موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 40 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: بدع ابن تيمية: تحريمه السفرلزيارة قبر الحبيب صلى الله عليه و
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 08, 2006 2:24 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 16, 2004 10:51 am
مشاركات: 78
[align=justify][font=Times New Roman]الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى ءاله وصحبه ومن والاه ونعوذ بالله ورسوله من شر الغلاة

من جملة ضلالات ابن تيمية الحراني تحريمه السفر لزيارة قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم حيث ذكر ذلك في عدة من كتبه فقال في كتابه المسمى الجواب الباهر في زوار المقابر ما نصه: وأما من قصد السفر لمجرد زيارة القبر ولم يقصد الصلاة في مسجده وسافر إلى مدينته فلم يُصل في مسجده صلى الله عليه وسلم ولا سلم عليه في الصلاة بل أتى القبر ثم رجع فهذا مبتدع ضال مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإجماع أصحابه ولعلماء أمته.اهـ

ثم قال في نفس الكتاب: وأما هو صلى الله عليه وسلم فيشرع السفر إلى مسجده وينهى عما يوهمه أنه سفر إلى غير المساجد الثلاثة.اهـ ثم قال في موضع ءاخر من نفس الكتاب: وأما إذا قُـدِّرَ من أتى المسجد فلم يصلِّ فيه ولكن أتى القبر ثم رجع فهذا هو الذي أنكره الأئمة كمالك وغيره وليس هذا مستحبا عند أحد من العلماء وهو محل النـزاع هل هو حرام أم مباح؟ وما علمنا أحدا من علماء المسلمين استحب مثل هذا بل أنكروا إذا كان مقصوده بالسفر مجرد القبر من غير أن يقصد الصلاة في المسجد وجعلوا هذا من السفر المنهي ولا كان أحد من السلف يفعل هذا.اهـ

ثم قال ابن تيمية في نفس الكتاب: وقد ذكر أصحاب أحمد في السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين هل تقصر فيها الصلاة أربعة أقوال: قيل لا يقصر مطلقا وقيل يقصر مطلقا وقيل لا يقصر إلا إلى قبر نبينا صلى الله عليه وسلم وقيل لا يقصر إلا إلى قبره وقبور الأنبياء دون قبور الصالحين. والذين استثنوا قبر نبينا صلى الله عليه وسلم لقولهم وجهان: أحدهما وهو الصحيح أن السفر المشروع إليه هو السفر إلى مسجده وهذا السفر تقصر فيه الصلاة بإجماع المسلمين.اهـ

وقال في كتابه الفتاوى ما نصه: قالوا: ولأن السفر إلى زيارة قبور الأنبياء والصالحين بدعة لم يفعلها أحد من الصحابة ولا التابعين ولا أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين فمن اعتقد ذلك عبادة وفعلها فهو مخالف للسنة ولإجماع الأئمة.اهـ
وفي كتاب الرد على الأخنائي قال ابن تيمية ما نصه: فإذًا من اعتقد أن السفر لقبور الأنبياء والصالحين قربة وطاعة فقد خالف الإجماع وإذا سافر لاعتقاده أن ذلك طاعة كان ذلك محرَّما بإجماع المسلمين فصار التحريم من جهة اتخاذه قربة.اهـ

وقال ابن تيمية أيضا في كتابه الفتاوى ما نصه: بل نفس السفر لزيارة قبر من القبور منهي عنه عند جمهور العلماء حتى إنهم لا يُجَوِّزون قصر الصلاة فيه بناء على أنه سفر معصية لقوله الثابت في الصحيحين: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا وهو أعلم الناس بمثل هذه المسألة.اهـ

وقال ايضًا في نفس الكتاب:" وربما كان مقصوده بالحج من زيارة قبره أكثر من مقصوده بالحج، وربما سوى بين القصدين، وكل هذا ضلال عن الدين باتفاق المسلمين، بل نفس السفر لزيارة قبر من القبورـ قبر نبي أو غيره ـ منهي عنه عند جمهور العلماء، حتى إنهم لا يجوزون قصد الصلاة فيه، بناء على أنه سفر معصية ؛ لقوله الثابت في الصحيحين‏:‏ ‏(‏لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد‏:‏ المسجد الحرام، والمسجد الأقصى، ومسجدي هذا‏)‏ وهو أعلم الناس بمثل هذه المسألة‏.‏ ا.هـ.
وقال في موضع اخر من بلاويه:" ولا يسافر أحد ليقف بغير عرفات، ولا يسافر للوقوف بالمسجد الأقصي، ولا للوقوف عند قبر أحد، لا من الأنبياء، ولا المشايخ، ولا غيرهم، باتفاق المسلمين، بل أظهر قولي العلماء أنه لا يسافر أحد لزيارة قبر من القبور.

ان المتابع لحال ابن تيمية يرى تشنيع ابن تيمية وانكاره الشديد على موضوع شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم او لقبر ونبي او ولي. ويعتمد الحراني ابن تيمية في تحريمه لشد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم على ثلاثة امور ذكرها كثيرًا في كتبه:

1-الامر الاول حديث:" ‏(‏لا تُشَدُّ الرِّحال إلا إلى ثلاثة مساجد)"
2-والاخر تضعيفه للاثار الواردة بسنية الزيارة ففي الفتاوى ما نصه‏:‏ ‏(‏من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي‏)‏ وأمثال هذا الحديث مما روي في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فليس منها شىء صحيح، ثم قال: رواه الدارقطني والبزار في مسنده، ومداره على / عبد الله بن عبد الله ابن عمر العمري، وهو ضعيف، وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة قبره ولا قبر الخليل حديث ثابت أصلا
3-ثم تكراره كثيرًا لقول الامام مالك حيث قال:"وقد كره مالك أن يقول الرجل‏:‏ زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم‏.‏قالوا‏:‏لأن لفظ الزيارة قد صارت في عرف الناس تتضمن ما نهى عنه،فإن زيارة القبور على وجهين‏:‏وجه شرعي،ووجه بدعى‏.‏ ا.هــ.

1- فأما تعلق ابن تيمية لتحريمه زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم بالحديث الذي رواه البخاري ومسلم وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تُشـدّ الرّحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجدي هذا ومسجد الحرام ومسجد الأقصى. فالجواب: أن أحدا من السلف والتابعين وأتباعهم لم يفهم ما فهمه ابن تيمية، بل زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم سواء كانت بسفر أو بغير سفر كسكان المدينة قربة مطلوبة من أفضل القربات والطاعات وسنة حث عليها النبي صلى الله عليه وسلم وقد نص الحنابلة كغيرهم على كون زيارة قبر نبينا صلى الله عليه وسلم سنة سواء قصدت بالسفر لأجلها أو لم تقصد بالسفر لأجلها، فقد قال الإمام الجليل أبو حامد الغزالي في كتاب ءاداب السفر من كتاب الإحياء ما نصه: القسم الثاني: وهو أن يسافر لأجل العبادة إما لجهاد أو حج، إلى أن قال: ويدخل في جملته زيارة قبور الأنبياء وقبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء وكل مَن يُتبركُ بمشاهدته في حياته يُتبرك بزيارته بعد وفاته ويجوز شد الرحال لهذا الغرض ولا يمنع من هذا قولـه صلى الله عليه وسلم: لا تُشد الرحال إلا لثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي والمسجد الأقصى، لأن ذلك في المساجد لأنها متماثلة بعد هذه المساجد.اهـ

وقال الإمام النووي في شرحه على مسلم عند شرحه الحديث ما نصه: فيه بيان عظيم فضيلة المساجد الثلاثة ومزيتها على غيرها لكونها مساجد الأنبياء صلوات الله عليهم ولفضل الصلاة فيها.اهـ

فحديث لا تشد الرحال فمعناه الذي فهمه السلف والخلف أنه لا فضيلة زائدة في السفر لأجل الصلاة في مسجد إلا السفر إلى هذه المساجد الثلاثة، لأن الصلاة تضاعف فيها إلى مائة ألف وذلك في المسجد الحرام وإلى ألف وذلك في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم وإلى خمسمائة وذلك في المسجد الأقصى. فنجد ان البخاري ذكر الحديث تحت باب: فضل الصلاة في مسجد مكة والمدينة واتبع هذا الحديث في نفس الباب بحديث اخر هو عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه، إلا المسجد الحرام).

ونجد ابن حبان ذكر هذا الحديث تحت عنوان" ذكر خبر أوهم عالما من الناس أن شد المرء الرحلة إلى مسجد غير المساجد الثلاث التي ذكرناها غير جائزقال:"أخبرنا محمد بن الحسن بن قتيبة حدثنا محمد بن أبي السري قال حدثنا عبد الرزاق قال حدثنا معمر عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد الحرام ومسجدي هذا والمسجد الأقصى" ا.هــ.

فالحديث المراد به السفر لأجل الصلاة ويُـبين ذلك ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده من طريق شهر بن حَوشب من حديث أبي سعيد مرفوعا: لا ينبغي للمَطي أن تشد رحاله إلى مسجد يبتغى فيه للصلاة غير المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا. وهذا الحديث حسنه الحافظ ابن حجر العسقلاني وهو مُبيّنٌ لمعنى الحديث السابق لأن تفسير الحديث بالحديث خير من تحريف ابن تيمية فقد قال الحافظ العراقي في ألفيّته في مصطلح الحديث: وخيرُ ما فسَّرتَه بالوارد.

وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في كتابه طرح التثريب في شرح التقريب ما نصه: (الحادية عشرة) وللشيخ تقي الدين بن تيمية هنا كلام بشع عجيب يتضمن منع شد الرحل للزيارة وأنه ليس من القرب بل بضد ذلك، وردَّ عليه الشيخ تقي الدين السبكي في شفاء السقام فشفى صدور المؤمنين. وكان والدي رحمه الله يحكي أنه كان معادلا للشيخ زين الدين عبد الرحيم بن رجب الحنبلي في التوجه إلى بلد الخليل عليه السلام فلما دنا من البلد قال: نويت الصلاة في مسجد الخليل ليحترز عن شد الرحل لزيارته على طريقة شيخ الحنابلة ابن تيمية، قال: فقلتُ: نويتُ زيارةَ قبر الخليل عليه السلام ثم قلتُ له: أما أنت فقد خالفتَ النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال: لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد، وقد شددتَ الرَّحْلَ إلى مسجد رابع، وأما أنا فاتبعتُ النبي صلى الله عليه وسلم لأنه قال: زوروا القبور، أفقال إلا قبور الأنبياء؟؟؟ قال: فـبُـهتَ. قلتُ: ويدل على أنه ليس المراد إلا اختصاص المساجد بفضل الصلاة فيها وأن ذلك لم يَرِدْ في سائر الأسفارِ قوله في حديث أبي سعيد المتقدم: لا ينبغي للمطي أن تشد رحاله إلى مسجد تبتغى فيه الصلاة غير كذا وكذا، فبين أن المراد شد الرحال إلى مسجد تبتغى فيه الصلاة لا كل السفر، والله أعلم.اهـ

فهذا نقل موجز ان سادات الامة سلفها وخلفها لم يفهموا الحديث كما فهمه الحراني ابن تيمية لم يفهموا منه تحريم زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم كما زعم ابن تيمية. فعن اي علماء يتكلم ابن تيمية انهم اجمعوا على تحريم شد الرحال لزيارة الحبيب صلى الله عليه وسلم ؟!!!

يتبـــــــــع..... باذن الله
[/font]
[/align]

_________________
[twh][font=Times New Roman]اذا اشتد الظلام .... فالقائد محمد صلى الله عليه وسلم[/font][/twh]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 08, 2006 2:25 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 16, 2004 10:51 am
مشاركات: 78
[align=justify][font=Times New Roman]الحمد لله وصلى الله على رسول الله محمد وعلى ءاله وصحبه ومن والاه

2-واما تعلق ابن تيمية بان كل الاحاديث الواردة في سنية الزيارة فمرده الى تضعيفه احد رجال هذه الاحاديث، فنجد الحراني ابن تيمية يقول في كتابه التوسل والوسيلة ما نصه:" : فإن أحاديث زيارة قبره كلها ضعيفة لا يعتمد على شىء منها في الدين ولهذا لم يرو أهل الصحاح والسنن شيئا منها وإنما يرويها من يروي الضعاف كالدارقطني والبزار وغيرهما.اهـ
وفي الفتاوى ما نصه:" وأما قوله‏:‏ ‏(‏من زار قبري فقد وجبت له شفاعتي‏)‏ وأمثال هذا الحديث مما روي في زيارة قبره صلى الله عليه وسلم فليس منها شىء صحيح، ولم يرو أحد من أهل الكتب المعتمدة منها شيئا‏:‏ لا أصحاب الصحيح‏:‏ كالبخاري، ومسلم‏.‏ ولا أصحاب السنن‏:‏ كأبي داود، والنسائي‏.‏ ولا الأئمة من أهل المسانيد؛ كالإمام أحمد وأمثاله، ولا اعتمد على ذلك أحد من أئمة الفقه، كمالك والشافعي، وأحمد، وإسحاق بن راهويه، وأبي حنيفة، والثوري، والأوزاعي، والليث بن سعد، وأمثالهم، بل عامة هذه الأحاديث مما يعلم أنها كذب موضوعة، كقوله‏:‏ ‏(‏من زارني وزار أبي في عام واحد ضمنت له على الله الجنة‏)‏، وقوله‏:‏ ‏(‏من حج ولم يزرني فقد جفاني‏)‏، فإن هذه الأحاديث ونحوها كذب‏.‏
والحديث الأول رواه الدارقطني والبزار في مسنده، ومداره على / عبد الله بن عبد الله ابن عمر العمري، وهو ضعيف، وليس عن النبي صلى الله عليه وسلم في زيارة قبره ولا قبر الخليل حديث ثابت أصلا،ا.هــ.

فاعلم أنه يكفي في فضح ابن تيمية وبيان وقاحته وتكبره أنه صلى الله عليه وسلم قال: ليهبطن عيسى ابن مريم حكما عدلا وإماما مقسطا وليسلكن فجا حاجا أو معتمرا أو بنيتهما وليأتين قبري حتى يُسلم عليَّ ولأردّنّ عليه. صححه الحافظ أبو عبد الله بن البيع الحاكم في المستدرك ووافقه عليه الذهبي.

قال الإمام الحافظ تقي الدين علي السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام ما نصه: يحتمل أن يكون الحديث عن عبيد الله وعبد الله جميعا ويكون موسى سمعه منهما وتارة حدث به عن هذا وتارة عن هذا.

ثم قال الحافظ السبكي: والرواة جميعهم إلى موسى بن هلال ثقاة لا ريبة فيهم وموسى بن هلال قال ابن عدي أرجو أنه لا بأس به، وأما قول أبي حاتم الرازي فيه: إنه مجهول فلا يضره فإنه إما أن يريد جهالة العين أو جهالة الوصف فإن أريد جهالة العين وهو غالب اصطلاح أهل هذا الشأن في هذا الإطلاق فذلك مرتفع عنه لأنه قد روى عنه أحمد بن حنبل ومحمد بن جابر المحاربي ومحمد بن اسماعيل الأحمسي وأبو أمية محمد بن إبراهيم الطرسوسي وعبيد بن محمد الوراق والفضل بن سهل وجعفر بن محمد البزوري وبرواية اثنين تنتفي جهالة العين فكيف برواية سبعة، وإن أراد جهالة الوصف فرواية أحمد عنه ترفع من شأنه لا سيما مع ما قاله ابن عدي فيه وممن ذكره في مشايخ أحمد رحمه الله تعالى أبو الفرج ابن الجوزي وأبو إسحق الصيرفيني وأحمد رحمه الله لم يكن يروي إلا عن ثقة وقد صرح الخصم بذلك في الكتاب الذي صنفه في الرد على البكري بعد عشر كراريس منه قال: إن القائلين بالجرح والتعديل من علماء الحديث نوعان منهم من لم يرو إلا عن ثقة عنده كمالك وشعبة ويحيى بن سعيد وعبد الرحمن بن مهدي وأحمد بن حنبل وكذلك البخاري وأمثاله وقد كفانا الخصم بهذا الكلام مؤنة تبيين أن أحمد لا يروي إلا عن ثقة وحينئذ لا يبقى له مطعن فيه. وأما قول العقيلي إنه لا يتابع عليه وقول البيهقي سواء قال عبيد الله أم عبد الله فهو منكر عن نافع عن ابن عمر لم يأت به غيره فهذا وما في معناه يدلك على أنه لا علة لهذا الحديث عندهم إلا تفرد موسى به وأنهم لم يحتملوه له لخفاء حاله وإلا فكم من ثقة يتفرد بأشياء وتقبل منه، وأما بعد قول ابن عدي فيه ما قال ووجود متابع فإنه يتعين قبوله وعدم رده. إلى أن قال: وقول ابن القطان قول ابن عدي صدر عن تصفح روايات موسى بن هلال لا عن مباشرة أحواله لا يضر أيضا لأن كثيرا من جرح المحدثين وتوثيقهم على هذا النحو بل هو أولى من ثبوت العدالة المجردة من غير نظر في حديثه وقد وجدنا لرواية موسى بن هلال متابعة وشواهد من وجوه، وبذلك تبين أن أقل درجات هذا الحديث أن يكون حسنا إن نوزع في دعوى صحته فإن الحسن قسمان أحدهما ما في إسناده مستور لم يتحقق أهليته وهو ليس مغفلا كثير الخطأ ولا ظهر منه سبب مفسق، ومتن الحديث مع ذلك روى مثله أو نحوه من وجه ءاخر، وأقل درجات موسى بن هلال رحمه الله تعالى أن يكون بهذه الصفة وحديث بهذه المثابة، والقسم الثاني للحسن أن يكون راويه مشهورا بالصدق والأمانة لم يبلغ درجة رجال الصحيح لقصوره في الحفظ وهو مع ذلك يرتفع عن حال من يعد ما ينفرد به من حديثه منكرا.

ثم إن الأحاديث التي جمعناها في الزيارة بضعة عشر حديثا مما فيه لفظ الزيارة غير ما يستدل لها من أحاديث أخر وتظافر الأحاديث يزيدها قوة حتى إن الحسن قد يترقى إلى درجة الصحيح. والضعيف قسمان قسم يكون ضعف راويه ناشئا من كونه متهما بالكذب ونحوه فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا الجنس لا يزيدها قوة، وقسم يكون ضعف راويه ناشئا من ضعف الحفظ مع كونه من أهل الصدق والديانة فإذا رأينا ما رواه قد جاء من وجه ءاخر عرفنا أنه مما قد حققه ولم يختل فيه ضبطه لـه هكذا قاله ابن الصلاح رحمه الله وغيره فاجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا النوع يزيدها قوة وقد يترقى بذلك إلى درجة الحسن أو الصحيح.

فهذه مباحث في إسناد هذا الحديث أولها تحقيق كونه من رواية عبيد الله المصغر وترجيح ذلك على من رواه عن عبد الله المكبر، وثانيها القول بأنه عنهما جميعا، وثالثها على تقدير التـنـزل وتسليم أنه عن عبد الله المكبر وحده فإنه داخل في قسم الحسن لِـما ذكرناه، ورابعها على تقدير أن يكون ضعيفا من هذا الطريق وحده وحاشا لله فإن اجتماع الأحاديث الضعيفة من هذا النوع يقويها ويوصلها إلى رتبة الحسن وبهذا بل بأقل منه يتـبـيـن افتراء من ادعى أن جميع الأحاديث الواردة في الزيارة موضوعة فسبحان الله أمـا استحى من الله ومن رسوله في هذه المقالة التي لم يسبقه إليها عالم ولا جاهل لا من أهل الحديث ولا من غيرهم ولا ذكر أحد موسى بن هلال ولا غيره من رواة حديثه هذا بالوضع ولا اتهمه به فيما علمنا.اهـ كلام الحافظ المتقن تقي الدين السبكي

وقد استوفى الحافظ ابن حجر أحاديث الزيارة في تخريج الأذكار فقال ناقلا عن النووي ما نصه: قولـه: فصل في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أن قال: فإن زيارته من أهم القربات، قلنا ـ أي الحافظ ابن حجر ـ استدل الشيخ في المهذب لاستحبابها بحديث ابن عمر قال الشيخ في شرحه: أخرجه الدارقطني والبيهقي بسندين ضعيفين، قلتُ: مرجع كل منهما إلى راوٍ واحد فيه الكلام كما سيأتي، وله طريق أخرى إلى ابن عمر عند البزار، وجاء في الباب عدة أحاديث عن غيره من الصحابة اعتنى بجمعها والكلام عليها تعديلا وتجريحا وتعليلا وتصحيحا شيخ شيوخنا السبكي الكبير في كتابه شفاء السقام في زيارة النبي عليه الصلاة والسلام.

ثم قال: أخبرني الزين أبو محمد عمر بن محمد بن أحمد بن سليمان البالسي ثم الصالحي فيما قرأت عليه بدمشق عن أبي بكر بن أحمد الدقاق سماعا قال: أنا علي بن أحمد بن عبد الواحد قال: أنا محمد ابن معمر إجازة مكاتبة من أصبهان قال: أنا إسماعيل بن الفضل قال: أنا أبو طاهر محمد بن أحمد بن عبد الرحيم قال: ثنا علي بن عمر الدارقطني الحافظ قال: ثنا الحسين بن إسماعيل قال: ثنا عبيد بن محمد الوراق قال: ثنا موسى بن هلال العبدي قال: ثنا عبيد الله بن عمر عن نافع (ح) وأخبرنا عاليا أبو بكر بن إبراهيم عن أبي عمر قال: أنا أبو المعالي بن الحسين بن أبي التائب وأبو بكر بن محمد بن عنتر وزينب بنت يحيى ابن الشيخ عز الدين بن عبد السلام قال الأول: أخبرنا محمد بن أبي بكر البلخي عن السِّلفي وقال الآخران: أنا عبد الرحمن بن مكي في كتابه قال: أنا جدي لأمي الحافظ أبو طاهر السِّلفي قال: أنا أبو سعد أحمد بن الحسن الجَرباذَقَاني بها قال: أنا أبو بكر بن الفضل المقري قال: أنا محمد بن الحسن بن يوسف قال: أنا عبد الله بن محمد بن عبد الكريم الرازي قال: ثنا موسى ابن هلال قال: ثنا عبد الله بن عمر عن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من زار قبري وجبت له شفاعتي . هذا حديث غريب أخرجه ابن خزيمة في صحيحه عن عبيد بن محمد الوراق فوقع لنا موافقة عالية، وأخرجه أيضا عن محمد بن إسماعيل الأحمسي بمهملتين عن موسى بن هلال فوقع لنا بدلا عاليا، وتوقف ابن خزيمة فيه فقال: إن ثبت الخبر، فإن في القلب من هذا السند وأنا أبرأ إلى الله من عهدته، ووقع عنده في زمانه عبيد الله بن عمر بالتصغير كما سقناه وعن الأحمسي عبد الله بن عمر بالتكبير كما في رواة الرازي، قال ابن خزيمة: قول من قال عبد الله بالتكبير أشبه لأن عبيد الله يعني المصغر أجلّ وأعلم وأحفظ من أن يروي هذا المنكر. قلتُ: إنما أطلق عليه اسم المنكر وِفاقا لقول مسلم علامة المنكر أن ينفرد راوٍ عن إمام مكثر من الحديث والرواة عنه بشىء لا يوجد عند أحد منهم كالزهري ونافع وغيرهما من المكثرين، ثم جوّزَ ابن خزيمة أن يكون موسى إن كان حفظ عبيد الله بالتصغير غلط في نافع، وقد اغترَّ من لا يَـدَ لـه في الفن فقال: صححه ابن خزيمة وأغفل كلامه مع وضوحه، وقد جاء هذا الخبر من طريق مسلمة ابن سالم الجهني عن عبيد الله بن عمر بالتصغير لكنه خالف في السند فزاد سالما بين نافع وابن عمر، فقد خالف في المتن أيضا وهو ضعيف عندهم.اهـ كلام الحافظ ابن حجر

فالعجب من ابن تيمية كيف تجرأ على قوله: إن أحاديث الزيارة كلها كذب. فإنه لم يستح من الله ولا من رسوله ولا من علماء الحديث، فانه لمجرد ان راى في احد المسانيد اسم عبد الله بن عمر العمري اغار على الاحاديث بالتضعيف والوضع قبل ان يتبين باقي الطرق فسبحان الله ان هذا لبهتان عظيم .

وفي ختام هذا القسم نذكر ما قاله تقي الدين الحصني في كتابه دفع شبه مَن شبَّه وتمرَّدَ ما نصه: ومن الأمور المنتَقَدَة عليه ـ أي ابن تيمية ـ قوله: زيارة قبر النبي وقبور الأنبياء معصية بالإجماع مقطوع بها، وهذا ثابت عنه أنه قاله، وثبت ذلك على يد القاضي جلال الدين القزويني فانظر هذه العبارة ما أعظم الفجور فيها من كون ذلك معصية، ومن ادعى الإجماع وأن ذلك مقطوع به؟!فهذا الزائغ يُطالب بما ادعاه من إجماع الصحابة رضي الله عنهم وكذا التابعون ومن بعدهم من أئمة المسلمين إلى حين ادعائه ذلك. وما أعتَقِدُ أن أحدًا يتجاسر على مثل ذلك مع أن الكتب المشهورة بل والمهجورة وعمل الناس في سائر الأعصار على الحث على زيارته من جميع الأقطار، فزيارته من أفضل المساعي وأنجح القُرَبِ إلى رب العالمين، وهي سنة من سنن المرسلين ومجمع عليها عند الموحدين ولا يطعَنُ فيها إلا من في قلبه مرض المنافقين ومن هو من أفراخ اليهود وأعداء الدين من المشركين الذين أسرفوا في ذم سيد الأولين والآخرين ولم تزل هذه الأمة المحمدية على شد الرحال إليه على ممر الأزمان من جميع الأقطار والبلدان، سار في ذلك الزُّرافات والوُحدان والعلماء والمشايخ والكهول والشبان حتى ظهر في ءاخر الزمان مبتدع من زنادقة حرَّان لَبَّسَ على أشباه الرجال.اهـ

يتبع ..... باذن الله [/font]
[/align]

_________________
[twh][font=Times New Roman]اذا اشتد الظلام .... فالقائد محمد صلى الله عليه وسلم[/font][/twh]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يونيو 10, 2006 4:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين أغسطس 16, 2004 10:51 am
مشاركات: 78
[align=justify][font=Times New Roman]الحمد لله وصلى الله على رسول الله محمد وعلى ءاله وصحبه ومن والاه

3- واما تعلق ابن تيمية لتحريمه الزيارة بتكرارقول الامام مالك رضي الله تعالى عنه :"وقد كره مالك أن يقول الرجل‏:‏ زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم". فيرده ما فهمه الائمة الاعلام من هذا القول وخصوصًا اصحاب مالك والذين هم على مذهبه.

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الفتح: ومن جملة ما استدل به ـ أي ابن تيمية ـ على دفع ما ادعاه غيره من الإجماع على مشروعية زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم ما نقل عن مالك أنه كره أن يقول زرت قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد أجاب عنه المحققون من أصحابه بأنه كره اللفظ أدَبـا لا أصل الزيارة فإنها من أفضل الأعمال وأجل القربات الموصلة إلى ذي الجلال وأن مشروعيتها محل إجماع بلا نزاع والله الهادي إلى الصواب.اهـ

فما ذكر عن الإمام مالك من كراهته أن يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وتمسك ابن تيمية بها القول ، فالجواب عنه ما قاله علماء مذهبه منهم القاضي عياض في الشفا ما نصه: وكره مالك أن يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وقد اختلف في معنى ذلك فقيل كراهة الاسم لما ورد من قوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله زوارات القبور وهذا يرده قوله: كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها وقوله: من زار قبري فقد اطلق اسم الزيارة وقيل لأن ذلك لما قيل إن الزائر أفضل من المزور وهذا أيضا ليس بشيء إذ ليس كل زائر بهذه الصفة وليس هذا عموما وقد ورد في حديث أهل الجنة زيارتهم لربهم ولم يمنع هذا اللفظ في حقه تعالى والأولى عندي أن منعه وكراهة مالك لـه لإضافته إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأنه لو قال زرنا النبي لم يكرهه لقوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تجعل قبري وثنا يُـعبد بعدي اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فحمى اضافة اللفظ إلى القبر والتشبه بفعل اولئك قطعا للذريعة وحسما للباب والله أعلم.اهـ

وقال الإمام السبكي: وما اختاره القاضي عياض يشكل عليه قوله: من زار قبري فقد اضاف الزيارة الى القبر إلا أن يكون هذا الحديث لم يبلغ مالكا فحينئذ يحسن ما قاله القاضي في الاعتذار عنه لا في اثبات هذا الحكم في نفس الامر ولعله يقول إن ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم لا محذور فيه والمحذور انما هو في قول غيره.اهـ

وقال ملا علي القاري: أنه قد ورد بروايات متعددة التصريح بهذه اللفظة من زار قبري فلا يلتفت إلى هذه العلة منها ما رواه أبو داود والطيالسي: من زار قبري كنت لـه شفيعا أو شهيدا ومنها حديث علي مرفوعا: من زار قبري بعد موتي فكأنما زارني في حياتي ومن لم يزر قبري فقد جفاني وقال عبد الحق الصقلي عن أبي عمران المالكي أنه قال انما كره مالك أن يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم لأن الزيارة من شاء فعلها ومن شاء تركها وزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم واجبة ينبغي أن لا تُذكر الزيارة فيه كما تذكر في زيارة الأحياء الذين من شـأنهم من شاء زارهم ومن شاء ترك والنبي صلى الله عليه وسلم أشرف وأعلى من أن يُسمى أنه يُزار.اهـ

قال الحافظ السبكي وهذا الجواب بينه وبين جواب القاضي بَـون في شيئين أحدهما أنه يقتضي تأكد نسبة معنى الزيارة إلى القبر وان تجنب لفظها وجواب القاضي يقتضي عدم نسبتها في كراهية اللفظ بين قوله زرت القبر وقوله زرت النبي صلى الله عليه وسلم وجواب القاضي يقتضي الفرق بينهما وقد قال أبو الوليد محمد بن رشد في البيان والتحصيل: قال مالك أكره أن يقال الزيارة لزيارة البيت الحرام وأكره ما يقول الناس زرت النبي وأعظم ذلك أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يزار قال محمد بن رشد ما كره مالك هذا والله أعلم إلا من وجه أن كلمة أعلى من كلمة فلما كانت الزيارة تستعمل في الموتى وقد وقع فيها من الكراهة ما وقع كره أن يذكر مثل هذه العبارة في النبي صلى الله عليه وسلم. إلى أن قال: وجاء في كتاب الموازية لابن المواز في كتاب الحج في باب ما جاء في الوداع: قال أشهب قيل لمالك فيمن قدم معتمرا ثم اراد أن يخرج إلى رباط أعليه أن يودع قال هو من ذلك في سعة ثم قال إنه لا يعجبني أن يقول أحد الوداع وليس هو الصواب وانما هو الطواف قال الله تعالى {وليطوفوا بالبيت العتيق} قال مالك وأكره أن يقال الزيارة وأكره ما يقول الناس زرت النبي صلى الله عليه وسلم وأعظم ذلك أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يُزار وقال مالك في وداع البيت ما يـعرف في كتاب الله ولا سنة رسوله عليه السلام الوداع إنما هو الطواف بالبيت قلت لمالك أفترى هذا الطواف الذي يودع به أهو الالتزام قال بل الطواف وإنما قال فيه عمر آخر النسك الطواف بالبيت قيل لمالك فالذي يلتزم أترى له أن يتعلق بأستار الكعبة عند الوداع قال لا ولكن يقف ويدعو قيل له وكذلك عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم قال نعم.اهـ

وهذا الذي ساقه ابن المواز عن مالك إنما يرشد إلى أن مالكا رحمه الله إنما كره اللفظ كما كره أن يقال طواف الوداع وهل يُظن في مالك أنـه كـره الطواف نفسه؟ وهل يتوهم ذو عقل أن مالكا كره ذلك؟ فلو كان الإمام مالك يظن أن أحدا يتوهم من لفظه ما توهمه ابن تيمية والوهابية ما نطق به فإن لفظه لا إيهام فيه وإنما يلتبس على جاهل جهول بأصول مالك من سد الذرائع.

وأما قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه أبو داود السجستاني لا تجعلوا قبري عيدا فقد أجاب عنه المحققون بأجوبة مرضية منها ما قاله زكي الدين المنذري يحتمل أن يكون المراد به الحث على كثرة زيارة قبره صلى الله عليه وسلم وأن لا يهمل حتى لا يزار إلا في بعض الأوقات كالعيد الذي لا يؤتى في العام إلا مرتين. فقد قال الحافظ السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام ما نصه: فمن نقل عن مالك أن الحضور عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم لزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم والسلام عليه والدعاء عنده ليس بقربة فقد كذب عليه ومن فهم عنه ذلك فقد أخطأ في فهمه وضل وحاشى مالكا وسائر علماء الإسلام بل وعوامهم ممن وقر الإيمان في قلبه، ثم قال: وكيف تتخيل في أحد من السلف منعهم من زيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم وهم مجمعون على زيارة سائر الموتى.اهـ

وقال الحافظ الزبيدي: وكره مالك أن يقال زرنا قبر النبي صلى الله عليه وسلم وأحسن ما علل به وجه الكراهة ما روي من قوله صلى الله عليه وسلم: اللهم لا تجعل قبري وثنا يُـعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور انبيائهم مساجد فكره اضافة هذا اللفظ الى القبر لئلا يقع التشبه بأولئك سدا للذريعة وحسما للباب.اهـ

قال الحافظ السبكي في كتابه شفاء السقام في زيارة خير الأنام ما نصه: وأما قوله صلى الله عليه وسلم: لا تجعلوا قبري عيدا، فرواه أبو داود السجستاني وفي سنده عبد الله بن نافع الصائغ روى له الأربعة ومسلم قال البخاري يعرف حفظه ويُنكر، وقال أحمد بن حنبل لم يكن صاحب حديث كان ضعيفا فيه ولم يكن في الحديث بذاك، وقال أبو حاتم الرازي ليس بالحافظ هو لين تعرف حفظه وتنكر، ووثقه يحيى بن معين، وقال أبو زرعة لا بأس به، وقال ابن عدي روى عن مالك غرائب وهو في رواياته مستقيم الحديث. فإن لم يثبت هذا الحديث فلا كلام وإن ثبت وهو الأقرب فقال الشيخ زكي الدين المنذري: يحتمل أن يكون المراد به الحث على كثرة زيارته صلى الله عليه وسلم وأن لا يهمل حتى لا يزار إلا في بعض الأوقات كالعيد الذي لا يأتي في العام إلا مرتين قال ويؤيد هذا التأويل ما جاء في الحديث نفسه: لا تجعلوا بيوتكم قبورا أي لا تتركوا الصلاة في بيوتكم حتى تجعلوها كالقبور التي لا يُصلى فيها، ـ قلت أي السبكي ـ ويحتمل أن يكون المراد لا تتخذوا لـه وقتا مخصوصا لا تكون الزيارة إلا فيه كما ترى كثيرا من المشاهد لزيارتها يوم معين كالعيد وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم ليس لها يوم بعينه بل أي يوم كان، ويحتمل أيضا أن يُراد أن يجعل كالعيد في العكوف عليه وإظهار الزينة والاجتماع وغير ذلك مما يعمل في الأعياد بل لا يؤتى إلا للزيارة والسلام والدعاء ثم ينصرف عنه والله أعلم بمراد نبيه صلى الله عليه وسلم.اهـ

وقال الحافظ أبو زرعة العراقي في كتابه طرح التثريب ما نصه: (الحادية عشر) استدل به على أنه لو نذر إتيان مسجد المدينة لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لزمه ذلك لأنه من جملة المقاصد التي يؤتى لها ذلك المحل بل هو أعظمها وقد صرح بذلك القاضي ابن كج من أصحابنا فقال: عندي إذا نذر زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم لزمه الوفاء وجها واحدا ولو نذر أن يزور قبر غيره فوجهان.اهـ

........ يتبع بإذن الله[/font]
[/align]

_________________
[twh][font=Times New Roman]اذا اشتد الظلام .... فالقائد محمد صلى الله عليه وسلم[/font][/twh]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 12, 2006 2:18 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 07, 2005 5:55 pm
مشاركات: 206
[font=Times New Roman]بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين و سلم



فيض القدير للمناوي
( وقول عياض والجويني والقاضي حسين للتحريم فيحرم شده الرحل لغيرها كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة. قال النووي: غلط فإن قوله لا تشد معناه لا فضيلة في شدها. ) 6 /524


لبس إبن تيمية مبتدع بهذه المسألة من بين أهل السنة والجماعة حسبما تقدم
[/font]

_________________
[font=Traditional Arabic]إن مذهبا يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 12, 2006 9:35 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت فبراير 21, 2004 4:33 am
مشاركات: 10725

[font=Arial]
السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته

إلى الكشاف

أريد أن أذكر لك نقطتين :

الأولى _ هل تعلم أن الإمام السبكي قد بيِّن ما فهم خطأ من كلام الإمام النووي

في هذه المسألة في كتابه" شفاء السقام" ؟ ارجع إليه إن شئت.

الثانية _ ابن تيمية عمم هذا الأمر على جميع أهل السنة بالرغم أن فيهم من له

نصوص صريحة بالوجوب ومنهم من قال بأنه جائز وآخرون بأنه مستحب
[/font].

_________________
إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً }الأحزاب33

صورة


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 13, 2006 12:21 am 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 07, 2005 5:55 pm
مشاركات: 206
[font=Times New Roman]بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين وسلم

الأخ الطارق

صحيح فمن المعروف أن إبن تيمية يخرج الإجماعات من جيبه ومن كيسه زورا

لكن السبكي وما قدمه في الشفاء( رغم أنه مقنع و مبدع ) تفرد فيه ولم يورده غيره

مثلا ما تقدم من قول النووي

وما قرره ابن حجر في الفتح إذ قال
( واختلف في شد الرحال إلى غيرها كالذهاب إلى زيارة الصالحين أحياء وأمواتا وإلى المواضع الفاضلة لقصد التبرك بها والصلاة فيها فقال الشيخ أبو محمد الجويني : يحرم شد الرحال إلى غيرها عملا بظاهر هذا الحديث , وأشار القاضي حسين إلى اختياره وبه قال عياض وطائفة , ويدل عليه ما رواه أصحاب السنن من إنكار بصرة الغفاري على أبي هريرة خروجه إلى الطور وقال له " لو أدركتك قبل أن تخرج ما خرجت " واستدل بهذا الحديث فدل على أنه يرى حمل الحديث على عمومه , ووافقه أبو هريرة . والصحيح عند إمام الحرمين وغيره من الشافعية أنه لا يحرم , وأجابوا عن الحديث بأجوبة منها أن المراد أن الفضيلة التامة إنما هي في شد الرحال إلى هذه المساجد بخلاف غيرها فإنه جائز ) 3/53


وكذلك السيوطي في الديباج على مسلم إذ قال
( لا تشد الرحال أخذ بظاهره أبو محمد الجويني والقاضي حسين فقالا يحرم شد الرحال إلى غير المساجد الثلاث كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة والصحيح عند أصحابنا أنه لا يحرم ... ) 3/387

وقد مر متابعة المناوي للنووي

هذا عدى غيرهم ممن لا قد لا ترتضي عقيدتهم من الشراح للحديث كالمباركفوري وغيره

كل هؤلاء قرروا المسألة بخلاف ما قاله الإمام السبكي في تبانه للمسألة

ولا يخفى عليك أن السبكي متقدم زمنيا عليهم

ولا يفوتهم تعليلة لما تقدم إن صح عندهم


وشكرا[/font]

_________________
[font=Traditional Arabic]إن مذهبا يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 13, 2006 11:38 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

سيد كشاف كتبت : " لبس إبن تيمية مبتدع بهذه المسألة من بين أهل السنة والجماعة حسبما تقدم "

والجواب :
لابد من تحرير محل النزاع اولا فالحكم على ابن تيمية بالابتداع ليس حكما اغلبيا مبني على التشهي بل هو حكم فقهي شرعي اول لوازمه ان لا يكون لابن تيمية في هذه المسالة سلف
ولكن المشكلة انك تحاول ان تحشر ابن تيمية بين اهل السنة والجماعة ولو بالاكراه فلا باس ان نحاول ان نشرح لك خاصة وانت غريب عن فقهنا فلابد ان تجده عسيرا على فهمك

البدعة في الشرع تطلق على معان عدة افاض فيها ابن عبدالسلام العز عندما تحدث عن القواعد الفقهية لكن ما يعنينا هنا هو :

هل كان ابن تيمية مبتدعا حين حرم زيارة قبر اشرف الخلق ام ان له في المسالة سلف ؟

وحتى لا تتهمنا بالحجر على رايك وفكرك دعنا نوضح المسالة فنقول :

انت اعتمدت على نص المناوي في حكمك هذا فزعمت ان لابن تيمية في المسالة سلف والحقيقة ان الامر على خلاف ما تظن ولكن لنبدا الشرح اولا :

فنقول قال المناوي في فيض القدير 6/523:


9802 - (لا تشد) بصيغة المجهول نفي بمعنى النهي لكنه أبلغ منه لأنه كالواقع بالامتثال لا محالة (الرحال) جمع رحل بفتح الراء وحاء مهملة وهو للبعير بقدر سنامه أصغر من القتب كنى بشدها عن السفر إذ لا فرق بين كونه براحلة أو فرس أو بغل أو حمار أو ماشيا كما دل عليه قوله في بعض طرقه في الصحيح إنما يسافر فذكره شدها غالبي (إلا إلى ثلاثة مساجد) الاستثناء مفرغ والمراد لا تسافر لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه الثلاثة لا أنه لا يسافر أصلا إلا لها والنهي للتنزيه عند الشافعيةكالجمهور وقول عياض والجويني والقاضي حسين للتحريم فيحرم شده الرحل لغيرها كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة.قال النووي : غلط فإن قوله لا تشد معناه لا فضيلة في شدها.
قال الطيبي : وهو أبلغ مما لو قيل لا تسافر لأنه صورة حالة المسافر وتهيئة أسبابها وأخرج النهي مخرج الإخبار أي لا ينبغي ولا يستقيم أن تقصد الزيارة بالراحلة إلا إلى هذه الثلاثة
(المسجد الحرام) بالجر بدل من ثلاثة وبالرفع خبر مبتدأ محذوف وتالياه معطوفان عليه والمراد به هنا نفس المسجد لا الكعبة ولا مكة ولا الحرم كله وإن كان يطلق على الكل الحرام بمعنى المحرم (ومسجدي هذا) في رواية مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم ، وقيل لعله من تصرف الرواة (والمسجد الأقصى) وهو بيت المقدسي سمي به لبعده عن مسجد مكة مسافة أو زمنا أو لكونه لا مسجد وراءه أو لأنه أقصى موضع من الأرض ارتفاعا وقربا إلى السماء خص الثلاثة لأن الأول إليه الحج والقبلة ، والثاني أسس على التقوى ، والثالث قبلة الأمم الماضية ، ومن ثم لو نذر إتيانها لزمه عند مالك وأحمد وكذا عن بعض الشافعية لكن الصحيح عندهم قصره على الأول لتعلق النسك به ، وقال الحنفية يلزمه إذا نذر المشي لا الإتيان وشدها لغير الثلاثة لنحو علم أو زيارة ليس للمكان بل لمن فيه قال البيضاوي : ينبغي أن لا يشتغل إلا بما فيه صلاح دنيوي وفلاح أخروي ولما كان ما عدا الثلاثة من المساجد متساوية الأقدار في الشرف والفضل وكان التنقل والارتحال لأجلها عبثا ضائعا نهى الشارع عنه والمتقضي لشرفها أنها أبنية الأنبياء ومتعبداتهم (حم ق د ن ه عن أبي هريرة حم ق ت عن أبي سعيد) الخدري (ه عن ابن عمرو) بن العاص."



