موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 04, 2024 7:44 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 85 - 87)

الباب الثاني عشر في ذكر مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وفضله

قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة حين اشتد الضحى من يوم الاثنين لاثنتي عشرة ليلة مضت من ربيع الأول، فنزل في علو المدينة في بني عمرو بن عوف على كلثوم بن الهدم، فمكث عندهم الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، فأخذ مربد كلثوم فعمله مسجداً وأسسه، وصلى فيه إلى بيت المقدس.

وخرج من عندهم يوم الجمعة عند ارتفاع النهار، فركب ناقته القصواء وحشد المسلمون ولبسوا السلاح عن يمينه وشماله، وخلفه منهم الماشي والراكب، واعترضه الأنصار فما يمر بدار من دورهم إلا قالوا: هلم يا رسول الله إلى القوة والمنعة والثروة، فيقول لهم خيراً ويدعو لهم، ويقول عن ناقته: إنها مأمورة خلوا سبيلها، فمر ببني سالم فأتى مسجدهم الذي في الوادي -وادي رانوناء- وأدركته صلاة الجمعة فصلى بهم هنالك، وكانوا مائة رجل، فكانت أول جمعة صلاها بالمدينة.

ثم ركب راحلته وأرخى لها زمامها، وسار حتى انتهت به إلى زقاق الحبشي ببني النجار، فبركت على باب دار أبي أيوب الأنصاري، فنزل النبي صلى الله عليه وسلم، ينزل عليه القرآن ويأتيه جبريل حتى ابتنى مسجده ومساكنه.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد نزل سفل بيت أبي أيوب، وذكر أبو أيوب أنه فوق النبي صلى الله عليه وسلم فلم يزل ساهراً حتى أصبح، فأتاه فقال: يا رسول الله إني أخشى أن أكون ظلمت نفسي أن أبيت فوق رأسك، فقال عليه الصلاة والسلام: السفل أرفق بنا وبمن يغشانا.

فلم يزل أبو أيوب رضي الله عنه يتضرع إليه حتى انتقل إلى العلو، وأقام رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت أبي أيوب سبعة أشهر. وكان بنو مالك بن النجار يحملون كل يوم قصاع الثريد إلى النبي صلى الله عليه وسلم يتناوبون ذلك بينهم إلا سعد بن عبادة، فإنه ما كان يقطع جفنته في كل ليلة إلى دار أبي أيوب، فيدعو النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فيأكلون.

وروى البخاري ومسلم في ((الصحيحين)) من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم لما أخذ المربد من بني النجار، كان فيه نخل وقبور المشركين وخرب، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالنخل فقطع، وبقبور المشركين فنبشت، وبالخرب فسويت.

قال: فصفوا النخل قبلة له وجعلوا عضادتيه حجارة. قال: وكانوا يرتجزون ورسول الله صلى الله عليه وسلم معهم:
اللهم إن الخير خير الآخرة ... فاغفر للأنصار والمهاجرة

وجعلوا ينقلون الصخر، وطفق النبي صلى الله عليه وسلم ينقل اللبن معهم في ثيابه ويقول:
هذا الحمال لا حمال خيبر ... هذا أبر ربنا وأطهر

وبنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده مربعاً وجعل قبلته إلى بيت المقدس، وطوله سبعون ذراعاً أو يزيد، وجعل له ثلاثة أبواب: باباً في مؤخره، وباب عاتكة -وهو باب الرحمة-، والباب الذي كان يدخل منه النبي صلى الله عليه وسلم وهو باب عثمان.

ولما صرفت القبلة إلى الكعبة سد النبي صلى الله عليه وسلم الباب الذي كان خلفه، وفتح الباب الآخر حذاءه، فكان المسجد له ثلاثة أبواب: باب خلفه، وباب عن يمين المصلى، وباب عن يساره، وجعلوا أساس المسجد من الحجارة وبنوا باقيه من اللبن.

وفي ((الصحيحين)) كان جدار المسجد عند المنبر ما كانت الشاة تجوزه، وقالت عائشة رضي الله عنها: كان طول جدار المسجد بسطة، وكان عرض الحائط لبنة لبنة، ثم إن المسلمين كثروا فبنوه لبنة ونصفاً، ثم قالوا: يا رسول الله، لو أمرت فزيد فيه؟. قال: صلى الله عليه وسلم: نعم، فأمر به فزيد فيه وبنى جداره لبنتين مختلفتين، ثم اشتد عليهم الحر فقالوا: يا رسول الله، لو أمرت بالمسجد فظلل، قال: نعم، فأمر به فأقيم له سواري من جذوع النخل شقة ثم شقة، ثم طرحت عليها العوارض والخصف والإذخر، وجعل وسطه رحبة، فأصابتهم الأمطار فجعل المسجد يكف عليهم فقالوا: يا رسول الله، لو أمرت بالمسجد يعمر فطين، فقال لهم: ((عريش كعريش موسى ثمام وخشيبات والأمر أعجل من ذلك)) .

فلم يزل كذلك حتى قبض صلى الله عليه وسلم.

ويقال: إن عريش موسى عليه السلام كان إذا قام أصاب رأسه السقف.

قال أهل السير: بنى النبي صلى الله عليه وسلم مسجده مرتين، بناه حين قدم أقل من مائة في مائة، فلما فتح الله عليه خيبر، بناه وزاد عليه في الدور مثله، وصلى النبي صلى الله عليه وسلم فيه متوجهاً إلى بيت المقدس ستة عشر شهراً، ثم أمر بالتحول إلى الكعبة، فأقام رهطاً على زوايا المسجد ليعدل القبلة، فأتاه جبريل عليه السلام فقال: يا رسول الله، ضع القبلة وأنت تنظر إلى الكعبة، ثم قال بيده هكذا، فأماط كل جبل بينه وبينهما، فوضع القبلة وهو ينظر إلى الكعبة لا يحول دون نظره شيء، فلما فرغ قال جبريل هكذا، فأعاد الجبال والشجر والأشياء على حالها وصارت قبلته إلى الميزاب.

أخبرنا أبو القاسم المظفري والأزجي في كتابيهما عن أبي علي الأصفهاني، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي محمد الخلدي، أنبأنا محمد بن عبد الرحمن، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا محمد بن الحسن بن زبالة، حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن هشام بن سعد بن أبي هلال، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كانت قبلة النبي صلى الله عليه وسلم الشام، وكان مصلاه الذي يصلي فيه بالناس إلى الشام من مسجده موضع الأسطوانة المخلقة اليوم خلف ظهرك، ثم تمشي إلى الشام، حتى إذا كنت بيمنى باب آل عثمان، كانت قبلته في ذلك الموضع.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت ديسمبر 07, 2024 1:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 88 - 90)

فضيلة المسجد والصلاة فيه

أنبأنا أبو عبد الله أحمد بن الحسن بن أحمد العطار، أخبرنا أبو سعد عمار بن طاهر الهمذاني، حدثنا مكي بن عبد السلام الرميلي، أنبأنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي، أخبرنا محمد بن محمد الواسطي، حدثنا عمر بن الفضل بن مهاجر، حدثنا أبي، حدثنا الوليد بن حماد الرملي، حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تشد الرحال إلا لثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى)) ، أخرجه البخاري في ((صحيحه)) .

أنبأنا القاسم بن علي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الحسن، أخبرنا منهال بن بشر، أخبرنا علي بن محمد الفارسي، أنبأنا الذهلي، حدثنا أبو أحمد محمد بن عبدوس، حدثنا يعقوب بن حميد، حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من دخل مسجدي هذا يتعلم خيراً أو يعلمه، كان بمنزلة المجاهد في سبيل الله. ومن دخله لغير ذلك من أحاديث الناس، كان كالذي يرى ما يعجبه وهو لغيره)) .

أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن الحسن الهمذاني في كتابه قال: أخبرنا القاضي أبو الحسين محمد بن محمد الفقيه، قال أنبأنا عبد العزيز بن أحمد النصيبي، أنبأنا أبو بكر محمد بن أحمد الواسطي، حدثنا عمرو بن الفضل ابن مهاجر، حدثنا أبي، حدثنا الوليد، أخبرنا محمد بن النعمان، أخبرنا سليمان بن عبد الرحمن، أخبرنا أبو عبد الملك، عن عبد الواحد بن زيد، عن شهر بن حوشب، عن عبد الله قال: سكن الخضر بيت المقدس فيما بين باب الرحمة إلى باب الأسباط وهو يصلي في كل جمعة في خمسة مساجد: المسجد الحرام، ومسجد المدينة، ومسجد بيت المقدس، ومسجد قباء، ويصلي كل ليلة جمعة في مسجد الطور، ويأكل كل جمعة أكلتين من كمأة وكرفس، ويشرب مرة من زمزم ومرة من جب سليمان الذي ببيت المقدس، ويغتسل من عين سلوان.

