أحكام الجهاد وفضائله (ص: 56 -58) لسلطان العلماء العز بن عبد السلام
فَصْلٌ فِيْ فَضْلِ الْجِهَادِ
قَالَ اللهُ تَعَالَى:{وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً[النساء :74}
وَقَالَ تَعَالَى: {وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْراً عَظِيماً(95) دَرَجَاتٍ مِّنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللّهُ غَفُوراً رَّحِيماً [النساء : 95-96}.
وَرَوَى أبُوْ سَعِيْدٍ عَن رَّسُوْلِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَنَّهُ قَالَ : { مَنْ رَضِيَ بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالْإِسْلَامِ دِيْناً وَبِمُحَمَّدٍ رَّسُوْلاً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ} فَعَجِبَ لَهَا أبُوْ سَعِيْدٍ فَقَالَ:أَعِدْهَا عَلَيَّ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ. فَأَعَادَهَا ِعَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ :{وَأُخْرَى يَرْفَعُ اللَّهُ بِهَا الْعَبْدَ مِائَةَ دَرَجَةٍ فِي الْجَنَّةِ ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِثْلُ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ }
ِقَالَ : وَمَا هِيَ يَا رَسُوْلَ اللَّهِ ؟قَالَ :{الْجِهَادُ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ ، الْجِهَادُ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ ، الْجِهَادُ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ } [ مُسْلِم ] .
وَقَالَ:{ إِنَّ فِي الْجَنَّةِ ماِئَةَ دَرَجَةٍ أَعَدَّهَا اللَّهُ تَعَالَى لِلْمُجَاهِدِيْنَ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالِأَرْضِ } [ البخاريّّ ] .
وَقَالَ:{ مَثَلُ الْمُجَاهِدِ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ كَمَثَلِ الصَّائِمِ الْقَائِمِ الْقَانِتِ بِآيَاتِ اللَّهِ لَا يَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلَا صَلَاةٍ حَتَّى يَرْجِعَ الْمُجَاهِدُ فِيْ سَبِيْلِ اللَّه ِتَعَالَى }
[ مُتَّفَق ِعَلَيْه ]
وَسُئِلَ :أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ ؟ فَقَالَ:{ إِيْمَانٌ بِاللّهِ وَرَسُوْلِهِ } ، قِيْلَ: ثُمَّ مَاذَا ؟قَالَ :{جِهَادٌ فِيْ سَبِيْلِ اللَّهِ } قِيْلَ : ثُمَّ مَاذَا ؟قَالَ:{ حَجٌّ مَبْرُوْرٌ }
[ مُتَّفَقٌ ِعَلَيْهِ ] .
إِنَّمَا فَضَّلَ اللَّهُ الْجِهَادَ وَجَعَلَهُ تِلْوَ الْإِيْمَانِ لِمَا ذَكَرْنَا مِنْ مَصَالِحِهِ الْعَاجِلَةِ وَمَنَافِعِهِ الْآجِلَةِ .