msobieh كتب:
الأحباب الأفاضل:
بعيدا عن النقاش بين الفاضل ابن أميرة والفاضل حتى لا أحرم نقول شيئا هاما
أو على الأصح نذكر نقطة هامة
وهي أن الإمام الشافعي رضوان الله عليه كان في حديث المخزومية يرويه ويقول :
" لو أن فلانة سرقت لقطعت يدها ......"
ولا يقل الاسم أبدا
وهذا من فهمه الدقيق ونظره الثاقب وورعه وأدبه
سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما يشاء
لكن لا أحد يستخدم ما قاله سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم
الله يقول ما يشاء لكن لا أحد يستخدم هذا القول إلا تلاوة
يعنى الله عز وجل قال في سورة الإسراء
{وَإِنْ كَادُوا لَيَفْتِنُونَكَ عَنِ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ لِتَفْتَرِيَ عَلَيْنَا غَيْرَهُ وَإِذًا لَاتَّخَذُوكَ خَلِيلًا (73) وَلَوْلَا أَنْ ثَبَّتْنَاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئًا قَلِيلًا (74) إِذًا لَأَذَقْنَاكَ ضِعْفَ الْحَيَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لَا تَجِدُ لَكَ عَلَيْنَا نَصِيرًا (75)}
طبعا لا أحد يذهب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ويقول له كادوا ...... ولولا أن الله ثبتك ....إذا لفعل الله كذا وكذا.........
طبعا هذه زندقة
الله يقول ما يشاء, سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول ما يشاء......
ونحن في خندق الأدب
نجانا الله وإياكم من شر الزلل والمزلة
بارك الله فيكم أجمعين
استاذنا الكريم بارك الله فيكم على التنبيه والتوضيح .
1 - سلمنى وسلمنا جميعا الله وأنجانا من الزلل والزلة و من كل ما يسئ الى الذرية الطاهرة .
2 - اسلم لكم بما تقولوه والتزم به فى المستقبل بإذن الله .. لكن ما كان لى أن اتصرف فى نص حديث لسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتبديل الا أن يسبقنى أمام لذلك .. وما دام الأمام الشافعى رضى الله عنه فعلها فأنا له تبع .
3 - وبالنسبة لأستخدام قوله صلى الله عليه وسلم .. فأتفق مع سيادتكم .. فقد كان استخدامى للقول قبيحا .. لكن لم يكن ذلك الا لمحاولة الإفهام .. فى أشياء تكفى فيها الإشارة دون العبارة .
4 - عندما أقرأ الحديث أو أستشهد به لا يخطر ببالى أبدا المعنى الظاهر وهو ما يشبه التهديد وانما أتعامل معه بمعناه الباطن من أن السيدة فاطمة الزهراء أحب اليه من سيدنا اسامة بن زيد حب رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وهو الذى كان سببا رئيسيا فى هذا الحديث وهذا القول .
5 - سبب فهمى السابق للحديث هو نص قرأته وأنا فى مرحلة الثانوى تقريبا.. للدكتورة عائشة عبد الرحمن وهى تتكلم عن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها فى موقف يشبه هذا .. (بغض النظر عن كتابات أخرى لها غير موفقة فيها)
"... وكانت هناك , يوم خرج النبى صلى الله عليه وسلم الى قريش وقد نزل عليه قوله تعالى : "وأنذر عشيرتك الأقربين" فجعل ينادى :
"يا معشر قريش , اشتروا انفسكم ... لا أغنى عنكم من الله شيئا ... "
"يا عبد مناف , لا أغنى عنكم من الله شيئا ...
"يا عباس بن عبد المطلب , لا اغنى عنك من الله شيئا , وياصفية عمة رسول الله , لا أغنى عنك من الله شيئا , ويا فاطمة بنت محمد , سلينى ماشئت من مالى , لا أغنى عنك من الله شيئا "
وخفق قلب فاطمة رضى الله عنها حنانا وتأثرا , فهمست تقول :
- لبيك يا أحب والد وأكرم داع ...
ثم جمعت نفسها وسارت بين الناس بهيكلها اللطيف , مرفوعة الهامة مشرقة الأسلرير , وكأنهما ازدهاها أن بختارها أبوها النبى صلى الله عليه وسلم , من بين أخواتها جميعا , بل من بين أهل بيته الخاص , ليؤكد للبشر أنه لا يغنى من الله شيئا عن أعز الناس عنده وأحبهم اليه وأدناهم منه ...لقد بدأ بقريش قومه وقبيلته , ثم ببنى مناف عشيرته الأقربين , ثم عمه العباس وعمته صفية , ثم كانت فاطمة هى آخر من يتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم مثلا فى ذلك الموقف الجليل . فعند اذن , ينتهى أقصى ما يبلغه صلى الله عليه وسلم فى العظة والإعتبار , واذا كان محمد صلى الله عليه وسلم لا يغنى عن فاطمة رضى الله عنها من الله شيئا , فهل يطمع غيرها - كائنا من كان - فى أن يغنى عنه أحد من الله شيئا !؟ "
هذا الفهم من الدكتورة عائشة عبد الرحمن(فى أن استخدام اسمها رضى الله عنها هو لمعنى خاص ودلالة خاصة ) هو أول شئ جميل أقرأه عن السيدة فاطمة الزهراء رضى الله عنها .. فبقى هذا الانطباع الايجابى (تخصيصها بالمعنى لخصوصية فيها ) وأنا اقرأ حديثنا موضع النقاش.. (وبالطبع هذا الحدث الذى تتكلم عنه الدكتورة خاص ببداية الدعوة وقبل الشفاعة .. وهو ليس قوله النهائى صلى الله عليه وسلم فى آخر الدعوة )
6 - رزقنا الله الأدب الظاهر والباطن مع النبى صلى الله عليه وسلم وذريته .. ولا حرمنا الله منكم ومن توجيهات سيادتكم .