هذا اولا ثم
وعن النووي في شرح مسلم :
- حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ وَعُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ جَمِيعًا عَنْ جَرِيرٍ قَالَ قُتَيْبَةُ حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ وَهُوَ ابْنُ عُمَيْرٍ عَنْ قَزَعَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ
سَمِعْتُ مِنْهُ حَدِيثًا فَأَعْجَبَنِي فَقُلْتُ لَهُ أَنْتَ سَمِعْتَ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَأَقُولُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا لَمْ أَسْمَعْ قَالَ سَمِعْتُهُ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَشُدُّوا الرِّحَالَ إِلَّا إِلَى ثَلَاثَةِ مَسَاجِدَ مَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْمَسْجِدِ الْأَقْصَى وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ لَا تُسَافِرْ الْمَرْأَةُ يَوْمَيْنِ مِنْ الدَّهْرِ إِلَّا وَمَعَهَا ذُو مَحْرَمٍ مِنْهَا أَوْ زَوْجُهَا
و حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ سَمِعْتُ قَزَعَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعًا فَأَعْجَبْنَنِي وَآنَقْنَنِي نَهَى أَنْ تُسَافِرَ الْمَرْأَةُ مَسِيرَةَ يَوْمَيْنِ إِلَّا وَمَعَهَا زَوْجُهَا أَوْ ذُو مَحْرَمٍ وَاقْتَصَّ بَاقِيَ الْحَدِيثِ

2383 - قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( لَا تَشُدُّوا الرِّحَال إِلَّا إِلَى ثَلَاثَة مَسَاجِد : مَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِد الْحَرَام وَالْمَسْجِد الْأَقْصَى )
فِيهِ بَيَان عَظِيم فَضِيلَة هَذِهِ الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وَمَزِيَّتهَا عَلَى غَيْرهَا لِكَوْنِهَا مَسَاجِد الْأَنْبِيَاء صَلَوَات اللَّه وَسَلَامه عَلَيْهِمْ ، وَلِفَضْلِ الصَّلَاة فِيهَا ، وَلَوْ نَذَرَ الذَّهَاب إِلَى الْمَسْجِد الْحَرَام لَزِمَهُ قَصْده لِحَجٍّ أَوْ عُمْرَة ، وَلَوْ نَذَرَهُ إِلَى الْمَسْجِدَيْنِ الْآخَرَيْنِ فَقَوْلَانِ لِلشَّافِعِيِّ : أَصَحّهمَا عِنْد أَصْحَابه يُسْتَحَبّ قَصْدهمَا ، وَلَا يَجِب ، وَالثَّانِي : يَجِب ، وَبِهِ قَالَ كَثِيرُونَ مِنْ الْعُلَمَاء .
وَأَمَّا بَاقِي الْمَسَاجِد سِوَى الثَّلَاثَة فَلَا يَجِب قَصْدهَا بِالنَّذْرِ ، وَلَا يَنْعَقِد نَذْر قَصْدِهَا ، هَذَا مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة إِلَّا مُحَمَّد بْن مَسْلَمَة الْمَالِكِيّ فَقَالَ : إِذَا نَذَرَ قَصْد مَسْجِد قُبَاء لَزِمَهُ قَصْده ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِيه كُلّ سَبْتٍ رَاكِبًا وَمَاشِيًا ، وَقَالَ اللَّيْث بْن سَعْد : يَلْزَمهُ قَصْد ذَلِكَ الْمَسْجِد أَيّ مَسْجِد كَانَ وَعَلَى مَذْهَب الْجَمَاهِير لَا يَنْعَقِد نَذْره ، وَلَا يَلْزَمهُ شَيْء ، وَقَالَ أَحْمَد : يَلْزَمهُ كَفَّارَة يَمِين ، وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي شَدّ الرِّحَال وَإِعْمَال الْمَطِيّ إِلَى غَيْر الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة كَالذَّهَابِ إِلَى قُبُور الصَّالِحِينَ ، وَإِلَى الْمَوَاضِع الْفَاضِلَة وَنَحْو ذَلِكَ ، فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ مِنْ أَصْحَابنَا : هُوَ حَرَام ، وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ الْقَاضِي عِيَاض إِلَى اِخْتِيَاره ، وَالصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا وَهُوَ الَّذِي اِخْتَارَهُ إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَالْمُحَقِّقُونَ أَنَّهُ لَا يَحْرُم وَلَا يُكْرَه قَالُوا : وَالْمُرَاد أَنَّ الْفَضِيلَة التَّامَّة إِنَّمَا هِيَ فِي شَدّ الرِّحَال إِلَى هَذِهِ الثَّلَاثَة خَاصَّة . وَاَللَّه أَعْلَم .قَوْله : ( فَأَعْجَبْنَنِي وآنَقْنَنِي )
قَالَ الْقَاضِي : مَعْنَى ( آنَقْنَنِي ) أَعْجَبْنَنِي ، وَإِنَّمَا كَرَّرَ الْمَعْنَى لِاخْتِلَافِ اللَّفْظ ، وَالْعَرَب تَفْعَل ذَلِكَ كَثِيرًا لِلْبَيَانِ وَالتَّوْكِيد ، قَالَ اللَّه تَعَالَى : { أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَات مِنْ رَبّهمْ وَرَحْمَة } وَالصَّلَاة مِنْ اللَّه الرَّحْمَة ، وَقَالَ تَعَالَى : { فَكُلُوا مِمَّا غَنِمْتُمْ حَلَالًا طَيِّبًا } وَالطَّيِّب هُوَ الْحَلَال . وَمِنْهُ قَوْل الْحُطَيْئَة . أَلَا حَبَّذَا هِنْد وَأَرْض بِهَا هِنْد وَهِنْد أَتَى مِنْ دُونهَا النَّأْي وَالْبُعْد
وَالنَّأْي هُوَ الْبُعْد .

وعن عياض في الشفاء قوله :

ص 74و 75 من طبعة استانبول :
فصل في حكم زيارة قبره صلى الله عليه وسلم ...وزيارة قبره صلى الله عليه وسلم سنة من سنن المسلمين مجمع عليها وفضيلة مرغب فيها .....وايضا فان الزيارة مباحة بين الناس وواجب شد المطي الى قبره صلى الله عليه وسلم ... وجوب ندب وترغيب وتاكيد لا وجوب فرض...قال اسحق بن ابراهيم الفقيه ومما لم يزل في شان من حج المرور بالمدينة والقصد الى الصلاة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والتبرك برؤية روضته ومنبره وقبره

وعن النووي من المجموع ننقل8/272:

ومما جاء في زيارة قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم ومسجده والسلام عليه وعلى صاحبيه ابي بكر وعمر رضي الله عنهما حديث ابي هريرة رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لا تشد الرحال الا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام والمسجد الاقصى ومسجدي هذا) رواه البخاري ومسلم وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من احد يسلم علي الا رد الله علي روحي حتى ارد عليه السلام) رواه أبو داود باسناد صحيح * وعنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي) رواه البخاري ومسلم وروياه ايضا من رواية عبد الله بن زيد الانصاري *

يتبع .............

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء يونيو 13, 2006 2:56 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 07, 2005 5:55 pm
مشاركات: 206
[font=Times New Roman]بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين وسلم


الأخ محمد الكوثري

يعيب أسلوبك كثرة الإيرادات التي لا يخص منها موضع الإتشهاد إلا القليل
وهذا يعتبر عجز أو تشتيت

وإيضا فيه إشارة غلى عدم وقوعك عن المطلوب من النص الذي تقرأه


وإن كنت لا تعلم فإعلم أننا مع أهل السنة في إباحة شد الرحال لزيارة الأولياء الصالحين وأولهم آل البيت الطاهرين عليهم السلام

وعندما أقول أن إبن تيمية لم يكن أول من إبتدع هذا التحريم من بين أهل السنة

فأعني أنه ممن يأخذ دينه وفقهه من الكتب العامة البخاري وأضرابه

وهي مصدر يعتمد عليه من هم ليسوا بإمامية
فالكل عندي هم من أهل الجماعة وإن تحكمنا وقلنا غير صحيح

لقلنا أن أتباع المذاهب الأربعة كل منهم أهل الجماعة وكل منهم ليسوا من أهل الجماعة فهم يأخذون من نفس المصدر
وكلهم يختلفون مع بعض في كثير من المواضع بحسب الإجتهاد



المطلب أنه تقرر عند الإمام النووي وبعده الإمام إبن حجر و بعده الإمام السيوطي وتابعه المناوي
وغيرهم أن الجويني الأشعري قد حرم شد الرحال لزيارة المشاهد والمواضع

وقد أكد كل من السابقين أن الصحيح من المذهب خلاف ذلك

وقد تعقب الإمام السبكي قول النووي في ما يخص الجويني ونقده نقدا جميلا بائن الدلالة

لكنه لم يتابع على هذا النقد بل إن إبن حجر قال بقول النووي
و قرره السيوطي و تابع المناوي النووي في ذلك

وهذا ما لم تدركه أنت وتعسر عليك إستيعابه

فوقعت في تخبط ظاهر في الإيرادات المتقدمة



الخلاصة هي إما أن يكون ابن تيمية هذا لم يكن أول من أفتى بحرمة شد الرحال لزيارة الرسول ص
فليس هو مبتدع هذه الفتوى


أو أن الإمام الحافظ النووي
وشيخ الإسلام إبن حجر
والحافظ السيوطي
والإمام المناوي
قد غفلوا غفلة شديدة في مدعاهم الباطل على الجويني إن لم يكونوا نسبوا له إفتراءا وتدليسا
ما تقدم خاصة وأن السبكي قد نبه على مخالفة رأي النووي



وشكرا

هدانا الله و إياك[/font]

_________________
[font=Traditional Arabic]إن مذهبا يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 14, 2006 6:14 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

كشاف يبدو لي ان سلاطة اللسان عندكم من تمام الايمان لكن لا باس

يا فصيح انا لم اشتت لكني نقلت النصوص التي تعمدت انت بترها لكيلا يكون حكمي مؤسسا على مقدمات غائبة وراعيت ان انقل لكل القراء النصوص المتعلقة بهذا الامر من كتب الفقهاء ليتسر اطلاع القراء عليها فيتمهد لديهم الحكم ويعرفوا مراد العلماء من كتبهم لا من كلامك المبتسر
ولو كنت تفهم ذلك لكنت انتظرت حتى انهي كتابة الرد ثم تعلق لكن يبدو انك لم تر هذه النصوص من قبل اطمئنك يا كشاف انا اكتب كافة النقول بيدي ولا اعتمد على سياسة القص واللزق من يعسوب ومن الشبكة العالمية للشيعة ومن مركز الابحاث العقائدية ولا اشغل نفسي باستطرادات السفهاء وتشويشهم وان كنت واثقا من ما تبغي الاستفسار عنه فانتظر حتى انهي الرد ثم زيف كلامي ان استطعت اما التشويش فليس من اداب البحث

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 14, 2006 9:06 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله

نتابع الان الاقتباسات قبل الدخول في الرد التفصيلي على كشاف في دعاويه الباطلة

وننقل الان وليعذرنا القراء بعضا من ما فاه به احد علماء الامامية وهو الاميني صاحب الغدير
( الذي نرجو ان يفيدنا الاخ كشاف عن درجة علمه عندهم وهل هو من مراجع وعلماء الامامية المعتبرين ام هو شخص يهرف بما لا يعرف ) وننقل الان من مقدمة المستل لمبحث الزيارة من الغدير محمد الحسون قوله :

(الحمدُ للهِ ربّ العالمين، والصلاة والسّلام على خير الانام أبي القاسم محمّد، وعلى أهل بيته الطيّبين الطاهرين.

بين يديك عزيزي القارئ بحثان مهمّان، طالما كثر الجدال والقال والقيل حولهما بين المؤيّدين والمعارضين، هما:

بحث نقل الجنائز من مكان إلى آخر، سواء قبل الدفن أو بعده.

وبحث زيارة قبور ومشاهد العترة الطاهرة، والصحابة والتابعين لهم بإحسان.

تصدّى لبيانهما، وإقامة الادلّة القاطعة على صحّتهما، وإثبات تواتر العمل بهما من قِبل المسلمين كافّة من الصدر الاسلامي الاوّل وحتى يومنا هذا، علم من أعلام الاُمّة الاسلاميّة، ومجاهد من مجاهيدها الكبار، هو العلاّمة الشيخ عبد الحسين الاميني رضوان الله تعالى عليه، وأثبته في موسوعته الكبيرة «الغدير».

ولمّا شاء الله أن تطبع هذه الابحاث مستقلّةً، قمتُ بمراجعتها وتصحيحها، وتحويل بعض الاستخراجات من الطبعات القديمة إلى الحديثة، واستخراج الموارد التي لم يستخرجها مصنّفها; لعدم توفّر مصادرها لديه آنذاك.

وقد تعرّض فيهما المصنّف(رحمه الله) للردّ على مُبتدع هذه الافكار، ومُنكر الحقائق الناصعة، ومُفرّق الاُمّة الاسلاميّة، ابن تيميّة الحرّاني، والذين تابعوه على ضلاله وطبّلوا وروّجوا لافكاره كالقصيمي ومحمّد بن عبدالوهّاب.

والعجب من هذا الرجل كيف يُنكر مشروعيّة زيارة النبيّ(صلى الله عليه وآله وسلم)والسفر إليهما وطلبهما، ويدّعي أنّ شدّ الرحال لزيارته (صلى الله عليه وآله وسلم) ليس من القربات. ويقول: مَن طاف بقبور الصالحين أو تمسّح بها كان مُرتكباً العظائم!! مُرتكباً العظائم!!

والعلاّمة الاميني ليس أوّل من ردّه وتعرّض لنقض آرائه، بل سبقه في ذلك كبار علماء السُنّة، حيث ردّوا عليه في كتب مستقلّة، أو في مقالات مطوّلة جعلوها ضمن مؤلّفاتهم، كتقي الدّين السبكي الذي ألّف في ردّه «شفاء السقام في زيارة خير الانام». و«الدرّة المضيّة في الردّ على ابن تيميّة»، وغيره والذين ستطّلع على مؤلّفاتهم في هذه الرسالة
)

انتهى ما اردنا نقله من مقدمة المحقق والذي اظن ان السيد كشاف يعرفه جيدا كما يعرف مركز الابحاث العقائدية وشبكة الشيعة العالمية واود ان انوه يا اخ كشاف ان هذا الكتاب موجود بصورته تلك وبهذه المقدمة في العديد من مواقعكم الشيعية فان كنت تنكر وجوده فلا الزمك بما فيه او كنت ترى ان الاميني وهابي فلا باس وخاصة انكم تقرون الكاتب والمحقق على مافي الكتاب والاكيف تنشروه

ونعود الان للنقل عن الاميني فنقول قال الاميني بخصوص الزيارة :

(قد جرت السيرة المطَّردة من صدر الاسلام، منذ عصر الصحابة الاوَّلين والتابعين لهم بإحسان، على زيارة قبور ضمّت في كنفها نبيّاً مرسلاً، أو إماماً طاهراً، أو وليّاً صالحاً، أو عظيماً من عظماء الدّين، وفي مقدّمها قبر النبيّ الاقدس (صلى الله عليه وآله وسلم).

وكانت الصلاة لديها، والُّدعاء عندها، والتبرُّك والتوسّل بها، والتقرُّب إلى الله، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد، من المتسالم عليه بين فِرق المسلمين، من دون أيّ نكير من آحادهم، وأيّ غميزة من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم، حتى ولد الدهر ابن تيميّة الحرّاني، فجاء كالمغمور مستهتراً يهذي ولا يبالي; فترِهَ وأنكر تلكم السنّة الجارية، سنّة الله الّتي لا تبديل لها (ولن تجد لسنّة الله تحويلا)(1) وخالف هاتيك السيرة المتَّبعة، وشذَّ عن تلكم الاداب الاسلامية الحميدة، وشدّد النكير عليها بلسان بذيّ، وبيان تافه، ووجوه خارجة عن نطاق العقل السليم، بعيداً عن أدب العلم، أدب الكتابة، أدب العفّة، وأفتى بحرمة شدّ الرحال لزيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعدَّ السفر لاجل ذلك سفر معصية لا تقصر فيه الصلاة.

فخالفه أعلام عصره ورجالات قومه، فقابلوه بالطعن والردّ الشديد، فأفرد هذا بالوقيعة عليه تأليفاً حافلاً وجاء ذلك يزيِّف آراءه ومعتقداته في طيّ تآليفه القيِّمة، وهناك ثالثٌ يترجمه بعُجره وبُجره، ويعرِّفه للملا ببدعه وضلالاته.
وقد أصدر الشاميون فتياً، وكتبَ عليها البرهان ابن الفركاخ اللفزاري نحو أربعين سطراً بأشياء، إلى أن قال بتكفيره ووافقه على ذلك الشهاب بن جهبل، وكتبَ تحتَ خطّه كذلك المالكي، ثمَّ عرضت الفتيا لقاضي القضاة الشافعيّة بمصر البدر بن جماعة

فكتبَ على ظاهر الفتوى:

الحمد لله، هذا المنقول باطنها جوابٌ عن السؤال عن قوله: إنّ زيارة الانبياء والصّالحين بدعة. وما ذكره من نحو ذلك ومن أنّه لا يرخَّص بالسفر لزيارة الانبياء باطلٌ مردودٌ عليه، وقد نقل جماعةٌ من العلماء أنّ زيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) فضيلةٌ وسنّةٌ مجمعٌ عليها، وهذا المفتي المذكور ـ يعني إبن تيميّة ـ ينبغي أن يُزجر عن مثل هذه الفتاوى الباطلة عند الائمّة والعلماء، ويُمنع من الفتاوى الغريبة، ويُحبس إذا لم يمتنع من ذلك، ويُشهر أمره، ليتحفّظ الناس من الاقتداء به.

وكتبه محمّد بن إبراهيم بن سعدالله بن جماعة الشافعي.

وكذلك يقول محمّد ابن الجريري الانصاري الحنفي: لكنْ يُحبس الان جزماً مطلقاً.

وكذلك يقول محمّد بن أبي بكر المالكي: ويبالغ في زجره حسبما تندفع تلك المفسدة وغيرها من المفاسد.

وكذلك يقول أحمد بن عمر المقدسي الحنبلي.

راجع دفع الشبه: 45 47.

وهؤلاء الاربعة هم قضاة المذاهب الاربعة بمصر أيّام تلك الفتنة في سنة 726هـ

...................
فمن هنا وهناك بادوا عليه ما أبدعته يده الاثيمة من المخاريق التافهة، والاراء المحدثة الشاذَّة عن الكتاب والسنَّة والاجماع والقياس، ونودي عليه بدمشق: من إعتقد عقيدة إبن تيميّة حلّ دمه وماله. فذهبتْ تلكم البدع السخيفة إدراج الرِّياح (كذلك يضرب الله الحقّ والباطل فأمّا الزَّبد فيذهب جفاء وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الارض)

ثمّ قيَّض المولى سبحانه في كلّ قرن وفي كلّ قطر رجالاً نصروا الحقيقة، وأحيوا كلمة الحق، وأماتوا بذرة الضَّلال، وقابلوا تلكمم الاضاليل الُمحدثة بحجج قويَّة، وبراهين ساطعة.
فجاءت الاُمّة الاسلاميَّة تتبع الطريق المهيع، وتسلك جَدد السبيل، تباعاً وراء الكتاب والسنَّة، تعظِّم شعائر الله (ومن يعظِّم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب)(1) . إلى أن ألقى الشرّ جرانه، وجاد الدهر بولائد الجهل، وربَّتهم أيدي الهوى، وأرضعتهم اُمَّهات الضَّلال، وشاغلتهم رجالات الفساد، وتمثَّلوا في الملا بشراً سويّاً، وسجيَّتهم الضَّلال، فجاسوا خلال الديار، وضلّوا وأضلّوا واتَّبعوا سبيل الغي وصدّوا عن سبيل الله.
)


ونقتبس الان عن علامة الامامية جعفر السبحاني : (الا ان كنت تخالف في ذلك يا كشاف وتراه وهابيا او عالما من علماء العامة ): الذي قال في كتاب له عنوانه " الـزيــارة في الكتاب والسنّة (تحليل لمفهوم الزيارة و آثارها و أحكامها) "

( والرجل يقصد ما يعنون به اي ان احكامه في هذا الكتاب مبنية على الدرس والتحليل اليس كذلك ياكشاف :P ) ص 59 وما بعدها :

( شدّ الرحال إلى زيارة النبيّ الاكرم(صلى الله عليه وآله)

إذا كانت زيارة النبيّ الاكرم أمراً مطلوباً وعملاً مستحبّاً كما دلّت عليه الروايات المتضافرة والسيرة القطعية يكون شدّ الرحال، الذي هو بمنزلة المقدمة أمراً مستحبّاً، بناءً على الملازمة بين استحباب الشيء واستحباب مقدمته، كما عليه أكثر الاُصوليين،

وهذا له نظائر في الشريعة الاسلامية، تحكي أنّ وسيلة القربة، قربة قال سبحانه: (ومَنْ يَخْرُج مِنْ بَيتِه مُهاجراً إلى اللهِ ورَسُولهِ ثُمَّ يُدرِكْهُ المَوتُ فَقَدْ وَقعَ أجرُهُ عَلى اللهِ) (النساء/100) فهذا الانسان مأجور بخروجه هذا وإن كان مقدمة لامر مطلوب آخر.

يقول سبحانه في حقّ المجاهدين: (ذلكَ بأنَّهم لا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ ولا نَصَبٌ ولا مَخْمَصَةٌ فِي سَبيلِ اللهِ ولا يَطَئُونَ مَوْطِئاً يَغِيظُ الكُفّارَ ولا يَنالُونَ مِن عَدُوّ نَيلاً إلاّ كُتِبَ لَهُم بهِ عَملٌ صالِحٌ إنَّ اللهَ لايُضِيعُ أجرَ الُمحْسِنِينَ * ولا يُنفِقُونَ نَفقةً صَغيرةً ولا كَبيرةً ولا يَقطعُونَ وادِياً إلاّ كُتِبَ لَهُمْ لِيَجزِيَهُمُ اللهُ أحسنَ ما كانوا يَعملونَ) (التوبة/120ـ121).

وهذه الاُمور التي كتب الله لهم بها أجراً، وسيلة الجهاد، ومقدمة للقتال، وهذا يكشف عن التلازم بين الاستحبابين، أو الثوابين.

نعم، ذهب بعض الاُصوليين إلى عدم الملازمة ولكنّهم متّفقون على لزوم كون المقدمة مباحة لا محرّمة، لاستلزامه التناقض في التشريع، حيث لا يعقل البعث إلى أمر، مع المنع عمّا يوصل المكلف إليه، وعلى كل تقدير لا يصحّ تحريم السفر مع افتراض كون الزيارة أمراً راجحاً، وفعلاً مستحبّاً فلا محيص إلاّ بالقول باستحبابه، أو إباحته. ولا تجتمع حرمة المقدمة مع استحباب ذيها.

نعم، هنا فرق بين زيارة قبر النبيّ، وزيارة قبور المسلمين، فإنّ الاوّل مستحبّ بالخصوص، بخلاف الاخرين فإنّها مسنونة على وجه العموم فلو زار إنسان قبر أبيه أو أخيه، فإنّما يزورهما بما أنّ زيارتهما داخلة تحت عموم قوله (صلى الله عليه وآله): «فزوروا القبور، فإنّ زيارتها تذكّركم الاخرة»، وهذا بخلاف زيارة الرسول فإنّها ـ مضافاً إلى أنّها داخلة تحت العموم ـ مستحبة في نفسها.

وقد جرت سيرة المسلمين من عصر الصحابة إلى يومنا هذا على شدِّ الرحال إلى زيارة النبيّ الاكرم وعدّوا زيارتها قربة، والسفر إليها مثلها، ولم ينكر أحد قربية الزيارة ولا جواز السفر إلاّ ابن تيمية في أوائل القرن الثامن لشبهة طرأت له، وسنتعرض لها في فصل مستقل.

ولاجل إيقاف القارئ على اتصال السيرة إلى عصر الصحابة نذكر بعض مايدلّ عليه:

1 ـ روى ابن عساكر بإسناده عن أبي الدرداء قال: لمّا فرغ عمر بن الخطاب (رضي الله عنه)عن فتح بيت المقدس فصار إلى الجابية سأله بلال أن يقرَّه بالشام ففعل ذلك ـ إلى أن قال ـ: ثم إنّ بلالاً رأى في منامه رسول الله وهو يقول: ما هذه الجفوة يا بلال أما آن لك أن تزورني يا بلال، فانتبه حزيناً وجلاً خائفاً فركب راحلته وقصد المدينة فأتى قبر النبي (صلى الله عليه وآله) فجعل يبكي عنده ويمرغ وجهه عليه فأقبل الحسن والحسينَ (رضي الله عنهما) فجعل يضُمّهما ويقبّلهما فقالا له: نشتهي أذانَك الذي كنت تؤذِّن به لرسول الله (صلى الله عليه وآله) في المسجد ففعل، فعلا سطح المسجد فوقف موقفه الذي كان يقف فيه فلمّا أن قال: الله أكبر، الله أكبر، ارتجّت المدينة، فلمّا أن قال: أشهد أن لا إله إلاّ الله، إزدادت رجّتها، فلمّا أن قال: أشهد أنّ محمداً رسول الله، خرجت العواتق من خدورهنّ وقالوا: بُعِثَ رسول الله. فما رؤي يوم أكبر باكياً ولا باكية بالمدينة بعد رسول الله من ذلك اليوم(1) .

2 ـ استفاض عن عمر بن عبد العزيز (رضي الله عنه) أنّه كان يُبرِد البريد من الشام إلى المدينة يقول: سلِّم لي على رسول الله، روى ابن الجوزي: «وكان عمر بن عبد العزيز يبعث بالرسول قاصداً من الشام إلى المدينة ليقرئ النبيّ ثم يرجع»(2) .وربّما كان يجتمع مع قصد الزيارة قصد أمر آخر. فكان يُشَدّ لغايتين.

3 ـ روى يزيد بن أبي سعيد، مولى المهري قال: قدمت على عمر بن عبد العزيز فلمّا ودّعته قال: إليك حاجة إذا أتيت المدينة سترى قبر النبيّ فاقرأه منّي السلام(1) .

4 ـ روى أبو الليث السمرقندي الحنفي في الفتاوي في باب الحج: قال أبو القاسم: لمّا أردت الخروج إلى مكّة قال القاسم بن غسان: إنّ لي إليك حاجة، إذا أتيت قبر النبي فاقرأه منّي السلام، فلمّا وضعت رحلي في مسجد المدينة ذكرت.

قال الفقيه: فيه دليل إن لم يقدر على الخروج يأمر غيره ليسلّم عنه فإنّه ينال فضيلة السلام.

5 ـ روى الواقدي في فتوح الشام: كان أبو عبيدة منازلاً بيت المقدس فأرسل كتاباً إلى عمر مع ميسرة بن مسروق (رضي الله عنه) يستدعيه الحضور، فلما قدم ميسرة مدينة رسول الله دخلها ليلاً ودخل المسجد وسلّم على قبر رسول الله وعلى قبر أبي بكر (رضي الله عنه)... ثم إنّ عمر لمّا صالح أهل بيت المقدس وقدم عليه كعب الاحبار وأسلم وفرح عمر بإسلامه قال عمر (رضي الله عنه) له: هل لك أن تسير معي إلى المدينة وتزور قبر النبي وتتمتع بزيارته، فقال لعمر يا أمير المؤمنين أنا أفعل ذلك، ولما قدم عمر المدينة، أول ما بدأ بالمسجد وسلم على رسول الله(1) .

6 ـ قال ابن بطة العكبري الحنبلي (م/387هـ) في كتاب الابانة عن شريعة الفرقة الناجية: «إنّ كل عالم من علماء المسلمين وفقيه من فقهائهم ألَّف كتاباً في المناسك ففصّله فصولاً وجعله أبواباً، يذكر في كل باب فقهه، ولكل فصل عمله وما يحتاج إليه الحاج إلى عمله والعمل به قولاً وفعلاً من الاحرام والطواف والسعي والوقوف، والنحر، والحلق، والرمي، وجميع ما لا يسع الحاج جهله، ولا غنى بهم عن عمله، حتى زيارة قبر النبي فيصف ذلك فيقول: تأتي القبر فتستقبله وتجعل القبلة وراء ظهرك وتقول: السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته، حتى تصف السلام والدعاء ثم يقول: وتتقدم على يمينك وتقول السلام عليك يا أبا بكر وعمر. ـ إلى أن قال ـ : ولقد أدركنا الناس ورأيناهم وبلغنا عمّن لم نره أنّ الرجل إذا أراد الحج فسلم عليه أهله وصحابته قالوا: وتقرأ على النبي وأبي بكر وعمر منّا السلام فلا ينكر ذلك أحد ولا يخالفه .

إطباق السلف والخلف على جواز السفر

جرت سيرة المسلمين على زيارة الرّسول ـ عند الوفود إلى الحج ـ بالمرور بالمدينة أو رجوعاً من مكة إليها، و هذا أمر ملموس وظاهر مشهود من الوافدين من كل فجّ عميق، وعلى ذلك جرت السيرة في جميع القرون، فلا يمكن لاحد إنكارها، بل هي كاشفة عن استحبابها عند الشرع،
وهذا هو الامام السبكي يذكر سيرة المسلمين في أيام الحج ويقول: إنّ الناس لم يزالوا في كلّ عام إذا قضوا الحجَّ يتوجّهون إلى زيارته (صلى الله عليه وآله) ومنهم من يفعل ذلك قبل الحج، هكذا شاهدناه وشاهده من قبلنا، وحكاه العلماء عن الاعصار القديمة، وذلك أمر لا يرتاب فيه، وكلّهم يقصدون ذلك ويعرجون إليه، وإن لم يكن في طريقهم، ويقطعون فيه مسافة بعيدة وينفقون فيه الاموال، ويبذلون فيه المهج، معتقدين أنّ ذلك قربة وطاعة. وإطباق هذا الجمع العظيم من مشارق الارض ومغاربها على ممرّ السنين وفيهم العلماء والصلحاء، وغيرهم يستحيل أن يكون خطأً، وكلهم يفعلون ذلك على وجه التقرّب به إلى الله عزّ وجلّ، ومن تأخّر عنه من المسلمين فإنّما يتأخّر بعجز أو تعويق المقادير، مع تأسّفه وودّه لو تيسّر له، ومن ادّعى أنّ هذا الجمع العظيم مجمعون على خطأ فهو المخطئ.

ومن نازع في ذلك وقال فانّهم يقصدون من سفرهم زيارة المسجد، لا زيارة الرسول الاكرم، فلم ينصف وكابر في أمر بديهي فإنّ الناس من حين يعرجون إلى طريق المدينة، لا يخطر ببالهم غير الزيارة من القربات إلاّ قليلاً منهم، وغرضهم الاعظم هو الزيارة ولو لم يكن ربّما لم يسافروا، ولهذا قلّ القاصدون إلى بيت المقدس مع تيسّر إتيانه وليس الصلاة فيه بأقل ثواباً من الصلاة في مسجد النبيّ

حديث عدم شدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة

لقد تجلّى جواز السفر إلى زيارة النبيّ الاكرم ولم يبق في المقام سوى ما رواه أبو هريرة عن رسول الله من عدم شدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة، وهو المستمسك الوحيد اليوم لمن يحرّم السفر، وإليك توضيحه:

إنّ الرواية نقلت بصور مختلفة، والمناسب لما يرومه المستدلّ الصورة التالية:

«لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام ومسجد الاقصى».

فتحليل الحديث يتوقّف على تعيين المستثنى منه وهو لا يخلو من صورتين:

1 ـ لا تُشدّ الرحال إلى مسجد من المساجد إلاّ إلى ثلاثة مساجد...

2 ـ لا تُشدّ الرحال إلى مكان من الامكنة إلاّ إلى ثلاثة مساجد...

فلو كانت الاُولى كما هو الظاهر، كان معنى الحديث النهي عن شدّ الرحال إلى أي مسجد من المساجد سوى المساجد الثلاثة، ولا يعني عدم جواز شدِّ الرحال إلى أيّ مكان من الامكنة إذا لم يكن المقصود مسجداً، فالحديث يكون غير متعرض لشدّ الرحال لزيارة الانبياء والائمة الطاهرين والصالحين، لانّ موضوع الحديث إثباتاً ونفياً هو المساجد، وأمّا غير ذلك فليس داخلاً فيه، فالاستدلال به على تحريم شد الرحال إلى غير المساجد، باطل.

وأمّا الصورة الثانية: فلا يمكن الاخذ بها إذ يلزمها كون جميع السفرات محرّمة سواء كان السفر لاجل زيارة المسجد أو غيره من الامكنة، وهذا لا يلتزم به أحد من الفقهاء.

ثم إنّ النهي عن شدّ الرحال إلى أيّ مسجد غير المساجد الثلاثة ليس نهياً تحريمياً، وإنّما هو إرشاد إلى عدم الجدوى في سفر كهذا، وذلك لانّ المساجد الاُخرى لاتختلف من حيث الفضيلة، فالمساجد الجامعة كلّها متساوية في الفضيلة، فمن العبث ترك الصلاة في جامع هذا البلد والسفر إلى جامع بلد آخر مع أنّهما متماثلان.

وفي هذا الصدد يقول الغزالي: «القسم الثاني، وهو أن يسافر لاجل العبادة إمّا لحجّ أو جهاد... ويدخل في جملته زيارة قبور الانبياء(عليهم السلام) وزيارة قبور الصحابة والتابعين وسائر العلماء والاولياء، وكلّ من يُتبرَّك بمشاهدته في حياته يُتبّرك بزيارته بعد وفاته، ويجوز شدّ الرحال لهذا الغرض، ولا يمنع من هذا قوله (صلى الله عليه وآله): «لا تشدّ الرحال إلاّ إلى ثلاثة مساجد: مسجدي هذا، ومسجد الحرام ومسجد الاقصى»، لانّ ذلك في المساجد، فانّها متماثلة (في الفضيلة) بعد هذه المساجد، وإلاّ فلا فرق بين زيارة قبور الانبياء والاولياء والعلماء في أصل الفضل، وإن كان يتفاوت في الدرجات تفاوتاً عظيماً بحسب اختلاف درجاتهم عند الله(1) .

يقول الدكتور عبد الملك السعدي: إنّ النهي عن شد الرحال إلى المساجد الاخرى لاجل أنّ فيه إتعاب النفس دون جدوى أو زيادة ثواب، لانّه في الثواب سواء، بخلاف الثلاثة لانّ العبادة في المسجد الحرام بمائة ألف، وفي المسجد النبوي بألف، وفي المسجد الاقصى بخمسمائة فزيادة الثواب تُحبِّب السفر إليها وهي غير موجودة في بقية المساجد(1) .

والدليل على أنّ السفر لغير هذه المساجد ليس أمراً محرّماً، ما رواه أصحاب الصحاح والسنن: «كان رسول الله يأتي مسجد قبا راكباً وماشياً فيصلي فيه ركعتين»(2) .

ولعلّ استمرار النبي على هذا العمل كان مقترناً لمصلحة تدفعه إلى السفر إلى قبا والصلاة فيه مع كون الصلاة فيه أقلّ ثواباً من الثواب في مسجده.


دراسة كلمة ابن تيمية في النهي عن شدّ الرحال

إنّ لابن تيمية في المقام كلمة فيها مغالطة واضحة، إذ مع أنّه قدّر المستثنى منه لفظ المساجد، إلاّ أنّه استدلّ على منع شدّ الرحال لزيارة قبور الانبياء والصالحين بمدلوله أي القياس الاولوي، فقال في الفتاوى:

«فإذا كان السفر إلى بيوت الله غير الثلاثة ليس بمشروع باتفاق الائمة الاربعة بل قد نهى عنه الرسول (صلى الله عليه وآله) فكيف بالسفر إلى بيوت المخلوقين الذين تتّخذ قبورهم مساجد وأوثاناً وأعياداً ويشرك بها وتدعى من دون الله، حتى أنّ كثيراً من معظّميها يفضّل الحجّ إليها على الحج إلى بيت الله»(1) .

ولو صحّ ذلك النقل عن ابن تيمية ففي كلامه أوهام شتى إليك بيانها:

1 ـ قال: «إذا كان السفر إلى بيوت الله غير الثلاثة ليس بمشروع».


يلاحظ عليه:

من أين وقف على أنّ السفر إلى غير المساجد الثلاثة محرّم؟! وقد عرفت أنّ النهي ليس تحريمياً مولوياً وإنّما هو إرشاد إلى عدم الجدوى، ولاجل ذلك لو ترتّبت على السفر مصلحة لجاز كما عرفت في سفر النبيّ إلى مسجد قبا مراراً.

2 ـ نسب عدم المشروعية إلى الائمة الاربعة، إلاّ أنّنا لم نجد نصّاً منهم على التحريم، ووجود الحديث في الصحاح لا يدلّ على انّهم فسّروا الحديث بنفس ما فسّر به ابن تيمية.

ولا يخفى على الائمة ظهور الحديث في الدلالة على عدم الجدوى، لا كون العمل محرّماً.

3ـ أنّ عدم جواز السفر إلى غير المساجد الثلاثة لا يكون دليلاً على عدم جوازه إلى (بُيوت أذِنَ اللهُ أنْ تُرفَعَ ويُذْكَرَ فِيها اسْمُهُ) (النور/36) إذ لا ملازمة بينهما، لانّه لا تترتب على السفر في غير مورد الثلاثة أية فائدة سوى تحمّل عناء السفر، وقد عرفت أنّ فضيلة أي جامع في بلد، نفسها في البلد الاخر، وليس اكتساب الثواب متوقّفاً على السفر، وهذا بخلاف المقام فإنّ درك فضيلة قبر النبيّ يتوقف على السفر، ولا يدرك بدونه.

4 ـ يقول: «إنّ المسلمين يتّخذون قبور الانبياء أوثاناً وأعياداً ويشرك بها» (كَبُرَتْ كَلِمَةٌ تَخْرُجُ مِنْ أفْواهِهِمْ) أفمن يشهد كلّ يوم بأنّ محمداً عبده ورسوله ويكرمه ويعظّمه لانّه سفير التوحيد ومبلّغه ـ أفهل ـ يمكن أن يتّخذ قبره وثناً؟!

5 ـ يقول: «تدعى من دون الله» إنّ عبادة الغير حرام لا مطلق دعوته، فعامة المسلمين حتى ابن تيمية يقولون في صلاتهم: «السلام عليك أيها النبيّ ورحمة الله وبركاته». والمراد من قوله سبحانه: (ولا تَدْعوا معَ اللهِ أحداً) (الجن/18) لا تعبدوا مع الله أحداً. قال سبحانه: (ادْعُوني أسْتَجِبْ لَكُم إنَّ الَّذينَ يَستَكْبرونَ عَنْ عبادَتي سَيَدْخُلونَ جَهَنَّمَ داخِرينَ) (غافر/60) فسمّى سبحانه دعوته: عبادة. فإذاً الدعوة على قسمين: دعوة عبادية إذا كان معتقداً بإلوهية المدعوّ بنحو من الانحاء، ودعوة غير عبادية، إذا دعاه على أنّه عبد من عباده الصالحين، يستجاب دعاؤه عند الله، والدعوة بهذا النوع تؤكّد التوحيد.

6 ـ نَقَل: «إنّ بعض المسلمين يفضّل السفر إلى تلك الاماكن على الحجّ إلى بيت الله» لكنّها فرية بلا مرية، وليس على وجه البسيطة مسلم واع يعتقد بهذا ويعمل عليه.

7 ـ لو كان السفر إلى القبور أمراً محرّماً فلماذا شدّ النبيّ الرحال لزيارة قبر أُمّه بالابواء وهي منطقة بين مكّة والمدينة، أفصار النبيّ ـ والعياذ بالله ـ مشركاً أو أنّ الرواية التي أطبق المحدّثون على نقلها مكذوبة، والله لا هذا ولا ذاك وإنّما...

8 ـ إنّ ما ذكره من أسباب المنع تتحقق للمجاور للقبر بدون شدّ الرحال، فاللازم منع ارتكاب المحرّمات عند قبره لا منع السفر إليه.

9 ـ احتمال أنّ المراد من زيارة القبور (زوروا القبور) هو زيارة جميع القبور بدون تخصيص لزيارة قبر مشخّص، احتمال ساقط وذلك لانّ «ال» (الجنسية) إذا دخلت على الجمع أبطلت جمعيته وصار المراد بالمدخول أيّ فرد يتحقق به جنس القبر ويستوي في ذلك المفرد والجمع.

10 ـ كيف يقال ذلك مع أنّ السيدة عائشة (رض) كانت تزور قبر أخيها عبد الرحمن بخصوصه(1) حتى أنّ النبيّ يخصّ بعض القبور بالزيارة وقد وضع حجرات على قبر أخيه من الرضاعة عثمان بن مظعون وقال: «لتعرف بها قبر أخي» ولا تترتب على التعرّف فائدة سوى زيارته.


شبهات حول زيارة الرسول الاكرم(صلى الله عليه وآله)

استفاضت السنّة النبوية ـ كما مر ـ على استحباب زيارة الرسول، ودلّت السيرة القطعية طوال القرون، المنتهية إلى عصر الصحابة والتابعين، على أنّها من السنن المطلوبة، وأنّ شدّ الرحال إليها، كشدّ الرحال إلى سائر الاُمور المسنونة، وأكّد أعلام المذاهب على كونها أمراً قُرْبيّاً، لذا فالتشكيك في جواز زيارة الرسول أشبه بالتشكيك في أمر بديهي، ولا غرو في التشكيك فيها، فقد شكك عدّة من فلاسفة الاغريق في أبده الاُمور وأوضحها، حتى شكّوا في كل شيء، بما في ذلك ذواتهم وأنفسِهم، وتفكيرهم وتعقّلهم، حتى في حرارة النار وبرودة الماء، ولولا قيام الحكماء الالهيين كسقراط، وبعده أفلاطون وأرسطو، في وجوه هؤلاء المنسلخين عن الانسانية لعمّت الداء العمياء وجه البسيطة.


وما نذكره في المقام من الشبه والتشكيكات لم يذكره ابن تيمية في كتبه وإنّما نقلها الامام السبكي عن خطه، ويجتّرها أتباعه من دون وعي، وإليك بيانها وتحليلها.


الشبهة الاُولى: في تقسيم الزيارة إلى شرعية وبدعية

( إنّ زيارة القبور على قسمين: زيارة شرعية، وزيارة بدعية.

فالزيارة الشرعية يقصد بها السلام على الميّت والدعاء له إن كان مؤمناً، وتذكّر الموت سواء أكان الميت مؤمناً أم كافراً. والزيارة لقبر المؤمن نبياً كان أو غير نبيّ من جنس الصلاة على جنازته، يدعى له، كما يدعى إذا صُلِّي على جنازته.

وأمّا الزيارة البدعية فمن جنس زيارة النصارى مقصودها الاشراك بالميت، مثل طلب الحوائج منه أو به أو التمسّح بقبره أو تقبيله أو السجود له ونحو ذلك. فهذا كلّه لم يأمر الله به ورسوله ولا استحبّه أحد من المسلمين، ولا كان أحد من السلف يفعله، لا عند قبر النبي ولا غيره، ولا يسألون ميتاً ولا غائباً سواء كان نبياً أو غير نبي بل كان فضلاؤهم لا يسألون غير الله شيئاً.)

يلاحظ عليه: بأمرين:

1 ـ حصر الزيارة في قسمين مع أنّها ذات أقسام كما سنذكر.

2 ـ إدخال الاُمور الجانبية، كالاستغاثة والسؤال به أو منه في ماهيةالزيارة مع أنّها ليست منها، فصار هذا وذاك ذريعة لتبلور الشبهة لديه ولدى أتباعه. وها نحن نذكر معنى الزيارة وأقسامها ليتبيّن أنّ القسم الاخير الذي يقصد فيها الاشراك لا يمتّ بصلة لزيارة المسلمين قبور أكابر الدين ولعلّ الغاية من ذكره دعم الشبهة في أذهان البسطاء.

فالزيارة في اللّغة هو العدول عن جانب والميل إلى جانب آخر، قال ابن فارس: «الزور» أصل واحد يدل على الميل والعدول، ومن هذا الباب الزائر لانّه إذا زارك فقد عدل عن غيرك.

ويظهر من غيره أنّه «بمعنى القصد» وهو لا يخالف ما سبق، لانّ الميل إلى جانب لا ينفك عن القصد، قال الطريحي: زاره يزوره زيارة: قصده فهو زائر، وفي الحديث من زار أخاه في جانب المصر، أي قصد، وفي الدعاء: اللّهمّ اجعلني من زوّارك إني من القاصدين لك، الملتجئين إليك. والزيارة قصد المزور إكراماً له وتعظيماً واستئناساً به

والظاهر كما يظهر من ذيل كلامه أنّ معناها ليس مجرّد القصد بل القصد المنتهي إلى حضور الزائر لدى المزور لاحدى الغايات المذكورة في كلامه، من التكريم والتعظيم والاستئناس به.

هذا هو معنى الزيارة وليس فيها شيء من الاُمور التي ذكرها ابن تيمية بل هي الحضور عن قصد لدى المزور لاحدى الغايات، وهي تختلف حسب اختلاف المزور شأناً، ومقاماً، ومهنة.

نعم في إمكان الزائر أن يزور الرسول لاحدى الغايات التالية:

1 ـ أن يزور الرسول (صلى الله عليه وآله) لمجرّد تذكّر الموت والاخرة، وهذا ثابت في زيارة جميع القبور من غير فرق بين الرسول وغيره بل المؤمن والكافر، ودلالة القبور على ذلك متساوية، كما أنّ المساجد ـ غير المساجد الثلاثة ـ متساوية لا يتعيّن شيء منها بالتعيين بالنسبة إلى هذا الغرض، ولا معنى لشدّ الرحال إلى المدينة لزيارة الرسول لتلك الغاية المتحققة في زيارة كلّ قبر في بلد الزائر النائي.

2 ـ أن يزور الرسول (صلى الله عليه وآله) للدعاء له، كما زار الرسول أهل البقيع، وهذا مستحبٌ في حقّ كلّ ميت من المسلمين، ويتحققّ في زيارته (صلى الله عليه وآله)إذا صلّى عليه، وطلب الدرجة الرفيعة له، كما ورد في الحديث: كان عليّ(عليه السلام) يقول: اللّهمّ أعل على بناء البانين بناءه، وأكرم لديك نُزُلَه، وشرِّف عندك منزله، وآته الوسيلة، وأعطه السناء والفضيلة، واحشرنا في زمرته .

3 ـ أن يزوره (صلى الله عليه وآله) للتبرّك به لانّه ليس في الخلف أعظم بركة منه وهو حيّ يرزق، والصلة بيننا وبينه غير منقطعة، وقد استفاضت الروايات على أنّه يسمع كلامنا، ويرد سلامنا، بشهادة أنّ عامة المسلمين، يسلّمون عليه في تشهّدهم ويخاطبونهم بقولهم: السلام عليك أيّها النبيّ ورحمة الله وبركاته.

4 ـ أن يزوره (صلى الله عليه وآله) لاداء حقّه، فإنّ من كان له حقّ على الشخص فينبغي له برّه في حياته، وبعد موته والزيارة من جملة البرّ لما فيها من الاكرام وليس إنسان أوجب حقّاً عليها من النبيّ.

هذه هي الغايات المتصوّرة في زيارة النبيّ الاكرم. وأمّا الزيارة البدعية التي تحدّث عنها ابن تيمية وأسماها بدعية تارة وإشراكاً لله تعالى اُخرى، فهو ممّا أبدعها ابن تيمية وليس بين المسلمين من يسوِّي بين الله ورسوله، كما هو شعار المشركين، كما قال سبحانه حاكياً عنهم، (إذْ نُسَوِّيكُمْ بِرَبِّ العالَمين) (الشعراء/98)، والمسلمون بعامّة طوائفهم براء من الشرك وسماته وقد عرف سبحانه أهل الشرك بسمة خاصّة مذكورة في آيتين، قال سبحانه: (ذلِكُمْ بِأنَّه إذا دُعِيَ اللهُ وَحْدَهُ كَفَرتُمْ وإنْ يُشرَكْ بِه تُؤْمِنوا فَالحُكْمُ للهِ العليِّ الكَبيرِ) (غافر/12).

وقال تعالى: (إنَّهُمْ إذا قِيلَ لَهُمْ لا إلهَ إلاّ اللهُ يَسْتَكْبِرونَ) (الصافات/35) فلا تجد مسلماً عندما يزور النبيّ تحت قبّته الخضراء وفي مسجده يكون على تلك الحالة أي إذا دُعِيَ اللهُ وحدَه كفَر به، وإن يشرك به يؤمن به، أو إذا سمع لا إله إلاّ الله يستكبر عن عبادته.

ولا أدري كيف تجرّى الرجل وحكم بشرك قاطبة المسلمين بمجرد أنّهم يطلبون منه الدعاء بعد رحيله، وكم من صحابيّ جليل، تكلّم معه وطلب منه الدعاء بعد وفاته.

1 ـ هذا أبو بكر: أقبل على فرسه من مسكنه بالسنخ حتى نزل فدخل المسجد فلم يكلّم الناس حتى دخل على عائشة (رض) فتيمّم النبي (صلى الله عليه وآله) وهو مسجّى ببرد حبرة، فكشف عن وجهه ثم أكبّ عليه فقبّله ثم بكى، فقال: بأبي أنت يا نبيّ الله لا يجمع الله عليك موتتين أمّا الموتة التي كتبت عليك فقد متَّها

فلو لم تكن هناك صلة بين الحياتين فما معنى قوله: «بأبي أنت يا نبيّ الله» فإن لم يسمع فماذا قصد ذلك الصحابي من قوله: «لا يجمع الله عليك موتتين».

2 ـ روى السهيلي في الروض الانف: «دخل أبو بكر على رسول الله في بيت عائشة ورسول الله مسجّى في ناحية البيت، عليه برد حبرة، فأقبل حتى كشف عن وجه رسول الله (صلى الله عليه وآله) ثم أقبل عليه فقبّله، ثم قال: بأبي أنت وأُمي أمّا الموتة التي كتب الله عليك فقد ذقتها ثم لن تصيبك بعدها موتة أبدا».

3 ـ روى الحلبي في سيرته وقال: «جاء أبو بكر من السنخ وعيناه تهملان فقبّل النبيّ (صلى الله عليه وآله) فقال: بأبي أنت واُمي طبت حيّاً وميتاً»

4 ـ روى مفتي مكة المشرّفة زيني دحلان في سيرته فذكر ما ذكراه، وقال: قال أبو بكر: طبت حيّاً وميّتاً، وانقطع بموتك ما لم ينقطع للانبياء قبلك، فعظمت عن الصفة وجُلِّلتَ عن البكاء، ولو أنّ موتك كان اختياراً، لجُدنا لموتك بالنفوس، اذكرنا يا محمد عند ربك ولنكن على بالك.

5 ـ [color=#33FF00]قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) عندما ولي غسل رسول الله (صلى الله عليه وآله): «بأبي أنت وأُمي يا رسول الله لقد انقطع بموتك ما لم ينقطع بموت غيركمن النبوّة والانباء وأخبار السماء ـ إلى أن قال ـ : بأبي أنت واُمي اذكرنا عند ربك واجعلنا من بالك»
.

إلى هنا تمّت الاجابة عن الشبهة الاُولى وأمّا ما ذكره في ضمنها من أنّه ممّا لم يأمر به الله ولا رسوله فستوافيك الاجابة عنه في تحليل الشبهة الثانية.


الشبهة الثانية: إنّ زيارة النبيّ بدعة

«إنّ زيارة النبيّ ليس مشروعاً وانّه من البدع التي لم يستحبّها أحد من العلماء لا من الصحابة ولا من التابعين ومن بعدهم».


يلاحظ عليه:

أنّ ما ذكره فيها هو نفس ما ذكره في ذيل الشبهة الاُولى غير أنّه أضاف في المقام كون الزيارة بدعة.

نقول: إنّ البدعة عبارة عن إدخال ما ليس من الدين فيه، والتصرّف في التشريع بإيجاد السعة أو الضيق فيه، وهذا إنّما يتصور فيما إذا لم يكن في المورد دليل، وقد عرفت تضافر السنّة النبوية، والسيرة القطعية المسلّمة بين المسلمين على زيارته ومع هذا كيف تصح لمسلم داع تسمية تلك بدعة.

ثم إنّ السلفي يطلق على من يقفو أثر السلف، وقد عرفت أنّ السلف منذ رحيل الرسول، دأبوا على زيارة قبره والتبرك به، حتى أنّ الخليفتين أوصيا بالدفن لدى النبيّ، لما فيه من التبرّك بتربته، فأين وصف زيارته بالبدعة من عمل صحابته (صلى الله عليه وآله)، فقد تضافر عن ابن عمر أنّه كان يأتي قبر النبيّ فيسلّم عليه، أو أنّ عمر بن عبد العزيز يبرد البريد لزيارة الرسول نيابة عنه أو أنّ بلالاً، شدّ الرحال إلى المدينة لزيارة الرسول.

إنّ الحوار الدائر بين الامام مالك وأبي جعفر المنصور، يكشف الغطاء، ويجلّي الحقيقة:

روى القاضي عياض في الشفاء بإسناده عن ابن حميد قال: ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال له مالك: يا أمير المؤمنين لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإنّ الله تعالى أدّب قوماً، فقال: (لا تَرفَعُوا أصواتَكُمْ فَوقَ صَوتِ النَّبيِّ) (الحجرات/2)، ومدح قوماً فقال: (إنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أصواتَهُمْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ) (الحجرات/3) وذمّ قوماً فقال: (إنَّ الَّذِينَ يُنادُونكَ مِنْ وراءِ الحُجُراتِ) (الحجرات/4). وانّ حرمته ميتاً كحرمته حيّاً، فاستكان لها أبو جعفر، وقال: يا أبا عبد الله أستقبل القبلة وأدعو، أم أستقبل رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فقال: ولِمَ تصرفُ وجَهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم (عليه السلام) إلى الله تعالى يوم القيامة، بل استقبله واستشفع به فيشفّعه الله تعالى، قال الله تعالى: (ولو أنَّهُمْ إذْ ظَلَمُوا أنْفُسَهُمْ جاءُوكَ فَاستغْفَروا الله) (النساء/64).

فانظر هذا الكلام من مالك رحمه الله وما اشتمل عليه من الزيارة والتوسّل بالنبي (صلى الله عليه وآله) وحسن الادب معه.

وأمّا التبرك بالقبر، أو الاقسام على الله بأحد من خلقه والاستغاثة بالميت، فالكل خارج عن ماهية الزيارة، وإنّما هي اُمور جانبية، لا تكون سبباً، لتسمية الزيارة بدعة، على أنّ الجميع جائز بدلالة الكتاب والسنّة وليست تربة النبي الاكرم بأقلّ من قميص يوسف، حيث تبرّك به يعقوب فعاد بصره، قال سبحانه: (اذْهَبُوا بِقَميصي هذا فَألقوهُ على وَجْهِ أبي يَأتِ بَصيراً وَأْتُوني بِأَهلِكُمْ أجمعينَ... * فَلمّا أنْ جاءَ البَشيرُ ألقاهُ على وَجهِهِ فارتَدَّ بَصيراً قالَ ألَمْ أقُلْ لَكُمْ إنِّي أعلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعلَمونَ) (يوسف/94-96).

وليس ضريح النبيّ ومدفنه بأقل كرامة من تابوت بني إسرائيل وما ترك آل موسى وآل هرون من قميص وعصي وغيرهما، وكان بنو إسرائيل يتبرّكون به في الحروب قال تعالى: (وقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إنَّ آيةَ مُلْكِهِ أنْ يَأْتِيَكُمُ التّابُوتُ فِيهِ سَكينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبقِيَّةٌ مِمَّا تَركَ آلُ مُوسى وآلُ هـرونَ تَحمِلُهُ المَلائِكَةُ إنَّ في ذلكَ لايةً لَكُم إنْ كُنتُمْ مُؤْمِنينَ) (البقرة/248) قال الرازي: إذا حضر (بنو إسرائيل) القتال قدّموه بين أيديهم يستفتحون به على عدوّهم، وكانت الملائكة تحمله فوق العسكر وهم يقاتلون العدوَّ فإذا سمعوا من التابوت صيحة استيقنوا بالنصر، فلمّا عصوا وفسدوا سلّطَ اللهُ عليهم العمالقة فغلبوهم على التابوت وسلبوه، فلَما سألوا نبيَّهم البيّنة على مُلك طالوت قال ذلك النبي: إنّ آية ملكه أنّكم تجدون التّابوت في داره(1) .

إنّ الاستغاثة بالنبيّ والولي أحياءً وأمواتاً ترجع إلى طلب الدعاء منهم، فلو لم تكن للميت مقدرة على الاجابة يكون العمل لغواً لا شركاً، وليست الحياة والموت حدّاً للتوحيد والشرك حتى يكون خطاب الحيّ عين التوحيد وخطاب الميّت، نفس الشرك.

على أنّا قد ذكرنا استفاضة الاثر على أنّ الصحابة كانوا يستغيثون بنبيّهم، نبيّ الرحمة وقد ذكر موارده فلاحظ


الشبهة الثالثة: «إنّ الزيارة تؤدّي إلى الشرك»

هذه آخر ما في كنانة الرجل من سهام مرشوقة وقد استدلّ عليه بما لا يمتّ إلى مدعاه بصلة، قال: إنّ من اُصول الشرك اتخاذ القبور مساجد كما قال بعض السلف في قوله تعالى: (وقالُوا لا تَذَرُنَّ آلهتكُمْ ولا تَذرُنَّ وَدّاً ولا سُواعاً ولا يَغُوثَ وَيعُوقَ ونَسْرا) (نوح/23) قالوا: كان هؤلاء قوماً صالحين فلمّا ماتوا عكفوا على قبورهم ثم صوّروا على صورهم تماثيل ثم طال عليهم الامد فعبدوها.


يلاحظ عليه:

أنّ محور البحث هو الزيارة على ماجرت عليه سيرة السلف والخلف ولم تؤدي طوال القرون الاربعة إلى الشرك، ولم تكن عكوفاً على القبور ولا بتصوير تماثيلهم وعبادتهم مكان عبادة الله، فأيّ صلَة لهذا الكلام بمدعاه من تحريم الزيارة.

إنّ زيارة قبر نبيّ التوحيد ورسوله، دعم للمبدأ الذي جاء به وتأكيد لصحّة رسالته التي كانت في طريق تحطيم الوثنية وعبادة الانداد والامثال المزعومة، فكيف تقع مثلها ذريعة إلى الشرك ياترى؟!

يقول ابن زهرة:

«فإنّ التقديس الذي يتّصل بالرسل إنّما هو لفكرتهم التي حملوها، فالتقديس لمحمد (صلى الله عليه وآله) تقديس للمعاني التي دعا إليها، وحثّ عليها فكيف يتصوّر من مؤمن عرف حقيقة الدعوة المحمدية أن يكون مضمراً لايّ معنى من معاني الوثنية وهو يستعبر العبر، ويستبصر ببصيرته عند الحضرة الشريفة والروضة المنيفة، فإذا كان خوف ابن تيمية من أن يؤدي ذلك إلى الوثنية بمضي الاعصار والدهور فإنّه خوف من غير جهة. لانّ الناس كانوا يزورون قبر الرسول (صلى الله عليه وآله) إلى أوّل القرن الثامن ثم استمرّوا على هذه السيرة في العصور من بعده إلى يومنا هذا، ومع ذلك لم ينظر أحد إلى هذا العمل نظرة عبادة أو وثنية ولو تفرّط أحد فهو من العوام ولا يمنع تلك الذكريات العطرة بل يجب إرشادهم لا منعهم من الزيارة وتكفيرهم» .

قال الشيخ محمد زاهد الكوثري من علماء الازهر الشريف:

إنّ سعي ابن تيمية في منع الناس من زيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله) يدل على ضغينة كامنة فيه نحو النبيّ (صلى الله عليه وآله)، وكيف يتصوّر الاشراك بسبب الزيارة، والتوسّل في المسلمين الذين يعتقدون في حقّه أنّه عبده ورسوله وينطقون بذلك في صلاتهم نحو عشرين مرة في كل يوم على أقلّ تقدير، إدامة لذكرى ذلك ولم يزل أهل العلم ينهون العوام من البدع في كل شؤونهم، ويرشدونهم إلى السنّة في الزيارة وغيرها إذا حدث منهم بدعة في شيء، ولم يعدّوهم في يوم من الايام مشركين بسبب الزيارة أو التوسل، وأول من رماهم بالاشراك بتلك الوسيلة هو ابن تيمية وجرى خلفه من أراد استباحة أموال المسلمين ودمائهم لحاجة في النفس .

وأمّا ما رواه إمام الحنابلة عن أبي هريرة عن النبي (صلى الله عليه وآله) أنّه قال: «اللّهمّ لا تجعل قبري وثناً، لعن الله قوماً اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد». فإنّ الحديث ـ إذا افترضنا صحة الاحتجاج به ـ لا صلة له بالزيارة، وإنّما يهيب بالَّذين يتَّخذون قبور أنبيائهم مساجد، يصلّون إليها ـ إذا اتّخذوها قبلة ـ أو لها، إذا عبدوها. ويدل على ما ذكرنا ما روي أيضاً من أنّه (صلى الله عليه وآله) قال: «اللّهم لا تجعل قبري يصلّى إليه فإنّه اشتدّ غضب الله على قوم اتّخذوا قبور أنبيائهم مساجد».


(وكَفى بِرَبِّكَ هادِياً ونَصيراً) (الفرقان/21) )[/color]

الان انتهينا من النقول فنتفرغ في المداخلة التالية في رد افتراءات وتهويلات كشاف
يتبع .......







_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 14, 2006 11:26 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
لسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله
كنا قد وعدنا بالرد على كشاف فنبدا الان في بيان تحريفه للنقول ورغبته في التلبيس فنقول

اقتبس كشاف من الحافظ ابن حجر لكنه حذف ما يخص ابتن تيمية وانه مبتدع المسالة كما كتب ارض لسطين وما ذلك الا حبا في التدليس واخفاء للحق فنلتزم نحن باظهار ما اخفاه كشاف فاليكم كلام ابن حجر كاملا والمحذوف باللون الاحمر

وقد قسمناه الى فقرات لان ما تحته خط هو عنوان الموضوع وكل فقرة تمثل رايا من الاراء لان عادة ابن حجر ان يوجز فيذكر كافة الاراء في العنوان ثم يخصص لكل منها فقرة ويذكر الدليل عليها :
( وَاخْتُلِفَ فِي شَدِّ اَلرِّحَالِ إِلَى غَيْرِهَا كَالذَّهَابِ إِلَى زِيَارَةِ اَلصَّالِحِينَ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا وَإِلَى اَلْمَوَاضِعِ اَلْفَاضِلَةِ لِقَصْد اَلتَّبَرُّك بِهَا وَالصَّلَاة فِيهَا

فقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ : يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ ، وَأَشَارَ اَلْقَاضِي حُسَيْن إِلَى اِخْتِيَارِهِ وَبِهِ قَالَ عِيَاض وَطَائِفَة ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ اَلسُّنَنِ مِنْ إِنْكَار بَصْرَة اَلْغِفَارِيّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة خُرُوجه إِلَى اَلطُّورِ وَقَالَ لَهُ " لَوْ أَدْرَكْتُك قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مَا خَرَجْت " وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى حَمْلَ اَلْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهِ ، وَوَافَقَهُ أَبُو هُرَيْرَة

. وَالصَّحِيحُ عِنْدَ إِمَامِ اَلْحَرَمَيْنِ وَغَيْره مِنْ اَلشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ ، وَأَجَابُوا عَنْ اَلْحَدِيثِ بِأَجْوِبَةٍ مِنْهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ أَنَّ اَلْفَضِيلَةَ اَلتَّامَّةَ إِنَّمَا هِيَ فِي شَدّ اَلرِّحَالُ إِلَى هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ بِخِلَافِ غَيْرِهَا فَإِنَّهُ جَائِز ، وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ سَيَأْتِي ذِكْرهَا بِلَفْظ " لَا يَنْبَغِي لِلْمَطِيِّ أَنْ تَعْمَلَ " وَهُوَ لَفْظٌ ظَاهِرٌ فِي غَيْرِ اَلتَّحْرِيمِ

وَمِنْهَا أَنَّ اَلنَّهْيَ مَخْصُوص بِمَنْ نَذَرَ عَلَى نَفْسِهِ اَلصَّلَاةَ فِي مَسْجِدٍ مِنْ سَائِرِ اَلْمَسَاجِدِ غَيْر اَلثَّلَاثَةِ فَإِنَّهُ لَا يَجِبُ اَلْوَفَاء بِهِ قَالَهُ ابْن بَطَّال ، وَقَالَ اَلْخَطَّابِيّ : اَللَّفْظُ لَفْظ اَلْخَبَرِ وَمَعْنَاهُ اَلْإِيجَاب فِيمَا يَنْذِرُهُ اَلْإِنْسَانُ مِنْ اَلصَّلَاةِ فِي اَلْبِقَاعِ اَلَّتِي يُتَبَرَّكُ بِهَا أَيْ لَا يَلْزَمُ اَلْوَفَاء بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ غَيْر هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ اَلثَّلَاثَةِ ،

وَمِنْهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ حُكْم اَلْمَسَاجِدِ فَقَطْ وَأَنَّهُ لَا تُشَدُّ اَلرِّحَال إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ اَلْمَسَاجِدِ لِلصَّلَاةِ فِيهِ غَيْر هَذِهِ اَلثَّلَاثَةِ ؛ وَأَمَّا قَصْدُ غَيْر اَلْمَسَاجِدِ لِزِيَارَةِ صَالِحٍ أَوْ قَرِيبٍ أَوْ صَاحِبٍ أَوْ طَلَب عِلْمٍ أَوْ تِجَارَةٍ أَوْ نُزْهَةٍ فَلَا يَدْخُلُ فِي اَلنَّهْيِ ، وَيُؤَيِّدُهُ مَا رَوَى أَحْمَد مِنْ طَرِيق شَهْر بْن حَوْشَب قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيد وَذُكِرَتْ عِنْدَهُ اَلصَّلَاةُ فِي اَلطُّورِ فَقَالَ : قَالَ رَسُول اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " لَا يَنْبَغِي لِلْمُصَلِّي أَنْ يَشُدَّ رِحَالَهُ إِلَى مَسْجِدٍ تُبْتَغَى فِيهِ اَلصَّلَاة غَيْر اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَام وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى وَمَسْجِدِي " وَشَهْرٌ حَسَنُ اَلْحَدِيثِ وَإِنْ كَانَ فِيهِ بَعْض اَلضَّعْفِ .

وَمِنْهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ قَصْدهَا بِالِاعْتِكَافِ فِيمَا حَكَاهُ اَلْخَطَّابِيّ عَنْ بَعْضِ اَلسَّلَفِ أَنَّهُ قَالَ : لَا يُعْتَكَفُ فِي غَيْرِهَا ، وَهُوَ أَخَصُّ مِنْ اَلَّذِي قَبْلَهُ ، وَلَمْ أَرَ عَلَيْهِ دَلِيلًا ،

وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ مَنْ نَذَرَ إِتْيَانَ أَحَدِ هَذِهِ اَلْمَسَاجِد لَزِمَهُ ذَلِكَ ، وَبِهِ قَالَ مَالِك وَأَحْمَد وَالشَّافِعِيّ وَالْبُوَيْطِيّ وَاخْتَارَهُ أَبُو إِسْحَاق اَلْمَرْوَزِيّ ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَة لَا يَجِبُ مُطْلَقًا ، وَقَالَ اَلشَّافِعِيّ فِي " اَلْأُمِّ " يَجِبُ فِي اَلْمَسْجِدِ اَلْحَرَام لِتَعَلُّق اَلنُّسُك بِهِ بِخِلَاف اَلْمَسْجِدَيْنِ اَلْأَخِيرَيْنِ ، وَهَذَا هُوَ اَلْمَنْصُورُ لِأَصْحَابِ اَلشَّافِعِيِّ ، وَقَالَ اِبْن اَلْمُنْذِر : يَجِبُ إِلَى اَلْحَرَمَيْنِ ، وَأَمَّا اَلْأَقْصَى فَلَا ، وَاسْتَأْنَسَ بِحَدِيثِ جَابِر " أَنَّ رَجُلًا قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي نَذَرْتُ إِنْ فَتَحَ اَللَّهُ عَلَيْك مَكَّة أَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِ اَلْمَقْدِسِ ، قَالَ : صَلِّ هَاهُنَا " وَقَالَ اِبْن اَلتِّينِ : اَلْحُجَّةُ عَلَى اَلشَّافِعِيِّ أَنَّ إِعْمَال اَلْمَطِيّ إِلَى مَسْجِدِ اَلْمَدِينَةِ وَالْمَسْجِدِ اَلْأَقْصَى وَالصَّلَاةِ فِيهِمَا قُرْبَة فَوَجَبَ أَنْ يُلْزَمَ بِالنَّذْرِ كَالْمَسْجِدِ اَلْحَرَام اِنْتَهَى .

وَفِيمَا يَلْزَمُ مَنْ نَذَرَ إِتْيَانَ هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ تَفْصِيل وَخِلَاف يَطُولُ ذِكْرُهُ مَحَلّه كُتُب اَلْفُرُوع ،

وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَنَّ مَنْ نَذَرَ إِتْيَان غَيْر هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ اَلثَّلَاثَةِ لِصَلَاةٍ أَوْ غَيْرهَا لَمْ يَلْزَمْهُ غَيْرُهَا لِأَنَّهَا لَا فَضْلَ لِبَعْضِهَا عَلَى بَعْضٍ فَتَكْفِي صَلَاتُهُ فِي أَيِّ مَسْجِدٍ كَانَ ، قَالَ اَلنَّوَوِيّ : لَا اِخْتِلَافَ فِي ذَلِكَ إِلَّا مَا رُوِيَ عَنْ اَللَّيْثِ أَنَّهُ قَالَ يَجِبُ اَلْوَفَاءُ بِهِ ، وَعَنْ اَلْحَنَابِلَةِ رِوَايَة يَلْزَمُهُ كَفَّارَة يَمِين وَلَا يَنْعَقِدُ نَذْره ، وَعَنْ اَلْمَالِكِيَّةِ رِوَايَة إِنْ تَعَلَّقَتْ بِهِ عِبَادَةٌ تَخْتَصُّ بِهِ كَرِبَاطٍ لَزِمَ وَإِلَّا فَلَا ، وَذُكِرَ عَنْ مُحَمَّد بْن مَسْلَمَةَ اَلْمَالِكِيِّ أَنَّهُ يَلْزَمُ فِي مَسْجِد قُبَاء لِأَنَّ اَلنَّبِيَّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِيه كُلَّ سَبْت كَمَا سَيَأْتِي


، قَالَ الْكَرْمَانِيّ : وَقَعَ فِي هَذِهِ اَلْمَسْأَلَةِ فِي عَصْرِنَا فِي اَلْبِلَادِ اَلشَّامِيَّةِ مُنَاظَرَات كَثِيرَة وَصُنِّفَ فِيهَا رَسَائِلُ مِنْ اَلطَّرَفَيْنِ ، قُلْت : يُشِيرُ إِلَى مَا رَدَّ بِهِ اَلشَّيْخ تَقِيّ اَلدِّين اَلسُّبْكِيّ وَغَيْره عَلَى اَلشَّيْخِ تَقِيّ اَلدِّين ابْن تَيْمِيَةَ وَمَا اِنْتَصَرَ بِهِ اَلْحَافِظُ شَمْس اَلدِّين بْن عَبْد اَلْهَادِي وَغَيْره لِابْن تَيْمِيَةَ وَهِيَ مَشْهُورَةٌ فِي بِلَادِنَا ، وَالْحَاصِلِ أَنَّهُمْ أَلْزَمُوا اِبْن تَيْمِيَةَ بِتَحْرِيمِ شَدِّ اَلرَّحْلِ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ سَيِّدِنَا رَسُول اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْكَرْنَا صُورَة ذَلِكَ ، وَفِي شَرْحِ ذَلِكَ مِنْ اَلطَّرَفَيْنِ طُول ، وَهِيَ مِنْ أَبْشَعِ اَلْمَسَائِلِ اَلْمَنْقُولَةِ عَنْ اِبْن تَيْمِيَةَ ،
و

َمِنْ جُمْلَةِ مَا اُسْتَدَلَّ بِهِ عَلَى دَفْعِ مَا اِدَّعَاهُ غَيْرُهُ مِنْ اَلْإِجْمَاعِ عَلَى مَشْرُوعِيَّةِ زِيَارَةِ قَبْرِ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا نُقِلَ عَنْ مَالِكٍ أَنَّهُ كَرِهَ أَنْ يَقُولَ زُرْت قَبْرَ اَلنَّبِيِّ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ أَجَابَ عَنْهُ اَلْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَصْحَابِهِ بِأَنَّهُ كَرِهَ اَللَّفْظَ أَدَبًا لَا أَصْلَ اَلزِّيَارَة فَإِنَّهَا مِنْ أَفْضَلِ اَلْأَعْمَالِ وَأَجَلِّ اَلْقُرُبَات اَلْمُوَصِّلَة إِلَى ذِي اَلْجَلَالِ وَإِنَّ مَشْرُوعِيَّتَهَا مَحَلّ إِجْمَاع بِلَا نِزَاع وَاَللَّه اَلْهَادِي إِلَى اَلصَّوَابِ .
)

فليتامل القارئ الفاضل صنيع كشاف في كلام ابن حجر يتبين له التدليس في ابشع صوره فابن حجر عندما تحدث في الحديث قال ان الناس اختلفوا في تاويله وانمنهم من حمله على التحريم كالجويني ( وان كان النقل خاطئا عنه ) واعقب ذلك بان الصحيح عن الجويني غير ذلك لكن في الحالين يظل ذلك عند الجويني في شد الرحال الى غيرها من المساجد

لكن قبر النبي ليس غيرها بل واوضح ابن حجر بنقله عن الكرماني ان ابن تيمية هو اول من نحى بالمسالة منحى جديدا حين التزم حرمة شد الرحال لقبر النبي وهي تلك المسالة التي وصفنا ابن تيمية بالابتداع بشانها ولا وجود هنا لما يزعمه كشاف ان الجويني سلف ابن تيمية في المسالة عند ابن حجر

ولا وجود هنا لتصحيح التعليل او تضعيفه وهي القضية التي ابدع كشاف في نقلها وامهلناهللتراجع عنها فلم يتراجع المسالة يا فصيح ان ابن حجر حين نقل صورة المسالة عن النووي نقلها التزاماللامانة العلمية لكنه اثبت ان الرواية غير ثابتة عن امام الحرمين بقوله والصحيح وهذا شان من يكتب ليجمع الروايات فهو جماعة لكل قول ورد وان كان ضعيفا لكنه يشير من طرف خفي وبصورة موجزة للامر

ثم انه صرح بنقله عن الكرماني انها ما حدثت المنازعات الا في عصر ابن تيمية وما نسبت الا الى ابن تيمية وان من التزم منع الشد لزيارة النبي هو ابن تيمية وذلك تحرير منه لمحل النزاع تغاضيت عنه لا لشئ الا رغبة منك في التدليس والتهويل

وبذلك يكون ابن حجر غير مؤيد لك في زعمك

اما النووي فنقلنا لك استدلاله بالحديث في شرح المهذب على زيارة القبر المكرم بحديث شد الرحال وهذا الفهم منه يدل العلماء ان الشافعية ومنهم الجويني بطبيعة الحال لا يرون فرقا بين القبر والمسجد فاحفظه فانه مهم

والسبكي متاخر عن النووي متقدم على ابن حجر والسيوطي والمناوي
فاما النووي فقد بين السبكي محل خطؤه في النقل و بين سهوه في المسالة
واما عياض فنقلنا عنه وجوب الزيارة
واما ابن حجر فقد بانت متابعته للسبكي وتضعيفه للقول الاخر ولا ينسب القول المزور لمن ثبتت براءته منه والا فما معنى كلمة والصحيح

بقي كلامك معنا في المناوي والسيوطي وهذان العالمان نقلا عن النووي وعن ابن حجر النسبة للجويني بتحريم شد الرحال فاما السيوطي فسهوه في المسالة امر محتمل وذلك لكثرة مؤلفاته واما المناوي فقوله منقول من ابن حجر نقل اول الشرح واهمل باقيه اتكالا على وجود المبحث في الفتح

لكن ثمة بحث في قولي السيوطي والمناوي مفاد هذا البحث متعلق بقول المناوي الشافعي :
فيحرم شده الرحل لغيرها كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة
ما المقصود بغيرها هنا والجلي من كلام المناوي هو كقبور الصالحين والمواضع الفاضلة وهذا عند الشافعية لا يعني مطلقا ان الجويني حرم شد الرحل لزيارة قبر النبي لانها لا يرى مغايرة بين القبر والمسجد لذلك عندما يتحدثون عن الكراهة في بناء القبة على القبر لا يتحدثون عن القبة الخضراء بل يعدونها من الماثر ويوجبون صيانتها وعمارتها

لان من القواعد الاصولية عند الشافعية انهم يفردون الخصائص النبوية في كتبهم الفقهية بالتاليف عن ما سواها لذلك هم عندما يتحدثون عن النكاح يشترطون الولي ويحرمون الزيادة على الاربع اما حلية زواج النبي بدون ولي وحقه في الزيادة على الاربع فهي عندهم مفردة في باب عنوانه الخصائص لا تذكر في الفقه العادي وفتوى الجويني متجهة على المساجد العادية لا المسجد النبوي لان محل الفتوى هو الامور العادية

هذا طبعا ان صحت النسبة اليه لكنها لا تصح والدليل على ذلك هو كلام السبكي وتاييد ابن
حجر

واقرار شيخيك الاميني والسبحاني ان اول من ابتدع المسالة ابن تيمية ام ان شيخيك كانا من الجهلة فغاب عنهما ذلك
يتبع .......

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 14, 2006 11:42 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
يا كشاف في مداخلتي التي اقتبست فيها من شيخيك كلا م جد خطير ففيها :

وإقامة الادلّة القاطعة على صحّتهما، وإثبات تواتر العمل بهما من قِبل المسلمين كافّة من الصدر الاسلامي الاوّل وحتى يومنا هذا،

قد جرت السيرة المطَّردة من صدر الاسلام، منذ عصر الصحابة الاوَّلين والتابعين لهم بإحسان، على زيارة قبور ضمّت في كنفها نبيّاً مرسلاً، أو إماماً طاهراً، أو وليّاً صالحاً، أو عظيماً من عظماء الدّين، وفي مقدّمها قبر النبيّ الاقدس (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكانت الصلاة لديها، والُّدعاء عندها، والتبرُّك والتوسّل بها، والتقرُّب إلى الله، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد، من المتسالم عليه بين فِرق المسلمين، من دون أيّ نكير من آحادهم، وأيّ غميزة من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم، حتى ولد الدهر ابن تيميّة الحرّاني،


فرق بين زيارة قبر النبيّ، وزيارة قبور المسلمين، فإنّ الاوّل مستحبّ بالخصوص، بخلاف الاخرين فإنّها مسنونة على وجه العموم

وقد جرت سيرة المسلمين من عصر الصحابة إلى يومنا هذا على شدِّ الرحال إلى زيارة النبيّ الاكرم وعدّوا زيارتها قربة، والسفر إليها مثلها، ولم ينكر أحد قربية الزيارة ولا جواز السفر إلاّ ابن تيمية في أوائل القرن الثامن لشبهة طرأت له،


وهذه الاقوال ترمي الى ان ابن تيمية كان اول من قال بذلك لا سلف له فلم غاب عنهم الجويني وهما العلامتين المرجعين ام ان الحكم عندكم بالتواتر حكم منخرم ؟؟؟؟؟

ونتابع بقية الادلة من علماؤكم :

فالحديث يكون غير متعرض لشدّ الرحال لزيارة الانبياء والائمة الطاهرين والصالحين، لانّ موضوع الحديث إثباتاً ونفياً هو المساجد، وأمّا غير ذلك فليس داخلاً فيه، فالاستدلال به على تحريم شد الرحال إلى غير المساجد، باطل.

فلا يمكن الاخذ بها إذ يلزمها كون جميع السفرات محرّمة سواء كان السفر لاجل زيارة المسجد أو غيره من الامكنة، وهذا لا يلتزم به أحد من الفقهاء.


مرة اخرى لا نرى ذكرا للجويني فلماذا يا كشاف :roll:

واطمئنك ان لي عودة خاصة لالفاظ السب والشتم واسلوبك المؤدب في النقاش في الرد التالي

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 14, 2006 10:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الاثنين فبراير 07, 2005 5:55 pm
مشاركات: 206
[font=Times New Roman]بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين وسلم

( وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ) 62 النحل

لولا أسلوبك التهكمي لوجدت من الردود ما يشفي غليلك
و ما يطفيء جمر غيظك

ولكنه من المعلوم أنه لا فائدة من الحوار من شخص يعتمد التشتيت وإيراد المسائل الخارجه عن صلب الموضوع
ويعتمد على التكذيب دون دليل والإدعاء بالطعن على أقوال الآخرين دونما بينة

بل زيادة على ذلك يقول بالكذب على الجمهور القراء ليغريهم عن الحق
وإنه لما ثبت عندي كذبك يا أخ كوثري هداك الله أقول لك هذا خصام بيني وبينك


وأقول لك إذا أتيت و قمت بحذف ما كان من تهكم و شطحات خارج الموضوع من كتاباتك
فلن يبقى من مقالك إلا النزر اليسير وطبعا هذا لا يرضيك
فأنت وكما يبدو من الصنف الذي يغريه تسويد الصفحات والتطويل



عموما حتى لا يغتر مغتر بكلامك بأنه الحق
وحتى لا يغتر مغتر من رؤية إعراضي عن كثير من الترهات أنه عجز مني

أقول مبينا بحول الله تعالى ما يكشف حبك لقذف التهم جزافا
ومحاولاتك المكشوفه أمام الجميع من تظليل وتشويش وخلط في الأقوال
وأختم بما ظهر منك من كذب متعمد
[/font]


تقول
محمد الكوثري كتب:

اقتبس كشاف من الحافظ ابن حجر لكنه حذف ما يخص ابتن تيمية وانه مبتدع المسالة كما كتب ارض لسطين وما ذلك الا حبا في التدليس واخفاء للحق فنلتزم نحن باظهار ما اخفاه كشاف فاليكم كلام ابن حجر كاملا والمحذوف باللون الاحمر


[font=Times New Roman]
أولا : يقول كوثري ( لكنه حذف ما يخص ابتن تيمية ) وهذا لايعدو على أحد مسألتين
إما أن كوثري يتعمد التزوير ليظلل القاريء أو أنه لا يفهم معنى الحذف

فالحذف يكون إلغاء شيء من شيء
كأن يقول إبن حجر 1 2 3 وآتي أنا و أقول قال إبن حجر 1 3 وأحذف 2

ومما تقدم من قول كوثري نفسه هو أنني نقلت فقرة وما أدعى حذفي له هو أساسا ليس بين الفقرة التي نقلتها أنا فكيف يسمي ذلك حذفا
وهل هذا إلا الفجور بالخصومة و العياذ بالله من ذلك

ثانيا : قال كوثري هداه الله في مزيد من التظليل ( لكنه حذف ما يخص ابتن تيمية وانه مبتدع المسالة )

وعجز كوثري نفسه عن إثبات ذلك مما نقله بنفسه فالإشارة التي حاول التشويش حولها هي التالية

( قَالَ الْكَرْمَانِيّ : وَقَعَ فِي هَذِهِ اَلْمَسْأَلَةِ فِي عَصْرِنَا فِي اَلْبِلَادِ اَلشَّامِيَّةِ مُنَاظَرَات كَثِيرَة وَصُنِّفَ فِيهَا رَسَائِلُ مِنْ اَلطَّرَفَيْنِ ، قُلْت : يُشِيرُ إِلَى مَا رَدَّ بِهِ اَلشَّيْخ تَقِيّ اَلدِّين اَلسُّبْكِيّ وَغَيْره عَلَى اَلشَّيْخِ تَقِيّ اَلدِّين ابْن تَيْمِيَةَ وَمَا اِنْتَصَرَ بِهِ اَلْحَافِظُ شَمْس اَلدِّين بْن عَبْد اَلْهَادِي وَغَيْره لِابْن تَيْمِيَةَ وَهِيَ مَشْهُورَةٌ فِي بِلَادِنَا )

وليس فيه بيان كون إبن تيمية من إبتدع التحريم بل هذه إشارة كما يقول إبن حجر إلى ما حدث من ردود بين ابن تيمية و السبكي وأنصار ابن تيمية

فيا عقلاء القراء هل في هذا إشارة إلا أن إبن تيمية أول مبتدع للتحريم
أم أنه الفجور في الخصومة من كوثري هداه الله [/font]




ثالثا : قال كوثري
محمد الكوثري كتب:

فابن حجر عندما تحدث في الحديث قال ان الناس اختلفوا في تاويله وانمنهم من حمله على التحريم كالجويني ( وان كان النقل خاطئا عنه ) واعقب ذلك بان الصحيح عن الجويني غير ذلك لكن في الحالين يظل ذلك عند الجويني في شد الرحال الى غيرها من المساجد

لكن قبر النبي ليس غيرها بل واوضح ابن حجر بنقله عن الكرماني ان ابن تيمية هو اول من نحى بالمسالة منحى جديدا حين التزم حرمة شد الرحال لقبر النبي وهي تلك المسالة التي وصفنا ابن تيمية بالابتداع بشانها ولا وجود هنا لما يزعمه كشاف ان الجويني سلف ابن تيمية في المسالة عند ابن حجر


[font=Times New Roman]
أولا : قال كوثري ( واعقب ذلك بان الصحيح عن الجويني غير ذلك )
غير صحيح بل هو إفتراء فأين دلل إبن حجر على أن الصحيح عن الجويني غير ذلك هذا بهتان عظيم لا نجده حتى فيما نقله كوثري نفسه
وهو أيضا تدليس على القراء لمجرد الخصومة والرد وسنبينه في آخر الرد


ثانيا : قال كوثري ( لكن قبر النبي ليس غيرها بل واوضح ابن حجر بنقله عن الكرماني ان ابن تيمية هو اول من نحى بالمسالة منحى جديدا )

قد بينا أن هذا تدليس على لسان إبن حجر أخرجه كوثري من جيبه هداه الله وأصلح حاله
فإبن حجر لم يفصل في المسألة عن الجويني بهذا الموضوع

وقد تلاعب أكثر في الألفاظ فقال ( بل واوضح ابن حجر بنقله عن الكرماني ان ابن تيمية هو اول من نحى بالمسالة منحى جديدا )

مع أن إبن حجر يقول ( فقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ : يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ ، وَأَشَارَ اَلْقَاضِي حُسَيْن إِلَى اِخْتِيَارِهِ وَبِهِ قَالَ عِيَاض وَطَائِفَة )

وطائفة رجاءا أخي القاريء لاحظ وطائفة عوضا عن الجويني وحده
فأين قول إبن حجر أن ابن تيمية هو مبتدع التحريم كما يدعي أخينا كوثري هداه الله

وهل هذا الإدعاء إلا من الفجور في الخصومة

ثالثا : قال كوثري ( ولا وجود هنا لما يزعمه كشاف ان الجويني سلف ابن تيمية في المسالة عند ابن حجر )
ومتى قلت أنا أن ابن تيمية تبع قول الجويني حتى يكون سلفه في ذلك
وكوثري يعلم أنني لم أقل أن ابن تيمية تبع الجويني في هذا القول ليكون سلفه بل الذي قلته أنا أن ابن تيمية ليس أول من قال بالتحريم
لكنني لم أقل أن سلف إبن تيمية في ذلك الجويني

وهذا مما أصابنا به شطط الأخ كوثري هداه الله ورفع عنه [/font]



يقول
محمد الكوثري كتب:

ولا وجود هنا لتصحيح التعليل او تضعيفه وهي القضية التي ابدع كشاف في نقلها وامهلناهللتراجع عنها فلم يتراجع المسالة يا فصيح ان ابن حجر حين نقل صورة المسالة عن النووي نقلها التزاماللامانة العلمية لكنه اثبت ان الرواية غير ثابتة عن امام الحرمين بقوله والصحيح وهذا شان من يكتب ليجمع الروايات فهو جماعة لكل قول ورد وان كان ضعيفا لكنه يشير من طرف خفي وبصورة موجزة للامر


[font=Times New Roman]
أولا : يقول كوثري ( ولا وجود هنا لتصحيح التعليل او تضعيفه وهي القضية التي ابدع كشاف في نقلها )
وهذه مسألة إخترعها كوثري لينسج لها نسجا لمجرد الرد
فأنا لم أقل أن ابن حجر صحح قول النووي بل قلت أنه قال به فكما أن النووي إطلع على هذا القول و نقده على الجويني كذلك ابن حجر إطلع عليه و نقده أيضا وهذا واضح

لذلك أنت وقعت في التالي
ثانيا : ( يا فصيح ان ابن حجر حين نقل صورة المسالة عن النووي نقلها التزاماللامانة العلمية )

مصيبتك يا أخ كوثري أنك زيادة على التهكم تقوم بالتشويش والقول بأقوال غير صحيحه
ولا أعلم لماذا إدعيت أن ابن حجر نقل عن النووي

بل إنك قد طعنت في الأمانة العلمية لإبن حجر من حيث لا تعلم

فمنهج إبن حجر في الأمانة العلمية يا فصيح هي نسبة القول لصاحبه وهذا عند الموافقة كقوله آنفا
( قال الكرماني ) وقد إستشهد ابن حجر في الفتح بقول النووي كثيرا وكانت أمانته العلمية تحتم عليه أن يقول ( قال النووي ) [U]وهذا ديدنه خصوصا عندما يوافق القول فما بالك عندما يكون معارضا له
كما تدعي ( فأين قال ابن حجر قال النووي عن تحريم الجويني ) ؟؟؟[/U]

ثالثا : يقول كوثري ( لكنه اثبت ان الرواية غير ثابتة عن امام الحرمين بقوله والصحيح )

وهذا باطل محض وحجة ظاهرة الزيف بل العكس منه هو الصحيح
بدليل أنه عندما قال والصحيح قالها هكذا ( وَالصَّحِيحُ عِنْدَ إِمَامِ اَلْحَرَمَيْنِ وَغَيْره مِنْ اَلشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ ) بينما قال في البداية
( فقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ : يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ )


وأنت تعلم أن الجويني أبو محمد هو عبد الله بن يوسف بن محمد الجويني
وهو والد إمام الحرمين أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني

فأنت حاولت أن توهم القراء وتشوش عليهم من على أن إبن حجر جعل قول الجويني صحيحا بالإباحة
مع أن ابن حجر قال أن إمام الحرمين هو الذي اباح المسألة وليس إبوه

فهذا غيض من فيض تدليس وتزوير وتشويش الأخ كوثري الذي قاده الفجور في الخصومة إلى التحايل في الألفاظ والأسماء
ولو أردنا تتبع شطحاته و تدليسات لأخذ منا ذلك الوقت الكثير الذي سيذهب على رد أباطيل مكشوفة عند الحذاق


وحسبنا الله ونعم الوكيل [/font]

_________________
[font=Traditional Arabic]إن مذهبا يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس يونيو 15, 2006 7:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105

كتب كشاف

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين وسلم

( وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ) 62 النحل

لولا أسلوبك التهكمي لوجدت من الردود ما يشفي غليلك
و ما يطفيء جمر غيظك

ولكنه من المعلوم أنه لا فائدة من الحوار من شخص يعتمد التشتيت وإيراد المسائل الخارجه عن صلب الموضوع
ويعتمد على التكذيب دون دليل والإدعاء بالطعن على أقوال الآخرين دونما بينة


فنرد اولا ونقول :

يا كشاف في مداخلتي التي اقتبست فيها من شيخيك كلا م جد خطير ففيها :

وإقامة الادلّة القاطعة على صحّتهما، وإثبات تواتر العمل بهما من قِبل المسلمين كافّة من الصدر الاسلامي الاوّل وحتى يومنا هذا،

قد جرت السيرة المطَّردة من صدر الاسلام، منذ عصر الصحابة الاوَّلين والتابعين لهم بإحسان، على زيارة قبور ضمّت في كنفها نبيّاً مرسلاً، أو إماماً طاهراً، أو وليّاً صالحاً، أو عظيماً من عظماء الدّين، وفي مقدّمها قبر النبيّ الاقدس (صلى الله عليه وآله وسلم).
وكانت الصلاة لديها، والُّدعاء عندها، والتبرُّك والتوسّل بها، والتقرُّب إلى الله، وابتغاء الزلفة لديه بإتيان تلك المشاهد، من المتسالم عليه بين فِرق المسلمين، من دون أيّ نكير من آحادهم، وأيّ غميزة من أحد منهم على اختلاف مذاهبهم، حتى ولد الدهر ابن تيميّة الحرّاني،


فرق بين زيارة قبر النبيّ، وزيارة قبور المسلمين، فإنّ الاوّل مستحبّ بالخصوص، بخلاف الاخرين فإنّها مسنونة على وجه العموم

وقد جرت سيرة المسلمين من عصر الصحابة إلى يومنا هذا على شدِّ الرحال إلى زيارة النبيّ الاكرم وعدّوا زيارتها قربة، والسفر إليها مثلها، ولم ينكر أحد قربية الزيارة ولا جواز السفر إلاّ ابن تيمية في أوائل القرن الثامن لشبهة طرأت له،


وهذه الاقوال ترمي الى ان ابن تيمية كان اول من قال بذلك لا سلف له فلم غاب عنهم الجويني وهما العلامتين المرجعين ام ان الحكم عندكم بالتواتر حكم منخرم ؟؟؟؟؟


ونتابع بقية الادلة من علماؤكم :

فالحديث يكون غير متعرض لشدّ الرحال لزيارة الانبياء والائمة الطاهرين والصالحين، لانّ موضوع الحديث إثباتاً ونفياً هو المساجد، وأمّا غير ذلك فليس داخلاً فيه، فالاستدلال به على تحريم شد الرحال إلى غير المساجد، باطل.

فلا يمكن الاخذ بها إذ يلزمها كون جميع السفرات محرّمة سواء كان السفر لاجل زيارة المسجد أو غيره من الامكنة، وهذا لا يلتزم به أحد من الفقهاء
.


مرة اخرى لا نرى ذكرا للجويني فلماذا يا كشاف

واطمئنك ان لي عودة خاصة لالفاظ السب والشتم واسلوبك المؤدب في النقاش في الرد التالي

لكن خذ هذه كبداية شيخيك والسبكي و ابن حجر يرون ابن تيمية مبتدع المسالة بل صرح الحجتين عندك ان ابن تيمية هو مبتدع المسالة فلم لم تبين لي لم دلسا وكذبا في ادعاء ذلك

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يونيو 16, 2006 6:00 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد مارس 19, 2006 2:40 am
مشاركات: 105
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله
والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله ثم اما بعد

قد كنا كتبنا بعضا من التعقيبا ت ردا على المدعو كشاف سلكنا فيها معه مسلك العدل والانصاف والاعراض عن الجاهلين الا انه ابى ان يرتدع عن غيه وظل سادرا في عوجه قائما على تدليسه فرايت ان اكتب بحثا مفصلا في رد ترهاته واظهار عواره وبيان منكره وكذبه وتدليسه وسميت هذه الرسالة

[font=Traditional Arabic]الصمصام العلوي في نحر المبتدع الغوي [/font]

فبعد الحمد الواجب لمبدع الاكوان والخلائق والصلاة والسلام على هادي الامم وخير الرسل سيدنا ومولانا محمد وعلى اله الطاهرين المطهرين واصحابه الغر الميامين نقول :
حق على كل من حاول علما ان يتصوره بمعرفة مبانيه ومراميه وتحديد اهدافه واركانه وان المدعو كشاف حاول ان يلزمنا معاشر اهلا السنة بالحجاج ويرد على ما ظنه بفهمه القاصر غلطا في كتبنا فاوقع نفسه في المهالك واوردها الخسران المبين لجهله الفاضح وتناقضه البين والان نرد على رده كلمة كلمة وفقرة فقرة

قال كشاف :
( وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الْكَذِبَ أَنَّ لَهُمُ الْحُسْنَى لَا جَرَمَ أَنَّ لَهُمُ النَّارَ وَأَنَّهُمْ مُفْرَطُونَ ) 62 النحل

ونقول :
قول الله تعالى هو : " ويجعلون لله ما يكرهون وتصف السنتهم الكذب ان لهم الحسنى لا جرم ان لهم النار وانهم مفرطون "
والاية الكريمة تنعي على من يفتري على الله الكذب وينسب له تعالى ما لا يليق و بين ان هذا توعد من الله للكافرين
فقد كنا نحسبك رافضيا يا كشاف فبان لنا انك خارجي مكفر او حلولي مارق
فاما انك تساوي نفسك بالله فترى انني حين انسب لك ما تدعيه من كذب عليك اكون قد كذبت على الله فاذا انت حلولي بغيض
واما ان تكون خارجيا تكفرني لانني خالفتك فيما تدعو اليه من باطل كما كفر اسلافك الامام عليه السلام فعليك من الله ما تستحق ولا ننزل الى دركتك من التطاول والبذاءة

ثم قال : لولا أسلوبك التهكمي لوجدت من الردود ما يشفي غليلك
و ما يطفيء جمر غيظك


اي اسلوب تهكمي يا هذا اتنعي علينا ان نسمي الكذب كذبا والتواقح تواقحا اي تهكم في تسمية الشئ باسمه والا فليقل لنا القراء ما هذا :

يعيب أسلوبك كثرة الإيرادات التي لا يخص منها موضع الإتشهاد إلا القليل وهذا يعتبر عجز أو تشتيت

وهذا ما لم تدركه أنت وتعسر عليك إستيعابه فوقعت في تخبط ظاهر في الإيرادات المتقدمة

هل هذا مدح يا كشاف في شخصي الضعيف ام ثناء حسن علي وعندما نرد لك الهدية باحسن منها تغضب وتستغيث سبحان الله هذا هو البهتان الحق

وتابع مغالطاته وادبه الرفيع : ولكنه من المعلوم أنه لا فائدة من الحوار من شخص يعتمد التشتيت وإيراد المسائل الخارجه عن صلب الموضوع

ويعتمد على التكذيب دون دليل والإدعاء بالطعن على أقوال الآخرين دونما بينة بل زيادة على ذلك يقول بالكذب على الجمهور القراء ليغريهم عن الحق

وإنه لما ثبت عندي كذبك يا أخ كوثري هداك الله أقول لك هذا خصام بيني وبينك

وأقول لك إذا أتيت و قمت بحذف ما كان من تهكم و شطحات خارج الموضوع من كتاباتك
فلن يبقى من مقالك إلا النزر اليسير وطبعا هذا لا يرضيك
فأنت وكما يبدو من الصنف الذي يغريه تسويد الصفحات والتطويل


فاقول اما انني من هواة تسويد الصفحات فالحكم بيني وبينك الله في هذا يا كشاف وسترى من منا هو الذي سودها بعجره وبجره وجهله وحمقه وقد كنا نسمع ان الرافضة قوم لا عقول لهم فبان لنا انهم قوم لا خلاق لهم :P

ووصل به التحامق ان قال : عموما حتى لا يغتر مغتر بكلامك بأنه الحق
وحتى لا يغتر مغتر من رؤية إعراضي عن كثير من الترهات أنه عجز مني

أقول مبينا بحول الله تعالى ما يكشف حبك لقذف التهم جزافا
ومحاولاتك المكشوفه أمام الجميع من تظليل وتشويش وخلط في الأقوال
وأختم بما ظهر منك من كذب متعمد


اذا يا كشاف انت لا ترد طلبا للحق بل جدلا ومراء وحتى لا توصم بالعجز الله اكبر بان المبطل ومن ينتصر لنفسه لا للحق ولا طلبا للهدى
وعل العموم ما دمت تنتصر لنفسك فالواجب عليك ان تشحذ همتك ولسانك لانك سترى باذن الله ان الكوثري حنيفي كرار لن يدع لك مداخلة الا وينقضها بمدد سيدنا رسول الله
حتى يكشف للناس جميعا من هو الكشاف الذي صرخ مرة وقال انا..... انا .......فلما ضيق عليه الخناق فر مذعورا لا يلوي على شئ وقال انقذوني انقذوني
وما دمت قد تطاولت سابقا على السيد الشريف الدكتور صبيح و افتريت على السيدة الحوراء زاعما الحديث باسمها فلنر من المحق ومن المبطل وعلى الباغي تدور الدوائر

فاول مغالطات كشاف وحججه الواهية : " تقول :
محمد الكوثري كتب:

اقتبس كشاف من الحافظ ابن حجر لكنه حذف ما يخص ابتن تيمية وانه مبتدع المسالة كما كتب ارض لسطين وما ذلك الا حبا في التدليس واخفاء للحق فنلتزم نحن باظهار ما اخفاه كشاف فاليكم كلام ابن حجر كاملا والمحذوف باللون الاحمر


أولا : يقول كوثري ( لكنه حذف ما يخص ابتن تيمية ) وهذا لايعدو على أحد مسألتين
إما أن كوثري يتعمد التزوير ليظلل القاريء أو أنه لا يفهم معنى الحذف

فالحذف يكون إلغاء شيء من شيء
كأن يقول إبن حجر 1 2 3 وآتي أنا و أقول قال إبن حجر 1 3 وأحذف 2
ومما تقدم من قول كوثري نفسه هو أنني نقلت فقرة وما أدعى حذفي له هو أساسا ليس بين الفقرة التي نقلتها أنا فكيف يسمي ذلك حذفا
وهل هذا إلا الفجور بالخصومة و العياذ بالله من ذلك


اولا: تعريف الحذف بانه الغاء شئ من شئ هذا هو البتر يا فالح اما الحذف فهو الاقتصار على ذكر بعض الكلام دون بقيته مما يؤثر في المعنى المقصود ويخل به
ماذا افعل وانت جهول يا كشاف حتى في النقاش :wink:
لذلك قلنا انك حذفت ولم نقل بترت يا عبقري
اما قولك انك نقلت فقرة فهذا هو الجهل المكعب او المخمس لانك لو تمعنت في مداخلتي لوجدتني قد قلت بالنص ان منهج ابن حجر في شرحه للحديث هو : ذكر عنوان المسالة المستفادة من الحديث والالماع للاراء حولها لذلك قال :

( وَفِي هَذَا اَلْحَدِيثِ فَضِيلَة هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ وَمَزِيَّتهَا عَلَى غَيْرِهَا لِكَوْنِهَا مَسَاجِدَ اَلْأَنْبِيَاءِ ، وَلِأَنَّ اَلْأَوَّل قِبْلَة اَلنَّاسِ وَإِلَيْهِ حَجُّهُمْ ، وَالثَّانِي كَانَ قِبْلَةَ اَلْأُمَمِ اَلسَّالِفَةِ ، وَالثَّالِث أُسِّسَ عَلَى اَلتَّقْوَى . وَاخْتُلِفَ فِي شَدِّ اَلرِّحَالِ إِلَى غَيْرِهَا كَالذَّهَابِ إِلَى زِيَارَةِ اَلصَّالِحِينَ أَحْيَاءً وَأَمْوَاتًا وَإِلَى اَلْمَوَاضِعِ اَلْفَاضِلَةِ لِقَصْد اَلتَّبَرُّك بِهَا وَالصَّلَاة فِيهَا .....)

ثم بدا ابن حجر بذكر الاراء المختلفة وحجة كل منها فكانت الفقرة التالية تمثل احد الاقوال الفقهية ودليله (وقد وضعنا تحت الدليل خطا )

فقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ : يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ ، وَأَشَارَ اَلْقَاضِي حُسَيْن إِلَى اِخْتِيَارِهِ وَبِهِ قَالَ عِيَاض وَطَائِفَة ، وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا رَوَاهُ أَصْحَابُ اَلسُّنَنِ مِنْ إِنْكَار بَصْرَة اَلْغِفَارِيّ عَلَى أَبِي هُرَيْرَة خُرُوجه إِلَى اَلطُّورِ وَقَالَ لَهُ " لَوْ أَدْرَكْتُك قَبْلَ أَنْ تَخْرُجَ مَا خَرَجْت " وَاسْتَدَلَّ بِهَذَا اَلْحَدِيثِ فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَرَى حَمْلَ اَلْحَدِيثِ عَلَى عُمُومِهِ ، وَوَافَقَهُ أَبُو هُرَيْرَة

ثم تمثل الفقرة التالية رايا اخر ودليله :

وَالصَّحِيحُ عِنْدَ إِمَامِ اَلْحَرَمَيْنِ وَغَيْره مِنْ اَلشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ ، وَأَجَابُوا عَنْ اَلْحَدِيثِ بِأَجْوِبَةٍ مِنْهَا أَنَّ اَلْمُرَادَ أَنَّ اَلْفَضِيلَةَ اَلتَّامَّةَ إِنَّمَا هِيَ فِي شَدّ اَلرِّحَالُ إِلَى هَذِهِ اَلْمَسَاجِدِ بِخِلَافِ غَيْرِهَا فَإِنَّهُ جَائِز ، وَقَدْ وَقَعَ فِي رِوَايَةٍ لِأَحْمَدَ سَيَأْتِي ذِكْرهَا بِلَفْظ " لَا يَنْبَغِي لِلْمَطِيِّ أَنْ تَعْمَلَ " وَهُوَ لَفْظٌ ظَاهِرٌ فِي غَيْرِ اَلتَّحْرِيمِ

وانت يافصيح عندما نقلت وقفت الى قول ابن حجر جائز دون ان تتابع ذكر الدليل وهذا البتر منك يافصيح هو الذي تسميه انت حذفا وتنكر وقوعك فيه مع ارتكابك له ولم ننعى عليك البتر لانك ارتكبت الاخطر
وهو الحذف لبقية الاراء التي نقلها ابن حجر والتي اوضحت ان القول المنسوب للجويني غلطا لا يتعلق بمسالة شد الرحل للقبر النبوي لان ابن حجر نفسه صرح ان من التزم ذلك هو ابن تيمية

اي ان احدا غيره لم يلتزم ذلك يا فقيه اذا فهو المفرع للمسالة ارجو ان تتمعن ذلك جيدا
وخاصة ان شيخيك الاميني والسبحاني فهما مثل فهمنا اهل السنة ونسبا لابن تيمية ابتداع المسالة وكل من ترجم لابن تيمية وصفه بانه مبتدع المسالة وواضع اسسها ومفرعها ولم يماري في ذلك احد قبلك
فسبحان الله ما اصدق زفر اذ قال اني لا اناظر احدا حتى يخطئ بل اناظره حتى يجن قيل له وكيف ذلك يرحمك الله ؟ قال : حتى يقول بما لم يقل به احد قبله :P

وتبجح ثانيافقال :( ثانيا : قال كوثري هداه الله في مزيد من التظليل ( لكنه حذف ما يخص ابتن تيمية وانه مبتدع المسالة )

وعجز كوثري نفسه عن إثبات ذلك مما نقله بنفسه فالإشارة التي حاول التشويش حولها هي التالية

( قَالَ الْكَرْمَانِيّ : وَقَعَ فِي هَذِهِ اَلْمَسْأَلَةِ فِي عَصْرِنَا فِي اَلْبِلَادِ اَلشَّامِيَّةِ مُنَاظَرَات كَثِيرَة وَصُنِّفَ فِيهَا رَسَائِلُ مِنْ اَلطَّرَفَيْنِ ، قُلْت : يُشِيرُ إِلَى مَا رَدَّ بِهِ اَلشَّيْخ تَقِيّ اَلدِّين اَلسُّبْكِيّ وَغَيْره عَلَى اَلشَّيْخِ تَقِيّ اَلدِّين ابْن تَيْمِيَةَ وَمَا اِنْتَصَرَ بِهِ اَلْحَافِظُ شَمْس اَلدِّين بْن عَبْد اَلْهَادِي وَغَيْره لِابْن تَيْمِيَةَ وَهِيَ مَشْهُورَةٌ فِي بِلَادِنَا )

وليس فيه بيان كون إبن تيمية من إبتدع التحريم بل هذه إشارة كما يقول إبن حجر إلى ما حدث من ردود بين ابن تيمية و السبكي وأنصار ابن تيمية

فيا عقلاء القراء هل في هذا إشارة إلا أن إبن تيمية أول مبتدع للتحريم
أم أنه الفجور في الخصومة من كوثري هداه الله
)

ونقول اولا : لم حذفت يا كشاف بقية الكلام وهو :

" وَالْحَاصِلِ أَنَّهُمْ أَلْزَمُوا اِبْن تَيْمِيَةَ بِتَحْرِيمِ شَدِّ اَلرَّحْلِ إِلَى زِيَارَةِ قَبْرِ سَيِّدِنَا رَسُول اَللَّهِ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنْكَرْنَا صُورَة ذَلِكَ ، وَفِي شَرْحِ ذَلِكَ مِنْ اَلطَّرَفَيْنِ طُول ، وَهِيَ مِنْ أَبْشَعِ اَلْمَسَائِلِ اَلْمَنْقُولَةِ عَنْ اِبْن تَيْمِيَةَ ،"


حان الان وقت الدرس في الللغة العربية :

عندما يقول الكرماني وقع في هذه المسالة في البلاد الشامية في عصرنا مناظرات كثيرة
فماذا يعني بقوله وقع في عصرنا ؟؟؟ لماذا قيد الكرماني بقوله عصرنا ان لم تكن البداية في عصره لو كانت قد قيلت من قبل ما قيدها الكرماني بقوله عصرنا يا لغوي
هل فهمت الان ما المقصود من كلام الكرماني
خاصة ان ابن حجر بين المقصود واقره على ان الحدوث كان من ابن تيمية
والا كان ابن حجر نفسه متناقضا حين ينقل التحريم عن الجويني ولا يذكر ه عند ذكر ابن تيمية وخاصة انه قال عنها وهي من ابشع المسائل المنسوبة لابن تيمية
بل ولم يقل انهم الزموا بها احدا غيره يا فصيح
فلم ينسبها ابن حجر لاحد غيره ولا حتى للجويني الذي تدعي انت وتكابر انه نقل عنه تحريم شد الرحل لزيارة المقام النبوي المكرم
وان ابن حجر لم يرتض بيان السبكي ورده على النووي ؟؟؟؟؟؟؟
والا فلم سبق ان قلت عن ابن تيمية انه ليس اول من ابتدع تحريم شد الرحال
هل كان الحديث عن تحريم شد الرحال من حيث هو ام عن تحريم شد الرحال لزيارة قبر النبي

وعندما يعقب ابن حجر ويوضح ان المسالة منسوبة لابن تيمية فهل يشير هذا الى احد سبق ابن تيمية ؟؟

فعلا القراء يحتاجون لمعرفة المنصف من المدلس يا كشاف اين حمرة الخجل :oops:

والان نعقب على ثالثة الاثافي قال كشاف
(: ثالثا : قال كوثري
محمد الكوثري كتب:

فابن حجر عندما تحدث في الحديث قال ان الناس اختلفوا في تاويله وانمنهم من حمله على التحريم كالجويني ( وان كان النقل خاطئا عنه ) واعقب ذلك بان الصحيح عن الجويني غير ذلك لكن في الحالين يظل ذلك عند الجويني في شد الرحال الى غيرها من المساجد

لكن قبر النبي ليس غيرها بل واوضح ابن حجر بنقله عن الكرماني ان ابن تيمية هو اول من نحى بالمسالة منحى جديدا حين التزم حرمة شد الرحال لقبر النبي وهي تلك المسالة التي وصفنا ابن تيمية بالابتداع بشانها ولا وجود هنا لما يزعمه كشاف ان الجويني سلف ابن تيمية في المسالة عند ابن حجر


أولا : قال كوثري ( واعقب ذلك بان الصحيح عن الجويني غير ذلك )
غير صحيح بل هو إفتراء فأين دلل إبن حجر على أن الصحيح عن الجويني غير ذلك هذا بهتان عظيم لا نجده حتى فيما نقله كوثري نفسه
وهو أيضا تدليس على القراء لمجرد الخصومة والرد وسنبينه في آخر الرد
)

اما ان قولي غير صحيح فدعوى بلا دليل لان نقلي عن ابن حجر في تبرئة الجويني هو قوله :

وَالصَّحِيحُ عِنْدَ إِمَامِ اَلْحَرَمَيْنِ وَغَيْره مِنْ اَلشَّافِعِيَّةِ أَنَّهُ لَا يَحْرُمُ
فكلمة عند هنا اشارة الى ان المذهب والنقل الصحيح عند امام الحرمين الجويني عن ابيه الذي هو شيخه وامام الحرمين بابيه منك اعلم يا كشاف
كما ان بنو الحسن والحسين بابيهم الكرار وامهم الزهراء بهم اعلم منك يا مدعي انه لا يحرم وفي المسالة زيادة بيان محلها عند التعقيب على سفاهتك الاخيرة في اسفل الرد فانظره تجده

وقال كشاف :

ثانيا : قال كوثري ( لكن قبر النبي ليس غيرها بل واوضح ابن حجر بنقله عن الكرماني ان ابن تيمية هو اول من نحى بالمسالة منحى جديدا )

قد بينا أن هذا تدليس على لسان إبن حجر أخرجه كوثري من جيبه هداه الله وأصلح حاله
فإبن حجر لم يفصل في المسألة عن الجويني بهذا الموضوع


اما ان هذا تدليس مني على لسان ابن حجر فبالله ليخبرني عاقل ما معنى قول ابن حجر :

وَهِيَ مِنْ أَبْشَعِ اَلْمَسَائِلِ اَلْمَنْقُولَةِ عَنْ اِبْن تَيْمِيَةَ ،"


ثم بلغت به الصفاقة مداها فقال :

وقد تلاعب أكثر في الألفاظ فقال ( بل واوضح ابن حجر بنقله عن الكرماني ان ابن تيمية هو اول من نحى بالمسالة منحى جديدا )
مع أن إبن حجر يقول ( فقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ : يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ ، وَأَشَارَ اَلْقَاضِي حُسَيْن إِلَى اِخْتِيَارِهِ وَبِهِ قَالَ عِيَاض وَطَائِفَة )

وطائفة رجاءا أخي القاريء لاحظ وطائفة عوضا عن الجويني وحده
فأين قول إبن حجر أن ابن تيمية هو مبتدع التحريم كما يدعي أخينا كوثري هداه الله


اما قول ابن حجر ان ابن تيمية مبتدع المسالة فهاهو :

وَهِيَ مِنْ أَبْشَعِ اَلْمَسَائِلِ اَلْمَنْقُولَةِ عَنْ اِبْن تَيْمِيَةَ ،" واما ايضاح ابن حجر بنقله عن الكرماني فهاهو :
عندما يقول الكرماني وقع في هذه المسالة في البلاد الشامية في عصرنا مناظرات كثيرة
فماذا يعني بقوله وقع في عصرنا ؟؟؟ لماذا قيد الكرماني بقوله عصرنا ان لم تكن البداية في عصره لو كانت قد قيلت من قبل ما قيدها الكرماني بقوله عصرنا يا لغوي
هل فهمت الان ما المقصود من كلام الكرماني
خاصة ان ابن حجر بين المقصود واقره على ان الحدوث كان من ابن تيمية
والا كان ابن حجر نفسه متناقضا حين ينقل التحريم عن الجويني ولا يذكر ه عند ذكر ابن تيمية وخاصة انه قال عنها وهي من ابشع المسائل المنسوبة لابن تيمية
بل ولم يقل انهم الزموا بها احدا غيره يا فصيح
فلم ينسبها ابن حجر لاحد غيره ولا حتى للجويني الذي تدعي انت وتكابر انه نقل عنه تحريم شد الرحل لزيارة المقام النبوي المكرم
وان ابن حجر لم يرتض بيان السبكي ورده على النووي ؟؟؟؟؟؟؟
والا فلم سبق ان قلت عن ابن تيمية انه ليس اول من ابتدع تحريم شد الرحال
هل كان الحديث عن تحريم شد الرحال من حيث هو ام عن تحريم شد الرحال لزيارة قبر النبي

وعندما يعقب ابن حجر ويوضح ان المسالة منسوبة لابن تيمية فهل يشير هذا الى احد سبق ابن تيمية ؟؟

اما ان ابن حجر هو قائل العبارة المذكورة ( فقَالَ اَلشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّد اَلْجُوَيْنِيّ : يَحْرُمُ شَدّ اَلرِّحَال إِلَى غَيْرِهَا عَمَلًا بِظَاهِرِ هَذَا اَلْحَدِيثِ ، وَأَشَارَ اَلْقَاضِي حُسَيْن إِلَى اِخْتِيَارِهِ وَبِهِ قَالَ عِيَاض وَطَائِفَة )
فتدليس اذ ان ابن حجر ناقل للعبارة المذكورة عن النووي واصل العبارة كما تراه بالاسفل :

( وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاء فِي شَدّ الرِّحَال وَإِعْمَال الْمَطِيّ إِلَى غَيْر الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة كَالذَّهَابِ إِلَى قُبُور الصَّالِحِينَ ، وَإِلَى الْمَوَاضِع الْفَاضِلَة وَنَحْو ذَلِكَ ، فَقَالَ الشَّيْخ أَبُو مُحَمَّد الْجُوَيْنِيّ مِنْ أَصْحَابنَا : هُوَ حَرَام ، وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ الْقَاضِي عِيَاض إِلَى اِخْتِيَاره ، وَالصَّحِيح عِنْد أَصْحَابنَا وَهُوَ الَّذِي اِخْتَارَهُ إِمَام الْحَرَمَيْنِ وَالْمُحَقِّقُونَ أَنَّهُ لَا يَحْرُم وَلَا يُكْرَه قَالُوا : وَالْمُرَاد أَنَّ الْفَضِيلَة التَّامَّة إِنَّمَا هِيَ فِي شَدّ الرِّحَال إِلَى هَذِهِ الثَّلَاثَة خَاصَّة . وَاَللَّه أَعْلَم )

وقدمنا مرارا ان الحافظ كان عندما يشرح حديثا فهو يلخص اراء السابقين لكن تلخيصه لهذه الاراء لا يجعلها رايه بل تظل منسوبة لاصحابها وجلي من هذا القول ان الخلاف في غير المساجد الثلاثة واما قولنا ان العلماء لم يعتمدوا الا ان قبر النبي ليس غير مسجده وان اول من فرق بين قصد القبر والمسجد فهو ابن تيمية فالدليل عليه من كلام ابن تيمية
الاخ ارض فلسطين حين نقل عنه قوله :

وأما من قصد السفر لمجرد زيارة القبر ولم يقصد الصلاة في مسجده وسافر إلى مدينته فلم يُصل في مسجده صلى الله عليه وسلم ولا سلم عليه في الصلاة بل أتى القبر ثم رجع فهذا مبتدع ضال مخالف لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولإجماع أصحابه ولعلماء أمته

ومن كلام بقية العلماء ما نقلناه بالاعلى وفي المشاركات السابقة وقول علامتيك السبحاني والاميني المنقول عنهما

اما قولك : وهل هذا الإدعاء إلا من الفجور في الخصومة

فلا اجيبك عليه حتى انهي ردي
يتبع ......

_________________
لا اله الاالله سيدنا محمد رسول الله بها نحيا وعليها نموت ونرجوان نبعث عليها ان شاء الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 40 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: [AhrefsBot] و 4 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط