من معجزات سيدنا محمد – صلى الله عليه وآله وسلم – القرآن – الكريم –
يقول الشيخ إبراهيم اللقاني المالكي رحمه الله ـ تعالى ـ
ومعجزاتُه كثيرةٌ غُرَرْ *** منها كلامُ اللهِ معجزُ البشرْ.
قوله (ومعجزاتُه كثيرةٌ )
أى : مما يجب اعتقاده أن الله ـ تعالى ـ أعطى نبيه سيدنا محمد ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ معجزات ، أى : خوارق للعادات كثيرة لا نهاية لها ، قيل : أعطاه الله مئة ألف وسبعين ألف معجزة ، منها مئة ألف فى القرآن ـ الكريم ـ ، والسبعون فى غيره والمراد الخوارق للعادات مطلقاً ، كانت قبل النبوة أو بعدها .
كيف ترقَى رُقِيَّك الأَنبياءُ ...... يا سماءً ما طاوَلَتْها سماءُ
قوله (غُرَرْ) جمع غرة
أى : واضحات ظاهرات كالغُرَّة فى الفرس أو كالصبح لا تضاهى ولا تماثل قال البرعي :
وإن ذكروا نجي الطور فاذكر .... نجي العرش مفتقراً لتغنى
فإن الله كلم ذاك وحياً .... وكلم ذا مشافهةً وأدنى
قوله (منها كلامُ)
أى : وهو أعظمها ، لبقائه بعد انتقاله الشريف ـ صلى الله عليه آله وسلم ـ ولجمعه أغلب معجزاته وهو القران ـ الكريم ـ والمراد به أللفظ المنزل على قلب سيدنا محمد ـ صلى الله عليه آله وسلم ـ المتعبد بتلاوته ، المقرون بدعوى التحدى :
قال تعالى (أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُوا مَنِ اسْتَطَعْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (13) فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (14) ) سورة هود
و قال ـ تعالى ـ ( وَإِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (23) فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ (24) ) سورة البقرة
قوله ( معجز البشر)
أى : والجن والملائكة ، إنما اقتصر على البشر لأنهم هم تصدوا لمعارضة القران بالفعل ، وختلفوا فى أقل ما يحصل الإعجاز فقيل : أقله سورة : ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ (1) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (2) إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (3) )
أو آية أو آيات وهو للقاضى عياض ، ولكن أعتمد أشياخنا أن الأية الطويلة معجزة كالثلاثة .
ــــــــــــــــــــــــ
شرح الصاوى على جوهرة التوحيد 1 \ 308 \ 309