلى من الدنيا وما فيها ، كما فى صحيح البخارى وفى دلائل النبوة للحافظ البيهقى ، عنه : ( رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم والحلاق يحلقه وأطاف به أصحابه فما يريدون أن تقع شعرة إلا فى يد رجل ) ، والحديث فى صحيح مسلم ، وكان الصحابة يأتون أنشا يسألونه شعرات من شعره يتبركون بها ، بل كان يحلق رأسه الكريم فيجمع الشعر المتناثر فيقسمه بين اصحابه رجالا ونشاء ، وربما كان يخص فى بعض الأحيان بقسمته نفرا من أصحابه ، كما خص أبا طلحة وزوجته فى حجة الوداع ، والقصة فى الصحيحين ، وأعطى بردته لأبان بن ثلعب ، وأخرى لكعب ابن زهير ، وثالثة لأهل أيله ، فاستأمنوا بها .

واشترى معاوية عنه بردة كعب بشعرة آلاف درهم ، أى ما يساوى أربعمائة جنيها من العملة الحاضرة كما اشترى عبد الله بن محمد اول الخلفاء العباسيين بردة أهل آيلة بلثلاثمائة دينارا ، كما فى دلائل النبوة للحافظ البيهقى ، وكانت عائشة رضى الله عنها تحتفظ بأكبر مجموهة من تراث حضرة النبى صلى الله عليه وسلم ، ومجىء الصحابة إليها وطلبهم النظر إلى ملابس رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر مشهور فى كتب السنة ، وفى حديث أبى بردة بن أبى موسى الأشعرى ومجيئه إلى السيدة عائشة رضى الله عنها وإخراجها له رداء من اللبد – وهو نوع من الجوخ – وإزارا وتبركه بهما ومن معه من كبار الصحابة يومئذ – أصل يعتمد عليه فى هذا الباب ؛ مما يمكن القول معه ان السيدة عائشة رضى الله عنها كانت أسبق السباق إلى حفظ متاع رسول الله صلى الله عليه وسلم فى جناح خاص من بيتها لعرضه لمن شاء من الصحابة ، وقدأخرجه أصحاب الكتب الستة والنسائى والترمذى فى الشمائل ، ويقول شارحه : ( وفى الحديث ندب حفظ آثار الصالحين والتبرك بها فى ثيابهم ومتاعهم ، فقد كانت السيدة عائشة رضى الله عنها حفظت هذا الكساء والإزار الذين قبض فيهما للتبرك بهما ) ، قال : ( وقد كان عندها أيضا جبة طيالسية مكفوفة الفرج بالديباج كان يلبسها ، فكانت عندها يشتفى المريض بهما ) ، كما أخبرت بذلك أسماء فى حديثها فى مسلم ( 211/1 شمائل )

وفى الاستيعاب لأبى عمر بن عبد البر فى ترجمة فرقد العجلى : ( ان أمه أمامة ذهبت بابنها المذكور إلى حضرة النبى ، وكان له ذوائب فمسحها حضرة النبى صلى الله عليه وسلم وبرك عليها ) ، قال الحافظ بن حجر فى الإصابة : ( وكانت دواعى الصحابة متوفرة على إحضار أولادها إذا ولدا ليبرك لهم عليهم النبى صلى الله عليه وسلم ) ، وفى حديث أنس بن مالك من صحيح البخارى فى كتاب الوضوء ، قال : ( نفرأيت الماء ينبع من تحت أصابعه حتى توضؤوا من عند آخرهم ) ، وفيه : ( أن أبا طلحة اول من أخذ من شعره ) ، والأخبار فى هذا الباب فى كتب السنة والسير كثيرة جدا يعسر علينا استقصاؤها هنا ، ولنا فيها مؤلفات اخرى ، وإنما ترامى بنا القول إلى إيراد هذه البضعة من الأحاديث النبوية الكريمة لنرى القارىء ان التبرك بآثار الأنبياء وورثتهم العلماء العاملين ، ومن قطع بصلاحه فى الحياة ومن بعد الممات علىالسواء ، ثم بالتالى عناية المسلمين بالآثار والرحلة إليها والاحتفاظ بها أمر تدعو إليه قواعد الشريعة الإسلامية وتحث عليه فى حدود الشرع ، فمتابعة المغرورين المغرضين ممن يمتون إلى العلم على نقيضه يدل على جهل تام بأحكام الشرع الإسلامى ، وقصر فى الاطلاع على نصوصه الصريحة الصحيحة

(( يتبع ))




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 06, 2024 1:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222


نق الاثار النبوية

وقد بقيت الآثار النبوية الكريمة بهذا الأثر حتى نقلت منها إلى مكان فآخر ، حتى استقرت بالمهشد الحسينى ؛ وقد فصلنا أدوار نقلها وما إليه فى كتابنا هذا ( انظر متحف الآثار النبوية بالمشهد الحسينى بالقاهرة ( لما تولى على مصر الخديو عباس حلمى باشا سنة 1309هـ / 1892 م ، حيث رأى أن ينشىء للآثار حجرة ، خاصة فتم إنشاؤه سنة 1311هـ / 1894م وراء الحائط الشرقى للمسجد الحينى والحائط الجنوبى لقبة المسجد ، وجعل لها بابين : واحد إلى المسجد وواحد إلى القبة ، وجعلت خزانة الآثار بحائطها الجنوبى ، وهى باقية فيها إلى اليوم تقصد بالزيارة فى أيام معلومة )


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يوليو 06, 2024 2:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222



مسجد رضوان بك ( المدرسة البدرية )

أثر رقم 365 ( 1057هـ / 1647 م)



هذا المسجد بحارة القربيى ( سوق الخضريين سابقا ) داخل باب سوق دار التفاح ، وعو عبارة عن زاوية صغيرة جددها الأمير رضوان بك الفقارى أمير اللواء السلطانى فى شوال سنة 1057هـ / 1647م ) على أنقاض مسجد قديم يعرف بالبدرى ، نسبة لمنشئه بكتوت البدرى والى الإسكندرية سابقا ( المتوفى سنة 711هـ / 1311م ) وفى جانبه االقبلى ضريح يعزى للأمير رضوان ، وهو للبدرى منشئ المسجد قديما

رضوان بك

ومجدده المذكور ترجم له المحبي فى خلاصة الآثر ، فأفاد انه : ( كرجى الأصل كان فى بادئ أمره من اتباع ( ذو الفقار بك ) ، ثم تعين أمير للحج زهاء عشرين سنة أغدق فى أثنائها على أهل الحجاز وأحسن إليهم وترك فيهم أثارة تذكر له بالخير ، ثم ما لبث ان عزل عن إمارة الحج وقبض عليه وسجن واستصفى السلطان مراد أمواله ، وما برح فى سجنه حتى آل الملك إلى السلطان إبراهيم فأمر بإطلاق سراحه وأعاده إلى مصر ، فلم يكد يسترد وجاهته ومهابته ويستعيد وظيفته حتى حصلت بينه وبين الوزير أحمد باشا جفوة عزله بسببها عن إمارة الحج ، وعين بدله الأمير على بك مدير جرجا ؛ وكان رضوان بك إذ ذاك بالحجاز مع الركب المصرى يؤدى وظيفته ، فأرسله الوزير بدله يحمل كتاب الاستقالة ، فلما وصل إلى الحجاز واجتمع به صدر الأمر من الدولة العلية بعزل الوزير المذكور وتعيين عبد الرحمن باشا فى مكانه ، فتمكن رضوان بك بعد ذلك أن يسترد استقالته من الوزير الجديد ، وما برح على ذلك حتى توفى فى سنة 1066هت / 1656م ودفن بمسجده بالقرافة ، وله من الآثار قصبة الأمير رضوان خارج باب زويلة ، وهى عبارة عن قيسارية تعلوها مساكن وباسفلها حوانيت ، ويتوسطها زاوية أخرى معروفة به ، وفى نهايتهافندق يجاوره مساكن ، وفى مقابله مقعد جميل داخل دار عائشة خاتون ابنة الملك الناص روقد آلت إليه وسكن بها ، وهو مقعد فاخر احترق منذ حوالى خمسين سنة ، ثم أصلح ما تلف منه ، كما جددت القصبة وأعيد سقفها ، وتجدد الفندق وما يجاوره من المساكن ، ونسب إليه ربع الدهيشة خلف مدرسة الناصر فرج تجاه باب زويلة ، وهو من وقف الملك الناصر محمد بن قلاوون على قاعة الدهيشة أو العروسة بالقلعة ، وآل إليه بيت سمندر خاتون فجدده وأصلح ما تخرب منه ، وتحتفظ وزراة الأوقاف بكتاب وقف له مؤرح فى 10 من شوال سنة 1057هـ / 1647 م لهذه العمارة ، وآل إليه أيضا قاعة البدرى وهى التى كانت مشغولة بمدرسة الجمعية الخيرية إلى أوائل هذا القرن

ولم يترجم له الجبرتى فى تاريخه ، بيد أنه ذكره فى ترجمة الأمير حسن أغا بلفيا الفقارى بقوله : ( وغالب أمراء مصر وحكامها يرجعون فى النسبة إلى أحد البيتين ، وهما بيت بلفيا وبيت رضوان بك ، صاحب العمارة المتوفى سنة خمس وستين وألف ثم عقب على ذلك بقوله ( وكان رضوان بك هذا ، وافر الحرمة مسموع الكلمة تولى إمارة الحج عدة سنين ، وكان رجلا صالحا ملازما للصوم والعبادة والذكر ، وهو الذىعمر القصبة المعروفة خارج باب زويلة عند بيته ، ووقف وقفا على عتقائه وعلى جهات بر وخيرات ؛ وكان من الفقارية

ومن ورثة رضوان بك هذا : الأمير حسن بك الفقارى صاحب الدار المعروفة بإنشائه فى سنة 1261ه 1845م ، الثائمة بداخل سوق الخلعيين المعروف سابقا بعطفة ( أمين أغا ) ألا لايبلى وبعطف الحمام وبالسكرية وأخيرا بعطفة القاياتى ، بلصق دار الأمير شيوه كار قادن المجاورة لبيت القاياتى ، وليس هو الأمير رضوان كتخدا الجلفى المتوفى بأولاد يحيي من الصعيد فى سنة 1169هـ / 1756 م كما يتبادر إلى الذهن

وفى مقابل هذا الثر سقاية ماء على رأسى الزقاق المعروف بزقاق رضوان بك ، تنسب إلى الأمير رضوان بط هذا ، والصواب انها من إنشاء يوسف باش شاويش كما يؤخذ من المذكرة التاريخية التى تقرأ فى إفريز بأسفل السقف ونصها :

البسملة : إنافتحنا لك فتحا مبينا – إلى مستقيما .
أسس هذا السبيل من فضل الله تعالى وجزيل
عطائه الغفير ، إلى الله تعالى المرحوم يوسف باش
شاويش سنة 1102



مسجد البدرى

هذا المسجد لم يذكره المقريزى فى الخطط ، واشار إليه فى السلوك فى ترجمة منئشئه بقوله : ( وله مسجد خارج باب زويلة ؛ واقتصار المقريزى على هذه العبارة يدل على أنه لم يهتد إلى هذا المسجد اهتداءه إلى ما ذكره من المساجد فى الخطط ، وسماه السخاوى بالمدرسة البدرية ووضعه بالشارع الأعظم أى فى وضعه الصحيح ، وحدد مكانه من خط الشارع الأعظم كتاب وقف رضوان بك المحتفظ به بقسم محفوظات وزارة الأوقاف المؤرخ باليوم الثانى من ربيع الأول سنة 1053 هـ/ 1643 م وتحتفظ دار الآثار العربية بأثر من هذا المسجد ، هو بلاطة بتاريخ إنشائه ورد فيها ما يلى :

البسملة . أمر بإنشاء هذا المسجد المبارك العبد
الفقير إلى الله تعالى . الجناب العالى البدرى
بكتوت القرمانى الجاشنكيرى المالكى المظفرى
بتاريخ سنة تسع وسبعمائة


(( يتبع ))


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 19, 2024 4:26 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222


مسجد الشيخ صالح العبيط



كان يقع هذا المسجد فى خطة من خطط القاهرة عرفت فيما بعد بخط الزريبة نسبة لزريبة الأمير قوصون الناصرى ، كان الملك الناصر محمد بن قلاوون فى سنة 714هـ / 1314م حول الميدان الظاهرى الذى احدثه الملك الظاهر بيبرس بين حكر ابن الأثير وخط فم الخور _( حى جركس ومعروف ) بستانا زرع فيه ثمارا من الفاكهة الشامية ، ثم وهبه للأمير قوصون المذكور فوقفه وقفا مشتركا بكتاب وقف تحرر فى 23 رمضان سنة 731هـ / 1330 م ، ثم بنى فى جنوبه هذه الزريبة ، فعرف الخط بها ثم عرف بعد حين بخط مناخ الجمال ، حده الغربى الجزيرة الوسطى ، والشرقى أرض بستان الخشاب ، والبحرى الميدان ، والقبلى الجزيرة المرادية

- ثم عرفت هذا الخط بأرض العبيط ، وتدخل فى أرض الجزيرة من الجهة الشرقية والقبلية منذ حل بها العبيط ومات بها ، واستمرت له هذه الحدود إلى أن تطورت تطورا آخر فصار حده نهر النيل والجزيرة غربا ، وشرقا ميدان قصر النيل ( ميدان التحرير ) حاليا وقصر المرحوم الحاج عمر غراب ابن على الصفاقصى ، الذى حل فى محله قصر مقر المرحوم محمدمختار باشا الغازى ، معتمد تركيا فى مصر ، فجمع مبنى الحكومة الحالى ، وجنوبا جزيرة الخيوطيين والمناخ وميدان المرماح والجنينة ( حى الاسماعيلية وجاردن سيتى )
-
- والعبيط هذا الذى نسب إليه هذا الخط هو الشيخ صالح بن عبد الله الجزيرى ، عرف بالعبيط وبالجزيرى نسبة لإقامته بها ( توفى فى ربيع الأول سنة 781هـ / 1379 م قال ابن حجر فى ترجمته فى إنباء الغمر بأنبا العمر ( مخطوط بدار الكتب ) ودفن بمقبرة الجزيرة الوسطى
-
- وذكر العشرانى فى طبقاته الكبرى والطبقات الوسطى مخطوطة بدار الكتب فىترجمة الشيخ محمد رويجل المعروف بالعريان أنه مات فى سنة 923 هـ / 1517م مقتولا بطريق بولاق ودفن فى مقبرة الجزيرة
-
- وهذا النص يقطع بان العبيط هذا لم يدفن فى المسجد الذى بناه كريم الدين الكبير ، أحد مسالمة النصارى فى عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون فى سنة 716هـ / 1316م كما ذكر ذلك المرحوم محمد رمزى فى تعليقاته على النجوم الزاهرة ، وذلك لتخرب هذا الخط وتخرب ما فيه من دور ومساجد وغيرها منذ سنة 806هـ / كما اكد ذلك المقريزى فى خططه
-
- وابن حجر وهو معاصر ويترجم فى كتابه يؤكد أن العبيط دفن فى مقبرة الجزيرة لا فى جامع كريم الدين ، وبعده الشعرانى فى ترجمة رويجل المذكور يؤكد أنها ظلت مقبرة لساكنى هذا الخط إلى سنة 961هـ / 1554م وقد بقى قبر العبيط ورويجل فى هذه المقبرة حتى أزيلت منها المقابر ومنع الدفن فيها واستبقى فيها قبر العبيط ورويجل ، فقام المعلم زيدان الرماح ببناء مسجد وقبة على القبر فى سنة 1021هـ / 1612 م ومات سنة 1025هـ / 1616م ودفن بالمسجد مع العبيط ورويجل ، وفى سنة 1194 هـ / 1780 م جدده ووسعه المرحوم الحاج عمر غراب المذكور ووقف عليه مرتبا من غلة موقوفاته للصرف على إقامة الشعائر به ، كما ورد ذلك بكتاب وقفه المحرر فى 17 من رجب سنة 1196هـ / 1781م ومات فى التاسع من المحرم سنة 1200هـ / 1785 م كما فى الإضمامة رقم 329 – 1199
-
- والجزيرة الوسطى هى التى عرفت بجزيرة أروى وتقع بين جزيرة الروضة وجزيرة مليحة برملة بولاق ، وهذا مأتى تسميتها بالوسطى ، حدها القبلى جزيرة الروضة ( موردة البلاط ، القصر العالى والجنينة ) والبحرى كوبرى إمبابة ورملة بولاق ، والعربى البحر الأعظم وكوبرى الزمالك ، والشرقى نهر النيل ، وقد دخلت فى موقوفات السلطان مراد الرابع كما بيناه فى هذا الكتاب
-
- واستمر المسجد على هذا التجديد حتى أعادت تجديده المرحومة شفق نور ، والدة الخديو محمد توفيق باشا فى سنة 1297هـ / 1880 م وقام بوضع تصميمه المرحوم المهندس محمد رجائى بن محمد عيسى قبودان الرودسى ، من مواليد الإسكندرية فى سنة 1258 هـ / 1842م
- وبه أضرحة العبيط ورويجل وزيدان ، وقرأت على بابه النص التاريخ الذى سجل تجديد شفق نور للمسجد فى ثلاثة أبيات هذا نصها :

ذا مسجد لرضا الرحمن قد بنيا
والنور قد حفه وطاب مورده
أنشأه والدة الخديو من كرم
فكم بتوفيقها خيرا تجده
وقد تكامل جاء العز أرخه
بشرى تأسس للعبيط مسجده
1297= 512 521 191 113
( المهندس محمدرجائى – كتبه أحمد زكى )


- وقد ظل أسم العبيط على هذه الأرض حتى سنة 1360 هـ / 1941م فاستبدل باسم السلطان حسين كامل سلطان مصر ، وما حققناه عن هذا المسجد والحالين به يذيل ما وهم فيه على مبارك ومحمد رمزى وغيرهما من المشتغلين بهذه المعالم
-
- تنظيم خط الزريبة وأرض العبيط ، ويبدأ تنظيم هذه المنطقة التنظيم الحالى منذ سنة 1288هـ /1871 م فوضعت له الحكومة مشروعا قضى بضم أرض الزريبة وجزيرة الخيوطيين وأرض المرماح إلى بعضها واتخاذ حى واحد منها يسمى الإسماعيلية نسبة للخديو إسماعيل ، الذى كان يتوسد عرش الخديوية وقتئذ حده البحرى جشر جناين أرض السبتية وحكر ابن الأثير وفم الخور حتى أرض الميدان ، والغربى ترعة الإسماعيلية الممتدة من ساحل النيل تجاه الميدان حتى غيط الناصرية وقصر الشهابى أحمدالعينى وارض منشأة المهرانى ، والحد القبلى منشأة الكتاب وموردة البلاد وخط القصر العالى والجنينة والشرقية اللوق وأرض بستان الخشاب الشرقية ومنشأة الفاضل ، وأرض الليالى المنيرة ( المنيرة ) وجعل المشروع الشوارع فى هذا الحى مستقيمة متقاطعة على زوايا قائمة وجعل فى جانب كل شارع وحارة رصيفا للمشاة وأمرها بالأمواه والإنارة وغرس الأشجار بها حتى صارت هذه الأحياء بعد أن كانت مقفرة موحشة تضارع فى حسنها أكبروأهم الأحياء الحديثة
-
- وصارت من أبهج اخطاط القاهرة وزادها تحسينا وبهجة ما حدث بها منذ سنة 1371هـ / 1952م وبعد قيام الثورة 23 يوليو 1952 فقد نقضت مسجد العبيط وجددت بدله مسجدأ أحر وأطلقت عليه أسم المرحوم عمر مكرم وأقامت على أرض قصر النيل مبنى الجامعة العربية وبمنى محافظة القاهرة ومبنى مجمع التحرير على أرض عمر غراب ونظمت الميدان تنظيما خلقه خلقا جديدا



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 23, 2024 2:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222


جامع عابدين بك ( المدرسة المجدية )
أثر رثم 524 لسنة 1071هـ / 1661م



هذا المسجد الجامع بنهاية شارع عمرو بن العاص ( مصر القديمة ) أمام المقياس على كورنيش النيل ، فى جانب السور الغربى لمدينة فسطاط مصر ، بين خوخو حمام الريس ( حارة الخوخة ) وزقاق الريس المعروف بشارع الشيخ رويش ، منسوب إلى أمير اللواء السلطانى الشريف زين العابدين بك المشهور بعابدين بك ابن بكير أغا لتجديده له فى سنة 1071هـ / 1661م ( تشابه اسمه مع اسم معاصره عابدين بيك صاحب المسجد بسويقة صفية المنسوب إليه حى عابدين ) ، وهو ما تثبته المذكرة التاريخية التى وجدت على أسكفة بابه فى عبارة هذا نصها

أنشأ هذا المسجد من فضل الله تعالى وعونه العبد
الفقير المقر . بالعجز والتقصير عابدين بك أمير
اللواء السلطانى بن المرحوم أمير ، باكير غفر الله له
سنة إحدى وسبعين بعد الألف


لا يزال المسجد مصطبعا بهذه العمارة حتى اليوم ، وتحتفظ به كأثر تاريخى ، أهم ما يميزه واجهته ومئذنته التى تقوم فى الجانب الشرقى منه وقد سقط مشرفها ، ومنذ نصف قرن كان به مجموعة من القاشانى تحلى جدرانه فسقطت أو استهلكت او امتدت إليها الأيدى تدريجيا ، وبقيت منها بقية نقلت إلى دار الآثار العربية للاحتفاظ بها .

زقاق الريس

وقد عرف الأهالى هذا المسجد بالشيخ رويش نسبة إلى ضريح يعرف بهذا الأسم ، قائم خلف المئذنة على رأس عطفة الدهمة فى داخل حارة الخوخو المجاورة لهذا المسجد جنوبا عليه قبة من اللبن وله باب غربى ، وهذا الاسم محرف عن الريس صاحب الحمام والقبو والزقاق وبه عرفت الخطة كما قدمنا آنفا ، وهو الريس فتح الدين صدقة بن زين الدين أبى بكر المعروف بالريس ، كان رئيسا لدار الخلافة العباسية بمصر فى العصر الأشرفى الناصرى ، وأنشأ هذاالخط بين سنتى 774هـ -775هـ / 1373 – 1374م وإليه ينتسب جامع محمد بن اصيل البسطامى صاحب المسجد المعروف به بشارع البسطامى المتفرع من شارع دار الصناعة بجزيرة الروضة لتجديده له فى سنة 776هـ / 1375م

مدرسة ابن رشيق

والضريح المذكور الذى عرف باسمه لوقوعه فى حية هو بقية من مدرسة كانت تعرف بابن رشيق ، ذكرها المقريزى فى الخطط فى عبارة مختصرة ، ومنشؤها هو القاضى علم الدين محمد بن الحسين بن عتيق بن الحسين بن رشيق الربعى من شيوخ المالكية ، وتوفى قضاء الاسكندرية ومولده بها فى سنة 595هـ / 1199م وتوىف بمدرسته هذه فى سنة 680هـ / 1281م ودفن بها

هو محمد بن الحسين بن عيتق بن الحسين ابن عتيق بن عبد الله بن رشيق أبو الحسين الربعى المصرى المالكى الفقيه المفتى الملقب علم الدين ابن شيخ المالكية
وهو وأبوه وجده بيت علم
كان رحمه الله إماما فاضلا مفتيا فى المذهب وولى قضاء المالكية بثغر الاسكندرية وسمع من ابىالحسين محمد بن احمد بن خيرة وسمع من أبىالحسن على بن الفضل المقدسى وابن جبير وأبى محمد عبد الله ابن محمد بن المحلى وعبد القوى بن الحباب
سمه منه ابو العباس احمد بن محمد الظاهرى والشهاب الإربلى وكان من سادات المشايخ ؛ جمع بين العلم والعمل والورع والتقوى ، توفى سنة ثمانين وستمائة ومولده خمسة وتسعين وخمسمائة

المدرسة المجدية

والمسجد المترجم له كان فى الأصل مدرسة تعرف بالمجدية أنشأها الشيخ مجد الدين عبد العزيز بن حسن التميمى الخليلى ( مجد الدين أبو محمد عبد العزيز بن الحسين بن الحسن الدارى الخليلى المصرى والد الصاحب فخر الدين بن الخليلى ، ولد سنة 599هـ /1203م بمصر وتوفى سنة 680هـ / 1281م ، قال الشيخ قطب الدين عنه ( زعم أنه من ولد تميم الدارى ، وكان متدينا ، متعبدا ، له وجاهة فى الدولة وعلى ذهنه من الأيام والتواريخ قطعة صالحة وسمع الشفاء لعياض بن الحسن بن جبير الكنانى ودهل بغداد وسمع منالفتحبن عبد السلام وابى على ابن الجواليقى والداهرى وعمر بن كرم وزكريا العيلبى ) وتمت فى شهر ذى الحجة سنة 663هـ / 1265م ذكرها ابن دقماق فى الانتصار ووضعها بأسف خط حمام الريس فى درب بلاط المسلوك منه الى زقاق الريس فى جوار مدرسة ابن رشيق ، قال : وقرر فيها مدرسا ومعيدين وعشرين نفرا وإماما و مؤذنا ووقف عليها جميع الغيط بالمرتاحية واراضى بمحلة الأمير وبرشيد وبناحية بلقس وعقار بنهاية شارع عمرو درب بلاط وبشارع محمد الصغير وتوفى التدريس بها الصاحب فخر الدين إلى وفاته ، واليه ينسب الرباط المجدى بجزيرة دار السلام المعروفة بمسجد يوسف العجمى ، وقد ذكرناه فيا تقدم

وذكرها المقريزى فى الخطط وسماها المدرسة المجدية الخليلية ؛ وأفاد ان فخر الدين عمر بن عبد العزيز ( وهو ابن المنشىء ) درس بها إلى حين وفاته فى سنة 711هـ / 1311م وهو المترجم له فى النجوم الزاهرة قال مؤلفه وكان مولده سنة 640هـ / 1243م وتوفى الوزراة فى دولة الملك السعيد بن الظاهر بيبرس ثم بعدها غير مرة إلى ان عزله الملك الناصر وتوفى منشؤها مجد الدين فى دمشق فى 13 ربيع الأخر سنة 680هـ / 1281م

وهى غيز الزاوية المجدية التى كانت بصدر جامع عمرو بن العاص لجهة الشرق كقسم من أقسام التدريس فبه ، إنشاء الوزير محيى الدين الحارث بن خلب الأزدى البهنسى وزير الملك الشرف موسى بن العادل بن ابى أيوب بحران المتوفى بدمشق فى صفر سنة 628هـ / 1231م


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 27, 2024 6:06 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222


مسجد سليمان ميسو كاتب اليومية



بتربية الحريريين ( تربيعة جانى بك ) كان مسجدا قديما يعرف بالشيخ رضى الدين ، ثم جدده هذا الكاتب فى سنة 1181هـ / 1767 م وأوقف عليه وقف فى الثامن من محرم سنة 1182 هـ ( وهذا المسجد بشارع التربيعة بجوار شارع الأزهر

وهذا الكاتب له مآثر من فعل البر ، جدد مشهد ومسجد السيدة فاطمة النبوية الكبرى رضى الله تعالى عنه بدرب بطوط بسوق الغنم ظاهر الدرب الأحمر وهو القائم الآن ( مسجد السيدة فاطمة النبوية بالدرب الأحمر ) فى هذه السنة ن ورتب له من وقفه 60 ألف نصف فضة ، كما له موقوفات اخرى طوتها كتب ايقافه الصادر اولها فى 22 من ربيع الأول سنة 1164 هـ - وزرع النوى داخل الدر بالمعروف بالنبوية على يسرة السالك للتبانة ودرب السباع وصرف على ذلك مبلغا قدرة ستون ألف نصف من الفضة ، وكتاب الضم الصادر فى 20 محرم سنة 1185هـ باعيان بدرب اليانسية ، محكر بعضها من وقف يوسف أغا المعمار وزوجته آمنة خاتون بنت صفر اغا معمار باشى كان ، وحصته 12 ط فى نفس الحى من وقف الحرمين الشريفين ومرتبات بالرزنامة مبين مفرداتها بكتاب الوقف الأخير وحانوت بالدرب الأحمر تجاه المدرسة القجماسية من وقف رضوان المقدسى

وقد آل النظر على هذه الموقوفات إلى فاطمة السمراء عتيقة نفيسة المعروفة بزوجة شعبان أغا ال موتها ناحية الجديدة شرقية فى يناير سنة 1897هـ وبعد موتها وضع محمد نافع ابن زوجها جوهر يوسف يده على هذه الأعيان الموقوفة وأدعى تملكها له ، ولكن وزراة الأوفاف استخلصتها منه وشلت وضع يده ، وهى تدير هذه الأوفاف الخيرية لحساب واقفها المذكور حتى الآن ( وكاتب اليومية وظيفة المنشىء ) خدمته فيها ربط الصرة المرادية مع صرة الحكومة التى ترسل سنويا مع حامل الصرة إلى الحرمين الشريفين لتوزيعها على فقراء مكة والمدينة المنورة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ، من وقف السلطان مراد الرابع ، وقدرها 88 كيسا روميا 2277 نصف فضة

والكيس الرومى 44 جنيها ، و200 نصف فضة ، والجنية يساوى 450 نصف فضة والنصف فضة عملة حالية تساوى 2 مليم ونصف الربع ، والريال تسعين نصف فضة والقرش الرومى 8ر7 من 8 من القرش المصرى الحالى ومن اختصاص كاتب اليومية أيضا ربط دفاتر مرتبات ( جامكية ) العساكر الجهادية وتعدادها والوراد إليها يوميا ، وصرف مرتبات الأرامل من النساء والأيتام والمرتبات المقرر صرفها للفقراء والعجزة والعميان بالأزهر والفقراء من طلبته ، ويعاونه فى هذه الخدمة أربعة أفندية وعوائد ( مرتب ) هذه الكاتب كان يتقاضاه بنسبة مئوية مما يتحصل عنده من المال فى كل يوم مضافا إليه مرتب رمزى من باشا البلد

ملحوظة : النصف فضة يساوى ذلك من العملة الحالية 3881 جنيها ونصف ، هذا المبلغ كان يرسل مرة مع المحمل فى كل عام زائد دشيشة الغلال المرادية زائد دشيشة السلطان قايتباى والد شيشة المحمدية وقد استمر ذلك إلى ان الغى الأحتفال بالمحمل وألغيت مراسيمه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: المزارات الإسلامية والآثار المصرية ( للعلامة حسن قاسم )
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 29, 2024 4:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6222


التكية الغنامية

مسجد طبوزاده



بحارة الكماخيين بحكر ابى الشوارب حارة ابى الشوارب رقم 23 غربى بستان غيط العدة ، أنشاها المرحوم محمد بك طبوزاده ؛ كتخدا الديوان الخديوى ، وبنى له مدفنا فيها بالناحية الغربية ودفن فيه بعد وفاته فى سنة 1256هـ / 1840 م وهو جد عائلة طبوزاده الذين ظهر منهم حسين بك طبوزاده وحفيده حسين رشدى ناظر النظار السابق ويواجه قبر طبوزاده ضريح المرحوم الشيخ محمد الغنام الشاذلى ، هو معتقد طبوزاده المذكور وشيخه فى التسليك والتربية الروحية ، مات سنة 1279هـ / 1862 م ودفن فى قبر منفرد بالجهة الشرقية من التكيةو وقرأت على قبره الأبيات الآتية :

هذا مقام محمد الغنام
حبر عظيم عالم همام
داعى رسول الله أشرف ذا الورى
بالأنبياء مقدم وإمام
أنشأه مجتهدا حسين مرابط
فجزاه ربى حبذا الإكرام
لما بدت أنوراه أرخته
أنجد به محمد الغنـــــــــام
( 85 7 92 1122 1279 )


وقد عرف هذا المسجد بالتكية الغنامية ، وحبس عليها أوقاف داره ، تنظر عليا الشيخ على رضا القوله لى طبوظاده للواقف لأصل ذلك ، ثم أعقبه الشيخ محمود العراقى والشيخ على الجنيد ن وهما زوجا كريمتى الواقف المذكور ن مات الواقف فى سنة 1284هـ / 1867 م ومات الشيخ محمود العراقى سنة 1306م / 1889 م والموقوف على التكية هو :

س ط ف
- 8 86 بزمام بلدة القس مركز بنى مزار ، أوقفتها الست آمنة دور وشقيقة
الواقف مع منزلين ، أحدهما بحارة القاضى ، والآخر بدرب العواليم
بغيط العدة

2 18 24 بزمام كفر الديمى وسقارة ، موقوفة من قبل الشيخ على رضا البر
طبوزاده

30 موقوفة من قبل حسن حبيب باشا



وقد كان لكثرة الموقوف على هذه التكية وعدم توجيه العناية إليها بعد موت الشيخ الغنام وإمساك نظا الوقف على تنفيذ شروط الواقفين ، ما دفع إلى تنظر الأوقاف عليها ، فتنظرت عليها بإذن من المحكمة الشرعية بعد وفاة آخر ناظر لها وهو المرحوم الشيخ على الجنيد فى سنة 1306هـ / 1889 م وقام من أجل ذلك نزاع بين الوزارة وبين الموقوف عليهم من ذرية طبوزاده

واتجهت الوزارة بعد تنظرها إلى صرف المبلغ الذى تغله هذه الموقوفات وهو 1200 جنية سنويا إلى جهات بر اخرى فأهملت التكية من حينئذ وعفى قبر شخصية كان له امواقف مشرفة مع الأنجليز المستعمرين فى موقعة رشيد وهو المرحوم طبوزاده ( تراجع ترجمته ومواقفه المحمودة فى هذا الصدد من ذيل الجبرتى الذى سيصدر قريبا )

ولطبوزاده أثر ىخر بعيط العدة وهو سقاية ماء ومكتب ومسجد جامع برشيد أنشأه لذكرى الانتصار الذى أحرزه فى رشيد واجلى به دعاة الاستعمار وأعوانهم أنشأهما فى سنتى 1241هـ 1826 م – و – 1242هـ 1827 م

وينحدر طبوزاده هذا من اسرة عريقة بأستانبول فكان أبوه حسين بك حسن مختار ، فيوجى باشى للسلطان وهادر من أسرته عددكبير استقروا بمصر وكانت لهم بها مراكز رفيعة فى الدولة وقد جمعت مسجد الجبرونى بقرية أم دنين – المقس – عددا كبيرا من دفناهم ، فدفن به احمد بك قوله بن حسين ، وكيل ديوان المدارس وابنته المرحومة فاطمة ومحمد شلبى بن على أحمد قوله لى ، وهو أول القادمين لمصر من هذه الأسرة وقد قرأنا على قبر كل منهم النصوص الأتية :

قبر أحمد بك فى سبعة أسطر

هذا قبر المرحوم الى الله تعالى قولا لى أحمد بك وكيل
ديوان المدارس سابقا تابع الحاج محمد على باشا ابن
حسين ، توفى يوم الأربعاء 13 رمضان سنة 1260هـ


وبأعلى باب المدفن نص آخر كهذا ، وعلى شاهد تربة محمد شلبى هذا النص من خمسة أسطر

هذا قبر المرحوم محمد شلبى بن سيدى على أحمد ، توفى إلى رحمة الله تعالى فى شهر ربيع الأول سنة 1209هـ وهذا غير سيدى محمد شلبى المدفون بحارة الدليل ( بير المش بالدرب الأحمر أمام سيدى سعد الله فهذا هو العالم أبو عبد الله محمد بن يوسف الشلبى الحنفى )

وقد جدد المرحوم حسين غالب رشدى ، أيام كان مستشارا بوزراة الخارجية هذاالمدفن فى شهر صفر سنة 1368 هـ - شهر ديسمبر سنة 1948م وهذاما أثبته نص مكتوب بالمدفن فى ثلاثة أسطر

ومن بين القبور التى بالمدفن قبر المرحومة فاطمة بنت أحمد أغا قوله لى ، ماتت سنة 1298هـ / 1881 م وهذا المدفن لا يزال قائما داخل الفندق ( اللوكاندة ) القائمة بين شارع كلوت بيك وباب الحديد

وقد أزيلت زاوية وتكية الغنامية ومقام سيدى محمود غنام ومقابر اخرى قديمة بعد عام 1952 ، ودخلت مساحتها ضمن حوش مدرسة حديثة مجاورة



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 85 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4, 5, 6

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط