![غير متصل غير متصل](./styles/subsilver2/imageset/ar/icon_user_offline.gif) |
Site Admin |
اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm مشاركات: 24292
|
الحمد لله على روح التآخي
كنت أنظر في نقطة معينة وهى ما محصلة انكار أهل الكتاب لقصة سيدنا الخضر وسيدنا موسى
فهم يقولون هو موسى بن ميشا وليس موسى بن عمران
ما نتائج ذلك
وهل عندهم حياة سيدنا الخضر وإلياس أم لا
الأحباب الذين قرأوا التوراة والإنجيل قالوا لم نجد
قلت لهم هو موجود
وهناك جزء في أدلة وجود وبقاء سيدنا الخضر وإلياس عليهما السلام فيه هذا الاستدلال
فنذكر جزءا من الكتاب والله الموفق
الدليل الرابع: الأدلة التي بين أيدينا تحدد اثنين حددهما حديث "سفينة". عن سفينة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: إنه لم يكن نبي إلا وقد أنذر الدجال أمته، ألا وإنه أعور عين الشمال، وباليمنى ظفرة غليظة، بين عينيه "كافر"- يعني: مكتوب: ك ف ر - يخرج معه واديان: أحدهما: جنة، والآخر: نار، فناره جنة وجنته نار. يقول الدجال للناس: ألست بربكم أحيي وأميت؟
ومعه نبيان من الأنبياء
إني لأعرف اسمهما واسم آبائهما ،
لو شئت أن أسميهما سميتهما ،
أحدهما عن يمينه، والآخر عن يساره، فيقول: ألست بربكم أحي وأميت؟ فيقول أحدهما: كذبت، فلا يسمعه من الناس أحد إلا صاحبه، ويقول الآخر: صدقت، فيسمعه الناس وذلك فتنة، ثم يسير حتى يأتي المدينة، فيقول: هذه قرية ذاك الرجل، فلا يُؤذَن له أن يدخلها، ثم يسير حتى يأتي الشام، فيهلكه الله - عز وجل – عند عقبة أفيق
رجاله ثقات, أخرجه أبو داود الطيالسي في مسنده (1/150) قال: حدثنا الحشرج بن نباتة، قال: حدثنا سعيد بن جمهان، عن سفينة مولى رسول اللهِ صلى الله عليه وسلم قال: .فذكره
قال الحافظ البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة (8 / 127):" رواه أَبو داود الطيالِسِي بِسندٍ صحِيحٍ، وكذا أحمد بن حنبلٍ، وأبو بكرِ بن أبِي شيبة. قلت: وإسناده جيد قوي رجاله ثقات, انظر تخريج الحديث مطولا والتعليق عليه في الجزء الخاص بذلك. أما عقبة أفيق هى عقبة بنواحي الأردن قريبة من باب لد, قال ياقوت الحموي في " معجم البلدان (1/233, 4/286) ": (أفيق) بالفتح ثم الكسر وياء ساكنة وقاف: قرية من حوران في طريق الغور في أول العقبة المعروفة بعقبة أفيق وهي عقبة طويلة نحو ميلين ". قال: "ومنها يشرف على طبرية وبحيرتها". انتهى.
والحديث صححه الحافظ البوصيري بنصه السابق.
والحديث أخرجه أيضا ابن أبي شيبة (7/491) والإمام أحمد بن حنبل (5/221) والطبراني في المعجم الكبير (7/84) لكن بلفظ أخر غير " ومعه نبيان من الأنبياء إني لأعرف اسمهما واسم آبائهما, لو شئت أن أسميهما سميتهما،أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره:" واللفظ الآخر هو:
" معه ملكان من الملائكة يشبهان نبيين من الأنبياء لو شئت سميتهما بأسمائهما وأسماء آبائهما واحد منهما عن يمينه والآخر عن شماله ". قلت: وهو إدراج وتصحيف واضح فالملائكة لا تُشْبه البشر, ولا معنى لظهورهم في صورة نبيين, خاصة مع قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لو شئت سميتهما بأسمائهما وأسماء آبائهما".
وما فائدة أن تكون الملائكة تشبه الأنبياء في هذا الوقت والناس أصلا لا تدري ما شكل وصورة هذين النبيين. وهل تشبه الملائكة البشر؟ فإن قلت ظهر سيدنا جبريل في صورة دحية الكلبي؟ قلنا لك ظهر في صورة, وتجسد في صورة كما فى قوله تعالى فتمثل لها بشرا سويا (مريم 17) , وليس كون الملك نفسه أو الملكان يشبهان بشرا.
ثم إن الكلام الذي يخرج من الفم النبوي الشريف لو عَدَّه العاد لأحصاه فهو صلى الله عليه وسلم من اختصر له الكلام اختصارا, فلو كان الكلام مضبوطا على الملكين ووصفهما النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: يشبهان نبيين لكفى ولو زاد كذلك " لو شئت سميتهما بأسمائهما ", لكفى مع الزيادة, فالتوضيح يكون للملكين وليس لأسماء آباء النبيين "وأسماء آبائهما" . يعنى بفرض أن هناك ملكين يشبهان نبيين , أيهما أهم وصف الملكين أم وصف النبيين؟
ثم في زيادة الوصف يزيد وصف الملكين أم النبيين؟؟
ما الفائدة من ذكر " اسميهما "؟
و ما الفائدة من ذكر "وأسماء آبائهما"؟
بلاغة الصادق الوعد الأمين تدل على صدق وصحة مارواه أبو داود الطيالسى عـن رواية الإمام أحـمد خاصـة أن بين الطيالسي وبين الصحابي " سفينـة " راويين فقط ( الحشرج بن نباتة وسعيد بن جهمان " بينما في رواية ابن أبي شيبة وأحمد ثلاثة رواة.
لذلك أرى أن كَوْن الملكين يشبهان نبيين من الأنبياء في حديث ابن أبى شيبة وأحمد هو ما حدا بابن كثير أن يقول فى كتابه النهاية في الفتن والملاحم (1/47): "تفرد به أحمد وإسناده لا بأس به ولكن في متنه غرابة ونكارة والله أعلم".
قلت: لم ينفرد به الإمام أحمد كما قدمنا, ولو اطلع علي رواية أبي داود الطيالسي لم يكن أمامه إلا الاعتراف بأن اللفظ ( ومعه نبِيانِ مِن الأنبياءِ, إِنِي لأعرِف اسمهما واسم آبائِهِما لو شِئت أن أسميهما سميتهما ) أقرب, والمعنى أحكم, لكن كيف يثبت وجود هذين النبيين وهو ينكر حياة وبقاء الخضر وإلياس حتى وقت خروج الدجال.
والأولى التسليم لمنطوق الحديث لو كان قد اطلع عليه بدلالة قوله: " تفرد به أحمد ".
أما منشأ الخطأ والخلاف بين الروايتين فهو عدم استيعاب الراوى لوجود نبيين من الأحياء بعد النبي صلى الله عليه وسلم غير المسيح عليه السلام, فلعل الراوي بعد فترة من سماعه حدث به بفهمه هو وبمعناه بما تذكره وبما لا يخالف ظنه, وليس بمنطوق الرواية. فاللهم صل وسلم وبارك على من قال: " نضر الله امرأ سمع منا شيئا فبلغه كما سمع فرب مبلغ أوعى من سامع " وفي رواية " فأداها كما سمعها
لذلك فى الأصول قاعدة " المنطوق مقدم على المفهوم ".
قال الألباني في " سلسلته الضعيفة ": منكر بذكر الملكين.ا.هـ
وقال: وهذا إسناد قابل للتحسين .ا.هـ وقال في قصة الدجال إسناده حسن في الشواهد، وكتب تنبيها قال فيه:(تنبيه): سقط ذِكْر الملكين من "مسند الطيالسي"، وكذا من " ترتيبه " (2/217) للبنا الساعاتي! ا.هـ
قلت: ما الذي جعل الحـديث منكراً؟! ومَـْن أنبأه أنـه قـد سَقَط ذِكْر الملكين من " مسند الطيالسي " ومن ترتيبه للبنا الساعاتي؟!
مسند الطيالسي الموجود بين أيدينا ليس فيه سقط, وقد نقل عنه الحافظ البوصيري هذه الرواية منذ ما يقرب من ستمائة سنة!!!!
ولماذا لم يذكر الألبانى تصحيح الحافظ البوصيري لهذا الحديث في إتحاف المهرة للرواية؟!
إذاً خطة الألباني تكمن في تضعيف لفظة الملكين ثم الخطوة التالية يقول حدث سقط في مسند الطيالسي!! وبالتالي تضيع القضية ويتم إخفاء الحـديث الذي فيـه " ومعه نبيان من الأنبياء إني لأعرف اسمهما واسم آبائهما، لو شئت أن أسميهما سميتهما ". وقد كفانا الحافظ البوصيري تصحيحه وأيضا الحافظ الهيثمي حيث قال في مجمع الزوائد (7/340): " رواه أحمد والطبراني واللفظ له ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر ".ا.هـ يقصد الحشرج بن نباتة وجهمان بن سعيد وهما ثقتان عند الجمهور, ولم نجد مـن يضعف حديثهما فـي القرون الصالحة السابقة إلا مـا ندر لذا قـال الهيثمي " ورجاله ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر".
أما بالنسبة لمكان قَتْل المسيح للدجال هل هو باب "لد" أو "عقبة أفيق" أو غير ذلك فسنذكر ما ورد بشأنه بمشيئة الله عند الكلام علي نزول سيدنا عيسى عليه السلام.
وجُود بَشَريين نبيين وليس مَلَكين حالهما رحمة وتثبيتا للمؤمنين وفتنة للمفتونين له شاهدان أحدهما ضعيف ولكن يصلح في الشواهد والآخر شديد الضعف.أما الشاهد الحسن فهو ما ورد من حديث عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا كل نبي قد أنذر أمته الدجال وإنه يومه هذا قد أكل الطعام وإني عاهد عهدا لم يعهده نبي لأمته قبلي ألا إن عينه اليمنى ممسوحة الحدقة جاحظة فلا تخفى كأنها نخاعة في جنب حائط ألا وإن عينه اليسرى كأنها كوكب دري، معه مثل الجنة ومثل النار فالنار روضة خضراء والجنة غبراء ذات دخان, ألا وإن بين يديه رجلين ينذران أهل القرى كلما دخلا قرية أنذرا أهلها فإذا خرجا منها دخلها أول أصحاب الدجال , ....إلى أخره"
أخرجه عبد بن حميد (1/282) وأبو يعلى (2/332) والحاكم في المستدرك (4/581) واللفظ له وقال " هذا أعجب حديث في ذكر الدجال تفرد به عطية بن سعد عن أبي سعيد الخدري و لم يحتج الشيخان بعطية ". قال الذهبي في التلخيص: عطية ضعيف وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7/336 ـ337): " رواه أبو يعلى والبزار وفيه الحجاج بن أرطاة وهو مدلس وعطية ضعيف وقد وثق" . قلت: وحديثه يصلح للاستشهاد به في الشواهد وقد يصل لدرجة الحسن في الشواهد والمتابعات كما هو الحال هنا, علي ما يأتي في التخريج والله أعلم
ومحل الشاهد هو قوله صلى الله عليه وسلم: " ألا وإن بين يديه رجلين ينذران أهل القرى كلما دخلا قرية أنذرا أهلها فإذا خرجا منها دخلها أول أصحاب الدجال " وفيه التنصيص بأنهما رجلان.
وأما الشاهد شديد الضعف وإن كان فيه التصريح بأحد النبيين فهو ما أشار إليه الحافظ السيوطي فى الحاوي (3 / 473) قال: " في حديث رواه نعيم بن حماد في كتاب الفتن أن إلياس يكون مع الدجال ينذر الناس فإذا قال الدجال أنا رب العالمين قال له إلياس كذبت ". قلت: هو حديث طويل رواه أبو نعيم في الفتن (2/543) قال: حدثنا أبو عمر عن ابن لهيعة عن عبد الوهاب بن حسين عن محمد بن ثابت عن أبيه عن الحارث عن عبد الله ... ثم ذكر حديثا طويلا جاء فيه: " واليسع معه ينذر الناس ويقول: هذا المسيح الكذاب فاحذروه لعنه الله. يعطيه الله من السرعة والخفة ما لا يلحقه الدجال, فإذا قال: أنا رب العالمين. قال له الناس: كذبت. ويقول اليسع: صدق الناس. فيمر بمكة فإذا هو بخلق عظيم ... إلخ وإسناده مسلسل بالضعفاء والمجهولين.
ومن الغريب أن يتوافق مَنْ نَفَى بقاء الخضر وإلياس عليهما السلام مع ما تذهب إليه الشيعة، فقد قال الكورانى فى معجم أحاديث المهدي (3 / : " ملاحظة:" من الأمور المشكلة في هذا الحديث أن يكون مع الدجال نبيان وأن أحدهما يصدقه! وقد تكون جملة " معه نبيان من الأنبياء " مصحفة ". انتهى كلام الكورانى.
قلت: ما هذا ؟!!
الحديث واضح فى أن أحد النبيين يُصَدِّق النبى الآخر ولا يُصَدِّق الدّجال كما ظَنّ الكورانى. كما أن التصحيف هنا ليس له معنى ولا داعى، كما بيناه سابقا. الدليل هنا كما بينا فى أول الباب حينما قلنا " مسجى بثوب " تتخطاه ثم ترجع إليه بعد أن تكون مضيت حقبا. إذا هما نبيان بنص هذا الحديث ( الحديث السابق حديث الطيالسي " ومعه نبيان " ), ولم أجد من استدل علي وجود وبقاء سيدنا الخضر وإلياس من قبل بهذا الحديث, فلله الحمد والمنة.
هذا الحديث يجعلنا نرجح رواية رجلان في الحديث الآتي:
يتبع بمشيئة الله
|
|