بسم الله الرحمن الرحيم
سيدي الشريف فضيلة مولانا الدكتور محمود حفظه الله كتب:
وقال فى الباب الثالث والسبعون : "وسموا رجبيون لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا فى شهر رجب من أول استهلال هلاله إلى انفصاله ، ثم يفقدون ذلك الحال من أنفسهم فلا يجدونه إلى دخول رجب من السنة الآتية وقليل من يعرفهم من أهل هذا الطريق ، وهم متفرقون فى البلاد ويعرف بعضهم بعضاً ، منهم من يكون باليمن وبالشأم وبديار بكر لقيت واحدا منهم بدنيسير من ديار بكر مارأيت منهم غيره وكنت بالأشواق إلى رؤيتهم ، ومنهم من يبقى عليه فى سائر السنة أمر ما مما كان يكاشف به فى حاله فى رجب ، ومنهم من لا يبقى عليه شىء من ذلك ،
التعاريف - المناوي (ص: 360)
{ ... ورجال الله في طريق الصوفية هم المسمون ب عالم الأنفاس وهو اسم يعمهم وهم على طبقات كثيرة وأحوال مختلفة فمنهم من تجمع له الحالات والطبقات كلها ومنهم من يحصل له البعض وما من طائفة إلا لها لقب خاص ومنهم من يحصره عدد في كل زمن ومنهم من لا ومنهم الرجبيون وهم أربعون في كل زمن بلا زيادة ولا نقص وهم أرباب القول الثقيل سموا به لأن حال هذا المقام لا يكون لهم إلا في رجب ثم بانقضائه يفقدون الحال إلى قابل وهم متفرقون بالبلاد يعرف بعضهم بعضا وقل من يعرفهم من أهل الطريق وكل منهم في رجب يجد أن السماء انطبقت عليه فيضطجع ولا تتحرك منه جارحة ولا يقدر على قيام ولا قعود ولا حركة يبقى ذلك عليه أول يوم ثم يخف شيئا فشيئا ويقع له الكشف والتجلي والاطلاع على المغيبات ولا يزال مسجى حتى يدخل شعبان فيقوم كأنما نشط من عقال فإن كان ذا تجارة أو صنعة اشتغل بشغله وسلب عنه حاله إلا من شاء الله أن يبقى عليه وهو حال غريب مجهول السبب }