موقع د. محمود صبيح

منتدى موقع د. محمود صبيح

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين



إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 115 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5 ... 8  التالي
الكاتب رسالة
 عنوان المشاركة: من فتاوى أهل السنه والجماعه ... دار الأفتاء المصريه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 27, 2008 2:05 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[font=Arial]باب لأهم فتاوى دار الأفتاء المصريه المباركه وهى قلعه الأسلام أمام كل الفتن المنتشرة وخاصه اصحاب العقائد الفاسده من فرق كثيره أهمها الفئه الضاله المسماه بالوهابيه او السلفيه .
تلك الفتواى تعين كل المسلمين من ضلالات هؤلاء أعاننا الله على نقل أكبر عدد من تلك الفتواى التى قام عليها كبار علماء الأزهر الشريف أعزهم الله [/font].

[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:5 double green;][cell=filter:;][align=right][font=Arial]الرقـم المسلسل: 4024
الموضوع: حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف
الـمـفـتـــي: أمانة الفتوى
الســــؤال:

اطلعنا على الطلب المقيد برقم 1267 لسنة 2005م المتضمن السؤال عن حكم الاحتفال بالمولد النبوي الشريف .
الـجـــواب:


المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه ؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه : " رحمة للعالمين " ، وهذه الرحمة لـم تكن محدودة فهي تشمل تربية البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية ، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الـزمان بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره { وَآخَرِينَ مِنْهُمْ لَمَّا يَلْحَقُوا بِهِمْ } [الجمعة 3] .
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات ؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان ، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَالِدِهِ وَوَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ ». رواه البخاري .
قال ابن رجب : " محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان ، وهي مقارنة لمحبة الله عز وجل ، وقد قرنها الله بها ، وتوعد من قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمـور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك ، فقال تعالى : { قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِى سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } [التوبة 24] ، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : يَا رَسُولَ اللَّهِ لأَنْتَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ كُـلِّ شَيْءٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « لاَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ؛ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْكَ مِنْ نَفْسِكَ ». فَقَالَ لَـهُ عُمَرُ : فَإِنَّهُ الآنَ وَاللَّهِ لأَنْتَ أَحَـبُّ إِلَيَّ مِنْ نَفْسِي ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم : « الآنَ يَا عُمَرُ ». رواه البخاري " ا هـ .
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به ، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته ؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى ، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدر نبيه ، فعرَّف الوجود بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته ، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحجته . وقد درج سلفنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسـول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، كما نص على ذلك غير واحد من المؤرخين مثل الحافظين ابن الجوزي وابن كثير ، والحافظ ابن دحية الأندلسي ، والحافظ ابن حجر ، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى . وألف في استحباب الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف جماعة من العلماء والفقهاء بينوا بالأدلة الصحيحة استحباب هذا العمل ؛ بحيث لا يبقى لمن له عقل وفهم وفكر سليم إنكار ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف ، وقد أطال ابن الحاج في ( المدخل ) في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال ، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين ، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه ( المدخل ) في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي .
والاحتفال في لغة العرب : من حَفَلَ اللَّبنُ في الضَّرْع يَحْفِل حَفْلاً وحُفُلاً وتَحَفَّل واحْتَفَلَ : اجتمع ، وحَفَل القوم من باب ضرب ، واحْتَفَلوا : اجتمعوا واحتشدوا . وعنده حَفْلٌ من الناس : أي جمع ، وهو في الأصل مصدر ، ومَحْفِلُ القوم ومُحْتَفَلُهم : مجتمعهم ، وحَفَلهُ : جلاَه فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ ، وحَفَل كذا : بالى به ، ويقال : لا تحفل به .
وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام ، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة ؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر ، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم ، وإطعام الطعام صدقة لله ، إعلانا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم . ومما يلتبس على بعضهم خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات ، وهذا – لعمر الحق – ليس مسوغا لمنعها ؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم – رضي الله عنهم – به صلى الله عليه وآله وسلم ، ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره ، ولا حرج في الأساليب والمسالك ؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها ، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة ، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة ، لكل فيها جهة هو موليها . وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب – وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربة لله ورسوله – بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نُقرة مِن كَفّه كل يوم اثنين في النار ؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لما بشرته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري ، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون ! وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف ، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول : « ذَلِكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ » رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه ، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على منة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة ، فالأولى بالأمـة الائتسـاء به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر ، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك ، وكل ماعون ينضح بما فيه ، وقد نقل الصالحي في ديوانه الحافل في السيرة النبوية " سبل الهدى والرشاد في هدْي خير العباد " عن بعض صالحي زمانه : أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه ، فشكى إليه أن بعض ما ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف ، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم : " من فرِح بنا فَرِحْنا به " ، والرؤيا وإن كان لا يثبت بها حكم شرعي فإنه يُسْتَشهَد بها فيما وافق أصول الشرع الشريف . والله سبحانه وتعالى أعلم. تمت الإجابة بتاريخ 03/07/2005




أمانة الفتوى فضيلة الدكتور أحمد الطيب فضيلة الشيخ عبد اللطيف عبد الغني حمزة فضيلة الإمام الأكبر الشيخ جاد الحق علي جاد الحق فضيلة الشيخ محمد خاطر محمد الشيخ فضيلة الشيخ أحمد محمد عبد العال هريدي فضيلة الشيخ حسن مأمون فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف فضيلة الشيخ علام نصــار فضيلة الشيخ حسنين محمد مخلوف فضيلة الشيخ عبد المجيد سليم فضيلة الشيخ عبد الرحمن قراعــة فضيلة الشيخ محمد إسماعيل البرديسي فضيلة الشيخ محمد بخيت المطيعي فضيلة الشيخ بكري الصدفي فضيلة الإمام الشيخ محمد عبده فضيلة الشيخ حسونة النواوي

الرابط

http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=4024[/font]
[/align]
[/cell][/table][/center]

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 27, 2008 2:29 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:5 double green;][cell=filter:;][align=right][font=Arial]الرقـم المسلسل: 5534
الموضوع: الاحتفال بالمولد النبوي وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين
الـمـفـتـــي: أمانة الفتوى
الســــؤال:
اطلعنا على الطلب المقيد برقم
1186 لسنة 2007م المتضمن:
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي وموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين؟


الـجـــواب:

المولد النبوي الشريف إطلالة للرحمة الإلهية بالنسبة للتاريخ البشري جميعه؛ فلقد عَبَّر القرآن الكريم عن وجود النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأنه "رحمة للعالمين"، وهذه الرحمة لـم تكن محدودة؛ فهي تشمل تربيةَ البشر وتزكيتهم وتعليمهم وهدايتهم نحو الصراط المستقيم وتقدمهم على صعيد حياتهم المادية والمعنوية، كما أنها لا تقتصر على أهل ذلك الـزمان؛ بل تمتد على امتداد التاريخ بأسره (وآخَرِينَ مِنهم لَمّا يَلحَقُوا بهم) [الجمعة:3].
والاحتفال بذكرى مولد سيد الكونَين وخاتم الأنبياء والمرسلين نبي الرحمة وغوث الأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم من أفضل الأعمال وأعظم القربات؛ لأنها تعبير عن الفرح والحب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ومحبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم أصل من أصول الإيمان، وقد صح عنه أنه صلى الله عليه وآله وسلم قال: «لا يُؤمِنُ أَحَدُكم حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليه مِن والِدِه ووَلَدِه والنّاسِ أَجمَعِينَ» رواه البخاري.
قال ابن رجب: "محبَّة النبي صلى الله عليه وآله وسلم من أصول الإيمان، وهي مقارِنة لمحبة الله عز وجل، وقد قرنها اللهُ بها، وتَوَّعَدَ مَن قدَّم عليهما محبَّة شيء من الأمور المحبَّبة طبعًا من الأقارب والأموال والأوطان وغير ذلك، فقال تعالى: (قُل إن كانَ آباؤُكم وأَبناؤُكم وإخوانُكم وأَزواجُكم وعَشِيرَتُكم وأَموالٌ اقتَرَفتُمُوها وتِجارةٌ تَخشَونَ كَسادَها ومَساكِنُ تَرضَونَها أَحَبَّ إليكم مِنَ اللهِ ورَسُولِه وجِهادٍ في سَبِيلِه فتَرَبَّصُوا حتى يَأتِيَ اللهُ بأَمرِه) [التوبة:24]، ولما قال عُمَرُ للنبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا رَسُولَ اللهِ، لأَنتَ أَحَبُّ إلَيَّ مِن كُـلِّ شَيءٍ إلاّ مِن نَفسِي، قَالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم: «لا والذي نَفسِي بيَدِه؛ حتى أَكُونَ أَحَبَّ إليكَ مِن نَفسِكَ»، فقالَ لـه عُمَرُ: فإنَّه الآن واللهِ لأَنتَ أَحَـبُّ إلَيَّ مِن نَفسِي، فقالَ النبِيُّ صلى الله عليه وآلـه وسلم: «الآن يا عُمَرُ» رواه البخاري"اهـ.
والاحتفال بمولده صلى الله عليه وآله وسلم هو الاحتفاء به، والاحتفاء به صلى الله عليه وآله وسلم أمر مقطوع بمشروعيته؛ لأنه أصل الأصول ودعامتها الأولى، فقد علم الله سبحانه وتعالى قدرَ نبيه، فعرَّف الوجودَ بأسره باسمه وبمبعثه وبمقامه وبمكانته، فالكون كله في سرور دائم وفرح مطلق بنور الله وفرجه ونعمته على العالمين وحُجَّته.
وقد دَرَجَ سلفُنا الصالح منذ القرن الرابع والخامس على الاحتفال بمولد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وسلامه بإحياء ليلة المولد بشتى أنواع القربات من إطعام الطعام وتلاوة القرآن والأذكار وإنشاد الأشعار والمدائح في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما نص على ذلك غيرُ واحد من المؤرخين مثل الحافظَين ابن الجوزي وابن كثير، والحافظ ابن دِحية الأندلسي، والحافظ ابن حجر، وخاتمة الحفاظ جلال الدين السيوطي رحمهم الله تعالى.
ونص جماهير العلماء سلفًا وخلفًا على مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف، بل ألَّف في استحباب ذلك جماعةٌ من العلماء والفقهاء، بَيَّنُوا بالأدلة الصحيحة استحبابَ هذا العمل؛ بحيث لا يبقى لمَن له عقل وفهم وفكر سليم إنكارُ ما سلكه سلفنا الصالح من الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، وقد أطال ابن الحاج في (المدخل) في ذكر المزايا المتعلقة بهذا الاحتفال، وذكر في ذلك كلامًا مفيدًا يشرح صدور المؤمنين، مع العلم أن ابن الحاج وضع كتابه (المدخل) في ذم البدع المحدثة التي لا يتناولها دليل شرعي، وللإمام السيوطي في ذلك رسالة مستقلة سماها "حُسن المَقصِد في عمل المولد".
والاحتفال في لغة العرب: من حَفَلَ اللبنُ في الضَّرع يَحفِل حَفلاً وحُفُلاً وتَحَفَّل واحتَفَلَ: اجتمع، وحَفَل القومُ من باب ضرب واحتَفَلوا: اجتمعوا واحتشدوا. وعنده حَفلٌ من الناس: أي جَمع، وهو في الأصل مصدر، ومَحفِلُ القومِ ومُحتَفَلُهم: مجتمعهم، وحَفَلهُ: جلاَه، فَتحَفَّلَ واحتَفَلَ، وحَفَل كذا: بالى به، ويقال: لا تحفل به.
وأما الاحتفال بالمعنى المقصود في هذا المقام، فهو لا يختلف كثيرا عن معناه في اللغة؛ إذ المراد من الاحتفال بذكرى المولد النبوي هو تجمع الناس على الذكر، والإنشاد في مدحه والثناء عليه صلى الله عليه وآله وسلم، وإطعام الطعام صدقة لله، إعلانًا لمحبة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وإعلانا لفرحنا بيوم مجيئه الكريم صلى الله عليه وآله وسلم.
ويدخل في ذلك ما اعتاده الناس من شراء الحلوى والتهادي بها في المولد الشريف؛ فإن التهادي أمر مطلوب في ذاته، لم يقم دليل على المنع منه أو إباحته في وقت دون وقت، فإذا انضمت إلى ذلك المقاصد الصالحة الأخرى كإدخال السرور على أهل البيت وصلة الأرحام فإنه يصبح مستحبًّا مندوبًا إليه، فإذا كان ذلك تعبيرًا عن الفرح بمولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم كان أشد مشروعية وندبًا واستحبابًّا؛ لأن للوسائل أحكام المقاصد، والقول بتحريمه أو المنع منه حينئذ ضرب من التنطع المذموم.
ومما يلتبس على بعضهم دعوى خلو القرون الأولى الفاضلة من أمثال هذه الاحتفالات، ولو سُلِّم هذا -لعمر الحق- فإنه لا يكون مسوغا لمنعها؛ لأنه لا يشك عاقل في فرحهم -رضي الله تعالى عنهم- به صلى الله عليه وآله وسلم، ولكن للفرح أساليب شتى في التعبير عنه وإظهاره، ولا حرج في الأساليب والمسالك؛ لأنها ليست عبادة في ذاتها، فالفرح به صلى الله عليه وآله وسلم عبادة وأي عبادة، والتعبير عن هذا الفرح إنما هو وسيلة مباحة، لكل فيها وجهةٌ هو موليها.
على أنه قد ورد في السنة النبوية ما يدل على احتفال الصحابة الكرام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم مع إقراره لذلك وإِذْنه فيه؛ فعن بُرَيدة الأسلمي رضي الله عنه قال: خرج رسول اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم في بعض مغازيه، فلمَّا انصرف جاءت جاريةٌ سوداء فقالت: يا رسول الله، إنِّي كنت نذَرتُ إن رَدَّكَ اللهُ سَالِمًا أَن أَضرِبَ بينَ يَدَيكَ بالدُّفِّ وأَتَغَنّى، فقالَ لها رسولُ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم: «إن كُنتِ نَذَرتِ فاضرِبِي، وإلاّ فلا» رواه الإمام أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح غريب. فإذا كان الضرب بالدُّفِّ إعلانًا للفرح بقدوم النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الغزو أمرًا مشروعًا أقره النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأمر بالوفاء بنذره، فإنّ إعلان الفرح بقدومه صلى الله عليه وآله وسلم إلى الدنيا -بالدف أو غيره من مظاهر الفرح المباحة في نفسها- أكثر مشروعية وأعظم استحبابًا.
وإذا كان الله تعالى يخفف عن أبي لهب -وهو مَن هو كُفرًا وعِنادًا ومحاربة لله ورسوله- بفرحه بمولد خير البشر بأن يجعله يشرب من نُقرة مِن كَفّه كل يوم اثنين في النار؛ لأنه أعتق مولاته ثُوَيبة لَمّا بَشَّرَته بميلاده الشريف صلى الله عليه وآله وسلم كما جاء في صحيح البخاري، فما بالكم بجزاء الرب لفرح المؤمنين بميلاده وسطوع نوره على الكون!
وقد سن لنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنفسه الشريفة جنس الشكر لله تعالى على ميلاده الشريف، فقد صح أنه كان يصوم يوم الاثنين ويقول: «ذلكَ يَومٌ وُلِدتُ فيه» رواه مسلم من حديث أبي قتادة رضي الله عنه، فهو شكر منه عليه الصلاة والسلام على مِنّة الله تعالى عليه وعلى الأمة بذاته الشريفة، فالأَولى بالأُمّة الائتساءُ به صلى الله عليه وآله وسلم بشكر الله تعالى على منته ومنحته المصطفوية بكل أنواع الشكر، ومنها الإطعام والمديح والاجتماع للذكر والصيام والقيام وغير ذلك، وكلُّ ماعُونٍ يَنضَحُ بما فيه، وقد نقل الصالحي في ديوانه الحافل في السيرة النبوية "سُبُلُ الهُدى والرشاد في هَدي خيرِ العِباد" عن بعض صالحي زمانه: أنه رأى النبي صلى الله عليه وآله وسلم في منامه، فشكى إليه أن بعض مَن ينتسب إلى العلم يقول ببدعية الاحتفال بالمولد الشريف، فقال له النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "مَن فرِح بنا فَرِحنا به".
وكذلك الحكم في الاحتفال بموالد آل البيت وأولياء الله الصالحين وإحياء ذكراهم بأنواع القُرَب المختلفة؛ فإن ذلك أمر مرغَّب فيه شرعًا؛ لما في ذلك من التأسي بهم والسير على طريقهم، وقد ورد الأمر الشرعي بتذكُّر الأنبياء والصالحين فقال تعالى: (واذكُر في الكِتابِ إبراهِيمَ) [مريم:41](واذكُر في الكِتابِ مُوسى) [مريم:51]، وهذا الأمر لا يختص بالأنبياء، بل يدخل فيه الصالحون أيضًا؛ حيث يقول تعالى: (واذكُر في الكِتابِ مَريَمَ) [مريم:16]؛ إذ مِن المقرر عند المحققين أن مريم عليها السلام صِدِّيقةٌ لا نبية، كما ورد الأمر الشرعي أيضًا بالتذكير بأيام الله تعالى في قوله سبحانه: (وذَكِّرهم بأَيامِ اللهِ) [إبراهيم:5]، ومِن أيام الله تعالى أيامُ الميلاد وأيامُ النصر؛ ولذلك كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع شكرًا لله تعالى على نعمة إيجاده واحتفالاً بيوم ميلاده كما سبق في حديث أبي قتادة الأنصاري في صحيح مسلم، كما كان يصوم يوم عاشوراء ويأمر بصيامه شكرًا لله تعالى وفرحًا واحتفالاً بنجاة سيدنا موسى عليه السلام، وقد كَّرم الله تعالى يوم الولادة في كتابه وعلى لسان أنبيائه فقال سبحانه: (وسَلامٌ عليه يَومَ وُلِدَ) [مريم:15]، وقال جل شأنه على لسان السيد المسيح عيسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى التسليم: (والسَّلامُ عليَّ يَومَ وُلِدتُ) [مريم:33]، وذلك أن يوم الميلاد حصلت فيه نعمةُ الإيجاد، وهي سبب لحصول كل نعمة تنال الإنسان بعد ذلك، فكان تذكره والتذكير به بابًا لشكر نعم الله تعالى على الناس؛ فلا بأس مِن تحـديد أيام معينة يُحتفل فيها بذكرى أولياء الله الصالحين، ولا يقدح في هذه المشروعية ما قد يحدث في بعض هذه المواسم من أمور محرمة؛ بل تُقام هذه المناسبات مع إنكار ما قد يكتنفها من منكرات، ويُنبَّهُ أصحابها إلى مخالفة هذه المنكرات للمقصد الأساس الذي أقيمت من أجله هذه المناسبات الشريفة.
والله سبحانه وتعالى أعلم.
تمت الإجابة بتاريخ 31/7/2007 [/font][/align]
[/cell][/table][/center]

http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=5534

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: زيارة آل البيت، ومجالس الذكر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 27, 2008 2:40 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:5 double green;][cell=filter:;][align=right][font=Arial]الرقـم المسلسل: 4292
الموضوع: زيارة آل البيت، ومجالس الذكر
الـمـفـتـــي: أمانة الفتوى
الســــؤال:

اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2230 لسنة 2005م المتضمن السؤال عن حكم زيارة أهل البيت عليهم رضوان الله تعالى ، كالسيدة زينب ، وسيدنا الحسين ، والسيدة نفيسة ، والسيدة سكينة ، والسيدة عائشة عليهم وعلى جدهم صلوات الله وسلامه .
وهل يحرم الدخول في مجالس الذكر بدعوى أن الداخلين فيها لا يكون دخولهم لله ، بل للأكل بعد حلقات الذكر ؟

الـجـــواب:


زيارة آل بيت النبوة من أقرب القربات وأرجى الطاعات قبولاً عند رب البريات ؛ وقد وصَّى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته بآل بيته ، فعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : قَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم يَوْمًا فِينَا خَطِيبًا بِمَاءٍ يُدْعَى " خُمًّا " بَيْنَ مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَوَعَظَ وَذَكَّرَ ، ثُمَّ قَالَ : « أَمَّا بَعْدُ ! أَلاَ أَيُّهَا النَّاسُ ، فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ يُوشِكُ أَنْ يَأْتِيَ رَسُولُ رَبِّي فَأُجِيبَ ، وَأَنَا تَارِكٌ فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ : أَوَّلُهُمَا كِتَابُ اللَّهِ ، فِيهِ الْهُدَى وَالنُّورُ ، فَخُذُوا بِكِتَابِ اللَّهِ وَاسْتَمْسِكُوا بِهِ » فَحَثَّ عَلَى كِتَابِ اللَّهِ وَرَغَّبَ فِيهِ ، ثُمَّ قَالَ : « وَأَهْلُ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي ، أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ فِي أَهْلِ بَيْتِي » رواه مسلم ، وحث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على زيارة القبور فقال : « زُورُوا الْقُبُورَ فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الْمَوْتَ » رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وفي رواية أخرى للحديث : « فَإِنَّهَا تُذَكِّرُ الآخِرَةَ » ، وأَوْلى القبور بالزيارة بعد قبر رسـول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم قبور آل البيت النبوي الكريم ؛ لأن فـي زيـارتهم ومودتهم برًّا وصلة لرسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم كما قال تعالى : { ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللَّهُ عِبَادَهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ قُل لاَّ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ فِي القُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ } (الشورى 23) ، بل إن زيارة الإنسان لقبورهم آكـد من زيارته لقبـور أقـربائه من الموتى كما قـال سيـدنا أبـو بكر الصديق رضي الله عنه : « وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَرَابَةُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ أَصِلَ مِنْ قَرَابَتِي » وقال رضي الله عنه أيضًا : « ارْقُبُوا مُحَمَّدًا صلى الله عليه وآله وسلم فِي أَهْلِ بَيْتِهِ » رواهما البخاري في صحيحه .
أما تحريم الدخول في مجالس الذكر بدعوى أن الداخلين فيها لا يكون دخولهم لله بل للأكل بعد حلقات الذكر فهذا أمر يعلمه الله تعالى ، وذِكر الله تعالى يزكي النفس ويطهر الروح ويخرج حب الدنيا من القلب ، ومن كان غير مخلص في نيته فذكر الله أنفع شيء له ، ومجالسة الصالحين خير ما يُصلح الإنسان ، ومعية الصادقين أفضل ما يُسْتَجْلَبُ به الصدق ، فهُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ ، فالله تعالى يقول :{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } (التوبة 119) ، ويقول النبي صلى الله عليه وآلـه وسلم : « إِنَّ لِلَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَلاَئِكَةً سَيَّارَةً فُضْلاً يَتَبَّعُونَ مَجَالِسَ الذِّكْرِ ، فَإِذَا وَجَدُوا مَجْلِسًا فِيهِ ذِكْرٌ قَعَدُوا مَعَهُمْ وَحَفَّ بَعْضُهُمْ بَعْضًا بِأَجْنِحَتِهِمْ حَتَّى يَمْلأَوا مَا بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ السَّمَاءِ الدُّنْيَا ، فَإِذَا تَفَرَّقُوا عَرَجُوا وَصَعِدُوا إِلَى السَّمَاءِ ، فَيَسْأَلُهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَهُوَ أَعْلَمُ بِهِمْ : مِنْ أَيْنَ جِئْتُمْ ؟ فَيَقُولُـونَ : جِئْنَا مِنْ عِنْدِ عِبَادٍ لَكَ فِي الأَرْضِ يُسَبِّحُونَكَ وَيُكَبِّرُونَكَ وَيُهَلِّلُونَكَ وَيَحْمَدُونَكَ وَيَسْأَلُونَكَ ، قَالَ : وَمَاذَا يَسْأَلُونِي ؟ قَالُوا : يَسْأَلُونَكَ جَنَّتَكَ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟ قَالُوا : لاَ ، أَيْ رَبِّ ، قَـالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا جَنَّتِي ؟! قَالُوا : وَيَسْتَجِيرُونَكَ ، قَالَ : وَمِمَّ يَسْتَجِيرُونَنِي ؟ قَالُوا : مِنْ نَارِكَ يَا رَبِّ ، قَالَ : وَهَلْ رَأَوْا نَارِي ؟ قَالُوا : لاَ ، قَـالَ : فَكَيْفَ لَوْ رَأَوْا نَارِي ؟! قَالُوا : وَيَسْتَغْفِرُونَكَ ، فَيَقُولُ : قَدْ غَفَرْتُ لَهُمْ ، فَأَعْطَيْتُهُمْ مَا سَأَلُوا ، وَأَجَرْتُهُمْ مِمَّا اسْتَجَارُوا ، فَيَقُولُونَ : رَبِّ ، فِيهِمْ فُلاَنٌ عَبْدٌ خَطَّاءٌ ؛ إِنَّمَا مَرَّ فَجَلَسَ مَعَهُمْ ، قَـالَ صلى الله عليه وآله وسلم : فَيَقُولُ : وَلَهُ غَفَرْتُ ؛ هُمُ الْقَوْمُ لاَ يَشْقَى بِهِمْ جَلِيسُهُمْ » رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .
ولذلك قال الشيخ أبو مدين رحمه الله تعالى في رائيته :
فاصحَبهمو وتـأدَّبْ في مَجالسـهم ... وخَـلِّ حَظَّـكَ مهما قدمـوكَ ورا
واستَغْنِم الوقتَ واحضُر دائمًا معهم ... واعـلم بأن الرضا يَختَصُّ مَنْ حضرا . تمت الإجابة بتاريخ 03/09/2005 [/font][/align]
[/cell][/table][/center]http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=4292

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: حكم الترجي بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء فبراير 27, 2008 3:03 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:6 double green;][cell=filter:;][align=right][font=Arial]الرقـم المسلسل: 4288
الموضوع: حكم الترجي بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم
الـمـفـتـــي: أمانة الفتوى
الســــؤال:

اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2724 لسنة 2004م المتضمن السؤال الآتي :
ما حكم الترجي بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وآل البيت والكعبة والمصحف ؟ كأن يقول الإنسان مثلاً : " والنبي تعمل كذا " ، " وسيدنا الحسين وغلاوته عندك " ، والمقصود الترجي وليس القسم ، وهل يُعَدُّ ذلك شركًا ؟ حيث يفاجأ الإنسان إذا قال ذلك بمن يقول له : هذا حرام ، هذا شرك ، قل لا إله إلا الله .

الـجـــواب:


جاء الإسلام وأهل الجاهلية يحلفون بآلهتهم على جهة العبادة والتعظيم لها مضاهاة لله سبحانه وتعالى عما يشركون كما قال عز وجل واصفًا لحالهم : ( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًا لِّلَّهِ ) [البقرة 165] ، فنهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك حماية لجناب التوحيد فقال : « مَنْ حَلَفَ فَقَالَ فِي حَلِفِهِ " وَاللاَّتِ وَالْعُزَّى " فَلْيَقُلْ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ » متفق عليه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وقال صلى الله عليه وآله وسلم : « مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْ كَفَرَ أَوْ أَشْرَكَ » رواه الترمذي وحسنه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وصححه ابن حبان والحاكم ، أي : قال قولاً شابه به المشركين لا أنه خرج بذلك من الملة – والعياذ بالله – فإن العلماء متفقون على أن الحالف بغير الله لا يكون كافرًا حتى يُعَظِّم ما يحلف به كتعظيم الله تعالى ، وكُفْرُه حينئذٍ من جهة هذا التعظيم لا من جهة الحلف نفسه . وكذلك نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن التشبه بأهل الجاهلية في حلفهم بآبائهم افتخارًا بهم وتقديسًا لهم وتقديمًا لأنسابهم على أخوة الإسلام جاعلين ولاءهم وعداءهم على ذلك – فقال صلى الله عليه وآله وسلم : « أَلاَ إِنَّ اللَّهَ يَنْهَاكُمْ أَنْ تَحْلِفُوا بِآبَائِكُمْ ، فَمَنْ كَانَ حَالِفًا فَلْيَحْلِفْ بِاللَّهِ وَإِلاَّ فَلْيَصْمُتْ » متفق عليه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما ، وعلة هذا النهي قد بَيِّنها صلى الله عليه وآله وسلم بقوله في الحديث الآخر : « لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمُ الَّذِينَ مَاتُوا إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللَّهِ مِنَ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ ، إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ » رواه أبو داود والترمذي وحسنه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، وكما قال تعالى : ( فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا ) [البقرة 200] قال المفسرون : كان أهل الجاهلية يقفون في الموسم فيقول الرجل منهم : كان أبي يُطْعِم ويحمل الحَمَالات ، ليس لهم ذكر غير فعال آبائهم .
أما الحلف بما هو مُعَظَّم في الشرع كالنبي صلى الله عليه وآله وسلم والإسلام والكعبة فلا مشابهة فيه لحلف المشركين بوجه من الوجوه ، وإنما مَنَعَه مَنْ مَنَعَه مِنَ العلماء أخذًا بظاهر عموم النهي عن الحلف بغير الله ، وأجازه من أجازه – كالإمام أحمد في إجازته الحلف بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم وتعليله ذلك بأنه صلى الله عليه وآله وسلم أحد ركني الشهادة التي لا تتم إلا به – ؛ لأنه لا وجه فيه للمضاهاة بالله تعالى بل تعظيمه بتعظيم الله له ، وظاهر عموم النهي عن الحلف بغير الله تعالى غير مراد قطعًا لإجماعهم على جواز الحلف بصفات الله تعالى ، فهو عموم أريد به الخصوص . قال ابن المنذر : " اختلف أهل العلم في معنى النهي عن الحلف بغير الله ، فقالت طائفة : هو خاص بالأيمان التي كان أهل الجاهلية يحلفون بها تعظيمًا لغير الله تعالى كاللات والعزى والآباء فهذه يأثم الحالف بها ولا كفارة فيها ، وأمّا ما كان يؤول إلى تعظيم الله كقوله : وحق النبي والإسلام والحج والعمرة والهدي والصدقة والعتق ونحوها مما يراد به تعظيم الله والقربة إليه فليس داخلاً في النهي ، وممن قال بذلك أبو عبيد وطائفة ممن لقيناه ، واحتجوا بما جاء عن الصحابة من إيجابهم على الحالف بالعتق والهدي والصدقة ما أوجبوه مع كونهم رأوا النهي المذكور ، فدل على أن ذلك عندهم ليس على عمومه ؛ إذ لو كان عامًّا لنَهَوْا عن ذلك ولم يوجبوا فيه شيئًا " ا هـ .
أما عن الترجي أو تأكيد الكلام بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم أو بغيره مما لا يُقْصَد به حقيقةُ الحلف فغير داخل في النهي أصلاً ، بل هو أمر جائز لا حرج فيه حيث ورد في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلام الصحابة الكرام ، فمن ذلك : - ما رواه مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ أَجْرًا ؟ فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم : « أَمَا وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّهْ ؛ أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْبَقَاءَ . وروى في صحيحه أيضًا عن طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه في حديث الرجل النجدي الذي سأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الإسلام . . وفي آخره : فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم : « أَفْلَحَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ » أَوْ « دَخَلَ الْجَنَّةَ وَأَبِيهِ إِنْ صَدَقَ » . وروى ابن ماجه في سننه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وآله وسلم فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ نَبِّئْنِى بِأَحَقِّ النَّاسِ مِنِّى بِحُسْنِ الصُّحْبَةِ ، فَقَالَ : « نَعَمْ وَأَبِيكَ لَتُنَبَّأَنَّ ؛ أُمُّكَ » . . وروى الإمام أحمد في مسنده عَنْ أَبِى الْعُشَرَاءِ عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَا تَكُونُ الذَّكَاةُ إِلاَّ فِي الْحَلْقِ أَوِ اللَّبَّةِ ؟ قَالَ : « وَأَبِيكَ لَوْ طَعَنْتَ فِي فَخِذِهَا لأَجْزَأَكَ » . - وروى في مسنده أيضًا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أُتِيَ بِطَعَامٍ مِنْ خُبْزٍ وَلَحْمٍ فَقَالَ : « نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ » فَنُووِلَ ذِرَاعًا فَأَكَلَهَا ، ثُمَّ قَالَ : « نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ » ، فَنُووِلَ ذِرَاعًا فَأَكَلَهَا ، ثُمَّ قَالَ : « نَاوِلْنِي الذِّرَاعَ » ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّمَا هُمَا ذِرَاعَانِ ! فَقَالَ صلى الله عليه وآله وسلم : « وَأَبِيكَ لَوْ سَكَتَّ مَا زِلْتُ أُنَاوَلُ مِنْهَا ذِرَاعًا مَا دَعَوْتُ بِهِ » . وروى الإمام مالك في الموطأ في قصة الأَقْطَعِ الَّذِي سَرَقَ عِقْدًا لأَسْمَاءَ بِنْتِ عُمَيْسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال له : « وَأَبِيكَ مَا لَيْلُكَ بِلَيْلِ سَارِقٍ » . وروى الشيخان أن امرأة أبي بكر الصديق رضي الله عنهما قالت له : « لاَ وَقُرَّةِ عَيْنِي لَهِيَ الآنَ أَكْثَرُ مِنْهَا قَبْلَ ذَلِكَ بِثَلاَثِ مَرَّاتٍ » تعني طعام أضيافه . قال الإمام النووي في شرح صحيح مسلم : " ليس هذا حلفًا ، وإنما هو كلمة جرت عادة العرب أن تدخلها في كلامها غير قاصدة بها حقيقة الحلف ، والنهي إنما ورد فيمن قصد حقيقة الحلف لما فيه من إعظام المحلوف به ومضاهاته بالله سبحانه وتعالى ، فهذا هو الجواب المرضي " ا هـ . وقال الإمام البيضاوي : " هذا اللفظ من جملة ما يزاد في الكلام لمجرد التقرير والتأكيد ولا يراد به القسم ، كما تزاد صيغة النداء لمجرد الاختصاص دون القصد إلى النداء " ا هـ من فتح الباري لابن حجر .
وبناءً على ذلك فإن الترجي أو تأكيد الكلام بسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أو آل البيت أو غير ذلك كما جاء بالسؤال مما لا يُقصد به حقيقة الحلف هو أمر مشروع لا حرج على فاعله لوروده في كلام النبي صلى الله عليه وآله وسلم وكلام الصحابة وجريان عادة الناس عليه بما لا يخالف الشرع الشريف، وليس هو حرامًا ولا شركًا ، ولا ينبغي للمسلم أن يتقول على الله بغير علم حيث يقول تعالى : ( وَلاَ تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ ) [النحل 116] ، ولا يجوز للعاقل أن يتهم إخوانه بالكفر والشرك فيدخل بذلك في وعيد قوله صلى الله عليه وآله وسلم : « إِذَا كَفَّرَ الرَّجُلُ أَخَاهُ فَقَدْ بَاءَ بِهَا أَحَدُهُمَا » رواه مسلم من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما . تمت الإجابة بتاريخ 09/11/2004 [/font]
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=4288[/align]
[/cell][/table][/center]

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: السبت مارس 01, 2008 11:49 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[font=Arial][center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:4 double green;][cell=filter:;][align=right]قراءة سورة يس عند الدفن، وتلقين الميت

--------------------------------------------------------------------------------

اطلعنا على الطلب المقدم من / ..... – المقيد برقم 1073 لسنة 2005م المتضمن السؤال عن حكم الشرع فيما يأتي :
أولاً : عند نزول الميت في القبر يقرأ أهل القرية سورة يس حتى يغلق القبر .
ثانيًا : تلقين الميت بعد دفنه وإغلاق القبر عليه .

ثالثًا : عندما ننتهي من صلاة الفرض نصلي على الميت ، ثم نصلي السنة .


--------------------------------------------------------------------------------

أولاً : عند نزول الميت في القبر يقرأ أهل القرية سورة يس حتى يغلق القبر .
الجــــــــــــــــــواب
قراءة القرآن عمومًا عند القبر حالة الدفن وبعده مشروعة ، وقد وردت أحاديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم وآثار كثيرة عن السلف الصالح في ذلك ذكرها الخلاّل الحنبلي في جزء " القراءة على القبور " ، والقرطبي المالكي في كتـابه " التذكرة في أحوال الموتى وأمور الآخرة " ، والسيوطي الشافعي في " شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور " ، حتى إن الشيخ العثماني نقل الإجماع على ذلك في كتابه " رحمة الأمة في اختلاف الأئمة " ، وعبارته في ذلك : " وأجمعوا على أن الاستغفار والدعاء والصدقة والحج والعتق تنفع الميت ، ويصل إليه ثوابه ، وقراءة القرآن عند القبر مستحبة " ا هـ .
وأما خصوص سورة يس : فقد ورد فيها حديث معقل بن يسار رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « اقْرَءُوا (يس) عَلَى مَوْتَاكُمْ » رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم ، قال القرطبيفي" التذكرة " : " وهذا يحتمل أن تكون هذه القـراءة عند الميت في حال موته ، ويحتمل أن تكون عند قبره " ا هـ ، وقال ابن حجـر الهيتمي في " الفتاوى " : " أخذ ابن الرفعة وغيره بظاهر الخبر ، وتَبِعَ هؤلاء الزركشيُّ فقال : لا يَبْعُدُ – على القول باستعمال اللفظ في حقيقته ومجازه – أنه يندب قراءتها في الموضعين " ا هـ .
وعليه فإن قراءة سورة يس عند نزول الميت في قبره أمر مشروع ومستحب يثاب عليه الحي وينتفع به الميت .

ثانيًا : تلقين الميت بعد دفنه وإغلاق القبر عليه .
الجــــــــــــــواب
يُسن تلقين الميت بعد الدفن ؛ لما روي عن راشد بن سعـد وضمرة بن حبيب وحكيم بن عمير – وهم من قدماء التابعين من أهل حمص – قالوا : " إذا سُوِّيَ على الميت قبرُه وانصرف الناس عنه كانوا يستحبون أن يقال للميت عند قبره : يا فلان قل لا إله إلا الله اشهد أن لا إله إلا الله ، ثلاث مرات ، يا فلان قل ربي الله وديني الإسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ثم ينصرف " رواه سعيد بن منصور في سننه .
ورُوي عن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : إذا أنا مت فاصنعوا بي كما أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن نصنع بموتانا ؛ أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فقال : « إذا مات أحدٌ من إخوانكم فسوَّيتُمُ التراب على قبْرِهِ فَلْيَقُمْ أَحدُكُم على رأسِ قبْرِهِ ثم ليقل : يا فـلان ابن فلانة ، فإنه يَسْمَعُهُ ولا يُجِيبُ ، ثم يقول : يا فلان ابن فلانة ، فإنه يَسْتَوِي قاعدًا ، ثم يقول : يا فلان ابن فلانة ، فإنه يقول : أَرشِدنا يرحمك الله ، ولكن لا تشعرون ، فَلْيَقُلْ : اذكر ما خَرَجْتَ عليه من الدنيا ؛ شهادةَ أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله ، وأنك رضيت بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد نبيًّا ، وبالقرآن إمامًا . فإنَّ مُنْكَرًا وَنَكِيرًا يأخذ كل واحدٍ بيـد صاحبه ويقول : انطلق بنا ؛ ما يُقْعِدُنا عند من لُقِّنَ حُجَّتَهُ ! ويكون الله تعالى حُجَّتَهُ دُونَهُمَا » فقال رجل : يا رسول الله ! فإن لم يعرف أمه ؟ قال : « يَنْسُبُهُ إلى أُمِّهِ حَوَّاءَ : يا فلان ابن حَوَّاءَ » رواه الطبراني وابن شاهين وغيرهما ، قال الحـافظ ابن حجر رحمه الله : وإسناده صالح وقد قوّاه الضياء في أحكامه ا هـ .
وقال الإمام النووي في " الروضة " : " والحديث الوارد فيه ضعيف ، لكن أحاديث الفضائل يُتسامح فيها عند أهل العلم من المحدِّثين وغيرهم ، وقد اعتضد هذا الحديث بشواهد من الأحاديث الصحيحة ، كحديث « اِسْأَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ » ووصية عمرو بن العاص رضي الله عنه . ولم يزل أهل الشام على العمل بهذا التلقين من العصر الأول وفي زمن من يُقتدَى بـه " . ا هـ .
وقـد قال تعالى : { وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} (الذاريات 55) ،وأحوج ما يكون العبد إلى التذكير في هذه الحالة .
وقال ابن القيم في كتاب " الروح " : " جرى عليه عمل الناس قديمًا وإلى الآن ، والحديث وإن لم يثبت فاتصال العمل به في سائر الأمصار والأعصار من غير إنكار كافٍ في العمل به ، وما أجرى الله سبحانه وتعالى العادة قط بأن أمة طَبَّقَتْ مشارق الأرض ومغاربها وهي أكمل الأمم عقولاً وأوفرها معارف تُطْبِقُ على مخاطبة من لا يسمع ولا يعقل وتستحسن ذلك لا ينكره منها منكِر ، بل سَنَّهُ الأولُ للآخر ، ويقتدي فيه الآخرُ بالأول " ا هـ .

ثالثًا : عندما ننتهي من صلاة الفرض نصلي على الميت ، ثم نصلي السنة .
الجـــــــــــــــواب
نعم ، هذا هو الأفضل .
والله سبحانه وتعالى أعلم
http://www.dar-alifta.org/viewFatwa.aspx?ID=6326
[/align]
[/cell][/table][/center] [/font]

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: الصلاة بمسجد به قبر
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 10, 2008 1:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[font=Traditional Arabic]الصلاة بمسجد به ضريح او مقام او قبر تجوز رغم انف الخوارج والوهابيه والسلفيين الجدد [/font]

[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:5 double green;][cell=filter:;][align=right][font=Verdana]الصلاة بمسجد به قبر

--------------------------------------------------------------------------------


اطلعنا على الطلب المقيد برقم 3103 لسنة 2004م المتضمن السؤال عن حكم الصلاة في مسجد فيه قبر ، وعن معنى قوله عليه الصلاة والسلام : « لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » ، وعما إذا وُجِد قبر وسط أرض موقوفة للمسجد ولم يُكْتَشَف هذا القبر إلا أثناء توسعة ذلك المسجد فهل يُنْبَشُ القبر وتخرج العظام لدفنها في مكان آخر ، أو يُبْنَى حاجز يفصل القبر عن المسجد ، أو يُرْدَم القبر مع ما يُرْدَم عند ارتفاع الأساسات على مستوى الأرض؟


--------------------------------------------------------------------------------


الصلاة في المساجد التي يوجد بها قبور صلاة جائزة وصحيحة متى استوفت شروطها وأركانها المقررة شرعًا ؛ لأن الصلاة لله تعالى وليست لصاحب القبر أو الضريح ، ولا يمكن أبدًا القول ببطلان الصلاة أو حرمتها في المساجد التي تضم الأضرحة والقبور وإلا لوجب القول ببطلان صلاة المسلمين وحرمتها في المسجد النبوي الشريف ، لأنه يضم قبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقبر أبي بكر وقبر عمر رضي الله عنهما بل وقبر الشيخ أبي شجاع الأصفهاني صاحب المتن المشهور في فقه الشافعية حيث دفن بالجوار النبوي الشريف في القرن السادس الهجري .
ولما مات أبو بصير بنى أبو جندل على قبره مسجدًا "بِجُدَّةِ البحر" بحضور ثلاثمائة من الصحابة – كما رواه موسى بن عقبة في "مغازيه" عن الزهري ، عن عروة بن الزبير ، عن المِسْوَر بن مخرمة ومروان بن الحكم رضي الله عنهم ، وهذا إسناد صحيح كله أئمة ثقات – وأقر النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم ذلك ولم يأمر بإخراج القبر من المسجد أو نبشه ، وعلى ذلك جرى عمل المسلمين جيلاً بعد جيل وخلفًا عن سلفٍ من غير نكير ، قال العلامة ابن حجر الهيتمي : " وهذا إجماع فعلي وهو حجة كما تقرر في الأصول " اهـ .
وأما حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » فالمساجد في اللغة : جمع مَسْجِد ، والمسجد مصدر ميمي يصلح للدلالة على الزمان والمكان والحدث ، والمعنى في الحديث : السجود لها على وجه تعظيمها وعبادتها كما يسجد المشركون للأصنام والأوثان – كما فسرته الرواية الصحيحة الأخرى للحديث عند ابن سعد في "الطبقات الكبرى" عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعًا بلفظ : « اللَّهُمَّ لاَ تَجْعَلْ قَبْرِى وَثَنًا ؛ لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ » فجملة « لَعَنَ اللَّهُ قَوْمًا.. » بيان لمعنى جَعْلِ القبر وثنًا ، والمعنى : اللهم لا تجعل قبري وثنًا يُسْجَدُ له ويُعْبَدُ كما سجد قوم لقبور أنبيائهم .
قال الإمام البيضاوي : " لما كانت اليهود والنصارى يسجدون لقبور أنبيائهم تعظيمًا لشأنهم ، ويجعلونها قبلة يتوجهون في الصلاة نحوها واتخذوها أوثانًا لعنهم ومنع المسلمين من مثل ذلك ، فأما من اتخذ مسجدًا في جوار صالحٍ وقصد التبرك بالقرب منه لا التعظيم له ولا التوجه نحوه فلا يدخل في ذلك الوعيد " ا هـ .
وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : « فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ قَبْرُ سَبْعِيْنَ نَبِيًّا » أخرجه البزار والطبراني في المعجم الكبير وقال الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار : هو إسناد صحيح ، وقد ثبت في الآثار أن سيدنا إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر رضي الله عنها قد دفنا في الحجر في البيت الحرام وهذا هو الذي ذكره ثقات المؤرخين واعتمده علماء السير .
وعلى ذلك فإن نقل عظام صاحب القبر الذي بداخل المسجد لا يجوز شرعًا ؛ لأن مكان الضريح موقوف على صاحبه ومن المقرر في الفقه أن " شرط الواقف كنص الشارع " ، وقد حرم الإسلام انتهاك حرمة الأموات فلا يجوز التعرض لقبورهم بالنبش ؛ لأن حرمتهم أمواتًا كحرمتهم أحياءً ، فينبغي ترك القبر على حاله ويمكن رَدْمُه مع ما يُرْدَمُ عند ارتفاع الأساسات على مستوى الأرض حيث أجاز أهل العلم الصلاة على القبر إذا لم تكن هناك نجاسة ، وإن كان الأَوْلَى بناء حاجز يفصل القبر عن المسجد ، ويُوَسَّع المسجد بعد ذلك من غير حرج أو التفات إلى قول من يحرم الصلاة في المسجد الذي فيه قبر فإنه قول مبتدع لا دليل ولا تعويل عليه .
تمت الإجابة بتاريخ 28/12/2004][/font] [/align]
[/cell][/table][/center]
http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?id=4365

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: تسويد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة والأذان
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين مارس 10, 2008 1:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[font=Microsoft Sans Serif][center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:7 double green;][cell=filter:;][SIZE=18][align=right]تسويد النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة والأذان

--------------------------------------------------------------------------------


اطلعنا على الطلب المقيد برقم 2384 لسنة 2005م المتضمن :
ما حكم ذكر السيادة لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم في الأذان والصلاة ؟ وكيف يتفق ذلك مع ما يقال من أن جملة " وأشهد أن محمدًا رسول الله " هي خطاب من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم في ليلة المعراج مما يقتضي عدم ذكر السيادة في التشهد ؟


--------------------------------------------------------------------------------


سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم هو جوهرة النفوس وتاج الرؤوس وسيد ولد آدم أجمعين ، ولا يدخل الإنسان دائرة الإيمان إلا بحبه وتعظيمه وتوقيره والشهادة برسالته ؛ فهو أحد ركني الشهادتين ؛ إذ لا يقبل الله تعالى من أحد الوحدانية حتى يشفعها بأنه صلى الله عليه وآله وسلم رسوله إلى العالمين .
وقد عَلَّمَنَا الله تعالى الأدب مع سيدنا محمد صلى الله عليه وآلـه وسلم حين خاطب جميع النبيين بأسمائهم أما هو فلـم يخاطبه باسمه مجردًا بل قال له : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ ) ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ ) ، وأمرنا بالأدب معه وتوقيره فقال : ( إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا ) [الفتح 8-9] ، ومن توقيره تسويدُه كما قال قتادةُ والسُّدِّيُّ : " وتوقروه " : وتُسَوِّدُوهُ ، ونهانا عن التقديم بين يدي الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وحذرنا من رفع الصوت على صوته الشريف صلى الله عليه وآله وسلم أو الجهر له بالقول فقال تعالى : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَرْفَعُوا أَصْوَاتَكُمْ فَوْقَ صَوْتِ النَّبِيِّ وَلاَ تَجْهَرُوا لَهُ بِالْقَوْلِ كَجَهْرِ بَعْضِكُمْ لِبَعْضٍ أَن تَحْبَطَ أَعْمَالُكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تَشْعُرُونَ * إِنَّ الَّذِينَ يَغُضُّونَ أَصْوَاتَهُمْ عِندَ رَسُولِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ امْتَحَنَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ لِلتَّقْوَى لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ ) [الحجرات 1-3] ، ونهانا أن نخاطبه صلى الله عليه وآله وسلم كما يخاطب بعضنا بعضًا فقال تعالى : ( لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا ) [النور 63] . فكان حقًّـا علينا أن نمتثل لأمر الله ، وأن نتعلم مع حب رسول الله صلى الله عليه وآلـه وسلم الأدب معه ، ومن الأدب أن نُسَوِّدَهُ كلما ذُكِر ، وأن نصلي عليه كلما ذُكِر ، وأن لا نخاطبه باسمه مجردًا عن الإجلال والتبجيل .
وقد أجمعت الأمة على استحباب اقتران اسمه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم بالسيادة في غير الألفاظ الواردة المتعبد بها من قبل الشرع . أما بالنسبة للوارد فمذهب كثير من المحققين وهو المعتمد عند الشافعية – حيث نص عليه الجلالان المحلي والسيوطي والشيخان ابن حجر والرملي – وعند الحنفية – كما قال الحلبي والطحطاوي – وبعض المالكية : أنه يستحب اقتران الاسم الشريف بالسيادة أيضًا في الأذان والإقامة والصلاة ؛ بناءً على أن الأدب مقدم على الاتباع ، كما ظهر ذلك في موقف سيدنا علي رضي الله تعالى عنه في صلح الحديبية حيث رفض أن يمحو كلمة ( رسول الله ) عندما أمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمحوها ؛ تقديمًا للأدب على الاتباع ، وظهر ذلك أيضًا في تقهقر سيدنا أبي بكر الصديق رضي الله عنه في الصلاة بعد أمر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم له بأن يبقى مكانه وقال له بعد الصلاة : « مَا كَانَ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَتَقَدَّمَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم » ، وكذلك فعل سيدنا عثمان رضي الله عنه حيث أخر الطواف لما دخل مكة في قضية صلح الحديبية مع علمه بوجوب الطواف على من دخل مكة ؛ أدبًا معه عليه الصلاة والسلام أن يطوف قبله وقال : « مَا كُنْتُ لأَفْعَلَ حَتَّى يَطُوفَ بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم » .
قال العلامة الجلال المحلي : " الأدب مع مَنْ ذُكِرَ مطلوب شرعًا بذكر السيد ؛ ففي حديث الصحيحين : « قُومُوا إِلَى سَيِّدِكُمْ » أي سعد بن معاذ ، وسيادتُه بالعلم والدين ، وقول المصلي ( اللهم صل على سيدنا محمد ) فيه الإتيان بما أُمِرنا به وزيادة الإخبار بالواقع الذي هو أدب ، فهو أفضل من تركه فيما يظهر من الحديث السابق وإن تردد في أفضليته الشيخ جمال الدين الإسنوي ، وأما حديث « لا تُسَيِّدُوني في الصلاة » فباطل لا أصل له كما قاله بعض متأخري الحفاظ " ا هـ .
وسئل الحافظ الجلال السيوطي عن هذا الحديث فأجاب بأنه لم يرد ذلك ، قال : " وإنما لم يتلفظ صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ السيادة حين تعليمهم كيفية الصلاة عليه صلى الله عليه وآله وسلم لكراهيته الفخر؛ ولهذا قال : « أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ » ، وأما نحـن فيجب علينا تعظيمه وتوقيره ؛ ولهذا نهانا الله تعالى أن نناديه صلى الله عليه وآله وسلم باسمه فقال : { لاَ تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُم بَعْضًا } " ا هـ . وفي " مفتاح الفلاح " للإمام العارف بالله ابن عطاء الله السكندري : " وإياك أن تترك لفظ السيادة ؛ ففيها سر يظهر لمن لازم هذه العبادة " ا هـ . بينما يرى فريق آخر من العلماء الاقتصار في الألفاظ المتعبد بها على ما ورد ؛ اتباعًا للفظ وفرارًا من الزيادة فيه .
وقد ألف العلامة الحافظ أحمد بن الصديق الغماري الحسني رحمه الله في هذه المسألة كتابًا حافلاً ماتعًا سماه [ تشنيف الآذان بأدلة استحباب السيادة عند ذكر اسمه صلى الله عليه وآله وسلم في الصلاة والإقامة والأذان ] جمع فيه كل ما يتعلق باستحباب ذكر الاسم الشريف مقترنًا بالسيادة ، مقررًا أنه لا تنافي بين الأدب والاتباع ؛ لأن في السيادة اتباعًا للأمر بتوقيره صلى الله عليه وآله وسلم والنهي عن مخاطبته كما يخاطب الناس بعضهم بعضًا . وإزاء هذا الخلاف فإننا نرى في الأمر سعة، وليس لفريق أن ينكر على الآخر في الأمور الخلافية التي وسع من قبلنا الخلافُ فيها ، والتنازع من أجل ذلك لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم ، وليس ذكره صلى الله عليه وآله وسلم في الأذان والإقامة والتشهد مقترنًا بالسيادة مخالفًا للشرع ، بل فاعل ذلك محمود ومثاب على فعله هذا ، ونحن أحوج إلى حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في هذا العصر من أي وقت آخر ، فنحن في عصر تموج فيه الآراء وتختلف المشارب ، وكثرت الفتن في الظاهر والباطن ، وليس من نجاة من كل ذلك إلا بحب سيد الخلق سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، نعلمه أبناءنا وندعو إليه غيرنا ونبقى عليه إلى أن نلقى الله سبحانه فيشفعه فينا ويدخلنا الجنة من غير حساب ولا سابقة عقاب ولا عتاب ، آمين .
وأما بالنسبة لما يُذْكَر من أن التشهد خطاب من الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم فإن هذا أمر ذوقي هو إلى الحكمة أقرب منه إلى العلة ، والأحكام الشرعية منوطة بالأسباب والعلل لا بالأذواق والحِكَم ؛ فإن المصلِّي إنما يقول التشهد على جهة الإنشاء من نفسه ؛ مُحَيِّيًا اللهَ تعالى ومُسَلِّمًا على نبيه صلى الله عليه وآله وسلم ثم على نفسه وعلى عباد الله الصالحين وشاهدًا بوحدانية الله تعالى ورسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، ولا يقصد بتشهده الإخبار والحكاية عما وقع في معراجه الشريف صلى الله عليه وآله وسلم من خطابه لربه سبحانه وخطاب ربه له صلى الله عليه وآله وسلم ، وهذا المعنى الإنشائي يقتضي من المصلي تسويده أيضًا عليه الصلاة والسلام في الشهادة له بالرسالة عند من استحب تسويده من العلماء ، مع ملاحظة أن ذلك كله على سبيل الندب والاستحباب لا على سبيل الحتم والإيجاب . والله سبحانه وتعالى أع
لم.
تمت الإجابة بتاريخ 25/9/2005[/align]
[/SIZE][/cell][/table][/center][/font][/font][/size]http://www.dar-alifta.org/viewfatwa.aspx?ID=4383

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: المهدي المنتظر عليه السلام
مشاركة غير مقروءةمرسل: الخميس مارس 13, 2008 3:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[center][table=width:100%;background-color:white;background-image:url();border:8 double teal;][cell=filter:;][align=right]موقف الشرع الشريف من شخصية المهدي

--------------------------------------------------------------------------------


اطلعنا على الطلب المقدم برقم 1512 لسنة 2005م المتضمن ما يأتي : هل المهديُّ المُنْتَظَر شخص حقيقي سيظهر يومًا ؟ وهل هناك أي حديث صحيح يتكلم فيه الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنه ؟


--------------------------------------------------------------------------------


دلت الأحاديث الواردة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أن للساعة علامات صغرى تعقبها علامات كبرى ، ومن هذه العلامات ظهور المهدي عليه السلام ؛ حيث إن الأحاديث التي جاء فيها ذكر المهدي كثيرة متواترة كما نص على ذلك حفاظ الحديث ونُقَّادُه ، فقد قال الحافظ أبو الحسن محمد بن الحسين الآبُرِيُّ [ ت 363 هـ ] رحمه الله تعالى في " مناقب الإمام الشافعي رضي الله عنه ": " قد تواترت الأخبار واستفاضت بكثرة رواتها عن المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم بمجيء المهدي ، وأنه من أهل بيته ، وأنه يملأ الأرض عدلاً ، وأن عيسى عليه الصلاة والسلام يخـرج فيساعده على قتل الدجال ، وأنه يؤم هذه الأمة وعيسى عليه السلام خلفه .. في طُولٍ مِنْ قصته وأمره " ا هـ والأحاديث التي جاء فيها ذكـر الإمام المهدي فيها ما هو صحيح ، وفيها ما هو حسن ، وفيها ما هو ضعيف ، ولكنها – لكثرتها وكثرة رواتها وكثرة مُخَرِّجيها – يُقوِّي بعضها بعضًا ؛ حتى صارت تفيد القطع واليقين ، وهذا بخلاف الآثار الكثيرة المصرحة بذكر المهدي عن الصحابة والتي لها حكم الرفع ؛ لأن مثل ذلك لا يُقال بالرأي ولا مجال للاجتهاد فيه .
2- ومن مجموع الروايات الواردة في المهدي يتضح لنا أنه من بيت النبوة ؛ من نسل السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام ، والإمام الحسين عليه السلام : جده لأبيه ، والإمام الحسن عليه السلام : جده لأمه ( أو العكس ) ، وهو شبيه في صورته بجَدِّه : النبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ؛ فوجهه كالكوكب الدُّرِّيِّ في الحُسن والوضاءة ، أجلى الجبهة ، أقنى الأنف ، أكحل العينين واسعهما ، أزَجُّ ( أي دقيقُ الحاجبين طويلُهما ) ، أبلج ( أي مفروقُ الحاجبين غير مقرونهما ) ، كث اللحية ، برَّاق الثنايا ، يواطئ اسمُه اسمَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم واسمُ أبيه اسمَ أبي المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو لا يعرف نفسه ولا يدعو إلى مهديته ، وإنما يختاره الناس فجأة ويبايعونه بين الركن والمقام وهو كاره بعد أن يهرب منهم مرة بعد مرة ، ويتولى الخلافة وهو ابن أربعين سنة فيمكث فيها سبع سنين أو ثمانيًا أو تسعًا يعم فيها الرخاء والعدل وكثرة المال ، ويُكتَب له القبول في الأرض والسماء ، إلى غير ذلك من الصفات التي جاء ذكرها في الأحاديث الواردة فيه عليه السلام.
3 - وقد عُنِيَ بجمع الأحاديث والآثار الواردة في الإمام المهدي عليه السلام جماعة من العلماء ؛ كالإمام أبي داود السجستاني [ ت 275 هـ ] في كتاب " السنن " ، والحـافظ أبي نُعَيْم الأصبهاني [ ت 430 هـ ] في " الأربعين في أخبار المهدي " ، والحافظ أبي العلاء الهمذاني الحنبلي [ ت 569 هـ ] في " الأربعين في المهدي " ، والحافظ السيوطي الشافعي [ ت 911 هـ ] في " العرف الوردي في أخبار المهدي " ، والعلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي [ ت 973 هـ ] في " القول المختصر في علامات المهدي المنتظر " ، والمحدث المتقي الهندي [ ت 975 هـ ] في " البرهان عن مهدي آخر الزمان " ، والشيخ ملا علي القاري الحنفي [ ت 1014 هـ ] في كتابيه " الرد على من حكم وقضى أن المهدي جاء ومضى " و " المشرب الوردي في أخبار المهدي " ، والإمام الشوكاني [ ت 1250 هـ ] في كتابه " التوضيح في تواتر ما جاء عن المهدي والدجال والمسيح " ، والحافظ السيد أحمد بن الصِّدِّيق الغماري [ ت 1380 هـ ] في ردِّه على ابن خلدون ما أنكره من أمر المهدي وسمَّاه " إبراز الوهم المكنون من كلام ابن خلدون " ، وشيخنا الحافظ المحدث السيد عبد الله بن الصِّدِّيق الغماري [ ت 1413 هـ ] في رسالته " المهدي المنتظر " التي جمع فيها طائفة من الأحاديث النبوية والآثار عن الصحابة والتابعين الواردة في الإمام المهدي ... وغيرهم كثير ممن يضيق المقام عن ذكرهم وسرد مؤلفاتهم في ذلك .
4 - ومن الأحاديث الصحيحة الواردة في المهدي عليه السلام :
- حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عند أحمد وأبي داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وحسَّنه الترمذي وصححه ابن حبان والحاكم ، ولفظ أبي داود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « الْمَهْدِيُّ مِنِّي ، أَجْلَى الْجَبْهَةِ ، أَقْنَى الأَنْفِ ، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا ، يَمْلِكُ سَبْعَ سِنِينَ » ، وأصل هذا الحديث في صحيح مسلم بلفظ « يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ وَلاَ يَعُدُّهُ » .
- وحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عند أبي داود والترمذي وابن ماجه وغيرهم وصححه الترمذي وابن حبان والحاكم ، ولفظ أبي داود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدُّنْيَا إِلاَّ يَوْمٌ لَطَوَّلَ اللَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ حَتَّى يَبْعَثَ فِيهِ رَجُلاً مِنِّي – أو مِنْ أَهْلِ بَيْتِي – يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي ، يَمْلأُ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا وَجَوْرًا » . قال الحاكم في "المستدرك" : " رواه الثوري وشعبة وزائدة وغيرهم من أئمة المسلمين عن عاصم ، وطُرُق عاصم عن زِرٍّ عن عبد الله كلُّها صحيحة على ما أصَّلْتُه من الاحتجاج بأخبار عاصم ؛ إذ هو إمام من أئمة المسلمين " ا هـ .
- وحديث علي بن أبي طالب كرم الله وجهه عند أحمد وأبي داود وابن ماجه وغيرهم ، ولفظ أبي داود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « لَوْ لَمْ يَبْقَ مِنَ الدَّهْرِ إِلاَّ يَوْمٌ لَبَعَثَ اللَّهُ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ بَيْتِي ، يَمْلأُهَا عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا » .
- وحديث أم سلمة رضي الله عنها عند أبي داود وابن ماجه والحاكم وغيرهم وصححه ابن حبان ، ولفظ أبي داود عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : « الْمَهْدِيُّ مِنْ عِتْرَتِي ؛ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ » .
إلى غير ذلك من الأحاديث والآثار الواردة في المهدي عليه السلام .
5 - والمهدي عليه السلام ليس مُنْتَظَرًا عند أهل السنة ؛ فلم يصدر من الشرع تكليف للأمة أو للأفراد بترقُّبِ ظهوره وتحسُّسِ مجيئه ، وليس الإسلام متوقفًا في كماله ولا في تطبيق أحكامه على ظهور المهدي ؛ بل الإسلام هو كلمة الله الأخيرة إلى العالمين وهو العهد الأخير الذي ارتضاه الله تعالى للبشر { اليَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا } (المائدة 3 ) ، وهو دين الله الذي جعله مرنًا مستوعبًا لعوامل التغير ؛ فأمر عباده بتطبيقه عبر الزمان والمكان والأشخاص والأحوال من غير أن يترقبوا في ذلك مهديًّا أو يُوقفوا العملَ على نزول مَنْ بُشِّرُوا بنزوله ، وإنما غاية المراد من رواية أحاديث المهدي ونهاية المقصود من معرفة أخباره وأخبار غيره – مما أخبر به النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين يدي الساعة – هو التصديق بخبر المعصوم صلى الله عليه وآله وسلم فيه واتباع ما أرشد إليه في ذلك كله عند ظهوره ، فإذا حصل شيء من ذلك وظهر ووافق الخُبْرُ فيه الخَبَر كان ذلك معجزة نبوية متجددة تشهد بجلاء على صحة خبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وآله وسلم ، فإذا ما
رآها الناس قالوا : { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلاَّ إِيمَانًا وَتَسْلِيمًا } .
والله سبحانه وتعالى أعلم.
تمت الإجابة بتاريخ 12/6/2005



http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=4306[/align]
[/cell][/table][/center]

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: بدعة الاحتفال
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 23, 2008 11:37 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة مارس 21, 2008 2:12 pm
مشاركات: 41
الاحتفال بالمولد النبوي بدعة ما انزل الله بها من سلطان,,
مع ذكر الادلة في بدعتها


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة:
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد مارس 23, 2008 11:59 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
بسم الله
والصلاة والسلام علي خاتم الأنبياء وسيد ولد ادم مولانا محمد بن عبد الله وعلي آله وصحبه والتابعين له بإحسان إلي يوم الدين

الي الاستاذ سارى .
هي حقا بدعه ومضله ايضا الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لانها تفتن الوهابيه بحب خير خلق الله .
ومضله ايضا لانها تبعدهم عن طريق الذي اختاره سيد الوهابيه محمد بن عبد الوهاب لبغض رسول الله بكل صور ممكنه .

وادله الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هي للأسف لن تفيدك لانها تخص أهل السنه والجماعه فقط وهي لهم ام الوهابيه فهي ليست منوطه بتلك الادله ومهما اتينا لك من ادله فلن تقنعك لانك لديك فكر ثابت ان خرجت عن دائرته فقدت مصدقيته ولن تعود له بسبب الشفاء من علته الشرك والكفر برسول الله صلي الله عليه واله وسلم


والادله لحقيقه الاحتفال هي من دار الافتاء المصريه دار اهل الاسلام والسنه الحقيقي .. وشكرا

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: من فتاوي دار الأفتاء المصريه
مشاركة غير مقروءةمرسل: الثلاثاء إبريل 01, 2008 10:33 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
فتاوي أهل السنة والجماعه :-

[font=Times New Roman]الموضوع ( 3284 ) ختام الصلاة جهرا وأذان يوم الجمعة.

--------------------------------------------------------------------------------


من السيد / س و قال أن موظفى المستعمرة اختلفوا فى ختام الصلاة فى المسجد جهرا فقال قائل بأنه جائز شرعا وقال البعض بأنه غير جائز وكما اختلفوا فى ذلك اختلفوا أيضا فى الأذان يوم الجمعة هل أذان واحد أم هو أذانان كما هو متبع فى جميع المساجد وطلب بيان الحكم الشرعى.

--------------------------------------------------------------------------------


الجواب عن السؤال الأول أنه قد ثبت عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه كان اذا فرغ من الصلاة استقبل أصحابه بوجهه الكريم وذكر الله وعلمهم الذكر عقيب الخروج من الصلاة ففى الصحيحين من حديث العترة بن شعبة أنه عليه السلام كان يقول لا اله إلا الله وحده لا شريك له. له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد - ونحو ذلك من الأدعية التى جاءت بها السنة الشريفة - فختام الصلاة على النحو الوارد بالسؤال بنحو ما سبق وما أثر عنه عليه السلام لا يخرج عن كونه من الذكر المأمور به شرعا. ولكن ينبغى أن يكون ذلك بصوت خفيف لا يشوش على المصلين أو يفسد عليهم صلاتهم والا كان ممنوعا. هذا بالنسبة للسؤال الأول.
أما جواب السؤال الثانى فان المتوارث كما جاء فى الفتح والعناية أن للجمعة أذانين - الأول هو الذى حدث فى زمن سيدنا عثمان رضى الله عنه على الزوراء ليترك الناس البيع والشراء ويتوجهوا إلى الجمعة عملا بقوله تعالى { إذا نودى للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع }. وقد أمر به سيدنا عثمان لما كثر الناس بالمدينة وتباعدت منازلهم ليعلمهم بدخول الوقف قياسا على بقية الصلوات فألحق الجمعة بها وأبقى خصوصيتها بالأذان بين يدى الخطيب اجتهادا منه ووافقه على ذلك سائر الصحابة بالسكوت عليه وعدم الانكار فصار اجماعا سكوتيا وهو حجة وثبت الأمر على هذا وأخذ الناس به فى جميع البلاد فكان فى يوم الجمعة من ذلك الحين أذانان هذا الأذان الأول الذى أمر به سيدنا عثمان والأذان الثانى وهو الذى يكون بين يدى الامام الخطيب حين يجلس على المنبر وهو الذى كان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وعهد سيدنا أبى بكر وسيدنا عمر رضى الله عنهما ولم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا هذا الأذان حتى أحدث سيدنا عثمان الأذان الأول ولذا قال صاحب الهداية والأصح أن المعتبر فى وجوب السعى إلى الجمعة وحرمة البيع هو الأذان الأول اذا كان بعد الزوال لحصول الإعلام به والله أعلم
.[/font]

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: حكم النقاب
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأحد إبريل 06, 2008 3:50 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
[font=Arial]الرقـم المسلسل: 4067
الموضوع: حكم النقاب
الـمـفـتـــي: أمانة الفتوى
الســــؤال:

اطلعنا على الطلب الوارد إلينا عن طريق الإنترنت – المقيد برقم 2341 لسنة 2004م والمتضمن :
السؤال عن حكم النقاب هل هو فرض ؟ حيث إن هناك من الفقهاء من يوجبه استنادًا إلى حديث السيدة عائشة رضي الله عنها أنها كانت تغطي وجهها في الحج حتى يمر الركب .

الـجـــواب:


الزي الشرعي المطلوب من المرأة المسلمة هو أي زي لا يصف مفاتن الجسد ولا يشف ويستر الجسم كله ما عدا الوجه والكفين ، ولا مانع كذلك أن تلبس المرأة الملابس الملونة بشرط ألا تكون لافتة للنظر أو تثير الفتنة ، فإذا تحققت هذه الشروط على أي زي جاز للمرأة المسلمة أن ترتديه وتخرج به .
أما نقاب المرأة الذي تغطي به وجهها وقفازها الذي تغطي به كفها فجمهور الأمة على أن ذلك ليس واجبًا وأنه يجوز لها أن تكشف وجهها وكفيها أخذًا من قول الله تعالى : ( وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور 31] حيث فسر جمهور العلماء من الصحابة ومن بعدهم الزينة الظاهرة بالوجه والكفين ، نُقِل ذلك عن ابن عباس وأنس وعائشة رضي الله عنهم ، وأخذًا من قوله تعالى : ( وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ) [النور 31] فالخمار هو غطاء الرأس ، والجيب هو فتحة الصدر من القميص ونحوه ، فأمر الله تعالى المرأة المسلمة أن تغطي بخمارها صدرها ولو كان ستر الوجه واجبًا لصرحت به الآية الكريمة ، ومن السنة المشرفة حديث عائشة رضي الله عنها أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبِى بَكْرٍ دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَعَلَيْهَا ثِيَابٌ رِقَاقٌ فَأَعْرَضَ عَنْهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم وَقَالَ : « يَا أَسْمَاءُ إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا بَلَغَتِ الْمَحِيضَ لَمْ تَصْلُحْ أَنْ يُرَى مِنْهَا إِلاَّ هَذَا وَهَذَا » وَأَشَارَ إِلَى وَجْهِهِ وَكَفَّيْهِ . أخرجه أبو داود . إلى غير ذلك من الأدلة المصرحة بعدم وجوب ستر الوجه والكفين .
بينما يرى بعض الفقهاء أنه يجب على المرأة ستر وجهها لما رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه عن عائشة رضي الله عنها قالت : « كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم مُحْرِمَاتٌ فَإِذَا حَاذَوْا بِنَا أَسْدَلَتْ إِحْدَانَا جِلْبَابَهَا مِنْ رَأْسِهَا عَلَى وَجْهِهَا فَإِذَا جَاوَزُونَا كَشَفْنَاهُ » ، وهذا الحديث لا دليل فيه على وجوب ستر وجه المرأة لأن فعل الصحابة لا يدل أصلاً على الوجوب ولاحتمال أن يكون ذلك حكمًا خاصًا بأمهات المؤمنين كما خُصِّصْن بحرمة نكاحهن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وقد تقرر في علم الأصول " أن وقائع الأحوال ، إذا تَطَرَّقَ إليها الاحتمال ، كَسَاها ثَوْبَ الإجمال ، فَسَقط بها الاستدلال " .
وقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : « لاَ تَنْتَقِبُ الْمَرْأَةُ الْمُحْرِمَةُ وَلاَ تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ » وهذا يدل على أن الوجه والكفين من الحرة ليسا بعورة ، وكيف يُتَصَوَّرُ أنهما عورة مع الاتفاق على كشفهما في الصلاة ووجوب كشفهما في الإحرام ! إذ من المعلوم أن الشرع لا يمكن أن يأتي بتجويز كشف العورة في الصلاة ووجوب كشفها في الإحرام ، ومحظورات الإحرام أشياء كانت في الأصل مباحة كلبس المخيط والطيب والصيد ونحوها ، وليس منها شيء كان واجبًا ثم صار بالإحرام حرامًا .
وقصارى القول أن ستر الوجه والكفين للمرأة المسلمة ليس فرضًا وإنما يدخل في دائرة المباح ؛ فإن سترت وجهها وكفيها فهو جائز ، وإن اكتفت بالحجاب الشرعي دون أن تغطي وجهها وكفيها فقد برئت ذمتها وأدت ما عليها . تمت الإجابة بتاريخ 07/10/2004 [/font]


http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=4067

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: عدم جواز نبش ضريح الولي الصالح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 11, 2008 12:41 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
الرقـم المسلسل
الموضوع 6594
نقل رفات ولي من ضريحه لمصلحة توسيع المدرسة الواقع فيها الضريح

--------------------------------------------------------------------------------

الســــؤال اطلعنا على البريد الوارد بتاريخ: 9/ 4/ 2007م المقيد برقم: 527 لسنة 2007 م المتضمن:
يوجد في إحدى مدارس قرية البلاشون -مركز بلبيس شرقية- ضريح لأحد أولياء الله الصالحين يشغل مساحة كبيرة تقف عقبةً أمام بناء فصول بالمدرسة لمواجهة زيادة الكثافة العددية عن الحد المقرر لها، وأهل البلد يرغبون في بناء هذه الفصول، فهل يجوز نقل رفات هذا الولي إلى مقابر المسلمين ليُدفَن بها لتتسع المساحة لبناء فصول جديدة؟


--------------------------------------------------------------------------------

الـجـــواب من المقرر شرعًا أن مكان القبر إما أن يكون مملوكًا لصاحبه قبل موته، أو موقوفًا عليه بعده، وشرط الواقف كنص الشارع؛ فلا يجوز أن يُتَّخَذَ هذا المكان لأي غرض آخر، وقد حرم الإسلام انتهاك حرمة الأموات؛ فلا يجوز التعرض لقبورهم بالنبش؛ لأن حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا، فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله الصالحين فإن نبش قبره يكون أشد حرمة وأعظم جُرمًا؛ لأن إكرام الأولياء ومعرفة حقهم أحياءً وأمواتًا واجب شرعي؛ فإنهم موضع نظر الله تعالى، ومَن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَن عادى لي وَلِيًّا فقد آذَنتُهُ بالحَربِ» رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن إزالة الضريح المذكور ونقله لتوسيع المدرسة وبناء فصول جديدة فيها أمر غير جائز شرعًا، وعمل هذه الفصول وإن كان أمرًا مشروعًا في نفسه إلا أنه لا يجوز التوصل إليه بفعل الحرام ونبش قبور الأموات، بل يُترَك الضريح على حاله ويُبحَث لهذه الفصول عن مكان آخر.
والله سبحانه وتعالى أعلم

http://www.dar-alifta.org/Print.aspx?Type=1&ID=6594

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: عدم جواز نبش ضريح الولي الصالح
مشاركة غير مقروءةمرسل: الأربعاء يونيو 11, 2008 12:42 pm 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
الرقـم المسلسل
الموضوع 6594
نقل رفات ولي من ضريحه لمصلحة توسيع المدرسة الواقع فيها الضريح

--------------------------------------------------------------------------------

الســــؤال اطلعنا على البريد الوارد بتاريخ: 9/ 4/ 2007م المقيد برقم: 527 لسنة 2007 م المتضمن:
يوجد في إحدى مدارس قرية البلاشون -مركز بلبيس شرقية- ضريح لأحد أولياء الله الصالحين يشغل مساحة كبيرة تقف عقبةً أمام بناء فصول بالمدرسة لمواجهة زيادة الكثافة العددية عن الحد المقرر لها، وأهل البلد يرغبون في بناء هذه الفصول، فهل يجوز نقل رفات هذا الولي إلى مقابر المسلمين ليُدفَن بها لتتسع المساحة لبناء فصول جديدة؟


--------------------------------------------------------------------------------

الـجـــواب من المقرر شرعًا أن مكان القبر إما أن يكون مملوكًا لصاحبه قبل موته، أو موقوفًا عليه بعده، وشرط الواقف كنص الشارع؛ فلا يجوز أن يُتَّخَذَ هذا المكان لأي غرض آخر، وقد حرم الإسلام انتهاك حرمة الأموات؛ فلا يجوز التعرض لقبورهم بالنبش؛ لأن حرمة المسلم ميتًا كحرمته حيًّا، فإذا كان صاحب القبر من أولياء الله الصالحين فإن نبش قبره يكون أشد حرمة وأعظم جُرمًا؛ لأن إكرام الأولياء ومعرفة حقهم أحياءً وأمواتًا واجب شرعي؛ فإنهم موضع نظر الله تعالى، ومَن نالهم بسوء أو أذى فقد تعرض لحرب الله عز وجل، كما جاء في الحديث القدسي: «مَن عادى لي وَلِيًّا فقد آذَنتُهُ بالحَربِ» رواه البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإن إزالة الضريح المذكور ونقله لتوسيع المدرسة وبناء فصول جديدة فيها أمر غير جائز شرعًا، وعمل هذه الفصول وإن كان أمرًا مشروعًا في نفسه إلا أنه لا يجوز التوصل إليه بفعل الحرام ونبش قبور الأموات، بل يُترَك الضريح على حاله ويُبحَث لهذه الفصول عن مكان آخر.
والله سبحانه وتعالى أعلم

http://www.dar-alifta.org/Print.aspx?Type=1&ID=6594

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
 عنوان المشاركة: النسب الهاشمي
مشاركة غير مقروءةمرسل: الاثنين يونيو 23, 2008 9:08 am 
غير متصل

اشترك في: الجمعة إبريل 28, 2006 11:18 pm
مشاركات: 4101
مكان: الديار المحروسة
الرقـم المسلسل
الموضوع 5194
النسب الهاشمي

--------------------------------------------------------------------------------

الســــؤال
اطلعنا على الطلب المقيد برقم:654 لسنة 2007م المتضمن :
هناك من يدّعي أنه لا يجوز تعظيم من انتسب إلى البيت النبوي الكريم؛ لأن تعظيمهم يؤدي إلى المغالاة فيهم، وأن الانتساب حاليًّا إلى الهاشميين محل نظر، وأنه بسبب بُعد النسب واختلاطه في القرون الماضية قد يدعي بعض الناس هذا الشرف بغير حق فيصدقهم الناس ، وأنه كانت لهم مزية في العهد النبوي وما قَرُب منه فكانوا لا يأخذون من الزكاة ، أما الآن فقد ضعُفَت هذه المزية، وإنما هم كسائر الناس : إما مؤمن تقي أو فاجر شقي. فهل لمن انتسب إلى آل البيت النبوي مزيّة على غيرهم من عامة المسلمين؟ وما هو الحق الواجب على غيرهم في التعامل معهم ؟



--------------------------------------------------------------------------------

الـجـــواب
جاء الشرع الحنيف بالأمر بحبّ آلِ بيتِ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فقال تعالى : (قُل لا أَسأَلُكم عليه أَجرًا إلاّ المَوَدّةَ في القُربى) [الشورى:23] ، وصح عن سعيد بن جُبَيرٍ رحمه الله تعالى أنه قال في معنى هذه الآية : «لم يكن بَطنٌ من قريش إلا كان له فيهم قرابة ؛ فقال: إلاّ أن تَصِلُوا ما بيني وبينكم مِن القرابة»، فهذا إيصاء بقرابته صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يأمُرُه الله تعالى أن يبلغه إلى الناس . وأمرَنا رسولُ الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم بحب آل بيته والتمسك بهم، ووصانا بهم عليهم السلام في كثير من أحاديثه الشريفة: فعن زيد بن أَرقَمَ رضي الله تعالى عنه قال: قامَ رسولُ اللهِ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يَومًا فينا خَطِيبًا بماءٍ يُدعى "خُمًّا" بينَ مَكّةَ والمَدِينةِ، فحَمِدَ اللهَ وأَثنى عليه ووَعَظَ وذَكَّرَ، ثمّ قالَ : «أمّا بعدُ، ألا أيها النّاسُ، فإنّما أنا بَشَرٌ يُوشِكُ أن يَأتِيَ رَسُولُ رَبِّي فأُجِيبَ، وأنا تارِكٌ فيكم ثَقَلَينِ: أَوَّلُهما كِتابُ اللهِ، فيه الهُدى والنُّورُ، فخُذُوا بكِتابِ اللهِ واستَمسِكُوا به»، فحَثَّ على كِتابِ اللهِ ورَغَّبَ فيه، ثمّ قالَ : «وأَهلُ بَيتِي، أُذَكِّرُكم اللهَ في أَهلِ بَيتِي، أُذَكِّرُكم اللهَ في أَهلِ بَيتِي ، أُذَكِّرُكم اللهَ في أَهلِ بَيتِي» ، فقال له حُصَينٌ: ومَن أهلُ بيتِه يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته مَن حُرِم الصدقةَ بعدَه، قال : ومَن هم؟ قال: هم آل علي وآل عَقِيل وآل جعفر وآل عباس، قال: كل هؤلاء حُرِمَ الصدقةَ ؟ قال : نعم . رواه مسلم . وعن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنهما قال : رأيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القَصواءِ يَخطُبُ فسمعتُه يقول: «يا أيها النّاسُ، إنِّي قد تَرَكتُ فيكم ما إن أَخَذتم به لَن تَضِلُّوا: كِتابَ اللهِ، وعِترَتِي: أَهلَ بَيتِي». رواه الترمذي. وعن عبد الله بن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: قال رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم: «أَحِبُّوا اللهَ لِما يَغذُوكم مِن نِعَمِه، وأَحِبُّونِي بحُبِّ اللهِ، وأَحِبُّوا أَهلَ بَيتِي لحُبِّي». رواه الترمذي. فالمسلم حقًّا يحب الله تعالى حبًّا كثيرًا، وبحبه لله تعالى أحب رسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم الذي كان نافذة الخير التي رحم الله تعالى العالمين بها، وبحبه لرسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أحب آل بيته الكرام الذين أوصى بهم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وعظمت فضائلهم وزادت محاسنهم. ولذلك قال سيدنا أبو بكر الصديق رضي الله عنه: «والذي نَفسِي بيَدِه لَقَرابةُ رسولِ اللهِ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم أَحَبُّ إلَيَّ أن أَصِلَ مِن قَرابَتِي»، وقال رضي الله تعالى عنه أيضًا: «ارقُبُوا محمدًا صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في أَهلِ بَيتِه». رواهما البخاري في صحيحه. فموقع محبة أهل بيت رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم في أعماق قلب كل مسلم، وهو مظهر حب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم؛ فبحبه أحبهم، كما أن محبة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم هي مظهر محبة الله؛ فبحب الله أحب المسلم كل خير، فالكل في جهة واحدة وسائل توصل إلى المقصود، والله يُفهِمُنا مراده. أما القول بأن النسب النبوي الكريم لا مزية له على غيره من الأنساب فهي فرية لا يجرأ عليها مسلم يعلم حقَّ المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وحقَّ آلِ بيته الكرام الطيبين الطاهرين؛ فإن شرف آل البيت بشرف أصلهم صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وقد رد النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم هذه المزاعم بقوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم : "كلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنقَطِعٌ يومَ القيامةِ إلا سَبَبِي ونَسَبِي". رواه الطبراني والحاكم والبيهقي عن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، ورواه الطبراني وغيره عن ابن عباس وعن المِسوَر بن مَخرَمةَ رضي الله تعالى عنهم ، وسبب الحديث كما رواه البَزّارُ وغيره عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: تُوُفِّيَ ابنٌ لصَفِيّةَ عَمّةِ رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فبكت عليه وصاحت، فأتاها النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فقال لها: "يا عَمّةُ، ما يُبكِيكِ؟" قالت: تُوُفِيَ ابني، قال: "يا عمةُ، مَن تُوُفِيَ له وَلَدٌ في الإسلامِ فصَبَرَ بَنى اللهُ له بَيتًا في الجنةِ"، فسكتت، ثم خرجت من عند رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب، فقال: يا صفية، قد سمعتُ صُراخَكِ، إن قَرابَتَكِ مِن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لن تُغنِيَ عنكِ مِن الله شيئًا، فبَكَت، فسمعها النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم -وكان يُكرِمُها ويُحِبُّها- فقال : "يا عمة ، أَتبكِينَ وقد قُلتُ لكِ ما قُلتُ!"، قالت: ليس ذاك ما أبكاني يا رسول الله؛ استقبلني عمرُ بن الخطاب فقال: إنّ قرابتكِ مِن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لن تغني عنكِ مِن الله شيئًا، قال: فغضب النبيُّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وقال: "يا بلالُ، هجِّر بالصلاة"، فهَجَّرَ بلالٌ بالصلاة، فصعد المنبرَ النبيُّ صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، فحمد اللهَ وأثنى عليه، ثم قال: "ما بالُ أَقوامٍ يَزعُمُون أنّ قَرابَتِي لا تَنفَع! كلُّ سَبَبٍ ونَسَبٍ مُنقَطِعٌ يومَ القيامةِ إلا سَبَبِي ونَسَبِي؛ فإنها مَوصُولةٌ في الدنيا والآخرةِ"، فقال عمر: فتزوجتُ أمَّ كُلثُومٍ بنتَ علي رضي الله تعالى عنهما لِمَا سمعتُ مِن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم يومئذ؛ أحببتُ أن يكون لي منه سبب ونسب. والمسلم مأمور بتعظيم كلِّ ما عَظَّمَ اللهُ تعالى شأنَه من الأمكنة والأزمنة والأشخاص والأحوال؛ فيسعى المسلم مثلاً للصلاة في المسجد الحرام والدعاء عند قبر المصطفى صلّى الله تعالى عليه وآله وسلَّم والملتزم تعظيمًا لما عظَّمه الله تعالى من الأماكن، ويتحرى قيامَ ليلة القدر والدعاءَ في ساعة الإجابة يوم الجمعة وفي ثلث الليل الآخر تعظيمًا لما عظّمه الله تعالى من الأزمنة، ويتقرب إلى الله تعالى بحب الأنبياء والأولياء وآل البيت والصالحين تعظيمًا لمن عظمه الله تعالى من الأشخاص، ويتحرى الدعاء حال السفر وعند نزول الغيث وغير ذلك تعظيمًا لما عظّمه الله تعالى من الأحوال... وهكذا، وكل ذلك داخل في قوله تعالى: {ذلكَ ومَن يُعَظِّم شَعائِرَ اللهِ فإنّها مِن تَقوى القُلُوبِ} [الحج:32]. والمحظور إنما هو التعظيم مع الله أو التعظيم من دون الله، ومنه الشرك المذكور في نحو قوله تعالى: {ومِن النّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهم كحُبِّ اللهِ والذين آمنوا أَشَدُّ حُبًا للهِ} [البقرة: 165]، أما تعظيم ما عظّمه الله فهو تعظيم بالله، والتعظيم بالله تعظيم لله. والمغالاة لا تكون في المحبة، وإنما تكون في الاعتقاد، فطالما أن المسلم سليم الاعتقاد فلا حرج عليه في المحبة لرسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم وأهل بيته، فالمسلم يعتقد أنه لا إله إلا الله وأن سيدنا محمدًا هو رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وأن الأنبياء معصومون، وغير الأنبياء من العِترة الطاهرة والصحابة الكرام ليسوا بمعصومين، وإنما هم محفوظون بحفظ الله للصالحين، ويجوز عقلاً وقوعهم في الآثام والكبائر، ولكن الله تعالى يحفظهم بحفظه، فطالما أن المسلم سليم الاعتقاد في هذه النواحي فليحب أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من كل قلبه، وهي درجات يرزقها الله من أحبه؛ فكلما زاد حب المسلم لأهل البيت ارتقى بهذا الحب في درجات الصالحين؛ لأن حب أهل البيت الكرام علامةٌ على حب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وحب رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم علامة على حب الله عز وجل. أما إنكار صحة أنساب آل البيت بدعوى اختلاط الأنساب فهو أمر مخالف للشرع، بل هو من الكبائر التي سماها النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم كفرًا في مثل قوله: "اثنَتانِ في الناسِ هما بهم كُفرٌ: الطَّعنُ في النَّسَبِ والنِّياحةُ على المَيتِ". رواه مسلم وأحمد عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه، وفي رواية أبي عَوانة في المستخرج: "هم بهما كُفرٌ". ورواية الجمهور إخبار عن الوصف، ورواية أبي عوانة إخبار عن الشخص. وقد احتاط الشرع الشريف لحفظ الأنساب، وليس كل مَن ادَّعى نَسَبًا صُدِّق فيه، ولكن هذا لا يجوز أن يكون تُكَأَةً للطعن في الأنساب الكريمة والأحساب الشريفة الثابتة لأصحابها بما يثبت بمثله النسب شرعًا، ومَن نفى نسبًا ادعاه صاحبه من غير بينة تصلح لنفيه فهو داخل في هذا الوعيد النبوي الوارد في الحديث السابق. كما أنه من المعلوم عند أهل السنة أنه قد وردت أحاديث متكاثرة ترقى إلى التواتر المعنوي بمجيء المهدي عليه السلام في آخر الزمان ، وهو رجل صالح من أولياء الله تعالى يأتي عند انتشار الظلم يكون له صفات خِلقية وخُلُقية منصوص عليها في هذه الأحاديث الكثيرة، ومما يميزه أنه من أهل البيت الشريف، فقد جاء في مسند أحمد وسنن ابن ماجه ومصنف ابن أبي شيبة وعند غيرهم- عن علي رضي الله تعالى عنه مرفوعا: "المَهدِيُّ مِنّا أَهلَ البَيتِ يُصلِحُه اللهُ في لَيلةٍ"، وفي مسند أحمد وسنن أبي داود ومستدرك الحاكم وقال: صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه- عن أبي سعيد رضي الله تعالى عنه مرفوعا: "المَهدِيُّ مِنِّي، جَلِيُّ الجَبهةِ أَقنى الأَنفِ، يَملأُ الأرضَ قِسطًا وعَدلاً كما مُلِئَت جَورًا وظُلمًا، يَملِكُ سَبعَ سِنِينَ"، ودعوى هؤلاء بإنكار النسب الشريف الآن والتشكيك فيه تستتبع إنكارَهم له في المستقبل من باب أولى؛ لزيادة البُعد –على زعمهم- عن الأصل الشريف، وحينئذ لا يكون لذِكر كون المهدي من أهل البيت فائدة، وهو ما يتنـزه عنه كلام الشارع صلى الله تعالى عليه وآله وسلم. فليتق الله أولئك الذين يعاكسون وصية المصطفى صلى الله تعالى عليه وآله وسلم لأمته بأهل بيته الكرام أن يُحسِنُوا إليهم وأن يَعرِفُوا لهم حُرمَتَهم وقَدرَهم ومَكانَتَهم ومَكانَهم من النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم، وليَتَّقِ اللهَ أولئك الذين يقدحون في الثوابت الدينية المستقرة باتباع المتشابه من بعض ظواهر الأدلة تاركين الأصول القطعية الثابتة التي أجمع عليها المسلمون، وليَستَحِ مِن رسول الله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ذلك الذي يزعم أنه لا مزية لأولاده عليه الصلاة والسلام على أولاد غيره، نسأل الله أن يوفق المسلمين لحسن الأدب مع رسوله صلى الله تعالى عليه وآله وسلم ومع آل بيته الكرام الطيبين الطاهرين عليهم السلام. والله سبحانه وتعالى أعلم.
تمت الإجابة بتاريخ 21/5/2007



http://www.dar-alifta.org/ViewFatwa.aspx?ID=5194&text=آل%20البيت#

_________________
صورة


أنا الذى سمتنى أمى حيدره

كليث غابات كريه المنظره

أوفيهم بالصاع كيل السندره


أعلى
 يشاهد الملف الشخصي  
 
عرض مشاركات سابقة منذ:  مرتبة بواسطة  
إرسال موضوع جديد الرد على الموضوع  [ 115 مشاركة ]  الانتقال إلى صفحة 1, 2, 3, 4, 5 ... 8  التالي

جميع الأوقات تستخدم GMT + ساعتين


الموجودون الآن

المستخدمون المتصفحون لهذا المنتدى: لا يوجد أعضاء مسجلين متصلين و 11 زائر/زوار


لا تستطيع كتابة مواضيع جديدة في هذا المنتدى
لا تستطيع كتابة ردود في هذا المنتدى
لا تستطيع تعديل مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع حذف مشاركاتك في هذا المنتدى
لا تستطيع إرفاق ملف في هذا المنتدى

البحث عن:
الانتقال الى:  
© 2011 www.msobieh.com

جميع المواضيع والآراء والتعليقات والردود والصور المنشورة في المنتديات تعبر عن رأي أصحابها فقط