موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 33 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن قاسم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس سبتمبر 23, 2021 2:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308



ذكرى

مصرع
الحســـــــــــــــــــــــين

بقلم

حسن محمد قاسم
مؤلف كتاب المزارات المصرية
وتاريخ مشهد السيدة زينب

أعاد كتابته
الحفيد

على محمود محمد على


---------------------------------------------------------



من هو الشريف حسن محمد قاسم ؟



هو الشريف حسن محمد قاسم بن الشريفةالسيدة نبيهة على الكرارجى المتوفية فى 23/12/1934م والذي ينتهي نسبهــا إلــــى مولانا الإمام الحسين رضي الله تعالــى عنه والذي ذكر نسبه الشريف فى كتــــاب بحرالأنساب للنجفى تحقيق العالم حسين محمد الرفاعى ص 21 – كما ذكر نسبه فى كتاب نور الأنوار فى فضائل وتراجم وتواريخ ومناقب ومزارات آل البيت الأطهار(ص 67 )

والشريف حسن قاسم ، المغربى الأصل المصرى النشأة حاصل على إجازة تدريس ( دكتوراه ) فى العلوم العربية من جامعة الزيتونة بتونس ، عين فى مقتبل العمر بقسم التاريخ بمجلة الإسلام عام 1933م فكتب العديد من المقالات وأهمها مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية – ومقال الرد على مفتى الديار المصرية الشيخ محمد بخيت المطيعى فى وفاة السيدة زينب بمصر ومقال مشايخ الطرق والنسب النبوي ، وفى هذا الوقت نعته مجلة الإسلام فى وفاة عمه مولانا فتح الله البنانى وقد أشتهر الأستاذ حسن قاسم وأخذ لقب النسابة عندما ألف كتاب بحر الأنساب فى أنساب وقد أخذ لقب البحاثة والمؤرخ عندما ألف كتاب ذكرى مصرع الحسين عليه السلام 1933م ثم ألف كتاب أخبار الزينبيات والذى أثار جدلا كبير وخصوصا فى عصرنا الحالي علما بأنه استعان به كبير الكتاب والعلماء وأهمهم العالم محمد زكى إبراهيـــــم رائد العشيرة المحمدية وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية فى كتابه مراقد أهل البيت بالقاهرة (ص 53) تحت عنوان رفات جثمان السيدة زينب مدفون فى مرقدها المعروف تحقيقا ، كما أشاد بهذا المقال كثير من العلماء والشيوخ الأجلاء وليشاء الله تعالى ان يذكره حفيده المذكور لنشر دعوة جده ( قدس الله سره) لينير بقاع الأرض بعلمه ويسخر الله حفيده لنشر علم من أهم علوم الكون وكتب من أهم الكتب وفى هذا الزمان والتعليق عليها مثل كتاب ذكرى مصرع الامام الحسين وكتاب أخبار الزينبيات وكتاب أعلام السائلين فيما قبر بمصر من صحابة سيد المرسلين ،كتاب الكمال المحمدى وكتاب الصفا فى تحفة مولد حضرة النبى سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وكذا موسوعة أعلام التاريخ المصرى ( الحلقة المفقودة من تاريخ الجبرتى ونستخلص من هذه الموسوعة العلماء والشيوخ الذين ماتوا فى هذه الفترة من عام 1822م وحتى تاريخه ، وقد استقال العالم الدكتور حسن قاسم من مجلة الإسلام فى 24/8/1934م وكان آخر مقال له الأحاديث الموضوعة ، عين بعد ذلك مديرا لمجلة هدى الإسلام وقد أبدع فى كتابة المقالات ثم كتب فى مجلة لوءا الإسلام عام 1949 م وله من تأليف الكتب والتعليق عليها وتصحيحها كتحفة الأحباب وبغية الطلاب للسخاوى ومرشد الزوار لقبور الأبرار، والكوكب السائر إلى زيارة المقابر للسكرى ، مزارات الأشراف المدفونين بمصر للأجهورى ويقوم بطبع هؤلاء الكتب والتعليق عليها وتصحيحها ومراجعتها وما إلى ذلك ، كما أنه عين مدير معهد الدراسات الآثرية والأسلامية بالقاهرة فألف كتاب تاريخ الجندية الإسلامية ونظام الحكومة النبوية وقد حصل حسن قاسم على العديد من الألقاب حصل على لقب النسابة وهو مؤلف بحر الأنساب فى أنساب العلويين ، إجازة من سيدنا محمد زاهد الكوثررى مطبوعة سماها التحرير الوجيز فيما يبتغيه المستجيز قال فيها ( وممن استجارنى الأستاذ البارع السيد حسن قاسم صاحب المؤلفات الممتعة ، كان الله له حيثما يكون ، ورعاه فى كل حركة وسكون ) وذلك فى ص 46 وقد كتبها الإمام الكوثرى بخط يده وهذه النسخة فى كتاب الأعلام للزركلى ( ثم ) حصل على إجازة من الشيخ محمد عبد السلام المنير السمنودى وهى إجازة عامة برواياته وأسانيده وذلك فى 10 / 7 / 1948 م الموافق 3 من شهر رمضان 1367هـ

كما حصل على إجازة من الشيخ ابى محمد عبد القادر بن احمد بن على بن القادر من علماء المغرب وهى مخطوط بدار الكتب القومية تحت رثم 19453ب بالمغرب وقد أرسلت لى من المغرب ( السلام عليكم ورحمة الله وبركاته - صرني جدا أن وجدت هذه الصفحة العلمية التي تعرف بالعلامة المؤرخ النسابة حسن محمد قاسم وقد وقفت على إجازة الحافظ السيد محمد عبد الحي الكتاني الفاسي له وهي تحت اليد صورتها من دار الكتب المصرية أزودكم بها ) كما وجدت إجازة لحضرته من سيدى محمد الزمزمى الكتاتى أجاز لنا اجازة عامة حين ورد مصر فى 19 ربيع الثانى سنة 1350 وسمعت عليه الحديث المسلسل بالأولية بالمشهد الحسينى

كما حصل على إجازة من الشيخ السمالوطى بمسجد مولانا الإمام الحسين عليه السلام

وفى30/6/1936م صدر عطف ملكي من جلالة الملك فاروق الأول إلى الأستاذ حسن قاسم عندما قام الأستاذ حسن قاسم بإهداء موسوعة الآثار الإسلامية والمزارات المصرية لجلالته فأعرب جلالته بالحسن والقبول ، ثم قام النسابة بطبع العديد من المؤلفات والتعليق عليها مثل :

- أعلام التاريخ المصرى من القرن 13 الهجرى تكملة لتاريخ الجبرتى عجائب الآثار وقصد بتأليفه أتمام الحلقة المفقودة من تاريخ مصر الحديث الذى شفرت بموت العلامة الجبرتى وتقاعس عنها الباحثون والكاتبون والمؤلفون

- الكمال المحمدى على سيدنا رسول الله أفضل الصلاة والسلام

- تاريخ ومناقب ومآثر الست الطاهرة المسمى بأخبار الزينبيات

- ذكرى مصرع الحسين عليه السلام

- طبقات الشاذلية

- أعلام السائلين عمن قبر بمصر من صحابة سيد المرسلين

- كتاب الآثار الإسلامية والمزارات المصرية والذى قامت مكتبة الإسكندرية بطبعه فى ثمانية مجلدات .

- تاريخ الإمام الجزولـــــى

- مشيخة الأزهر والجامعات الإسلامية فى بلاد المغرب العربى

- تاريخ الجندية الإسلامية ونظام العسكرية الحربية والبحرية فى مصر والعالم العربى من فجر الإسلام إلى القرن14

- تحفة الصفا فى مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم

- مشاهد الأشراف ( فى مصر والممالك الإسلامية )

- وهذا غير الكتب التى لم أعثر عليها

- ومن أهم المقالات مقال (هذا بيان للناس عن حقيقة السيد البدوي ، والسيدة فاطمة الكبرى أبنة الإمام الحسين والسيدة سكينة ورأس الحسين رضى الله عنه والطبيبات فى صـــــدر الإسلام واكتشاف العرب لأمريكا ، الإسلام دين العمل، الحجاب والنقاب . أعجاز القرآن العظيم فى تربية الجسم - ملوك مصر من القرن 20 حتى الآن

وعلى هذا مدحه كثير من العلماء والمعاصرين مثل الشيخ محمد زاهد الكوثرى والأستاذ عبد الحي الكتاني من علماء المغرب الأقصى وفضيلة الأديب الشيخ سليمان الوكيل الأزهري والشيخ محمد الأحمدي الظواهري شيخ الأزهر والأستاذ طلعت باشا حرب (ثم) عين رئيس رابطة هدى الإسلام وعلى هذا أعجب به الشيخ الدجوى ، لما بذله من جهود فى خدمة الإسلام والدعوة فى شتى المجالات

وقد قمت بدورى كحفيدا له بتقديم كتاب مدون فيه مقالاته جمعتها بنفسى وقدمتها أهداء إلى قسم الحضارات بمكتبة الأسكندرية وأقوم الآن بكتابة تاريخ الجندية الأسلامية لتقديمة للمكتبه أهداء لروح جدى رحمه الله تعالى وغفر له ولنا وأدخله فسيح جناته.

هذه هي حياة كفاح النسابة جدي حسن قاسم رحمه الله ورحم موتنا وموت المسلمين *** آمين

توفى حسن قاسم ودفن فى مقبرة بشارع الكردى خلف مقبرة الفنان فريد الأطرش وهذه المقبرة التى دفنت فيه السيدة جدتى الكبرى ( السيدة نبيهة الكرارجى ) علما بأن والده دفن فى الزاوية الحفنية ببستان العلماء

جدى سيدى الحاج محمد بن قاسم المغربى
(.... – 1333)


الأستاذ العارف بالله ، شيخ الطريقة ، سيدنا ووالدنا المرحوم بكرم الله الحاج محمد بن قاسم بن أحمد بن عبد القادر بن احمد الجيلانى الكوهن .ولد رحمه الله بحضرة فاس ، ونشأ بها حتى بلغ مبلغ الرجال ، وأخذ رضى الله عنه الطريقة ، وتربى فى حجر الأولياء والصلحاء ، وورد إلى مصر بقصد الحج فأقام بها إلى أن توفى .

وتولى مشيخة بنى جنسه فى القطر المصرى ، وجلس على سجادة الطريقــة العيساوية (1) وأدار حلقات الذكر ، وعمل الموالد ، وأحيا الليالى بذكر الله . وكان قدس سره على قدم عظيم من الورع ، محسنا متواضعا ، كريم الأخلاق ، عالى الهمة ، له تلاميذ كثير ، وأصحاب منتشرون ، فى بقاع الأرض . حج رضى الله عنه أربع عشرة مرة ، زار مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان الغالب عليه المشى فى طريق الحج مع كبر سنة ، ويقول : المشى من شرط الحج أفضل لمن يقدر عليه ، وتتوفر فيه شروطه ، أو كلام هذا معناه .

----------------------------------------------------------------------
(1) هي فرقة صوفية مغربية أسسها سيدي محمد بن عيسى المغربي (ولد في فاس في 872 للهجرة وتوفي في 1524م ودفن في مكناس). وأصل هذه الفرقة الصوفية تعود بدورها إلى سيدي محمد بن سليمان الجازولي. تشتهر الطريقة العيساوية باستعمالها للأمداح بصوت عال واستخدام الموسيقى في مسارات التنوير الروحاني.

توفى رحمه الله تعالى مساء يوم الخميس ثانى شعبان المعظم سنة ثلاث وثلاثين مئة وألف ودفن صبيحة يوم الجمعة قبل الصلاة بالبستان وقبره ظاهر يزار ، الجهة البحرية من الزاوية الحفنية (1) توفى فى 3 شعبان سنة 1332هـ وقبل وفاته رحمه الله تولى مشيخة السجادة الحندوشية(2) ، وعمارة حضرة مسجد الجيلانى الفاسى ، ومسجد مولاى العربى السقاط (3)، ومولاى النامولى (4)، وسيدى يونس (5) المدفون خارج باب النصر رضى الله تعالى عنهم آجمعين .
----------------------------------------------------------------------

السيدة نبيهة الوفائية ( والجدة الكبيرة )
( .... – 1353هـ )



أما جدتى الكبرى فهى الشريفة نبيهة الوفائية مشهدها بالزاوية الفتحية بقرافة الامام الشافعى بمقبرة الشهداء بشارع الكردى على مقربة من مقابر لجنتى الجبانات المصرية وهى ابنة السيد على الكراجى الحسينى المتوفى سنة 1334 هـ ابن السيد محمد الحسينى بن السيد محمد الكرارجى المتوفى سنة 1280هـ ابن السيد محمد الحسينى الكرارجى الشافعى الأحمدى المتوفى سنة 1250 هـ بجرجا ودفن بمقبرة سيدى محمد جلال الدين بن السيد يوسف بن محمد بن يوسف بن عيسى الكرارجى المعروف بالزهد ( ومنع اكتسبت هذه الأسرة هذا اللقب ) بن منصور بن عبد الرحمن بن سلميان بن منصور بن ابراهيم بن رضوان بن ابراهيم بن احمد بن عيسى بن نجم الدين عبد الله القرشى الحسينى البرلسى دفين البرلس بن السيد محمد الطيب بن عبد الخالق بن محمد بن ابى عمران بن موسى القرشى الحسينى البرلسى بن أحمد بن اسماعييل بن عبد الله بن محمد بن أبى عمران موسى القرشى الكبير بن عبد العزيز عز الدين أبى المجد القرشى المتوفى سنة 696 هـ بناحية مرقص شمالى محلى بشربين الرحمانية ومنية سلامة مركز شبراخيت بحيرة بن قريش بن محمد الناجى الملقب بابى النجاء بن على زين العابدين بن عبد الخالق بن أبى الطيب بن عبد الله بن عبد الخالق : قاسم بن ادريس بن جعفر الزكى بن على الهادى بن محمد الجواد بن على الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن على زين العابدين – ولها نسب تيصل بأبى الفتح الواسطى الوفائى المدفون بالاسكندرية المذكور فيما تقدم ، ونسب آخر يتصل بعمر بن ادريس بن جعفر الزكى المدفون بالجودرية الذى قد مر ذكره . توفيت رضى الله تعالى عنها يوم الأربعاء 5 رمضان سنة 1353 هـ موفق 13 ديسمبر سنة 1934 ودفنت من يومها فى جبانة السيدة نفيسة غربى جامع الامير أزدمر ثم نقلت إلى هذا المكان بعد مضى سنتين وخمسة أشهر فى يوم الاثنين 29 صفر سنة 1356هـ موافق 10 مايو سنة 1937 وقد كانت رحمها الله تعالى ورضى عنها من كرائم الأسر ذات نسك وصلاح ورغبة إلى الله تعالى وزهد وصبر وجدت من حضر وفاتها من الموسومين بالصلاح أن حضرة النبى صلى الله عليه وآله وسلم حضرت روحانيته الشريفة ساعة تجهيزها ورآن المحدث بعينه – ومما يحكى من كراماتها أنها بعد عام من وفاتها تقريبا رؤيت فى المنام فقيل لها ما فعل الله بك – فناولت السائل صحيفة فوجد مكتوبا فيها ما نصه : سمع أهل المدينة صوتا منبعثا من الروضة النبوية الشريفة يقول : أنا نبيهة بنت على المتوفاة فى يوم الاربعاء 5 رمضان سنة 1353 هـ إن الله تعالى غفر لى ورحمنى وأدخلنى الحنة بلا حساب وقال لى هذا جزء صبرك ورؤيت فى ليلة احتضارها رأى العين وهى تقرأ وسيق الذي اتقوا ربهم إلى الجنة زمرا حتى إذا جاؤها وفتحت أبوابها ( الآية )

وحينما نقلت من قبرها المذكور الى هذا القبر وجدوا جسدها الشريف كما هو لم يتغير طوال الزمان ولم تعد الأرض عليه ولم يبل لها جسد ولم ييبس بل ولا كفن كرامة من الله سبحانه لها وقد رؤيت قبل نقلها بليلة تقول للرائى لا تفكر فى أمرى فانا لست ممن تبلى أجسادهم لأنى لم أعمل فى دنياى ما يستوجب ذلك – وقد ظهر للرائى تحقيق ذلك الكلام عندما شاهد جسدها الشريف كيوم دفن لم يتغير منه شيئا وفى هذا إشارة إلى أن الصالحين والصالحات لا تبلى أجسادهم مهما طال عليهم الأمد وهذا هو ما تقرره الشريعة الاسلامية وتصرح به السنة ، وقد عمل لها بالزاوية المذكورة ضريح وهو هناك ظاهر يزار نفعنا الله تعالى ببركاتها وأمدنا برضاها .


بعـــــده




أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت سبتمبر 25, 2021 12:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308



هى القصة الخالدة والذكرى الباقية



التى تمثل سلسلة وقائع تاريخية ، حول مأساة الحسين بن على سبط المصطفى صلى الله عليه وسلم وريحانته .

وقد جمعت بين دفتيها تاريخا قيما وبحثا تحليليا مستفيضا فى عناصر هذه القضية – ومعالجة الأسباب التى افيضت إلى تلك الفاجعة والنتائح التى تسببت عنها وتمحص تمحيصا دقيقا فى رأس الحسين واستقراره بالمشهد القاهرى – وما نسب إلى الحسين من المشاهد فى سائر الممالك الإسلامية – ومشهد كربلاء وما إلى ذلك من التحقيقات المتوافرة البحث – بصور شيقة فى أسلوب طلى جذاب .



تقدير وإعجـــــــــــــــــــــاب



بالأستاذ المؤرخ البحاثة حسن أفندى قاسم (1) وموقفه التاريخى المشرف مع أدعياء التاريخ بقلم فضيلة الأستاذ الأديب الشيخ سليمان الوكيل (2) تمخضت الأيام عن لدات أدعياء أغرقوا بين الورى وارجفوا وتجولوا فى إثارة مزاعمهم وطوفوا ، وظلوا طيلة أيامهم يهرفون بما لم يعرفوا ، ساروا على سنن المؤريخين فتنكبت بهم السبل والتوت عليهم الجادة – ولم يأخذوا من قبس التاريخ الصحيح ما ينير لهم النهج ويسهل عليهم سبيل دعايتهم – ومع هذا فلم يشعروا بقصور زرعهم وضيق حظيرتهم فساروا جادين فى دعايتهم واهمين – أن سيكون لهم بعد ذلك نصيب من الذكرى فاقترفوا ما يذهب بذكراهم ، واجترحوا ما يشوه جمال الصيت وحسن الأحدوثة – وهل هناك أشد عدوانا وأعظم اقترافا – ممن يتعدى على أولياء الله المقربين فى أجداثهم وآل المصطفى صلى الله عليه وسلم فى برازخهم ويثير عثير الأوهام والأراجيف فى عيون المسلمين الذين أشتربت نفوسهم حب أولياءه تعالى الذين رضى الله عنهم ورضوا عنه –

----------------------------------------
(1) كلمة أفندى : كلمة تركية معناها السيد وكانت تطلق على أفراد البيت العثمانى وعلى كبار العلماء
(2) سليمان الوكيل : محرر وسكرتير بمجلة هدى الإسلام حصل على العاالمية الأزهرية وهو من علماء الأزهر
-------------------------------------

فمن قائل إن السيدة زينب رضى الله عنها ليست بالمقام القاهرى ومن قائل إن رأس الحسين رضى الله عنه ليس بالمقام الحسينى ومن قائل ... ومن قائل .... هذا... وذاك ....و....و...و

وليس كل كـــــــــــلام جاء معتبرا إلا كــلاما له حــــظ من النظــــر



ويعدون زيارة الأولياء فى قبورهم ضربا من السخرية وينتقمون ممن يتيمن بهم ويحسن ظنه فيهم – وما نقموا منهم إلا الأيمان الوثيق واليقين القوى – الذى لا مجال للنشر والغواية فيه .

ولعمرى ان الانسانية المعذبة لتئن فى شخصية هؤلاء الأباحيين الذين كلفوا بالمجون والفوا الأباحية ، ألم يقرع أذانهم ما جاء فى الحديث القدسى ( من آذى لى وليا فقد آذنته بالحرب ) وهذا من المواضع المعدودة التى أذن الله فيها بالحرب – ومن حاربه الله فقد قهره .

أليس من إيذاء الأولياء أيها القوم أن تتقولوا عليهم فى تاريخهم ما لا تدل عليهم أثاره من علم ، أو شاهد موثوق به وهذا من كتاب – وكذلك شأن الزمان القلب – وحال الدهر الحول يتمخص كل حين عن عجائب – ويلد كل وقت من غرائب – قد قصر هؤلاء القوم جهودهم ووقفوا هممهم على مالا يعنيهم وكأنهم حسبوا أن فى الخروج عن المألوف نباهة ذكر وحسن أحدوثة – كذلك :

يقضى على المرء فى أيام محنته
حتى يرى حسنـــــــا ماليس بالحسن



هذا ولقد عنى بالرد على هؤلاء الأدعياء كثير ممن يدأبون على التاريخ ويمتون إليه بصلة إلا أن ذلك لم يكسر من غائلتهم ولم يطفىء من ثائرتهم ولم يكبح من جماجهم واستمروا فى جموحهم ولم يرعووا عن هذه الدعاية الكاذبة

إن ( الزرازير ) لما قام قائمها
توهمت أنها صارت شواهينــــــا



ولم تزل هذه ( الزرازير ) مستقرة فى عشها تدرج فى وكناتها – حتى أرسل الله عليها من الطيور المحلقة هذا ( الأجدل الأخيل ) فخرق عشها بخوافيه ومقادمه ، وهاجها من مكنهــــا هذا هو الأستاذ المؤرخ النقابة البحاثة ( حسن أفندى قاسم ) ذلك الذى يعرفه الناس بأخلاقة الدمثة – وشمائله الطيبة وكفايته ومقدرته التاريخية – ومبادئه الدينية قيضه الله للحق فأحقه ولباطل فأبطله ولن يعدم الحق من نصير .

إن الخلق الحقيقــــة علقمــــأ
لم يخل من أهل الحقيقــة جيـــــــلا



طلع عليهم ذلك الأستاذ النابة فى هدوء وسكينة كعهد نابه محدثا ومناقشا وكاتبا وصامتا – طلع عليهم فأدلى لهم وللناس بحججه الموافقة ، وأغدق عليهم سيلا من البراهين التاريخية ، التى ارتشفها من كل نبع صاف ومعين ضاف فوقفوا أمام هذا المدد الالهى مغلولى الأيدى صاغرين لم يحوروا جوابا وذهلوا عن موقفهم ، واغمدوا ألسنتهم – ومن يطاول الجوزاء فى سماوتها ، وإنها لتجل عن يد المتناول .

ولم يكتف الأستاذ – وفقه الله – بهذه الأغارة الذريعة وهذا النصر المبين ولم يقل – حسبى أن ظهرت على خصمى حين الظهيرة – والناس شهور والعيون محدقة بصيرة – لم يكتف بهذا – بل ضاعف من مجهوده وجمع نفثات قامه وشذرات بحثه التى نشرها للناس عضيضة طريفة ، ونظمها عقود منسقة – جعلها كتبا تتناولها الأيدى ، إيثار للنفع حسبة لله سبحانه – ومن مؤلفاته هذه كتاب ( المزارات المصرية ) و(مشهد السيدة زينب رضى الله تعالى عنها ) – وهذا الكتاب حين أظهره وأخرجه للناس أثلج صدورا ، واقر عيونا ، كانت تطمح لمثله وهز أريحية النفوس إليه فنال منها عجبا وإعجابا وقبولا وإقبال – ولازالت النفوس مشغوفة به ، والأيدى مبسوطة إلى تناوله حتى نفد مع كثرته وها قد طلب اليوم فى إلحاح شديد من الأستاذ مؤلفه أن يعيد طبعه فلم يسعه إلا أن لى من غير ريث وكذلك عهدنا به يهز عصنه للنداء – وأنه يعد القراء قريبا – ووعده الحق بانتظار هذا السفر الخالد وسيزه إليهم فى برد موشى – وطبع مصقول محكم يليق مع إحكامه ومنعته – ومن مؤلفاته التى هى فى اهبة الطبع وأزمع إخراجها للاس قريبا ( تاريخ الأمام الجزولى ) ونسبه وهو تايخ حافل يفيض مجدا وفخارا : ومعرفة الناس به تكفينا مؤونة الاطراء والأطناب وتاريخ الجامعة الأزهرية والجامعات الاسلامية وهو كتاب نفيس فى بحث مستفيض يحدث عن غابر هذه الجامعات الاسلامية الكبرى وحاضرها من الناحية العلمية والأثرية – وسيبذل فى ذلك مجهودا واسعا ويعنى به عناية موفورة ، تحقيقا لرغبة حضرة صاحب الفضيلة مولانا الاستاذ الأكبر الشيخ محمد الأحمدى الظواهرى شيخ الجامع الآزهر – وهذا كتابه ( مصرع الحسين ) خلاصة بحث وتنقيب يميط اللثام عن حقائق تاريخية مع أسباب واستفاضة فى الأسباب التى أفيضت الى تلك الفاجعة ويثبت ببراهين قاطعة أن رأسه الشريف بهذا المشهد الحسينى القاهرى ويبطل مزاعم هؤلاء المرجفين .

ونحن الأزهريين – مع الأعجا ب والتقدير – نرى لزاما علينا وعلى الناس أن نرمق هذا الأستاذ المؤرخ بعين التجلة والاكبار ونشجعه بكل أنواع التشجيع حتى يمضى جادا فى نهضته ن مستمرا فى وثوبه ، ونزنه بقسطاس الكرامة

وما ضاع بين الله والناس عامل
له فى التقى أو فى المحامد سوق




(( سليمان الوكيل الأزهرى ))

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 26, 2021 10:47 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308



**( مصرع الحسين )**



ويالهف الأفئدة حين تسمع مصرع الحسين أو تقرؤه – وكيف لا تتمزق لفائف القلوب هلعا وجزعا من مصرع الحسين :-

صرع الحسين وصرع قبله عمر وعثمان وعلى – رضى الله عنهم – فكان مصرعهم كوخز السنان على الجنان – وكلما نشرنا صفحة الماضى المطلوبة ، واسترجعنا هذه المآسى التاريخية يندلع لهيب فى قرارة القلوب – ولكن مصرع الحسين وحده أشد من ذلك وقعا – وهو سلسلة من الفجائع متصلة ريعت لهولها القلوب البشرية – وانفطرت لأجلها ع – على مختلف الأديان والنحل .

وأنا إن أذكر فأذكرها مستشرقا انجليزيا غال الحمام أعز أولاده لديه فلم يبلغ به جزعه على ولده وهو فلذة كبده وثمرة فؤاده – مثل ما بلغ به فى مصرع الحسين فكان يقول - لا أستطيع صبرا ولا أملك شعورى حين فراءة مصرع الحسين دون أن أسح الدمع مدرارا –

فياويح هذه الأيدى الأثيمة التى تطاولت على دوحة المجد والفخار ، فاجتثتها وجرأت على الغصن الوارف فهصرته : ليس إلا لموجدة فى النفوس أشعلها حب الجاه والمنصب والمال – ولقد كان الحسين رضى الله عنه يتوقع هذه المغبة السيئة فى كل مرحلة من مراحل سفره – وكانت قرائن الأحوال تؤذن بهذه الأهوال . ولكنه مع هذا كان يظن لرفعة شأنه وسمو مكانته فى النفوس أن الأيدى الآثمة تقصر عن الامتداد إليه والنيل منه ........

وأعجب منى كيف أخطىء دائما
على أنني من أعرف الناس بالناس



ولقد قال له الفرذدق (1) حين سأله رأيه ( إن قلوب الناس معك وسيوفهم مع بني أمية ) وحذره ونصح له – وكذلك حذره ابن عباس وقال له ( أقم بهذا البلد فانك سيد الحجاز فان كا أهل العراق يريدونك كما زعموا فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم اقدم عليهم ) وحذره كثيرون فلم يصخ لنصائحهم وأبى سوء إلا ان يمضى ما اعتزم عليه حتى قضى الله أمرا كان مفعولا . . .

فى الموت ما أعيى وفى أسبابه
كل امرئ رهن بطى كتابه
*************
لو حمام الفتى باية أرض
سيق طوعا إليه يبغى مرامـا



---------------------------------------
(1) الفرذدق : 38هـ - 110هـ ( 658م – 728 م ) شاعر من العصر الأموى وأسمه همام بن غالب بن صعصعة الدرامى وكنيته أبو فراس وسمى بالفرذدق ولد فى كاظمية مدينة من مدن العراق لبنى تميم أشتهر باشعر والمدح والهجاء ويقول أهل اللغة ( لولا شعر الفرذدق لذهب ثلث العربية )

ولقد كان من جزاء تكالب قوم يزيد على حب المال وعدم قبول الحسين نصيحة المخلصين له ( كابن عباس وغيره ) وكان ذلك قدرا مقدورا ، كان من جراء ذلك ومن تخاذل أنصاره وعدم أهبته ، وتآلف جنوده هذه الفجيعة المؤلمة – وأية فجيعة وأى رزء كمصرع الحسين الذى قال جده فيه . ( حسين منى ، وأنا من حسين يؤذينى ما يؤذيه ) صلى الله عليه وآله وصحبه وتابعيه ..

( سليمان الوكيل ) الأزهرى )





بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 26, 2021 12:18 pm 
متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7870
نتابع ونتوجع ..و { إنا لله وإنا إليه راجعون }
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد النور وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد سبتمبر 26, 2021 7:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة يونيو 12, 2020 6:57 pm
مشاركات: 151
استشهاد الامام سيدنا الحسين
لماذا الجفوة في العنوان لماذا ندعو للتقويم السلفية ونحن نقول مثلهم


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين سبتمبر 27, 2021 11:38 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308




( بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ )

( رَحْمَة اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ ۚ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ )

( إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً )

حمدا لمن خلق نور آل البيت من نور عظمته ، وشرفهم على سائر بريته .

والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد جدهم المصطفى ،

أجل كل منتخب ومصطفى ،

ورضى الله تبارك وتعالى عن صحابة رسول الله أجمعين ،

والتابعين وتابع التابعين لهم بأحسان إلى يوم الدين .





مقدمة



سيرة الحسين (1) من أجل السير وأشرفها ، لما فيها من وجدان صادق وعاطفة فياضة واحساس عميق ، وشعور شريف . وتاريخ حافل وماضى مجيد

فهى سلسلة حوادث تاريخية تمثل أنموذجا من الفضائل وجلائل العظات والعبر . مثلها رجل الشهامة . حسين الذكرى والتاريخ فجدير بكل مسلم أن يعرف من هو الحسين وما هى أسباب حركته ونهضته ليقف على آثارها وذكرياتها ونتائجها وما خلدته فى نفوس دعاة الاصلاح وحماة العدل .

ومما هو جدير بالذكر ان نعلم يقينا أن الحسين ما قام فى وجوه هؤلاء القوم لمجرد طلب الخلافة التى هو بها جدير

بل قام لاحياء سنة جده صلى الله عليه وىله وصحبه وسلم التى ماتت او كادت أن تموت خلال استيلاء الحزب اليزيدى على أريكة العرش وتقلده زمام الحكم


-----------------------------------------
(1) ولد الحسين عليه السلام فى المدينة يوم الجمعة مساء ليلة السبت 5 شعبان سنة 4هـ . 11 يناير سنة 626 م . ( واستشهد بعد ظهر يوم الأربعاء 10 محرم سنة 61هـ . 11 أكتوبر سنة 680م .)
-----------------------------------------

ولو قدر للحسين أن يتولى الخلافة ولم ينازعه فيها يزيد ألمر الذى ترتب عليه قتل مولانا الحسين وسفك دماء الأبرياء . لكان الاسلام أعز شأنا وأرفع قدرا وأقوى سطوة وأجل مكانة .

إذ من نتائح تلك المأساة الدامية ذويع الفوضى بين جموع المسلمين فى مشارق الأرض بطولها والعرض . مما ترتب عليه انحلال روابط هيئتهم الاجتماعية والسياسية انحلالا مازلنا نشعر به ومازال دعاة إصلاحنا يعالجون طرقه ويقومون ما اعوج من سبيله .

فهذا هو الحسين رجل الشهامة حقا . وهذه سيرته ونتيجة محنته .

وهذا ما حملنى على إخراج هذا الآثر فى ذلك الحجم ليسهل تناوله لكيلا تهمل ذكرى هذا المصلح العظيم .

وقد طالعت من تآليف بعض معاصرينا التى تدور حول هذا المعنى .

تاريخ الحسين لعلى جلال بك الحسينى وهو موسوعة تاريخية تخللت كثيرا من الوقائع التىلها أهميتها بنوع من الأفاضة .

ومحتصر نهضة (1) الحسين للسيد هبة الدين الحسينى وقد اختصرتها بعض الاختصار لأسلوبها الممتاز الذى انفرد به كاتبها الفذ .

ثم أضيفت الى ذلك ما لم يضم بين دفتى ذلك السفر مما استدعاه البحث .

واستقين ذلك من مصادر أخرى مما طالعته قديما من تواريخ الأقدمين كمقاتل الطالبيين لأبى الفرج الأصبهانى مؤلف كتاب (2) ( الأغانى ) وغيره والله سبحانه وتعالى ولى التوفيق .

ولى قبل ذلك كلمة شكر أرفعها إلى السيد أمين عبد الرحمن صاحب مجلة الألام الغراء لرغبته فى نشر هذا الأثر القيم الخالد . فشكرا لهمته ، وفقنا الله جميعا لخدمة الاسلام والمسلمين .

------------------------------------
(2) هبة الدين الحسينى : هو هبة الدين الحسينى الشهرستانى وهو الإمام المصلح ولد فى سامرا سنة 1884م وصاحب كتاب بهضة الحسين عليه السلام
(3) أبو فرج الأصبهانى : هو أبو فرج على بن الحسين القرشى الأصبهانى يرجع نسبه لبنى أمية 284هـ 897 م ولد بأصبهانى بغدادى المنشأ وهو صاحب كتاب الأغانى وهو من أهم كتب الأدب العربى وقد وصفه ابن العربى بأنه جليل القدر وكثير العلم لم يؤلف مثله وأصبهان مدينة يغيران تقع وسط هضبة ايران ويبعد عن العاصمة ب 340 ك شمال طهران وقد فتحت فى عهد عمر بن الخطاب رضىى الله عنه سنة 19 هـ
-----------------------------------

حسن قـــــــاسم
23 ربيع الثانى سنة 1352هـ
القاهرة فى يوم الثلاثاء 15 أغسطس 1933م



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 07, 2021 1:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308

1 - الحسين (1)



هو السيد الزكى الإمام أبو عبد الله الحسين رضى الله عنه ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وابن أمير المؤمنين على كرم الله وجهه – جمع الفضائل ومكارم الأخلاق ومجالس الأعمال من علو الهمة ومنتهى الشجاعة وأقصى غاية الجود وأسرار العلم وفصاحة اللسان والعفاف والمروءة والورع – واختص بسلامة الفطرة وجمال الخلقة ورجاحة العقل وقوة الجسم وأضاف إلى هذه المحامد كثرة العبادة وأفعال الخير كالصلاة والصوم والحج والجهاد فى سبيل الله والإحسان إلى غير ذلك من ضروب الفضائل فهو علم المهتدين ونور الأرض أفاد بعلمه – وارشد بعمله – وهذب بكريم أخلاقه – وادب ببليغ بيانه وقد ورد فى فضائله آثار وأخبار عن جده الصادق الأمين – تصدى لجمعها جماهير علماء الأمة غابرها وحاضرها كالإمام أحمد بن حنبل رضى الله عنه وغيره – وقد جمع بعض أئمة الحديث من معاصرينا وهو الأستاذ أحمد الصديق الحسنى أمتع الله بأنفاسه – رسالة فى فضائل الحسين وآل البيت عليهم السلام كان قد أملاها فى بعض مجالسه بالمشهد الحسينى بالقاهرة .

وأخبرج الطبرنى (2) وابن عساكر(3) عن ابن عباس رضى الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا آخبركم بخير الناس جدا ودة – ألا أخبركم بخير الناس عما وعمة – ألا أخبركم بخير الناس خالا وخالة – ألا أخبركم بخير الناس أبا وأما (الحسن والحسين) جدهما رسول الله وجدتهما خديجة بنت خويلد وأمهما فاطمة بنت رسول الله – وأوبهما على بن أبى طالب وعمهما جعفر بن أبى طالب وخالهما القاسم ابن رسول الله وخالتهما زينب ورقية وأم كلثوم بنات رسول الله وجدهما فى الجنة وأبوهما فى الجنة وأمهما فى الجنة وعمهما فى الجنة وخالتهما فى الجنة وهما فى الجنة ومن أحبهما فى الجنة

**(( اللهم إنا نحبهما ونحب من يحبهما ))**



-----------------------------------------------
(1) ولد الحسين فى المدينة المنورة فى الرابعة من الهجرة وبشر به جده صلى الله عليه وسلم فتلقاه فرحا مسرورا بمولده أسماه حسينا كما سمى اخاه من قبل حسنا فكان العرب لا يعرفون من قبل هذه الأسماء .
(2) الطبرى : ولد عام 224هـ وتوفى عام 310 ولد بأمل – طبرستان وهى ولاية من ايران تقع على بحر قزوين وهو محمد بن جزير بن يزيد ين كثيرر نب غالب الشهير بالطبرى وهو مفسر وعالم وفقيه صاحب أكبر كتابين فى التفسير والتاريخ ( تفسير الطبرى وتاريخ الأمم والملوك ) قال عنه الإمام النووى أجمعت الأمة على أنه لم يصنف مث تفسير الطبرى وقال عنه السيوطى كتابه أجل الكتب والتفسير أعظمها .

(3) أبن عساكر ك عالم ومؤرخ سورى وهو أبو القاسم على بن الحسن بن هبة الله بن عساكر الدمشقى ولد فى عرة المحرم 449 هـ 1105 م وتوفى بدمشق 571هـ 1176م
وروى التىمذى عن يعلى بن مرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( حسين منى وأنا من حسين – حسين سبط من الأسباط ) عن جابر بن عبد الله أنه رأى الحسنين على ظهر جدهما فنظر إليهما وقال نهم الجمل جملكم فقال عليه الصلاة والسلام نعما الراكبان هما – وعن أم سلمة رضى الله عنها قالت : أقبلت فاطمة رضى الله عنها تسعى إلى أبيها صلى الله عليه وسلم فرحب بها وقال لها اين ابن عمك وابنى حسن وحسين فعادت إلى البيت لتقول لعلى رضى الله عنه أجب رسول الله أنت وأبنائك فأقبل على ومعه الحسن والحسين وجاءت فاطمة فأجلس الرسول الحسنين على فخدية وجلس هو بين على وفاطمة وأرضى على الجميع سترا وقد نزل قول الله تعالى ( إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا )*
وبشر الملائكة عن رب العزة بأن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وإن السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين *

وفى تيسير الوصول لابن الديبع ص 85 ج 3 وعن أنس رضى الله عنه قال سئل النبى صلى الله عليه وسلم أى أهل بيتك أحب غليك قال ( الحسن والحسين ) وكان يضمهما ويشمهما ( اخرجه الترمذى )

والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن والسبط ولد الولد واسباط بنى غسرائيل أولاد يعقوب وهم فيهم كالقبائل فى العرب وقد جعل النبى صلى الله عليه وسلم حسينا واحا من أولاد الأنبياء كذا فى التيسير – وفى النهاية لأبن كثير إنه أمة من الأمم فى الخير – على حد قوله تعالى إن إبراهيم كان أمه ( وبالجملة ) فان فضائل هذا الامام المجاهد المصلح تقف المهايع عن حد استققصائها وبكل البارع عن حصائها .
--------------------------------

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 09, 2021 12:16 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308


مبادى قضية الحسين عليه السلام



كل الذين دونوا قضية الحسين عليه السلام أخذوا سلسلتها من أوساطها – أى من حين البيعة ليزيد (1) فى حين أنها تبتدىء من عهد أبى سفيان (2) وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم - إن لم نقل من قبل ، من عهد هاشم وعبد شمس فإن أبا سفيان ( جد يزيد ) إذ رأى سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم ( جدد الحسين ) رضى الله عنه قد نهض فى مكة سنة 610 م .
يدعو العرب إلى توحيد المعبود والاتحاد فى طاعته حسب أنه سيهدم مجد عبد شمس ويبنى لبنى هاشم بيت مجد مرصوص الأساس ويعم ظله الظليل عامة الناس فأندفع بكل قواه إلى معارضته ففعل ما فعل فى مقاومته النبى صلى الله عليه وسلم حتى كان ما كان بأيام ( بدر وأحد ) وهما مثالان للحق والباطل وأمر سيدنا ( محمد ) صلى الله عليه وسلم يقوى أنتشاره ومناره حتى رمى حزب آل سفيان أخر نبلة من كنانته


--------------------------------------
(1) هو يزيد بن معاوية بن أبى سفيان ولد بالماطرون 25هـ - 64 هـ ( 645م – 683م ) نشأ بدمشق هو ابن معاوية ثانى خلفاء بنى أمية حكم لمدة أربع سنوات سادس خلفاء المسلمين توفى بمرض الطاعون
(2) ابا سفيان : هو أبى سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ولد بمكة قبل عام الفيل بعشرة سنين اسلم يوم فتح مكة وهو والد أم حبيبة زوج الرسول صلى الله عليه وسلم شهد أبو سفيان الطائف مع الرسول صلى الله عليه وسلم وفقعت عيناه يؤمئذ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إنما أحب إليك عين فى الجنة أو أدعوا الله أن يرد عليك عينك فقال : بل عين فى الجنة )
--------------------------------------------------------

ولم يفلح وذلك أن الله سبحانه وتعالى فتح لنبيه مكة فتحا مبينا ونصره نصرا عزيزا ، وإذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا ... أنتهت الحركة السفيانية ... ولكن فى الظاهر...............

فهذا مبدا القضية الحسينية والتاريخ يعيد نفسه ..

بعد ذلك قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم وتعاقبت الحوادث كالليل والنهار والحزب السفيانى يعمل فى إرجاع سلطانه ولكن تحت الستار حتى إذا ما تمت البيعة ليزيد . كان قلب الحسين دفترا ملؤه المؤلمات ولابد وأن تكون هذه الموجدات فى الحسين وهو لم يكن بالذى يقيم على الضيم ، وهنا جرى بنا أن ندرس حالة الحسين ذلك المتفانى فى حب آله ، ماذا يجرى على قلبه بعد زوال ذلك الشبح الرهيب الذى مضة ساجدا لربه ، ورؤيته أحشاه شقيقه الحسن ، وانتهاك حرمة شريعة جده المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
كيف يبايع يزيد ؟

غريب والله أن يزيد يريد التقمص لخلافة النبى محمد صلى الله عليه وسلم المبعوث لتكميل مكارم الأخلاق وذلك فى حياة الحسين ابن ذاك النبى وحبيبه فيزيد يعلم نفسية الحسين ويعلم أن صدره أصبح بركانا قريب الانفجار ومع ذلك لا يقنغ بسكونه بل يريد منه فوق ذلك كله أن يعترف له بالخلافة عن الرسول صلى الله عليه وسلم وهل ذاك إلا ضربا من المحال .

إن أعتراف الحسين بخلافة يزيد عبارة عن أن الحسين ليس بالحسين إذ أن قبوله البيعة ليزيد فيه بيع كل مجده وكل شعور شريف للعرب وكل حق للمسلمين وكل آمال لقومه أفيبيعها جمعياء برضاء يزيد عنه ؟ هذا محال على الحسين عليه السلام ، بل وعلى كل أبطال الفضائل ، وبعبارة أخرى اعترافه بتساوى الفضيلة بالرزيلة ، واسواء العدل والظلم واتحاد الحق والباطل وتماثل النور والظلام ، وإن العلم والجهل مستويان وإن الخفيف والثقيل سيان فى الميزان فهل يسوغ بعد هذا كله سكوت الحسين عن يزيد وسكونه ! كلا ... ثم ....كلا ..

وقد يزعم البسطاء أن الحسين لو استعمل التقية وصافح يزيد لا تقى ببيعته شره ، ونجا من مكره وصان حرمته وحفظ مهجته ولكن ذلك وهم بعيد فان يزيد المتجاهر لا يقاس بمعاوية المتحفظ فبيعة مثل الحسين لمثل يزيد غير جائزة بظاهر الشريعة ولذلك تخلف عن بيعته سعد بن أبى وقاص وعبد الرحمن بن أبى بكر وعبد الله بن عمرو وعبد الله بن الزبير وأنكروا على معاوية (1) استخلاف يزيد حتى فارقوا الحياة


----------------------------------------
(1) معاوية ك هو معاوية بن صخر بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشى الأموى المعروف بمعاوية بن أبى سفيان أول خلفاء الدولة الأموية وكان واليا على الشام فى زمن خلافة عثمان بن عفان وبعد مقتل عثمان بن عفان ولى على بن أبى طالب الخلافة فحاربه معاوية على أن قتل على من قبل أبن ملجم .
-----------------------------------------

والحسين أولى بهذا الامتناع والإنكار ومع هذا فهو يعلـم ( بايع أو لم يبايع ) أن خصومه منطوون على نية التشفى من قتله وقد صرح فى مواطن عديدة بأنهم غير تاركيه ولو كان فى حجر ضب وأنهم لا يدعونه حتى يخرجوا هذه العلقة من جوفه وأكذ ابن زياد نية التشفى من قتله فى كتابه لأبن سعد حيث قال له : حل بين الحسين وأصحابه وبين الماء فلا يذوقوا منه قطرة كما صنع بالقى الزكى عثمان بن عان رضى الله عنه وأعلن يزيد بقصده الانتقام منه فى شعره :

لست من خند ف إن لم انتقم
من بنى أحمد ما كــان فعـــل



إذن ، فالحسين وجد نفسه مقتولا إذا لم يبايع ، ومقتولا إذا بايع ، لكنه إن بايع اشترى مع قتله قتل مجده وقتل آثار جده أما إذا لم يبايع فإنما هى قتلة واحدة تحيى بها الأمة .


بعـــــــده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد أكتوبر 10, 2021 11:43 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308

هجرة الحسين من حرم جده




لم يجد الحسين بدا سوى الهجرة سرا إلى حرم الله ومنه إلى اليمن وقد علم الوليد(1) ( والى المدينة ليزيد ) أن الحسين رجل الصدق والثبات فلا يعدل عن كلمته وقد أعياه أخذ الحسين تارة بالسياسة واللين وطورا التهديد والوعيد ، على أن يسترق لسانه بقبول البيعة ( ولو سرا ) فعبثا حاول . بعد ذلك سار الحسين من حرم جده صلى الله عليه وسلم ولم يقتصر فى الوداع على قبره الطاهر إذ المسافر يوادع من وطنه المحبوب كما وقع نظره عليه من أصحاب وأحباب وغيرهما حتى الماء والتراب أما الحسين فكان يودع البقاع والربوع وداع من لا يأمل فى الرجوع .


-------------------------------------
(1) الوليد : هو الوليد بن عتبة بن أبى سفيان حكم المدينة مرتين الأولى : فى ذى القعدة سنة 57هـ والثانية سنة 61هـ
-------------------------------------
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء أكتوبر 12, 2021 12:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308


الحسين فى مكة أعزها الله



خرج الحسين سائا فى المنهج الأكبر ، فقيل له لو تنكبت الطريق لئلا يلحقك الطلب – فقال لا والله – لا أفارق الطريق الأقوم حتى يقضى الله ما هو قاض ونزل مكة يوم يوم الجمعة خامس شعبان سنة 61هـ ( 12 مايو سنة 679م ) وهو يتلــــو ( ولما توجه تلقاء مدين قال عسى ربى أن يهدينى سواء السبيل )

فما اشبه هجرة الحسين بأهله من المدينة إلى مكة بهجرة جده سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأهله من مكة إلى المدينة وبواعث الهجرتين سيان وبين اليومين نحو ستين عاما . حل الحسين بأم القرى فانتشر الخبر حتى صار حديث كل اثنين يجتمعان .

س – ما وراءك ؟

ج - هاجر الحسين من مدينة جده

س – لماذا ؟

ج - لأن يزيد قصد إرغامه على مبايعته نعم – نعم ما صنع الحسين – فانه لو بايع يزيد فعلى الوفاء العفاء إذن ماذ ترى أن يكون ؟

ليس سوى اجتماع المسلمين حوله ونصبه خليفة كأبيهعلى – ليحيى بعلمه معالم دين جده ويدفعبغيرته الهاشمية عن مصالح المسلمين وينفذ بقوة إيمانه العلوى أحكام القرآن النازل فى بيته . هذه وأمثالها كانت أحاديث أكثر المجامع يومئذ فى الحجاز وفى سائر الأقطار – فتواترت الكتب والرسل على الحسين واختلفت إليه جموع الإسلام فمن مشير عليه بالذهاب إلى اليمن ومن مشير عليه بالمسير إلى العراق فأختار الحسين الكوفة بع أن أستخار الله سبحانه وتعالى –وأوفد إلى العراق ليت بنى عقيل ( مسلما بن عمه ) وكان مسلم كبقية آل على رجل صدق والصفاء ومثال الشجاعة والإيمان فقام لأمر صهره وسيده الحسين وما قدم الكوفة حتى التفت حوله جماهير الرؤساء لأخذ يمينه ومبايعته نيابة عن الحسين – فكتب مسلم إلى الحسين يخبره بإقبال أهل (1) الكوفة عليه خاصتهم وعامتهم وإنهم نادمون على مافرطوا فى جانب أهل البيت الهاشمى طالبون قدوم الحسين إلى العراق ليجدوا على يدية معالم أسلافه

----------------------------------------
(1) الكوفة : مدينة عراقية تقع فى محافظة النجف على جانب الفرات وتبعد 170ك جنوب بغداد و10 ك شمال شرق النجف أسسها سعد بن أبى وقاص سنة 17هـ ( 638 م ) بأمر عمر بن الخطاب رضى الله عنه .
-------------------------------------

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 16, 2021 10:57 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308

بنو أمية (1) والخطر الحسينى



أخذت قضية الحسين تحرك العزائم وتنبه المشاعر فى الدوائر الأموية وساد القلق بين حلفائهم واوليائهم وهم عالمون أن حسينا يضرب على ايدى الجائرين ولا يولى جائرا أمر المسلمين فغدت رجال الدولة اليزيدية ألسنة وعيونا وأقلاما وسيوفا ضد الحركة الحسينية لاسيما فى مناطق الحجاز والعراق واستفزوا قبل كل شىء حكومة الشام والهيئة المركزية بالتأهب للخطر الهاشمى فكتب عمر بن سعد واضرابه إلى يزيد : أما بعد – فان مسلم بن عقيل قدم الكوفة وبايعته أهلها للحسين قان لم يكن لك فيها حاجة فابعث إليها رجلا قويا ينفذ أمرك ويعمل مثل عملك فان النعمان بن بشير(2) ( والى الكوفة ) رجل ضعيف ثم أفصحوا له عن أخطار الحركة الحسينية لاسيما إذا رسخت أقدام الحسين فى أرض العراق وهى مفتاح الشرق الأدنى وباب الشرق الأوسط وأهلها جميعا شعية على غرو أن أنوار الحسين تشع مبادئها فى ربوع إيران


------------------------------------
(1( بنو أمية : الأمويون أولى السلالات الإسلامية من الخلفاء حكمت ما بين 661 – 750 م وينتسب الأمويون غلى جدهم أمين من أقرباء رسول الله صلى الله عليه وسلم – مؤسس سلالة معاوية بن أبى سفيان – كان واليا على الشام من قبل الخليفة عمر بن الخطاب رضى الله عنه
(2( النعمان بن بشير : هو النعمان بن بشير والى الكوفة بن سعد بن ثعلبة بن جلاس بن زيد الأنصارى الخزرجى ويكنى عبد الله فقد كان أول مولود فى الإسلام من الأنصار بعد الهجرة بأربعة عشر وأول مولود ولد بالمدينة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام فأتت به أمه إلى النبى صلى الله عليه وسلم فحنكه وبشرها بأنه يعيش حميدا ويقتل شهيدا ويدخل الجنة فقتل سنة 65هـ على يد خالد بن لخى الكلاعى
------------------------------------------------------------------


ويكون له هناك أنصار وأى أنصار – فلما وصلت الكتب إلى يزيد استشار(1) سرجون مولى أبيه فأشار عليه باستعمال الطاغية ابن مرجانة ( عبيد الله بن زياد 2) على العراق .

-----------------------------
(1( سرجون : هو سرجون بن منصور من نصارى أهل الشام وقد أتخذخ معاوية مستشارا له فى أمر الكوفة وقد اشار على يزيد بتعين عبيد الله بن زياد والى على الكوفة للقضاء على نهضة مسلمة بن عقيل .

(2( ابن مرجانة : هو بن زياد ابن مرجانة نسبة إلى أمه مرجانة وكانت جارية بغى من المجوس وهو نسبة غير معروف وهو الذى أمر بقتل مسلم بن عقيل سفير الحسين وهو عبيد الله بن زياد أمير العراق ولى البصرة ويسمى بن زياد وبعد مقتل الحسين لما دخلوا عليه سبايا أهل البيت دار الإمارة بالكوفة خاطبته السيد زينب عليها السلام بكلمة يا أبن مرجانة إشارة على نسبه الوضيع وفحا له – قتل عام 60 هـ فى أحدى المعرك وأخذ رأسه على سيدنا محمد بن الحنفية رضى الله عنه بن مولانا الحسين عليه السلام
-----------------------------------------

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين أكتوبر 18, 2021 4:21 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308

آثار البيعة الحسينية



شاعت مبايعة العراق للحسين ففرح أولياؤه وتفاءلوا من ذلك بعود الحق إلى أهله لكن خاصة الحسين عليه السلام أخذوا بحذرونه المسير إلى الكوفة خوفا مما يترقب وقوعه فأبى الحسين عليه السلام إلا المسير فسامر والقلوب ترعاه وتشايعه وبينما موكب الحسين عليه السلام يسر فى بطون الفيافى والمقاوز وحوله أهله كالهالة حول القمر وافاه ناعى ابن عمه مسلم (1) وهو عميد بيته فلم يتحول عن نيته ولا غير خطته ول يبد من مظاهر الحزن سوى الاسترجاع وأخفى كل حزنه فى أعماق قلبه لأن العيون لدى الشدائد شاخصة إلى الزعيم فإن بدت لائحة الحزن عليه أدخلعلى أهله ضروب الوهم والارتباك فمضى فى سبيله لتحقيق آماله .


-------------------------------------------------------------------
(1) كان مقتل مسلم يوم الأربعاء على ما قيل والأصح يوم الأثنين لتسع مضيت من ذى الحجة سنة 60 هـ موافق 11 سبتمبر 680 م وقبله بيوم قتل هانىء بن عروة المرادى وكلاهما مدفون بالمشهد العلوى بالنجف فى الجانب الأيسر من المسجد .
---------------------------------------------------------------------
بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء أكتوبر 20, 2021 1:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308

الحسين عليه السلام فى الكوفة



حل الحسين الكوفة وقد خضعت لدهاء ابن زياد بعد مقتل مسلم وانقادت إليه وموكبه أحياؤها ورؤساؤها هذا (والحر) يساير الإمام فيسلك بركبه وموكبه سبيلا وسطا كى يخرجه عن حدود القوم ( فلما ) عل اين زياد بدخول الحسين عليه السلام الكوفة وعبوره الفرات أرسل كتابه إليه فقرأه الحر عليه ( فلما سمعه الحسين سأل عن أسم تلك الأرض التى هو فيها فقيل كربلاء(1) فقال نعوذ بالله من الكرب والبلاء ، هل لها اسم غير هذا ؟ فقيل له العقر – فقال نعوذ بالله من العقر – ثم أرسل القوم رسلهم لمحاربة الحسين ومن معه فنظر فإذا هو فى بقعة جرداء بعيدة عن الماء وقد صار معسكره مثلث الزاوية يقابله جيش الحر فى الغاضريات وجيش ابن سعد فى نينوى علم الحسين أنه محصور وأنه مقتولا لا محالة فقضى عليه شعور التضحية أن يستميت وإذا كان الموت ضرية لازب لا مهرب منه ولا محيد عنه فليشتر الحسين بهذا العمر القصير نفعا عاما وخيرا خالدا هى والله الصفقة الرابحة والتجارة التى لن تبور فخير الموت الفداء وأفضل الأضاحى من أمات هيكله البائد نفع خالد – كذلك الشهداء فى سبيل إصلاح الأمة وتحريرها من اسر الظالمين .

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس أكتوبر 21, 2021 7:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308

حول معسكر الحسين عليه السلام



بعد أن ايقن الحسين أن أعداءه لا يتناهون عن منكر فى سبيل النكال والنكاية به استعد لدفع الطوارىء عن هله ورحله وانتصار قتله لكنه وجد معسكره فى أجرد البقاع عن مزايا الدفاع فخرج من معسكره يتخير موضعا مناسبا للدفاع وبعد ما سبر غور الوهاد أشرف على سلسلة هضاب اتخذها حرما وكانت عبارة عن روابى وتلال متدانية الأطراف على شاكلة الهلال وهو المكان المسمى بالحير(1) أو الحائر ويعرف الان ( بخيمكاه ) أى المخيم فتحصن به وأمر أصحابه أن يقربوا البيوت بعضها من بعض (ثم) انه لما علم أنه مقتولا لا محالة عز عليه أن يقتل بسببه غيره فإذن لأهله وصحبه بالتفرق عنه حيث أن القوم لا يريدون غيره ليدرء عنهم الموت بحل بيعته عن ذممهم فخطب فيهم قائــلا هم ان ( أثنى على الله أحسن الثناء وأحمده على السراء والضراء اللهم إنى أحمدك على أن أكرمتنا بالنبوة وعلمتنا القرآن وفقهتنا فى الدين وجعلت لنا أسماعا وأبصارا وأفئدة فأجعلنا من الشاكرين * أما بعد * فأنى لا أعلم صحابا أوفى ولا خيرا من أصحابى ولا أهل بيت أبر ولا أرحم من أهل بيتى فجزاكم الله عنى خيرا ألا وانى قد أذنت لكم فأنطلقوا جميعا فى حل ليس عليكم من حرج منى ولا ذمام هذا الليل من بيعتى قد غشيكم فاتخذوه جملا .
فقال له إخوانه وأبناؤه وبنو أخيه وأبناء عبد الله بن جعفر ، لم نفعل ذلك ؟ لنبقى بعدك ، لا أرانا الله ذلك أبدا ، فقال الحسين با بنى عقيل حسبكم من القتل بمسلم قأذهبوا أنتم فقد أذنت لكم ، قالوا سبحان الله ، فما يقولون لنا إنا تركنا شيخنا وسيدنا وبنى عمومتنا خير الأعمام ولم نرم معهم بسهم ، ولم تطعن معهم برمح ، ولم تضرب معهم بسيف ولا ندرى ماصنعوا ، لا والله لا نفعل ولكن نفديك بأنفسنا واموالنا وأهلينا ونقاتل معك حتى نرد موردك ، فقبح الله العيش بعدك ، ثم قام إليه مسلم بن عوسجة وزهير بن القين وجماعة من أصحابه وتكلم كلهم معبرا عن وفائه للحسين وإخلاصه وتفاديه وشعوره الشريف فجزاهم الحسين خيرا ، فلما توفقوا إلى إرضاء سيده بأن يتقدموا إلى الجهاد فى سبيل نصرة الحق لبسو القلوب على الدروع واقبلوا بتهافتون كالفراش على المصباح لتضحية الأرواح فكان الحسين يودع من يأذن له منهم وداع من لا يعود – وهكذا مضى أصحابه فى سبيل الله أحياء بأرواحهم أحياء بتاريخهم المجيد لهم لسان صدق فى الآخرين وأسوة بالأولين فطوبى لهم وحسن مآب .

بعده



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: كتـــــــاب ذكرى مصرع ( الإمام الحسين عليه السلام )لحسن
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت أكتوبر 23, 2021 11:42 am 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308



اصدق المظاهر الدينيــــــــة



حانت ساعة القيام بأصدق المظاهر الدينية وهى ساعة الصلاة فصف الإمام قدمية فى تلك الساعة الرهيبة ولم يك الحسين ممن ينسى أو يتناسى الصلاة الموقوتة ولو فى أحرج الأوقات ولقد كانت صلاته من صدق مظاهر إخلاصه لله سبحانه وتمسكه بالشريعة ولما لاموه عليها أجاب ( ألسنا نحارب لأقامة الصلاة ) ؟


أهتمام الحسين بالموعظة والتضحية

وكما وكان يأمر بالمعروف ويأتيه كذلك كان ينهى عن المنكر ويجتنبه فقد كان الحسين يعامل أعداؤه معاملة من يحترمون الحق بينما هم غافلون عنه فكان يبذل قصارى جهده فى تنوير أفكارهم فى حين أن خصومه لا يقيمون للحق وزنا فاراد الحسين أن يستنصتهم فأبوا ، فنادى : ايها الناس أسمعوا قولى ولا تعجلوا حتى أعظكم بواحدة ثم أقضوا إلى ولا تنظرون ( إن ولى الله الذى نزل الكتاب وهو يتولى الصالحين ) فلما ساد الصمت وهذا الضجيج قام فيهم خطيبا فحمد الله سبحانه وتعالى وأثنى عليه وصلى علي نبيه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وسلم ( ثم قال ) أما بعد : -
فأنسبونى من أنا ، ثم راجعوا أنفسكم وعاتبوها فانظروا هل يحل لكم قتلى وأنتهاك حرمتى ؟

الست أنا ابن بينت نبيكم ؟ الست أبن أول المؤمنين ؟ أو لم يبلغكم ما قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لــــى ولأخى ( هذان سيدا شباب أهل الجنة ) فإن صدقتمونى فيما أقول وهو الحق أما فى هذ حاجز لكم عن سفك دمى – إلى أن قال : كنتم فى شك من ذلك أو تشكون فى أنى ابن بنت نبيكم ( فوالله ) لا يوجد بين المشرق والمغرب ابن بنت نبى غيرى فلما سمع القوم خطابه لم يقابلوه إلا بتلك الكلمة الساقطة التى تنم عن كل رذيلة وساخطة ( إنا لا ندرى ما تقول !! انزل على حكم بنى عملك ، وإلا فلسنا تاركيك )

بعده


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 33 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 2 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط