[font=Times New Roman]بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد وآله الطاهرين و سلم
يجمع المسلمين في العقيدة أصول ومنابع واحده
القرآن الكريم و السنة النبوية المطهرة
وما خالف هذان الأصلان ضرب به عرض الحائط
لذا سنسلك في بحثنا هذا إثبات المسألة من القرآن الكريم ومن مصادر الفريقين الشيعة و السنة وهي الأهم في هذا المنتدى
وحقيقة أردت أن أشير إلى بيان مسألة من المسائل التي يعتقد بها المسلمين جميعا
وهي مسألة تتعلق بالقضاء والقدر والمشيئة
إتفق عليها المسلمين وإختلفوا في تسميتها
ألا وهي عقيدة البــــــداء ( التي سنختم بما توصلنا إليه بإذن الله تعالى من سعادة و عبادة )
والحق أن هذه المسمى يختص به الإمامية الشيعة في إطلاقه على هذه المسألة العقدية
ولعلنا لتقريب المسألة على ذهن القاريء نقدم قول الشيخ المفيد فيها فهو قول جامع وسديد يرشد إلى المطلب بسهولة و يسر
يقول الشيخ المفيد المتوفى عام 413 هـ في كتابه أوائل المقالات
( [color=#336600]5] - القول في البداء والمشية
وأقول: في معنى البداء ما يقول المسلمون بأجمعهم في النسخ وأمثاله
من الإفقار بعد الاغناء، والأمراض بعد الاعفاء، والإماتة بعد الإحياء، وما يذهب إليه أهل العدل خاصة من الزيادة في الآجال والأرزاق والنقصان منها بالأعمال.
فأما إطلاق لفظ البداء فإنما صرت إليه بالسمع الوارد عن الوسائط بين العباد وبين الله - عز وجل -، ولو لم يرد به سمع اعلم صحته ما استجزت إطلاقه
كما إنه لو لم يرد على سمع بأن الله تعالى يغضب ويرضى ويحب ويعجب لما أطلقت ذلك عليه - سبحانه -،
ولكنه لما جاء السمع به صرت إليه على المعاني التي لا تأباها العقول، وليس بيني وبين كافة المسلمين في هذا الباب خلاف، وإنما خالف من خالفهم في اللفظ دون ما سواه، وقد أوضحت عن علتي في إطلاقه بما يقصر معه الكلام، وهذا مذهب الإمامية بأسرها وكل من فارقها في المذهب ينكره على ما وصفت من الاسم دون المعنى ولا يرضاه. ) ص 80
إذن الخلاف يقع في اللفظ دون المعنى
ولعلنا نشير إلى المعنى اللغوي للبداء لنفهم من أين جاء الخلاف
جاء في لسان العرب ( بَدا الشيءُ يَبْدُو بَدْواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَداً؛ الأَخيرة عن سيبويه: ظهر. وأَبْدَيْته أَنا: أَظهرته. وبُدَاوَةُ الأَمر: أَوَّلُ ما يبدو منه؛ هذه عن اللحياني، وقد ذكر عامةُ ذلك في الهمزة )
والمطلب هذا الشاهد هو أنه قد فسر البداء بالظهور
ولما جاء هكذا قيل أيضا في البداء
كما قاموس المحيط ( بَدَا بدواً وبُدُوّاً وبَداءً وبَدَاءَةً وبُدُوّاً: ظَهَرَ، وأَبْدَيْتُه. وبَداوَةُ الشيء: أَوَّلُ ما يَبْدُو منه. وبادِي الرَّأْيِ: ظاهِرُهُ. وبَدَا له في الأمرِ بَدْواً وبَدَاءً وبَداةً: نَشَأَ له فيه رَأْيٌ )
وعندما نقول أن البداء هو الظهور وأن البداء عند الإنسان أن يظهر له الأمر وينشأ له فيه رأي فيكون قبله جاهل في ناحيته
فهو جار على الإنسان بهذا المعنى
لكن عندما يقع المعنى على عقيدة تتعلق بالإعتقاد بالله تعالى وبصفاته
فإن الألزم و الأصح هو التأويل ( كما سيمر علينا من قول إبن حجر في البداء آخر البحث ) إن كان الأمر يحتاج إلى تأويل
كما نوؤل قوله تعالى ( وجاء ربك ) بأن المجيء هو لأمر الله
هذا فيما يحتاد التأويل أما فيما لا يحتاج التأويل فالصحيح فيه إلتزام ما يليق به تعالى فحاشى لله أن ينطبق عليه البداء الذي ينطبق على الإنسان
كما أنه حاشا لله أن تنطبق عليه اليد التي تنطبق على الإنسان
كما أنه حاشا لله أن ينطبق عليه إستواء الذي ينطبق على أجسام
بل هو كما قال تعالى ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ ) الزمر 47
لذا قال الشيخ الصدوق رحمه الله تعالى المتوفى في 381 هـ في إعتقادات الإمامية
( قال الشيخ أبو جعفر - رحمة الله عليه -: إن اليهود قالوا إن الله قد فرغ من الأمر.
