[font=Arial][center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:4 double green;][cell=filter:;]
[align=right]قراءة سورة يس عند الدفن، وتلقين الميت
--------------------------------------------------------------------------------
اطلعنا على الطلب المقدم من / ..... – المقيد برقم 1073 لسنة 2005م المتضمن السؤال عن حكم الشرع فيما يأتي :
أولاً : عند نزول الميت في القبر يقرأ أهل القرية سورة يس حتى يغلق القبر .
ثانيًا : تلقين الميت بعد دفنه وإغلاق القبر عليه .
ثالثًا : عندما ننتهي من صلاة الفرض نصلي على الميت ، ثم نصلي السنة .
--------------------------------------------------------------------------------
أولاً : عند نزول الميت في القبر يقرأ أهل القرية سورة يس حتى يغلق القبر .
الجــــــــــــــــــواب
قراءة القرآن عمومًا عند القبر حالة الدفن وبعده مشروعة ، وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآثار كثيرة عن السلف الصالح في ذلك ذكرها الخلاّل الحنبلي في جزء " القراءة على القبور " ، والقرطبي المالكي في كتـابه " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ، والسيوطي الشافعي في " شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور " ، حتى إن الشيخ العثماني نقل الإجماع على ذلك في كتابه " رحمة الأمة في اختلاف الأئمة " ، وعبارته في ذلك : " وأجمعوا على أن الاستغفار والدعاء والصدقة والحج والعتق تنفع الميت ، ويصل إليه ثوابه ، وقراءة القرآن عند القبر مستحبة " ا هـ .
وأما خصوص سورة يس : فقد ورد فيها حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ » رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم ، قال القرطبيفي" التذكرة " : " وهذا يحتمل أن تكون هذه القـراءة عند الميت في حال موته ، ويحتمل أن تكون عند قبره " ا هـ ، وقال ابن حجـر الهيتمي في " الفتاوى " : " أخذ ابن الرفعة وغيره بظاهر الخبر ، وتَبِعَ هؤلاء الزركشيُّ فقال : لا يَبْعُدُ – على القول باستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه – أنه يندب قراءتها في الموضعين " ا هـ .
وعليه فإن قراءة سورة يس عند نزول الميت في قبره أمر مشروع ومستحب يثاب عليه الحي وينتفع به الميت .
ثانيًا : تلقين الميت بعد دفنه وإغلاق القبر عليه .
الجــــــــــــــواب
يُسن تلقين الميت بعد الدفن ؛ لما روي عن راشد بن سعـد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير – وهم من قدماء التابعين من أهل حمص – قالوا : " إذا سُوِّيَ على الميت قبرُه وانصرف الناس عنه كانوا يستحبون أن يقال للميت عند قبره : يا فلان قل لا إله إلا الله اشهد أن لا إله إلا الله ، ثلاث مرات ، يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم ينصرف " رواه سعيد بن منصور في سننه .
ورُوي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نصنع بموتانا ؛ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : « إذا مات أحدٌ من إخوانكم فسوَّيتُمُ التراب على قبْرِهِ فَلْيَقُمْ أَحدُكُم على رأسِ قبْرِهِ ثم ليقل : يا فـلان ابن فلانة ، فإنه يَسْمَعُهُ ولا يُجِيبُ ، ثم يقول : يا فلان ابن فلانة ، فإنه يَسْتَوِي قاعدًا ، ثم يقول : يا فلان ابن فلانة ، فإنه يقول : أَرشِدنا يرحمك الله ، ولكن لا تشعرون ، فَلْيَقُلْ : اذكر ما خَرَجْتَ عليه من الدنيا ؛ شهادةَ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد نبيًّا ، وبالقرآن إمامًا . فإنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يأخذ كل واحدٍ بيـد صاحبه ويقول : انطلق بنا ؛ ما يُقْعِدُنا عند من لُقِّنَ حُجَّتَهُ ! ويكون الله تعالى حُجَّتَهُ دُونَهُمَا » فقال رجل : يا رسول الله ! فإن لم يعرف أمه ؟ قال : « يَنْسُبُهُ إلى أُمِّهِ حَوَّاءَ : يا فلان ابن حَوَّاءَ » رواه الطبراني وابن شاهين وغيرهما ، قال الحـافظ ابن حجر رحمه الله : وإسناده صالح وقد قوّاه الضياء في أحكامه ا هـ .
وقال الإمام النووي في " الروضة " : " والحديث الوارد فيه ضعيف ، لكن أحاديث الفضائل يُتسامح فيها عند أهل العلم من المحدِّثين وغيرهم ، وقد اعتضد هذا الحديث بشواهد من الأحاديث الصحيحة ، كحديث « اِسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ » ووصية عمرو بن العاص رضي الله عنه . ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا التلقين من العصر الأول وفي زمن من يُقتدَى بـه " . ا هـ .
وقـد قال تعالى : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات 55) ،وأحوج ما يكون العبد إلى التذكير في هذه الحالة .
وقال ابن القيم في كتاب " الروح " : " جرى عليه عمل الناس قديمًا وإلى الآن ، والحديث وإن لم يثبت فاتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كافٍ في العمل به ، وما أجرى الله سبحانه وتعالى العادة قط بأن أمة طَبَّقَتْ مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأمم عقولاً وأوفرها معارف تُطْبِقُ على مخاطبة من لا يسمع ولا يعقل وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكِر ، بل سَنَّهُ الأولُ للآخر ، ويقتدي فيه الآخرُ بالأول " ا هـ .
ثالثًا : عندما ننتهي من صلاة الفرض نصلي على الميت ، ثم نصلي السنة .
الجـــــــــــــــواب
نعم ، هذا هو الأفضل .
والله سبحانه وتعالى أعلم
http://www.dar-alifta.org/viewFatwa.aspx?ID=6326
[/align][/cell][/table][/center] [/font]