|
Site Admin |
اشترك في: الاثنين فبراير 16, 2004 6:05 pm مشاركات: 24181
|
الصوفية وصفات الله عز وجل
التأويل فى صفات الله عز وجل وأفعاله عند الشيعة فرض ، وغير المؤوِّل عقيدته باطلة.
أما الصوفية فهم على مذهب أهل السنة والجماعة سواء من السلف الصالح أهل الحديث أو الخلف الصالح - الأشاعرة والماتريدية - .
قال الإمام الكلاباذى فى التعرف لمذهب أهل التصوف " شرح قولهم فى الصفات : أجمعوا على أن لله صفات على الحقيقة هو بها موصوف من العلم والقدرة والقوة والعز والحلم والحكمة والكبرياء والجبروت والقدم والحياة والإرادة والمشيئة والكلام , وأنها ليست بأجسام ولا أعراض ولا جواهر ، كما أن ذاته ليس بجسم ولا عرض ولا جوهر وأن له سمعا وبصرا ووجها ويدا على الحقيقة ليس كالأسماع والأبصار والأيدى والوجوه ، وأجمعوا أنها صفات لله وليس بجوارح ولا أعضاء ولا أجزاء ".
وقال أيضا " واختلفوا فى الإتيان والمجىء والنزول فقال الجمهور منهم إنها صفات له كما يليق به ولا يعبر عنها بأكثر من التلاوة والرواية ويجب الإيمان بها ولا يجب البحث عنها" ... ثم قال بعد ذلك " وأولها بعضهم فقال معنى الإتيان منه إيصاله ما يريد إليه ونزوله إلى الشىء إقباله عليه ، وقربه كرامته ، وبعده إهانته وعلى هذا جميع هذه الصفات المتشابهة ".
وقال أيضا : " أجمعوا أن الله تعالى خالق لأفعال العباد كلها كما أنه خالق لأعيانهم ، وأن كل ما يفعلونه من خير وشر فبقضاء الله وقدره وإرادته ومشيئته ولولا ذلك لم يكونوا عبيدا ولا مربوبين ولا مخلوقين وقال جل وعز {قُلِ اللّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ} (الرعد 16) وقال {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ } (القمر 49) ، {وَكُلُّ شَيْءٍ فَعَلُوهُ فِي الزُّبُرِ } (القمر 52) .
قال الإمام القشيرى فى الرسالة القشيرية " وقال أبو الحسن البوشنجى ، رحمه الله : التوحيد أن تعلم أنه غير مشبه للذوات ، ولا منفى الصفات. وسأل ابن شاهين الجنيدَ عن معنى : مع ، فقال مع ، على معنيين : مع الأنبياء بالنصرة والكلاءة ، قال الله تعالى {إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } (طه 46) ومع العامة بالعلم والإحاطة ، قال تعالى : { مَا يَكُونُ مِن نَّجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ} (المجادلة 7) فقال ابن شاهين : مثلك يصلح أن يكون دالاَّ للأمة على الله .
قال شيوخ هذه الطريقة ، على ما يدلُ عليه متفرقات كلامهم ، ومجموعاتهم ، ومصنفاتهم فى التوحيد: إن الحق سبحانه وتعالى : موجود ، قديم ، واحد ، حكيم ، قادر ، عليم ، قاهر، رحيم ، مريد ، سميع ، مجيد ، رفيع ، متكلم ، بصير متكبر، قدير ، حى أحد، باق ، صمد.
وأنه عالم بِعِلم ، قادر بقدرة ، مريد بإرادة ، سميع بسمع ، بصير ببصر ، متكلم بكلام ، حى بحياة ، باقٍ ببقاء ، وله يدان هما صفتان ، يخلق بهما ما يشاء سبحانه ، على التخصيص.
وله الوجه ، وصفات ذاته مختصة بذاته ، لا يقال هى هو ، ولا هى غيار له ، بل هى صفات أزلية ، ونعوت سرمدية ، وأنه أحدىُّ الذات ، ليس يشبه شيئاً من المصنوعات ، ولا يشبهه شيء من المخلوفات ، ليس بجسم ، ولا جوهر ولا عرض، ولا صفاته أعراض ، ولا يتصوَّر فى الأوهام ، ولا يتقدَّر فى العقول ، ولا له جهة ولا مكان ، ولا يجرى عليه وقت وزمان ، ولا يجوز فى وصفه زيادة ولا نقصان ، ولا يخصُّه هيئة وقدُّ ، ولا يقطعه نهاية وحدُّ ، ولا يحله حادث ، ولا يحمله على الفعل باعث ، ولا يجوز عليه لون ولا كوْن ، ولا ينصره مدد ولا عون ؛ ولا يخرج عن قدرته ".اهـ
قال أبو طالب المكى فى قوت القلوب فى الفصل الخامس والثلاثون : "... ذكر عقود القلوب من علم الظاهر وهى ستَّ عشْرَةَ خصلة : أولها أن تعتقد أن الإيمان قول وعمل ، وأن القرآن كلام اللّه تبارك وتعالى غير مخلوق ، وأن تسلم أخبار الصفات ، وأن تصدق بجميع أقدار اللّه عزّ وجلّ خيرها وشرها ، وأن مساءلة منكر ونكير حق ، وأن عذاب القبر حق ، وأن تؤمن بالميزان ، وأن تعتقد أن الصراط حق ، وأن تؤمن بالحوض المورود حوض محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".اهـ
وقال العارف بالله الشيخ أحمد الرفاعى : فسبيل المتقين من السلف تنزيه الله تعالى عما دل عليه ظاهره ، وتفويض معناه المراد منه إلى الحق تعالى وتقدس وبهذا سلامة الدين.
وقال " أى سادة .. نزهوا الله عن سمات المحدثين وصفات المخلوقين وطهروا عقائدكم من تفسير معنى الاستواء فى حقه تعالى بالاستقرار كاستواء الأجسام على الأجسام المستلزم للحلول تعالى الله عن ذلك ، وإياكم والقول بالفوقية والسفلية والمكان واليد والعين بالجارحة والنزول بالإتيان والانتقال فإن كل ما جاء فى الكتاب والسنة مما يدل ظاهره على ما ذكر فقد جاء فى الكتاب والسنة مثله مما يؤيد المقصود ، فما بقى إلا ما قاله صلحاء السلف وهو الإيمان بظاهر كل ذلك ورد علم المراد إلى الله ورسوله مع تنزيه البارى تعالى عن الكيف وسمات الحدوث ، وعلى ذلك درج الأئمة وكل ما وصف الله به نفسه فى كتابه فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لأحد أن يفسره إلا الله تعالى ورسوله ، ولكم حمل المتشابه على ما يوافق أصل المحكم لأنه أصل الكتاب والمتشابه لا يعارض المحكم ".
رؤية الله عز وجل فى الآخرة
أهل السنة يثبتونها والشيعة والمعتزلة ينفونها.
قال الكلاباذى " أجمعوا على أن الله تعالى يرى بالأبصار فى الآخرة وأنه يراه المؤمنون دون الكافرين لأن ذلك كرامة من الله تعالى {لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ} (يونس 26) ".
قال الإمام القشيرى الرسالة القشيرية "... سمعت أبا الحسن العنبرى يقول : سمعت سهل بن عبد الله التسترى يقول : ينظر إليه ، تعالى ، المؤمنون بالأبصار من غير إحاطة ولا إدراك نهاية ". وقال أبو طالب المكى فى قوت القلوب " وأن تؤمن بالنظر إلى اللّه سبحانه وتعالى ".
والنصوص فى ذلك كثيرة عند كافة طوائف التصوف.
|
|