قلنا: بل هو تعالى كل يوم هو في شأن، لا يشغله شأن عن شأن، يحيي ويميت ويخلق ويرزق، ويفعل ما يشاء. وقلنا: يمحوا الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب، وإنه لا يمحوا إلا ما كان ولا يثبت إلا ما لم يكن.
وهذا ليس ببداء، كما قالت اليهود وأتباعهم فنسبتنا اليهود في ذلك إلى القول بالبداء، وتابعهم على ذلك من خالفنا من أهل الأهواء المختلقة. وقال الصادق - عليه السلام -: (ما بعث الله نبيا قط حتى يأخذ عليه الاقرار بالعبودية، وخلع الأنداد، وإن الله تعالى يؤخر ما يشاء ويقدم ما يشاء) ونسخ الشرايع والأحكام بشريعة نبينا محمد (ص) من ذلك، ونسخ الكتب بالقرآن من ذلك.
وقال الصادق - عليه السلام -: (من زعم أن الله بدا (له) في شئ اليوم لم يعلمه أمس فابرؤا منه).(1)
وقال - عليه السلام -: (من زعم أن الله بدا له في شئ بداء ندامة، فهو عندنا كافر بالله العظيم).) 40.1
وينحصر القول في البداء أنه القدر المحتوم والغير محتوم وقبل أن نبين المطلب في هذا المقصد
نقول وتأكيدا لنفي معنى الظهور من بعد الجهل على الله تعالى عن ذلك ( كما هو عند الإنسان ) إن البداء يظهر معناه على حسب وقوعه في الجملة و بيان الظهور وأن يكون خفاؤه عن من
فأنت عندما تقول ( عمرو بدا له في الرأي ) فالخفاء كان عنه ثم تم له الظهور فيه
ولكنك عندما تقول ( برز علي فبدا له من الشجاعة ) فمعناه ظهر من شجاعته ما كان مخفيا عن الناس
وعليه فعندما نقول بدا الله أي ظهر لله من المشيئة ما كان مخفيا عن الناس وهو المتمثل في قوله تعالى ( يَمْحُو اللَّهُ مَا يَشَاء وَيُثْبِتُ وَعِندَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ) الرعد 39
ويكمن بيان هذه المسألة ( القدر المحتوم و الغير محتوم ) في التالي
يقول تعالى ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن طِينٍ ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ ) الانعام 2
قال البغوي في معالم التنزيل ( قال الحسن وقتادة والضحاك: الأجل الأول من الولادة إلى الموت، والأجل الثاني من الموت إلى البعث، وهو البرزخ، [color=#FF0000]ورُوي ذلك عن ابن عباس، وقال: لكل أحد أجلان أجل إلى الموت وأجل من الموت إلى البعث، فإن كان بَرّاً تقياً وَصُولاً للرحم زيد له من أجل البعث في أجل العمر، وإن كان فاجراً قاطعاً للرحم نقص من أجل العمر زيد في أجل البعث، وقال مجاهد وسعيد بن جبير: الأجل الأول أجل الدنيا، والأجل الثاني أجل الآخرة، وقال عطية عن ابن عباس رضي الله عنهما: { ثُمَّ قَضَىۤ أَجَلاً } ، يعني: النوم تقبض فيه الروح ثم ترجع عند اليقظة، { وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ } ، يعني: أجل الموت، وقيل: هما واحد معناه: [ثم قضى أجلاً] يعني جعل لأعماركم مدة تنتهون إليها، " وأجل مسمى عنده " يعني وهو أجل مسمى عنده لا يعلمه غيره، { ثُمَّ أَنتُمْ تَمْتَرُونَ } ، تشكّون في البعث[/color].) 2/84
إذاً علمنا أن البداء عند الإنسان هو أن يظهر له رأي من بعد جهل
وعند الله تعالى أن يظهر من أمره ما خفي على الناس قال تعالى كما مر ( وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ )
وعلمنا أن البداء في القدر المحتوم و القدر الغير محتوم كقوله تعالى ( ثُمَّ قَضَى أَجَلاً وَأَجَلٌ مُّسَمًّى عِندَهُ ) فيكون الأمر على قضاء وقدر معين ثم ينتقل إلى قضاء وقدر آخر مثبت
بقي أن نعلم أنه هل تفرد الشيعة في أدلتهم في تسمية هذه الناحية العقدية بالبداء أم أنه قد وقعت المشاركة في الدليل الشرعي مع أهل السنه
نقول وبالله التوفيق
جاء لفظ البداء لله تعالى في مصادر العامة أخواننا في عدة مواضع منها
