موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: الطبيبات فى صدر الإسلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 23, 2017 2:47 pm 
غير متصل

اشترك في: الثلاثاء يناير 06, 2009 4:44 pm
مشاركات: 6308

النساء والطب والتمريض
فى صدر الإسلام
هذا المقال فى مجلة هدى الإسلام فى 29 يوليو عام 1935 لحسن قاسم
حضرة الأستاذ المحترم ، الكاتب التاريخى الفذ رضى – وما ذكرت ذلك إلا } حسن أفندى قاسم {
بعد التحية :
سترى فى عضون مقالى أننى ذكرت : أن من نساء الأسلام من كن يعللن الجرحى ، ويداوين المرضى – وما ذكرت ذلك إلا بالتقى من السماع ، فأرجوا أن تحوم لنا حول هذا البحث ، وتبين لنا النساء اللواتى كن فى صدر الأسلام يشتغلن كممرضات .
وتقبل تحيتى مع قبول فائف الأحترام ،
المخلصة
ن ح الحسينى
*********************



يجدر بى قبل الجواب على هذا السؤال الموجه الى من تلكم الآنسة الفاضلة أن أقدم بين يدى هذا البحث صورة من محاسن الدين الإسلامى ، وانه الدين العام الخالد الذى تكفل لكل من اتبعه ، وسلك طريقه على هدى وبصيرة حياة طيبة وسعادة فى الحياة الدنيا والآخرة ، لا تعادلها سعادة ،
لا جرم أن لتلك الحضارة التى جاء بها جين الأسلام ، والتى وضع أصولها وأسس قواعدها ، واقام دعائمها ، وبذر بذورها فى العالم ، حضرة النبى صلى الله عليه وسلم – شأنا كبيرا فى تطور العالم ، وبلوغه فى الارتقاء مبلغا لم تبلغه أية أمة من أكبر ألأمم التى تقدمها حتى إن أمة الرومان عندما بزغت الحضارة الإسلامية وشاع سناها فى ربوع العالم ، اعترفت بانحطاطها ، وتبين لها البون الشاسع بين حضارتها والحضارة الأسلامية – وقد كانت عاقبة الأمم التى اقتبست حضارتها من أساليب الأسلام ما نشاهده اليوم من رقى إلى معارج سامية ، وفضائل نامية – وحقا ما أسرع عدوى الفضائل ، كما يقول أبو تمام :

ولو لم يزعنى عنكم غير وازع *** لأعديتنى بالحلم إن العلا تعدى



ولقد كانت الأمة العربية قبل بزوغ تلك الحضارة فى رباها أمة مفككة العرى لا شعار لها ولا دثار ، ولا حرية ولا مساواة ، ولا عدلولا مؤاخاة – يأكل القوى منها الضعيف ، فلما بذرت بذور الحضارة الأسلامية فى ربوعها نفضت عنها دثار الخمول ودخلت فى طور جديد ألبسها لبسا آخر من حياتها ، فانبهر العالم أجمعه من ذلك التطور السريع ، وإنى لاذكر حادثة يهتز لها القلب طربا ويثلج لها الصدر إعجابا وجزلا .
ارمانوسة ابنة البطريرك قيرس الذى تولى الحكومة المصرية فى القرن السابع الميلادى لعهد هرقل الأكبر وهو المعروف عند مؤرخى العرب بالمقوقس ، كانت أمرأة عاقلة قد أوتيت مسحة من الذكاء وكان أبوها كثيرا ما يتجاذب معها أخبار العرب وأحاديث الدعوة المحمدية ، وكانت هى بنوع خاص تتبع سير خطوات العرب ، وتعنى بالوقوف على أخبار النبى صلى الله عليه وسلم وصحبه ومبلغ تقدمهم المضطرد ، فلا تدع أية فرصة تمر عليها مر السحاب ، إلا وتستقصى تلك الأخبار فى إبانها ، وكان مبلغ همها من ذلك ميويلها الى اكتساب الفضائل ، فإنها لما رأت محمدا نشأ فى قوم لا خلاق لهم أولى بأس وقوة واستطاع بمفرده بما أوتيه من أمانة وذكاء ومواهب تسامت عن أن توصف – أن يهد أكبر صرح للظلم ويؤسس للعالم أكبر دولة أعز الله بها الأمم التى سلكت على منهجها القويم وصراطها المستقيم ، نذرت على نفسها ألا يكون حديثها فى غير محمد صلى الله عليه وسلم واخلاق محمد صلى الله عليه وسلم ، وفضائل محمد صلى الله عليه وسلم ، وما أوتيه محمد صلى الله عليه وسلم وصحبه، وما أحدث ظهوره فى قلب نظام العالم وانصاره فى بوثقة الأسلام والسلام – ففى ذات يوم أتتها كبيرة وصيفاتها مارية بجريدة أسبوعية ، كانت تصدر بالأرضى الشامية ، تحمل ملخص أخبار العالم فى أسبوع ، فناولتها إياها ، وما كان أسرع دهشتها عندما رأت جل أنهار الصحيفة قد ملئت بما أحدثه محمد صلى الله عليه وسلم من التطور السريع الذى أحيى المجتمع وجعله يستنشى نسيم السعادة بحث ، وقد راعها من نشرات تلك الصحيفة حديث لفتيين يسأل أحدهما الآخر ما رواءك يا أخى ؟؟
ألم يبلغك تطور الأمة العربية ذلك التطور الذى أحدث أعظم أنقلاب فى العالم لم يأت التاريخ بمثله .
اجل : بلغنى . وإن وايم الحق أعتقد أن الله تقدس فى علاه لما خلق العالم وخلق له سمات التقديس من حضارة الى مدينة ، الى رقى الى علوم ومعارف وآداب . الى غير ذلك :
أراد أن يودعها قلوب الخلق ليتميز الخبيث من الطيب ، فنظر الى قلوبهم ، فلم يجد فيها ما يصلح لحملها ، فأودعها فى قلب محمد صلى الله عليه وسلم ، ذلك النبى العربى الذى ظهر من أرض تهامة وامده بقوة لا تعادلها قوة ، تمكن بواسطتها أن يبث تلك المواهب فى نفوس العرب ، حتى استملت قلوبهم اليه بغير ما حرب ولا قتال ، وبذلك أضحوا أمة تفاخر بها الأمم على كر الدهور والأعوام وأنا لا يخامرنى شك فى أن هذه الأمة المحمدية ، إن قدر لها أن تفقد جزءا من منعتها وعزتها يوما ما ، شأن الأمم الغابرة ، فانها لا تفقد تلك الآثار الحميدة والذكريات الخالدة ، وستظل ما شاء الله موضع إعجاب الأمم .
وحادثة أخرى أذكرها ، يتخاصم الفاروق عمر مع أبى الحسن على بن أبى طالب ، فيتولد من خصامهما ، دعامة هى أس حياة المجتمع – تلك هى المساواة فى القضاء بين الأمم .
كان الفارووق أميا للمؤمنين وقاضيهم ومفتيهم فدخل عليه الإمام ومعه يهودى ، وأراد أن يفعا إليه قضيتهما ، فوجداه يفصل فى قضية اخرى ن فانتظراه حتى وقع الفصل بها ، فالتفت أبو حفص ونادى اليهودى } تقدم يا يهودى ما حاجتك ؟ { فرفعها إليه فما أن سمعها حتى نادى أبا الحسن ( تقدم يا أبا الحسن ) * قرع هذا النداء سمع الإمام أبى الحسن فتلون وتلعثم وأخذ كل مأخذ ، وتقدم إلى الفاروق وقال ألست أمير المؤمنين وشيخ الإسلام ودعامة عزه ؟ بك أعز الله الإسلام وأصلح ثمه على يديك ، كيف يا أمير المؤمنين تنادينى بكنيتى وقد علمت أن النداء بالكنية تكريم فكيف تكرمنى وأنا فى مقام لا يقتضى التكريم ؟ فبكى عمر حتى أخضلت لحيته وقال ثكلتك أمك يا عمر ، لقد ذكرتنا يا أبا الحسن ألا فحياك الله وبباك وأعز بك شعائر الدين وأنار بك الطريق القويم .
بربك دين هذه آثار وهذا دثاره وشعاره ، أفليس حقيقا به أن يكون أصلا لسائر ما تفرع من العلوم على اختلاف معانيها ومبانيها ؟ وكيف لا يكون مذلك وبين يديه كتاب كريم لم يفرط فيه بشىء قال تعالى ( ما فرضنا فى الكتاب من شىء ) لا يغادر صغيره ولا كبيرة إلا أحصاها ( سنريهم آياتنا فى الآفاق ) وفى انفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق * يقول بعض من يدعى التجديد وبينهما أمد بعيد ، إن تقدم الطب هذا التقدم المضطرد الذى نشاهده بين الفينة والفينة يشعرنا بأنه كان متقهقر فى العصور المتقدمة وأشده تقهقرا عند المسلمين ، وإن الفضل لتقدمه إنما هو لعلماء الفرنجة ، خسىء هذا القول وخسىء ( قائله ) علم الله سبحانه ما لعلم الطب من حاجة ماسة لحياة المجتمع ، الأمر الذى شرفه على سائر العلوم علم الله هذا وهو وحده العليم بكل شىء سبحانه ، فلم يختر أن يعلم لنبيه ومصطفاه أول ما يعلمه من العلوم سواه ، فقال : ( اقرأ باسم ربك الذى خلق خلق الإنسان من علق ) فكان صلى الله عليه وسلم بسر ما فى هذا الخطاب من معان سامية وحكم دقيقة ، أعظم طبيب أظلته السماء منذ خلق الله الأرض ومن عليها ، واليك :
الشمردل بن قباب الكعبى النصرانى ، أبرز طبيب فى العصر النبوى فى الجزيرة العربية من نطس أطباء أهالى نجران ، طبيب متزن قبل أن يضرب بمبضع الداء عين العلة يزن العلاج بمخبار ريثه وأناته ، فلا يخطو قبل أن يعرف موضع القدم ويقدر موطئها وكذلك كل حكيم وتلك عين الحكمة ، طبيب له فى الطب من كل مناحيه من أمراض باطنية وظاهرية الى عمليات جراحية الى تشريح إلى غير ذلك ، قدم راسخه ومع ذلك فقد كان شيخا محنكا يزن الأمور بموازينها ، قد قار عنه الخطوب والتجارب وقارعها ، وكانت الدعوة قد بلغته فلم يسلم لحاجا ، فذكر له نبوغ محمد عليه الصلاة والسلام فى علم الطب ، فقال لاتينه فأتاه ليقف على مقدار ما بلغه من ذلك ، فصار يسأله عن الطب علما علما حتى أفرع ما فى حظيرته ، فسأله النبى صلى الله عليه وسلم عن مرض من الأمراض وطالبه بدواء له ناجع فبهت الذى كفر ولم يحر جوابا ، فقال له النبى صلى الله عليه وسلم دواؤه كذا وكذا ونعته له ، فبهت الطبيب من سطوة الحق وجلال المعرفة التى تنزهت عن أن يكون لها معرفا سوء بارئه سبحانه ، فلما تحقق صدق ما بلغه قال يا محمد ، والذى بعثك بالحق لأنت أعلم بالطب منى ثم أسلم وعد فى مصاف الأصحاب ، وتأمل رد النبى صلى الله عليه وسمل الطبيب الذى أهداه اليه قيرس رئيس الحكوة المصرية وقوله للرسول حاطب بن أبى بلتعة قل له نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع فمن أين يأتينا المرضى ؟ وبدهى أن ليس يخفىء فى الإفراط من المأكل والمشرب من الأمراض العديدة التى منها تمدد المعدة وارتخاؤها وضعفها وإجهاد الكبد وغير ذلك ، ثم أنظر أمره بالاستياك بعود الأراك ، ولم يأمر بغيره لما فيه من الخواص ، وفيه معرفة علم خواص الأعشاب النافع منها والضار ، وما ينطوى تحت ذلك من علم طب الأسنان وانظر الحكمة فى أمره الاكتحال بالإثمد لعلاج الماء النازل من العين وتفرسه الوباء فى المرأة الغفارية التى كان قد تزوجها فلما دخل بها استكشفها فرأى بياضا بين ثدييها فقال لها الحقى بأهلك ، وهذا مما يلحق بعلم الوراثة ، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه استعمل فى تداويه ( المشقص ) وهو آلة من ألات الجراحة التى سبق العرب الأفرنج إلى استعمالها من ثلاثة عشر قرنا مضت وهى التى سماها أبوالقاسم (1) خلف بن عباس الزهراوى شيخ جراحى الأندلس فى عهد الدولة الأموية ( بمكواة ) ورسمها على شكل قطيب من المعدن فى طرفه قطعة هلالية وهذه الآلة تستعمل لمنع النزيف بواسطة الكى بها قال أبو القاسم المذكور هى آلة نافعة جدا من أنفع الآلات واجودها تستعمل لربط الشريان كيا عند حاله النزيف وقد استعملها النبى صلى الله عليه وسلم فى سعد (2) بن معاذ ونعت صلى الله عليه وسلم للفتوق الأحتزام والكى والاحتقان لمن به رخو ومن بجوفه غشاوة ، وبالجملة فنبينا سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وآله وسلم كان طبيبا لا يجارى ولا يبارى ، طبيبا بعلم الأمراض وعلم وظائف الأعضاء والتشريح والجراحة وغير ذلك ، وكان إذا بلغه مرض أحد من المسلمين أتاه بعوده فربما استكشفه فيضع يده الكريمة بين ثندأتيه ثم يصف له الدواء فيبرأ داؤه ، وجاءته فاطمة بنت أبى حبيش وقالت يا رسول الله إنى امرأة أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة ؟ قال : لا ذلك عرق وليست استحاضة ( الحديث المروى فى الصحيحين وأبى داود والنسائى عن عائشة ) فتأمل قوة بداهته صلى الله عليه وسلم وسرعتها فى تشخيص الداء وتحليل المرض وتفريق المحيض عن النزيف وهو ما لا يعرفه إلا الأطباء الخصائيون ، وبينما نراه طبيبا قد عالج جميع نواحى الطب ، إذا به صيدليا قد حذق فمن الصيدلة فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسللم يتفقعد الأطعمة وطبائعها فما كان منها يحتاج الىتحسين وتعديل فى الحراراة والبرودة فعله ، كأكله صلى الله عليه وسلم الرطب (3) بالقثاء وبالبطيخ ويقول يدفع حر هذا وبرد هذا حر هذا ، ولقد كان فى زمنه صلى الله عليه وسلم بالمدينة بله الجزيرة بأسرها مشافى وبيمارستانات وصيدليات ، وفى كل منها من يديرهما من أطباء وغيرهم .
وقد لا يمكننى أن استوعب هذا الموضوع من كل مناحيه وسأحاول ما استطعت معالجة هذه الناحية وآمل أن أوفق لسد هذه الثمة .
وحسبى ما ذكرته كتصدير للبحث الذى عنيت به دحضا لتلك القرية وبيانا للحق بالحق وسأتى معنا فى البحث ما يصح أن يضاف إلى ذلك وإذن ( فحقت كلمة ربك ) وما أرسلناك إلا حمة للعالمين .
(1) التصريف لمن عجر عن التأليف طبع ما وجد من أجزائه عدة مرات بأوربا
(2) روى حديثه مسلم وابن ماجة وأورده الحافظ الكتانى فى نظام الحكومة النبوية
(3) حديثه فى الصحيحين ومسند أحمد ورواه أصحاب السنن والمعاجم والشافعى فى فوائده عن عبد الله بن جعفر وأنس

(1) الطبيبات والممرضات فى صدر الإسلام

السيدة عائشة رضى الله عنها



جوابا على السؤال الموجه إلى من حضرة الكاتبة الآنسة ن . ح . الحسينى هأنذا أذكر بعد ذلك التصدير الذى قدمته بين يدى هذا البحث ، من نبغ من النساء الصحابيات وغيرهن فى فن الطب والتمريض وكن كحجر أساسى عليه دعامة النساء اللواتى تأسى بهن فى مختلف الممالك فأولاهن :

أم المؤمنين عائشة



تلك السيدة التى حباها الله تعالى من العلم والمعرفة ما تطاولت له الأعناق ، وإنى وايم الحق لأغبط نفسى اليوم إذ ارانى لأول مرة أكتب فى ترجمة أبرز سيدة متعلمة أقلتها الأرض واظلتها السماء سيدة إذا ذكر الحفاظ والمحدثون ذكرت معهم او المفسرون والمفتون كانت فى طليعتهم ، سيدة تعددت التعاريف بها وتشعبت – فبينما نرى ترجمتها فى الفقهاء والشعراء ، غذا بها فى رجال الأدب والسياسة ، فى علماء الطب والفلسفة – فى اللغويين والنحاة فى المشيخات والمسلسلات .
احسب أن من كانت هذه بعض سماتها بدهى لا يحيط بترجمتها كاتب ! وكيف يحيط بها أنى له ذلك ! أنى له أن يقدرها قدرها ، وسيد الخلق يخاطب الأمة بشأنها إعلاما برفعة قدرها فيقول : ( اقدروا قدر الجارية الحديثة السن )
فهل قدرت الأمة قدرها ، هل علمت أن هذه السيدة قدد أودع فى قرارتها من العلوم والمعارف الشرعية والكونية ، ما تطاولت له الجوزاء ، وتسامى عن الص والنعت ولم يبزه بشر .
يا علماء التربية والأخلاق ، ادرسوا نفسية هذه السيدة واستعرضوا شخصيتها لأبنائكم ، فانكم إن فعلتم ذلك فقد أسديتم للأجيال المقبلة مثالا أعلى للفضيلة ، للاخلاق ، للعلم ، لكل مظاهر العطمة وظواهر الإجلال .
فان فتاة يافعة كهذه يتزوجها الرسول صلى الله عليه وسلم وهى بنت ست ويبنى بها وهى بنت تسع ويفارقها وهى نت ثمانى عشرة سنة فنراها وهى فى خدرها مصونة * تتجمع الوفود على باب دارها يأتونها من كل صوب وحدب هذا يستفتيها وذاك يستفسرها وآخر يستوصفها داء حارت فيه نطس الأطباء ، فتجيب هذا وذاك بطلاقة لسان وفصاحة بيان ، تفسر لهذا آيته ، وتصحح لذاك حديثه وروايته وتنعت لآخر الكى وآخر الاحتقان وآخر ترحله إلى إحدى مشافى المدينة ، ثم نراها تستقل بالفتيا فى عهد أبيها أبى بكر وفى عهد عرم وعثمان وعلى ، ويظل المسلمون يلجأون اليها وقد وقد لجأوا إلى حصن حصين وتظل هى على هذا الخال والمنوال زهاء أربعين حولا إلى أن تلقى الله عز وجل ، فيخلد لها التاريخ أثرا لن يمحى وذكرا لن ينسى ، ثم ها هى عندما ينهزم الناس يوم أحد تأتى ساحة الوغى .
وقد قصرت الأعنة واشتجرت الأسنة وسطع العثير من سنابك الخيل وتجاوبت الأصداء من رنين القسى وقراع الرماح وبلغت القلوب الحناجر فتأنى بنت الصديق التى رق قلبها وراق مشمرة عن ساعدها وقد حملت الماء فى القربة على متنها والحقيبة فى عنقها فتجوب المعترك هنا وهناك تتفقد حريجا تضمد جراحه أو ظمآن فتسقيه او مريضا فتمرضه ، أو عليلا فتعلله ، فاذا ما أعوزها عوز أو حز بها أمر نادت واعوناه فتأتيها أم سليم وأم مالك والنساء مشمرات عن سواعدهن حاملات للقرب على متونهن معلقات الحقائب فى أعناقهن ، وقد أثقلت كواهلن يصحن بلسان واحد وقلب واحد : الله أكبر يا بنت الصديق الله أكبر يا سيدة نساء العالم لقد ناديث واجبا قلباك وأسمعت حيا فحياك ، قد جئناك مهللات مكبرات لا رجاوة فى جائزة ولا ابتغاء قربان ولا نسأل عليه أجرا ، جئناك يا شرف النساء وفخرهن إجابة لداعى الله وداعى الواجب والانسانية والمروءة والشهامة ولتتأسى بنا نساء الأمم المقبلة إن هى أرادت أن تكفل لنفسها حياة شعوبها وسعادة المجتمع .
وها هو سيد الخلق ومصلح العالم يعبىء الجيوش والكتائب لإهراق دم المفسدين الذين يعيثون فى الأرض فسادا .
وقد تدرع بمغفر الحق وتقلد سيف العز وأحاطت به كتائب الله وذادة الاسلام إحاطة الهالة بالقمر والتفت به اتفاف السوار بالمعصم فيتفقد النساء فلم يجد منهن واحدة فى الكتائب فينادى وانسا آه فتأتيه أمهات المؤمنين فيقترع بينهن لقيام غحداهن فى الجيش للتمريض فيأبى الله تعالى إلا أن يخرج أشرف النساء عائشة ، لعمر الحق إن فى ذلك لعبرة وما يعقلها إلا العالمون .

(2) السيدة عائشة رضى الله عنها



ثم ها هى تستعرض لنا ضربا من بلاغتها فتصف لنا اباها فتقول فى وصفه - كان أجنا لا يستمسك إزاره يسترخى عن حقوية معروق الوجه عارى الاشاجع ناتىء الجبهة .
ثم ها هى حينما بلغها ان اقوما يتناولون اباها لنصبه عمر أميرا للمؤمنين بعده ترسل لأزفلة من الناس وقد حضرت فأسدلت أستارها وعلت وسادها وقامت فيهم خطيبة بلسان الحال والمقال ، ابى وما ابيه ابى والله لا تعطوه الا يدى ذاك طود منيف وفرع مديد فتى قريش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملقها ويراب شعبها ويلم شعثها حتى حليته فلوبها ثم استشرى فى دين الله فما برحت شكيمته فى ذات الله عز وجل حتى اتخذ بفناء داره مسجدا يحيى فيه ما أمات المبطلون .
أبى كان غزير الدمعة شجى النشيج أكبرته رجالات قريش فحنت قسيها وفوقت سهامها وامتتلوه غرضا فما فلو اله صفاة له قناة ومر على سيسائه حتى إذا ضرب الدين بجرانه ورست أوتاده ودخل الناس فيه أفواجا ومن كل فرقة ارسالا واشتاتا اختار الله لنبيه ما عنده فلما قبض الله نبيه واضطرب حبل الاسلام وماج اهله وبغى الغوائل قام الصديق بين اظهرهم حاسرا مشمرافجمع حاشيتيه ورفع قطرية فرد نشر الاسلام على غره ولم شعثه بطبه وانتاش الدين بنعشه فلما اراح الحق على أهله وحقن الدماء فى اهبها اتته منيته فسد ثلته بنظيره فى المرحمة وشقيقه فى السيرة والمعدلة ذاك ابن الخطاب فلله در أم حملت به ودرت عليه لقد اوحدت به ففنخ الكفرة وديخها وبعج الارض وبخعها فآتت أكلها ولفظت خبأها وتصدى له ويأباها ثم وزع فيها فيأها : وودعها كما صحبها فأرونى ماذذا ترتؤون واى يومى أبى تنتقمون ايوم إقامته اذ عدل فيكم او يوم ظعنه اذ نظر لكم ؟ ؟ ! اقول قولى هذا واستغفر الله لى ولكم ثم اقبلت على الناس فقالت انشدكم الله هل أنكرتم مما قلت شيئا ! قالوا اللهم لا . وها هو الزهرى شيخ أهل السنة يقول فى علمها ، لو جمع علم عائشة الى علم أمهات المؤمنين وجمع نساء العالم لكان علم عائشة افضل ، وها هو مسروق يقول ويقسم وانه لبار – والذى نفسى بيده لقد رأيت مشيخة أصحاب محمد الاكابر يسألون عائسة عن الفرائض ، وها هو عروة وما أدراك ما عروة يقول بعد أناة واختبار ، ما رأيت أحدا أعلم بالطب من عائشة ويبعث لها قائلا ، يا عائشة أنى لا أعجب من علمك بالشعر وأنت ابنة ابى بكر وكان اعلم الناس ولكن اعجب من علمك بالطب ، وها هى تستدرك على مشيخة الصحابة ما فاتهم من الاحاديث والآثار وبتنافس الحفاظ وشيوخ الحديث فى السباق الى لم هذا التراث وجمعه تذكرة وعبرة ، فيؤلف الحافظ ابو منصور عبد المحسن البغدادى مؤلفه فى استدراك عائشة على الصحابة ويؤلف الامام بدر الدين الزركشى شارح البخارى الاجابة لا يراد ما استدركته عائشة على الصحابة ويؤلف الحافظ السيوطى عين الاصابة فى استدراك عائشة على الصحابة وبتصدى لجمع مسنداتها لعلم \اهل السنة والورع احمد بن حنبل ثم يتلوه شيخ محنك من شويح الحفاظ ذاك ابو داود عبد الله صاحب السنن ويحتذى به المروزى احمد بن على وابن صاعد وغيرهم ، ثم ها هى ترى باعينها اباها شيخ الاسلام ووزيره وعزه وقد حانت ساعى الدنو من حضرة الحق فتقف على رأسه تنشده :

لعمركـ ا يفنى الثراء عن الفتى اذا حشر جت يوما وضاق بها الصدور



فيقول لها لا تقولى هكذا يا بنيتى ولكن قولى ، وجاءت سكرة الموت بالحق ذلك ما كنت منه تحيد فتسكت هنيهة ثم تعاود القول مرة اخرى فتقول :

وابيض يستسقى العمام بوجهــه ثمال اليتامى عصمة للارامــــل



فيقول لها باسما ذاك رسول اللهصلى الله عليه وسلم يا بنية : فتعود وتقول :

وكل ذى ابل لا بد مورثها وكل ذى سلب لا بد مسلوب
وكل ذى غيبة يؤوب وغائب الموت لا يؤوب



ثم ها هى تقف على قبره وتقول وقد التف الناس حولها كأن على رءوسهم الطير ن نضر الله وجهك يا أبى وشكر لك صالح سعيك فلقد كنت للدنيا مذلا بأعراضك عنها وللآخرة معزا باقبالك عليها ان كتاب الله ليعد بالعزاء عنك حسن العوض منك فانا انتجز من الله موعـــوده فيك بالصبر عليك واستعيضه منك بالدعاءلك فانا لله وانا اليه راجعون وعليك السلام ورحمة الله توديع غير قالبة لحياتك ولا زارية على القضاء فيك ثم ها هى يوم الحمين تقول : رحمك الله يا أبت ، فلئن أقاموا الدنيا لقد اقمت الدين ، استصغرت من دنياك ما اعظموا ورغبت بدينك عما أغفلوا واقتعدت مطى الجذر فلم تهتضم دينك ولم تنس غدرك ففاز عند المساهمة قد حك وخف مما استوزروا ظهرك ، ثم ها هى زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم وابنة صديقه وخليله تعتلى منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم فى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقج أحدق بها القوم تلبية لداعى الحق وهاتف الصدق فتقول ايها الناس ان لى عليكم حرمة الامومة وحق الوعظة لا يتهمنى الا من عصى ربه قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم بين سحرى ونحرى وأنا احدى نسائه فى الجنة وبه حصننى ربى من كل وضيع وبى ميز الله مؤمنكم من منافقكم .
وقد مضى رسول الله ، وهو عنه راض وقد طوقه وهف الأمامة ثم اضطرب حبل الدين فأخذ بطرفيه وربق لكم أثناءه فوقذ النفاق وغاض نبغ الردة ورأب الثأى وأوذم السقاء وامتاح من المهواة واجتهر دفن الرواء حتى أعطن الوارد واورد الصادر وعلى الناهل فقبضه الله واطئا على هام النفاق ، فانتظمت طاعتكم بحبله فولى أمركم رجلا مرعيا إذا ركن اليه بعيد ما بين اللابتين عركة للأذاة ، صفوحا عن أذاة الجاهلين يقظان الليل فى نصرة الإسلام * ثم ها هى وقد جمدت تلك الأنفاس وغيض ذلك النبع وابتلعت الأرض ماءها وأشرقت بنور ربها بحلول ذلك القلب الذى سكن خفوقه والصدر الذى جفت عروقه فيقف المشيعون وقد تصاعدت منهم الزفرات وانسالت العبرات واشتد اللاعج فى نفوسهم وجمدت الدموع فى أعينهم ، يقولون بلسان الحال لقد قلنا فى موت عرم ، مات نصف العم وفى موت على ثلاثة أعشار العلم وما نقول فيك يا عائشة إلا مات العلم كله ، تالله لقد أنطفأت شعلة وقادة فانا لله وإنا اليه راجعون يا عائشة ، وإنا لله وإنا اليه راجعون يا دعاة الإصلاح – إن لم تثبوا بالمرأة إلى معارج الرقى ومعارج السعادة ، أنشادكم الله أبلغوا بها أعالى السنام ، اقفزوا بها إلى مستوى بعيد ، أوجدوا لنا من نساء هذا القرن عائشة أخرى عائشة فى علمها ، فى سماتها ، فان النساء قد فسدت ورب الكعبة وما ذلك إلا لتركهن وشأنهن وهل تصلح الأمم والشعوب إلا بصلاحهن ؟ وهل يصلحن ن لم يكن لهن فى كل أمة دعاة إصلاح يدعوهن إلى الفضيلة ويستعرضوا لهن محاسن أمهات المؤمنين وفضليات نساء العالم ليتأسين بهن.
حسبى ما ذكرته ، نضر الله وجه صديقنا الاستاذ حجازى محمد خليل الذى عنى بجمع تراث هذه السيدة البارة فى صحائف سيستعرضها لهذه الأمة ( فهل من مدكر ) ؟

الطبيبة الثانية ( السيدة فاطمة الزهراء )



لا أدل على نبوغها فى الطب والتمريض من حادثة غزوة أحد التى كسرت فيها رباعية النبى صلى الله عليه وسلم وجرح وجاءه على عليه السلام لما رأى جرحه صلى الله عليه وسلم قد أدمى فصار يسكب الماء عليه ليوقف الدم فكلما أزداد سكبا للماء ازداد الدم سيلانا فأشفق الامام على ابن عمه صلى الله عليه وسلم فرأته فاطمة عليها السلام فهرولت اليه وقد طل قلبها ولبها حنانا وإشفاقا على سيد الخلق فعمدت الى حصيرة وأخ ت منه اعوادا وأحرقتها حتى استحالت رمادا فذرته على الجرح فتوقف الدم واستجمد لوقته ، تدل هذه الحادثة دلالة واضحة على رسوخ قدم السيدة فاطمة فى معرفة خواص النبات مضافا ذلك الى معرفتها فى فن الطب ، وبدهى ليس هذا بغريب وهى بنت سيد الخلق ومعلم الإنسانية صلى الله عليه وسلم ثن لننظر بعد ذلك الى ما يقرره الطب الحديث فى الحصير واستعمال رماده لتجمد الدم ، وليس هذا تأييدا لنظريتها ، حاشا ذلك ، إذ هى نبع استقى منه هذا التراث واليد ( قول علماء النبات
والطب فى الحصير ورماده )
الحصير ذلك النبات المعروف ، اذا تكامل زرعه ونما امتص املاحه من الارض التى منها املاح الصودا والبوتاسيا ذات التأثير العجيب فى تجمد الدم ، فاذا حرقت عيدانه تخلف عنها طربون معقم يمنع تولد الباكتيريا ( الجراثيم ) ويسد منافذ الدم الذى قد يكون متلوثا بشتى الجراثيم ويساعد على تضميده ،
ويذكر صاحب التذكرة من خواصه – قتل الميكروات التى تكون فى الجروح والثآليل الرطبة وربما حولت رطوبتها الى جفاف وقد تكون الخشاب عموما اذا حرقت تخلف عنها كربون نقى لا يساعد على بقاء الجراثيم ويحفظ الجروح فى حالة تطهير تام الا ان كربون الحصير يكون أنقى وأفعل .

الطبيبة الثالثة :
السيدة زينب الكبرى :



سيدة نساء الطف عليها السلام ، ذكر عنها أنها كانت فى موقعة اخيها الإمام الحسين عليه السلام قد حبست نفسها على تمريض الجرحى وتضميد جراحاتهم وكانت تستعين بمن معها من النساء اللواتى حضرن الموقعة كالسيدتين فاطمة وسكينة ابنتى الإمام وغيرهما .

الطبيبة الرابعة :
رفيدة الانصارية :



قد تعد رفيدة هذه فى مصاف النسوى اللواتى نبغن فى فن التمريض والصيدلة نبوغا بلغ مبلغه وقك كانت لها خضوة عند حضرة النبى صلى الله عليه وسلم انفردت لها عن غيرها وكثيرا ما كان النى صلى الله عليه وسلم يخصها بمداواةالجرحى وتعليل المرضى دون غيرها من النساء الممرضات وكان لها فى المسجد النبوى ( مشفى ) ، عيادة جعلت لها قسمين داخليا وخارجيا وصيدلة جمعت كثيرا من العقاقير والأدوية ، وكان كبار الصحابة اذا أصاب أحدهم مرضى تحول اليها فتمرضه وربما استلبثته فى المشفى حتى يبرأ من مرضه كما وقع لسعد بن معاذ يوم اصيب بالخندق وأمر النبى صلى الله عليه وسلم بتحويله الى عيادتها وكان يعوده فيها صباح مساء ، ( أنظر ابن اسحق فى السيرة والبخارى فى ألدب المفرد )

الطبيبة الخامسة :
الربيع بنت معوذ الانصارية



من بنى عدى بن النجار زوج اياس بن بكر الليثى وام ولده محمد بن اياس وهى من الصحابيات المبايعات بيعة الرضوان تحت الشجرة الذين قال الله تعالى فيهم ( إن الذين يبايعونك إنما يبايعون الله ) أخرج ابخارى والنسائى من طريق بشر بن المفضل عن خالد بن ذكوان عنها قالت كنا نغزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وتسقى القوم وتخدمهم ونرد القتلى والجرحى إلى المدينة .

الطبيبة السادسة :
كعيبة بنت سعد الاسلمية :



كانت فى بادىء أمرها ممرضة تمرض فى مشفى رفيدة ثم أخذت لها مشفى الى جانب مشفى رفيدة بالمسجد النبوى فكان من يصاب من الصحابة فى الغزوات حول اليها فتمرضه وهى فضلا عن كونها من الصحابيات الممرضات تعد من الفوارس اللواتى شهدن المعارك وجبن ساحات الوغى ، فقد ذكر عنها كما فما فى طبقات ابن سعد وغيرها انها شهدت فتح خيبر وشاركت المجاهدين فى الذود عن حياض الاسلام .

الطبيبة السابعة :
حمنة بنت جحش :



اخت عبد الله عبد الله أبنى جحش وزينب بنت جحش زوج النبى صلى الله عليه وسلم فى أسد الغابة والاصابة أنها كانت تسقى العطشى وتحمل الجرحى وتجاويهم ، ونعت لها النبى صلى الله عليه وسلم الكرسف وهو القطن كما فى نهاية ابن الأثير لسد منافذ الدم الذى كان كثيرا ما يأتيها ، ثم أمرها بأن تتلجم وان تتخذ ثوبا ، فانظر حكمة النبى صلى الله عليه وسلم فى أمره لها يحمل الكرسف وفيه ما فيه من المواد الطيبة التى تستوقف الدم وتسد منافذه .

الطبيبة الثامنة :
ليلى الغفارية :



يقول ابن عبد البر فى الاستيعاب ، كانت تخرج مع النبى صلى الله عليه وسلم فى مغازيه يداوى الجرحى وتقوم على المرضى وتحدث هى عن نفسها فتقول ، كنت أغزو مع النبى صلى الله عليه وسلم فأداوى الجرحى وأقوم على المرضى

الطبيبة التاسعة :
معاذة الغفارية :



من بنى غفار فى تفسير ابن مردوية عن عمرة عنها ، قالت معاذة الغفارية ، كنت أنيسا لرسول الله صلى الله عليه وسللم أخرج معه فى الاسفار أقوم على المرضى واداوى الجرحى .

الطبيبة العاشرة :
أم أيمن } بركة بنت ثعلبة النعمانية أم الطباء



{ مولاة النبى صلى الله عليه وسلم وحاضنته من فوارس الصحابيات وطبيباتهن ، كان الرسول صلى الله عليه وسلم يكثر من زيارتها واقتدى به خليفتاه أبو بكر وعمر ، شهدت خيبر وكانت تسقى المرضى وتداوى الجرحى وتمرض النساء وتنعت لهن الأدوية

الطبيبة الحادية عشر :
أم زياد الاشجعية :



كانت هى السادسة من النسوة اللواتى خرجن مع النبى صلى الله عليه وسلم فى غزوة خبير لمداواة الجرحى وكن يجعلن فى حقائبهن أدوية متنوعة ، تقول هى عن نفسها فيما أخرجه النسائى وابو داود وغيرهما عن حفيدها زياد الاشجعى ، خرجنا ومعنا دواء نداوى به الجرحى ونناول السهام وتسقى السويق.

الطبيبة الثانية عشر :
أم سنان الاسلمية :



من الصحابيات المبايعات كانت فى بادىء امرها ماشطة ولما خرج النبى صلى الله عليه وسلم الى خبير وبلغا تطوع النسوة فى الجيش للتمريض ، أتت النبى صلى الله عليه وسلم وقالت له يا رسول الله أتأذن لى أخرج معك أخرز السقاء وأداوى الجرحى فأذن لها وقال لها ان لك صواحب قد أذنت لهن من قومك ومن غيرهم فكونى معهم .

الطبيبة الثالثة عشر :
أم كبشة القضاعية :



جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأستأذنته فى الخروج فى مداواة الجرحى والمرضى وسقى الماء ، اخرج حديثها ابن ابى شيبة والطبرانى عن سعيد بن عمرو

الطبيبة الرابعة عشر :
أم ورقة بنت عبد الله بن الحارث الأنصارية :



أخرج حديثها أبو داود عن عبد الرحمن بن خلاد الانصارى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما غزا بدر أتته وقالت له او أذنت لى فغزوت معكم فمرضت مريضكم وداويت جريحكم فلعل الله ان يرزقنى الشهادة ، وقد انتهى بحثى هذا الذى عنيت به ويعلم الله أنى لم أعن به إلا لظهر للمسلمين فضائلل المسلمين والمسلمات فى صدر الاسلام وإيغالهم فى العلوم والمعارف حتى الطب مما نقصر أمامه الهمم وتنثنى دونه العزائم والعقول الحصيفة ، الا فليعلم ذلك دعاة المدينة ودعاة العلم الحديث وليأخذوا من تراث الاسلام ما يتبلغون به فى كل مهامهم العليمة والاجتماعية والعمرانية وليؤمن بأن الاسلام خير كله ، وكله طب القلوب ونور للابصار وشفاء لما فى الصدور .



أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: الطبيبات فى صدر الإسلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة نوفمبر 11, 2022 10:27 am 
غير متصل

اشترك في: الخميس مارس 29, 2012 9:53 pm
مشاركات: 46270
جزاك الله كل خير على هذا الطرح الرائع

_________________
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه
أستغفر الله العلى العظيم الذى لا اله الاّ هو الحى القيوم وأتوب اليه


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 2 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 8 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط