موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: فهم تقصير الثوب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يوليو 02, 2007 7:22 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت يونيو 23, 2007 6:49 am
مشاركات: 11
مكان: أسوان
[font=Comic Sans MS][font=Comic Sans MS][align=center]بسم الله الرحمن الرحيم [/align]
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وصلاة والسلام على سيدنا محمد والة وصحابتة وسلم تسليما كثيرا أما بعد................
فضيلة السيد الدكتور / محمود صبيح بارك الله فيكم نرجوا من سيادتكم الاجابة على هذا السؤال مع شياء من التفصيل بما تفضل الله عليكم أنتم وأخوانى فى هذا المنتدى السؤال هو
(بخصوص تقصير الثوب ورأى الفكر الوهابى فى هذا الموضوع والاحاديث الواردة بخصوص هذا الموضوع وما رأى جمهور العلماء وفهم جمهور العلماء فى هذا الموضوع فيما يخص حديث سيدنا محمد أرجو من سيادتكم التوضيح الوافى فى هذا الموضوع ولكم جزيل الشكر ) وفقنا الله وأياكم لصالح الاعمال [font=] [/font][/font]
[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يوليو 04, 2007 5:15 pm 
غير متصل

اشترك في: الخميس فبراير 26, 2004 3:38 pm
مشاركات: 1435

بسم الله , والحمد لله , والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا رسول الله وآله ومن والاه ... وبعد
الإخوة الأحباب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تلبية لمشاركة الأخ نور الحبيب فى موضوع تقصير الثوب .. أقول مستعينا بالله تعالى , ومستمدا من أمداد سيدنا ومولانا حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .

اعلم يا أخى , أن هذه المسألة فهمها مبنى على ثلا ثة أمور :

الأول : الأحاديث المطلقة الواردة فى النهى عن تطويل الإزار
الثانى : الأحاديث المقيدة لهذا العموم والإطلاق
الثالث : فهم الصحابة والعلماء لهذه الأحاديث

أما الأحاديث المطلقة الواردة فى النهى عن تطويل الإزار فهى :

مارواه النسائى فى الكبرى (5 / 491) عن سمـرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( ما تحت الكعبين من الإزار في النار )
ومارواه ابن حبان فى صحيحه (22 / 416- 417) عن المغيرة بن شعبة قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بحجزة سفيان بن أبي سهيل فقال ( يا سفيان لا تسبل إزارك فإن الله لا ينظر إلى المسبلين )
ومارواه الإمام أحمد فى مسنده (22 /149) عنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَعْقُوبَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : سَأَلْتُ أَبَا سَعِيدٍ هَلْ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِزَارِ شَيْئًا ؟ قَالَ نَعَمْ تَعَلَّمْ سَمِعْتُهُ يَقُولُ ( إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ لَا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ وَمَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ هُوَ فِي النَّارِ ) يَقُولُهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ


ومعنى كون هذه الأحاديث مطلقة , أنها تشمل كل من أطال إزاره , بقصد أو غير قصد .. وأنها غير معقولة المعنى .. ولا علة لها .
وهذا ليس صحيحا .. فهذه الأحاديث المطلقة قد قيدتها أحاديث أخرى وآثار .. وبينت أن للنهى علة .. وفهوما أخرى .. كما سأذكر الآن إن شاء الله .

فالنهى الوارد فى الأحاديث المطلقة له علة .. وهذه العلة هى مخصصة وصارفة لهذا النهى عن عمومه .. فمنها :

1- أن يكون الباعث هو قصد الخيلاء والكبر .
بدليل مارواه الترمذي (6 /341) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ )
وأخرجه النسائي فى السنن الكبرى (5 / 492) عن ابن عمر أيضا .. ولفظه :
(من جر إزاره لا يريد بذلك إلا المخيلة لم ينظر الله إليه يوم القيامة )

وبدليل مارواه البخاري (11 / 500) واللفظ له , وابن حبان (22 / 420- 421) و البيهقي فى شعب الإيمان (13 / 114) - عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( مَنْ جَرَّ ثَوْبَهُ خُيَلَاءَ لَمْ يَنْظُرْ اللَّهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ) َقَالَ أَبُو بَكْرٍ إِنَّ أَحَدَ شِقَّيْ ثَوْبِي يَسْتَرْخِي إِلَّا أَنْ أَتَعَاهَدَ ذَلِكَ مِنْهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ( إِنَّكَ لَسْتَ تَصْنَعُ ذَلِكَ خُيَلَاءَ )

وهذه العلة نص عليها العلامة الحافظ ابن حبان فى صحيحه (22 / 418- 419) حيث بوب بقوله : ذكر العلة التي من أجلها زجر عن هذا الفعل .
ثم ساق حديث ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( من جر ثيابه من مخيلة فإن الله لا ينظر إليه يوم القيامة )

وأبين من ذلك وأظهر فعل حضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وذلك حين انكسفت الشمس فى عهده , فقام مسرعا يجر إزاره .. والحديث فى صحيح البخارى .

وأما حديث أبى سعيد – السابق ذكره – والذى فيه ( إِزْرَةُ الْمُؤْمِنِ إِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ لَا جُنَاحَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَعْبَيْنِ وَمَا أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ هُوَ فِي النَّارِ )
فقد جاء مقيدا عند كل من الإمام مالك فى الموطأ (5 / 416) و ابن ماجه فى السنن (10 /422) عن أبى سعيد .. وفيه ( مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ مَا أَسْفَلَ مِنْ ذَلِكَ فَفِي النَّارِ , لَا يَنْظُرُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَى مَنْ جَرَّ إِزَارَهُ بَطَرًا )

2- ومن العلل الصارفة للعموم : البعد عن القاذورات والحفاظ على نقاء الثوب من الدنس , مما يجعل الرجل طاهر الملبس فى صلاته .
بدليل مارواه ابن أبي شيبة فى المصنف (6 / 27) - عن ابن مسعود قال : دخل شاب على عمر فجعل الشاب يثني عليه ، قال فرآه عمر يجر إزاره ، قال فقال له : يا ابن أخي ! ارفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك .

3- ومنها : أن يكون بقدم الإنسان بأس أو أذى أو ما شابه ذلك .
بدليل مارواه ابن أبي شيبة فى المصنف (6 / 27) - عن أبي وائل عن ابن مسعود أنه كان يسبل إزاره فقيل له في ذلك فقال : إني رجل حمش الساقين .

4- ومنها : أن لا يكون التقصير شعارا للمبتدعة , أو يكون للاشتهار بالصلاح والديانة , والتميز عن سائر المسلمين .
بدليل ما رواه عبد الرزاق فى المصنف (11 / 84) - عن أيوب – هو السختيانى - قال : كانت الشهرة فيما مضى في تذييلها ، والشهرة اليوم في تقصيرها.

وأما أقوال وفهوم العلماء .. فاسمع ما قال ابن بطال فى شرح البخارى (17 / 91- 92) :
قال عليه السلام ( لا ينظر الله إلى من جر إزاره خيلاء ) وهذا وعيد شديد .
وقال أهل العلم فى معناه : لا ينظر الله اليهم نظر رحمة إن أنفذ عليهم الوعيد ، فاتقى أمرؤ ربه ، وتأدب بأدبه وأدب رسوله وأدب الصالحين ، وذلل بالتواضع لله قلبه ، وأودع سمعه وبصره وجوارحه بالاستكانة بالطاعة ، وتحبب إلى خلقه بحسن المعاشرة ، وخالقهم بجميل المخالقة ، ليخرج من صفة من لا ينظر لله إليه ولايحبه .

والخيلاء والمخيلة : التكبر فى لسان العرب ، وفى حديث أبى بكر بيان أن سقط ثوبه بغير قصده وفعله ولم يقصد بذلك الخيلاء فإنه لا حرج عليه فى ذلك ، لقوله عليه السلام لأبى بكر ( لست ممن يصنعه خيلاء ) ألا ترى أن النبى عليه السلام جر ثوبه حين استعجل المسير إلى صلاة الخسوف ، وهو مبين لأمته بقوله وفعله .

وقد كان ابن عمر يكره أن يجر الرجل ثوبه على كل حال وهذه من شدائد ابن عمر، لأنه لم تخف عليه قصة أبى بكر وهو الراوى لها، والحجة فى السنة لا فى ماخالفها، وفى قول النبى عليه السلام وفى قول ابن عباس أنه مباح للرجل اللباس من الحسن والجمال فى جميع أموره إذا سلم قلبه من التكبر به على من ليس له مثل ذلك من اللباس، وقد وردت الآثار بذلك .

روى المعافى بن عمران ، عن هشام بن حسان ، عن ابن سيرين ، عن سواد بن عمرو الانصارى أنه قال : يا رسول الله إنى رجل حبب إلى الجمال وأعطيت منه ماترى حتى ماأحب أن يفوقنى أحد فى شراك نعلى ، أفمن الكبر ذاك ؟ قال ( لا، ولكن الكبر من بطر الحق وغمص - أو غمط - الناس ) .

ومن حديث عبد الله بن عمر أن النبى عليه السلام قال للذى ساله عن حبه لجمال ثيابه وشراك نعله : هل ذلك من الكبر؟ فقال عليه السلام ( لا، ولكن الله جميل يحب الجمال ).

فإن قيل: فقد روى وكيع ، عن أشعث السمان ، عن أبى سلام الأعرج ، عن على بن أبى طالب قال : إن الرجل ليعجبه شراك نعله أن يكون أجود من شراك صاحبه فيدخل فى قوله تعالى {تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علو فى الأرض ولا فسادا} الآية .

قال الطبرى : فالجواب أن من أحب ذلك ليتعظم به على من سواه من الناس ممن ليس له مثله ، فاختال به عليهم واستكبر ، فهو داخل فى عدة المستكبرين فى الأرض بغير الحق ، ولحقته صفة أهله

وإن أحب ذلك سرورًا لجودته وحسنه ، غير مريد به الاختيال والتكبر ، فإنه بعيد المعنى ممن عناه الله تعالى بقوله {لا يريدون علو فى الأرض ولا فسادا} بل هو ممن قد أخبر الله تعالى أنه يحب ذلك من فعله ، على ماورد فى حديث عبد الله بن عمر. انتهى كلام ابن بطال .

وقال الحافظ فى فتح الباري (16 / 333)
وَيُسْتَنْبَط مِنْ سِيَاق الْأَحَادِيث أَنَّ التَّقْيِيد بِالْجَرِّ خَرَجَ لِلْغَالِبِ ، وَأَنَّ الْبَطَر وَالتَّبَخْتُر مَذْمُوم وَلَوْ لِمَنْ شَمَّرَ ثَوْبه ، وَاَلَّذِي يَجْتَمِع مِنْ الْأَدِلَّة أَنَّ مَنْ قَصَدَ بِالْمَلْبُوسِ الْحَسَن إِظْهَار نِعْمَة اللَّه عَلَيْهِ مُسْتَحْضِرًا لَهَا شَاكِرًا عَلَيْهَا غَيْر مُحْتَقِر لِمَنْ لَيْسَ لَهُ مِثْله لَا يَضُرّهُ مَا لَبِسَ مِنْ الْمُبَاحَات ، وَلَوْ كَانَ فِي غَايَة النَّفَاسَة .

فَفِي صَحِيح مُسْلِم عَنْ اِبْن مَسْعُود أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ( لَا يَدْخُل الْجَنَّة مَنْ كَانَ فِي قَلْبه مِثْقَال ذَرَّة مِنْ كِبْر ) ، فَقَالَ رَجُل : إِنَّ الرَّجُل يُحِبّ أَنْ يَكُون ثَوْبه حَسَنًا وَنَعْله حَسَنَة ، فَقَالَ ( إِنَّ اللَّه جَمِيل يُحِبّ الْجَمَال ، الْكِبْر بَطَر الْحَقّ وَغَمْط النَّاس ) .أهـ

وقال الإمام النووي فى شرحه على مسلم (7 / 168)
وَأَمَّا فِقْه الْأَحَادِيث فَقَدْ سَبَقَ فِي كِتَاب الْإِيمَان وَاضِحًا بِفُرُوعِهِ ، وَذِكْرنَا هُنَاكَ الْحَدِيث الصَّحِيح أَنَّ الْإِسْبَال يَكُون فِي الْإِزَار وَالْقَمِيص وَالْعِمَامَة ، وَأَنَّهُ لَا يَجُوز إِسْبَاله تَحْت الْكَعْبَيْنِ إِنْ كَانَ لِلْخُيَلَاءِ ، فَإِنْ كَانَ لِغَيْرِهَا فَهُوَ مَكْرُوه ، وَظَوَاهِر الْأَحَادِيث فِي تَقْيِيدهَا بِالْجَرِّ خُيَلَاء تَدُلّ عَلَى أَنَّ التَّحْرِيم مَخْصُوص بِالْخُيَلَاءِ ، وَهَكَذَا نَصَّ الشَّافِعِيّ عَلَى الْفَرْق كَمَا ذَكَرْنَا .

وقال : فَمَا نَزَلَ عَنْ الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ مَمْنُوع . فَإِنْ كَانَ لِلْخُيَلَاءِ فَهُوَ مَمْنُوع مَنْع تَحْرِيم ، وَإِلَّا فَمَنْع تَنْزِيه . وَأَمَّا الْأَحَادِيث الْمُطْلَقَة بِأَنَّ مَا تَحْت الْكَعْبَيْنِ فِي النَّار فَالْمُرَاد بِهَا مَا كَانَ لِلْخُيَلَاءِ ، لِأَنَّهُ مُطْلَق ، فَوَجَبَ حَمْله عَلَى الْمُقَيَّد . وَاللَّه أَعْلَم . قَالَ الْقَاضِي : قَالَ الْعُلَمَاء : وَبِالْجُمْلَةِ يُكْرَه كُلّ مَا زَادَ عَلَى الْحَاجَة وَالْمُعْتَاد فِي اللِّبَاس مِنْ الطُّول وَالسَّعَة . وَاللَّهُ أَعْلَم .

وقال الإمام السيوطى فى الديباج على مسلم (1 / 120) :
المسبل إزاره المرخي له الجار طرفيه خيلاء فهو مخصص بالحديث الآخر ( لا ينظر الله إلى من جر ثوبه خيلاء ) وقد رخص صلى الله عليه وسلم في ذلك لأبى بكر حيث كان جره لغير الخيلاء . قال ابن جرير : وخص ذكر الإزار لأنه عامة لباسهم . أ هـ

وقال النَّفْرَاوِيُّ الْمَالِكِيُّ فى الفواكه الدواني على رسالة ابن أبي زيد القيرواني (8 / 205- 207) : وَلَا يَجُرُّ الرَّجُلُ إزَارَهُ بَطَرًا وَلَا ثَوْبَهُ مِنْ الْخُيَلَاءِ وَلْيَكُنْ إلَى الْكَعْبَيْنِ فَهُوَ أَنْظَفُ لِثَوْبِهِ وَأَتْقَى لِرَبِّهِ .
ثم قال :
( تَنْبِيهٌ ) مَفْهُومُ بَطَرًا إلَخْ يَقْتَضِي أَنَّهُ يَجُوزُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَجُرَّ ثَوْبَهُ أَوْ إزَارَهُ إذَا لَمْ يَقْصِدْ بِذَلِكَ كِبْرًا وَلَا عُجْبًا .
ثُمَّ عَلَّلَ مَطْلُوبِيَّةَ كَوْنِ إزْرَةِ الرَّجُلِ إلَى الْكَعْبَيْنِ بِقَوْلِهِ : ( فَهُوَ ) أَيْ كَوْنُ مَا ذُكِرَ لِلْكَعْبَيْنِ ( أَنْظَفُ لِثَوْبِهِ ) وَإِزَارِهِ لِعَدَمِ وُصُولِهِ إلَى الْأَرْضِ ( وَأَتْقَى لِرَبِّهِ ) أَيْ أَبْعَدُ لِمَقْتِ رَبِّهِ لِانْتِفَاءِ مَا يُوجِبُ غَضَبَهُ تَعَالَى لِقُرْبِ تِلْكَ الْحَالَةِ مِنْ التَّوَاضُعِ ، وَأَفْعَلُ التَّفْضِيلِ فِي كَلَامِ الْمُصَنِّفِ لَيْسَ عَلَى بَابِهِ فَهُوَ عَلَى حَدِّ : { رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ }

وقال البهوتى الحنبلى فى كشاف القناع عن متن الإقناع (2 /304)
( فَإِنْ أَسْبَلَ ثَوْبَهُ لِحَاجَةٍ كَسَتْرِ سَاقٍ قَبِيحٍ مِنْ غَيْرِ خُيَلَاءَ أُبِيحَ ) قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ : جَرُّ الْإِزَارِ ، وَإِسْبَالُ الرِّدَاءِ فِي الصَّلَاةِ ، إذَا لَمْ يُرِدْ الْخُيَلَاءَ فَلَا بَأْسَ . أ هـ

والحاصل .. أن الأمر بتقصير الثوب , والنهى الوارد فيمن أطال ثوبه .. ليس على عمومه , ولكنه خاص بمن يطيل ثوبه بقصد الفخر والخيلاء .
أما من خلت منه هذه الخصلة .. أو طال ثوبه كعادة من عادات الناس .. ولم يكن فى فكره أو خاطره أى شئ .. أو حافظ على نقاء وطهارة ثوبه .. مع كونه طويلا ... أو أطال ثوبه بغرض ستر عيب .. قد يسبب له أذى نفسيا ... أو أطاله بغرض طبى .. فكل هذه الأشياء تمنع دخول صاحبها تحت النهى الوارد .

ولى هنا لفتة .. وهى أن مراعاة أحوال الناس ... وعادات البلاد والعباد .. أمر مهم فى الشريعة , وراعته الفقهاء .. وعلى سبيل السرد السريع ... فإن الإمام مالك كان يعتبر من حلق شاربه كله .. مثلة .. قد يعزر بسببها

ويعد عمل أهل المدينة كأصل من أصول مذهبه .. رعاية واهتمام لأحوال الناس ومتغيراتهم .
كما أن إطالة الثوب من غير كبر أو فخر ... عند بعض العلماء .. أقصاه أن يكون نهى تنزيه ... فلا ينبغى أن نبالغ فى الأمور .. أو نرتب على فرعيات , هى من باب الآداب ..

أقول : لا ينبغى أن نعدها عقائديات .. أو قواعد وثوابت نفاصل ونخاصم عليها الناس . والله أعلم

واعتذر عن الإطالة .

وصل اللهم وسلم وعظم وشرف وكرم حضرة مولانا رسول الله وآل بيته الطاهرين .


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: بارك الله فيك أخى
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة يوليو 06, 2007 9:15 pm 
غير متصل

اشترك في: السبت يونيو 23, 2007 6:49 am
مشاركات: 11
مكان: أسوان
[font=Comic Sans MS]السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة
أخى الكريم مريد الحق بارك الله فيك وجعلك ممدود من سيدنا محمد بنورة وعلمة
[/font]


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 3 مشاركة ] 

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 25 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط