42 - الجليل الجلالة تستعمل في الكلام على وجهين أحدهما جلالة الشأن والمقدار وعظم الخطر وعلى هذا تقول فلان جليل في نفوس الناس وجليل في عيونهم إذا أريد به اعتقاد عظم الخطر وجلالة المحل وقال الشاعر أجلك قوم حين صرت إلى الغنى ... وكل غني في النفوس جليل والوجه الآخر أن يكون المراد به عظم الجثة وكثرة الأجزاء وهذا لا يجوز على الله سبحانه وأصل الجلة كبار الإبل ومنه أخذ الجليل 43 - الكريم الكرم سرعة إجابة النفس وكريم الخلق وكريم الأصل وحكى الأحول جوزة كريمة أي هشة المكسر وكأن سرعة انكسارها وهشاشتها جعل إجابة منها فشبه بها الكريم من الرجال إذا كان سريعا إلى الخيرات هذا هو الأصل والله تعالى سبب كل خير ومسهله فهو أكرم الأكرمين
44 - الرقيب هو الحافظ الذي لا يغيب عما يحفظه يقال رقبت الشيء أرقبه رقبة وقال الله تعالى ذكره ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد والمراقبة الاستحياء والحياء ضرب من التحفظ أيضا وهو تعالى الحافظ الذي لا يغيب عنه شيء
45 - المجيب هو الذي يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء وقال الله تعالى وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعاني وفي أدعيته يا مجيب دعوة المضطرين 46 - الواسع أصل السعة في الكلام كثرة أجزاء الشيء يقال إناء واسع وبيت واسع ثم قد يستعمل في الغنى يقال فلان يعطي من سعة يراه من غنى وجدة وفلان واسع الرحل وهو الغني وقال الشاعر رعاك ضمان الله يا أم مالك ... ولله أن يسقيك أغنى وأوسع وقال الله عز اسمه لينفق ذو سعة من سعته
47 - الحكيم قد مر الكلام في أصل الحكم في اللغة عند ذكر الحكم فأغنى ذلك عن إعادته ها هنا والحكيم من الرجال يجوز أن يكون فعيلا في معنى فاعل ويجوز أن يكون في معنى مفعل والله حاكم وحكيم والأشبه أن تحمل كل واحد منهما على معنى غير غير معنى الآخر ليكون أكثر فائدة فحكيم بمعنى محكم والله تعالى محكم للأشياء متقن لها كما قال تعالى صنع الله الذي أتقن كل شيء
_________________ اللهم صل على سيدنا محمد باب الاستجابة نبي التوبة و الإنابة صاحب طيبة المستطابة والرفعة المهابة وعلى آله وسلم
|