مسند أحمد ( حدثنا إسماعيل بن إبراهيم يعني ابن علية أخبرنا أبو حيان عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير قال جلس ثلاثة نفر من المسلمين إلى مروان بالمدينة فسمعوه وهو يحدث في الآيات أن أولها خروج الدجال قال فانصرف النفر إلى عبد الله بن عمرو فحدثوه بالذي سمعوه من مروان في الآيات فقال عبد الله لم يقل مروان شيئا قد حفظت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في مثل ذلك حديثا لم أنسه بعد سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن أول الآيات خروجا طلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة ضحى فأيتهما كانت قبل صاحبتها فالأخرى على أثرها ثم قال عبد الله وكان يقرأ الكتب وأظن أولاها خروجا طلوع الشمس من مغربها وذلك أنها كلما غربت أتت تحت العرش فسجدت واستأذنت في الرجوع فأذن لها في الرجوع حتى إذا بدا لله أن تطلع من مغربها فعلت كما كانت تفعل أتت تحت العرش فسجدت فاستأذنت في الرجوع فلم يرد عليها شيء ثم تستأذن في الرجوع فلا يرد عليها شيء ثم تستأذن فلا يرد عليها شيء حتى إذا ذهب من الليل ما شاء الله أن يذهب وعرفت أنه إن أذن لها في الرجوع لم تدرك المشرق قالت رب ما أبعد المشرق من لي بالناس حتى إذا صار الأفق كأنه طوق استأذنت في الرجوع فيقال لها من مكانك فاطلعي فطلعت على الناس من مغربها ثم تلا عبد الله هذه الآية يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا )4/407 قال الهيثمي في المجمع ( رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.) 9/8
وجاء في كنز العمال ( 39218- يجمع الله الأمم في صعيد واحد يوم القيامة، فإذا بدا لله أن يصدع بين خلقه مثل لكل قوم ما كانوا يعبدون فيتبعونهم حتى يقحمونهم النار، ثم يأتينا ربنا عز وجل ونحن على مكان رفيع فيقول: من أنتم؟ فنقول: نحن المسلمون، فيقول ما تنتظرون؟ فنقول: ننتظر ربنا، فيقول وهل تعرفونه إن رأيتموه؟ فيقولون: نعم، فيقول: كيف تعرفونه ولم تروه؟ فنقول: نعم، إنه لا عدل له، فيتجلى لنا ضاحكا فيقول: أبشروا يا معشر الإسلام فإنه ليس منكم أحد إلا جعلت في النار يهوديا أو نصرانيا مكانه. (حم - عن أبي موسى). 14/ 450
وجاء في صحيح البخاري فيما رواه ( عبد الرحمن بن أبي عمرة أن أبا هريرة رضي الله عنه حدثه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأقرع وأعمى بدا لله عز وجل أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا فأتى الأبرص فقال أي شيء أحب إليك قال لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال أي ... والحديث طويل ) 4/146
فهل نتعسف ونقول إن أهل السنة ينسبون الجهل إلى الله تعالى بإدعائهم أن الله تعالى يبدو له
حاشا لله وحاشى المسلم من نسبة الجهلى إلى الله تعالى
بل نقول إن أهل السنة قد بينوا عقيدتهم في هذه المسألة وقالوا كما بين إبن حجر في فتح الباري
( قوله : ( بدا لله ) بتخفيف الدال المهملة بغير همز أي سبق في علم الله فأراد إظهاره , وليس المراد أنه ظهر له بعد أن كان خافيا لأن ذلك محال في حق الله تعالى , وقد أخرجه مسلم عن شيبان بن فروخ عن همام بهذا الإسناد بلفظ " أراد الله أن يبتليهم " , فلعل التغيير فيه من الرواة , مع أن في الرواية أيضا نظرا ; لأنه لم يزل مريدا والمعنى أظهر الله ذلك فيهم . وقيل : معنى أراد قضى . وقال صاحب " المطالع " ضبطناه على متقني شيوخنا بالهمز أي ابتدأ الله أن يبتليهم , قال : ورواه كثير من الشيوخ بغير همز وهو خطأ انتهى . وسبق إلى التخطئة أيضا الخطابي , وليس كما قال لأنه موجه كما ترى , [color=#FF0000]وأولى ما يحمل عليه أن المراد قضى الله أن يبتليهم , وأما البدء الذي يراد به تغير الأمر عما كان عليه فلا[/color] . ) 6 /364
وهكذا وافق إبن حجر الشيعة الإمامية في هذه العقيدة وكذلك قبله البخاري
هذا عن الأدلة عند أهل السنة
أما ما وعدنا أن نختم فيه البحث وهو التطرق لقيمة السعادة في تحقيق العبادة في البداء
يكمن في التالي
قال السيد الخوئي رحمه الله في رسالته في البداء ( و القول بالبداء:
يوجب انقطاع العبد إلى الله، و طلبه إجابة دعائه منه، و كفاية مهماته، و توفيقه للطاعة، و إبعاده عن المعصية.
فإن إنكار البداء والالتزام بأن ما جرى به قلم التقدير كائن لا محالة- دون استثناء- يلزمه يأس المعتقد بهذه العقيدة عن إجابة دعائه.
فإنّ ما يطلبه العبد من ربّه إن كان قد جرى قلم التقدير بإنفاذه فهو كائن لا محالة، و لا حاجة إلى الدعاء و التوسّل.
و إن كان قد جرى القلم بخلافه لم يقع أبداً، و لم ينفعه الدعاء و التضرّع.
و إذا يئس العبد من إجابة دعائه ترك التضرع لخالقه، حيث لا فائدة في ذلك، و كذلك الحال في سائر العبادات والصدقات التي ورد عن المعصومين عليهم السلام انها تزيد في العمر أو في الرزق، أو غير ذلك ممّا يطلبه العبد.
وهذا هوسرّ ما ورد في روايات كثيرة عن أهل البيت عليهم السلام من الاهتمام بشأن البداء.
فقد روى الصدوق في كتابه «التوحيد بإسناده عن زرارة، عن أحدهما عليهما السلام، قال:
«ما عبد الله عزّو جلّ بشيء مثل البداء.) 43.4
وما يشابهه هذا البيان هنا ( عن ثوبان قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يزيد في العمر إلا البر ولا يرد القدر إلا الدعاء وإن الرجل ليحرم الرزق بخطيئة يعملها ) سنن ابن ماجه 2/1334 وفي الزوائد أنه حسن
قال السندي في شرحه ( ثم التفاوت إنما يظهر في التقدير المعلق لا فيما يعلم الله تعالى أن الأمر يصير إليه فإن ذلك لا يقبل التغير وإليه يشير قوله تعالى { يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب ) ومثله ولا يرد القدر إلا الدعاء والمراد بالقدر المقدر ولا يخفى ما بين الحصرين من التناقض فيجب حمل المقدر على غير العمر فليتأمل . قال الغزالي فإن قيل فما فائدة الدعاء مع أن القضاء لا مرد له فاعلم أن من جملة القضاء رد البلاء بالدعاء فإن الدعاء سبب رد البلاء ووجود الرحمة كما أن البذر سبب لخروج النبات من الأرض وكما أن الترس يدفع السهم كذلك الدعاء يرد البلاء انتهى قلت يكفي في فائدة الدعاء أنه عبادة وطاعة وقد أمر به العبد فكون الدعاء ذا فائدة لا يتوقف على ما ذكر فليتأمل قوله ( وإن الرجل ليحرم ) على بناء المفعول من الحرمان أي يمنع الرزق الذي جاء ودخل في يده فيتلف عليه بالمعصية بوجه من الوجوه والرزق الذي قدر له لو لم يعص وحينئذ لا بد من التقدير في قوله ولا يرد القدر ولا يبطل الحصر فليتأمل وفي الزوائد سألت شيخنا أبا الفضل القرافي عن هذا الحديث فقال حسن وروى النسائي منه القطعة الثالثة قلت والأوليان رواهما الترمذي عن سلمان )
هذا ولله الحمد من قبل وبعد وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطاهرين
[/font][/color]
_________________ [font=Traditional Arabic]إن مذهبا يثبت نفسه من كتب مخالفيه أحق أن يتبع ، وإن مذهبا يحتج عليه بما في كتبه فيلجأ للتأويل والتحوير أحق أن يتجنب عنه[/font]
|