مولده صلى الله عليه وسلم
===============
ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واشرقت أنواره البهية ، يوم الأثنين لاثنتى عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول عام الفيل سن ة 571 من ميلاد سيدنا المسيح سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام
وقد شاهد يهوذى نجم مولده صلى الله عليه وسلم وأخبر به قومه ، وكانوا على علم من ظهوره فى جزيرة العرب وقرب مجيئه .
ولما وضعته أمه السيدة آمنة ، محتونا مسرورا ، وقع إلى الأرض مقبوضة أصابع يديه مشيرا بالسبابة كالمسبح بها ، ولما نظر اليه جده سماه محمدا ، فسئل فى ذلك وقيل له كيف سميته بأسم ليس لاحد من آبائك وقومك ، فقال إنى لأرجو أن يحمده أهل الارض كلهم وذلك لرؤيا كان رآها جده وقد ذكر حديثها ، وهى أن عبد المطلب رأى فى منامه ، كأن سلسلة من فضة خرجت من ظهره لها طرف فى السماء وطرف فى الارض وطرف فى المشرق وطرف فى المغرب ثم عادت كأنها شجرة على كل ورقة منها نور ، وإذا أهل المشرق والمغرب كأنهم يتعلقون بها فقصها فعبرت له بمولود يكون من صلبه ، يتبعه أهل المشرق والمغرب ويحمده أهل السماء والارض فلذلك سماه محمدا مع ما حدثته به امه حين قيل لها إنك حملت بسيد هذه الآمة ، فإذا وضعتيه فقولى أعيذه بالواحد ؛ من شر كل حاسد ، ثم سميه محمدا ، ورأت حين حملت به أنه خرج منها نور رأت به قصور بصرى من أرض الشام ، وتسمى بهذا الاسم من العرب ، عدد قليل كان آباؤهم يضمعون أن يكون الرسول المنظر منهم .
وقيل أن عبد المطلب دخل به الكعبة ، وعوذه ودعا له وقال وهو يعوذه :
الحمد لله الذى أعطانى
هذا الغلام الطيب الأردان
قد ساد فى المهد على الغلمان
أعيذه بالبيت ذى الأركــــــان
حى يكون بلغة الفتيــــــــــــــــــان
حتى أراه بالغ البنيــــأن
أعيذه من كل ذى شنــــــــــــــــآن
من حاسد مضطرب العنان
والرؤيا التى بشر بها جده وأمه ، تلائم ما ورد فى القرآن الكرين من رءيا يوسف عليه السلام ، وصدق مدلولها ، وتوافق ما حصل لموسى عليه السلام فى مهده وإلقائه فى اليم .
أسماؤه صلى الله عليه وسلم
================
له أسماء كثيرة ، وكثرة الاسماء تدل على عظم المسمى من هذه الاسماء ، محمد ، وأحمد ، والماحى ( الذى يمحو الله به الكفر ) والحاشر ( الذى يحشر الناس على قدميه ) والعاقب ( جاء عقب الآنبياء ) وخاتم ، ويس ، وطه ، والزمل ، والمدثر ، أول شافع ، أجود الناس ، أحسن الناس ، حبيب الرحمن ، الهادى ، وكنيته المشهورة أبو القاسم وله أسماء وصفات غير ذلك كثيرة .
ولما خير صلى الله عليه وسلم بين أن يكون نبيا ملكا ، أو نبيا عبد أختار أن يكون نبيا عبدا ( سبحان الذى أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام ) الآية
الحمد لله الذى أنول على عبد الكتاب ) الآية
وهذا أشرف الاسماء .
وكانت له فى الجاهلية أسماء اخرى منها : الصادق ، الأمين ، والمأمون
اللهم صلى وسلم وبارك وأنعم على سيدنا حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
( فضيلة الشيخ أحمد ابى رحاب )
من مجلة الاسم سنة 1936