أنبأنا أبو الفرج بن الجوزي قال: أنبأنا عباد بن أحمد الحسنباذي، قال: أخبرنا الحسن بن عمر الأصبهاني، أنبأنا الحسن بن علي البغدادي، حدثنا محمد بن علي الهمذاني، حدثنا محمد بن عمران، حدثنا يحيى بن نصير، أخبرنا موسى بن عبيدة، عن داود بن مدرك، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أنا خاتم الأنبياء، ومسجدي خاتم مساجد الأنبياء، أحق المساجد أن يزار وتركب إليه الرواحل، وصلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه من المساجد إلا المسجد الحرام)) .

وأخرج مسلم في ((الصحيح)) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صلاة في مسجدي هذا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام)) .

أخبرنا عبد الوهاب بن علي، أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، أنبأنا أبو محمد الصريفيني، أنبأنا أبو بكر بن عبدان، حدثنا عبد الواحد بن المهتدي بالله، حدثنا أيوب بن سليمان الصعدي، حدثنا أبو اليمان، حدثنا العطاف بن خالد، عن عبد الله بن عثمان بن الأرقم بن أبي الأرقم عن أبيه، عن جده رضي الله عنه قال: قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إني أريد أن أخرج إلى بيت المقدس. قال: ((فلم)) ! قلت: للصلاة فيه، قال: ((هاهنا أفضل من الصلاة هناك ألف مرة)) .

أنبأنا أبو القاسم النعال، عن أبي علي الأصبهاني، عن أبي نعيم الحافظ، عن جعفر الخلدي، قال: أنبأنا أبو يزيد المخزومي، أخبرنا الزبير ابن بكار، أخبرنا محمد بن الحسن، حدثني إسماعيل بن المعلى، عن يوسف ابن طهمان، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من خرج على طهرٍ لا يريد إلا الصلاة في مسجدي حتى يصلي فيه، كان بمنزلة حجة)) .

وحدثني محمد بن الحسن، حدثني حاتم بن إسماعيل، عن يحيى بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن بن أبي لبيبة، عن جده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يغلب على مسجدي هذا الكلاب والذئاب والضباع، فيمر الرجل ببابه فيريد أن يصلي فيه فما يقدر عليه)) .


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 09, 2024 11:12 am 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 90 -91)

ذكر حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم

لما بنى رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجده، بنى بيتين لزوجتيه عائشة وسودة رضي الله عنهما على نعت بناء المسجد من لبن وجريد النخل، وكان لبيت عائشة رضي الله عنها مصراعٌ واحدٌ من عرعر أو ساج، ولما تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلم نساءه بنى لهن حجراً، وهي تسعة أبيات. وهي ما بين بيت عائشة رضي الله عنها إلى الباب الذي يلي باب النبي صلى الله عليه وسلم.

قال أهل السير: ضرب النبي صلى الله عليه وسلم الحجرات ما بينه وبين القبلة والشرق إلى الشام، ولم يضربها في غربيه، وكانت خارجة من المسجد مديرة به إلا من المغرب، وكانت أبوابها شارعة في المسجد.

قال عمران بن أبي أنس: كان منها أربعة أبيات بلبن لها حجر من جريد، وكانت خمسة أبيات من جريد مطينة لا حجر لها، على أبوابها مسوح الشعر، وذرعت الستر فوجدته ثلاثة أذرع في ذراع.

قال مالك بن أنس رضي الله عنه: وحدثني الثقة عندي أن الناس كانوا يدخلون حجرات أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بعد وفاته يصلون فيها يوم الجمعة.
قال مالك: وكان المسجد يضيق عن أهله، وحجر النبي صلى الله عليه وسلم ليست من المسجد، ولكن أبوابها شارعة في المسجد.

قالت عائشة رضي الله عنها: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا اعتكف يدني إلي رأسه فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة الإنسان)) .

أخبرنا صالح بن أبي الحسن الخريمي، أنبأنا محمد بن عبد الباقي الأنصاري قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري، قال: أنبأنا أبو عمرو بن حيوة، قال: أخبرنا أبو الحسن بن معروف، أخبرنا الحارث بن أبي أسامة، حدثنا محمد بن سعد، أخبرنا محمد بن عمرو، حدثنا عبد الله بن يزيد الهذلي، قال: رأيت بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم حين هدمها عمر بن عبد العزيز كانت بيوتاً باللبن ولها حجر من جريد، ورأيت بيت أم سلمة رضي الله عنها وحجرتها من لبن، فسألت ابن ابنها فقال: لما غزا رسول الله صلى الله عليه وسلم دومة، بنت أم سلمة بلبنٍ حجرتها، فلما قدم نظر إلى اللبن فقال صلى الله عليه وسلم: ((ما هذا البناء)) !! فقالت: أردت أن أكف أبصار الناس، فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا أم سلمة إن شر ما ذهب فيه مال المسلم البنيان)) .

وقال عطاء الخراساني: أدركت حجر أزواج النبي صلى الله عليه وسلم من جريد النخل على أبوابها المسوح من شعر أسود، فحضرت كتاب الوليد بن عبد الملك يقرأ يأمر بإدخال حجر النبي صلى الله عليه وسلم في مسجده، فما رأيت باكياً أكثر من ذلك اليوم.

وسمعت سعيد بن المسيب رضي الله عنه يقول يومئذٍ: والله لوددت أنهم لو تركوها على حالها، ينشأ ناس من أهل المدينة ويقدم القادم من الأفق فيرى ما اكتفى به رسول الله صلى الله عليه وسلم في حياته، فيكون ذلك مما يزهد الناس في التكاثر والفخر.

وقال عمران بن أبي أنس: لقد رأيتني في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه نفر من أصحابه؛ أبو سلمة بن عبد الرحمن، وأبو أمامة بن سهل، وخارجة ابن زيد -يعني لما نقضت حجر أزواجه عليه الصلاة والسلام- وهم يبكون حتى اخضلت لحاهم من الدمع، وقال يومئذ أبو أمامة: ليتها تركت حتى يقصر الناس من البنيان ويروا ما رضي الله عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم ومفاتيح الدنيا بيده.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 10, 2024 12:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 91 - 93)

ذكر بيت السيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم رضي الله عنها

كان خلف بيت النبي صلى الله عليه وسلم عن يسار المصلي إلى الكعبة، وكان فيه خوخة إلى بيت النبي صلى الله عليه وسلم. كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل إلى المخرج اطلع منها يعلم خبرهم، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بابها كل صباح فيأخذ بعضادتيه ويقول: ((الصلاة الصلاة، إنما يريد الله ليذهب عنك الرجز أهل البيت ويطهركم تطهيراً)) .

وقال محمد بن قيس: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفر أتى فاطمة رضي الله عنها، فدخل عليها وأطال عندها المكث، فخرج مرة في سفرٍ فصنعت فاطمة رضي الله عنها مسكتين من ورق وقلادة وقرطين، وستراً لباب بيتها لقدوم أبيها وزوجها، فلما قدم عليه الصلاة والسلام ودخل إليها، وقف أصحابه على الباب، فخرج وقد عرف الغضب في وجهه، ففطنت فاطمة رضي الله عنها إنما فعل ذلك لما رأى المسكتين والقلادتين والستر.

فنزعت قرطيها، وقلادتيها، ومسكتيها، ونزعت الستر وأنفذت به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت للرسول: قل له: تقرأ عليك ابنتك السلام، وتقول لك: اجعل هذا في سبيل الله.

فلما أتاه قال: ((قد فعلت فداها أبوها، (ثلاث مرات) ، ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله من الخير جناح بعوضة ما سقى كافراً منها شربة ماء)) ، ثم قام فدخل عليها.

وقال محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لما أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم الستر من فاطمة رضي الله عنها شقه لكل إنسان من أصحابه ذراعين ذارعين.

وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قدم من سفرٍ قبل رأس فاطمة رضي الله عنها.

أنبأنا أبو القاسم التاجر، عن أبي علي الحداد، عن أبي نعيم الحافظ، عن أبي محمد الخواص قال: أخبرنا أبو يزيد المخزومي، حدثنا الزبير بن بكار، حدثنا محمد بن الحسن، حدثني عبد الله بن إبراهيم بن عبد الله أن جعفر بن محمد، كان يقول: قبر فاطمة رضي الله عنها في بيتها الذي أدخله عمر بن عبد العزيز في المسجد.

قلت: وبيتها اليوم حوله مقصورة وفيه محراب، وهو خلف النبي عليه الصلاة والسلام.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 11, 2024 12:14 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 93)

ذكر مصلى النبي صلى الله عليه وسلم بالليل

روى عيسى بن عبد الله عن أبيه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطرح حصيراً كل ليلة إذا انكفت الناس، ورأيت علياً كرم الله وجهه ثم يصلي صلاة الليل.

قال عيسى: وذلك موضع الأسطوان الذي على طريق النبي صلى الله عليه وسلم مما يلي الدور.

وروي عن سعيد بن عبد الله بن فضيل، قال: مر بي محمد بن علي بن الحنفية رضي الله عنه وأنا أصلي إليها، قال لي: أراك تلزم هذه الأسطوانة! هل جاءك فيها أثر؟ قلت: لا، قال: فالزمها، فإنها كانت مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالليل.

قلت: وهذه الأسطوانة وراء بيت فاطمة رضي الله عنها وفيها محراب، إذا توجه الرجل كان يساره إلى باب عثمان رضي الله عنه.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 12, 2024 2:13 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 93 -95)

ذكر الجذع الذي كان يخطب إليه النبي عليه الصلاة والسلام

أخبرنا أبو محمد بن أبي نصر الجنابذي، أخبرنا يحيى بن علي المديني، أخبرنا أبو الحسين بن النقور، أخبرنا أبو القاسم بن حبابة، حدثنا أبو القاسم البغوي، حدثنا هدبة بن خالد، حدثنا حماد بن عمار بن أبي عمار، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يخطب إلى جذع نخلة، فلما اتخذ المنبر تحول إليه، فحن الجذع وأتى النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه فسكن، فقال عليه الصلاة والسلام: ((لو لم أحتضنه لحن إلى يوم القيامة)) .

أنبأنا عبد الرحمن بن علي قال: أخبرنا يحيى بن علي قال: أخبرنا جابر بن ياسين، أخبرنا المخلص، قال: أنبأنا أبو حميد، قال: حدثنا شيبان بن فروخ، حدثنا المبارك بن فضالة، حدثنا الحسن عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب يوم الجمعة إلى خشبة مسنداً ظهره إليها، فلما كثر الناس قال: ((ابنوا لي منبراً)) ، فبنوا له منبراً له عتبتان، فلما قام على المنبر يخطب حنت الخشبة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.

قال أنس: وأنا في المسجد، فسمعت الخشبة، تحن حنين الواله، فما زالت تحن حتى نزل إليها صلى الله عليه وسلم فاحتضنها فسكنت، فكان الحسن رضي الله عنه إذا حدث بهذا الحديث بكى، ثم قال: يا عباد الله! الخشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم شوقاً إليه، فأنتم أحق أن تشتاقوا إلى لقائه!!

وفي لفظ: فنزل إليه النبي صلى الله عليه وسلم فاحتضنه وساره بشيء.
وفي لفظ: فصاحت النخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت تنشق.
وفي لفظ: فجعلت تئن أنين الصبي الذي يسكت حتى استقرت.
وفي لفظ: كانت تبكي على ما كانت تسمع من الذكر، كل هذه الألفاظ في ((الصحيح)) .

وقال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: لما سكن الجذع أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يحفر له ويدفن.

وقال أبو بريدة الأسلمي: لما سكن الجذع، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: إن شئت أن أردك إلى الحائط الذي كنت فيه كما كنت، فتنبت لك عروقك ويكمل خلقك، ويجدد لك خوص وثمر، وإن شئت أن أغرسك في الجنة فتأكل أولياء الله من ثمرك؟؟ ، ثم أصغى إليه النبي صلى الله عليه وسلم يسمع ما يقول، قال: بل تغرسني في الجنة فيأكل مني أولياء الله، وأكون في مكان لا أداس فيه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((نعم قد فعلت)) ؛ وعاد إلى المنبر، ثم أقبل صلى الله عليه وسلم على الناس فقال: ((خيرته كما سمعتم فاختار أن أغرسه في الجنة، اختار دار البقاء على دار الفناء) .

وقالت عائشة رضي الله عنها: لما قال له النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، غار الجذع فذهب.

وقال ابن أبي الزناد: لم يزل الجذع على حاله زمان رسول الله وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما، فلما هدم عثمان رضي الله عنه المسجد اختلف في الجذع، فمنهم من قال: أخذه أبي بن كعب فكان عنده حتى أكلته الأرضة، ومنهم من قال: دفن في موضعه، وكان الجذع في موضع الأسطوانة المخلقة التي عن يمين محراب النبي صلى الله عليه وسلم عند الصدوق.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 13, 2024 1:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 95 -98)

ذكر عمل المنبر

وروى البخاري في ((الصحيح)) من حديث أبي حازم أن نفراً جاؤوا إلى سهل بن سعد، قد تحاروا في المنبر من أي عودٍ هو؟ فقال: أما والله إني لأعرف من أي عود هو، ومن عمله، رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أول يوم جلس عليه، فقلت له: فحدثنا، فقال: أرسل عليه الصلاة والسلام إلى امرأة: انظري غلامك النجار يعمل لي أعواداً أكلم الناس عليها، فعمل هذه الدرجات الثلاث، ثم أمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فوضعت بهذا الموضع وهي من طرفاء الغابة.

وفي ((صحيح البخاري)) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه أن امرأة من الأنصار قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه، فإن لي غلاماً نجاراً، قال: ((إن شئت)) ، فعمل له المنبر.

وروى أبو داود في ((سننه)) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداري: ألا أتخذ لك منبراً يا رسول الله يجمع، أو يحمل عظامك! قال: بلى. قال: فاتخذ له منبراً مرقاتين.

وروى عن أبي الزناد أنه عليه الصلاة والسلام كان يخطب يوم الجمعة إلى جذع في المسجد، فقال: إن القيام قد شق علي، وشكا ضعفاً في رجليه، فقال له تميم الداري وكان من أهل فلسطين: يا رسول الله أنا أعمل لك منبراً كما رأيت يصنع بالشام، قال: فلما أجمع ذوو الرأي من أصحابه على اتخاذه، قال العباس بن عبد المطلب رضي الله عنه: إن لي غلاماً يقال له: كلاب، أعمل الناس، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: فمره يعمل، فأرسل إلى أثلة بالغابة فقطعها، ثم عملها درجتين ومجلساً، ثم جاء بالمنبر فوضعه في موضع المنبر اليوم، ثم راح إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فلما جاوز الجذع يريد المنبر حن الجذع ثلاث مرات كأنه خوار بقرة، حتى ارتاع الناس وقام بعضهم على رجليه، فأقبل عليه الصلاة والسلام حتى مسه بيده فسكن، فما سمع له صوت بعد ذلك، ثم رجع إلى المنبر فقام عليه.

وقد روي أن اسم هذا الغلام الذي صنع المنبر: مينا، وقال عمر بن عبد العزيز: عمله صباح، غلام العباس بن عبد المطلب.

قال الواقدي: وفي سنة ثمان من الهجرة اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم منبره، واتخذه درجتين ومقعدة.

عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال صلى الله عليه وسلم: ((قوائم منبري رواتب في الجنة، وما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) .
وفي ((الصحيحين)) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((منبري على حوضي)) .

قال الخطابي: معناه من لزم عبادة الله عنده سقي من الحوض يوم القيامة.

قلت: الذي أراه أن المعنى هذا المنبر بعينه يعيده الله على حاله فينصبه عند حوضه، كما تعود الخلائق أجمعون.

أخبرنا أبو طاهر المبارك بن المبارك العطار قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن الخطيب، (ح) وأخبرنا هبة الله بن الحسن بن السبط قال: أخبرنا أحمد بن عبد الله العكبري قالا: أخبرنا أبو طالب العشاري، أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين قال: حدثنا علي بن محمد العسكري، حدثني دارم بن قبيصة، حدثني نعيم بن سالم قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((منبري على ترعة من ترع الجنة)) .

قال أبو عبيد القاسم بن سلام: في الترعة ثلاثة أقوال:

أحدها: أنها الروضة تكون على المكان المرتفع خاصة.
والثاني: أنها الباب.
والثالث: أنها الدرجة.

وروى أبو داود في ((السنن)) من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال صلى الله عليه وسلم: ((لا يحلف أحد عند منبري هذا على يمين آثمة ولو على سواك أخضر، إلا تبوأ مقعده من النار، أو وجبت له النار))
.
وقال ابن أبي الزناد: كان صلى الله عليه وسلم يجلس على المنبر ويضع رجليه على الدرجة الثانية، فلما ولي أبو بكر رضي الله عنه قام على الدرجة الثانية ووضع رجليه على الدرجة الثالثة السفلى، فلما ولي عمر رضي الله عنه قام على الدرجة السفلى ووضع رجليه على الأرض إذا قعد، فلما ولي عثمان رضي الله عنه فعل كذلك ست سنين، ثم علا فجلس موضع النبي صلى الله عليه وسلم وكسى المنبر قبطية، فلما حج معاوية رضي الله عنه كساه قبطية وزاد فيه ست درجات، ثم كتب إلى مروان بن الحكم، وهو عامله على المدينة أن ارفع المنبر على الأرض، فدعا له النجارين وعمل هذه الدرجات ورفعوه عليها وصار المنبر تسع درجات بالمجلس، لم يزد فيه أحد قبله ولا بعده.

قال: ولما قدم المهدي المدينة سنة إحدى وستين ومائة قال لمالك بن أنس رضي الله عنه: إني أريد أن أعيد منبر النبي صلى الله عليه وسلم على حاله! فقال له مالك: إنما هو من طرفاء وقد سمر إلى هذه العيدان وشد، فمتى نزعته خفت أن يتهافت ويهلك، فلا أرى أن تغيره.

قلت: وطول منبر النبي صلى الله عليه وسلم ذراعان وشبر وثلاث أصابع، وعرضه ذراع راجح، وطول صدره وهو مستند النبي صلى الله عليه وسلم ذراع، وطول رمانتي المنبر اللتين يمسكهما رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس يخطب شبر واصبعان، وطول المنبر اليوم ثلاثة أذرع وشبر وثلاث أصابع، والدكة التي هو عليها طول شبر وعقدة، ومن رأسه إلى عتبته خمسة أذرع وشبر.

وقد زيد فيه اليوم عتبتان وجعل له باب يفتح يوم الجمعة، ولم يزل الخلفاء إلى يومنا هذا يرسلون في كل سنة ثوباً من الحرير الأسود وله علم ذهب يكسى به المنبر، ولما كثرت الكسوة عندهم أخذوها فجعلوها ستوراً على أبواب الحرم.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 13, 2024 8:53 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 98 - 99)

ذكر الروضة

أخبرنا أبو طاهر بن المعطوش قال: أخبرنا أبو الغنائم بن المهتدي، (ح) وأخبرنا أبو القاسم الهمذاني، أخبرنا أبو العز بن كادش، قالا: أخبرنا محمد ابن علي بن الفتح الحربي، قال: أخبرنا أبو الحفص بن شاهين، حدثنا علي ابن محمد العسكري حدثنا دارم بن قبيصة، حدثني نعيم بن سالم بن قنبر، قال: سمعت أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما بين حجرتي ومنبري روضة من رياض الجنة)) ، أخرجه البخاري ومسلم في ((الصحيحين)) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه وقال: ((بيتي)) مكان ((حجرتي)) .

وقال الخطابي: معناه من لزم طاعة الله تعالى في هذه البقعة، آلت به الطاعة إلى روضة من رياض الجنة.

قلت: والذي هو عندي أن يكون هذا الموضع بعينه روضة في الجنة يوم القيامة.

وقال أبو عمر بن عبد البر: معناه أن النبي صلى الله عليه وسلم كانت الصحابة تقتبس منه العلم في ذلك الموضع، فهو مثل الروضة.

قلت: ويؤيد قوله: قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا مررتم برياض الجنة فارتعوا)) . قالوا: يا رسول الله، وما رياض الجنة؟ قال: ((حلق الذكر)) .


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد ديسمبر 15, 2024 12:20 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 99 - 100)

ذكر سد الأبواب الشوارع في المسجد

روى البخاري في ((الصحيح)) من حديث أبي سعيد الخدري قال: خطب النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((إن الله خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ما عنده)) ، فبكى أبو بكر، فقلت في نفسي: ما يبكي هذا الشيخ أن يكون الله عز وجل خير عبداً بين الدنيا وبين ما عنده فاختار ما عند الله، فكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو العبد وكان أبو بكر أعلمنا، فقال: ((يا أبا بكر لا تبك، إن أمن الناس علي في صحبته وماله أبو بكر، ولو كنت متخذاً من أمتي خليلاً لاتخذت أبا بكر خليلاً، ولكن أخوة الإسلام ومودته، لا يبقين في المسجد باب إلا سد إلا باب أبي بكر) .

قال أهل السير: كان بابه في غربي المسجد.

وروى ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالأبواب كلها فسدت إلا باب علي رضي الله عنه.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 16, 2024 12:17 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 100)

ذكر تجميره

ذكر أهل السير: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أتى بسفط من عودٍ فلم يسع الناس، فقال: اجمروا به المسجد لينتفع به المسلمون، فبقيت سنةً في الخلفاء إلى اليوم، يؤتى في كل عام بسفطٍ من عودٍ يجمر به المسجد ليلة الجمعة ويوم الجمعة عند المنبر، من خلفه إذا كان الإمام يخطب.

قالوا: وأتي عمر بن الخطاب رضي الله عنه بمجمرة من فضة فيها تماثيل من الشام، فكان يجمر بها المسجد ثم توضع بين يدي عمر، فلما قدم إبراهيم بن يحيى بن محمد والياً على المدينة، غيرها وجعلها ساذجاً، وهي في يومنا هذا منقوشة.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين ديسمبر 16, 2024 7:30 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 100)

ذكر تخليقه

روي أن عثمان بن مظعون رضي الله عنه تفل في المسجد فأصبح مكتئباً، فقالت له امرأته: مالي أراك مكتئباً؟ فقال: لا شيء، إلا أني تفلت في القبلة وأنا أصلي، فعمدت إلى القبلة فغسلتها ثم خلقتها، فكانت أول من خلق القبلة.

وقال جابر بن عبد الله رضي الله عنه كان أول من خلق المسجد عثمان بن عفان رضي الله عنه، ثم لما حجت الخيزران أم موسى وهارون في سنة سبعين ومائة أمرت بالمسجد أن يخلق، فتولى تخليقه جاريتها مؤنسة، فخلقته، جميعه حتى الحجرة الشريفة جميعها.

قلت -العبد الفقير-: التخليق معناه التطييب وهو وضع الطيب


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء ديسمبر 17, 2024 8:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 101)

منع آكل الثوم من دخوله

روى البخاري في ((الصحيح)) أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزل مسجدنا)) .
وفي لفظ آخر: ((فلا يقربن مسجدنا)) .


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء ديسمبر 18, 2024 5:36 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 101)

النهي عن رفع الصوت فيه

روى البخاري في ((الصحيح)) أن السائب بن يزيد رضي الله عنه قال: كنت نائماً في المسجد، فحصبني رجل فنظرت فإذا هو عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: اذهب فائتني بهذين فجئته بهما، فقال: ممن أنتما؟ أو من أين أنتما؟ فقالا: من الطائف، قال: لو كنتما من أهل البلد لأوجعتكما، ترفعان أصواتكما في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم؟!.


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس ديسمبر 19, 2024 7:19 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 101)

جواز النوم فيه

روى البخاري في ((الصحيح)) أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما كان ينام في المسجد وهو شاب عزب لا أهل له.

وروى أيضاً من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال: ((جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيت فاطمة رضي الله عنها فلم يجد علياً رضي الله عنه في البيت، فقال: أين ابن عمك، فقالت: كان بيني وبينه شيء فغاضبني، فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لإنسان: انظر أين هو فأخبره، فجاءه رسول الله صلى الله عليه وسلم هو مضطجع قد سقط رداءه عن شقه، وأصابه تراب، فقال له: قم أبا تراب)) .


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: Re: في ذكر أسماء المدينة وذكر أول ساكنيها
مشاركة غير مقروءةمرسل: الجمعة ديسمبر 20, 2024 8:38 pm 
غير متصل

اشترك في: الأحد إبريل 15, 2012 12:39 pm
مشاركات: 9218

الدرة الثمينة في أخبار المدينة (ص: 102)

جواز الصلاة على الجنائز فيه

روى أبو داود في ((السنن)) من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: والله لقد صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم على ابني بيضاء في المسجد سهيل وأخيه.

وروى أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من صلى على جنازة في المسجد فلا شيء عليه)) .


_________________
أبا الزهراء قد جاوزت قدري *** بمدحك بيد أن لي انتسابا

سألت الله في أبناء ديني *** فإن تكن الوسيلة لي أجــابا


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 50 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة السابق  1, 2, 3, 4  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 15 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط