موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: تذكير المعاند بمشروعية الإحتفال بالموالد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة سبتمبر 06, 2024 4:46 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

بسم الله الرحمن الرحيم

بيان أن ما تُباركُهُ جموع الصوفية من إحياء لذكرى الصالحين (ويُعرف بالموالد) هو نوع من التكافل الإجتماعي ويعود نفعه على المجتمع (بكثير من الفوائد).


من الوِجهة العامة:

كل عمل يعود على المجتمع الإسلامي بالخير، ولا يُخالف نصاً صريحاً في الدين، ولا معلوماً من الدين بالضرورة لا يمنعه الإسلام، فإن هدف الإسلام هو صالح الإنسانية وسعادة البشرية أولاً وأخيراً، وحيثما كانت المصلحة فثم شرع الله.

ولما كان الأصل في إقامة الموالد هو الإعتبار بسيرة صاحب المولد، والإنتفاع بذكراه، واستثمار فرصة التجمع للتعارف والتعاون على البر والتقوى، والإنصراف إلى الله بذكره والتعبد له، والإستماع إلى الوعظ والقرآن، وإخراج الصدقات (وهي نوع من الشكر الجماعي لله تعالى على تَفَضله بمن جعل ذكريات موالدهم هذه خيراً على المسلمين في دينهم ودنياهم).

ثم إن هذه التجمعات إنما هم مؤتمرات لتدارس شئون المسلمين محلياً وعالمياً، فهي أسواق دينية جامعة لمطالب العقول والقلوب بالإضافة إلى تنشيط الحركة الإقتصادية والاجتماعية والترويحية النظيفة.

لما كان ذلك كذلك ندب الإسلام إلى هذه الخدمات المباركة، ولكل منها أدلتها، فمثلاً: الوعظ مطلوب شرعاً، والقرآن مطلوب شرعاً، والذكر مطلوب شرعاً، والبذل مطلوب شرعاً، والتعارف مطلوب شرعاً، وكذلك التلاقي في الله، والتراحم والتعاطف والتهادي والحب.

وإذا كانت أفراد الشئ مطلوبة آحاداً، كان اجتماعها أتم وأنفع، وأدخل في المشروعية.

ولم يُعرف في تاريخ الإسلام من أنكر على مثل هذه المعاني الصالحة والشاملة، ولو باعتبار أنها عادات مجردة.


يتبع بمشيئة الله...


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تذكير المعاند بمشروعية الإحتفال بالموالد
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 07, 2024 4:48 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218
من الوِجهة المدنية:

ومن هنا اهتمت الأمم على اختلاف أديانها وعقائدها بإحياء ذكريات أبطالها الدينيين والمدنيين بل وإحياء ذكريات أيامها الخوالد، لِما في ذلك من التربية النفسية والتوجيه وتركيز المبادئ والمذاهب التي تؤمن بها الأمم.

وقد رأينا الأمم التي يفتقر تاريخها إلى الذكريات والأبطال، تَخلقُ لها ذكرياتٍ وأبطالاً أسطوريين لتُشبع الرغبة الفطرية في الإعتزاز بالسلف والقدوة بهم.

فإحياء هذه الذكريات المباركة سُنة إنسانية من أصول طبائع الأمم وضرورة من ضرورات المجتمع للتنفيس والترويح المُحبب، ومناسبة ناجحة من مناسبات الإنتعاش الثقافي والتجاري والعلمي والروحي والإجتماعي والنفساني.

يتبع بمشيئة الله...

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: تذكير المعاند بمشروعية الإحتفال بالموالد
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 08, 2024 4:35 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الأحكام الدينية:

أولاً: يمكن الإستئناس في الندب إلى الإهتمام بهذه الذكريات بل استحسانها بقوله تعالى: {وَسَلَامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِد}، وفي اختصاص يوم ولادة هذا النبي بالذكر وطلب السلام فيه على لسان الحق، ثم تَكَرر ذكره على لسان الخلق: {وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا (33)}، دلالة عظمى وتوجيه ومباركة صريحة على لسان الحق مُؤكدة على لسان صفي من صفوة الخلق، فكيف إذا كانت ولادة إنسان سبق في العلم القديم أن يكون له في حياة الناس أثر، قد تتغير بسببه صورة المجتمع في مادياته ومعنوياته؟

وإذا كانت هذه المنزلة ليوم الولادة فلا بد أن يكون ليوم الوفاة منزلته وخطورته التالية، وإذا كان هذا بالنسبة للنبي بوصفه داعية الإصلاح الشامل فهو كذلك لمن استن بسنته وانتهج هديه من عباد الله الصالحين.

ثانياً: ولقد كان الحبيب الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يُحيي بشخصه الكريم ذكرى مولده في كل أسبوع مرة، لا في كل عام مرة وذلك أنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يلازم صيام يوم الإثنين، كما ثبت في أكثر من حديث شريف فسُئل في هذا، فقال صلى الله عليه وآله وسلم : (هو يوم وُلدتُ وأُنزل عليَّ فيه)، فكان صومه صلى الله عليه وآله وسلم لهذا اليوم شكراً لله، نوعاً من إحياء ذكرى مولده، وتوجيهاً إلى منزلة هذا اليوم، وحثاً على الإهتمام بشأنه لا شك في ذلك.

ثالثاً: ويؤيد ذلك ما ورد من عدة طرق، من أنه صلى الله عليه وآله وسلم ذَبح في آخر حجةٍ له بعدد سنوات عمره من الإبل، ورد أنه صلى الله عليه وآله وسلم ذبح ثلاثاً وستين بدنة (ناقة) في هذا اليوم، ثم إن في إهتمام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بإحياء سبوع المولود توجيه إلى تقدير يوم الولادة كذلك، وعمل ما يُذَكِّرُ به وما يكون شكراً لله عليه، فلولا اليوم الأول ما كان اليوم السابع!!.

رابعاً: يُؤخذ من توجيهه صلى الله عليه وآله وسلم إلى صيام يوم عاشوراء –لأن الله أظهر فيه سيدنا موسى عليه السلام على فرعون- جواز إحياء ذكريات أيام الله بما يُرضي الله، كما قال تعالى: {وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّه}، كما كان صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الإثنين لأنه كان أول أيام نزول الوحي عليه بالإضافة إلى أنه كان يوم مولده الشريف، فهو يوم من أيام الله.

فهذه جميعاً نصوص لا ترتقي إليها المعارضة في مشروعية إحياء ذكريات الموالد وأيام الله بما يحب الله ويرضى.

خامساً: إرسال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان رحمةً من الله للعالمين كما صرح به القرآن الكريم وكان فضلاً منه تعالى على الأكوان كلها.

وقد قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا }، والاحتفال بهذه الذكرى نوع من الفرح برحمة الله وبفضله، فهو مما أمر به الشرع الحنيف.

سادساً: إن الله أمرنا بالشكر على النعمة، وليس أكرم من نعمة بعث هذا النبي العظيم صلى الله عليه وآله وسلم فَشُكر هذه النعمة واجب، والاحتفال بذكراه صلى الله عليه وآله وسلم نوع من الشكر الجماعي مضافاً إلى الشكر الفردي.

سابعاً: ذَكَرَ الله تعالى كثيراً من أنبيائه وبعض أوليائه في كتابه الكريم للذكرى والقدوة {أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِه}، والاحتفال بالموالد تذكير جماعي وقدوة جماهيرية.

ثامناً: الإسلام دين التجمع والجماعة، فقد دعا إلى صلاة الجماعة والجمعة والعيدين والحج، لِما في تجمع المسلمين من منافع علمية وإنسانية واجتماعية وغيرها.

وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا حزبه أمرٌ أَمَرَ بلالاً رضي الله عنه أن يُنادي في الناس الصلاة جامعة ليهرعوا إليه بجمع، فيخطبهم صلى الله عليه وآله وسلم فيما استجد من الأحداث.

ومعنى هذا إستحباب دعوة الناس إلى الإجتماع كلما كان هناك خير يُرجى، ولا شك في خيرية هذا الاحتفال بشروطه، وتوفر أسباب كل خير ديني ودنيوي فيه.

تاسعاً: والله يقول: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْر}، فالدعوة إلى هذا الاحتفال دعوة إلى الخير فهي هنا فرض كفاية، يقوم به السادة المُحتفلون عن بقية الأمة.

عاشراً: واعتراض بعضهم بأن هذا استحداث لعيد جديد –غير عيدي الفطر السعيد والأضحى المبارك- مغالطة، لاختصاص هذين العيدين بشعائر ومعالم ليست في هذه الإحتفالات، فليس في ذكريات الموالد صلوات عيد ولا تكبير ولا غيره من خصائص الأعياد.

حادي عشر: والاعتراض بقوله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا تتخذوا قبري عيداً) يعني لهواً ولعباً مردودٌ، إلا إذا سَمَّينا تلاوة القرآن ومُدارسة العلم وأنواع العبادة وبذل الخيرات لهواً أو لعباً.

ثاني عشر: وبعد: فهذه كلها وغيرها كثيرة من دلائل مشروعية إحياء ذكريات مولد مولانا رسول الله المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وموالد أولياء الله الصالحين بما يحب الله لما فيها من المنافع التي لا تُحصى.

ولا بد من التنبيه إلى الدعوة التي تقول: إن هذه الفكرة لم تكن معروفة بصورتها الحالية في زمن الصحابة والتابعين، فليس كل شئ لم يعمله الصحابة يكون حراماً، وإلا كانت معيشتنا كلها اليوم حراماً في حرام، إذ لم يكن معروفاً من حياتنا هذه على عهد الصحابة واحد على مائة، وبخاصة ما كانت العادة فيه أغلب، ونحن في أمور العادة على ما نشاء في الحد المحدود ونعيد ونكرر أن مقصودنا من إقامة الموالد إحياؤها على الصورة المثالية، ومن الأذكار إقامتها على طريقتها الشرعية الصحيحة.

ففي إحياء الموالد بصورتها الصحيحة علاوة على أنها أجواء روحانية يستروح الناس فيها روائح الجنة، ويستشرفون عبق الغيب الأسنى، ويشحنون قلوبهم بالطاقات الإيمانية الهائلة، علاوة على ذلك: فهي مواسم للبر يُقدم فيها الطعام ويُفشى السلام، وتنتشر فيها الثقافة الإسلامية، وتنشط التجارة وغير ذلك من وجوه المنافع.

يلتقي الناس في ساحة المولد التي يحتفون فيها بذكرى الولي الصالح على حب وود فيُحققون صورة من صور الوحدة واجتماع القلوب التي أراد الإسلام أن يُقيمها بما فرضه من شعائر الجماعة والجمعة والحج.

وفي لقائهم هذا وصل للود وإحياء للحب وغسل للقلوب من درن التقاطع والجفاء، كما فيها تلاقح بين الأفكار والخواطر والأرواح، وقد قال الصوفية: لقاء الإخوان لقاح. انتهى بتصرف يسير.

المصدر: تذكير المعاند بمشروعية الاحتفال بالموالد والحق الصريح والحكم الصحيح بمشروعية إقامة الضريح (ص:3-15) للدكتور سعيد أبو الإسعاد.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 0 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط