موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: نظرة على حديث الإسراء والمعراج - 2
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مايو 24, 2004 1:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 25, 2004 12:52 pm
مشاركات: 170
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا هو الجزء الثانى من نظرة على قصة الإسراء والمعراج وما فيها من الفوائد والآداب
حال النبى صلى الله تعالى عليه وسلم قبل الإسراء والمعراج
ـ لا شك أن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم عانى كثيراً مع قومه وأهله ودعوتهم إلى عبادة الله وحده ونبذ عبادة الأوثان ، ولا شك أن معادة قريش لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قد تزداد يوماً بعد يوم ، وكان عم رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يدافع عنه ويصد عنه أذى المشركين ، وكانت أمنا أم المؤمنين خديجة رضى الله تعالى نعم الزوج والصاحب والأهل لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم تواسيه وتخفف عناء ما يلاقيه من قريش من عنت وعداء ، فكانا نصيرا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، هذا يدافع عنه ، وهذه تواسيه وتشد من أزره ، فلما قضى الله تعالى بموت عمه وزوجه شعر رسول الله تعالى بفقد الناصر البشرى والمعاون الزوجى ، فحزن لذلك أشد الحزن حتى سُمى ذلك العام ـ كما ورد فى بعض كتب السيرة ـ عام الحزن .
شق الصدر الشريف
ـ جاء فى بعض الروايات أن ملكين نزلا على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم قبل الإسراء به والعروج فأخذاه وشقا صدره فغسلوه فى طست من ذهب بماء زمزم(1) ـ وفى بعض الروايات بالثلج والبَرَد ـ ثم حشوه إيماناً وحكمة ، زيادة فى التطهير والتقديس لرحلة الإسراء والمعراج وسمع الوحى فى السماء وفرض الصلاة .
ـ وقال كثير من أهل العلم أن معجزة شق الصدر الشريف وقعت له صلى الله تعالى عليه وسلم عندما كان صغيراً فى بنى سعد لدى حليمة السعدية ـ ليقدس ويطهر من كل خلق ذميم حتى لا يتلبس بشئ مما يعاب على الرجال وحتى لا يكون فى قلبه شئ إلا التوحيد ـ وقيل : تكرر الشق مرة أخرى قبل رحلة ومعجزة الإسراء والمعراج ـ ليناسب تلك المعجزة وما يلقاه فيها وملاقاة الملائكة المطهرين والأنبياء والمرسلين والصلاة بهم فى عالم آخر وحال جديد ـ وقال بعضهم : بل وقع شق الصدر الشريف ثلاث مرات ، فالله أعلم .
ـ روى الإمام البخارى فى صحيحه (3\1173) : عن مالك بن صعصعة رضي الله عنهما قال قال النبي صلى الله تعالى عليه وسلم بينا أنا عند البيت بين النائم واليقظان وذكر يعني رجلا بين الرجلين فأتيت بطست من ذهب ملئ حكمة وإيمانا فشق من النحر إلى مراق البطن ثم غسل البطن بماء زمزم ثم ملئ حكمة وإيمانا …الحديث .
ـ قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : بطست من ذهب : الناظر للوهلة الأولى فى هذا الحديث الشريف يلفت نظره قوله : فأُتيتً بطست من ذهب ، يعنى أن الملَكين جاءا بهذا الطست من الذهب لغسل قلب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ، وإنما كان الطست من الذهب دون غيره من المعادن لمناسبات عدة ، منها :
ـ إنْ نظرتَ إلى لفظ "الذهب "تجده مطابقاً ومناسباً للفظ الإذهاب ، يعنى أن الله تعالى أراد أن يُذهب عن رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم الرجس ويطهره تطهيراً .
ـ وإنْ نظرتَ إلى معنى الذهب وأوصافه وجدته أنقى المعادن ـ والقلوب معادن ـ وأصفاه ، يقال : أنقى من الذهب ، فتجد المطابقة بين الذهب وبين قلب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم وما أريد به من النقاء والصفاء .
ـ كما أن من أوصاف الذهب أنه ثقيل ، وهو مناسب للوحى " إنا سنلقى عليك قولاً ثقيلاً" ، وكان رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إذا نزل عليه الوحى وعلى ظهر دابته ساخت أرجل الدابة فى الأرض من ثِقل الوحى على رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .
ـ كما أن من أوصاف الذهب أنه لا يأكله النار ، والله تعالى وعد صاحب القرآن أن لا تأكله النار ، فالنار يوم القيامة لا تأكل قلباً وعى القرآن ولا بدناً عمل به .
ـ كما أن من أوصاف الذهب أن الأرض لا تبليه والثرى لا يذريه ، وكذلك القرآن لا يُبدل ولا يخلق على كثرة الرد .
ـ كما أن من أوصاف الذهب أنه عزيز بين الناس نفيس عندهم ،وكذلك القرآن "وإنه لكتاب عزيز" .
ـ كما أن من أوصاف الذهب أيضاً أن زخرف الحياة الدنيا وزينتها ، بل وأهل الجنة يحلون أساور من ذهب ، ويطاف عليهم بصحاف من ذهب .
ـ فإذا كان ذلك كذلك ناسب أن يكون الطست الذى يُغسل فيه قلب سيد ولد آدم من الذهب لا من الحديد أو النحاس .
ـ ثم جاء الملكين بهذا الطست الذهبى وقد ملء إيماناً وحكمة ، فشقا صدر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم من النحر إلى السرة ، ثم استخرج أحدهما قلب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم واستخرج منه علقة سوداء فطرحها وقال لصاحبه : هذا حظ الشيطان منه ، وهو المدخل الذى قال فيه رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم " ما من مولود يولد إلا نخسه الشيطان فيستهل صارخاً من نخسة الشيطان إلا ابن مريم وأمه "(1) فصار قلباً سليماً حتى من وسوسة الشيطان ، ثم ختما على قلبه بعد أن غسلوه بماء زمزم ، وحشوه إيماناً وحكمة ، فلا يدخل إليه الشيطان ولا يخرج منه الإيمان والحكمة .
ـ ولئن كان إسماعيل عليه السلام قد وضع إبراهيم على رقبته السكين ليذبحه تنفيذاً لأمر الله تعالى كما جاءته الرؤيا ، ثم جاءه الفداء من الله تعالى كما فى سورة الصافات ، فهذا رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم يمسك الملَك بالسكين ويضجع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويضع السكين على نحره ويش نحره إلى موضع سرته صلى الله تعالى عليه وسلم بل ويستخرج قلب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم ويُخرج منه تلك العلقة السوداء التى هى حظ الشيطان من ابن آدم ، ثم يضع ويعيد القلب إلى موضعه ومكانه ثم يخيط صدر رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم مرة أخرى ، كل هذا ورسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم حى يرى ويسمع ما يجرى ، والحمد لله رب العالمين الذى بنعمته تتم الصالحات ، الذى جمع لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم معجزات من سبقه من الرسل والأنبياء صلوات ربى وسلامه عليهم أجمعين .
ـ وفى ختم الملَكين على قلب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم بعد غسله وحشوه إيماناً وحكمة ما يذكرنا بقول الله تعالى فى وصف رسوله صلى الله تعالى عليه وسلم مادحاً له " ولكن خاتم النبيين" وخاتم النبيين لا يعنى أنه صلى الله تعالى عليه وسلم هو آخر النبين ، فهذا فَهم قاصر ، فما موضع المدح فى نبى جاء آخر الأنبياء ، فإن كان ثمّ مدح كان الأولى أن يكون الممدوح هو السابق الأول من النبيين ، فالمدح يكون للأول لا للأخير ، ولكن المراد بقوله تعالى وبكون رسول الله "خاتم النبيين" أنه صلى الله تعالى عليه وسلم الذى ختمت الملائكة على قلبه بذلك الختم فلا ينفذ إليه الشيطان ولا بقليل الوسوسة ، كما أن الخاتم هو الشئ الموضع على الموضع النفيس ، كالختام الذى يضعه العبد على صندوق امتلأ بالذهب والجواهر مثلاً ، فإذا أراد صاحب الكنز إلا يطلع أحد على صندوقه وكنزه ختمه بالخاتم فى يطلع أحد على ما فى الصندوق إلا بعد أن يفض الخاتم ، وكذا هو رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم كما جاء فى حديث الشفاعة والاستغاثة يوم القيامة ، حيث يذهب الناس إلى آدم عليه السلام فيسألونه أن يخفف الله تعالى كرب يوم القيامة ، فيقول : لست لها ، اذهبوا إلى نوح ، فيذهب الناس إلى نوح عليه السلام فيسألونه أن يسأل ربه التخفيف ، فيقول : لسن لها ، اذهبوا إلى إبراهيم ، وهكذا حتى يأتوا النبى الخاتم محمد صلى الله تعالى عليه وسلم فيسألونه الشفاعة فيقول : أنا لها ، أنا لها ، فيشفع فى الناس يوم القيامة ، فإذا شفع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم شفع بعده الأنبياء ، أى يُفتتح باب الشفاعة المغلق المختوم بفض الخاتم بشفاعة النبى الخاتم صلى الله تعالى عليه وسلم ، ـ فإذا فُض الخاتم ، اطلع الناس على ما فى الصندوق ـ فإذا شفع رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم فُتح الباب لشفاعة النبيين والمرسلين ، فتأمل .
ـ قوله صلى الله تعالى عليه وسلم: فشق من النحر إلى مراق البطن : يعنى من أعلى الصدر إلى السرة ، وفى الشق إشارة إلى شق الفضاء والسموات لرسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم .
ـ قوله صلى الله تعالى عليه وسلم : ثم غسل : أى ذلك القلب الطاهر الشريف زيادة فى التقديس لتناسب تلك الرحلة العلوية والمعجزة الربانية ، ثم ملئ قلب رسول الله صلى الله تعالى عليه وسلم إيماناً وحكمة ، فلا يبقى فيه إلا الإيمان ، والحكمة : والحكيم الذى يضع الأشياء فى مواضعها الصحيحة ، ويرى ما لا يراه غيره من الإشارات والدلالات ، كما سيمر به صلى الله تعالى عليه وسلم من لقاء أنبياء مخصوصين دون غيرهم وفى لقاء كل واحد منهم من الإشارة والدلالة التي يعيها رسول الله ويفهمها ويضعها موضعها .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على حديث الإسراء والمعراج - 2
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد يونيو 17, 2012 2:17 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4105
مكان: الديار المحروسة
بارك الله فيك {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ المَسْجِدِ الحَرَامِ إِلَى المَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} سوره الإسراء

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على حديث الإسراء والمعراج - 2
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مايو 24, 2014 6:10 pm 
غير متصل

اشترك في: الأربعاء فبراير 03, 2010 12:20 am
مشاركات: 7928
اللهم صل على سيدنا محمد وآله وسلم
جزاكم الله خيرا
وصلى الله على سيدنا محمد وآله وسلم

_________________
صلوات الله تعالى تترى دوما تتوالى ترضي طه والآلا مع صحب رسول الله


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: نظرة على حديث الإسراء والمعراج - 2
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت يناير 25, 2025 10:09 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9767
يرفع بمناسبة الليلة المباركة

ليلة الإسراء والمعراج .. وكل عام وأنتم بخير

_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 4 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 38 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط