كارثة من كوارث ابن تيمية
نسوق لكم رأى ابن تيمية فيمن يعتقد أن كثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم سببا فى شفاعة النبى صلى الله عليه وآله وسلم للمصلى عليه
قال ابن تيمية فى مجموع الفتاوى (14/414ـ415)
" وللناس فى الشفاعة أنواع من الضلال
قد بسطت في غير هذا الموضع
فكثير منهم يظن أن الشفاعة هي بسبب اتصال روح الشافع بروح المشفوع له
كما ذكر ذلك ابو حامد الغزالى وغيره
و يقولون
من كان
أكثر
صلاة على النبى صلى الله عليه و سلم
كان أحق بالشفاعة من غيره
و كذلك من كان أحسن ظنا بشخص
و أكثر تعظيما له كان أحق بشفاعته
وهذا غلط بل هذا هو قول المشركين
وهذا غلط بل هذا هو قول المشركين
وهذا غلط بل هذا هو قول المشركين
وهذا غلط بل هذا هو قول المشركين
وهذا غلط بل هذا هو قول المشركين
الذين قالوا نتولى الملائكة ليشفعوا لنا
يظنون أن من أحب أحدا من الملائكة و الأنبياء و الصالحين
و تولاه كان ذلك سببا لشفاعته له و ليس الأمر كذلك
بل الشفاعة سببها توحيد الله و إخلاص الدين و العبادة بجميع أنواعها له فكل من كان أعظم إخلاصا كان أحق بالشفاعة كما أنه أحق بسائر أنواع الرحمة" . اهـ كلام ابن تيمية
قلت : انظر إلى تلبيس ابن تيمية
ونرد على ابن تيمية بشئ مما كتبناه فى كتابنا
" حتى لا تحرم من رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام "
الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم شيخ من لا شيخ له
فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم
انظر هدانا الله وإياك إلى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأحوالهم فى كثرة الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم ، وانظر إلى أحوال أمته الآن
قال أبى بن كعب يا رسول الله إنى أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتى فقال ما شئت قال قلت الربع قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت النصف قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قال قلت فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك قلت أجعل لك صلاتى كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك ( 1)
وقارن بين هذه الرواية السابقة وبين أحد الدعاة الذى قال : يكفى عشر صلوات على النبى صلى الله عليه وآله وسلم صباحا ومساءًا
ألم أقل لكم تربية الدجال قادمة فى الطريق.
والله والله هناك فتاوى فى شبكة الانترنت تبدع وتحرم من يسجل دخوله على المنتديات والمواقع ويبدأها بالصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم.
للأسف تربية هذه الكيانات والاتجاهات جعلت الأمة تفقد جزءًا كبيرا من روحانيتها وتفقد فهم ما قاله النبى بعد فتح مكة
روى الإمام البخارى فى صحيحه (4/1574) عن عبد الله بن زيد بن عاصم قال لما أفاء الله على رسوله ز يوم حنين قسم فى الناس فى المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس فخطبهم
فقال" يا معشر الأنصار
ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بى
وكنتم متفرقين فألفكم الله بى
وكنتم عالة فأغناكم الله بى "
التنقيص من مقام النبى صلى الله عليه وآله وسلم هو عادة المنافقين ، وهو من أعظم أنواع العقوبات والحرمان من التوفيق الإلهى ، ومن أعظم أسباب الانخراط فى سلك الخوارج الذين فى آخرهم يخرج الدجال ويكونوا من أعوانه.
لا بأس فإن ترك الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم معناها دخول النار وأحد أسباب الحجاب والحرمان من رؤية النبى صلى الله عليه وآله وسلم فى المنام.
ولن يوفقوا فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم العشر مرات التى حددوها لقدره الشريف.
قال تعالى فى سورة التوبة
لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ{128} فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ اللّهُ لا إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ{129}
عن جابر يعنى ابن سمرة قال: " صعد النبى المنبر فقال: آمين آمين آمين.
قال: أتانى جبريل عليه الصلاة والسلام، فقال: يا محمد من أدرك أحد أبويه فمات فدخل النار فأبعده الله. فقل آمين. فقلت آمين. فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله. فقل آمين. فقلت آمين. قال: ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك فمات فدخل النار فأبعده الله. فقل آمين. فقلت آمين" (2 )
قلت: من ذكرت عنده فلم يصلِ عليك يا رسول الله فمات فدخل النار فأبعده الله
آمين آمين آمين.
نسوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " إن أولاكم بى يوم القيامة أكثركم على صلاة ". (3 )
ونسوا أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم طلب الإكثار من الصلاة عليه فقد قال النبى صلى الله عليه وآله وسلم: إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه قبض وفيه النفخة وفيه الصعقة فأكثروا على من الصلاة فيه فإن صلاتكم معروضة على قالوا وكيف تُعرض صلاتنا عليك وقد أَرِمت فقال : إن الله عز وجل حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ". ( 4)
ونسوا أن أقرب المسلمين منه صلى الله عليه وآله وسلم منزلة أكثرهم عليه صلاة صلى الله عليه وآله وسلم
فعن أبى أمامة " أكثروا على من الصلاة فى كل يوم جمعة فان صلاة أمتى تعرض على فى كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم على صلاة كان أقربهم منى منزلة " (5 )
ونسوا قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا " (6 )
عن على قال كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد وآل محمد ( 7)
نذكر بعض الأحاديث التى وردت بأسانيد قوية فى فضل الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم . (8)
" من صلى على واحدة صلى الله عليه عشرا "
"من صلى على من أمتى صلاة مخلصا من قلبه صلى الله عليه بها عشر صلوات ورفعه بها عشر درجات وكتب له بها عشر حسنات ومحا عنه عشر سيئات"
" إن أولى الناس بى يوم القيامة أكثرهم على صلاة "
" صلاة أمتى تعرض على فى كل يوم جمعة فمن كان أكثرهم على صلاة كان اقربهم منى منزلة "
" البخيل من ذكرت عنده فلم يصل على "
" من نسى الصلاة على خطئ طريق الجنة "
" رغم انف رجل ذكرت عنده فلم يصل علي "
" من ذكرت عنده ولم يصل على فمات فدخل النار فأبعده الله "
ومنها حديث أبى بن كعب أن رجلا قال يا رسول الله إنى أكثر الصلاة فما أجعل لك من صلاتى قال ما شئت قال الثلث قال ما شئت وان زدت فهو خير إلى أن قال أجعل لك كل صلاتى قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك".أهـ
انتهى النقل من كتابنا
فتأمل ما قدمناه وما سطره ابن تيمية تعرف وتعلم أحد أسباب قول الإمام تقى الدين الحصنى نقيب الأشراف فى الشام فى ابن تيمية وتعليقا على أحد مخالفات ابن تيمية " أول من أحدث هذه المسألة التى لا تصدر إلا ممن فى قلبه ضغينة لسيد الأولين والآخرين "
والحمد لله رب العالمين==============================================
(1) رواه أحمد (5/136) والترمذى (4/636) وقال حسن صحيح وصححه الحاكم فى المستدرك (2/457) والضياء فى المختارة (3/389 ـ 390) وجود الحافظ المنذرى فى الترغيب والترهيب (2/327) إسناد رواية الإمام أحمد وكذا الهيثمى فى مجمع الزوائد (10/160) وحسنه الحافظ فى الفتح (11/168)
(2) حديث ارتقى درجة المنبر فقال آمين عده الحافظ الكتانى من الأحاديث المتواترة فى نظم المتناثر (1/133) وقال " أخرجه الحاكم وقال صحيح الإسناد من حديث كعب بن عجرة وابن حبان فى صحيحه بنحوه من حديث مالك بن الحسن بن مالك بن الحويرث عن أبيه عن جده
وابن خزيمة من حديث أبى هريرة والطبرانى بإسناد لين من حديث ابن عباس وبأسانيد أحدها حسن من حديث جابر بن سمرة وهو البزار من حديث عبد الله ابن الحارث بن جزء الزبيدى و ابن النجار من حديث أنس والبزار من حديث عمار بن ياسر والبخارى فى الأدب والبيهقى من حديث جابر بن عبد الله قال الهيثمى فى مجمع الزوائد (8/139) : رواه الطبرانى بأسانيد وأحدها حسن ولهذا الحديث طرق فى الأدعية فى الصلاة على النبى صلى الله عليه وآله وسلم. اهـ
(3) رواه أبو يعلى (9/13) والبزار (4/278) عن عبد الله بن مسعود.
(6) رواه مسلم (1/306 ) عن أبى هريرة
(7) رواه الطبرانى فى الأوسط (1/220) قال المنذرى فى الترغيب والترهيب (2/330) : ورواته ثقات ، وكذا الهيثمى فى مجمع الزوائد (10/160)
(8) هذه الجزئية من فتح البارى (11/167 ـ 168) بتصرف بسيط واختصار.
ملحوظة: التخريجات غير الموجودة بالهامش موجودة بالكتاب فراجعها