قابعون في الظلام ....
يحركون العرائس على المسرح ...
والقطع على رقعة الشطرنج الكبرى في لعبة الأمم ...
لصوص الحضارات ووراثات الأمم ...
مختفون من شدة ظهورهم ...
من آثارهم يعرفون ...
يمكرون بالخلق ويمكرون ...
ولكن الله غالب على أمره وهو خير الماكرين ...
نتابع :
* ففي سنة 1947 استقبلت باريس رجلاً هندياً أنيقاً رشيقاً في الخامسة والأربعين من عمره يقول إنه يملك عشرين مليوناً من الجنيهات في بنوك اليابان وأربعين ألف فدان في كوبا ومثلها في بنما وأضعاف هذا المبلغ في بنوك أوروبا وبأسماء مستعارة.
أما عن ثقافته فهي واسعة ، يعرف عشرين لغة حية وميتة يتكلمها بطلاقة.
وقد جاء إلى باريس لزيارة أحد رجال الدين الأخ ميشيل إيفانوف .. ولكن أي دين ؟ لم يحدد ذلك ، وإنما قال كلاماً عاماً يفهم منه أن دينه يدعو إلى الحب والسلام.
وهو بذلك لا يختلف كثيراً عن المسيحية والإسلام.
وقرر أن يقيم في مدينة سيفر في فرنسا.
لماذا ؟
لأسباب علمية وفلكية ، ولأسرار خاصة لم يشأ أن يذكرها.
هذا الرجل الهندي اسمه الأمير شرنزي لند.
وإلى جانب لقب الأمير يحمل ألقاباً أخرى كثيرة من بينها : الرئيس الأعلى والملك السيد لمملكة أغارتا.
وفي يوم 20 نوفمبر 1947 نشرت الصحف هذا اللقاء بينه وبين الصحفيين سألوه :
كم عمرك ؟
ولدت سنة 1902
أنت من التبت ؟
هندي ولكنني ولدت في التبت .. فقد ولدت في منطقة دارجلنج وكانت في ذلك الوقت تابعة للتبت أي قبل أن يقتطعها الإنجليز ويضموها إلى إمبراطورية الهند.
هل أنت من نسل جنكيز خان ؟
مباشرة.
هل لك صلة بجمعية "محبة الحكمة" .. وهل تربطك صلة بالرجل الذي أنشأ هذه الجمعية منذ أكثر من مائة سنة ؟
أنا هو .. أنا تجسيد آخر لهذا الرجل الحكيم.
من الذي أعطاك كل هذه الألقاب ؟
صدر بذلك قرار إجماعي من مجلس الحكماء في مدينة أغارتا ، إنهم كثيرون عندنا .. وكثيرون أيضاً في العالم . ولكنهم حريصون على أن يظلوا تحت الأرض - أي دون أن يدري بهم أحد ! .. إن في أمريكا حوالي أربعة آلاف حكيم .. وفي فرنسا مثل هذا العدد .. وفي مدينة أغارتا يوجد ثلاثة من حكماء العرب.
من الذي أسس أغارتا ؟
لا أعرف بالضبط . ولكن تاريخها يرجع إلى 56 ألف سنة.
هل هذه المدينة تحت الأرض ؟ هل الذي كتبه العالم الروسي أوستلوفسكي عن حضارتكم صحيح ؟
ما كتبه العالم الروسي من الغريب أنه صحيح وأضيف إلى ذلك أن هناك أنفاقاً تربط بين الأديرة في جميع أنحاء العالم . عندنا أنفاق تصل إلى 800 كيلومتر ، صدقوني ، وفي هذه الأنفاق مغارات تتسع لكنيسة كبرى ..
وهل في هذه المدينة أناس كثيرون ؟
أكثر من عشرين مليون نسمة .. وهناك عفاريت وشياطين وجن - محكوم عليهم بأن يظلوا تحت الأرض .. إنها أرواح شريرة ولكنها أقل شراً من الإنسان.
هل عندكم حضارة ميكانيكية .. آلات .. وطائرات .. وصواريخ ؟!
ليست عندنا حضارة مادية .. عندنا تطور روحي وعقلي وعندنا وثائق سرية لو عرفتم بعضها لاندفعتم إلى أبعد الكواكب ولقضيتم على حضارتكم هذه .. وسوف أتحدث إلى السيد جوليو كوري وأعاونه في حل مشاكله النووية .. وسوف أوجه دعوة إلى الصحفيين ورجال السينما ليصوروا جانباً من هذه الحضارة المختفية تحت جبال الهملايا.
مسموح لهم بالتصوير واستخدام الأنوار الكاشفة ؟
لا داعي للأنوار الكاشفة . فمعظم الأجسام هناك تضيء.
انتهى الحوار مع الأمير ماهوشوهان - أي السيد الأكبر ..
وبعد أن أدلى بحديثه في الصحف اختفى . ولم يعد أحد يدري أين ذهب الرجل . وعرفوا بعد ذلك أنه أقام في بيت أحد أصدقائه . وأنه كان يعيش حياة باهظة التكاليف : أفخر السجائر .. وأغلى الشمبانيا .. وكانت له عشيقة هي السيدة ليديا التي كانت عشيقة الرسام السريالي جيجنباخ.
هل هو نصاب ؟
لقد امتحنه الصحفيون وسألوه بكل اللغات الأوروبية .. وتسلل بين الصحفيين بعض أساتذة جامعة السربون وسألوه بلغات قديمة ميتة وأجاب بطلاقة تامة .. وسأله أحد العلماء عن بعض المعادلات الرياضية .. وكان رده سريعاً .. ويقال أنه أدخل تعديلاً على نظرية النسبية التي اكتشفها أينشتين . ووعد بإضافة جديدة إليها بحيث تصبح النظرية قادرة على تفسير مجال أوسع ، وهذا ما فعله أينشتين بعد ذلك بسنوات طويلة ..
واختفى !
أما الذي قاله العالم الروسي أوستدرفسكي عن هذه الحضارة القديمة فقد اهتدى إلى ذلك من مخطوطات ونقوش نادرة ومن تحليل كثير من التراث الشعبي في التبت وفي الهند وفي الصين.
فقد أشارت هذه التحف الأثرية إلى أن هناك حضارة لها عاصمة هي أغارتا ، تحت جبل الهملايا . وأن بها كنوزاً من الكتب ، وأن أغارتا هي جامعة آسيا كلها.
وأن على رأس هذه الجامعة المتحضرة رجلاً اسمه المهاتما يقوم بدور سيد الكون.
وأن هذه المهمة ينقلها من جيل إلى جيل رجل آخر يختاره.
وأن في هذه المدينة أسراراً خطيرة ، وأن أهلها يملكون وحدهم تفسير أعقد المشاكل الأرضية - أي التي على سطح الأرض -
وهناك نقوش تؤكد أن في هذه المدينة أكثر من 55700 مجلد تضم أسرار الأرض والكواكب الأخرى.
يتبع إن شاء الله.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* نقلاً عن : [الذين هبطوا من السماء] لأنيس منصور - الطبعة الرابعة.