للإمام الحافظ العلامة المجتهد شيخ الإسلام تقي الدين السبكي رحمه الله.
قال الشيخ الإمام رحمه الله :
الحمد لله رب العالمين اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد ورضي الله عن أصحابه والتابعين وجميع المسلمين.
وبعد فهذا مختصر يسمى بإشراق المصابيح في صلاة التراويح مرتب على ثلاثة فصول.
الأول فيما نقل عن العلماء رضي الله عنهم فيها.
أما الشافعية :
فقال الشافعي رضي الله عنه في مختصر البويطي الوتر سنة وركعتا الفجر سنة والعيدان والاستسقاء والكسوف سنة مؤكدة وقد روي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ركعتين بعد الظهر وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء قال والكسوف والاستسقاء والعيدان أوكد وقيام رمضان في معناها في التأكيد.
وقال أبو علي الطبري في الإيضاح قيام رمضان سنة مؤكدة.
وقال البندنيجي في الذخيرة أما قيام رمضان فهو سنة مؤكدة.
وقال الغزالي في الإحياء سنة مؤكدة وإن كانت دون العيدين.
وقال الحليمي دلت صلاته يعني النبي صلى الله عليه وسلم بهم جماعة على أن القيام في شهر رمضان يتأكد حتى يداني الفرائض.
وقال ابن التلمساني في شرح التنبيه قيام رمضان سنة مؤكدة.
وفي نهاية الاختصار المنسوب إلى النووي رحمه الله ويؤكد الضحى والتهجد والتراويح.
وعند القاضي أبي الطيب وجماعة التراويح مما يسن له الجماعة وقالوا إن ما سنت له الجماعة آكد مما لم تسن له الجماعة وكلام التنبيه قريب من ذلك.
وأما الحنفية :
فعن أبي حنيفة رضي الله عنه عنه ثلاث روايات إحداها ذكرها صاحب شرح المختار وقال روى أسد بن عمرو عن أبي يوسف قال سألت أبا حنيفة رحمه الله عن التراويح وما فعله عمر رضي الله عنه فقال التراويح سنة مؤكدة ولم يخرجه عمر من تلقاء نفسه ولم يكن فيه مبتدعا ولم يأمر به إلا عن أصل لديه وعهد من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد سن عمر هذا وجمع الناس على أبي بن كعب وصلاها جماعة متواترون منهم عثمان وعلي وابن مسعود وطلحة والعباس وابنه والزبير ومعاذ وأبي وغيرهم من المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم أجمعين وما رد عليه واحد منهم بل ساعدوه ووافقوه وأمروا بذلك.
العبارة الثانية ذكرها الأستاذ الشهيد عن الحسن عن أبي حنيفة أنه قال القيام في شهر رمضان سنة لا ينبغي تركها.
العبارة الثالثة ذكرها السرخسي في المبسوط عن الحسن عن أبي حنيفة أن التراويح سنة لا يجوز تركها.
وقال العتابي في جوامع الفقه أما السنن فمنها التراويح وأنها سنة مؤكدة والجماعة فيها واجبة.
وقال صاحب المبسوط أجمعت الأمة على مشروعيتها ولم ينكرها أحد من أهل القبلة وأنكرها الروافض.
وفي المحيط الوتر سنة.
وقال الكرماني يعني سنة للرجال والنساء.
وقال بعض الروافض :
هي سنة للرجال دون النساء وقال بعضهم سنة عمر.
وعندنا هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقال الطحاوي قيام رمضان واجب على الكفاية لأنهم قد أجمعوا على أنه لا يجوز للناس تعطيل المساجد عن قيام رمضان
يتبع إن شاء الله.